فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > مقالات الكُتّاب

مقالات الكُتّاب مقالات وكتابات من الجرائد اليوميه و المجلات.



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 21, 2018, 01:44 AM
 
Smile رد قلبي 2 بقلم عمر طاهر

رد قلبي 2 بقلم عمر طاهر

رد قلبي 2
عمر طاهر

السبت 13-01-2018

عزيزى توم هانكس

أنت رجل سينمائى وعارف، السينما مثل الحب «مش بالعافية» وقد ينخدع بعض الناس بعض الوقت، لكن الوقت قادر على إذابة «البشاميل» الكذاب، وعندك مثلا نموذج فيلم «رد قلبى»، محاولة رومانسية خرجت من تحت سيطرة الثورة لتوثق عظمة الثورة، ولأجل خاطر زمن الفن الجميل والثورة ابتلع الناس أشياء كثيرة ولم يدققوا فى الأمر، يعنى تسامحوا مع «ندالة إنجى» التى كانت تجلس فى غرفة المستشفى إلى جوار شكرى سرحان فى فراشه وهو مصاب تدلك له سمانة رجله وهو الرجل الذى قتل شقيقها فى المشهد السابق، لكن لأن شقيقها هو «ابن الباشا» الذى قامت الثورة لتخلص عليه، ابتلع الناس شذوذا فى فطرة البطلة مجاملة للوضع العام.
بالوقت تحول الأمر إلى فكاهة، اليوم ينظر الناس إلى رسالة الفيلم الساذجة ويشبعونها سخرية، لفظ الجيل الثالث الأمر الذى ابتلعه جيل تلو الآخر، ويختار النقاد اليوم أفلاما أخرى تقول عن ثورة يوليو ما هو أقرب إلى الحقيقة مثل الناقدة ماجدة خيرالله التى قالت إن فيلم غروب وشروق نقل الرسالة فنا صافيا لا توجيها ركيكا.
فى السياسة تعيش الأفلام التى تحقق نظرة تشيكوف للفن «لا تقل لى هذا هو القمر ولكن دعنى أرى أثره على الزجاج المهشم»، والأفلام التى تُصنع لأسباب تستخدم الفن ولا تنشغل به تتحول بالوقت لمادة هزلية بائسة، حقق فيلم «المشخصاتى 2» إيرادات لا تكفى لسداد فاتورة كهرباء محطة «اغسلها» لتنظيف السيارات الشهيرة فى الشيخ زايد، فى الوقت الذى كان يعرض فيه فيلم «اشتباك» فى المهرجانات العالمية ويحصد الجوائز.
إذا كانت هناك رغبة حقيقية فى أن ينجح فيلم ينطلق بحكاية من قلب السنوات السبع التى مرت على مصر، فيجب أن تكون الصورة كاملة. القصة لم تنته حتى تصبح صالحة للحكى فى فيلم. وتوثيق لحظة بمعزل عما ترتب عليها أو محاولة «تزويقها» سيقلب الموضوع «رد قلبى» جديد، والقفز فوق اللحظة السحرية مفتاح كل ما حدث وصانعة مصائر كل من سيرد ذكرهم فى الفيلم (لحظة ثورة 25 يناير) هو تجاهل غير برىء يجعل الفيلم «معمول عمولة» لهدف بعينه، ويجعل الأمر مفضوحا بوضوح كون اختيار من فى يده قرار التوثيق أن يسجل للتاريخ سينمائيا لحظة بعينها ويتجاهل عمدا دراما مليئة بالشهداء والقتلى والمحبوسين والجزر والسد ومياه النيل والتسريبات والتسجيلات وقطع الأرزاق وصراعات الأجهزة إلى آخره من الدراما الصارخة، وهناك مادة شديدة الخصوبة تصلح لعمل فيلم عن أولئك الذين يزيفون التاريخ الذى عشناه على الهواء مباشرة وعاينا تفاصيله بأعيننا، عن أولئك القادرين على تزييف حقائق عشناها بأنفسنا من 2011 حتى اليوم.
وقت أن ظهر «رد قلبى» لم يكن هناك غير الأصوات الرسمية التى استطاعت أن تدعم الفيلم ولم تكن هناك مساحة يمكن أن يظهر عبرها صوت معارض يفضح سذاجة صراع «الباشا والجناينى»، لكن الأمور تغيرت ولن يمرر وعى الناس الأمر بسهولة، ولن يكرروا خطأ التعايش مع رمزية اعتبار «إنجى» هى مصر التى اختارت الضابط كنهاية سعيدة للفيلم.
محبتى.. عمر


نقلا عن جريدة المصري اليوم
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رد قلبي 2 ، عمر طاهر



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصر في المصلحة بقلم عمر طاهر معرفتي مقالات الكُتّاب 0 January 21, 2018 01:40 AM
المَرِح بقلم عمر طاهر معرفتي مقالات الكُتّاب 0 January 21, 2018 01:34 AM
لا يوجد فول بـ«جنيه» بقلم عمر طاهر معرفتي مقالات الكُتّاب 0 December 21, 2017 04:23 PM
فلوس المصريين بقلم عمر طاهر معرفتي مقالات الكُتّاب 0 December 13, 2017 02:11 PM
ما أفسده الإصلاح بقلم عمر طاهر معرفتي مقالات الكُتّاب 0 November 22, 2017 07:52 PM


الساعة الآن 06:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر