|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||
|
||
محاولة أولى
لم يدري يومها من أين أتته الجرأة ليجلس إلى جانبها ويطلب منها أن يتبادلا أطراف الحديث. في ليلة من ليالي جويلية. عندما ذهب لقضاء بعض الأيام عند صديقه في مدينة المهدية. كان صديقه يقطن في شارع الحبيب بورقيبة قرب مركز بريد "هيبون". قرر بعد صلاة المغرب أن ينطلق باتجاه مقهى الغار أو ”سيدي عبد السلام“ فصديقه يشتغل يومها بالليل ولن يظل طوال الليل في المنزل. أنطلق مشيا على قدميه وصل إلى مفترق طرق السمكة ثم انحنى يمينا. وكعادته كان يتحدث إلى نفسه وكأنه يشكو حاله إلى البحر. رآها جالسة وحيدة. تردد أوّل الأمر تقدم خطوات قبل أن يعود أدراجه ويجلس إلى جانبها. ولطالما ضاعت كثير من القصص الجميلة أمام التفكير في التقدم أو التأخر. -عسلامة هكذا بدأ حديثه معها. إلا أنه لم يستمع جوابا. لم يرتبك وبعد صمت قصير أجاب مكانها بنوع من التهكم: -يسلمك حدجته بنظرة قاسية إلا أنها فشلت في إخفاء ابتسامتها الخفيفة. تشجع على مواصلة الحديث طالما أنها لم تظهر نية مغادرة المجلس. وقال بعد صمت قصير: -قد يشعر الإنسان أحيانا بحاجته إلى التحدث إلى شخص لا يعرف عن حياته شيئا يبوح له بجميع أسراره ثم يختفي من حياته دون خشية أن يكشف سره. وبعد انتظاره جوابا لم يأت قال: -إن كنت لا ترغبين في الحديث إليّ فأنا سأفعل ذلك وأبوح لك بأسراري. التفتت إليه وبقسوة مفتعلة قالت: -تفضّل. فابتسم ابتسامة رضاء وقبل أن ينطلق في حديثه قاطعته بقولها: -عرّفني بنفسك أولا؟ _اسمي ماهر عمري سبعة وعشرون سنة أصيل أحد معتمديات القيروان، أتيت المهدية لقضاء بعض الأيام مع صديقي. وأنت حدثيني عن طفولتك وطموحاتك وفارس أحلامك؟ انفجرت ضاحكة وبعد أن أتمت ضحكتها قالت: -سأكتفي بقولي اسمي نجود. -يعجبني عنادك وأعجبني كثيرا اسمك. -حدثني أنت عن طفولتك وطموحاتك وفارسة أحلامك؟ -أما طفولتي فلم تكن بالمثلية التي تجعلني أتذكر منها الشيء الكثير منها. فقد كنت وحيدا منطويا على ذاتي لا أتحدث كثيرا خاصة مع الفتيات. في حين طموحاتي كبيرة وأولها أطمح إلى السفر للعمل بالخارج أمام تعاسة الحياة في بلدي وقلة الفرص. أرغب في السفر إلى أحد بلدان أوروبا الشرقية لأعمل وأخرج نفسي وأهلي ومن أحببت من عمق الفقر والإهمال. ثم صمت. -والجزء الثالث من سؤالي؟ فأجاب باستنكار -ما هو؟ فابتسمت وقالت: -فارسة أحلامك. -من مرت بحياتي جعلتني أنسى أمر فارسة الأحلام. فظهرت على وجهها الذي لم يبح بكل فتنته بحكم الظلام إلا القليل علامات الاستغراب وقالت: -حدثني كيف؟ -لم نظل في علاقة واضحة الشيء الكثير. أعرفها منذ سنين. لم أتوقع يوما أن أقع في حبها أو حب سواها. صادفتها ضروف صعبة فلم أتردد من الوقوف إلى جانبها. ما ربطني بها مواقف أكثر من أي شيء أخر. أحببتها ورفضت مصارحتها. إلى أن أخبرتني أنها ارتبطت. قررت أن أبتعد عن طريقها، إلا أنّني كنت أتحرى أخبارها من بعيد خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وعندما أشعر أنها ليست على أفضل حال ، أرسل لها رسالة هاتفية أو أتحدث معها عبر ”الفايسبوك“ أحسسها بقسمتها وبأن هناك من يهتم حقا لأمرها خاصة عندما صارحتني بأن ”خطيبها“ لا يعيرها اهتماما. وعند انفصالها عنه بعد فترة لم استطع كتمان ماعانيت مدة سنتين. صارحتها بحب صادق. وافقت أو لعلها لم يكن لها خيار سوى الموافقة أمام جمل وصدق ما أرسلته لها. قالت لي أن رسالتي أبكتها وأنها كانت عمياء. لم تقدر عن الرفض بادء الأمر. إلا أن شيئا لم يتغير في علاقتنا مع مرور الأيام لأكتشف بعد شهر أن ما حصل كان مجرد سوء تفاهم... بدأ عليها الاهتمام والارتياح والرغبة في مواصلة الحديث معه إلا أنها نهضت. -آسفة، حديثك ممتع كنت أتمنى مواصلة الاستماع إلى قصتك. إلا أن الوقت تأخر وعليا المغادرة ألان. إلا أنه يمكننا اللقاء مجددا. فاستغل الفرصة ومدّها برقم هاتفه. ورحلت. مرت تلك الليلة على عجل ولم يعلم حينها أن أمواج البحر نسجت على رمال الشاطئ قصة من أجمل قصص الحب. قصة ستمر عليها أمواج الخريف والشتاء دون أن تمحى. كما لم يعلم حينها أنه تعرف على أجمل روح... ولم يعرف أيضا أو لعله نسي أن الحب نقطة ضعف وأنه قمة السعادة والألم في آن... نصرالدين بن عبد الكريم•lundi 3 juillet 2017 |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اطقم لولى - اطقم لولى 2011 | ألاء ياقوت | مجلة المرأة والموضه | 0 | October 17, 2010 03:18 AM |
محاولة | فريدة محمد | افتح قلبك | 6 | May 18, 2009 08:20 PM |