تحميل كتاب معجزة الإسراء والمعراج .. بشائر المستقبل وبوارق النصر - أحمد علي الإمام pdf

كان الإسراء والمعراج قبل سنة من الهجرة، وفي شهر رجب على قول، وفي الليلة السابعة والعشرين كما هو المشهور.

وذلك من غير فاصل زمني بينهما. كيف لا وطيِّ الزمان والمكان من أظهر ما في الإسراء والمعراج من معجزة خارقة للعادة.

بيانهما في سورتي الإسراء والنجم، وفي السنُّة والسيرة النبوية، واستقصاها بحثاً في تفسيره الإمام ابن كثير) ، ثم كانت معجزة الإسراء والمعراج تأييداً له وإكراماً ومواساة على ما عانى وكابد من شدة الأذى والحصار والمقاطعة وكيد المشركين، وتكالب الأحزاب عليه لفقد النصير..

وقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لأذى المشركين واحتمل كيدهم، وهذا الحديث يصور لنا بعض ذلك..

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لََقد أُوذِيتُ فِي الله وَمَا يؤذَي أحَدٌ، ولَقَدْ أُخِفتُ فِي الله وما ُيخافُ أحدٌ. ولَقَد أتتْ عليّ ثالِثةٌ ومالي ولِبِلال طعامٌ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إلا مَا وَارَى إِبطُ بِِلاَل)..

وهكذا احتمل رسول الله صلى الله عليه وسلم سائر صنوف الأذى من حصار ومقاطعة وعداء وكيد.

كما كانت رحلة الإسراء والمعراج إيناساً له من وحشة عام الحزن لفقد نصيريه، زوجه خديجة الكبرى أم المؤمنين رضي الله عنها التي واسته وآزرته وآمنت به، وعمه أبا طالب الذي ناصره وحامى دونه بهيبته في قريش..

وعلى ما كان عليه المسلمون مما كانوا مما يكابدونه من أذى قريش وسائر المشركين فقد كانت هممهم عالية، وكان شعارهم: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) (الإسراء:٨١ ) ... وكانوا يقرءون هذه الآية في مكة مرفوعي الرؤوس إلى أن أراهم الله تعالى فتح مكة وزهوق الباطل وانطماس الأصنام التي كانت تعبد من دون الله..

وشاركهم من لحق بهم ممن تأخر إسلامهم وكانوا من المنافحين عن تلك الأصنام فشرفهم الله تعالى بالإيمان والتحرر من هوان عبادة الأصنام.