فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > المواضيع العامه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 16, 2008, 11:33 AM
 
Smile أمُّ صالح ... خدودٌ فاتنات ورِيقُ الغانيات

منقول من الأستاذ أحمد الحربي منتدي الساحة
مرحباً بكم يا سادة يا كرام ، وسلامٌ من الله عليكم ورحمة منه وبركة
خُلّتي وصحبي ..
يُخيّل إليّ أن أبا مُرّة أوعز إلى صبيانه أن تلاعبوا بالحربي قبل رمضان ! فطفق الصبية من الجن يرسلون إليّ الأفكار تِلْو الأفكار ، آوِنةً بالبلوتوث ، وأحياناً بالأشعة الحمراء ، وغالباً من خلال بريدهم الألكتروني الموحّد :
كوم.جني جني@ 2008شيطان صغير
نعم يا سادة إن الجن في هذا الزمان يستخدمون التقنية السريعة للإطاحة بالناس ، أما رأيتم رأي العين كيف يتساقط الرجال في الطرقات تساقط الجراد في المزارع ! كل ذلك بسبب اعتماد الجن على التقنية !
لقد احتار أهل الاختصاص في هذه الكائنة وسبب هذا التساقط ! وكالمعتاد في مثل هذه الفرص التي قد لا تتكرر ! سارعوا وأنشأوا اللجان وحددوا ميزانية هذا العمل الجبّار ! قال قائلٌ منهم : كم بلغ عدد أعضاء اللجنة ؟ قالوا عشرون عضواً ، قال : وأبناء عمي الذين ماتوا خمسة ، إذن عددنا خمسة وعشرون عضواً ، لكل عضوٍ ما تيسر من الطماطم ! فأخذ ستَّ حباتٍ له واحدة ولأبناء عمه الذين ماتوا ولا وراث لهم خمسة !!
ثم جلسوا يتجاذبون أطراف الفُصْفُص ! فقال ذكيٌّ ألْمعيٌّ ، من أوسطهم جاهاً ومالاً : إن السبب في تساقط الرجال في الطرقات وجودُ هذه التي يسمّيها العامة (عيون القط) ، فإنها تعكس أنوار السيارات على واضعي النظّارات من الرجال ، وبالتالي يسقطون ! لا بد من اقتلاع هذه العيون من محاجرها ، ثم أخذ يصرخ (الموت للقطط .. الموت للقطط) .. بالصدفة كان أحد القطط المحترمين ، من ذوي العوائل المحترمة ! مارّاً بجانب مقرّ اللجنة فسمع الصوت والصراخ ، فدبّ دبيب النمل إلى النافذة وأخذ يسترق السمع وهو يفتل شاربه ، ثم قال : (ليس بغريبٍ عليّ هذا الصوت ! ) ، فنظر نظرةً من طرف النافذة ليرى هذا الصارخ ، فما كاد يُمعِن النظر في الصارخ حتى تلعثم واختل توازنه وسقط من النافذة ، ثم صرخ صرخة سمعها أهلُ حارته ! وأقبل يجري وهو يقول (إثمعوني إثمعوني ! إنه شليويح .. النجاء النجاء يا آل قِطّ بن عُرِّي) ، لقد فقد ثنيتيه عند سقوطه من النافذة !!
هتّان ! أحد الأعضاء القُدامى لا تخلو منه لجنة من اللجان ، لم يعجبه تحليل شليويح ولا تعليله فقال : ليس هذا هو السبب يا صديقي شليويح ! إن السبب الكامن في تساقط الرجال هي هذه الأيديولوجية المتغلغلة في كيان المجتمع ، إلى حدّ أن الرجال باتوا لا يستطيعون الحِراك بسهولة ، جرّاء الأطنان الهائلة من الأقمشة التي يحملونها على أجسامهم ! ثوبٌ وطاقية وعمامة وقميصٌ وسروالٌ قصيرٌ وآخر طويل ! أنا أرى أن يكتفي الرجلُ بواحدٍ من هذه الأقمشة كالعمامة مثلاً ! ويستغني عن الباقي !!
بعد هذه اللجنة المارثونية أغلقت الأبواب على الكراسي ، آملين أن يظفروا بلجانٍ أُخر في أيامٍ غُرر !
أين ذهبت الميزانية ؟!
سامحوني لقد نسيت والآن تذكرت ، إنها من نصيب ذلك الطيب وأبناء عمومته الخمسة !
بل أين ذهبتُ أنا ؟ عن موضوعي الذي كاد أن يذهب طيّ هذا الاستطراد ..
لقد عدتُ يا أمُّ صالح ! لقد عدتُ
آهٍ ثم آهٍ يا أم صالح
لا زلتُ أذكر خدّيك يا أم صالح !
لو رأيتم خدود أم صالح يا سادة لقلتم كما قال ذلك المجنون في البيمارستان ! أتدرون ما قال ؟ خذوا قصته من فمِ المبرد ، وهي قصة طريفة فيها من الأدب وعلو كعب الألفاظ ما تشرأبُّ إليها أعناق طلاب الأدب ، يقول المبرد :
" قال لي المازني: بلغني أنك تنصرف من مجلسنا فتصير إلى مواضع المجانين والمعالجين فما معنى ذلك?
فقلت: أعزك الله تعالى، إن لهم طرائف من الكلام
قال: فأخبرني بأعجب مارأيت من المجانين
قال فقلت: صرت يوما إليهم فمررت على شيخ منهم وهو جالس على حصير قصب فجاوزته إلى غيره فقال: سبحان الله تعالى أين السلام? من المجنون أنا أو أنت? فاستحيت منه وقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال: لو كنت ابتدأت لأوجبت علينا حسن الرد، علي أنا نصرف سوء أدبك إلى أحسن جهاته من العذر، لأنه كان يقال: إن للداخل على القوم دهشة، أجلس - أعزك الله تعالى عندنا وأومأ إلى موضع من الحصير، فجلست إلى ناحية منه استرعى مخاطبته فقال لي وقد رأى معي محبرتي: أرى معك آلة رجلين أرجو ألا تكون أحدهما: أصحاب الحديث الأغثاث، أو الأدباء أصحاب النحو والشعر? قلت الأدباء، قال: أتعرف أبا عثمان المازني? قلت نعم، قال أتعرف الذي يقول فيه?:
وفتىً من مازن *** أستاذ أهل البصرة
أمه معرفة *** وأبوه نكره
فقلت لا أعرفه فقال: أتعرف غلاماً له قد نبغ في هذا العصر معه له ذهن وحفظ، وقد برز في النحو يعرف بالمبرد? فقلت: أنا والله الخبير به، قال: فهل أنشدك شيئا من شعره? قلت: لا أحسبه يحسن قول الشعر، فقال: ياسبحان الله، أليس هو القائل:
حبذا ماء العناقي *** د بريق الغانياتِ
بهما ينبت لحمي *** ودمي أي نباتِ
أيها الطالب أشهى *** من لذيذ الشهواتِ
كل بماء المزن تفا *** ح خدود الفتياتِ
قلت: سمعته ينشد هذا في مجلس أنس فقال: ياسبحان الله، ألا يستحي أن ينشد مثل هذا حول الكعبة?! ثم قال: ألم تسمع ما يقولون في نسبه? قلت: يقولون هو من الأزد ازد شنوءة، ثم من ثمالة، قال: أتعرف القائل في ذلك?:

سألنا عن ثمالة كل حي *** فقال القائلون ومن ثماله
فقلت: محمد بن يزيد منهم *** فقالوا: زدتنا بهم جهالة
فقال لي المبرد خل قومي *** فقومي معشر فيهم نذالة
فقلت أعرفه، هذا عبد الصمد بن المعذل يقولها فيه فقال: كذب فيما ادّعاه، هذا كلام رجل لا نسب له، يريد أن يثبت له بهذا الشعر نسباً، فقلت له أنت أعلم، فقال ياهذا: قد غلبت خفة روحك على قلبي، وقد أخّرتُ ما كان يجب تقديمه، ما الكنية أصلحك الله? فقلت: أبو العباس. قال: فما الاسم? قلت محمد: قال فالأب? قلت يزيد، قال: قبحك الله، أحوجتني إلى الاعتذار مما قدمت ذكره، ثم وثب وبسط يده فصافحني فرأيت القيد في رجله فأمنت غائلته، فقال: يا أبا العباس، صن نفسك من الدخول في هذه المواضع، فليس يتهيأ في كل وقت أن تصادف مثلي على مثل حالتي ثم قال: أنت المبرد، أنت المبرد، وجعل يصفق وانقلبت عيناه واحمرت وتغيرت حالته، فبادرت مسرعاً خوف أن تبدر إلي منه بادرة، وقبلت منه والله نصحه ولم أعاود بعدها إلى تلك المواضع أبداً "
بالله عليكم يا سادة ، أتعدّون هذا مجنوناً ؟!
نحن على استعدادٍ أن نتنازل عن مليونٍ من العقلاء في مقابل أن نظفر بمجنونٍ مثله !
أما سمعتم خشخسات حروفه في أفواهكم ! وهو يقول : (كل بماء المزن تفاح خدود الفتياتِ) هي هذه الخدود التي أتحدث عنها منذ الصباح ! إنها خدود أمِّ صالح !
يمتاز خدّاها بالانتفاخ ، انتفاخٌ يعيد الشيوخ إلى الصِّبا
قد كُسيا لوناً رمْلياً أشبه ما يكون بلون السحاب الممزوج باصفرار الشمس ، فحدِّث ولا حرج عن مصارع العشّاق تحت راية هذين الخدّين ! كلهم يفدِّيها بأهله وماله وما تبقّى فيه من لحمٍ وعظم !
صدقوني ! ‍ ما رأيتهما يوماً إلا ثار بي جِنّةٌ فمرّةً أُصرع حتى يتجمهر النظّارة من المارّة فلا أُفيق إلا على روائح الثوم ! ومرةً أُصاب بازواجية في المشاعر ! فأضحك وأبكي في آنٍ واحد ، وأصرخ وأصمت في وقتٍ واحد ! وأقف وأقعد في حالٍ واحد ! إنها الخدود وكيف تفعل بالعشاق !!
ولستُ وحدي في عشقي لخدودها ! يكاد يبلغ عشاقها عدد الرمل والحصى ، وعدد النجوم ، لقد أنشدوا فشنّفوا آذان الدهر ، وأطربوا قلب الزمان ، بأنشودةٍ لا أجمل منها ، وقصيدةٍ لا أسْمن منها ! أنشدوا والزمان من خلفهم يردد :

كُلَيجتي .. كُلَيجتي
يا سلوتي في وحدتي
يا صيحتي يا صرختي
يا موطن الإحساسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
يا حُلّةً في دهرها
يا نَسْمةً في صُبحها
يا غادةً في غَنجِها
يا جنّة الأضراسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
ما غاب عن أوطانهِ
أو مات في ريعانهِ
من بات في أزمانهِ
يرعاكِ بالأخماسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
أقسمتُ بالأَيْمانِ
في سالف الأزمانِ
أن الهوى أرداني
في قَدِّكِ الميّاسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
وإن سألتِ في الرُّبى
عن عاشقٍ تقلّبا
في حُبِّك الدهرَ احتبى
فعلِّقي الأجراسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
أنا الذي تعلّقا
بحبْل وُدٍّ وارتقى
حتى تغنّى واستقى
من خدِّك الحسّاسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
اليوم يوم الملحمهْ
الكُلُّ يفْدي مطعمَهْ
لا راحمٌ لا مرْحمهْ
أفديكِ دون الناسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
قد قالتِ الأعرابُ
وخطَّه الكُتّابُ
وساقَهُ الجَوَّابُ
الحُبُّ في الأغراسْ
**
كُلَيجتي كُلَيجتي
**
يهواكِ هذا الحربي
يهواكِ مِلْء السُّحْبِ
فبالغي في الحُبِّ
يا موطن الإحساسْ
__________________

ما أجمل أن يكتب اسمك بأرض لم تطأها
لا تملك إلا أن تقف عاجزا أمام يد كتبته
تشكر بنانها ‏




عندما أجدني محملا بكل هذه الناشين أجزم أنني بين النجوم




للمستقبل نحن نشيد البناء ,, نحن البناؤون


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أمُّ, الغانيات, خدودٌ, سالي, فاتنات, ورِيقُ



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محمود سامي البارودي admin شخصيات عربية 3 February 27, 2010 12:42 PM
صالح .. وصل هل يجد من مرحب .....؟ ** صالح ** الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 3 July 30, 2008 07:36 AM


الساعة الآن 10:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر