|
روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#7
|
||
|
||
رد: الخير لا ينعدم أبدا
================== و من أول ليلة ، كان الأثاث كله جديدا ، فقد أوصوني أن لا انقل أي شيء يعيد لها الذكريات القديمة . فأول عمل قامت به أمي ، سألتني : هذا بيتك ؟ فقلت لها : نعم هذا بيتنا فأخذتني إلى أقرب سرير ، و اجلستني في حجرها ، و اعطتني ثدها ، و قالت لي : ارضع ، فهذا اللبن كله لك وحدك ، فصار ذلك ديدنها ، تحتضنني ، و ننام سويا ، فمي في ثدها ، و يدها على رأسي ، و تغني لي حتى انام ، و في الصباح ، لا نشرب الشاي ،كبقية البشر ، بل نأكل بعض البلح ، و نشرب عصيرا ، ثم امضى إلى عملي . هكذا علمني ذلك المربى الفاضل ، أن لا أوقد نارا في المنزل أبدا ، حتى نضمن سلامة أمي في غيابي . و اشترى لي مصباحا يعمل بالحجارة الجافة للإضاءة ليلا . بعد اسبوع سألني سكان الحي عن أمي ، فحدثتهم ، فقالوا لي : الحمد لله ، قد ألفت المنزل و تركت الخروج ، فاصبحن يتفقدنها في غيابي ، فارتاح بالي كثيرا . و أن أمي في رعاية جارتها ، بعد هذا الأحداث بشهر تقريبا ، قال لي ذاك المربي الجليل : اليوم يا إبني ، أود أن انقل لمرحلة مهمة في حياتك ، لأن الموت و الحياة بيد الله ، فقد اتفقنا مع عمك الشيخ - صاحب المنزل - أن نوثق لك ، بالأمس قابلنا الضابط المسؤول عن السجل المدني و شرحنا له حالك ، فهو مشكورا ، قد قبل شهادتنا ، و شهادة القابلة التي قامت بعملية الولادة بالحي ، و الذي ساعدنا ايضا وجدنا وثيقة الزواج ، فاليوم أنت ستذهب معنا للسجل المدني . و هكذا صارت لدي شهادة ميلاد لأول مرة في حياتي ، فصرت إبنا شرعيا . و الحمد لله . بعد مضي ثلاثة اشهر ، جاءني المربي الفاضل باقتراح جديد - و هو لا يتقضع عني - قال لي : سنذهب إلى احد البنوك بالمدينة ، و سيفتح لك حساب تحت وصايتي ، تحفظ به مدخراتك ، ما معروف الظروف ، السرقة ، و النيران ، و غيرها ، و لكن عندما تكون في البنك سوف تكون بأمان ، و متى احتجت ستذهب معا ، و ستسحب المبلغ الذي تحتاجه ، و هكذا صار لي حساب بالبنك ، و استمرت هكذا الحياة حتى بلغت الثامنة ، فقررت ذلك القرار الذي كنت احلم به كل يوم ، أن أرى أمي كبقية خلق الله يتبع ..... |
#8
|
||
|
||
رد: الخير لا ينعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ...... 8
================= قلت لعمي صاحب المتجر : عمي ساغيب عن المحل اياما ، لا اعرف عددها . قال لي : خيرا إن شاء الله ، إجرى لأمك شيء ؟ قلت له : أبدا ، أمي بخير ، و لكني قررت أن أذهب بها إلى العلاج . فضمني إليه ضمة قوية ، و التزمني بعض دقائق ، حتى احسست بقطرات دمعه على رأسي ، ثم قال لي - و لم ازل في حضنه : يا إبني ، إن الخير لا ينعدم أبدا ، ما دام امثالك يحملون هموم غيرهم ، و إن الله لن يخذلك أبدا ، فأمضى ، و سادعو لك ربي ، و إن احتجت فلا تحرمنا الأجر ، وفقك الله . ثم ادخل يده في جيبه ، و وضع كل المبلغ الذي وجده فيه في جيبي ، ثم ودعني و لم نفارق الدموع جفنيه ، قبل إن اعود إلى البيت ، ذهبت إلى أبي ذلك المربي الكريم الفاضل الجليل ، في منزله بالقرب من المسجد الذي يأمه ، و قد وجدته قد خرج من صلاة الظهر ، فاستقبلني - كعهده - بحفاوة ، و اخيرته الخبر ، فأمعن النظر إلى الأرض فترة ، قبل أن يقول لي : خيرا ، إن شاء الله ، سوف ادلك على دكتور في المدينة المجاورة ، و سوف تقوم بمقابلته ، و تحكي له كل التفاصيل . و لا تحدثه أنك من طرفي . فودعته ، و ذهبت للشيخ الذي تبادلنا معه المنزل ، و حكيت له ، فقال لي : على بركة الله ، يا إبني ، كلنا معك ، فأنت واحد و نحن كثر ، و الجماعة تتحمل الواحد ، فإذا احتجت لنا فلا تبخل علينا ، ثم دلف إلى منزله ، و وضع في جيبي شيئا ، و قال لي : قد تحتاجه في تلك المدينة و نحن بعدون عنك ، و لكن قلوبنا معك . و في الصباح ، جاء إلى منزلنا صاحب التاكسي ، و قال لي : هيا يا أبني ، و عندما خرجت ، وجدت كل الحي أمام المنزل ، يدعون لي ، و لي أمي بالشفاء . و همس الشيخ في أذن السائق . فرأيت السائق قد اشاح بوجهه عنه ، و أسرع يمسح دموع حتى لا أراها . و تمتم قائلا : و الله إلا أن تأبى هذه العربة عن المسير . يتبع ........ |
#9
|
||
|
||
رد: الخير لا ينعدم أبدا
الخير لا ينعدم أبدا ..... 9
================ قطع لي صاحب التاكسي تذكرة الدخول ، و انتظرني ، و قال لي : سانتظر حتى اعلم قرار الدكتور ، فإذا احتجت لى فادعوني . جاء دوري ، و دخلنا مع أمي ، و جلست و حكيت له كل ما اعرفه ، فصمت الدكتور لحظة ، ثم حمل جواله ، و طلب رقما ، و تحدث معها ، و طلب منها الحضور على وجه السرعة . ثم قال لي : يا إبني ، هذا مرض بسيط و علاجه متيسر ، و قد يحتاج لستة اشهر فقط إذا استجاب المريض للعلاج ، من غير مقاومة داخلية . و إن شاء الله أمك قد تستجيب ما دمت أنت بجنبها ، فلا تخف ، سنعمل الذي بوسعنا ، و ربنا يتقبل ، إنه هو السميع العليم ، و لكن انتظر لحظة حني تحضر التي طلبتها ، في اثناء ذلك قابل حالتين أو ثلاثة ، و انا و أمي ننتظر ، قدوم تلك السيدة . دخلت علينا إمرأة لوحدها ، ليس مع مرافق ، و سلمت ، و جلست ، و قالت في لهفة : خير ، إن شاء الله . نظر إليها ، و ابتسم ، و قال لها : كل الخير ، إن شاء الله . ثم أخذها جانبا ، و تحدثا قليلا ، ثم عادا مبتسمين ، كأنما وجيهما القمر ليلة تمامه . فعلمت أن الحديث كان يخصنا ، أنا و أمي . فقال لي : أين السائق الذي معك ؟ فقلت : بالخارج قال : دعه يدخل فذهبت إليه ، و احضرته معي . فقال له : اصحيح ما رواه هذا الصبي عن أمه ؟ فقال له : كل الصحة ، و أزيدك علما أن أعمامه الثلاثة ، و عمتيه ، قد غادروا الحي منذ ذلك التاريخ ، و اعتبروها مصدر شؤم على الأسرة . فقال الدكتور : و من الوصي عليه ؟ قال له : معلم يساعده ، و يعلمه ، و لا يحب أن يذكر أسمه . فقال له الدكتور : فليحضر معك غدا ، و قل له أن الدكتور و زوجته يرغبون في نقل الوصية ، و لا تزده . و هم الدكتور ، بدفع أجر المشوار ذهابا ، و إيابا ، إلا أن السائق بادره قائلا : هذا الطفل قد قام بما عجزنا نحن أن نفعله قبل ميلاده ، و حين بدأ مشوره تأخذ عليه أجرا ، لا و الله لن يكون هذا أبدا ، و لو احضرته لك مئة مرة ، غدا بإذن الله سوف يكون عندك يتبع ....... |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لا تحزن أبدا أبدا أبدا | فارسه الاسلام | النصح و التوعيه | 4 | December 5, 2012 08:03 AM |
لا تحزن ..أبدا ...أبدا | landosh | النصح و التوعيه | 11 | September 26, 2009 05:50 PM |
يافاعل الخير ... ساعد الفقراء فى شهر الخير .... | ذكرى الرحيل | مقالات حادّه , مواضيع نقاش | 6 | September 27, 2008 10:37 PM |