فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم January 8, 2017, 02:15 AM
 
Smile محمد الجوادي .. ثائر الفضائيات بقلم حاتم صادق

محمد الجوادي .. ثائر الفضائيات
بقلم
حاتم صادق


ليس غريبا أن ينبهر مؤيدو جماعة الإخوان والمحبين لهم والمتعاطفون معهم بشخص وكتابات وكلام رجل مثل الدكتور محمد الجوادي ..وأيضا ليس غريبا أن يهللوا للرجل باعتباره الكل في واحد فهو الطبيب وهو المؤرخ وهو اللغوي القدير والمفكر السياسي الكبير والمتنبئ الفذ الذي ليس له نظير ..قد يكون هذا مفهوما منهم ومسببا بأن الرجل يتبنى كافة قضاياهم ووتوجهاتهم منذ السنة التي تولوا فيها موقع السلطة الأكبر في مصر، وما زال مصرا على هذا التبني حتى تلك اللحظة التي نكتب فيها تلك السطور ، حيث وصل الرجل إلى نقطة اللاعودة ،حين اختار طريق النضال عبر الجزيرة القطرية والقنوات الإخوانية الجديدة والتي تدور كلها في فلك ( الشرعية المزعومة) والعودة الموهومة لمحمد مرسي .
كل هذا- بالنسبة لي- يمكن أن أتفهمه من باب تصالح المصالح ، لكن الذي لا يمكن فهمه ولا تفهمه – سواء مني أو من أي شخص عاقل- هو تصديق هؤلاء أن الرجل ثوري ومناضل حقيقي ، وأن كل من خالفوه أو أخذوا طريقا غير طريقه هم من الخونة والمنافقين وأبواق الدعاية للسلطان .
ومشكلة هؤلاء كما أكرر دائما : أنهم لا يقرؤون ..إذا أنهم لوعادوا قليلا إلى الوراء وتابعوا مسيرة الرجل المليئة بالإنعطافات والتحولات الشاذة في المواقف والآراء ، لأدركوا أنهم في حالة من الوهم والخداع وأن ما يعتقدون أنهم يأوون إليه باعتباره ركن شديد ، ماهو إلى بيت واهن من بيوت العنكبوت .
وإني فقط أحيل هؤلاء أن يطالعوا كتاب ( النخبة المصرية الحاكمة ) لمحمد الجوادي،والذي يتهرب مؤلفه من مجرد ذكر اسمه ، والصادر عن دار مدبولي للنشر.. ليكتشفوا بأنفسهم ماذا كان يقول هذا الرجل عن مبارك وعصره ومصره ، وليستمتعوا بكم المديح و مقدار النفاق الذي لم يصدر مثله أبدا عن أي كاتب من كتاب الصحف القومية وقتها وهم المتهمون دائما بممالأة السلطة ونفاق الحكام ..
فتعالوا معنا ، نقرأ ونتأمل كلمات المناضل الثائر بأثر رجعي محمد الجوادي الذي لا يمل من تصديع رؤوسنا بحديثه المكرر عن ( خطورة عودة نظام مبارك ) وأن ماحدث في 30يونيو ماهو إلا انقلاب لإنتاج نظام مبارك مرة أخرى .
في الباب الأول من الكتاب الفاضح وتحت عنوان 'السمات العشر في شخصية مبارك' يقول محمد الجوادي صفحة 31إلى صفحة 37:
'يحظي الرئيس مبارك بدرجةٍ كبيرة من الإجماع المصري علي اختياره رئيساً للفترة القادمة، ربما لم يحظَ بها من قبل أيُّ رئيسٍ مصري سابق! وثمة عوامل كثيرة مكَّنت الرئيس مبارك من الوصول إلي هذه الدرجة، علي مدي '18' عاماً من رئاسته-هذا الكلام كان سنة 2000م- و24 عاماً من بقائه في الموقع المتقدم، نائبا للرئيس، ثم رئيساً. وبعيدا عن الأفكار النظرية الكثيرة، يمكن لنا أن ندرك بكل وضوحٍ، العواملَ التي مكنت مبارك من تحقيق هذه المكانة المتقدمة:
1- إحساس الجماهير بالإنجاز الحقيقي:
سنذكر أمثلةً سريعةً. المثل الأول: يري بعض المواطنين أن الأعمال المدنية التي استلزمتها محطة واحدة من محطات مترو الأنفاق، تُمثِّل إنجازاً هندسياً يفوق الإنجازات الهندسية في جسم السد العالي نفسه'!
هذه هي السمة الأولى كما حددها الجوادي.. ونواصل مع الرجل وهو يعدد السمات العشرة الأسطورية لمبارك.
2- 'تحرير المواطنين من المعاناة اليومية!
وهنا يتألق الكاتب في تبيان الفارق قبل تولي مبارك و كيف كان المواطن يعاني في الحصول على الزيت و الأرز والصابون بينما أصبحت الشركات تطارد المواطن للشراء منها ، و كيف كانت إستحالة الحصول على هاتف ثابت بينما أصبحت شركات المحمول تطارد المواطن ..
3- تجنيب الوطن المشكلات الكبري:
فلم يعرف التاريخ المصري من استطاع أن يتغلَّب علي مشاعره الشخصية، علي نحوِ ما فعل حسني مبارك، حتى بعد ما تعرض هو نفسه للاغتيال في أديس أبابا..
وفي إشارة إلى مبارك الوطني المثالي المتجرد يؤكد الجوادي على تميّز حسني مبارك برؤية طويلةِ النظر تجاه مستقبل بلاده، دون أن يُعنَي بالمكانة التي أفني غيره حياتهم، وحياة أبناء شعبهم من أجل الحصول عليها'..
4- 'الثبات الانفعالي العالي:
ويبرز الكاتب كيف كان مبارك أكبر من كثير من المواقف بفضل ثباته الانفعالي الذي لا تؤثر فيه فرقعات طارئة أو أي تفريغ للهواء.
5- البدء بالإحسان:
ويبرز الكاتب كيف كان مبارك بادئا بمد يده تجاه حكومات الدول العربية رغم جرح مصر من موقف هذه الدول عند وفاة السادات ، و كيف كان مبارك "حنونا" تجاه ليبيا حين واجهت أزمتها.
6-غفران الإساءة
ويبرز الكاتب نبل موقف مبارك تجاه الفريق سعد الدين الشاذلي حين سمح له بالعودة من الخارج رغم إساءات الشاذلي له ، و كذلك تجاه بعض الصحفيين الطامعين في مناصب .
7- الروح المرحة:
حتى في أحلك اللحظات يحرص مبارك على إضفاء جو المرح دون أن يستفز الجماهير أو يعبئها لمعارك قاتله أو مراحل تاريخيه أو لحظات حاسمه من قبيل ساعة العمل الثوري .
8- تقدير الرجال:
ويبرز الكاتب كيف اختار مبارك كبار الصحفيين للالتقاء بهم تقديرا لهم ، و كيف تقدم المشيعين في جنازتي عبد اللطيف البغدادي و وكمال الدين حسين ، ومنح محمد على فهمي رتبة المشير.
9-الامتنان للمسئولين السابقين:
ويوضح الكاتب كيف منح مبارك أوسمه لأبي غزاله و المحجوب عند انتهاء خدماتهما ، و كذلك الكفراوي و جمال السيد.
10- إنه يعرف ويُعلِن أن اسمه حسني مبارك، ولا يسعي، ولا يقبل أن يكون له اسم آخر .
ولم يكتفي الجوادي بهذا القدر الذي يختلط فيه الهزل بالجد ، ويتحد فيه المدح بالنفاق لدرجة لم يبلغها أحد من أكبر كتاب السلطان في عهد مبارك . ففي الفصل الثاني من الباب الأول يواصل الجوادي الضرب على الطبلة والرقص بالكلمات – على حد تعبير الراحل نزار قباني- وتحت عنوان :
(فلسفة الرئيس حسني مبارك في التغيير) ، يقول الجوادي في صفحة 37 وما بعدها : "تنبئ ديناميات التغيير على مدى خمسة وعشرين عاما من ممارسة الرئيس للسلطة الفعلية نائبا للرئيس ورئيسا عن مجموعة من السمات المتميزة حكمت فلسفة التغيير عند الرئيس وجعلت له مذاقا مختلفا عما عرفته الجماهير بل والنخبة المثقفة من اتجاهات أخرى للتغيير طيلة العهود السابقة .ومن المهم أن نذكر في البداية أن كل هذه السمات تعمل من خلال الفلسفة الكبرى للرئيس مبارك وهي الاستقرار ما أمكن والتغيير متى وجب ".
وهنا نكتشف أن الجوادي فيما يبدو بوضوح من كلامه السابق هو أحد من أوحى لمبارك بفكرة ووهم الإستقرار الذي ظل يباهي ويتغنى به حتى في اللحظات الحرجة و الأخيرة من حياته الرئاسية ..
وإليك عزيزي القارئ ثلاثة من السمات التي ذكرها الجوادي
في تناوله لفلسفة مبارك في التغيير:
. التأني الشديد 1-
الحرص على الجمع بين العلم و الخبرة. 2-
. المصلحة العامة أهم من الرأي العام 3-

هذا هو الوجه القديم لمحمد الجوادي، الوجه الذي يحاول الرجل أن يخفيه حين يدعي البطولة والثورية والنضال بأثر رجعي ..
هذا هو الوجه الذي أحب أن يراه عشاق الجوادي ، الذين لا يكفون عن ترديد كلمات وعبارات الإعجاب والتقدير له إشادة بنزاهته وثوريته وشجاعته الخارقة وقدرته الفذة على قراءة الغيب السياسي ..ويصاحب ذلك في العادة انحطاط أخلاقي غير مسبوق حين يصوبون سهام التشويه والتجريح ضد كل صاحب رأي لم يوافق هواهم أو يتبنى مقولاتهم ، ملصقين بهم تهم الخيانة والعمالة ونفاق الحكام .. ولم يسلم مخالف لهم من ذلك ، ولا حتى من واجه مبارك في عز سلطان وجبروته و كتب :
"سيادة الرئيس مبارك , سأقول لك مالم يقله لك مفتيك ولا شيخك ولا خطباؤك ولا فقهاؤك الذين عينتهم وأجلستهم بجوار كرسي عرشك يبررون ويحللون ما حرمه الله
من تعذيب واعتقال وفساد واستبداد ويحرمون ما حلله الله من قولة حق أمام سلطان جائر أو حتى عادل , وسأقول لك مالم تسمعه من بطانتك التي تنافقك وتمتدحك وتصعد بك
إلى مصاف الأبرار المقدسين ولاتنطق إلا بآيات شكرك وحمدك على مناصبهم ونفوذهموفلوسهم . سأقول لك مالم تقرأه من كتبتك ومداحيك وطبالى مواكب نفاق السلاطين
ومصاحبيك على جناح طائرتك وعرشك , أقول لك إنك ميت وإنهم ميتون."

اقرءوا جيدا، واعقلوا ، ولا تسمعوا .. يرحمكم الله .
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد الجوادي, مقامات, ثائر الفضائيات, حاتم صادق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثلاثية التاريخ والادب والسياسية - د. محمد الجوادي advocate كتب الادب العربي و الغربي 7 November 25, 2012 11:16 AM
أنتِ أجندة احتياطية .. بقلم الشاعر سمير صادق الشعيري samirsadiq شعر و نثر 0 October 13, 2011 12:12 AM
كلمات القران التي لانستعملها....د محمد الجوادي. سلمى فاروق كتب اسلاميه 1 January 14, 2011 03:58 PM


الساعة الآن 01:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر