فيسبوك تويتر RSS


  #10  
قديم March 13, 2017, 01:17 AM
 
رد: رواية الخائن 79 - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )

تزوج فيدل واورسولا في باريس في نهايه شهر تموز ، وقد اخرا الزواج فتره بسيطه لان فيدل رغبا في ان يقضيا اسبوعا كاملا كشهر عسل .. وقال لها : سيكون لنا شهر عسل اخر .
اما الشهر الذي سبق زواجهما فكان مجنونا ولم تكد تراه فيه .
انتقلت اورسولا لتعيش في شقته في هذا الشهر وكانت فتره رائعه للتكيف فهي بحاجه الي هذا التكيف لتعتاد علي فكره الانضمام الي عائله صيتها ذائع في انحاء اوروبا كلها .
كان فيدل ياتي بسرعه ويذهب بسرعه ، وهكذا قضت ايامها في وحده.
كان حفل زفافهما مدنيا وبسيطا وعندما سألها فيدل عما اذا كانت تفضل احتفالا في كنيسه كبيره .. تحضره عائلته وحشد كبير من الناس قالت انه تفضله بسيطا . والسبب بكل بساطه انها غير جاهزه لمواجهه عائلته.
حدثها عن عائلته : امه الارمله نمساويه وهي تعيش في فيينا . فيالواقع ، بدا ان كل افراد العائله نمساويين حتي دفع بهم تغيير الحدودالي ايطاليا .. كان منزل العائله في بلده دولوميت وقال لها انها ستحبه ..ففيه بحيره كبيره .ولكنه لم يضف شيئا اخر ،ثم قال انه من هناك يدير المكاتب في ميلانو وروما.
قدمت ايما من نيس لحضور الزفاف برفقه رجل . قالت لها: في الواقع سنكون جيران.
احست اورسولا ان زوجه ابيها تنوي البقاء في نيس فتره.
وكان يوم العرس حار ارتدت فيه اورسولا ثوبا حريريا بسيطا فيه ورود صغيره زرقاء وخضراء اشترته من غاليري لافاييت الضخم الموثر وما سهل لها ذلك ، المبلغ الضخم الذي وضعه فيدل في حسابها المصرفي، لقد قال لها:
-انه من الملائم ان يكون لك السبيل الي مالنا.
حاولت الاحتجاج فمازالت تستغرب فكره اخذ المال منه .ويبدو ان مشاعرها ظهرت علي وجهها لانه بدا ضجرا من الموضوع واضاف :
-ساغيب عنك كثيرا يا ارسولا.. وهذا يعني ان من المنطقي ان تسددي فواتيري بنفسك في اثناء غيابي واعلمي ان ذلك سيدفع عني بعض الضغط.
وهكذا اشترت الفستان ومايحتاج اليه من اكسسورات . عندما شهدها ذلك الصباح نظرت الي عينيه وماشهادته فيهما كان يساوي كل شكوكها مجتمعه.
همس حين جاءت السياره لتقلهما الي مكان الزفاف :
-تبدين جميله..
ودت اورسولا لو يطول هذا اليوم الذهبي الي الابد. لكنه لم يدم اذ انهت المراسم بسرعه ، وخرجا ثانيه الي حيث الشمس المشرقه . في الخارج لاحظت اورسولا شخصا ما يصورهما بكاميرا متطوره وقرب هذا الشخص مراسلتان تحملان اوراقا سألتها احداهما بالانكليزيه عما اذا كانت صنعت الفستان بنفسها فسارع فيدل بدفع عروسه الجديده الي داخل السياره قبل ان ترد .. واتسعت عيناها الخضراوان دهشه وغضبا :
-أسمعت ما قالت ؟ ايبدو انني صنعت الفستان بنفسي ؟ لو تعلم كم ثمنه ..
ضحك فيدل بلطف ،يلف ذراعه حولها :
-لاتنسي انهم يعرفون انك طالبه فنون .. وربما ظنوا انك تدرسين تصميم الازياء .
-لكن كيف عرفوا انني طالبه فنون ؟ ولماذا يهتمون بهذا ؟
بدت الحيره والجد علي تعبير وجهه فرفع يدها يلثما ولكنه ظل صامتا .
تنهدت اورسولا تنهيده طويله ثم شقا طريقهما الي الفندق لحضور حفل الاستقبال بمناسبه زفافهما .. هل ستكون حياتها دائما غنيه بمثل هذه المفاجات ؟ جلست صامته تحدق الي ماهو امام رأس السائق ..
بات كل شي مختلفا .. ذهب الطيش وجاء وقت الحقيقه . تري هل ستكتشف قريبا نوع الرجل الذي تزوجت به؟
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
  #11  
قديم March 13, 2017, 01:18 AM
 
رد: رواية الخائن 79 - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )

5-صديقه وعشيقه

كانت قمم الجبال المكسوه بالثلج مظلله بأشعه الغروب الحمراء. هكذا بدت القمم في الطائره النافثه الخاصه الصغيره .. تطلعت اورسولا بذهول الي الجوهره الزرقاء الرائعه . انها اروع بحيره تراها . تابعت الطائره هبوطها ،واصبح المنظر اروع الان ،فحول البحيره ارتفعت الجبال . كان هناك قريه صغيره رائعه .
قالت من بين انفاسها:انها جميله.
فقد حدثت امور كثيره منذ زفافها في الصباح .. ولم تكن لتصدق ان من الممكن ان يقوم الانسان بهذا كله في يوم واحد .
قاما برحله جويه الي انسبروك وجدت طائره نفاثه خاصه تنتظرهما لتقلهما شمالا فوق برينر في ايطاليا ... وها هما الان في دولوميت وفوق بحيره فيرنو المرتفعه.
تساءلت اورسولا اين ستحط الطائره . ثم نظرت من فوق كتف الطيار ، فشاهدت منبسطا من الارض الي جانب البلده .. وهناك نهر .. وملعب غولف .. طافت الطائره الان فوق اسطح المنازل ..
كان امامهما مباشره مدرجا . راحت الطائره تحط ببطء علي المدرج . وجدت بانتظارهم سياره وهذا امر متوقع ولكن مالم تكن تتوقعه هو ان تقلهما السياره الي مرفأ صغير حيث يقبع فيه مركب سريع .
-لا اصدق هذا . اتعني انك تعيش هنا؟
واشارت الي البحيره التي تقبع في وسطها بقعه خضراء هي جزيره صغيره بين المياه الزرقاء
انتسم فيدل : انها مفاجأه.
-مفاجأه
اردت ان تحضنه .. ولكن ، ايتوقع فيدل زاراكوتشي مثل هذا التصرف من زوجته في العلن ؟ وكان ان تراجعت وعندما ساعدها علي الصعود الي المركب لم تفعل سوي الضغط علي اصابعه .. بدا لها هذا كافيا ، فقد التقطت عيناه الزرقاوان عينيها في لحظه سحريه ، خاصه بهما.
قال وهو يمرر اصابعه علي وجنتها :
- انت متعبه .. كان يوما طويلا .. ولكنني كنت مظطرا للعوده بك رأسا الي هنا.
انطلق المركب بهما .. فجأه احست اورسولا انها انتزعت من عالم الواقع . وابتعدت عن البلده الصغيره بمقاهيها وفنادقها الملونه ، واصبحت علي مقربه من الجزيره الخضراء البارده . احست انها عالقه ما بين حياتها القديمه وحياتها التي تلوح امامها ... شعرت برغبه في الوثب من المركب لتس
لتسبح الي الشاطئ .. ولكنها لا تجيد السباحه
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم March 13, 2017, 01:18 AM
 
رد: رواية الخائن 79 - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )

ادارت ظهرها الي البلده الصغيره لتستقر عيناها علي فيدل ، الجالس مسترخيا في مقدمه المركب ، هذا هو زوجي .. همست بصمت لنفسها .. هذا الرجل الطويل الرياضي الذي تحرقها عيناه وتعيدانها حيه والذي تجعلها لمسته تحب الحياه هو زوجها وحبيبها ..حبه الرائع يدفعها الي ماوراء الحدود الروحيه والنفسيه لهذا العالم ، الي ما لا اسم له او زمن او حدود .. حيث ستبقي الي الابد ...

حرك نسيم عليل شعره الاسود .. ولكنه يختلف الان عن الاوقات التي كانا فيها معا من قبل .. ولم يكن هذا مجرد خيال . انه الان في موطنه ..حاولت ان تتذكر ما قاله لها عن عائله زاراكوتشي .. العائله التي ذكرها بفخر . وها هي الان جزء من تلك العائله .. لقد قال لها انه يرغب في ولد في اسرع وقت ممكن . انما لماذا ؟ الا يكفيهما حبهما فتره ما ؟ ولماذا يعيش بين الجبال المرتفعه وسط بحيره ، في الوقت الذي يستطيع ان يعيش في ميلانو او روما ؟ قال لها :كنت مضطرا للعوده بك رأسا الي هنا . فلماذا ؟ قررت ان تسأله فيما بعد ، عندما يصبحان وحدهما .
كان يقف بباب غرفه ملابسه عندما قال جوابا علي سوالها :
-ماذا تقصدين ؟ اليس علي ان احملك رأسا الي هنا ؟ هذا منزلي اورسولا .. منزلنا .
كانت اورسولا تفتش الادراج بحثا عن ملابس نومها .. هزت كتفيها ترد عليه .
- اعني .. اظهرت وكأنه امر في غايه الاهميه ،ثم قررت الوصول الي هنا الليله ..ليله زفافنا .. بدلا من البقاء في باريس والسفر الي هنا في الغد .
- انها ..
فتش عن الكلمه المناسبه : التقاليد
انتزع ربطه عنقه ، وفك اول زر من قميصه وهو يدخل الي غرفتها ..
-تقضي عرائس عائله زاراكوتشي ليله زفافها في القلعه.
-القلعه ؟ ايه قلعه؟
بدا دهشا من سوالها .. وكأن الجميع يعرف بالقلعه :
- الم تشاهدي الخرائب من المركب ؟
هزت اورسولا رأسها .. ولكنها كانت شاهدت لوحه مسمره في شجره متدليه فوق الماء .. في الواقع لوحتان ، كلاهما بالالمانيه والايطاليه والانكليزيه .. عليهما كتابه واضحه : املاك خاصه .. ابتعد. لاشك ان فيدل زاراكوتشي حريص جدا علي املاكه.
-القلعه مدمره .. انها قصه طويله ..
كانت اورسولا مشوشه وتعبه ومظطربه . ولكنه لم يخبرها عن القلعه .. قلعه زاراكوتشي . هذا يعني انهم عائله استقراطيه عريقه في الاصاله .. اه ولكن اين ملابس نومها ؟ انها تبحث عنها منذ فتره ولا تجدها . ماغرب ان يوضب لها اخرون ثيابها .
سألها عندما دخل الي الغرفه ثانيه :
- ما بك .. صغيرتي ؟
-لا ادري ما فعلوا بملابس النوم.
تقدم ببساطه الي السرير وجذب الغطاء الناعم وهناك كان ثوب نومها وهو غيمه بيضاء من الدانتيل الناعم .
تنهدت .. غاضبه من نفسها لانها لم تفكر في الامر من قبل وشعرت بالارتباك لانه يعتبر كل هذا من المسلمات .. تقدمت لتاخذ منه ثوب النوم ، ولكنه اوقفها وامسك وجهها بين يديه :
-سيزول الاستغراب بعد قليل ..
تذكرت لوحه موندريان المعلقه في شقه باريس وحاولت الابتسام.
عاد الي حمامه ليستحم وخلعت اورسولا ملابسها بسرعه وتوجهت الي حمامها .. وقفت تحت المياه البارده المنعشه . لقد ولي اليوم السحري ، ولت باريس والزفاف والرحله في الدرجه الاولي ،والطائره الخاصه ، والمركب والبحيره والفيللا ..
عندما لمحت الفيللا للمره الاولي كانت بين الصنوبر وكان فيدليمسك يدها ويقفان في مقدمه المركب متمسكين بالحاجز ..في البدايه شاهدت سقوفا حمراء مختلفه المستويات .. ثم شاهدت الجدران البيضاء والشرفات الغنيه بالورود . كان الجزاء الاول من المنزل برجا والجزؤ الاخر حديث المظهر وهو يطل علي البحيره . ثم رأت حديقه متدرجه تتصاعد نحو المنزل ، الذي اصبح مرئيا حالما اصبح المركب علي رصيف المرفأ . كانت الاضواء مشعه من النوافذ والشرفات مضاءه.
وجدت اناسا كثيرين باستقبالهما وكانو جميعا يرحبون بهما ويبتسمون لهما .
اخيرا قادها الي غرفه الاستقبال الانيقه .. حيث استطاعت ان تري حقائبها محموله الي الداخل . ففكرت انها ستستغرب حياتها الجديده فهي غير معتاده ان ينوب عنها احد في ترتيب اغراضها .
جال فيدل بها بسرعه في ارجاء المنزل ،وعندما وصلا الي غرفه نومها قال لها بفخر انها تطل علي اجمل منظر في الفيللا كلها ..ثم ارشدها الي غرفه الملابس ،التي تقع خلف غرفته . وبدا علي وجهها امارات الذهول فضحك اليها .
-انها الوضع الانسب . فلربما عدت متأخرا او عملت حتي وقت متأخر ولكنني لن اقضي الا القليل من الوقت هناك.
وشرح لها ان غرفتها هي التي سيستخدمانها .
تناولا العشاء علي ضوء الشموع ، وكان الخدم قد اختفوا تاركين العروسين بمفردهما . اختارت اورسولا لهذه الليله بلوزه بيضاء مفعمه بالانوثه ، وتنوره من الكشمير. كان النسيم يلصقها بساقيها ويقسم حنايا جسمها الذي تنيره الانوار من الداخل .. بدا فيدل سعيدا بها وهما يقفان امام حاجز الشرفه ...
كانت تظن انها لن تجد مزيدا من المفاجات هذا اليوم ولكنها كانت مخطئه لانه اخرج من جيب سترته علبه صغيره .. علبه مجوهرات في داخلها قلاده ذهبيه فيها لؤلؤه دافئه . ثم وضعها حول عنقها وثبتها هناك ، باصابع ناعمه ثابته ،ثم قبلها وهي تتلمس القلاده .. وبدا كل شئ لطيفا بسيطا .. ومناسبا .
قال لها هامسا :
-لا ترتدي الالماس ابدا فانت لا تحتاجينه .. ساشتري لك اللؤلؤ والذهب .. دائما ..
خرجت اورسولا الان من تحت المياه البارده ولفت جسمها بمنشفه سميكه . شعرت بحركه ما فاستدارت . انه فيدل .. ومن سيكون سواه ، كانت عيناه الزراقاوان مشعتين فيهما تتراقص شياطين صغيره .. نظر باعجاب الي شعرها الاشقر القصير ةالي حاجبيها المقوسين والي عينيها الخضراوان الخجولتين اللتين تحركان فيه نارا متأججه . رأت جيدا مدي سعادته ببشرتها الخفيفه السمره التي تغطي كتفيها واقترب منها ..
تناهي اليهما رنين لجرس الهاتف . فتأوهت اورسولا ... ثم راحت قدماها تبحثان عن الارض ولكنها احست بيد قويه دافئه تلتف حول خصرها وسمعت صوته يتمتم :دعيه وشأنه.
وقعت الي الوراء فوق الوسائد ، تضحك من نفسها .. تندس فيه ، تحس به يتحرك مستيقظا .. وقالت :
-لكنه مازال يرن .. انه في غرفتك .
التفت حولها :قلت اتركيه وشأنه.
ووجدت يده مستقره فوق صدرها .. ثم عاد يغط في النوم. وابتسمت اورسولا برضي لانها تعلم ان اليوم سيمتد امامهما بدون توقيت او ساعات .. لكن الهاتف مازال يرن ...
حركت يدها علي ذراعه ببطء ،مداعبه :
الن يرد احد في الطابق السفلي؟
-تمتم :لا ، انه خط خاص.
-اذن اليس عليك ان ترد؟
-لست في غرفتي .. احب مكاني هنا .. ولا رغبه لي في الذهاب الي الغرفه الاخري في الوقت الذي تنام فيه زوجتي في هذا الفراش .. فانا اريدها .. الان.
همست وعيناها تبرقان : هذا واضح حبيبي.
__________________
محن الحياة تنضج الإنسان علي نار الألم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الاعمى والحب - أن جيبكوفسكى - روايات عبير الجديدة المركز الدولى (كتابة/كاملة هلا 78 سلاسل روائية ( عبير- أحلام- زهور ) 34 February 28, 2017 01:36 AM
رواية اميلي برونتي مرتفعات ويذرنج ، اعظم رواية انجليزية مترجمة كاملة jalil sama الروايات والقصص المترجمة 7 October 30, 2016 09:36 PM
رواية عفتك وعفت قلوب ممشاك كامله- رواية حزينه ورمنسية كاملة 2011 ألاء ياقوت روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 August 24, 2011 03:48 AM
رواية اوعدك تشوف موتي قبل لا انوي اخونك كاملة رواية رومنسية حزينة ألاء ياقوت كتب الادب العربي و الغربي 0 November 2, 2010 06:55 PM
رواية ( ذاكرة الجسد ) .رواية رائعة للكاتبه أحلام مستغانمي ...كاملة !! قلب حائر روايات و قصص منشورة ومنقولة 101 August 13, 2010 04:31 PM


الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر