فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم April 11, 2018, 11:10 PM
 
مقتضيات التوحيد

مقتضيات التوحيد

التوحيد : هو إفراد الله تعالى بالربوبية والألوهية والحاكمية
ما المقصود بإفراد الله تعالى بالربوبية ؟

1 ) - توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله - سبحانه - مثل الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة ونحو ذلك.
فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } ( 62الزمر) .
ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (6هود) .
ولا مدبِّر إلا الله، كما قال تعالى: { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } (5السجدة)
ولا محييَ ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى : { هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (56يونس) .


ما هو أثر توحيد الربوبية على الإنسان المسلم؟
إن المسلم حينما يعتقد أن الله هو الخالق وهو الرازق والمحيي والمميت يندفع في هذه الحياة لإرضاء الله لا يخشى على رزقه لأنه يعلم أنه من عند الله وليس من عند البشر ولا يخشى على أجله لأنه بيد الله فلا يخشى أن يقول كلمة الحق ولو كانت تُعرِّضه للسجن أو الاعتقال أو الطرد من الوظيفة

وهكذا اندفع الصحابة الكرام في حملهم للإسلام ففتح الله على أيديهم البلاد وهدى على أيديهم العباد
ورحم الله خالد بن الوليد رضي اللّه عنه أنه حيث قال وهو في سياق الموت: (لقد شهدت كذا وكذا موقفاً وما من عضو من أعضائي إلا وفيه رمية أو طعنة أو ضربة وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء)

ما المقصود بإفراد الله تعالى بالألوهية؟

2) - توحيد الألوهية: وهو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها. فتصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والاستعاذة وغير ذلك.
فلا ندعو إلا الله، كما قال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } (60غافر) .
ولا نخاف إلا الله، كما قال تعالى : { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (175آل عمران) .
ولا نتوكل إلا على الله ، كما قال تعالى : { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (23المائدة) .
ولا نستعين إلا بالله، كما قال تعالى: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (5الفاتحة) .
ولا نستعيذ إلا بالله، كما قال تعالى: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } (1الناس) .
ولا نعبد الا الله حيث قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (36النحل) .

وهذا هو معنى لا إله إلا الله:

هذه الكلمة العظيمة هي أول واجب على كل شخص، كما أنها آخر واجب، فمن مات على هذه الكلمة فهو من أهل الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » (مسلم) .
ولذا فإن وجوب معرفة لا إله إلا الله أعظم الواجبات وأهمها.

ومعنى لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله وحده، فهو نفي الإلهيَّة عما سوى الله تبارك وتعالى، وإثباتها كلها لله وحده لا شريك له.

فمعنى الإله : هو المعبود، فمن عبد شيئا فقد اتخذه إلها من دون الله، وجميع ذلك باطل إلا إله واحد وهو الله وحده.
3 ) ما معنى إفراد الله بالحاكمية ؟

هو الاعتقاد الجازم بأن لله وحده لا شريك له حق التشريع ابتداء واستقلالا، وسلطة الأمر والنهي، وحق الطاعة، وليس لغيره أن يأمر وينهى، أو أن يستحق الطاعة إلا بإذنه، جل وعز، مع قيام الدليل الشرعي القاطع على وجود هذا الإذن، فهو وحده الحكم، لا حكم غيره. فهو وحده، بموجب كونه الإله الأحد، والرب ذاتي الربوبية والسيادة، هو الذي يحدد الحرام والحلال، والحسن والقبيح، ويضع موازين الأخلاق والقيم. هذه الحقيقة يعبر عنها أحيانا بلفظ: «توحيد الحاكمية» أي أن حق الحكم والتشريع لله سبحانه وتعالى، منفرداً به، وحده لا شريك له، وربما عبر عنها بمبدأ: «السيادة للشرع» أي أن الشرع المنزل من الله تعالى له السيادة النهائية، والهيمنة العليا على جميع تصرفات العباد. وهذا التعبير الثاني، أي «سيادة الشرع»، أفضل من الناحية العملية لأنه يبين الكيفية العملية لتحقيق هذا القسم من التوحيد ألا وهى: الرجوع إلى الوحي، أي الشرع المنزل، المتمثل في نصوص الكتاب والسنة، وما دلاّ عليه من أدلة تفصيلية فرعية تبعية كالإجماع، والقياس المبني على علة شرعية، أي على علة منصوص عليها أو مستنبطة من النصوص. والاحتكام، أو التحاكم هو: طلب الحكم من أي نوع كان، من نوع: الفتيا، أو القضاء، أو التنفيذ، أو التشريع.

أخرج الطبري في «التفسير» بإسناد في غاية القوة والصحة عن حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، أنه سئل عن قوله تعالى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (التوبة : 31)

أكانوا يعبدونهم؟! قال: لا، (وفي رواية: أما إنهم لم يكونوا يصومون لهم، ولا يصلون لهم، ولكنهم) كانوا إذا أحلوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه. وقد أخرجه الطبري بطوله من طرق عدة صحاح وحسان عن حبيب بن أبي ثابت، وروى مثله البيهقي، كما أخرجه الطبري من طريق أخرى عن حذيفة مختصراً بلفظ: (لم يعبدوهم، ولكنهم أطاعوهم في المعاصي!). ـ وأخرج الطبري بسنده عن ابن عباس في تفسير الآية، قال: (زينوا لهم طاعتهم). ـ وأخرج بسند آخر عن السدي، قال: قال عبد الله بن عباس: (لم يأمروهم أن يسجدوا لهم، ولكن أمروهم بمعصية الله فأطاعوهم، فسماهم الله بذلك أرباباً). ـ وأخرج بسنده عن الحسن البصري في تفسيرها، قال: (في الطاعة). ـ وأخرج بسنده عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسير هذه الآية، قال: قلت لأبي العالية: كيف كانت الربوبية التي كانت في بني إسرائيل؟! قال: لم يسبوا أحبارنا بشيء مضى؛ ما أمرونا به ائتمرنا، وما نهونا عنه انتهينا لقولهم، وهم يجدون في كتاب الله ما أمروا به وما نهوا عنه، فاستنصحوا الرجال، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم! وقد فهم عدي، رضي الله عنه العبادة، هنا بمعناها الضيق البدائي (أي التذلل والخضوع، وأفعال التقديس: من ركوع، وسجود، وصلاة وصيام، ونصب محاريب، وتقديم ذبائح وقرابين، وإشعال شموع، وإطلاق مجامر وبخور، وتقديم صدقات ونذور!) فعلّمه النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الإقرار للأحبار والرهبان بحق التشريع وجعلهم بذلك أرباباً لهم السيادة، عبادة لهم بالمعنى الواسع (والعبادة بالمعنى الواسع هي: التذلل والتقديس؛ والخضوع، مع الطاعة والاتباع؛ مع المحبة والولاء، ورأس ذلك وأصله: الطاعة والخضوع والتسليم). وأنت لو سألت الأحبار والرهبان: هل أنتم أرباب من دون الله لقفزوا فزعاً، وأنكروا عليك أشد الإنكار، واتهموك بإشاعة قالَةِ السوء عنهم، وتضليل الجماهير وتنفيرهم من قياداتهم الدينية. وكل ذلك لا يجدي: فهم بمنازعتهم الله في التشريع والحكم جعلوا أنفسهم أرباباً من دون الله في حقيقة الأمر، فأصبحوا طواغيت كَفَرَةً، أعداءً لله، يجب الكفر بهم ومفاصلتهم، مهما صاحوا واعتذروا واحتجوا، ومن أعطاهم هذا الحق فهو مشرك كافر، مهما اعتذر وبرّر: فالقضية ليست قضية أسماء ومسميات وألفاظ، وإنما هي قضية حقائق الأقوال، وجوهر التصورات والمعتقدات. فهذا الفهم هو قطعاً الفهم الصحيح، وهو نفسه فهم حذيفة رضي الله عنه لهذه الآية، وهو كذلك تفسير ابن عباس، والحسن البصري، وأبي العالية. لذلك قال الألوسي في التفسير: الأكثرون من المفسرين قالوا: (ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا أنهم آلهة العالم، بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم


وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا}، (النساء؛ 4:61). وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: (كان بين رجل من المنافقين ـ يقال له بشر ـ وبين يهودي خصومة، فقال اليهودي: انطلق بنا إلى محمد, وقال المنافق: بل إلى كعب بن الأشرف ـ وهو الذي سماه الله «الطاغوت» أي ذو الطغيان ـ فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى ذلك المنافق أتى معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي. فلما خرجا قال المنافق: لا أرضى، انطلق بنا إلى أبي بكر، فحكم لليهودي فلم يرض، وقال: أنطلق بنا إلى عمر فأقبلا على عمر فقال اليهودي: إنا صرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى أبي بكر فلم يرض; فقال عمر للمنافق: أكذلك هو؟ قال: نعم. قال: رويدكما حتى أخرج إليكما. فدخل وأخذ السيف ثم ضرب به المنافق حتى برد، وقال: هكذا أقضي على من لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله، وهرب اليهودي, ونزلت الآية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنت الفاروق). ونزل جبريل وقال: إن عمر فرق بين الحق والباطل، فسمي الفاروق. وفي ذلك نزلت الآيات كلهـا إلى قولـه: {ويسلموا تسليما})، قلت: هذه قصة مكذوبة منكرة، ولو وقعت لسارت بها الركبان، ولرواها الثقات الأثبات عن أمثالهم، بل لتناقلتها الكافة عن الكافة! والكلبي عن أبي صالح، من أضعف أسانيد الدنيا، بل هو الكذب بعينه: فقد ثبت بالإسناد الصحيح عن الإمام سفيان الثوري، وهو والله الثقة المأمون، أن الكلبي قال له: قال لي أبو صالح: (كل ما حدثتك عن ابن عباس كذب، فلا تحدث به)، فإن كان الكلبي صادقاً فأبي صالح كذاب، وإن كان الكلبي كاذباً مفترياً على أبي صالح فهو، والله المفتري الكاذب، الخليق بالترك والإطراح، فعلى كل حال يكون هذا الإسناد: الكلبي عن أبي صالح، ساقطاً لا يحل الاحتجاج به، ولا روايته إلا على وجه التكذيب والتعجب!! قال الله تعالى: {إنما كان قولُ المؤمنين إذا دُعوا الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وأولئك هم المفلحون} (النساء؛ 4:65). وقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة، أو يصيبهم عذاب أليم} (النور: 63). وقال ابن عباس: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون قال أبو بكر وعمر؟!). وقال الإمام أحمد: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} أتدري ما الفتنة؟، الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك). وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً}، (النساء؛ 4:59). وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت، ويسلموا تسليماً}، (النساء؛ 4:65). قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله، ولاتكن للخائنين خصيماً}، (النساء؛ 4:105). قال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرَةُ من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً}، (الأحزاب؛ 33:36). وقال تعالى: {أفحكمَ الجاهلية يبغون؟! ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}، (المائدة؛ 5:50).


يتبع بإذن الله تعالى
رد مع اقتباس
  #2  
قديم April 14, 2018, 02:04 PM
 
رد: مقتضيات التوحيد

ما هي مقتضيات توحيد الحاكمية ؟

ومن مقتضيات التوحيد العمل بها وبمتطلباتها ظاهراً وباطناً، وهو الغاية منها ومن نزولها على الأنبياء والرسل، كما قال تعالى وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويُقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيِّمَة ) البينة:5. وقال تعالى ومـا خلقتُ الجن والأنس إلا ليعبدون ) الذاريات:56. أي ليوحدون ..

فمن أبطل العمل بالتوحيد كشرط لصحته أبطل الدين وأمات روحه، وأبطل حق الله على العبيد، والغاية التي لأجلها خلق الله الخلق وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، كما قال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) الأنبياء:25. وقال تعالى( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) النحل:36.
هذه الآيات وغيرها تفيد حصر مهام وغاية الرسل جميعاً في تحقيق التوحيد حق الله تعالى على العبيد، وكأنهم ليس لهم مهمة سوى تحقيق ذلك، كما قال الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه لطاغوت فارس عندما استجوبه عن الغاية من انبعاثهم وغزوهم لدياره: لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن سجن الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة !

وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال:" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يُعذب من لا يُشرك به شيئاً " قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال:" لا تبشرهم فيتّكلوا " متفق عليه.

ولو كان الأمر ينتهي عند حد القول دون العمل لما امتنع كفار قريش عن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى دعوته، ولأعطوه " لا إله إلا الله " لفظاً مع بقائهم على شركهم وعاداتهم الوثنية، ولاستراحوا وأراحوا، ولما بذلوا أرواحهم وكل ما يملكون مقابل دفع كلمة التوحيد وعدم الاستجابة لها ..!

ولكن لما علموا أن من لوازم الإقرار بشهادة التوحيد العمل بها وبمضمونها ..
من لوازمه تكسير الأصنام والأوثان واعتزال عبادتها .. والانخلاع كلياً من الشرك وعبادة الأنداد ..

من لوازمه تغيير العادات الوثنية الجاهلية المنافية لروح وتعاليم لا إله إلا الله ..
من لوازمه أن تتحول الآلهة المزيفة إلى عبيد يتساوون في العبودية لله تعالى مع عبيدهم ومماليكهم ..

من لوازمه ذوبان جميع الفوارق بين الناس ..لا فرق بين الشريف والوضيع، ولا بين السيد والمسود .. إلا على أساس التقوى والالتزام بأخلاق وتعاليم هذا الدين الحنيف ..
من لوازمه أن ينخلعوا كلياً من أهوائهم وشهواتهم، ومكاسبهم التي كانوا يجنونها من وراء تعبيد العبيد للعبيد .. ويبرؤوا من ذلك كله لله رب العالمين .

ومن لوازمه أن تكون الرابطة بين الناس هي رابطة العقيدة لا رابطة الوطن ولا رابطة القومية

ومن لوازمه توحيد الأمة الإسلامية كلها في دولة واحدة تحت راية واحدة وخلف خليفة واحد
لما كان الإقرار بالتوحيد من لوازمه حصول جميع ما تقدم ـ ولن يرضى الشارع سبحانه بأقل من ذلك ـ قابلوها بهذا الحرب وبهذا العناد والإعراض الذي لم يعرف التاريخ مثيلاً له ..!!
ولأجل ذلك كله كذلك بذلوا للنبي صلى الله عليه وسلم كل غالٍ ونفيس من مالٍ وملكٍ ورياسة، وعرضوا عليه كل ما تستشرفه النفوس وتتمناه مقابل أن يعفيهم من الإقرار والانصياع لشهادة التوحيد لا إله إلا الله .. فأبى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يُجيبوه أولاً إلى لا إله إلى الله، إلى التوحيد الخالص وخلع الأنداد والأوثان، راداً عليهم جميع عروضهم وما بذلوه من ترغيب(1) ..!!

أبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل منهم شيئاً إلا بعد أن يجيبوه أولاً إلى التوحيد بشموليته: اعتقاداً وقولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً ..!
ما هي الخلاصة ؟

إن مقتضيات التوحيد لله توجب على المسلمين أن يجعلوا حياتهم كلها تسير وفق أوامر الله ونواهيه في الحكم والسلطان في الاقتصاد وفي الاجتماع وقي التعليم وفي العلاقة بين المسلمين والكفار وهذا لايكون إلا بإعادة القرآن إلى سدة الحكم أي إعادة الخلافة الراشدة التي بشر بها النبي ( ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة )





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص مادة التوحيد ثاني ثانوي بنين شرعي الفصل الثاني , تلخيص التوحيد للصف ثاني ثانوي شرعي ألاء ياقوت الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 6 October 9, 2013 11:15 PM
ملخص مادة التوحيد ثاني ثانوي بنين طبيعي الفصل الثاني , تلخيص التوحيد للصف ثاني ثانوي طبيعي وردة الثلج الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 1 May 25, 2012 08:53 PM
ملخص مادة التوحيد للصف الثالث ثانوي علمي الفصل الدراسي الثاني , ملخصات مادة التوحيد ألاء ياقوت الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 2 January 3, 2012 08:22 PM
ملخص مادة التوحيد ثاني ثانوي بنين شرعي الفصل الثاني , تلخيص التوحيد للصف ثاني ثانوي شرعي وردة الثلج الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 0 May 31, 2011 06:44 PM


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر