فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم January 23, 2016, 07:05 PM
 
حسابات 25 يناير.. حد يشيل ذرار الضغاطة عمَّالة تصفر من الصبح بقلم سامح عيد


حسابات «25 يناير»

حد يشيل ذرار الضغاطة عمَّالة تصفر من الصبح
بقلم
سامح عيد


الأجهزة تتحسب بقوة وعلى أهبة الاستعداد، وإن كان التحسب مفرطًا، لكن لا مانع، هناك أحداث فى العريش وسقوط 8 شهداء ندعو الله لهم بالمغفرة ولأهلهم بالسلوان، والصبر، انفجار فى الهرم نتيجة شقة كان بها متفجرات، وسقوط شهيدين وعدد من الجرحى وانفجار فى الشرقية، الأجهزة تتحرك بقوة، فقد تم القبض على اجتماع إخوانى فى المنيا، تم مداهمة عدة شقق فى وسط البلد والقبض على نشطاء.
كلٌّ له حساباته، فهناك مناهضون للدولة المصرية، وهناك معارضون للنظام الحالى، والفرق بينهم كبير، فالمناهضون للدولة، يريدون سقوطها، يجنح جزء منهم للعنف بأنواعه، المعارضون للنظام يريدون إصلاحه، لهم مطالب بعضها مشروعة، وهناك الكارهون لـ25 يناير، وهؤلاء يحرضون على القتل علنًا فى الإعلام ودون أن يطرف لهم جفن.
قناعتى الشخصية، عندما يحشد المناهضون للدولة، فعلى المعارضين للنظام أن يتراجعوا، ويسلكوا طرقًا أخرى، فلديهم الجرائد المطبوعة والإلكترونية ولديهم صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وهى أقوى من الصحف فى بعض الأحيان، فقد استطاعوا فى عدة ساعات أن يجبروا قناة وأن يوقفوا مذيعة، وقد استطاعوا أيضًا أن يضغطوا لعدم تمرير قانون الخدمة المدنية، فالإصلاحات ما زالت ممكنة والضغط ما زال قائمًا وفعالًا.



بعض التنفيذيين فى الأجهزة الأمنية موتورون، وأنا أؤكد كلمة بعض، بعضهم يتحرك بدافع شخصى عدائى، الإخوان يلعبون على العواطف بقوة، فقناعتى الشخصية أن الكتلة الصلبة لن تنزل 25 يناير، لأن الإخوان لا يتحركون بتصريحات إعلامية، لكن لهم هيكلهم الهرمى، الذى يخرج القرار من قمة الهرم، ليهبط إلى أصغر عضو فى أسرة، لكن التصريحات العلنية لا تستهدف إلا قطاعًا من المتعاطفين الملتحمين بالحالة، بعضهم أقرب إلى الانحلال منه إلى التدين حتى بمعناه الظاهرى، يرغبون فى دماء جديدة بقوة لتسخين الحالة، فيطلقون هؤلاء الموتورين المحملين بطاقات ثأرية على هؤلاء، فينفلت هؤلاء فتسيل دماء، فيستمر الوضع المتأزم ليضيف إلى الثأر أطراف أخرى.




نصائح ضرورية للنظام:


أى سياسى مدرك طبيعة السياسة وطبيعة المجتمع، يعرف أن الإصلاح أفضل 1000 مرة من الثورة، وكنا فى 2011 وما قبله فى "كفاية" وما بعدها نرغب فى الإصلاح، وكنا جميعًا نتمنى أن يستطيع الضغط أن يجبر النظام المباركى على الانصياع ولو قليلًا للضغط بأن يعلن بصراحة التراجع عن التوريث، ويعلن بصراحة عدم التمديد، ويحل برلمان 2011، وأن يعلن عن خطة إصلاحات سياسية واجتماعية بالتتابع، لكن فى نقطة حرجة معينة، يفقد السياسيين السيطرة على عجلة القيادة ويصبحون تابعين للجمهور بغضبة وانفعالاته، وكانت تلك النقطة، هى عناد النظام وإصراره ثم سقوط قتلى، عندها أصبح السياسيون برشدهم فى المؤخرة، والميدان بعاطفته فى المقدمة.



وصلنا إلى ما نحن فيه بأقل الخسائر، بعد أن أطحنا بثيوقراطية دينية كانت تودى بنا إلى حرب أهلية واسعة، ونجانا الله منها بفضل هذا الشعب الذى وقف بجلد ضد تلك المؤامرة وبفضل مؤسسة عسكرية قررت الاستجابة لمشاعر الجماهير والوقوف معهم.
أى انزلاق لأتون غضب آخر لن تمر بسلام كما مرت الأولى، ستنهار مقومات هذا الشعب، ربما تنهار بعض مؤسساته، فى ظل إقليم على أهبة الحرب والصراعات والحروب تحاصرنا من كل جانب، الميليشيات متأهبة على الحدود للانقضاض، كل هذا لا يدفع النظام إلى استغلال الموقف للضغط بالخوف على المجتمع لقبول فساد أو ظلم أو قمع أحيانًا، هنا سينجح الخوف فى ارتعاد المستورين فى هذا المجتمع، وهم كثرة وهم من رعبهم يمارسون دور النظام بالضغط على الآخرين، لكن المكشوفين أيضًا ليسوا قلة، الذين لا يجدون قوت يومهم، والذين ينهشهم المرض ولا يملكون المال، ولا يجدون من يحنو عليهم، والذين طالتهم يد القمع، وقبل أن ينطلق الشتامون على مواقع التواصل الشخصى، فلتعلم أنه تصريح رئيس، لأنه قال إن هناك مظلومين داخل السجون، وأعلن مرارًا عن مدارسة الحالات والإفراج، لكن وسوسات جانبية تمنعه فى اللحظات الأخيرة، وإن كان قد أخرج بعضهم، ولقد قرأت مانشيتات الأخبار أمس فوجدت المانشيت الرئيسى، الإفراج عن الشباب خلال ساعات، وياسر رزق رئيس التحرير قريب من دوائر صنع القرار، بما يعطى هذا التصريح جديته، وكثير من السياسيين والإعلاميين وجهوا نصائح عديدة بالإفراج عن الشباب على ذمة قانون التظاهر، إذا فهناك ظلم وتجاوزات شرطية، لم تصبح تكهنات، لكن بعضهم الآن يحاكم وبعضهم حكم عليه، وهناك اختفاء قسرى، أعلنت الأجهزة الأمنية عن وجود بعضهم فى السجون، وهذه أيضًا تصريحات رسمية.



وقبل أن يغضب رجال الشرطة، فهناك شهداء عظام يموتون ويدفعون دماءهم الذكية، لننام نحن آمنين مطمئنين، وندعو الله لهم، ولنا أن يلحقنا بهم فى الفردوس الأعلى، وهناك ما زالوا يرفعون أرواحهم على أكفهم ينتظرون الشهادة فى أى لحظة بكل بسالة وشجاعة، لا أحد ينكر ذلك.




عدد المكشوفين يزداد، بسبب تراجع اقتصادى مريع، بعضه ربما لأسباب خارجة عن الإرادة كتراجع السياحة، وبعضه بفشل مريع للقطاع المالى فى مصر، كل هذا لا يعطى الاطمئنان لعدم الانزلاق إلى حالة غضب لا نريدها على الإطلاق، لأنها ستكشف المستورين من أمثالى وتدفعهم إلى حالة العوز والقهر والخوف وعدم القدرة على تلبية احتياجاته الأولية، ولذلك فهو خوف على دوائرى من أصغرها، وهو الأسرة لأكبرها، وهو الوطن الذى نعيش فيه ونحبه، أما المرفهون ممن ينتهجون تلك السياسات فالعواصم الغربية فى انتظارهم وأموالهم فى الحسابات الخاصة متضخمة، وبعضهم معه جنسيات غربية، ومن ليس معه، فأولاده بالقطع لديهم تلك الجنسيات، بل إن بعضهم بالفعل انتقلت أسرته للخارج، وهو باق هنا سواء كان وزيرًا أو مسؤولًا كبيرًا، أو فاسدًا عتيدًا، ما زالوا يدفعون الأمور للانزلاق بدم بارد.








بعد أن تنتهى 25 يناير بسلام، يا أيها النظام الكيوت، فكما يقول الإعلامى الكبير إبراهيم عيسى فهناك دائمًا الجانب الآخر من الرواية، هذه لدى الناس البسطاء والتجمعات العمالية والجغرافية، اسأل كل علماء النفس والذين نصحوا مبارك سابقًا، التنفيس ضرورة أحيانا، وإن كانت أحيانًا فهذا هو حينه بامتياز، دع الناس يعبرون عن آرائهم، سواء حملة الماجستير هنا، أو عمال المحلة هناك، أو مواطن بسيط أصابته البيروقراطية المصرية بالدوار وخلته يكلم نفسه فى الشارع، دعه يعبر عن غضبه بالوقوف أمام هذا المبنى أو ذاك فى هدوء وسلام، كل الأنظمة الواثقة من نفسها تعمل ذلك، وحتى الأنظمة التى لا تثق بنفسها كنظام مبارك السابق، فنحن نعلم جميعًا، أن نقابة الصحفيين حفلت بمئات الوقفات، وكذلك رصيف مجلس الشعب ورصيف مجلس الوزراء، أى نعم كان بييجى فى الآخر ويعمل حركة شمال، بس كان بيلمها بسرعة ويطلع الناس. رجاءً حد يشيل ذر الضغاطة عمالة تصفر من الصبح!
التنفيس ضرورة ملحة، أسألوا علماء النفس وعلماء السياسة أرجوكم. تعديل قانون التظاهر أمر ملح، من المؤكد أن المقربين يجملون الصورة، الجانب الآخر من الرواية يعبر عنه الشارع، فدع الشارع يعبر، تنظيم التظاهر ضرورة، تعديل القانون وليس إلغاءه حاجة ملحة، ولا تسألوا الموتورين الذين يرغبون فى البطش، كان نفعهم زمان، ويا ريتو زمان، كان وقتها النسيان يكون مبررًا.
ونفسى أعرف مين نصح، إن أى نظام يستطيع مواجهة المناهضين والمعارضين بنفس القسوة وفى وقت واحد، ده أكنه بيقول إن فريق طلائع الجيش قادر على اللعب ضد منتخب برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد ويهزمهم هزيمة ساحقة ماحقة.





أيام مبارك الذى استطاع الاستمرار 30 عامًا، كان بيلاعب المناهضين، وبينسق معاهم كمان، من خلال أجهزة أمن محترفة، سيطرت على الإخوان تمامًا، واستوعبت الجماعات الإسلامية بالمراجعات لاحقًا، وكان بيلاعب المعارضة بشوية سياسيين مخضرمين، عندما أطاح بالمخضرمين من أمثال الشاذلى والشريف ومفيد شهاب، وعلى الدين هلال، وأتى بالهواة من أمثال عز وجمال، سقط النظام، مع العلم أن المناهضين كانوا تحت السيطرة.



__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save

التعديل الأخير تم بواسطة معرفتي ; January 23, 2016 الساعة 11:31 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من الصبح, الضغاطة, ذرار, بقلم, حد يشيل, سالي, عمَّالة تصفر, عيد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيناريوهات 25 يناير بقلم سامح عيد معرفتي مقالات الكُتّاب 0 December 7, 2015 08:10 PM
شعر الرثاء الذاتي بقلم الدكتور عبد القدوس أبو صالح محمس عربي شعر و نثر 2 February 14, 2012 01:38 AM
سلطان بن عبد العزيز.. وفاء وعزاء بقلم الدكتور عبد القدوس أبو صالح محمس عربي المواضيع العامه 1 November 3, 2011 11:05 PM
قصيدة من لابة هي نارها تزفر و لا تنجب رماد ألاء ياقوت شعر و نثر 0 November 23, 2010 07:21 PM


الساعة الآن 07:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر