فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > نبض مواطن

نبض مواطن أخبار و مقالات و عواميد صحف يوميه, صور كاريكاتوريه تحكي واقع الوطن والمواطن

الإهداءات



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم May 5, 2015, 08:34 PM
 
تودنهوفر في تلعفر

تودنهوفر في تلعفر

كاظم فنجان الحمامي

يورغن تودنهوفر (Jürgen Todenhofer) ناشطأكاديمي محايد. ألماني الجنسية. من مواليد أوفنبيرغ عام 1940. درس القانون الدولي في جامعات (ميونخ – باريس – بون). نال درجة الدكتوراه عام 1969 في القضاء الدولي. عمل في المحاكم الألمانية منذ عام 1972، وأصبح عضواً في الحزب الديمقراطي المسيحي، وكان أول المطالبين بتجريم بوش الابن وإدانته بعد تدميره العراق، وفي طليعة الذين طالبوا برفع الحصار الجائر عن العراق، وتحريره من قيود البند السابع.
رفع تودنهوفر راية الحق بوجه الباطل. تحدى الدواعش في إحدى أوكارهم بمدينة (تلعفر). حاججهم بمبادئ الرحمة والإنسانية التي جاء بها الإسلام، مسدداً بشجاعته أقوى صفعاته لتلك العصابات، التي استباحت دماء الناس، ومارست أبشع جرائمها بما تحمله من فكر تكفيري ظالم. يسعى لنشر الرعب بالتفجير والاغتصاب والسحل والنحر والقتل العشوائي. قال لهم: إن الذي ترتكبونه لا علاقة له بالإسلام، وإنه يلحق الضرر بالعالم الإسلامي وبالإسلام نفسه، داعيا عناصرهم (الأجانب) إلى التحرر من داعش والعودة إلى بلدانهم.
جاء ذلك في خطاب وجهه تودنهوفر إلى زعيم الدواعش، قال له فيه: (أنت وعصابتك لستم محاربين من أجل الله ولستم جنود الله)، وأضاف: (يبدو أنك تستخدم هذا الغطاء لأغراض أخرى). وقال له أيضاً: (أن الأساليب التي تستخدمونها في قتالكم غير إسلامية وغير داعمة للإسلام، وتتقاطع مع تعاليم القرآن، بل إنها تلحق الضرر بالعالم الإسلامي، وبالإسلام الذي تزعم أنك تحارب من أجله. لأنك تدير حروبك لتوسيع دولتك المزعومة من خلال المذابح مثلما فعلت الجيوش البربرية وجيوش جنكيز خان وبول بوت، وتسعى للتطهير الديني الأكبر في التاريخ بالدعوة لقتل مئات الملايين ممن تنعتهم بالكفرة والمرتدين، وإنني أتساءل: أين هذا من الإسلام؟).
يقول تودنهوفر: أنه قرأ القرآن بتعمق، ولم يجد فيه كلمة واحدة تدعو لنشر العنف والوحشية التي يتبناها الدواعش، وأن الفكرة الأساسية للقرآن وصرخته المدوية هي لإعلاء الحق، وإشاعة العدل والرحمة والمساواة. ثم يقدم أدلة دامغة من القرآن تؤكد أن أفعال هؤلاء لا علاقة لها بالإسلام. منها أن الإسلام يقول: (لا إكراه في الدين)، موضحا أنهم يقتلون البشر من دون رحمة لأنهم شيعة أو من العلويين والأيزيديين، في حين أن سماحة خلفاء الإسلام هي أعظم صفاتهم. ومن الأدلة التي سردها تودنهوفر أن الإسلام ينهي عن الاعتداء على القرى والآخرين، وأنه حرم قتل المدنيين وتدمير بيوت الله.
وواصل تودنهوفر خطابه لزعيم داعش. بالقول: (أنك تقول إن بوش قتل من البشر في حرب غير شرعية أكثر مما قتلت أنت، وهذا صحيح حتى الآن خاصة إذا أوقفت تمدد ميليشياتك في المنطقة. لقد طالبت أكثر من مرة أن يحاكم المسؤولون عن حرب العراق في المحكمة الجنائية الدولية، ومن ضمنهم بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ولكنك تختلف عن بوش في أمور عدة. منها: أنه لم يكن يتباهى بجرائم الاغتصاب والقتل، ولم يخطط لتطهير ديني كما تفعل أنت، ثم أنك أعدت الرق والعبودية التي كانت الإنسانية أنهتها خلال قرون ومعارك مضنية).
وقال في خطابه: (ليس لديك الحق أن تدمر صورة الدين الإسلامي العظيم بالقتل الشاذ والعمد، وإبادة الديانات الأخرى. ليس هناك من تسعده أعمالك السيئة أكثر من أعداء الإسلام، وهم كثر في العالم، ألا يكفي الإسلام كل هؤلاء الأعداء ؟)
وختم تودنهوفر خطابه المفتوح بعشر آيات مختارة من القرآن. قال: إنه يظن أن البغدادي لا يعرفها، ومن بينها (ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بالحَقّ ذَٰلكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وأشار إلى أن تلك الآيات هي التي تستحق أن نعيش من أجلها، وليس أفكار البغدادي المعادية للإنسانية. وأضاف بعد ذلك: (كنت أتمنى أن أرى دولة إسلامية حقيقية تقاوم وتحارب الظلم والقهر الذي يأتيها من الغرب، لكني أصبت بالإحباط لأني في آخر الأمر لم أجد إلا دولة معادية للإسلام الحقيقي). هذا ما قاله تودنهوفر بالحرف. فمتى يقول فقهاء البترول كلمتهم ؟، ومتى تتوقف الأقطار الداعمة لداعش عن تجهيز هذا التنظيم الإجرامي بالذخيرة والعتاد ؟.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين

 

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
(لماذا تقتل يا زيد) للمفكر الألماني تودنهوفر ابوعمارياسر مقالات الكُتّاب 1 December 23, 2016 09:25 PM


الساعة الآن 08:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر