فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم October 14, 2008, 10:09 AM
 
بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب

بدر شاكر السياب(24 ديسمبر1926-1964م) شاعر عراقي ولد بقرية جيكور جنوب شرق البصرة. درس الابتدائية في مدرسة باب سليمان في أبي الخصيب ثم انتقل إلى مدرسة المحمودية وتخرج منها في 1 أكتوبر1938م. ثم أكمل الثانوية في البصرة ما بين عامي 1938 و 1943م. ثم انتقل إلى بغداد فدخل جامعتها دار المعلمين العالية من عام 1943 إلى 1948م، والتحق بفرع اللغة العربية، ثم الإنجليزية. ومن خلال تلك الدراسة أتيحت له الفرصة للإطلاع على الأدب الإنجليزي بكل تفرعاته.

سيرته الأدبية
اتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الانسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي ومازال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السياب موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي" . سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة و دفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
__________________
كُن صديقاً للحياه وإجعلِ الإيمانَ رايه

وإمضي حُراً في ثبات إنها كُل الحكايه
  #2  
قديم October 14, 2008, 02:17 PM
 
رد: بدر شاكر السياب

-1-
الليل و السوق القديم
خفتت به الاصوات إلا غمغمات العابرين
و خطى الغريب و ما تثبت الريح من نغم حزين
في ذلك الليل البهيم
الليل ، و السوق القديم ، و غمغمات العابرين
و النور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
مثل الضباب على الطريق
من كل حانوت عتيق
بين الوجوة الشاحبات كأنه نغم يذوب
في ذلك السوق القديم
-2-
كم طاف قبلي من غريب
في ذلك السوق الكئيب
فرأى و أغمض مقلتيه و غاب في الليل البهيم
و ارتج في حلق الدخان خيال نافذه تضاء
و الريح تعبث بالدخان
الريح تعبث بالدخان
الريح تعبث في فتور و اكتئاب بالدخان
و صدى غناء
ناء يذكر بالليالي المقمرات و بالنخيل
و أنا الغريب .. أظل أسمعه و احلم بالرحيل
في ذلك السوق القديم
-3-
و تناثر الضوء الضئيل على البضائع كالغبار
يرمي الظلال على الظلال كأنها اللحن الرتيب
و يرتق ألوان المغيب الباردات على الجدار
بين الرفوف الرازحات كأنها سحب المغيب
الكوب يحلم بالشراب و بالشفاة
ويد تلونها الظهيرة و السراج أو النجوم
و لربما بردت عليه و حشرجت فيه الحياة
في ليلة ظلماء باردة الكواكب و الرياح
في مخدع سهر السراج به و أطفأه الصباح
-4-
ورأيت من خلل الدخان مشاهد الغد كالظلال
تلك المناديل الحيارى و هي تؤمئ بالوداع
أو تشرب الدمع الثقيل ، و ما تزال
تطفو و ترسب في خيالي - هوم العطر المضاع
فيها و خصبها الدم الجاري
لون الدجى و توقد النار
يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات
يخبو و يسطع ثم يحتجب
ودم يغمغم و هو يقطر ثم يقطر : مات ...مات

-5-
الليل و السوق القديم و غمغمات العابرين
و خطى الغريب
و أنت أيتها الشموع ستوقدين
في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب
تتجمع الغرباء فيه
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب
نقر [الداربك] من بعيد
يتهامس السعف الثقيل به و يصمت من جديد
-6-
قد كان قلبي مثلكن و كان يحلم باللهيب
حتى أتاح له الزمان يداً ووجها في الظلال
نار الهوى ويد الحبيب
ما زال يحترق الحياه و مان عام بعد عام
يمضي ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
بعد الشراع و كان يحلم في سكون في سكون
بالصدر و الفم و العيون
و الحب ظلله الخلود فلا لقاء و لا وداع
لكنه الحلم الطويل
بين التمطي و التثاؤب تحت أفياء النخيل
-7-
بالأمس كان و كان ثم خبا و أنساه الملال
و اليأس حتى كيف يحلم بالضياء فلا حنين
يغشى دجاه و لا اكتئاب و لا بكاء و لا أنين
الصيف يحتضن الشتاء و يذهبان و ما يزال
كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح
كالسلم المنهار لا ترقاه في الليل الكئيب
قدم و لا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح
ما زال قلبي في المغيب
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل و لا مساء
حتى أتيت هي و الضياء
-8-
ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام
عند المساء و طوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها و هي تهمس و الظلام
يحبو و تنطفئ المصابيح الحزانى و الطريق
أتسير وحدك في الظلام
أتسير و الأشباح تعترض السبيل بلا رفيق
فأجبتها و الذئب يعوى من بعيد من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك
عند السراب و سوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد
أنا من تريد فاين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار
أنا من تريد و قبلتني ثم قالت و الدموع
في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني و هي تعلو نصف وسنى و الشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء
أنا من تريد و سوف تبقى لا ثواء و لا رحيل
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
لا يأس فيه و لا رجاء
-10-
أنا أيها النائي القريب
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
لك أنت أسمعها و أسمعهم و رائي يلعنون
هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات امي و هي تبكي أيها الرجل الغريب
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير
قدماك سمرتا فما تتحركان و مقلتاك
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد الاسير
أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
عند السراب
فطوقتني و هي تهمس : لن تسير
-11-
أنا من تريد فأين تمضي بين أحداق الذئاب
تتلمس الدرب البعيد
فصرخت : سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب
في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد
حتى أراها في انتظاري : ليس أحداق الذئاب
أقسى على من الشموع
في ليلة العرس التي تترقبين و لا الظلام
و الريح و الأشباح أقسى منك أنت أو الأنام
أنا سوف أمضي فارتخت عني يداها و الظلام
يطغي ...
و لكني وقفت و ملء عيني الدموع
__________________

ما أجمل أن يكتب اسمك بأرض لم تطأها
لا تملك إلا أن تقف عاجزا أمام يد كتبته
تشكر بنانها ‏




عندما أجدني محملا بكل هذه الناشين أجزم أنني بين النجوم




للمستقبل نحن نشيد البناء ,, نحن البناؤون


  #3  
قديم October 14, 2008, 02:22 PM
 
رد: بدر شاكر السياب

و التف حولك ساعداي و مال جيدك في اشتهاء
كالزهرة الوسني فما أحسست إلا و الشفاة
فوق الشفاة و للمساء
عطر يضوع فتسكرين به و أسكر من شذاه
في الجيد و الفم و الذراع
فأغيب في أفق بعيد مثلما ذاب الشراع
في أرجوان الشاطيء النائي و أوغل في مداه
شفتاك في شفتي عالقتان و النجم الضئيل
يلقى سناه على بقايا راعشات من عناق
ثم ارتخت عني يداك و أكبق الصمت الثقيل
يا نشوة عبرى و إعفاء على ظل الفراق
حلواَ كإغماء الفراشة من ذهول و انتشاء
دوما إلى غير انتهاء
يا همسة فوق الشفاة
ذابت فكانت شبه آه
يا سكرة مثل ارتجافات الغروب الهائمات
رانت كما سكن الجناح وقد تناءى في الفضاء
غرقي إلى غير انتهاء
مثل النجوم الآفلات
لا لن تراني لن أعود
هيهات لكن الوعود
تبقى تلح فخف أنت و سوف آتي في الخيال
يوما إذا ما جئت أنت و ربما سال الضياء
فوق الوجوه الضاحكات و قد نسيت و ما يزال
بين الأرائك موضع خال يحدق في غباء
هذا الفراغ أما تحس به يحدق في وجوم
هذا الفراغ أنا الفراغ فخف أنت لكي يدوم
هذا هو اليوم الاخير
وا حسرتاه أتصدقين ألن تخف إلى لقاء
هذا هو اليوم الأخير فليته دون انتهاء
ليت الكواكب لا تسير
و الساعة العجلى تنام على الزمان فلا تفيق
خلفتني وحدي أسير إلى السراب بلا رفيق
يا للعذاب أما بوسعك أن تقولي يعجزون
عنا فماذا يصنعون
لو أنني حان اللقاء
فاقتادني نجم المساء
في غمرة لا أستفيق
ألا و أنت خصري تحت أضواء الطريق
ليل و نافذة تضاء تقول إنك تسهرين
أني أحسك تهمسين
في ذلك الصمت المميت ألن تخف إلى لقاء
ليل و نافذة تضاء
تغشى رؤاي و أنت فيها ثم ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
و يلوح ظلك من بعيد و هو يومئ بالوداع
و أظل وحدي في الطريق
__________________

ما أجمل أن يكتب اسمك بأرض لم تطأها
لا تملك إلا أن تقف عاجزا أمام يد كتبته
تشكر بنانها ‏




عندما أجدني محملا بكل هذه الناشين أجزم أنني بين النجوم




للمستقبل نحن نشيد البناء ,, نحن البناؤون


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الزيات, بحر, شاكر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصر السحاب الياس البوشي روايات و قصص منشورة ومنقولة 1 July 26, 2008 04:57 PM
حب فى مر السحاب 3abed شعر و نثر 2 April 30, 2008 09:54 PM
انشودة المطر....بدر شاكر السياب الظاعن شعر و نثر 0 June 14, 2007 07:38 AM


الساعة الآن 04:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر