فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم August 10, 2017, 01:09 AM
 
Smile معضلة الإخوان الكبرى بقلم د. أيمن الجندي

معضلة الإخوان الكبرى بقلم د. أيمن الجندي
معضلة الإخوان الكبرى بقلم د. أيمن الجندي

معضلة الإخوان الكبرى
بقلم د. أيمن الجندي


انتقدت أداء الإخوان فى فترة حكمهم، ولا أرى من المروءة أبدا القسوة عليهم فى محنتهم الكبرى، وهم بين قتيل وسجين ومُطارد. ولكن ماذا أفعل إذا كانت مشاكل الوطن تشتبك بمشاكلهم؟ وهل كانت الديكتاتورية الصريحة ممكنة، منذ عهد جمال إلى اليوم، إلا وفزاعة الإخوان حاضرة؟
■ ■ ■

هل ظهر وجه عبدالناصر المخيف إلا بعد حادث المنشية؟ بماذا أفضت الحرية النسبية التى سمح بها السادات إلا بزج الجميع فى السجون واغتياله بعدها؟ وكيف استطاع مبارك تمرير ثلاثين عاما فى الحكم إلا بفزاعة الإخوان لدى الغرب؟ وبعد الثورة المباركة، من كان يصدق أن فريقا من الشعب يسمح بتراجع الحريات وحكم الفرد الواحد إلا بموجب شرعية إنهاء حكم الإخوان الذى رأوه يبرر كل الخطايا!
■ ■ ■
ولقد تلقيت بعد مقال السبت «كلهم لم يكونوا أمناء علينا»، بعض الاعتراضات الإخوانية التى ترانى مجحفا كونى لم أرد ما نحن فيه إلى ما حدث فى ٣ يوليو، وإنهاء أول تجربة ديمقراطية بعيدا عن صندوق الانتخاب.
وإننى وإن كنت أعترف بالآثار الكارثية لما حدث، فإن هذا القول دليل أن الإخوان لم يستوعبوا الدرس ولم يفهموا أصل الحكاية.
■ ■ ■
أصل الحكاية ليس «الانقلاب» كما يقولون، وهب أن ذلك لم يحدث واستمروا فى الحكم، ما الذى كان سيتحقق لمصر من تقدم؟ هل نسينا كيف كان عام حكمهم الكئيب، وهل كان يحمل لمصر أى بادرة تقدم؟
أصل الحكاية أن مفتاح التقدم واحد فى جميع الأمم شرقا وغربا، وهو الأخذ بالتفكير العلمى، واستلهام تجارب الدول الناجحة. لقد عاش كل زعماء الإخوان فى أوروبا وأمريكا، رأوا الحضارة والنظام والتقدم والحلول العلمية، ثم تقوقعوا فى أفكارهم القديمة، وعادوا كما هم، لم تصبهم صدمة حضارية كتلك التى أصابت رفاعة الطهطاوى! ولعل كل ما رأوه هناك هو عرى النساء والحرية الزائدة! ونسوا أنها عوارض تافهة لجوهر قيّم.
هب أن ٣ يوليو لم يحدث، هل كانت مصر ستصبح الآن على الطريق الصحيح؟ كلا وألف كلا.
هذه هى المعضلة الرئيسية. لم يسمح تكوينهم الفكرى أن يفهموا أن الإسلام الحقيقى أن نحيا فى تحضر. أما- والله- لو كنت مكانهم لكانت نصرتى للدين أن يكون هدفى المُعلن أن أجعل مصر نسخة من أوروبا، حتى لو كان الثمن التحرر وعرى النساء، ذلك يمكن تداركه بالوصايا الأخلاقية.
■ ■ ■
ولطالما تساءلت: ما هو مبرر بقاء جماعة الإخوان فعلا؟ إننى أصدق كل النيات الطيبة، وأصدق أن هذه الجماعة نشأت كرد فعل بعد إنهاء الخلافة، وحفاظا على هوية الأمة الإسلامية. ولكن الآن! وبعد الأحداث الجسام، أضع أمامهم هذه التساؤلات:
أولا: ألا يسعهم ما وسع المسلمين من غير جماعة الإخوان؟ لاحظ أن شبيه هذه العبارة هو الذى أنهى محنة خلق القرآن، حين تساءل أحد الأذكياء: «أَعَلم الرسول والصحابة بأن القرآن مخلوق أو غير مخلوق؟ ثم سكتوا عن ذلك!». قال الخليفة العباسى الواثق وكأنه يكلم نفسه: «ألا يسعنا ما وسع الرسول محمد وأبا بكر وعمر؟»، ثم أنهى الفتنة.
■ ■ ■
والسؤال الثانى: ألا ترون أنكم «الشماعة» والمبرر لكل نظام ديكتاتورى؟ فلماذا إذن قربة لله ورسوله ورحمة بالمسلمين جميعا، وتطبيقا لقاعدة «دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة»، لا تعلنون حل الجماعة وتحرمون الديكتاتوريات من هذا المبرر؟
■ ■ ■
جماعة الإخوان- مع كل التقدير للنوايا الطيبة- صارت عبئا على مصر والإسلام، فحلّوها، ولعل حلّها أصعب عليكم من السجون، وهذا- لعمرى- هو الجهاد الحقيقى.

المصدر
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
  #2  
قديم August 13, 2017, 01:54 AM
 
Smile رد: معضلة الإخوان الكبرى بقلم د. أيمن الجندي

حل الإخوان: اعتراضات وردود
بقلم د. أيمن الجندي

تورطت فى الأسابيع الماضية فى كتابة مقالات تشتبك مع الواقع الأليم، ولا أدرى هل أخطأت بهذا الحيود المؤقت عن خط العمود الأدبى والاجتماعى، ولكنى لا أستطيع الآن إلا أن أعود لمزيد من التوضيح.
■ ■ ■
بوضوح شديد: أنا حين طالبت الإخوان بحل الجماعة لم أفعل ذلك من موضع الخصومة، فلا خصومة لى مع الإخوان أصلا. ولقد امتلكت شجاعة إدانة العنف المفرط معهم بعد ٣ يوليو، وشكرا لـ«المصرى اليوم» منارة الحرية، التى تركتنى أقول إن الدماء التى سالت مُحرّمة، وإن تجربة الإخوان فى الحكم قد تم إفشالها عمدا، وإن كثيرا من الاتهامات الموجهة إليهم لا أصدقها. وأن معظم قواعد الإخوان أظنهم طلّاب آخرة، وإن كنت لا أستطيع الجزم بشىء عن قياداتهم، من فرط الأكاذيب والخصومة السياسية.
■ ■ ■
ومع ذلك، وبرغم هذا الرأى المعلن الصريح، فإننى أؤكد أن تجربتهم كانت فاشلة برغم النيات الحسنة، وجرّت على الوطن الوبال:
أولاً: هب أن حسن البنا لم يولد أصلا، ما الذى كان سيضير الإسلام بعدم وجود الجماعة، ألم ينجب لنا القرن العشرين أفذاذا كمحمد أبى زهرة وعلى الخفيف ومحمود شلتوت وأحمد ومحمود شاكر وعشرات القمم الأزهرية، التى لم يكن واحد منهم من جماعة الإخوان؟.. الإسلام محفوظ إلى يوم القيامة، ولا يتوقف على جماعة.
ثانيا: لقد تم إفشالهم عمدا. ولكن، وحتى لو أتيحت لهم الفرصة كاملة، فهم لا يملكون القدرات التى تقود مصر للحضارة واللحاق بركب التقدم. إن هناك طريقة مجربة اتبعها العالم شرقا وغربا، فتقدموا وأفلحوا، وهى الأخذ بالطرق العلمية، واستلهام تجارب الآخرين الناجحة.
ثالثا: كلامهم عن «أستاذية العالم» الذى يرددونه باقتناع، يثير الضحك المرير بقدر ما يثير الدموع الغزيرة. ما أسوأ أن يفرط الإنسان فى تقدير ذاته فيوردها مورد الهلاك ويهلك آخرين معه!.. «أستاذية العالم» مرة واحدة!.
رابعا: والعجيب، برغم أن أصدقائى المتعاطفين مع الإخوان يقرون بضآلة إمكانياتهم ويعترفون أن أداءهم كان سيئا ولم تكن لديهم خطة عمل، فإن الاستنزاف الدينى العاطفى يجعلهم يشعرون بالذنب فيعارضوننى لتسكين ضميرهم.
خامسا: أفهم جيدا صعوبة المطالبة بحل الإخوان، لأن معناها اعترافهم أنهم أضاعوا أعمارهم فى السجون وأهلكوا شبابهم دون ضرورة. لكن من حسن الحظ أن الله يعامل الناس بالنيات، ونياتكم حسنة بإذن الله. وجهدكم فى العمل الخيرى مع الفقراء غير منكور. ولعل حل الجماعة أصعب من السجن، لأن جهاد النفس يعتبر لا شيئا بجوار جهاد البدن، ولذلك أثنى الله جل جلاله على «النفس اللوامة».
سادسا: وربما يقول قائل: إن الحكام لم يكونوا ليتركوها ببساطة، حتى بفرض حلّ جماعة الإخوان.. وبالطبع لا يترك ديكتاتور مغانمه ببساطة، لكن الأمر لم يكن يمر بهذه السهولة، ولم يكن سقف التجاوزات ليصل إلى هذا الحد.
وسابعا: إن آخر ما ترحب به أى سلطة ديكتاتورية هو حل الجماعة. لأن فى وجودهم مصلحة لهم ليبرروا أفعالهم، ومن الوارد أن يخترعوا من بعدهم فزاعة جديدة، ولو كيانا وهميا. لكن الزلزال الذى سيتمخض عن حلّ أعرق جماعة إسلام سياسى طوعا ستكون له توابعه التى لا مفر للسلطة من مواجهتها، وسيبدو مكشوفا جدا وهم الفزاعات الجديدة وستصبح حجة (قرعة).
■ ■ ■
أعلم أن كل ما كتبته كلام حالم لن يغير من الأمر شيئا. لكن ليس بوسعى سوى تسجيل رأيى.

المصدر
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أيمن الجندي, معضلة الإخوان الكبرى, مقامات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البرادعي .. ضحية غياب العقل النقدي ، د. أيمن الجندي معرفتي مقالات الكُتّاب 0 January 2, 2017 04:40 PM
تحليل قصيدة من يشتري و المزيد من الرومانسية بقلم عاطف الجندي Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 April 4, 2014 10:06 PM
هيكل يكتب نهاية الإخوان بقلم محمد الدسوقي رشدي معرفتي مقالات الكُتّاب 3 October 10, 2013 10:56 AM
وحدى .. مع سائق .. بقلم : احلام الجندى نجمه في مجره مقالات الكُتّاب 2 March 31, 2012 01:32 PM
ابطال منسيون (الجندى المصرى أيمن حسن) flying tiger شخصيات عربية 4 February 5, 2012 09:25 PM


الساعة الآن 07:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر