كتاب الخمسة الذين تقابلهم في الجنة Albom, Mitch - Five People You Meet In Heaven

الخمسة الذين تقابلهم في الجنة

"The Five people you meet in heaven"

عرض: علياء حسين

رواية للكاتب الأمريكي "ميتش ألبوم" صاحب أكثر الكتب مبيعا في العالم.



"من هم؟" كان هذا تساؤلي الأول عندما ذهبت لاقتناء أحد الكتب الانجليزية التي تذهب بالعقل في رحلة روحانية وتأملية في ما حولنا.



ولد ألبوم في 23 مايوم عام 1958 بنيو جيرسي، تخرج من جامعتي برانديس وكولومبيا، روائي وصحفي صاحب عمود ثابت في وكالة ديترويت الصحفية، عمل كمضيف غذاعي وتلفزيوني، ومتطوع في العدي من الخدمات الانسانية من أجل رفع مستوى معيشة مجتمع "ديترويت" ومساعدة المشردين وضحايا الحروب، ألف هذه الرواية عام 2003 كما ألف العديد من لرويات الأخرى مثل "من أجل يوم آخر" و" الثلاثاء مع موري" وغيرها العديد من الكتب التي تم تحويلها لجودة محتواها فيما بعد إلى قصص درامية على الشاشة الذهبية.



تبدأ الرواية بأسلوب سلس بسيط بالقاء الضوء على ملامح شخصية البطل "إيدي" النفسية والجسدية ، روتينه اليومي، ذكرياته المتبقية من طفولته وحبه لزوجته "مارجريت" ،وعكته الصحية التي أصابت قدمه اليسرى في الحرب، موقع العملي في ملاهي "روبي بير" كعامل للصيانة،وكيف أن بطل القصة أمضى حياته منعزلاً ناقماً على ما آلت إليه حياته التي من وجهة نظره لم تجدي نفعاً، يهتم الكاتب بتسليط الضوء في كل فصل بمشهد احتفال "إيدي" بعيد ميلاده منذ يوم مولده حتى عامه الثالث والثمانين الذي هو يوم وفاته....

كل نهاية تمثل بداية بطريقة أو بأخرى، لكننا لاندرك الأمر في وقته....



تبدأ الرواية من النهاية من الوقت صفر، تلخص الأحداث الأخيرة في الستين دقيقة المتبقية من حياة "إيدي" وكيف أنه يموت مضحياً بحياته من أجل محاولة انقاذ فتاة صغيرة عقب حدوث عطب في إحدى اللعب السريعة في مدينة الملاهي..

ثم تبدأ رحلة إيدي في الصعود إلى السماء...

يتميز أسلوب "ميتش ألبوم" إضافة إلى السلاسة العمق ايضاً، يستطيع أن يبحر بعينيك وعقلك وكل حواسك إلى تخيل كل مشهد وكل سطر، اسلوب بعيداً عن الملل، تفصيل تحتاجه لتشعر بما شعر به "إيدي" ورؤية ما رآه.



الشخص الأول: "الرجل الأزرق"

"الغرباء ليسوا حقيقةً غرباء بل هم عائلتك التي لم تلقاها بعد".



يقابل "إيدي" الرجل الأزرق وهذه التسمية اكتسبها نسبة إلى لون جدله الذي أعياه المرض الذي يحكي له أن كل شخص عليه أن يقابل خمسة آخرين يوضحوا له أشياءً صعب وخفي عليه معرفتها في حياته، فهو على سبيل المثال رغم أنه لم يره إلا مرةً واحدةً عندما كان طفلاً في الخامسة من عمره في أحد عروض الملاهي.

ويخبره كيف أن لكل قصة جانبين وإن لم نراها، فايي تسبب في مقتله عنما كان طفلا صغيرا دون قصد منه، ثم يندم إيدي ويحزن لذلك الأمر وتبدأ تساؤلاته، كيف مات، هل حقا نجح في انقاذ الطفلة الصغيرة "إيمي"، ولم هو هنا كيف تكون هذه جنته، كيف تكون "روبي بير" مكان عمله هي جنته وقد كره الحياة والعمل فيها طوال عمره فيخبره " الرجل الأزرق" بأنه عليه أن يرتقى خمسة مستويات وهذه هي أول محطة وإنها ليست جنته " غيدي" بل جنته هو التي لطالما تمنى أن يسير فيها بحريته دون أن تجرحه عيون المارة وتسخر منه.

ثم يمضي...



الشخص الثاني: "القائد"

ينتقل إيدي من "روبي بير" حيث الألوان الزاهيه وعربات اللعب وجميع أنواع المرح إلى سماء سوداء تمطر نيرانا وهدير الطائرات والعظام البشرية في كل مكان، ويقابل قائده في الحرب ويخبره كيف أنه نشا وتربى في أسرة عسكرية ولم يعرف في حياته سوى حياة الحرب، وكان يتمنى لو أنه رأى العالم لو عمه السلام، وأنه دوماَ أراد أن يعلم جنوده شيئاً وهو "لا يجب أن تخلف أحدا خلفنا مهما حدث" وقد كان. ويبدأ" ميتش البوم" في سرد حياة الحرب والأسر اللذين تعرضوا لهما وكيف قتل أحد اصدقائهم وكيف خطط "إدي" للهرب بذكاءه وخداعه للحراس، لكن قبل الهرب قررت الفرقة أن تحرق مكان اسرهم"منجم الفحم" حتى يكون عبرة للغير لكن "إيدي" في زحمة وفضى الموقف هُيأ له بأن عيناه قد وقعت على جسد يتكمزق ويجري في النيران فهم بإنقاذ هذا الخص ولم يستطع أحد من زملاؤه ردعه ثم أصابته طلقة نارية وفقد الوعي يعدها ليستيقظ وقد غطت الحروق جزءا كبيرا من رجله والرصاصة لم يتمكن الأطباء من إزالة كل أجزاءه وعليه أن يعيش ما تبقى من حياته عاجزاً عن الحركة الكاملة كاي شخص عادي، ولكن العطب لم يصب رجله فقط بل ذهب بإيدي غلى عالم مظلم لم يخرج منه حتى الآن ،فقد بعد الحرب كل قدرته على الاستمتاع والفرح، يخبره القائد بأنه هو من أطلق عليه الرصاص لأن إيدي كان قوي البنيان ولم يستطع أحد ردعه وكان مبدأ القائد "لا نخلف أحدا وراءنا مهما حدث" فكانت هذه سبيله الوحيد لردعه، يثور إيدي ثم يخبره القائد بعد ذلك أثناء هربهم دلف من السيارة ليتفقد الطريق من قبل الفريق ولكن الموت سبقه بخطوات ووقع في أرض لغم ومات من فوره، يعلم "إيدي" ان القائد هكذا قد ضحى بحياته في سبيل أن يعيش هو...



"التضحية هي جزء من الحياة ، على كل منا أن يقوم بها، ليست شيئا نندم عليه، نعطيها ونأخذها، صغيرة كانت أم كبيرة، فالأم تعمل وتكد من أجل أن تذهب ابنتها إلى الدراسة والفتاة تعود لتساعد أمها المريضة وهكذا، عندما نضحي بشئ فإننا لانفقده لكننا نمرره لشخص آخر"



ويخبره بأن أرض الحرب هي جنته التي تمناها ، وأنها ليست كما يراها هو بل ي الصورة التي رسمها له عقله عن ذكرياته ها هنا وأن مقبرة القائد هي تلاك العظام التي رآها منذ قليل ويريه كم هي جميلة أرض المعركة دون حربن حدائق وخضرة ، وسماء زرقاء صافية كل شبر ينبض بالحياة، حياةا لسلام التي تمناها القائد ولم يعشها في حياته....



الشخص الثالث:"روبي بير"

"كثيراً من الآباء يدمرون أبناءهم، أمر ليس لأحد حيلة فيه، فهم كزجاج الكريستال الأصيل تمتص بصمات كل من يمسك بها، فبعض الآباء يلطخها، بعضهم يشرخها، والبعض الآخر يكسرها تماما ويهشمها حتى يصعب إصلاحها"



ينتقل "إيدي" إلى مطعم ملئ بالعديد من الناس يأكلون ويتجاذبون أطراف الحديث لكن دون الاحساس بوجوده، ثم يلتقي بوجه يألفه ويعرفه طوال حيتاته، وجه أبيه" لكن هو الآخر لا يشعر بوجوده ويتجاهل الحديث معه كما كان في حياته متجاهلا له، قاسيا عليه حتى انتهى الأمر بقطيعته إياه حتى يوم وفاته، ثم إلى جبل من الثلج يدخل إلى كهف جليدي لاهو بالبارد ولاهو بالحار يعجز عن وصف مايشعر به.

حيث يقابل امرأة عجوز أنيقة ودودة،يعجب لملاقاته غياها حيث لم يرها قط في حياته.

تبدأ هي الأخرى بتعريف نفسها إليه ورواية قصتها بأنها كانت نادلة في احدى المطاعم القريبة من الملاهي وكيف أعجب بها شاب من الطبقة الارستقراطية وتزجها وأهدى لها مدينة ملاها بناها خصيصا لها ولكن في ليلة مشئومة بعيد الاستقلال أضرمت فيها النيران وانتهى حلمهما وأصيب زوجها اثناء محاولاته اليائسة في إطفاء الحريق وتخبره بأن هذه الملاهي سميت تيمناً بها "روبي" وتخبره بأن زوجها كان المريض المجاور في نفس غرفة والده بالمشفى عندما كان على فراش الموت وكيف أنه استمع إلى حديث الأم والأب وعرف قصتهما ورأى والده وهو يهرع غلى نافذة المشفى وحيداً ينادي زوجته وأبناءه ظناً منه أنهم لازالوا في الخارج كي يعتذر لهم عما سببه من ألم لهم طوال حياته حتى مات بداء الرئة.

وتخبره أن هذا المطعم الذي رآه هو جنتها لأنها طالما تمنت لو لم تبني مدينة الملاهي تلك مع كل الحوادث التي تسببت في ايلامها هي والآخرين فتمنت أن تعود كما كانت نادلة في مطعم يضم كل من تأذوا في "روبي بير".

وتخبره روبي بأنه كي ينسى الآلام التي تسبب بها والده له وكي ينتقل إلى مستواه الرابع أن عليه أن يغفر ويسامح وبالفعل يذهب "إيدي" لملاقاة والده ويخبره بأنه قد سامحه وانه على رغم كل شئ قد أحبه كان يتمنى لو أنه أظهر له هو الآخر هذا الحب.



الشخص الرابع:" مارجريت الحبيبة"

"عندما نفقد من نحب فإننا لانفقد الحب، لكنه يتخذ اشكالاً أُخرى، قد لانرى ابتسامة من نحب، لانحضر لهم الطعام،ولاترقصون معهم، لكن عندما تضعف هذه الحواس، تقوى اشياءً أُخرى، ذكرياتك، تصبح هي رفيقتكالذي تحافظ عليها و تثريها وترقص معها".



من الثلج الأبيض والمطعم البسيط وأصوات موائد الطعام إلى مأدبات واحتفالات وألوان الفساتين الزاهية والموسيقى والرقص، هكذا انتقل إيدي إلى مراسم الزفاف، أُناس لايعرفهم ولم يرهم قط في حياته، يتحدثون لغات غريبة عليه، هيرع للخروج من الباب ليجد نفسه في احتفال آخر وبلد أخرى ،زفاف فرنسي ثم الماني ثم صيني ثم لبناني ثم زفاف ريفي جميل حيث يقابل أجمل فتاة وقعت عينيه عليها، مارجريت زوجته، يقضي معها وقتاً طويلاً أكثر من اي شخص آخر قابله يخبرها كم أحبها وافتقدها بعد رحيلها ولم يعش يوماً عرف فيه السعادة قبلها ولم يحتفل بعيد ميلاده منذ ذاك الوقت وكيف أنه تمنى لو رزقوا بأولادا وحقق لها أمنيتها في تبني الطفل الذي أرادته لكن تهوره ورهانه على سباق الخيل وتلاه مرضها لم تتسنى لهم الفرصة، تخبره بأنها عرفت كل هذا وشعرت به كما أنها عرفت أمور كثيرة مرت في جياتها بعد رحيلها، وعندما يحين وقت الوداع تخبره بأنها اختارت أن تكون جنتها هي مراسم الزفاف واحتفالاته لأن يوم زفافها رغم بساطته إلا أنه كان أسعد أيام حياته وتطلب منه رقصة أخيرة ويخبرها بأنه يريد أن يراها كما شاهدها آخر مرة زوجته العجوز التي أحبها....

وترحل مارجريت..



الشخص الخامس:"طفلة اسمها تالا"

ينتقل إيدي إلى الشاطئ ويسمع صوتاص لطالام آلفه مسعه في حياته صوت المحيط وارتطام الأمواج ببعضها واصوات الأطفال الضاحكة ولعبهم في المياه بسعادة وهذه المرة ايضاً لم يلحظه احد ، لم يكن هناك سوى الأطفال لاسباب ولا كبار السن فقط هم، لكن هانك فتاة واحدة فقط انتبهت إليه، فتاة آسيوية، صغيرة مرحة لطيفة تبدأ في الحديث معه بضع كلمات وتخبره بأسمها "تالا" وأنها ماتت محروقة، وأنه هو الذي أحرقها، يصدم "إيدي" ويعلم أن مارآه ذاك البوم عن المنجم لم يكن هواجساً أو تخيلات وأنها هي الظل الذي رآه يقاتل في النيران من أجل النجاة ويندم لذلك كثيرا، ثم يبدا في رؤية ما أصابها فعلا جسدها المحروق ووجها الذي اذابته حرارة النيران حتى قضت على برائتها ثم تطلب غليه "تالا" بأن ينظفها وتعطيه حجرا يجلس في المياه ومع كل مرة يمسح فيها جسدها الصغير يبدأ جلدً جديداً في التكوين حتى تعو د طفلة جميلة التي ظهرت له بصورتها الأولى عندما قدم. وأنها أرادت أن تكون هذه الجنة لكل الأطفال الذين ساهم "إيدي" بأمانته في عمله وحرصه على تفقد جميع اللعب في الملاهي "روبي بير" بأنها آمنة لهم....



"إذا طوال هذه السنين ظن أن لم تكن هناك قيمة لحياته كان خطأ، بسبب تفانيه في عمله أنقذ حياة الكثيرن، تراءت له صور الأطفال الذين نجوا بفضل عمله وقد شبوا لصبحوا آباء وأمهات وأجداد وها هم الآن مع أطفالهم وأحفادهم في "روبي بير"



وهكذا تنتهي رحلته ومعها تنتهي إلامه تغسله المياه وتنفذ إلى روحه لتزيل كل آلام الحرب وذكريات الماضي، ثم ينتقل إلى حيث أراد دوماً، عربة بيضاء صغيرة انتظرته فيها "مارجريت" وصت يرحب به قائلاً" مرحبا بك في بيتك".

مع كل فصل من هذه الفصول يعرض "ميتش البوم" احداثاً مرت في حياة إيدي منذ صغره حتى لحظة وفاته وعلاقاته بأسرته وزملائه في العمل، أحلامه بأن يصبح مهندساً وشخصاً ناجحا لكن الظروف تلزمه بالعمل حيث كان يعمل والده ويسخر من هذا المكان.

كيف تمكن من التضحية بحياته بعد أن ضحى له آخرون دون أن يعلم، وماحدث بعد وفاته من حزن لفقدانه، جنازته، واستئجار شقته لشخص آخر ليبدأ حياته بها حتى انتهاء الأجل ثم ينتقل هو الآخر ليلقى خمسة اشخاص آخرين في أماكن جديدة ونهاية أخرى في الجنة......

و هدا رابط الكتاب باللغة الانجليزية
https://www.4shared.com/file/56483234...ified=b805351f