فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص الأعضاء

روايات و قصص الأعضاء تحميل قصص و روايات بأقلام كتاب و كاتبات مجلة الابتسامة



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم April 4, 2018, 10:59 PM
 
Email الضياع (محاولة أولى لإقتحام عالم كتابة القصص)

كيف يمكن لأحدنا أن يفقد طريقه للمنزل؟! أقصد حتى الطيور تعود بسهولة إلى عُشها من بين عشرات الأعشاش. فكيف ضللت طريقي إلى منزلي وهو الوحيد الذي يملك شجرة جوزٍ في حديقته؟

كل ما فعلته هو أن ناداني صديقي لأدلّه على المتجر الذي تشتري منه والدتي أجود نوع ملح في العالم (وهل هناك نوع جيد وآخر سيء للملح؟ لا أعلم! فهذا ما تقوله أميّ دومًا!!)

وحينما التفتّ... شعرت أنني في مدينة أخرى، لا... بل هو بلدٌ آخر: فلا الوجوه أعرفها، ولا الطرقات هي الطرقات التي مررت عليها، حتى الأشجار هنا هي أعلى من الأشجار في حيّنا.

لقد كنّا في وضح النهار، لكن الدنيا أظلمت في عينيّ فلم أرى ذاك الرجل الذي شعر بخوفي فأقترب منيّ يريد أن يسألني إن كنت ضائعًا، لكن حينما فعلت، انتفضت كالملسوع، فأكثر تحذير يسمعه ابن السابعة هو: إياك والتحدث مع الغرباء.

لكن ماذا أفعل إن كان جميع المحيطين بيّ "غرباء"، كيف سأعود إلى منزلي إذًا؟

أطلقت ساقيّ للريح، وركضت كأعظم عدّاء في العالم. هكذا إلى أن وصلت إلى زقاق مغلق بجدار عظيم، وهناك عجوز تتأملني من شرفة منزلها، وأخرى واقفة تُحصي ما أعاده إليها ذاك البائع المتجول.

حسنًا! أمي لم تحذرني من العجائز، أقصد... أليسوا طيبين دومًا؟ أم هم طيبون فقط في حكايات الجدّات؟ لا أعرف ... حقًا لا أعرف...

وبكيت! أرجوكم لا تلوموني، فأنا أعلم بأن الرجال لا تبكي .. لكنهم أيضًا لا يضلّون طريقهم!

هذه العجوز التي تقترب... ما بها تنظر إليّ بهذه النظرة ... هل تريد اختطافي وإطعامي لأطفالها على العشاء؟ لا.. لااا .. لن أسمح لمكروهٍ أن يُصيبني حتى وإن كان ذلك آخر ما أقوم به في حياتي، وهكذا التقطت حجرًا وألقيته صوبها ... تبًا! أنا لا أُجيد التصويب .. أم تراني لأنني خائف فأهتزّت يديّ؟ لا وقت لمثل هذه الأفكار، عليّ أن أتصرف... لكن ما بال ساقاي لا تتحركان ... على العكس.. إنهما ترتجفان!

"هل أنت ضائع يا صغيري؟"

"نعم" أجبتها لا شعوريًا... والآن بالطبع ستختطفني.

غريب، ها هي تُخرج قطعة حلوى من سلّتها، وتمدّها نحوي... لكن ماذا إن كانت مسمومة؟

أخذت قطعة الحلوى، فقط لأنني جائع، وإن كنت سأموت، فليكن.. لكن وأنا شبعان. مذاق تلك الحلوى لذيذ جدًا... أظن بأنني ظلمت تلك العجوز، هاهي تبتسم، وابتسامتها دافئة بحقّ!

"هل يمكنك يا خالة أن تدليني على منزلي؟"

"بالطبع، أين تسكن؟"

"أسكن بجانب شجرة الجوز"

ابتسمت ثم قالت "ما اسم الشارع الذي يوجد به منزلك يا بنيّ؟"

"لا أعرف"

"لا عليك، سآخذك إلى مخفر الشرطة"

خِفت "لكنني لست مجرمًا يا خالة"

"أعلم ذلك، لكن صديقي الشرطي سيأخذك إلى منزلي، فأنا كما ترى ضعيفة ولن أتمكن من السير كل تلك المسافة"

"وهل منزلي بعيد؟"

" ربما، على أي حال، فالشرطي يمتلك سيارة، وسيوصلك إلى منزلك بسرعة"

وهكذا أخذتني خالة رضوى إلى المخفر القريب، حيث أستقبلني الشرطي هناك بابتسامة ومنحني قطعة حلوى تبدو ألّذ من حلواها.. لكنني لم أكن جائعًا، فوضعتها في جيبي.

من حُسن الحظ أنني أحفظ رقم هاتف منزلنا، وهكذا اتصل الشرطي بأميّ، التي سرعان ما هرعت إلى المخفر (والذي بالمناسبة لم يكن يبعد أكثر من 5 دقائق من مخفر الشرطة). وما إن وصلت حتى أسرعت إليّ تضمني إلى صدرها وعيناها الجميلتين مغروقتين بالدموع...

أما صديقي ... فأظن بأنه الآن في منزله، يلعب إحدى ألعابه الإلكترونية السخيفة التي يحبّها، وبالطبع لا يعلم بأيٍ مما حدث معي.


هذه القصة هي مشاركتي في تمرين (الضياع) من نورما إيليا كانتو
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاولة أولى نصرالدين التواتي روايات و قصص الأعضاء 0 August 3, 2017 07:32 PM
مولد عالم جديد من علماء الأمة محمس عربي بحوث علمية 0 May 10, 2010 01:22 PM
عالم القصص رضا الهاشم روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 September 5, 2009 09:55 PM
قوانين كتابة القصص الواثق روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 July 8, 2007 11:09 PM


الساعة الآن 04:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر