فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم November 12, 2017, 08:57 PM
 
كي تنجح في الحياة والعمل


كي تنجح في الحياة والعمل


يشغَل العملُ موقعاً مُتميزاً داخل وعي الإنسان، ويستولي على حَيِّز كبير من أوقاته، ولذا يسعى دائماً إلى أن يكون ناجحاً في حياته الشخصية والمهنية حتى تكتمل سعادته، ومتى ما حقَّق الإنسان نجاحه العملي كان أكثر سعادةً واستقراراً، وتختلف حياته كلياً، مما يزيد طموحه؛ فيعمل من أجل مستقبل أفضل.

بقلم: يحيى السيد عمر




ولا تختلف مبادئ النجاح في العمل كثيراً عن تلك التي نجدها في ميادين أخرى، ولكن يبقى لها مُحدِّدات وشروط تحكمها خصوصية العمل نفسه، فما هي محددات النجاح في العمل؟ وكيف تنعكس على النجاح العام؟

في الجواب، نجد أنَّ أول ما يحدِّد نجاح المرء في عمله هو التزامه بهدفٍ يسعى للوصول إليه، فبدون هدفٍ تُصبح حياته العملية خاليةً من أيِّ معنًى، ومكرَّرة ورتيبة، ولا تبعث على الإنجاز، بما سينعكس بالسلب على وضعه الوظيفي بالكامل، ثم وضعه الاجتماعي العام.

وتحديد الأهداف يكون وفقاً لطموح الشخص؛ فحين يجيب عن سؤاله لنفسه: أين تريد أن تكون بعد ثلاث سنوات أو خمس سنوات؟ هنا يبدأ بتحديد هدفه، ويعمل على تحقيقه، وتنفيذ كل الخطوات التي تلزم لهكذا ترقية، فقد يحتاج لمهارات لا يملكها الآن؛ فيسعى للحصول عليها، أو تكوين خبرة في مجال تخصُّصه، فيحاول الحصول عليها من خلال اجتهاده في عمله، وبحثه الدؤوب في المراجع والكتب ذات الصلة، وهكذا يضع نفسه على بداية طريق النجاح.

وسواءً تحقَّق له ذلك وترقَّى، أو لم يتحقق، فهو يقوم بعمله بمثابرةٍ واجتهاد وحماس، وهذا يزيد من رضاه الوظيفي، ويسهم في استقراره النفسي في عمله، ومن ثمَّ في كافة مناحي حياته الأخرى.

ثاني ما يحقِّق له النجاح العملي هو جماعات الإسناد والدعم؛ فالعجز سِمَة الإنسان، ولا يستطيع بمفرده أن يقوم بكل مهامه، ولا أن يكون خبيراً في كل ما يلزمه للإنجاز، وهنا يبرز دور جماعات الدعم التي تقدِّم له ما يحتاج من مساعدة، وتسير حذوه جنباً لجنب في طريقه نحو تحقيق النجاح.

ولأنه احتاج مُساعَدَةً ووجَدَها، فالأجدر به أن يؤدِّي الخدمةَ لغيره ممن يحتاج؛ فتقديم العون للغير يُنمِّي به حسَّ المسؤولية والتضامن، ويضمن له سمعةً طيبةً داخل المؤسسة التي يعمل بها، بما يسهِّل له درب التقدم.

الناجح في عمله أو الساعي للنجاح؛ لا يكتفي بما لديه من علوم وخبرات، فهو دائم التعلُّم، سواءً داخل بيئة عمله، أو خارجها، فالعلم الأكاديمي -رغم جودته- ليس كافياً لتحصيل الخبرة، ولكن يحتاج المرء دوماً لتنمية علومه، ورفد معارفه، والتحاق الناجح بعمل ثانٍ خارج نطاق عمله أو التحاقه بمعهد متخصِّص بمجاله لتنمية قُدُراته تزيد من جودة ما لديه من خبرات ومعارف، وهذا ثالث المحددات.

رابعها هو أن يكون الناجح صاحب رؤية أشمل من مصالحه الضيِّقة، فيتبنَّى رؤية المؤسسة التي يعمل بها، ويعمل على إنجاز أهدافها رُفْقَةَ أهدافه الخاصة، فهو فردٌ ضمن فريق يعملون بجهد مُتكامل لتحقيق أهداف أسمى من الأهداف الضيِّقة، وإن كان مِن حقه قطعاً أن يراعي أهدافه الشخصية، لكن ليس على حساب أهداف المؤسسة التي يعمل بها، وهذا ما يحقِّق له كَسْبَ احترام مؤسسته وزملائه ونفسه.

يتميز الناجحون دوماً بكمّ العلاقات التي يعقدونها في مجالات عملهم، وهذا خامس محددات النجاح، فالعلاقات الحيوية في العمل هي أشبه برصيد مالي في البنك، والناجح يسعى دوماً لكسب مزيد من العلاقات التي تفيده في مضمار عمله، وتقوِّي مركزه الحالي، وتساعده على التخطيط لمستقبله المهني بشيءٍ من الثقة، فدوماً هناك مَن يساعد ويقدِّم العون والاستشارة عند الحاجة.

أن تُقَدِّم فوقَ ما يُطلب منك، فهذه ميزةٌ استثنائية، فمجرد أداء الأعمال اليومية دون أيِّ محاولة لتطويرها، أو الإبداع بها، أو الخروج عن مألوفها، يسبِّب الرتابة والكسل للناجح، ولمن يُقدِّم لهم الأعمال.

وقيامه بهكذا مبادرات يجعله مُلاحَظاً مِن أرباب عمله، وتحت رقابة أعينهم،ما يضمن له مُستقبلاً فُرْصَةً أكبر للترقية وتحقيق طموحه الوظيفي، كما يكون أكثر حرصاً على أداء عمله بصورة أكثر فاعلية، وهذا سادس محددات النجاح.

سابعها، الاعتناء بالتفاصيل، ولا يقتصر الأمر هنا على تفاصيل المهام الموكَلة إليه، بل يتعداها ليشمل مظهره الخارجي؛ حيث يدل التزامه بمظهر جيد على اهتمامه بالعمل الذي يقوم به، كما أن التزامه بالكلام الجيد الإيجابي مع زملائه ومدرائه في العمل يجعل له سُمعة طيبة وسجلاً حسناً لدى مرؤوسيه ورؤسائه،وهذه السلوكيات على صِغَرِها تعزِّز ثقة الناس بالناجح وتمنحه ميزات إضافية للتقدُّم صَوْبَ هدفه.

ثامن مُحددات النجاح، هو الانخراط في الأنشطة التطوعية والمناسبات الخاصة، وهذا له من الفوائد ما يتجاوز حدود المؤسسة والعمل؛ فواجب الناجح تجاه مُجتمعه لا يقل أهمية عن واجبه داخل عمله، والمشاركة في هكذا نشاطات تعزِّز روح المسؤولية الاجتماعية لديه، ويسهم في تشجيع الأنشطة التطوعية التي تُعَدُّ مجالاً راقياً يدل على تقدُّم الشعوب وتطوُّر أخلاقياتها.

الأخلاق الحسنة وهي تاسع المحددات، فالناجح لن يكون ناجحاً لمجرد مَنْصِب عالٍ يشغله، أو أموال يجنيها إذا لم تكن مترافقة مع سيرة حسنة تُحمَد له أفعاله تجاه عمله وزملائه؛ فالنميمة تجاه من هم معه، ومحاولة التصيُّد في هفواتهم لغايةٍ في نفسه ليس من سمات الناجح، فيحرص الناجح دوماً على موازاة خطه الأخلاقي مع خطِّ الإنجاز، ليحقِّق اكتمالاً ذاتياً مُريحاً.

عاشراً،الصبر وعدم التعجُّل، فقد يطول طريق تحقيق الإنجازات الخاصة بالعمل بسبب الروتين وطول مدد التقييم الوظيفي ومركز المؤسسة المالي وغيرها من الأسباب؛ فالناجح في عمله أكثر صبراً، وتقديراً للظروف، ويكفيه أن يضع نُصْب عينيه خطة واضحة يسير عليها، ستوصله بالإصرار والعزيمة والترقب لما يرغب ويأمُل.

تحقيق الفرد لهذه المحددات أو التزامه بها تمهيداً لإنجازها، سيضمن له استقراراً وظيفياً مُشبعاً لذاته، ومعيناً له على حياته الاجتماعية خارج أسوار العمل، فالإشباع الوظيفي بما يقدِّمه من دعم نفسي وملاءة مالية جيدة، ستجعله أكثر انطلاقاً في مستويات حياته الأخرى، فيحقِّق الاستقرار في منزله، ويحقِّق ذاته في مجتمعه؛ حيث يؤدي له خدمات جليلة، موصلاً إياه لآخر دروب النجاح.


لتحميل المقالة بصيغة PDF أنقر هنا
















رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلة الأفكار الذكية, الحياة والعمل, يحيى السيد عمر, ريادة الأعمال

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غزو السعادة - كيف تصبح سعيدا في الحياة الزوجية والمجتمع والعمل - برتراند راسل advocate كتب علم النفس والفنون والتربية 32 February 10, 2018 03:55 PM
الطريقة العلمية لوضع اهدافك فى الحياة والعمل على تحقيقها يوسف الحديدى كتب الادارة و تطوير الذات 4 July 2, 2014 07:38 AM
من بوحي - تغريدات مهارات الحياة كاتب يحب الأدب بوح الاعضاء 1 December 13, 2013 06:36 PM
الحياة الليلية تؤدي الى الانهاك والشيخوخة المبكرة مُصعب مقالات طبية - الصحة العامة 1 September 13, 2011 01:15 PM


الساعة الآن 09:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر