فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم January 10, 2017, 01:28 AM
 
Smile خدعوك فقالوا - حاتم صادق

خدعوك فقالوا
بقلم
حاتم صادق

- هل يجب أن ننشغل بتدين الحاكم لا بكفاءته وآدائه ؟
- هل صحيح أن الشيخ علي جمعه هو أول من وصف الإخوان بالخوارج ؟
- هل وصف الشيخ محمد الغزالي الإخوان بالخوارج ؟
- هل استخدام العقل يعني البعد عن الدين ؟
- هل العلمانيون فقط هم من ينكرون عذاب القبر ؟


هذه محاولة لكتابة مقالة سريعة وسهلة وبسيطة.. وقد اتخذت فيها منحى سهلا وبسيطا للغاية وهو إلقاء الضوء على بعض الدعاوى التي تشيع في حياتنا الفكرية، والتي تأخذ موقع المسلمات لدى الغالبية العظمى ممن نعيش بينهم ويعيشون بيننا .
وهي عند البحث والتحقيق ليست من المسلمات في شئ ، بل ليست مما يحتمل الصواب بأي حال من الأحوال ...وحتى لا أطيل عليك ، فتعالى ندخل مباشرة إلى تلك الدعاوى أو المختارات ..
1- العقل لا صلة له بالقضايا الدينية والإيمانية:
العقل في تاريخ الفكر الإسلامي إما أن يراد به مقابلة النقل فيقال أهل النقل وأهل العقل وإما أن يراد به إمعان النظر واستبصار الحكمة والمعقول فيما أتى به المنقول ..
ورغم أن القرآن قد أعطى مكانة وتكريما خاصا للعقل تتضح أكثر ماتتضح في تلك المزاوجة في الدعوة بالبراهين العلمية العقلية الكونية والدعوة بالآيات النقلية، وبذلك يكون هناك رباط مقدس عقده القرآن بين العقل والنقل، وبين ربنا سبحانه أنه لا تعارض بين العقل الصحيح الصريح والنقل الصحيح ..
وهذا ما تقرره الآيات القرآنية وأقوال العلماء والفقهاء ويكفي أن نقول في البداية أن علماء المسلمين حصروا المقاصد الضرورية والعامة للشريعة الإسلامية كلها في خمسة مقاصد قال عنها الإمام الشاطبي رحمه الله في (الموافقات): (إن الأصول الكلية التي جاءت الشريعة بحفظها خمسة وهي: الدين، والنفس، والعقل، والنسل والمال).

وطوال عصور الازدهار والنهوض الحضاري للأمة لم يكن هناك أي تعارض أو قطيعة بين العقل والنقل، وهذا على العكس تماما مما يحدث في عصور الانحطاط والتراجع الحضاري ..
ولعل هذا الكلام يكون ملموسا بشكل بالغ الوضوح للدرجة التي لا ينفع معها إنكار في زماننا هذا وأيامنا تلك ..
فلو حاول أحد منا أوجرب أن يسأل واحدا من دعاتنا و شيوخنا الأفاضل عن الأشياء التي لا تتفق مع العقل في كتب الحديث أو كتب التفسير والسير القديمة وتسأل عن كيفية الإيمان بها وهي لا تتفق مع العقل ...يردون عليك بأنها أشياء يجب الإيمان بها سواء اتفقت مع العقل أو ناقضته..إذ العقل عندهم لا مجال له في أي قضية متصلة بالدين سواء من قريب أو من بعيد، لا فرق عندهم في ذلك بين الأصول وبين الفروع !!
وهنا نسأل:أليس هذا العقل شرط و أساس في وجوب العبادات جميعا على الشخص المسلم؟ ألا تجب الصلاة إلا على المسلم البالغ العاقل (صاحب العقل) وغيرها من العبادات الأخرى ؟ ألا تسقط العبادة عن المجنون (فاقد العقل) حتى يفيق ؟ وألم تحرم الخمر إلا لأنها تذهب العقل وتغيبه عن الوعي،وبالتبعية فأي مادة أو عقار تعاطيه يذهب العقل يأخذ حكم التحريم كالخمر لنفس السبب ونفس العلة ؟!
وما فائدة تلك الآيات العديدة والمتناثرة في سور القرآن التي تخاطب أولي النهى وأولي الألباب ،وأفلا يتدبرون ،وأفلا يتفكرون، وأفلا يعقلون ..أم أن هذه الآيات كانت لأشخاص وأقوام غيرنا ، أم ماذا بالضبط ؟

لماذا يجنح الدعاة و الشيوخ إلى التفسيرات الفقهية القديمة حتى وإن خالطها الغموض ومخاصمة العقل والمنطق و يثورون ضد التأويلات العقلية الحديثة التي لا تضر الدين في شئ ؟
وهل كتب التراث جميعها لا تخطئ، هل هي قرآن أو حي مقدس ؟ ، وهل كل ما ورد إلينا عن السلف صحيح لا ينبغي مناقشته أو المساس به ، وهل المطالبة بإعادة النظر في تلك الكتب وما فيها من روايات وآراء واجتهادات لا تتناسب مع محكم القرآن والعقل ومراجعتها تعد كفرا بينا ومحاولات لهدم دين الله كما يزعم هؤلاء ويدلسون على جمهورهم من العوام بذلك ؟
هل المطالبة بمراجعة بعض الروايات غير المتواترة و المنقولة عن النبي والسؤال عنها تعد إنكارا للسنة كلها ؟! لماذا يرفع هؤلاء سيف التكفير على رقبة كل من يخوض في هذه المسائل ؟
أعتقد أن الإجابة على ذلك تتلخص في ضيق أفق هؤلاء الدعاة وتعصبهم لوجهة نظرهم لا للدين ولا للقرآن ولا للسنة..فالتدين الحقيقي يجعل العالم أو الداعية وكذلك الإنسان العادي على حالة من الرفق والتسامح والصبر على المخالف تختلف تماما عما نراه من مشايخنا الذين ازدحمت بهم الفضائيات .
هم يتحدثون عن العقل ومكانته وكيف كرم الله به الإنسان، لكنهم في حيز التنفيذ يضيقون بهذا العقل ذرعا،ويخافون منه أشد الخوف ..لأنهم فيما يبدو يريدون قيادة الجمهور والبسطاء من العوام كالقطيع دون تفكير أو استفهام أو
مساءلة..
و قد نالوا ما أرادوا وأصبحوا كالملوك والأباطرة في الوجاهة والثراء والنجومية والتقديس من الأتباع.

2- أن أهم مافي الحاكم هو التدين وأن يكون (بتاع ربنا) :
يرى البعض أن أهم ما يجب توافره في رئيس الدولة عبادتة وتقواه فى حين أنه من المستحيل أن تقيس تقوى أي مسلم أو مدى إخلاصه فى عبادته فهذا أمر خاص بين العبد وربه لا استثناء لأحد في ذلك .
والفهم المستبصر للإسلام ومبادئه ومقاصده العامة ، قد لا تجعلنا ننشغل بهذا الجانب للدرجة التي تجعلنا نتغاضى عن الصفات الجوهرية والأولى بالنظر والوضع في الاعتبار مثل الخبرة السياسية والكفاءة والرؤية التي تؤهله لإدارة أمور البلاد ببراعة واقتدار وتمكنه من تحقيق مجتمع العدل والكفاية والمساواة .
وقد روى أبو عبيد في ( الأموال) بسنده إلى أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:" لعمل الإمام العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة عام – أو خمسين عاما ".
يا سادة : صلاة الحاكم لنفسه وتقواه أمر خاص بينه وبين ربه، أما كونه مديرا ناجحا لشئون البلاد ورئيسا لكل أبناء شعبه وليس لفصيل أو فئة أو جماعة محدودة ، فهذا يعود مردوده الإيجابي على كل أبناء الأمة. وأينما تكون المصلحة فثم شرع الله .

3- هل صحيح أن الشيخ علي جمعه هو أول من وصف الإخوان بالخوارج ؟
ويكفي في هذه النقطة المقال الذي كتبه الزميل حسين القاضي بجريدة (الوطن) بتاريخ 29نوفمبر2014، ونقتبس منه باختصار غير مخل وبتصرف يسير للغاية :
يسود اعتقاد أن الدكتور علي جمعة هو أول من وصف جماعة الإخوان بالخوارج، وهذا خطأ شائع ..
والحقيقة أن الرجل كان قد أطلق الكلمة في السنوات الأخيرة، وساعتها هاجمه بعض الأزهريين، ثم عادوا اليوم ليكرورا ما قاله ، بعد موقف الجماعة من إزاحتها عن السلطة .

وبالرجوع بالزمن إلى الوراء قليلا ، وبالتحديد في عام ، ١٩٥٤ م حيث صدر بيان من جماعة كبار العلماء تضمن تحذير الأزهر الشريف من الخوارج ، وجاء فيه :
" ابتلي المسلمون بمن يتخذون من الدين وسائل يجذبون بها ثقة الناس،، وقد شذ نفر من جماعة الإخوان المسلمين وانحرفوا عن الجادة، وتآمروا على قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وإعداد العدة لفتنة طائشة، باسم الدين لا يعلم مداها إلا الله "( مجلة الأزهر ج٧، نوفمبر ١٩٥٤).
وفي ١٩٦٥ جاء في بيان الأزهر عن انتشار أفكار القطبيين : " أفكارهم هي أفكار الخوارج، ووسيلتهم لشق الجماعة، بدعوى نشر الإسلام، ونزعة تخريبية، يسمونها طريق الإسلام، ويقترحون هدم المنظمات، وإيجاد مجتمع جديد"

ويقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه (من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث) واصفا الإخوان بالخوارج ومتحدثا عن دور مكتب الإرشاد في اللعب بعقول شباب الإخوان:
" لقد عز عليّ أن يلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، وأن تتجدد سياسية الخوارج مرة أخرى، حتى إن خطيبا من الإخوان يقول: إن الولاء للإخوان يكفر السيئات... لقد تغلغل هذا الضلال في نفوس الناشئة، وألبسوا الدين هذا الزي المنكر"

4- أن العلمانيون وأعداء الإسلام هم من ينكرون عذاب القبر :
والحقيقة أن عذاب القبر فتنكره أكثر الخوارج، وترى أنه غير صحيح ولم يلتفتوا إلى ما جاء فيه من الأحاديث.
يقول الأشعري: " والخوارج لا يقولون بعذاب القبر ولا ترى أحداً يعذب في قبره" .
وكذلك الإباضية فإنهم غير متفقين على نفي عذاب القبر أو ثبوته، بل انقسموا إلى فريقين؛ فريق يقول بثبوته وآخر ينفيه..
ومن الأئمة المعتبرين من يقول بأن هذا العذاب هو على النفس فقط، إذ ليس في البرزخ عذاب على البدن ولا نعيم، كما يقول ذلك ابن ميسرة وابن حزم..
وبالمناسبة يوجد تسجيل فيديو لأحد حوارات فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي مع الإعلامي محمود سلطان ـ رحمهما الله ـ في برنامج "لقاء الإيمان"، الذي كان يذاع على شاشة التليفزيون المصري، يؤكد فيه فضيلته أنه لا وجود للعذاب في القبر، مفندًا الأسباب التي استند عليها في وصوله إلى هذه النتيجة. .
ومما قاله الشيخ الشعراوي في هذا الفيديو بالحرف: "لا يوجد عذاب في القبر، لأنه لا عذاب إلا بعد حساب، والحساب فى الآخرة، فيعرض عليه عذابه في الآخرة، وإن كان صالحًا يعرض عليه نعيمه ..والحساب حيبقى في الآخرة .
إنما القبر بس شرة الحياة منعت من النفس
وشاف نفسه مجندل في التراب
فيعرض عليه عذابه في الآخرة
وان كان مؤمنا يعرض عليه الثواب "
.انتهى كلام الشيخ الشعراوي .




__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حاتم صادق, خدعوك فقالوا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خدعوك فقالوا الفراشه المؤمنة المواضيع العامه 2 September 16, 2016 05:13 AM
خدعوك...................فقالوا..............!!!!!! !! مـتـــــجــــــــدد إن شاء الله أجمل احساس صوتيات ومرئيات البرمجة اللغوية العصبية 4 June 3, 2011 05:56 PM
خدعوك فقالوا..مياه نقيه!!! دائماً مبتسمه قناة الاخبار اليومية 8 November 3, 2008 10:58 PM


الساعة الآن 07:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر