فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم November 17, 2017, 12:16 PM
 
Smile قطر "إخوانية" أم توظف الإخوان ؟ بقلم رشيد خيون

قطر "إخوانية" أم توظف الإخوان؟

بقلم
رشيد خيون



وظفت دولٌ عديدة جماعة «الإخوان»، فى النِّزاعات السياسية الداخلية منها والخارجية، لكنَّ علاقة دولة قطر مع «الإخوان» أمرها على ما يبدو تجاوز التَّوظيف، فقد سخرت كلَّ إمكانياتها، وغامرت بعلاقاتها بالمنطقة مِن أجلهم. أنشأت فضائية بإمكانيات هائلة، لهم فيها اليد الطولى، وأن تكون الدَّوحة مقرًا لـ«الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين»، كذلك حلَّ «الإخوان» القطريون تنظيمهم بعد تسلم الشَّيخ حمد للسلطة، إثر الانقلاب بالدوحة (١٩٩٥)، دون بقية تنظيماتهم بالمنطقة، فيغلب على الظنّ ما حصل ذلك إلا لأنهم أصبحوا السُّلطة!أشار القاضى والكاتب الليبى محمد عبدالمطلب الهوني، فى كتابه «سيف الإسلام القذافى.. مكر السياسة وسُخرية الأقدار» (دار مدارك، ٢٠١٥)، إلى ما بذلته قطر مع نظام القذافى، كى يكون للإخوان دور فى الحكم، عن طريق إقناع سيف الإسلام بفكرة أن لا يكون له الحكم إلا بالإخوان أنفسهم. يقول الهونى عن المشورة القطرية: «لا يستطيع أن يحكم ليبيا مستقبلًا إلا بالتَّحالف مع الإخوان، وقام الشَّيخ حمد بإجراء كل الاتصالات والمفاهمات بين الطرفين». بعدها تأتى القاصمة على لسان الهوني: «ذكر لى سيف الإسلام أن الشَّيخ حمد أسرَّ له بأنه عضو فى جماعة الإخوان المسلمين»! وبالتالى لا حرج مِن أن يتحول سيف نفسه إلى تبنى مبدأ الجماعة، وبالفعل اقتنع سيف بفكرة قطر عن الإخوان، وأُطلق سراحهم مِن السجون، و«استعمل نفوذه وكل قوته مِن أجل تعويضهم عن فترة السِّجن، وإرجاع مَن كانوا أساتذة فى الجامعة إلى التَّدريس فيها مِن جديد، وكان يجتمع بقادتهم فى ليبيا، وذلك بشكل متواتر».
كان الهونى فى هذا الأمر صاحب دراية لا رواية، فقد تم إيفاده، مِن قِبل القيادة الليبية، إلى حسن الترابى (ت ٢٠١٦) للتوسط بين إخوان السودان والسلطة السودانية، تم ذلك بطلب ملح مِن قطر أيضًا. ويضيف الهونى فى كتابه المذكور بأن القذافى الابن قرر، وبنصيحة قطرية، أن يُعين مراقب الإخوان الليبيين بالوكالة رئيسًا للوزراء، لكن الأب كان مشككًا بنواياهم.
لا يختصر الأمر فقط على الإخوان وقطر، فى محاولات الاستفادة من السُّلطة، بالاقتراب مِن رموزها، بل الإسلام السِّياسى كافة كان يفكر بهذه الطريقة، فعندما احتدم الصراع بالعراق بين اليسار ورجال الدِّين الممثلين بـ«جماعة العلماء»، التى تشكلت بالنَّجف (١٩٥٩)، قُبيل تأسيس حزب «الدَّعوة»، ومع اعتبارهم لعبدالكريم قاسم (قُتل ١٩٦٣) عدوًا، خططوا لكسبه إلى جانبهم، فأطلقوا عليه لقب «نصير الإسلام»، ردًا على تسمية اليسار له بـ«نصير السَّلام» (مذكرات السَّيد مهدى الحكيم).
كذلك يقول السَّيد طالب الرِّفاعى أحد مؤسسى «الدَّعوة»: «أخبرتُ محمد باقر الصَّدر... بأن صدّام حسين عرف بقدومى إلى العِراق، فأمر أن تُعطى لى أرقام تليفوناته، وإنه أوصى أن أدخل عليه متى شئت. إلا أن موقف الصَّدر قد فاجأنى عندما قال لي: لماذا لا تذهب إليه؟! فقلتُ له: وماذا أفعل به؟ قال: نقضى أشغالًا كثيرة بوساطة هذه العِلاقة» (أمالى السَّيد طالب الرِّفاعي).
ونجد لدى رئيس الحزب الإسلامى العراقى فى بداية الستينيات، الشَّيخ نعمان السَّامرائي، ما يفيد بأن «الإخوان» كانوا ملتصقين بالرئيس عبدالسَّلام عارف (قُتل ١٩٦٦)، ومنه: أنه كان قد دعاهم لمشاركته فى الثَّورة ضد عبدالكريم، لكن المبعوث لم يبلغ الإخوان (السَّامرائي، مذكرات).
مما يذكره رئيس الحزب الإسلامى الأسبق أيضًا أنه بعد مقتل عبدالسَّلام عارف قدمت الحكومة المصرية «الإخوان» إلى المحكمة، فلما نقل السَّامرائى الخبر إلى الرئيس الجديد عبدالرَّحمن عارف (ت٢٠٠٧) للتوسط، علق الرئيس على الخبر قائلًا: «هذا صاحبكم مات والعوض عليه تعالى» (المصدر نفسه)، ويعنى شقيقه عبدالسَّلام.
نفهم أن كسب أعيان السلطة مِن قِبل الإسلام السياسي، كان عملًا منظمًا لقضاء «أشغال بهم»، والتَّجارب كثيرة. وعلى ما يبدو، كانت تجربة قطر أبرزها وأنجحها، فبجهودها كاد الإخوان يُقيمون الخلافة على مقاسهم، وعندها ستكون الدَّوحة مركزها ومحورها، والبداية مِن ليبيا عن طريق نجل القذافى، وولىّ عهده مثلما كان يُفهم من دوره فى مؤسسة الحكم الليبية، وبعد فشل المشروع التفتوا إلى الرَّبيع العربي، ونجحوا بتونس ثم بمصر، وإعلان النَّجاح بصلاة الشَّيخ يوسف القرضاوى فى ميدان التحرير بالقاهرة. ختامًا، إذ فشل «الإخوان» فى محاولتهم بكسب ملوك ورؤساء وشباب مِن أمراء ومشايخ الجزيرة والخليج، تراهم نجحوا مع قطر نجاحًا مبرمًا. هذا، ولنصيب الأصغر (ت١٧٥هـ): «وإذا جهلتَ مِن امرئ أعراقه/ وقديمه فانظر إلى ما يصنعُ» (ابن المعتز، طبقات الشُّعراء). فما صنعته قطر للإخوان كثير، وكادوا بثروتها وإعلامها يقيمون حلمهم فى الخلافة، ولا يُبذل لهم هذا لمجرد توظيفهم، إذا لم تكن قطر نفسها صاحبة العقيدة.


نقلًا عن الاتحاد الإماراتى
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أم توظف, مقامات, الإخوان, رشيد خيون, إخوانية, قطر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"انتحار الإخوان" كتاب تنبأ بانتهاء حكم الإخوان لعمار على حسن FARES_MASRY الأخبار الثقافية وعروض الكتب 5 December 20, 2016 04:36 PM
إسبانيا تكشف دور قطر الداعم لـ"داعش" و"الإخوان" معرفتي قناة الاخبار اليومية 0 July 6, 2015 01:45 AM
"انتحار الإخوان".. كتاب جديد لـ"عمار على حسن" FARES_MASRY الأخبار الثقافية وعروض الكتب 3 December 15, 2014 02:29 PM
حكومة الببلاوى توجه لـ"الإخوان" الضربة القاضية.. جماعة الإخوان منظمة إرهابية معرفتي قناة الاخبار اليومية 0 December 26, 2013 02:45 AM
هيكل يكتب نهاية الإخوان بقلم محمد الدسوقي رشدي معرفتي مقالات الكُتّاب 3 October 10, 2013 10:56 AM


الساعة الآن 05:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر