فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم September 7, 2008, 08:21 AM
 
حسن الخلق....

بسم الله الرحمن الرحيم
روى أحمد والبيهقي عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
إن الدين الإسلامي الحنيف هو دين الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة والأخوة الصادقة. ولقد شرع الله لعباده هذا الدين لتطهير قلوبهم وتهذيب نفوسهم وترقية مشاعرهم . والإرتفاع بهم من طينة الأرض إلى نورانية السماء.
ولو نظرنا إلى تعاليم الإسلام ومبادئه وفروضه وأركانه لوجدنا أنها تهدف كلها إلى غرض واحد وهو غرس الأخلاق الفاضلة في نفوس المؤمنين .
إن العبادات التي شرعت في الإسلام ليست طقوساً مبهمة تربط المسلم بالغيب المجهول, وإنما هي تمارين متكررة تعود المسلم أن يحيا بأخلاق صحيحة وأن يظل متمسكاً بهذه الأخلاق مهما تغيرت الظروف.
فالصلاة, وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة التوحيد والإقرار بالرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم قد فرضها الله وأبان الحكمة من إقامتها. فقال عز شأنه:{ وأقم الصلوة إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.(العنكبوت—45)
فالهدف الأساسي من إقامة الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وتبعد عن الرذائل وسوء العمل. وتطهر القلب من الأحقاد والأضغان, وتملؤه بمعاني الرحمة والمودة والحنان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ((إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطيل بها على خلقي. ولم يبت مصراً على معصيتي وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب, ذلك نوره كنور الشمس....)رواه البزار
فالصلاة هي التي لا تؤثر في صاحبها فلا تهذب خلقه. ولا تحسن طبعه ولا تطهر نفسه ولا تنقي ضميره ولا تملأ قلبه رحمة وحباً للناس هي صلاة لا قيمة لها وهي مردودة على صاحبها.
وروى الطبري من قول ابن مسعود ( من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا)
وكذلك الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ليست ضريبة تؤخذ من الناس جبراً وبالقوة, بل هي أولاً وقبل كل شيء غرس لمشاعر الحنان والرأفة وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة وتوثيق لعرى المحبة والمودة بين الناس.
وقد نص القرآن على هذا الهدف النبيل حيث قال تعالى( خذ من أمولهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم).(التوبة---103)
فتنظيف النفس من أدران الشح والبخل وتطيرها من آفات الكنود والتسامي إلى مستوى رفيع من الأخلاق الكريمة هو الحكمة من مشروعية الزكاة , ولقد توسع الإسلام في معنى الصدقة فاعتبر كل عمل يؤديه المسلم صدقة يجزى عليها خيراً ولو كان قليلاً.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك صدقة, وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة , وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق, لك صدقة. وإفراغك من دلوك في دلو أخيك , لك صدقة , وبصرك للرجل الرديء, البصر لك صدقة)رواه البخاري..
اليست هذه الصدقات على بساطتها وسهولتها توسيعاً لقاعدة المحبة و المودة بين الناس . ثم انظر إلى الصيام المفروض . لم يشرعه الله عز وجل لمجرد الحرمان من الطعام والشراب والشهوة المحظورة ونزواتها المنكورة. وإقراراً لهذا المعنى بقبول الرسول الكريم صلي الله عية والة وسلم: ( ليس الصيام عن الأكل والشرب, إنما الصيام عن اللغو والرفث, فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم).رواه ابن خزيمة..
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري...
وقد يظن بعض الناس أن الرحلة إلى البقاع المقدسة التي فرضها الله على المؤمنين القادرين . أنها مجرد سفر لزيارة أماكن أو مشاهدة بقاع, وقد يحسبون أنها مجردة من المعاني الخلقية, خالية من التوجيه التربوي السلمي وهذا خطأ محض أو جهل فاضح. إن الرحلة الى الحج هي أعظم فريضة يتعلم منها المؤمن أعظم الدروس في التربية والأخلاق.
يقول اله تعالى:{ الحج أشهر معلومت فمن فرض فيهن الحاج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب}.(البقرة—197)..
فالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من فرائض الإسلام كلها مدارج للخلق القويم. ومعارج للكمال الإنساني المنشود. وهي روافد للتطهر والصفاء. فإذا لم يستفيد المؤمن من هذه العبادات بما يزكي نفسه ويطهر قلبه. ويهذب صلته بالله وبالناس, فقد هوى( إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى (74) ومن يأته مؤمناً قد عمل الصلحت فأولئك لهم الدرجت العلى (75) جنت عدن تجري من تحتها الأنهر خلدين فيها وذلك جزاء من تزكى)(طة---74—76)...
إن قوة الخلق ومتانته دليل واضح على قوة الإيمان وحسن الصلة بالله. وإن انهيار الأخلاق دليل على ضعف الإيمان أو انعدامه .
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: (أحسنهم خلقاً).رواه الطبراني
إن الرجل الصفيق الوجه المعوج السلوكح المنحرف عن الصراط المستقيم . الذي يقترف الرذائل ويباشر الموبقات. قد انعدم منه الحياء , وبالتالي قد انعدم منه الإيمان.
يقول صلى الله عليه وسلم: ( الحياء والإيمان قرناء جميعاً, فإذا رفع أحدهما فقد رفع الآخر).رواه الحاكم والطبراني..
والرجل الذي ينكب جيرانه بالسوء ويرميهم بالأذى. ينزع عنه الرسول صفة الإيمان.
يقول صلى الله عليه وسلم: ( والله لا يؤمن . والله لا يؤمن . والله لا يؤمن ) قيل : من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه). أي شروره وأذاه.رواه البخاري
إن كثرة الصلاة والصيام والزكاة. والإستغراق في العبادة من غير أن يظهر لذلك أثر طيب هو عمل لا قيمة له ولا وزن وهو مردود على صاحبه. ولن يغنيه عن دخول النار شيئاً.
روي أن رجلاً قال: ( يا رسول الله . إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. فقال : ( هي في النار). ثم قال الرجل فلانة تذكر من قلة صلاتها وصيامها. أنها تصدق ثوار من الأقط ( بالقطع من الجبن) ولا تؤذي جيرانها قال: ( هي في الجنة)رواه البخاري...
ولقد سأل النبي أصحابه يوماً فقال لهم ( أتدرون من المفلس). قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: ( المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة. ويأتي وقد شتم هذا, وقذف هذا وأكل مال هذا, وسفك دم هذا وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته , وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه , أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار).رواه مسلم..
فهل نفعته صلاته وزكاته وصيامه. إنها لم تنفعه مع سوء خلقه ورداءة طبعه.
إنه كتاجر أغرق نفسه في الديون. فأريت على رأس ماله. فهل نعد هذا التاجر ضمن الأغنياء؟!.
يقول صلى الله عليه وسلم( الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد. والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل).رواه مسلم...
وربما يكون العبد في صلته مع ربه مقتصراً على الفرائض مقلاً من العبادة من غير تفريط لا يكثر من السنن أو النوافل. ولكنه مع ذلك يبلغ عظيم درجات الجنة, بحسن خلقه وطهارة سيرته. يقول صلى الله عليه وسلم( إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وأشرف المنازل. وإنه لضعيف العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك جهنم).رواه الطبراني عن انس...
إن الأخلاق الطيبة . كما أنها سبب في رفعة الفرد وسموه بين أقرانه. فهي كذلك سبب في رفعة الأمة التي تتمسك بشرع الله. وتحافظ على مبادئ دينها وأخلاقها. تكون أمة قوية يرهبها أعداؤها وتتبوأ مكانة عظيمة مرموقة بين الأمم( كنت خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعرف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).(البقرة---110)..
فإذا هبطت الأخلاق في الأمة وتفشت فيها الرذائل وانتشرت بين أفرادها الموبقات وكثرت فيهم الرشوة وتفككت من بينهم عرى المحبة والمودة وسادتهم الأنانية وحب الذات. فإن هذه الأمة لن تدوم طويلاً. وتصبح لقمة سائغة لأعدائها وهي أسرع الأمم زوالاً. وأكثرها تفككاً وانهزاماً, يقول الله عز وجل( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)
ويقول الشارع:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
يقول رسول الله صلى اله عليه وسلم( إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقا)رواه الترمذي...
وروى عبد الله بن عمرو قال : إن رسول الله لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول( خياركم أحاسنكم أخلاقا)رواه البخاري...
ويقول الله عز وجل في حديث قدسي( أنا الله خلقت العباد بعلمي فمن أردت به خيراً منحته خلقاً حسناً, ومن أردت به سوءاً منحته خلقاً سيئاً)رواه الشيخ عن عبدالله بن عمرفي كتاب الأحاديث القدسية...
أرجوأن أكون قدوفقت في نقل وصياغه مافيه الفائدة

منقوووووووووووول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم November 8, 2008, 12:27 AM
 
رد: حسن الخلق....

جزاكي الله الف خير
__________________






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخلق, حصن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
((مكتبة المرأة المسلمة)) أبوالحسن كتب اسلاميه 6 August 23, 2011 05:07 PM
كتاب المسألة العربية azzedine1236547 أرشيف طلبات الكتب 0 July 19, 2008 07:02 PM
نصائح الي الاخت المسلمة خالد اشرف النصح و التوعيه 3 March 7, 2008 03:16 AM
فوائد احتشام المرأة المسلمة fared1 النصح و التوعيه 2 January 9, 2008 06:33 PM
المرأة المسلمة وتحديات العصر hossamf18 مقالات حادّه , مواضيع نقاش 3 December 5, 2007 07:13 PM


الساعة الآن 06:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر