فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > نبض مواطن

نبض مواطن أخبار و مقالات و عواميد صحف يوميه, صور كاريكاتوريه تحكي واقع الوطن والمواطن

الإهداءات



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم March 15, 2016, 06:29 PM
 
أغبى الأغبياء

أغبى الأغبياء

كاظم فنجان الحمامي

يُحكى أن والياً غبياً من ولاة العرب، كان يرقُصُ عارياً أمام رعيته، ويتجاهل آلام الفقراء، فيصفق له التنابلة، حتى تمادى في رقصاته المتهتكة، فانهارت دولته، وأخذ أخذاً وهو يرقُصُ نحو حتفه، وكانت تلك رقصته الأخيرة من بين رقصاته الغجرية.
ربما يسألني سائل منكم، فيقول: كيف يجوع أهلي وبلادي من أغنى البلدان ؟، فأقول له: ألا تعلم إن أغبى الأغبياء، وأكثرهم جهلاً وحماقة، هو ذلك السياسي الذي ظن إنه بتسلقه فوق ظهورنا سيضمن التفوق العقلي علينا، وإنه سيضيف لخلايا دماغه المعطوب شحنات عالية الطاقة، ثم يعززها بذاكرة موسوعية جديدة، تجعله أعلى مرتبة من أصحاب الكفاءات النادرة، وأكثر مهارة من أصحاب المواهب الخارقة. وإن أغبى الأغبياء وأكثرهم تخلفاً هو ذلك المسؤول المتعجرف، الذي ظن إن الرياح الفوضوية، التي حذفته علينا ستخلق منه قائداً عبقرياً لا يُشق له غبار في كل الميادين، بما يمتلكه من ملايين مسروقة، وقصور فاخرة، وعربات مدرعة، وحاشية خانعة خاضعة.
وأكثرهم غباءً وتفاهة ذلك المرابي الذي يسرق لقمة الفقراء، ويتاجر بآلام اليتامى والأرامل، معتقداً إنه الأكثر نضجاً وحذاقة من غيره، ومعتقداً إنه الأكفأ والأنشط بحنكته في الغش والاحتيال والمزايدات الرخيصة.
وأكثرهم غباءً ذلك الوصولي، الذي ظن إن تلونه بألوان الطيف السياسي، سيجعله في طليعة المتفوقين علمياً، وفي مقدمة المبدعين والناجحين. معتقداً إن استثماره للفرص الرخيصة، سيفتح له خزائن العلوم والفنون والمعارف.
وأكثرهم جنوناً وغباءً هو ذلك المرائي المتصنع. المتفاخر بتدينه المزيف. المتفنن بانتحال خصال الورع والتقوى. معتقداً إنه سيضحك علينا بجلبابه وخواتمه وأحجارها الثمينة، ومعتقدا إن ألاعيبه ستنطلي علينا. وكأنه لا يدري أن الدين بجوهره وليس بمظهره ولا بمنظره.
وأغبى الأغبياء وأكثرهم تخلفاً وانحطاطاً هو المؤمن بصناعة الأصنام البشرية. المغالي في تقديم فروض الطاعة والولاء للحكام. المنصرف لتقديسهم بطقوسه الكهنوتية الغارقة في الذل والعبودية. الذي يظن إنه أذكى من الآخرين، وأكثرهم جدارة بلهاثه المتواصل وراء الحكام المستبدين بآرائهم، وكأنه لا يعلم إن رأس الحكمة مخافة الله. وإن الله جل شأنه هو الأعلى وهو الأسمى، وأن البقاء لله وحده.
أما الغباء المزمن فتجده دائماً تحت لسان الذين يحدثونك عن تسامح الأديان وتلاحم القوميات والطوائف، وهم من ألد أعداء الإنسانية، وأكثر الناس عدوانية. يحاربون الأخيار. يدعمون الأشرار. يثيرون الفتن. يأججون النعرات البالية. يبرعون بمساندة الإرهاب. يدعون لنشر ثقافة الموت والدمار بين الشعوب والأمم. يزعمون إنهم الفئة الناجية، وإنهم أفضل الناس، ولا يعلمون إنهم الأغبى والأكثر تحجراً وإجراماً.
مما يؤسف له إن الغباء عند بعض الناس موهبة عظيمة، يتمسكون بها من المهد إلى اللحد، ولا فائدة من توجيههم، وتعديل مساراتهم المنحرفة، فالغباء من أخطر إفرازات عقولهم المشفرة، وقلوبهم المتحجرة.

 

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحاضير لغتي الخالدة , تحضير لغتي الجميلة Yaqot الدليل العلمي للطلاب و المعلمين 0 December 6, 2014 03:58 PM
معبد الكرنك أقدم معبد فى العالم القديم ذكرى الرحيل السياحة و السفر 1 July 15, 2011 09:26 PM
أيها المصريون الأغبياء والجزائريون الأغبياء هذه هي الحقيقة amani32 مقالات حادّه , مواضيع نقاش 30 November 22, 2009 07:58 PM


الساعة الآن 11:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر