فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم December 5, 2017, 04:18 PM
 
Smile عمر طاهر: صنايعى الصنايعية نصار عبد الله

عمر طاهر: صنايعى الصنايعية
بقلم
نصار عبد الله

يستحق عمر طاهر أن يوصف بأنه صنايعى الصنايعية.. قلت هذا لنفسى أكثر من مرة، وأنا أطالع فصول الكتاب الممتع: «صنايعية مصر» الذى كتبه ذلك الكاتب الموهوب، والذى قدم لنا من خلاله خلاصة مقطرة ومركزة لكنها بالغة التعبير والدلالة لسيرة اثنين وثلاثين صنايعيا ممن أسهموا إسهاما مشهودا فى صنع ملامح مصر الحديثة وإكسابها خصوصيتها التى لا يشبهها فيها سواها..
مجموعة رائعة من الأسطوات ترك كل منهم فى مجاله بصمته المميزة فى سجل هذا الوطن الحافل بالإنجازات التى تحتاج فقط إلى عاشق مفتون يقوم بين الحين والحين بإزاحة جانب من الستار لكى نرى جانبا من سحر هذا الوطن الساحر: وهذا هو تحديدا ما فعله عمر طاهر الذى رأينا من خلال عيونه أولئك الصنايعية العظماء: حمزة الشبراويشى الذى كان يزرع الليمون حتى فى حديقة منزله والذى استخلص منه كولونيا الشبراويشى التى انتشرت إلى حد لم يكن يخلو منها بيت من بيوت الطبقة المتوسطة.. تومى خريستو صانع الشيكولاته التى سماها كورونا وعليها صورة غزالة تخلد ذلك الغزال البرى الذى كان يتجول فى ملعب مصنع العمال عندما أصابته قذيفة كروية أودت بحياته.. ناعوم شبيب المهندس الذى بنى برج القاهرة.. أندريا رايدر الموسيقى اليونانى الذى منحه عبدالناصر الجنسية المصرية بعد أن قام بتنفيذ نشيد والله زمان يا سلاحى، ثم تشاء المفارقات أن يكون هو بعد ذلك الذى سوف يستلهم من الجماهير المصرية لحنها الحزين «الوداع يا جمال يا حبيب الملايين» لكى يحوله إلى ملحمة موسيقية.. أبورجيلة رائد النقل بالأتوبيسات.. ياسين رائد صناعة الزجاج.. صدقى سليمان: المهندس الذى تمكن من إنجاز معجزة تحويل مجرى النيل وإنشاء السد العالى فى التوقيت المحدد قبل حلول الفيضان الذى كان سيدمر كل شىء لو تأخر الإنجاز.. أنيس عبيد، رائد ترجمة الأفلام وطباعة الترجمة على نفس شريط الفيلم، بعد أن كان قبل ذلك يعرض على شاشة منفصلة!!..
سعد لبيب: مؤسس التليفزيون المصرى.. بديع خيرى: الشاعر والمؤلف المسرحى الذى ارتبط اسمه بخالد الذكر سيد درويش، وبعد ذلك بنجيب الريحانى، والذى كانت الجمعيات الخيرية المسيحية تطالبه دائما بتقديم التبرعات ظنا منها أنه مسيحى، لكنه لم يخذلها قط وكان يقدم لها ما تطلبه دون أن يذكر لها أنه مسلم!!
أبلة نظيرة نيقولا المتخصصة فى فن الطهى الذى ألفت فيه كتابا بالاشتراك مع صديقتها بهية عثمان.. لكن الكتاب أصبح يُعرف بعد ذلك بكتاب أبلة نظيرة دون ذكر لشريكتها، ربما كان السبب كما يقول عمر طاهر هو أنها كانت تقدم طبق اليوم فى فقرة منتظمة من فقرات برنامج إلى ربات البيوت لصفية المهندس التى هى بدورها واحدة من صنايعية مصر التى بلغ إعجاب عبدالوهاب بطريقة أدائها إلى أنه سألها: مين بيلحنلك كلامك؟.. باقى زكى يوسف المهندس العسكرى الذى عمل فى بناء السد العالى واكتسب خبرة فى إزالة ركامات الصخور باستخدام مضخات المياه، وقد ألهمه هذا بأن يطبق نفس الأسلوب فى فتح ثغرة فى خط بارليف، حيث نجحت الفكرة نجاحا ساحقا نتيجة لأن الساتر الترابى كان ملاصقا للقناة ومائلا عليها مما جعل ركام الساتر ينحدر فى اتجاهها مفسحا الطريق لتكون الثغرة، وعندما سألته إحدى مذيعات التليفزيون بعد ثورة يناير إن كان يشعر بالمرارة نتيجة تجاهل النظام السابق أجابها: «يكفينى وأنا معدى من الثغرة إن رقبتى كانت أطول من سارى التليفزيون بتاعكم».
[email protected]
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصنايعية, صنايعى, عمر طاهر, نصار عبد الله

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أقوال نزار قباني الكفرية\ الجزء الأول\ ادخل يا عاشق نزار لترى حقيقة نزار مُصعب النصح و التوعيه 26 September 29, 2013 11:47 PM
وصية طاهر بن الحسين لابنه عبد الله لما ولاه المأمون الرقة ومصر وما بينهما الملك الاول المواضيع العامه 1 April 11, 2008 10:20 AM
نزار قباني في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم mohamed nagib شعر و نثر 0 November 15, 2007 03:02 AM


الساعة الآن 09:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر