فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم December 20, 2009, 10:14 PM
 
رد: نازك الملائكة

أنا

الليلُ يسألُ من أنا

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

ولففتُ قلبي بالظنونْ

وبقيتُ ساهمةً هنا

أرنو وتسألني القرونْ

أنا من أكون?

والريحُ تسأل من أنا

أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ

أنا مثلها في لا مكان

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

فإذا بلغنا المُنْحَنى

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإِذا فضاءْ!

والدهرُ يسألُ من أنا

أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ

وأعودُ أمنحُها النشورْ

أنا أخلقُ الماضي البعيدْ

من فتنةِ الأمل الرغيدْ

وأعودُ أدفنُهُ أنا

لأصوغَ لي أمسًا جديدْ

غَدُهُ جليد

والذاتُ تسألُ من أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَل يحجُبُه سراب

وأظلّ أحسبُهُ دنا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ
  #14  
قديم December 20, 2009, 10:17 PM
 
رد: نازك الملائكة

إلى عمتي الراحلة


أنا لم أزل في الفجر رانية للأفق في صمت وإعياء
تتدافع الذكرى على شفتي بعض ارتعاشات وأصداء
الجرح نديان تعيش به أصداء ماض ميت ناء
أيامه عادت صدى حلم لم تبق منه غير أشلاء
غير ابتسامات ممزّقة أودت بهنّ مرارة الداء
تتدافع الذكرى وتملأني أشباحها قلقا وأشجانا
ألأمس ما زالت كآبته حرّى تذكرّني بما كانا :
بالليل كيف سهرته ألما بالفجر كيف أطلّ ظمآنا
بدموعي العطشى وحرقتها بتدفق الإحساس أحزانا
باليأس كيف طغت مرارته وتمرّدت حرقا ونيرانا
الأمس هل في الأمس من حلم هل فيه ما ينجي من الحرق ؟
هل فيه بعض صدى يناغمني ذكرى ؟ رجاء غير محترق
لفظ يمرّ ؟ وبسمة ؟ ويد مرّت برقتها على قلقي ؟
أوّاه..بعض خطى ألوذ بها من حزني القاسي ومن أرقي
بعض ابتسامتك التي غربت في الصمت واحتقت على الأفق
ألدمع أذرفه ويذرفني قلبا يجنّ أسى ويحتضر
قطراتع نار تمزّقني ما زال منها في دمي أثر
عيناي تحترقان من ألم تدمى وتقطر فيهما الصور
جرحان لا جفنان أين غدي ؟ أين الطبيعة والهوى النضر ؟
ما للحياة هوت أشعتها ليلا وعّكر جوهّ القدر ؟
أين التفتّ تصدّني صور وحشية , وشتيت آلام
ذكرى من الماضي تحطمني وتظل تصهر جفني الدامي
أوّاه..كيف سقطت ميتة وأنا أعيش وتلك أوهامي
وأنا أعيش رؤى ممزّقة وأحزك أهوائي وأحلامي
تتلفت الذكرى إليك وبي ظمأ يعتّم جوّ أيامي
وأريد أن أنسى فتخنقني رعشات حزن ساهد مرّ
أبقيت جرحا حافرا قلقا في قلب أحلامي وفي شعري
كفّ الحنان نسيت ملمسها وفقدت معبرها على شعري
لم يبق منها غير أغنية جفّت مرارتها على ثغري
وسهرت أنشدها وأنشدها في ليلة مأسورة الفجر
أواه من حزني ومن ظمأي هل عدت طيفا مطفأ المقل
ألقبر ضمّك في برودته بعد ارتعاشة قلبي الخضل
لا طير يوقظ فيك عرق هوى لا شيء يبعث خامد الأمل
ألظلّ مرّ وأنت ساهية عن رقصه وشعاعه الثمل
والنجم لاح وأنت هامدة لا تعبأين بضوئه الخجل
وتمرّ أصداء الحياة ضحى بوسادك المجزون وا أسفا
صوت المؤذن كم سهرت له ما باله في مسمعيك غفا ؟
ما بال رعشته تمرّ على قلب تناسى كيف أمس هفا
ما بالها لاذت بغربتها ومضت تباكي حولك (النجفا)
تبكي وترسم في انتفاضتها صوتا يبيت الليل مرتجفا
أوحيدة في القبر هامدة وأنا أمسّ سريرك الخاوي ؟
خصلات شعرك فوق حرق في عمق يأسي الصارخ الداوي
ومكان رأسك في الوسادة في قلبي بقايا كوكب هاو
وقميصك الباكي أما بقيت فيه حرارة جسمك الذاوي ؟
كيف انطويت وأنت خالدة في أدمعي ؟ شلّت يد الطاوي

أصغي وهل تصغين ؟ هل بلغت مثواك أصداء ارتعاشاتي

كيف انتفضت وأنت هامدة في مخلبي ألمي وآهاتي
تتعثر النغمات في شفتي بصراخ أحزاني وأنّاتي
مزّقت أيامي التي سلفت ودفنت فيك بشاشة الآتي
وأضعت أفراحي ومن عبث شبه ابتساماتي وضحكاتي
  #15  
قديم April 15, 2011, 11:27 PM
 
رد: نازك الملائكة

الزائر الذي لم يجىء


ومرّ المساء , وكاد يغيب جبين القمر


وكدنا نشّيع ساعات أمسية ثانيه


ونشهد كيف تسير السعادة للهاويه


ولم تأت أنت..وضعت مع الأمنيات الأخر


وابقيت كرسّيك الخاليا


يشاغل مجلسنا الذاويا


ويبقى يضجّ ويسأل عن زائر لم يجيء
***
وما كنت أعلم أنّك إن غبت خلف السنين


تخلّف ظلّك في كلّ لفظ وفي كلّ معنى


وفي كلّ زاوية من رؤاي وفي كلّ محنى


وما كنت أعلم أنّك أقوى من الحاضرين


وأنّ مئات من الزائرين


يضيعون في لحظة من حنين


يمدّ ويجزر شوقا إلى زائر لم يجيء
***
ولو كنت جئت..وكنا جلسنا مع الآخرين


ودار الحديث دوائر وانشعب الأصدقاء


أما كنت تصبح كالحاضرين وكان المساء


يمرّ ونحن نقّلب أعيننا حائرين


ونسأل حتى فراغ الكراسي


عن الغائبين وراء الأماسي


ونصرخ أنّ لنا بينهم زائرا لم يجيء ؟
***
ولو جئت يوما – وما زلت أوثر ألا تجيء-


لجفّ عبير الفراغ الملوّن في ذكرياتي


وقصّ جناح التخيّل واكتأبت أغنياتي


وأمسكت في راحتيّ حطام رجائي البريء


وأدركت أنّي أحبّك حلما


وما دمت قد جئت لحما وعظما


سأحلم بالزائر المستحيل الذي لم يجيء





من روائع المُبدعة
نــــــازك الملائـــــكة

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الملائكة, نازك



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تموت الملائكة AL_ATLAL النصح و التوعيه 41 January 3, 2009 07:14 PM
متى تدعو لك الملائكة SASOSAMEH الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 0 August 1, 2008 01:24 AM
حدود حرية المرأة في مقالات نازك الملائكة ومحاضراتها عبدالجبار مقالات حادّه , مواضيع نقاش 0 July 7, 2007 12:04 AM


الساعة الآن 09:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر