فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم April 17, 2015, 02:19 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر

جدة

المستشفى

00: 5 عصراً

بمعطفه الأبيض ، يوقع بضعة أوراق عند موظفي الاستقبال ، اقترب منه طارق و هو ينشد : حموووووووود .. حموووود ..قوم اقعد من النووووم .

هز أحمد رأسه في أسف ..و لم يلتفت إليه..

توقف طارق إلى جانبه و سأله : دحين يالتيس أنا قاعد أناديك ليه ما ترد ؟؟ .

أكمل أحمد توقيع الأوراق و هو يتحدث بهدوء: بالله اللي يشوفونك و انتا لابس هذا البالطو الأبيض و تصارخ كذا اش بيقولون ؟؟.

هز طارق كتفيه و قال ببساطة : عادي .. دكتور مجنوووووووووووون .. خخخخخخخ .

أغلق أحمد قلمه و هتف: أقول امشي بسرعة .. تاخرت .

صعدا إلى الأعلى سوياً ..

و في الطريق رفع طارق إصبعه و هتف : صح .. نسيت أقلك .. في عماره مالت .. ليييييييييييييش ؟؟ .

نظر إليه أحمد بنظرة خاوية ثم أشاح بوجهه قائلاً : ما أدري .

هتف طارق بحنق : يووووووووووه .. قد ايش بااارد .. أنا أقلك تعبت و هيا وااااقفه .

ندت من بين شفتي أحمد ضحكة بسيطة ، هتف لها طارق بعصبية مصطنعة: بسسس ..هذا اللي قدرت عليه .

التفت إليه أحمد و قال مبررًا : طروووق و الله ما لي خلق في شي اليوم .

زاد طارق من سرعته و اعترض طريقه و هو يقول بصوت مرتفع : أكييييد العجوز المخرّف نط في حلقك مره ثانيه .. صح ؟؟ .

تلفت أحمد حوله في حرج فصوت طارق المرتفع يلفت الأنظار دائماً و عندما لم يغير طارق من وضعيته، صك أحمد على أسنانه و مر من جانب طارق و هو يهتف مهددًا: طروووق ..لو كفختك و صقعت في الجدار لا تلومني .

لحقه طارق وانعطفا إلى ممر جانبي و هو يسأله بضيق : دحين قلي .. اش يبغي من صباح الله خير ناطلك زي الشوكه في البلعوم .

رفع أحمد أحد حاجبيه في غيض و لم يجيب .. بل زاد من سرعته ..

لحقه طارق و هو يهتف: حـــــــمّووووووووووودي .. وين ؟؟ .

أجابه أحمد و هو مستمر في سيره : الظاهر انك تتكلم عن بلعومي .. صح .. اش دراك انه فيه شوكه ؟؟ .

ضحك طارق و قال بسخرية : حميدان .. نسيت إني أمتلك حاسه سادسه .. يعني طبيعي جداً أكون حاس

بالشوكه اللي في بلعومك .

لوح أحمد بيديه : يا سلام .. والله و عرفت كيف تحرف معنى الحاسه السادسه .

ضربه طارق على كتفه وهو يقول : و بما يناسب ميولي الشخصية يا دكتور .. دحين خليك خفيف و " أشبع فضولي يا حمود " .

غير أحمد وجهته لممر فرعي مغممًا: الله يفك اللغة العربية الفصحى منك .

رفع طارق يديه بالدعاء : آميييين .. يعني ما في أمل إنــ

قطع حديثه توقف أحمد المفاجئ .. توقف بحركة مفاجئه ..و توقف طارق بعده بعدة ثواني .

أدرا رأسه إلى أحمد و صفق بيديه : يا هوووووووه .. اش التفحيطه الرهيبه هذي .. كان دقيت بوري على الأقل .

لم يتلقى أية إجابة من أحمد الذي تعلق نظره بشيء أمامه و الصدمة أخذت دورها على محياه و بصعوبة نطق : طـ .. طارق .. شايف اللي أشوفه ؟؟؟؟؟!!!!!!!! .

التفت طارق بسرعة إلى الخلف ثم قطب حاجبيه و دقق النظر قبل أن يجيب : إلا .. مو ...مو هذا تركي ؟؟!!!!!!!!

كان تركي جالساً بهدوء أمام غرفة أحمد ينتظر مع المرضى و المراجعين و يعبث في جهازه المحمول ..

خفق قلب أحمد للحظات و عيناه معلقتان بتركي ، مشاعر غريبة تفجرت في صدره ، و ذكريات قديمة تداخلت في ذاكرته ، التزم طارق الصمت .. أما أحمد فقبض على أصابعه ثم تحرك بهدوء إلى حيث يجلس ،و اكتفى طارق بمتابعة المشهد .

و عندما توقف أحمد أمام تركي ، قطب تركي حاجبيه و رفع رأسه إلى الأعلى ..

~~ و التقت النظرات.. لعدة لحظات ~~

نهض تركي من مكانه و ابـــــــــــتـــســـم لأول مرة منذ سنوات و قال : هلا و الله ببو حميد.

ابتسم أحمد بدوره و احتضنه فوراً و قال بفرحة عارمة : حيا الله أبو كشه .

ربت تركي على ظهره و الابتسامة على وجهه..


*


اتسعت ابتسامة طارق و قال : أخيراً تقابل الثنائي ..

........ : وايس ؟؟

التفت إلى يمينه و إذ برجل عجوز قصير القامة ينظر إليه : واس قلت ؟؟.

رفع طارق صوته وهو يقرب فمه من أذن العجوز : أقوووول يا محلا سنونك .

ضحك العجوز و بدت أسنانه التي سقط نصفها ..ضحك طارق بدوره و استدار عائداً إلى مكتبه ..

@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض


فيلا أبو ياسر


في نفس اللحظات



صرخ في غضب و هو يحاول أن يحرر نفسه من قبضتها : عبيييييير يالثوره قلتلك انقلعي بيت زوجك و فكينييييييي .

قبضت عبير على ذراعه بقسوه : قلتلك منت رايح .. عروب تعبانه و ما فيها لهبالك .

نظر إليها و الشرر يتطاير من عينيه : شوفي يالبقر .. يا تفكين يدي يا أنتّف رموشك .

تركت ذراعه وهي تشهق في استنكار : نعممممممممممم .. واش ذا التهديد الجديد .

حرك حاجبيه في انتصار : سلاح جديد .. خـــواتي ما تجي معكم الا العين الحمررراااا .

و ركض باتجاه حجرة عروب .

صرخت عبير و هي تلحق به : مرواااااااااااااااااااااااااااااااان .

دفع باب حجرة عروب بسرعة و هو يصيح: ربوووووووووع .

انتفضت في هلع و اعتدلت بسرعة : ِمن ؟؟ .

ضحك و هو يقترب من سريرها : سووورررررري .

كان الدوار يلف رأسها .. همست متسائلةً: ميمو ؟؟ .

ضرب بيديه على فخذيه و هو يتأفف في غيض : إناااااااا لله .. يا الفااغره .. أنا كم مره قلتك نيمو .

...... : يالتييييييييييييييييييس .

التفتت إلى الوراء و هو يصيح بذعر : يمااااااااااااااااااه .. شعشبونه جت .

قفز على السرير ..و اختبىء خلف عروب : ربوع .. الله يسعدك اقلعيها براا .

أشارت عبير إلى نفسها بحنق : أنا شعشبونه يا عبسـ .. آآآآآآآه

اصطدمت الوساده التي رماها مروان بوجهها ..

فضحك في انتصار وهو يشير إليها : كاك كاك كااااك ... تسطح وجهك مثل الرصيف.

صاحت بكل ما تملك من قوة : مــــــــــــروااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان .

و ركضت باتجاهه ، احتمى بعروب التي هتفت ويدها على جبينها : بوبو حبيبي .. لجلي هالمره .. سامحيه .

توقف عبير على الفور ..كم فرحت عندما سمعت صوت شقيقتها ، نظرت إليها في حنان و مروان يتمتم : بسم الله الرحمن الرحيم .. غرييييييبه شياطينك ركدت .

أمسك بكتفي عروب و أجبرها على مواجهته و هو يهتف : ربوع .. قريتي عليها صح ؟؟ الله يوفقك اقري عليها مره ثانيه يمكن تنشب في نوافوووه ومعاد يسافر ويكبها في كبدي .

حاولت عروب أن تبتسم ، ولكنها لم تقدر ، لم تقدر .. فالمصاب كبير .. ،التفتت إلى عبير و قالت بخفوت : بوبو .. الله يخليكِ .

شعرت عبير براحة عجيبة تملأ قلبها عندما تحدثت مرةً أخرى ، كانت قلقة عليها .. خصوصًا .. بعد أن فقدت وعيها ، رغم أنها لا تدرك السبب حتى الآن .. لماذا توافق سقوطها مع معرفتها بأمر فارس و الخادمة ؟؟ .. كان الفضول يثير حواسها و لكنها .. آثرت الصمت في الوقت الحالي ، أطرقت برأسها و أدخلت يدها في جيبها .. شهق مروان في جزع مصطنع : يماااه يبااااه .. معاها مسدس .. لا .. بتقتتلني ..لا .. لا

رفع يديه أمام وجهه هاتفًا في رجاء : لا .. أرجووووك يا أيتها البقرة الموفيه ..لا تقتليني .. مازلت بزراً .. ما زلت ورعًا على الموت .. اهي .. اهي ..أييييييييي .

وضع يده على جبينه بألم ..و من ثم التفت سريعاً ليرى الشيء الذي اصطدم بجبينه : واااااااااو .. حلاوة جلكسي .

خرجت عبير من الحجرة ، والتقط مروان الحلوى ثم أخذ يبصق عليها و يمسحها بقميصه ..

حركت عروب شفتيها باشمئزاز : يعععع .. نيمو .. بلا قرف ..

فتح غلاف الحلوى وهو يقول ببساطة : يا مره .. أبي أمسحها .. يمكن عليها سم ..تدرين المقاتلين الصناديد مثلي أعدائهم كثيييييييير .. خايف على روحي يالفاااااااغره .

و أخذ يمضغها ..

تأملته للحظات إلى أن تغيرت ملامح وجهه وبصره معلق بالباب : يا هلاااااااااااااا والله .

التفتت بحدة إلى الخلف .. ليهوى قلبها بين ضلوعها و هي تراه مستندًا على الباب عاقدًا يديه أمام صدره ..

أشاحت برأسها على الفور و هي تسمعه يقول لمروان : عزام يبيك ع السماعه .

هب مروان من مكانه و قفز من فوق السرير و هو يصيح : عـــزاموووووووووووووووه !!!!.

أغلق الباب خلف مروان فشعرت هي بالاختناق ، تقدم بهدوء وجلس على أول مقعد صادفه ، شبك أصابعه و الصمت مرافقٌ لشفتيه، تعرّقت يداها و نبضت عروقها بخوف جمّ و هي تنتظر الكلمات التي سينطق بها.

تنفس الصعداء ثم قال بهدوء: عروب .. ما ودك تتكلمين .. ؟؟ .

هزت رأسها نفيًا على الفور و هي عاجزة عن النطق ، زفر في حرارة : بوبو .. أنا للحين شاك في كلام ذيك الحقيره .. لكني راح أواجه فارس .

اقشعر جسدها و هي تقاوم دموعها الحارة ، و صوته ينساب في أذنيها : فيه شي انتي مخبيته عني يا عروب .. أرجوكِ صارحيني .

أغمضت عينيها بألم و هي تقبض على وسادتها بأصابعها قبل أن تهتف بصوت متحشرج : ياسر .. أنا من وين أعرف عيال عمي ؟؟ .. بس اسمه و هو ينربط بـ

خنقتها غصة مريرة ، و فهم هو مرادها .. أردفت من بين دموعها : ليه يبي يئذيني ولد عمي و أنا عرضه .. ليه .. و اش اللي بيني وبينه ؟؟؟؟.

وضعت وجهها بين كفيها وانخرطت في بكاء حار ..

شعر بالدماء تغلي في عروقه لدموعها ، فنهض من مكانه و هو يزفر : خلاص يا عروب .. أنا اللي راح أوصل للحقيقه ..

ثم خرج من الجناح مغلقًا الباب خلفه و أمارات القلق و الحيرة و الاستنكار محفورة على وجهه .وفي داخله صوت قوي مستنكر يهتف بـ * فــــــــــــــــــاااااارس؟؟!!!!*


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة

منزل حسن

00 : 7 مساءً



أغلقت عينيها بضيق و هي تستمع للتسجيل : عفوًا إن الهاتف المطلوب لا يمكن

أغلقت السماعة و هي تهمس بقلق : اشبك يا مرّومه مقفله جوالك ؟؟ حتى الاختبار ما حضرتيه !!.

ضغطت على رقم آخر ، ثم وضعت السماعة على أذنها و لم يكد يأتيها صوت ساره حتى قالت : السلام عليكم ..... سوسو والله قلقت عليها جوالها إلى الآن مقفل ؟؟!!! .... والله!!!!!!! .. متى رايحتلها ؟؟ .... أوكي .. بلغيني الله يسعدك أول ما تطمنين عليها .... يلا يا قلبي .... مع السلامه .

أنهت المكالمة ثم وضعت الهاتف في حقيبتها ونظرت إلى المرآة تتأكد من هندامها ، كانت تشعر براحة خففت من ألم أعصابها المرهقة فقد اتصل عليها رائد منذ لحظات و طمئنها على وصوله سالمًا لمدينة الدمام .

تناهى إلى مسامعها رنين هاتفها فابتسمت و ركضت إليه ، هتفت في مرح : ألــــــووووو ..

..........: هلا و الله .. هلا برهيفوووووووه .

جلست على سريرها و هي تضحك: يا هلا فيك مزّوني .

....... : أخبارك يالخبله ؟؟ .

وضعت يدها على خاصرتها و هي عاجزة عن كتم ضحكتها : من بدايتها سب .. حشى .. هذولي اللي مشتاقين ؟؟.

ضحك في مرح : هذي مشاعر الشوق عندي .. كيف أيامك ؟؟ .

أجابته بابتسامة عريضة : و الله بخير الله يسلمك .. نورت جده اليوم .

....: منوره بوجودك .. هاه .. جاهزه ؟؟ .

فرقعت إبهامها بوسطاها : يعني توقعي في محله .. السيد مازن هوا اللي بيوصلني .

...... : شفتي كيف .. هذا و أنا اليوم واصل جده .. لكن طبعاً ما أقدر أرد طلب للأمير .. و ما أقدر أضيع شرف توصيلك يا لمطفوقه .

ابتسمت و قالت بهدوء : أخبارك مازن ؟؟ .

......... : و الله الحمد لله .. دامني سمعت صوتك أكيد بخير .. على فكره .. تراني دحين طالع من البيت .

شهقت باستنكار : لســـــاااااا .. دوبك بتطلع ؟؟!!!! .

.......... : أقووووووووووووول .. احمدي ربي اني بوصلك .

هتفت بتساؤل مرح : خيييييير .. اشبها اللهجه قلبت ؟؟ .

قال مازحًا : كح .. كح .. سوري .. غيرت التردد .

... : انتبه لنفسك .

........ : إن شاء الله .. يللا أشوفك بعد ربع ساعه .

أومأت برأسها و هي تقول : أوكي .. مع السلامه .

أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة أمامها ، ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة و سرحت ببصرها قليلاً و هي تهمس : الله يوفقك يا مازن و يرزقك باللي تسعدك .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


فيلا أبو ياسر


9 0: 7 مساءً


هتفت ربى بلهفة و هي تلقي بعباءتها على الأريكة : و ينها ؟؟ .

أجابتها عبير و هي تشير إلى الأعلى : في غرفتها .. ربى انتبهيلها .. نواف ينتظرني برا مضطره أمشي .

أومأت ربى برأسها : لا تشيلين هم .

ثم ركضت إلى الأعلى ..

.

.


.




رغم أنها توأم روحها و من أقرب المقربين إليها ..إلا أنها لم تجرؤ أن تخبرها بالحقيقة ، شيء ما يكبت على أنفاسها ..


.



ربى كانت تعرف من النظر إلي عينيها بأن هنالك الكثير و لكنها لم تحاول أن تضغط عليها ؛ لذلك اكتفت بمواساتها و مرافقتها إلى الأسفل ..


.



نزلت عروب و اسم فارس لا يفارق مخيلتها ..فارس ..فارس ..فارس ..اسمه ارتبط بذكريات قديمة ..ذكريات ..أغلقت عليها منذ زمن طويل ..


.


نفضت عنها هذه الأفكار عندما تناهى إلى مسامعها الأصوات القادمة من المجلس توقفت و قبضت على ذراع ربى لا إرادياً ..

التفتت إليها ربى في تساؤل : بوبو .. واشبك ؟؟ .

ابتلعت عروب ريقها و تمتمت : آه .. مم .. مضاوي فيه ؟؟ .

قطبت ربى حاجبيها في حيرة : ايه .. ليش تسألين ؟؟ .

سرت رجفة خفيفة في جسد عروب تركت على إثرها ذراع ربى : لا .. ولاشي .. بس أسأل .

هنا .. تأكدن ربى من أن هنالك أمراً كبيراً.. ولكنها تعمدت تأجيل المناقشة لوقت آخر .

.


دلفت عروب إلى الداخل ليصطدم بصرها بعيني مضاوي الحادتين ،شعرت بطعنة قاتلة في قلبها فأشاحت ببصرها سريعاً ..و التفتت إلى هند التي نهضت لتسلم عليها و قلبها يخفق رعبًا و يلهج بـ..

** يا ربي ساعدني **


@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة
أمام منزل حسن


15 : 7 مساءً


اتخذت مقعدها في السيارة إلى جوار مازن : السلام عليكم .

ابتسم مازن : و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. فوفو الهبيله .. و رأيتك مجدداً .. هاه هاه هاه .

ابتسمت و هي تغلق الباب : حياك أبو سعيدان .

حرك السيارة و هو يقول : أنا راح أنتظرك في السياره .. انتي ادخلي و سلمي .

التفت إليه في دهشة : لييييييييييييييييييه ؟؟ .

هز كتفيه : سلمت عليهم اليوم الظهر .

سألته في خفوت : و كيف الأوضاع ؟؟.

أجابها و هو يتابع الطريق ببصره : انتي مالك ذنب في اللي صار و الصراحه خالتي ما جابت سيرتك على لسانها ..و إذا سمعتي شي .. أذن من طين و أذن من عجين .

زفرت و قالت : إن شاء الله .

كان مقدراً لوضعها ..يدرك حساسيتها الزائدة من هذه المواقف و رقة مشاعرها و شفافيتها بالإضافة إلى أنها لم تر خالاتها منذ فترة طويلة ..

قال في مرح : إلا واش أخبار عريسك يا مره ؟؟ .

انقبض قلبها و أشاحت بوجهها إلى النافذة و هي تغمم في ضيق: الله يسعدك غير الموضوع .. ما حسبت أعدّل مزاجي .

لم يرق له الأمر ،نظر إلى المرآة و من ثم انعطف بالسيارة و هو يقول: عاد ما يصير ما أعرف شي عن زوج أختي ..و عن الانسانه اللي بتخطبلي .. صعبه مررررررررررررره .

ابتسمت رغماً عنها و هي تلتفت إليه : خلاص .. مصرّ على الزواج ؟؟؟ .

شهق مداعباً : يا خراااااااااااااااشي ... يابت .. مش عوزاني أكمل نص ديني ..أمّا حكاااااااايه .

أومأت برأسها : تآمر أمر أبو سعيدان .. من عيوني أدور لك عروسه .. أنا كم مازن عندي .

ضرب على عجلة القيادة بقبضته مؤكدًا: اييييييوه كذا .. لا تخليني أندم إنه خالتي رضعتني معاكِ .

هتفت ضاحكةً : يا سلااااام .. اش دخل هذا في الموضوع .. أصلاً انتا المفروض تحمد ربك و تبوس يدينك وجه و قفى ان أمي الله يرحمها رضعتك معايا .

قال مبررًا ببساطة: الفكره يا طويلة العمر .. انه ما يصير تكونين أختي بلاش .. لازم أستفيد منك !!!!.

@@@@@@@@@@@@@@@@


الدمام

مقر المعرض

في نفس الوقت



في تلك الصالة الرخامية المزدحمة برجال الأعمال و المندوبين من مختلف الدول العربية..

تلفت شاب قصير حوله بذهول من كثرة المهتمين بهذا المعرض ،بل من التنظيم الممتاز له ،

ثم التفتت إلى الشاب الواقف إلى جواره و الذي قد ظهر الإرهاق واضحًا على ملامحه و قال بتعاطف : رائد .. روح ناملك ساعه .. من أول ما جيت وانتا على رجل وحده .

هز رائد رأسه نفياً و هو يقول : لا يا سيف .. لازم أخلص كل شغلي أول .

هز سيف رأسه في استسلام : راسك يابس .. على مين طالع ما أدري .

............... : أســـــــــــــــتــــــــــــاذ رائـــــــــد !!! .

التفت الاثنان إلى مصدر الصوت فطالعهما رجل مسن ، طويل القامة ، اقترب منهما و مد يده ..

صافحه رائد بترحاب: حياك الله .

مد الرجل يده إلى سيف : الله يحيك .

نظر إليه رائد في فضول في انتظار أن يعرف عن نفسه ..

فابتسم الرجل وهو يرفع بطاقته : متعب بن علي الـ **

اتسعت عينا رائد في دهشة و هو يهتف : مـــــــــــــعــقــول !!!!!!!!!..

أومأ الرجل برأسه ، نقل سيف بصره بينهما في حيرة فالتفت إليه رائد و هو يشير إلى متعب : الشيخ متعب بن علي الـ***** .. رئيس مجموعة شركات ***** ***** ***** .

ابتسم سيف بتفهم و قال: هــــلا و الله .. معك سيف الـ ****** .

أومأ متعب برأسه قائلاً : حياك الله .

ثم التفت إلى رائد و أخذ يقيمه بنظراته المتفحصة قائلاً : رائد حسن ناصر .. من فترة أدور عليك و أخيراً لقيتك في الدمام .

ابتسم رائد في احترام : لي الشرف اني أقابلك شخصياً يا عمي .

وضع متعب يديه خلف ظهره و قال : حبيت أسألك إذا ممكن تشاركني في رحلة بسيطة بالسيارة ..

أبى أكلمك في موضوع ضروري .

قطب رائد حاجبيه في قلق و همّ بسؤاله : خير يـ

قاطعه متعب مطمئناً : خير إن شاء الله .. موضوع بسيط بخصوص مشروع معين ودي آخذ رأيك فيه .

رمقه رائد بنظرةٍ حذرة ، قبل أن يلتفت إلى سيف و يقول : سيف .. اسبقني للفندق .

أومأ سيف برأسه و أخذ حقيبة رائد السوداء ثم غادر المكان .

أشار متعب بيده إلى باب الخروج : تفضل أستاذ رائد .. حياك .

@@@@@@@@@@@@@@@@@

رد مع اقتباس
  #11  
قديم April 17, 2015, 02:19 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر

جده


منزل خالة رهف


30 : 7 مساء


دلفت إلى المنزل بعد أن فتحت لها الخادمة الباب و بمجرد أن أزالت الغطاء عن وجهها عصفت بها الذكريات ... ذكريات طفولتها الدافئة التي جمعتها بجاسم في هذا المنزل و التي كانت تواسيها في كل حين ..أطرقت برأسها لتمسح دمعة متمردة سقطت من عينها ..

............... : مين يا سوتي ؟؟

رفعت رأسها بحدة إلى مصدر الصوت الأنثوي ، نظرت إليها الأخرى و دققت النظر كأنها تريد أن تتأكد مما تراه .. ثم همست بدهشة و هي ترفع حاجبيها : رهـــــــــــــــــــف ؟؟؟!!!!!!!!!! .

أومأت رهف برأسها و هي تشعر بالدموع تكاد تخنقها و قالت بصوت متحشرج : كيفك أماني ؟؟ .

اقتربت منها أماني و قالت : الحمد لله .

سلمت عليها ثم قالت : هاتي عباتك .

هزت رهف رأسها نفياً : معليش .. مازن ينتظرني برا و مستعجل .. جيت .. أسلم على خالتي .

أشارت أماني للصالة : تفضلي .. أمي في الصاله .

تحركت رهف بهدوء إلى الصالة وهي لم تجس النبض من لقائها مع أماني فقد كان عادياً و خاوياً ..

خفق قلبها بسرعة و هي تتخيل لقاءها مع خالتها ..

سبقتها أماني للداخل و هي تقول : أمي .. رهف جات .

تناهت إلى أذني رهف همهمة خافتة ، كادت أن تتراجع من شدة الخوف و لكنها أكملت طريقها و دلفت وهي مطرقة برأسها .

................... : رهـــــــــــــــــــــــــف ؟؟!!!!!!!!!!!!! ..

و كأنها لمست نبرةً حانية مشفقة من صوت خالتها ، رفعت رأسها بسرعة و إذ بخالتها تنظر إليها و الدموع تملأ عينيها .. مدت ذراعيها بلهفة : بنتي ؟؟ .

شهقت رهف بحرقة ، ركضت و ألقت نفسها بين ذراعي خالتها و انفجرت تبكي بشدة و من بين دموعها هتفت : سامحيني يا خالتي .. سامحيني ..بس والله مو بيدي .. و الله .

ضمتها خالتها إلى صدرها بحنان و أخذت تربت على شعرها : على ايش أسامحك يا بنتي ..انتي مالك ذنب .. هذا أبوك حسبي الله و نعم الوكيل.

و أخذت تبكي هي الأخرى و صورة ابنها جاسم لا تكاد تفارقها ، وضعت أماني كفها على شفتيها بتأثر و هربت إلى حجرتها مسرعة .

رفعت رهف رأسها و نظرت إلى خالتها بعينيها الحمراوين و هي تهمس : خالتي .. يعني منتي زعلانه مني ؟؟

ابتسمت خالتها في حنان وقالت بصوت متهدج : أحد يزعل من بنته .. مو كفايه انك محرومه من شوفتنا أجي كمان و أزعل منك .. لا .. انتي بنت أختي .. بنت حبيبتي المرحومه اللي وصتني عليك .

شعرت رهف بماء بارد يطفئ نار خوفها و وسوستها ، تلك النار التي كانت مستعرة في صدرها ، ابتسمت لخالتها و الدموع تبلل وجهها و تنهدت بارتياح .

أجلستها خالتها بحنو : انتي كيفك دحين .. ؟؟ .. اش أخبارك .. ؟؟

مسحت رهف دموعها و هي تجيبها : الحمد لله .. انتي كيفك يا خالتي .. و كيف أماني و البنات .

أجابتها و هي تمسح على رأسها: بخير و عافيه الله يسلمك .

ترددت رهف قبل أن تسألها : و .. جاسم ؟؟

أشاحت خالتها بوجهها بعيداً و مسحت دموعها بغطاء رأسها : آخ يا بنتي .. في غيبوبه .. ما ندري متى يصحى منها .

قطبت رهف حاجبيها و كررت الكلمة في صدمة: غيبوبه ؟؟ .

أومأت خالتها برأسها و أكملت حديثها ..و قلب رهف يتمزق في ألم من هول ما عرفت ..

أي ..

ما كانت تجهله ..


@@@@@@@@@@@@@@@@


الدمام


سيارة متعب علي الـ *****


في نفس اللحظات



طغت الصدمة على ملامحه و هو ينظر إلى متعب الذي يجلس إلى جواره ..

تحدث متعب إلى السائق في مقعد القيادة : انتبه للطريق .

و من ثم التفت إلى رائد و ابتسم عندما رأى آثار الصدمة على وجهه : أتمنى إنك ما تفهم كلامي بصورة خاطئة .. تركي ولد بنتي و مستحيل الجد يتكلم عن حفيده بصوره سيئه .. لكن أبيلك الخير .. و اللي ما أرضاه على بناتي ما أرضاه على بنات الناس .

هز رائد رأسه في محاولة لاستعياب الموضوع و هو يسأل متعب بحذر: يعني خاطب بنت عمه ؟؟؟.

أومأ متعب برأسه وهو سعيد أن كذبته انطلت على رائد بتحريفه للعلاقة الحقيقية بينه و بين تركي ..

أتم حديثه : و ملكتهم الأسبوع الجاي ..و الكل عارف بهالموضوع ..و الشي الثاني يا أستاذ رائد .. إن تركي يراقب أعمال أبوك من فتره طويله و الحقيقه .. ما عمره ذكره قدامي بالخير .

خفق قلب رائد من شدة الغضب و صك على أسنانه بغيض و هو يقول : و المعنى ؟؟

أتم متعب حديثه و هو ينظر إلى عيني رائد : انت احسب الموضوع .. كيف يطلب بنت رجال ما يطيقه .. إلا إذا كان ف راسه شي .

اتسعت عينا رائد عندما سمع هذا الاحتمال : اش قصدك ؟؟

هز متعب كتفيه : قصدي واضح .. تركي داخل على شر .

قبض رائد على ذراع متعب بقسوة و صورة تركي تومض في ثنايا عقله بتعامله البارد و نظراته الغامضة ..

و قال لمتعب بنظرات مرعبة : ابعد حفيدك عن أختي بأسرع وقت .

أومأ متعب برأسه ، و ربت على يد رائد الممسكة بذراعه : بساعدك يا وليدي .. لا تخـ

و شهق بعنف عندما اندفع جسدهما إلى الأمام بسرعة كبيرة ..

صرخ على السائق : انـــــــــتــببببببببببببه ؟؟

ارتبك السائق بشدة و هو يحاول أن يسيطر على عجلة القيادة ..

صاح رائد : طــــــــــــــــــــــــالــــــــــع قــــــــــــــــــدااااااا

و انقطع صوته عندما انحرفت السيارة عن مسارها و احتكت إطاراتها بالطريق في عنف و دوي هائل ، تعالت صرخات متعب و السائق و السيارة تصطدم بكل ما يعترض طريقها قبل أن تميل بحدة نحو عمود الإضاءة ..

خفق قلبه رائد بعنف شديد و هو يحاول أن يتمسك بأي شي .. صرخ في ذعر و جسده يقاوم الانحراف الشديد : يا الله .. يااااااااااااااااااااااااااااارب ..

ترددت صرخات متعب و السائق في عقله و لمعت أنوار الشارع في عينيه كخطوط متقطعة ، مر شريط حياته أمام عينيه و اصطدمت السيارة في عنف ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة


القصر


30 : 8 مساءً


اعتصرت الوسادة بكل ما تملكه من القوة ، و وجهها مدفون وسطها ، و شهقاتها تأبى أن تستكين .. حتى مقلتيها شكت من حرارة الدموع ..

زفرت التي تجلس إلى جوارها و ربتت على ظهرها و هي تقول بحنان : مرام .. كفايه دموع الله يخليكِ.

صدرت منها شهقة عنيفة .. تلتها كلماتها المتحشرجة : مـ .. ماني قادره يا ساره .. ما ني قادره .. أحس قلبي يتقطع كل ما تذكرت إني ما قدرت أمنعه .. تخيلي لو عرفت إني أقربله ؟؟ .

مسحت ساره على شعرها و هي تقول بنبرة مطمئنة : رهف قلبها أبيض .. حتى لو عرفت إنك تقربيله ما راح تقول شي .. أولاً لأن أبوها هوا أساس الموضوع .. و ثانيًا لأنها راح تفهم إن راس تركي يابس .

أنّت مرام بمرارة لأنها تدرك يقينًا أن لا أحد يفهم ما بداخلها ، لا أحد يدري بذلك السر الذي تخفيه في صدرها و لم تطلع عليه أحد .. سر مؤلم كان يؤرق نومها و يقض مضجعها .. و مضت الأيام .. إلى أن خطب تركي رهف .. لتأتيها الصدمة .. و تفجر آلام ذلك السر في روحها مجددًا .. و ها هي الآن تقف عاجزةً أمام الخبر .. و لا قدرة لديها لتغيير مساره .

ساره تعلم عن صلة قرابتها بتركي .. لكنها لا تعلم شيئًا عن ذلك السر .. و لا تعلم كذلك عن العداء الشديد بينه وبينها .

تردد بكاءها الحزين في أنحاء الجناح ، فأشاحت ساره ببصرها إلى الجهة الأخرى ، لتصطدم عيناها بعلبة دواء ملقاة على أرض الحجرة ، التفتت على الفور إلى رفيقتها و سألتها باهتمام : مــرام .. بلعتي الدوا ؟؟؟؟..

خنقتها غصة مريرة كادت أن تّفجر رئتيها عندما تذكرت المرض و طعم تلك الأقراص التي لم تستخدمها منذ مدة، رفعت رأسها على الفور و استنشقت كمية كبيرة من الأكسجين قبل أن تضع رأسها على الوسادة مجددًا و هي تهمس بشفتين مرتعدتين : لا تشلين همي من هذي الناحيه .

ترقرقت الدموع في عيني ساره و هي تنظر إلى وجه مرام المحمر المبلل بالدموع ، فمسحت على شعرها الأسود و همست برقة : ميمي .. إنتي ليه مكبّره الموضوع .. سبحان الله ما تدرين .. يمكن خيرتها مع تركي .

أغلقت مرام عينيها .. و أعصابها تشتد أكثر فأكثر ، و قلبها ينبض بـ

** آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ساره لو تدرين .. بس لو تدرين **

ازداد تدفق دموعها مع رنين هاتف ساره ، التي زفرت و هي ترد على المتصل : ألو .. إيوه .. دحين نازله .

أنهت المكالمة و التفتت إلى مرام : ميمي تـ

قاطعتها مرام التي فتحت عينيها المحمرتين بضعف و همست : سوسو .. لا تشيلين همي .. في نفسي أشياء كثيره و دحين بطلعها بالبكا .. يلا روحي عشان مامتك لا تقلق .

أطرقت ساره برأسها و طبعت قبلة على رأس مرام وهي تهمس : انتبهي لنفسك .

ثم نزلت من فوق السرير ، لتكمل خطاها إلى الباب .. ألقت نظرةً أخيرة على مرام قبل أن تخرج .. و تغلقه خلفها .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض


أحد المقاهي


00 : 9 مساءً



وضع كوب القهوة على الطاولة ونظر إلى ابن عمه متسائلاً: هاه .. راح تنطق .. ؟؟

ابتسم ياسر في ضجر و هو يقول : عــــزاااام .. و النهايه معك ..لي ساعه و أنا أقلك ما في شي و انت مصر .

دفع عزام جسده إلى الأمام و هو يقول بنبرة واثقة : لأني واثق انك كــــــــــذااااب .

ضحك ياسر في خفه على الرغم من الألم الذي يمزق نياط قلبه و هز رأسه نفياً : قلتلك ما في شي .. عزام لا تشغل نفسك بشي ما يسوى .

طرق عزام الأرض برجله وهو يقول بنفاد صبر : يسوور .. تكلم بسرعه .. من فتره وانت موب على بعضك .. واش اللي صار ؟؟ ..و جهك خلى من الدم ..حتى الاكل معاد تشتهيه ؟؟ .. خير ؟؟ .

أطرق ياسر برأسه ..و زفر في حراره ..

كان يشعر بقهر شديد لأنه لم يتمكن من إيجاد فارس ، هواتفه كلها مغلقة ، و لا يعلم أحد أين ذهب ، .. ليست هذه المشكلة فحسب .. بل الأدهى .. كيف سيواجهه بهذا الموضوع ؟؟..كيف و هو غير متأكد من صدق الخادمة ، و الآن .. عزام!!!! ..

~ و اش هالورطه اللي وقعت فيها ..ياااارب .. يارب رحمتك يا حي يا قيوم~

رفع بصره إلى عزام الذي منحه نظرةً مطمئنة و هو يقول : ما في بين الأخوان حواجز .. كم مره أذكرك بهالموضوع .

تلعثم ياسر و تمتم : أنـ

رن هاتفاهما في وقت واحد ..انتفض ياسر و أخرج جهازه على الفور قبل أن يهتف : أبوي .

نظر عزام إلى شاشة جهازه : و أنا بعد .. ألو .


.


و..


هب كلاهما في وقت واحد و دوت صيحتهما: ايـــــييييييييـــــــــــش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!



@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

المستشفى

مكتب أحمد

30 : 10 مساءً


سأله طارق و يداه في جيبي معطفه : طيب .. و ليش ما جلس معاك .

أجابه أحمد و هو يغلق حقيبته : اتفقنا نتقابل بكره إن شاء الله .

ابتسم طارق و قال: سبحان الله .. هل كنت تتوقع تقابله مره ثانيه ؟؟

التفت إليه أحمد بابتسامة عريضة: أكيد .. هذا تركي .

خرجا من الحجرة و توجها إلى المصعد ..


....................: Doctor Ahmed … doctor


التفت كلاهما إلى مصدر الصرخة في قلق ..

ركضت إليهما الممرضة و هي تصرخ : please hurry…. room 3120

ركض أحمد إلى الحجرة بسرعة و تبعه طارق على الفور .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة


منزل حسن


في نفس اللحظات




مستلقية على سريرها بثياب نومها الوردية المكونة من قطعتين ، وسادتها بين يديها ..

و دموعها تنهمر في صمت حزين ، مسحتها بسرعة ثم اعتدلت في مكانها و فتحت الدرج الصغير بجوارها لتأخذ دفتر مذكراتها ..


أمسكت بالقلم الأحمر ..و كتبت ..


~~~~~~~~~~~


جاسم ..

أيها الغالي ..

يا من عشت معي أجمل سنين عمري ..

لعبنا ..

ضحكنا ..

أكلنا معاً ..


بعد عدة أيام من الآن ..

سأكون ملكاً لشخصاً آخر ..

سأعيش في عالم آخر ..


بعد عدة أيام ..

سأغلق عالم ذكراك ..

ذاك العالم الجميل ..

الذي كنت ألجأ إليه دوماً ..

في لحظات خوفي و ضعفي ..


بعد عدة أيام ..

سأنسى ذلك الدفء ..

الذي كنت أشعر به ..

عندما أتذكرك ..


بعد عدة أيام..


سأنسى كل الأحلام التي نسجتها حولك ..


بعد عدة أيام ..

سينتهي كل شيء ..


بعد عدة أيام ..

سأكون مضطرة ..

لأن أناديك ..


* أخي جاسم *..



رهف


1429 هـ


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



أغلقت الدفتر .. و أعادته إلى مكانه .. ثم نهضت من مكانه و رتبت شعرها بطريقة عفوية ، سارت باتجاه دورة المياه و حركت المقبض عندما وصلت .. و قبل أن تدخل ..

,, تعالى صوت طرقات منتظمة على الباب ,,

التفت إلى باب الحجرة بسرعة توجهت إليه بهدوء و هي تقول : لحظه يا مستوره .

و فتحته ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة

المستشفى

33 : 10 مساءً



دخل إلى الحجرة برفقة طارق و هو يلهث : خـــــــــيـــر .. اش اللي صار ؟؟ .

الوضع كان مقلوباً رأساً على عقب ..الأطباء .. و الممرضات .. في حالة فوضى والأجهزة المنتشرة حول السرير تصدر أصوات مزعجة .

صاح أحد الأطباء : بسرعة يا دكتور أحمد خذ مكانك .

خفق قلب أحمد بشدة و هو ينظر إلى وجه المريض و هتف : يا رب .. سترك .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


مطار الملك خالد الدولي


40 : 10 دقيقة




توقفت السيارتان في وقت واحد أمام المطار ، نزل كلاهما و أكملا طريقهما إلى الداخل ركضاً ..

صاح ياسر : نـــــــــــــــــــــوااف .

التفت نواف إليهما و أمارات الرعب واضحة عليه و عندما وصلا إليه ..

سأله عزام و هو يلهث : هاه .. واش صار ؟؟

هتف نواف بتوتر : عماني كلهم طلعوا .. معاد عمي خالد طاح علينا و نقلوه فيصل و نادر المستشفى .

سأله ياسر بتوتر أشد : و ما في أي أخبار ؟؟

حرك نواف يديه بتوتر أشد : أقلك ما أدري عن شي .. أول ما جا الإتصال من الدمام الكل فز من مكانه .

صفق عزام يديه في قلق شديد : لا حول و لا قوة إلا بالله .. يا رب جيب العواقب سليمه .

عض ياسر على شفته و تلفت حوله في توتر ثم قال : أنا ما أقدر أصبر .. لازم ألحقهم .

قال نواف : كلنا نبى نلحقهم .. بس لازم أحد يجلس هنا الشركه و الشغـ

قاطعه ياسر في عصبية : ياخي تراب في الشغل .. هذا جدي .

تركهم و غادر سريعاً ..فتبادل عزام و نواف النظرات قبل أن يسأله عزام : أمي وصلها الخبر ؟؟

هز نواف رأسه نفيًا : لا .. أبوي وصاني ما أفتح فمي .. الله يعين .

جلس على الكرسي الذي أمامه و ساد الصمت بينهما .

عقد عزام يديه أمام صدره و مضى يتأمل الناس من حوله ..

الحزين

الغاضب

المريض

المبتسم

السعيد ..

تنهد و قال : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

منزل حسن

45 : 10 مساءً


قشعريرة باردة سرت في جسدها ، أطلقت آه خافته من بين شفتيها عندما حاولت أن تحرك رأسها ، حاولت أن تنهض و لكن .. صرخت عظامها من شدة الألم فعاودت الجلوس مرةً أخرى و أسندت ظهرها إلى حائط الحمام ..

قميصها المبلل زاد من غثيانها و اشمئزازها ، نظرت إلى الخارج إلى حجرتها ..

لا أحد ..

زفرت في إعياء ..أغمضت عينيها و استرجعت الذكرى ..



■ ■ ■ ■



نظرت إليه في رعب ، توقعت الجميع ..


مازن


رائد


منى


غدير


هديل


مرام


ساره


إلا هو.. لم تتوقع أن تراه أبداً و عندما استدركت الأمر ..أغلقت الباب في وجهه و لكن يده كانت أسبق ..دفع الباب بكل قوته ..فصرخت و تراجعت إلى الخلف في هلع ، دلف إلى الحجرة و أغلق الباب خلفه ، تراجعت و الدموع تنهمر من عينيها، كان الرعب يكبت على أنفاسها ، و لكن شهقةً واحدة قطعت خطام الدموع صرخت بأعلى صوتها : بابااااااااااااا .. مستوراااااااااااااااااا .

اقترب منها ببطء فهربت من أمامه و قفزت فوق السرير، كانت تخطط للقفز إلى الجهة الأخرى علّها تصل إلى باب الحمام و لكنه أمسكها مع ساقها شهقت وهي تسقط على بطنها وصرخت بألم : سيبنييي .. سيبني يا حقيييييير .. باباااااااااااااااااااا .

سحبها مع يدها و أجبرها على مواجهته ، كان جسدها ينتفض من شدة الرعب ..

تفجرت الدموع من عينيها و هي تدفعه عنها و تضربه على صدره و وجهه : سيبني يا خسييييس .. ابــــــــــــــعد عـــــــــــــــــــــــــــــني ..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

صاحت عندما أمسك ذراعيها بكل قوته و ألقاها على السرير مجدداً حاولت أن تتحرك لتقاوم هجومه ،و لكنه استطاع أن يقضي على جميع دفاعاتها و يلغي حركتها ، هزت رأسها و هي تصرخ : لاااااااااااااااا .. رااااااااااااائد .. ماااااااااازن .. لاااااااااااااااااااااااااا .

انهارت تبكي بشدة و بعد عدة لحظات من المحاولات اليائسة خارت قواها و تلاشى صوتها بضعف : لا .. رائد .. رائد تعال .

اقترب منها ، و وضع كفه على شفتيها بقسوة ، قلبها كان يخفق بشدة و فرائصها ترتعد خوفًا و رهبة ، لم تستطع أن تتحرك بل اكتفت بالنظر إلى وجهه في ألم .. و .. حرقه .

حرك شفتيه ببطء : يكفي صراخ .. لهذي الدرجه خايفه من زوجـــــــــــــك .

حملقت فيه بهلع ، فأردف ببرود : اليوم العصر كتبنا الكتاب .

هزت رأسها نفيًا بصدمة فتراجع إلى الخلف و تركها حرة ، اعتدلت بسرعة و قبل أن تفكر في الهرب ألقى في وجهها ورقةً بيضاء و قال بصرامة : اقـــــري .

لم تلقي لها بالاً ..بل استدارت على الفور و هي تبكي و تجاوزت السرير للجهة الأخرى ركضًا إلى الباب ، التقط الورقة بسرعة و لحق بها و : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

عضت على شفتها بألم عندما جرّها مع ذراعها ، كتّف يديها و أسند ظهرها إلى الحائط ..

صرخت في عذاب حقيقي: سيبني .. سيبنيييييييييي .. الله يخليييييييييييييك .

كان فرق الطول بينهما واضحاً فرأسها يصل إلى كتفيه و هذا ما زاد من موقفها الضعيف أمامه ،نفض الورقة ثم رفعها إلى مستوى وجهها ، نظرت إليها بعينين خائفتين و لم تكد تقرأ الأحرف الأولى حتى شهقت بحرقة.

ابتعد عنها فوراً ..

أما هي فجثت على ركبتيها ... الآن فقط تأكدت أنها أصبحت زوجته ..

أخذت تردد كلمة لا وهي تهز رأسها نفيًا في انهيار ..

أما هو فاكتفى بالنظر إليها و بعد لحظة موجزة قال بجفاء : أخوكِ رائد .. مات .
رفعت رأسها في حده و صرخت بكل ما تبقى لديها من طاقة : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .

هبت بسرعة و دفعته إلى الخلف بشدة ، فتحت باب حجرتها و هربت وهي تصرخ بلوعة : كــــــذااااااااااااااااااااب .. كـــــــــــــــــــــــــذااااااااااااااااب ..راااااااااااااائد .

تعثرت بقدمها و هي تركض .. و لم تشعر إلا و هي جاثية على ركبتيها ، الخدر يعربد في أطرافها و أنفاسها متسارعة بشكل مخيف ..

** أخوكِ رائد .. مات **

صرخت في لوعة مريرة عندما تذكرت كلماته .. و هبّت من مكانها مجددًا و .. صفعها على وجهها ..

شهقت ..و كادت أن تسقط و لكنها تحاملت على نفسها في اللحظة الأخيرة .

خصلات شعرها الكستنائي كانت تغطي وجهها فلم يتمكن من رؤية ملامحها ..رفعت رأسها ..و .. بصقت في وجهه و من ثم انفجرت بالضحك ، مسح وجهه بكم ثوبه الأبيض و تأملها و هي تضحك في جنون قبل أن تصيح بشكل هستيري :.. تفلت في وجهك يالـــــــــــــــــــــــكـذااااااااب.

جرها مع شعرها بقسوة و لكنها لم تصرخ ..لم تصرخ ..لا ..بل اكتفت بالضحك و البكاء في آنٍ معًا ..


.


وصل إلى حجرتها ثم دخل إلى دورة المياه و خصلات شعرها لا تزال في يده و بكاءها و ضحكها يدوي في المكان.. فتح صنبور المياه و وضع رأسها تحته ، شهقت من برودة المياه و انتفض جسدها قبل أن تسعل بشدة و هي عاجزة عن الحركة، شعرت بقدميها تهويان و كادت أن تسقط إلا أنه رفع رأسها بذات القسوة و نظر إلى وجهها المبلل المحمر ، كان الألم يغطي ملامحها و أسنانها تصطك ببعضها من شدة البرد، تركها بجفاء فانهارت على الأرض في استسلام ، ثم تراجع إلى الخلف و مضى ينظر إليها في صمت، كأنه يتلذذ برؤيتها تتعذب .

أخذ جسدها ينتفض من شدة الصدمة ، عضت على شفتها بحنق و طعم الدموع يسري في جوفها ، ابتلعت ريقها ثم رفعت رأسها إليه .. شهقت في مرارة و قطرات الماء تنساب من شعرها على وجهها المبلل ، و لم يرف له جفن .. أنّت في إعياء شديد و هي تتحامل على نفسها لـتنهض ..و .. أخذت تسير باتجاهه ..لم تعد تشعر بما حولها ..كان همها الوحيد أن يكون كاذباً في حديثه ..و أن أخاها .. لم يمت ..

توقفت أمامه مباشرةً ..و هو يترقب ما ستقول أو .. ما ستفعل ، وضعت يديها على صدره فقطب حاجبيه و هو ينظر إليها ، اقتربت منه أكثر و قالت في صوت متحشرج : انتا كذاب .. صح ..انتا تمزح .. صح .. رائد .. رائد أخويه حبيبي ما مات .. صح .. صح .. ما مات رائد .

أجابها ببرود : إلا .. اليوم العِشا .. مات في حادث سيارة .

و تحطم كل أمل لديها .. صرخت بأعلى صوتها : لااااااااااااااااااااااااااااااا .

و همّت بصفعه !!!!..

و لكنه تلقى يدها قبل أن تلامس وجهه و اعتصرها بين أصابعه ..

~ التقت نظراتهما للحظة ~

الحدة و القسوة في عينيه .. و الضياع و الحيرة في عينيها ..

.

خارت قواها و دونما وعي منها انهارت بين ذراعيه و هي تشهق بشدة : راااااائد .. رائد حبيبي .. تعاااااااال ..

تعال بسرعة .. أنا أستناك انتا دوبك كلمتني .. رائد انتا ما مت .. انتا دحين بتجي ..صح .. صح .. راااااااااائد .

أخذت تضرب على صدره و هي تصرخ بلا ..

لم يغير من وضعيته ، كان ينظر إليها باحتقار.. لاحت أمام عينيه صورة ذلك الرجل الوقور ،تلك الصورة التي يخبئها في محفظته ، ظهر الضيق الشديد على وجهه فدفعها عن صدره بقسوة لتصطدم بالحائط و تسقط على الأرض مجددًا ..

رمقها بنظرةٍ حانقة قبل أن يغادر المكان ..


■ ■ ■ ■


كادت أن تغفو في مكانها من شدة الإرهاق و الألم الجسدي و النفسي ..

و هي في طريقها إلى ذلك .. شعرت بروحها تكاد تخرج عندما لامست تلك المياه الباردة وجهها ..

انتفضت في مكانها و فتحت عينيها ، غشاوة لاحت أمامها و عكّرت الرؤية لكنها تعرفت إليه ، تلك الملامح الوسيمة التي تنضح بالقسوة و العناد ..

صاح بها : قـــــــــــــــــــــــومــــــي .

اهتزت شفتاها من شدة الغيظ و ما هي إلا ثانية واحدة .. حتى سقطت مغشياً عليها ..


@@@@@@@@@@@@


جده


المستشفى


00 : 12 صباحاً


أغلق زجاجة الماء في يده .. و استنشق كمية كبيرة من الأكسجين قبل أن يطرق الباب بهدوء ..

أتاه الرد المختصر : ادخل .

دلف إلى داخل المكتب و أغلق الباب خلفه ، نظر إلى صديقه في إشفاق و همس : السلام عليكم .

كان أحمد جالساً خلف مكتبه ، يداه على جانبي رأسه و عيناه معلقتان بالملف القابع على سطح المكتب ..رد عليه السلام في خفوت ..

تقدم طارق و جلس على الكرسي المقابل ثم قال بتعاطف : أحمد .

رفع أحمد رأسه و نظر إلى الجدار و يداه تحت ذقنه .. تظهر من تحتهما لحيته السوداء الأنيقة ..

و التأثر الشديد بادٍ على محياه اللطيف ..عيناه اللوزيتان تحبسان الدموع بصعوبة .

لم يدري طارق بم ينطق ، حرك بصره في حيرة .. و حينما لامس الاسم على الملف باللغة الانجليزية

( (Jaseem Fahad Al-*******

شعر بالحزن لحال رفيقه و شعر بالكلمات تندفع إلى صدره فقال : انتا سويت اللي عليك .. وهذا قدر الله المكتوب .. انتا الفاهم الملتزم اللي دايماً تنبهنا لهذا الشي .

أشاح أحمد بوجهه بعيداً و قال بألم : طارق افهمني .. أنا راضي باللي ربي كاتبه و الحمد لله .. لكن الموضوع إنه أول مره يمر عليه هذا الموقف .. ما عمره مات مريض بين يديني .. لو شفت منظر أهله ..أخوانه .. سبحانك يا ربي .. سبحانك .. يالله .. كان حي بين يديني .. وفجأه .. لحظه بس .. و فاضت روحه .. سبحانك يا عظيم ..

خنقته العبرة فلم يستطع أن يكمل ..

ربت طارق على كفه : الله يرحمه و يغفر له.

ثم أردف : يلا قوم على البيت.. و ريّح جسمك.

همس أحمد في خفوت : إن شاء الله .. بس .. أبغى أجلس مع نفسي شويه .

لم يعترض طارق .. بل نهض من مكانه وهو يقول مودعًا : انتبه لنفسك .

و خرج و هو يحس بضيق شديد ..

@@@@@@@@@@@@@@@


يُــــــــــتبــــــــــــع


رد مع اقتباس
  #12  
قديم April 17, 2015, 02:20 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر

الفصل الـــــــــرابــــــــــــــــــع

~~~~~~~~~

~ يا قلب اصبر !! ~

******************


فَلا تَقْنَطْ و إنْ لا قــــ ــيتَ هَمًّـــا يَقْبِضُ النّفَــــــسا

*************************


** صـــــــــــــــبـــاح الــأربعاء **

الرياض

قصر أبو خالد


05 : 4 صباحاً


اجتمعت كل النساء في إحدى المجالس في الدور الأول من القصر ، لانتظار الجنازة و الصلاة عليها في المسجد الكبير القريب .

كان الجو مؤلمًا للروح و النفس ، فليس هنالك سوى الدموع و الشهقات الخافتة التي تصدر بين فينة و أخرى.

مسحت عبير دموعها الغزيرة عن وجهها المحمر و همّت بالنهوض ، لكنها شعرت بإرهاق شديد فعاودت الجلوس و هي تتأوه واضعةً يدها على جبينها ، ربتت عليها ربى و هي تهمس من بين دموعها : عبير .. قومي خذيلك غفوه قبل الصلاه .. شكلك مرهقه كثير .

هزت عبير رأسها نفيًا و هي تهمس بإعياء : ما أقدر يا ربى .. و من وين بيجي النوم ؟؟.. بس كنت بتطمن على عروب .. تدرين تعبانه شوي و ما قدرت تنزل .

ربتت ربى عليها مجددًا و هي تهمس : ولا يهمك .. أنا بروح أتطمن عليها .

و نهضت من مكانها ثم سارت نحو الباب الرئيسي للمجلس ، و منه إلى أول مصعد صادفها ، و لم تكد تدلف إليه و يغلق الباب عليها حتى تنفست الصعداء و هي تغمض عينيها ، كأن الدموع و الشهقات كانت تخنقها .

توقف المصعد عند الدور الثاني ، الخالي من أي مخلوق سوى عروب ، حثت الخطى نحو الجناح الذي تنام فيه و لم تكد تصل إليه حتى طرقت الباب ثم فتحته بهدوء ، تحركت نحو حجرة النوم ، و توقفت عند مدخلها كانت الحجرة مظلمة ، باردة .

مدت يدها إلى مفتاح تشغيل الضوء و هي تهمس : عروب ؟؟!! .

تأملت الحجرة الخالية التي غمرها الضوء ، و توقفت عيناها عند السرير و فراشه الأبيض المبعثر و من ثم التفتت إلى باب الحمام و هتفت: عرووووب ؟؟ .

لم يأتها أي رد ، تقدم منه و طرقته : عـــروب ؟؟ .. انتي هنا ؟؟.

زوت ما بين حاجبيها و فتحت الباب ، و لم تجد أحدًا ، جالت ببصرها في المكان بحيرة و همست و هي تغلق الباب : معقوله تكون نزلت ؟؟ .

خرجت من الجناح ، و حثت الخطى نحو الجهة الأخرى ، علّها تقابلها في الطريق قبل أن تنزل للدور الأول ، كانت عيناها تجولان في أنحاء القصر المظلم إلا من إضاءات خافتة .

و في الطريق ، توقفت في مكانها و هي تنظر إلى السلالم العريضة المؤدية للدور الثالث و الضوء يسقط عليها من الأعلى ، رفعت رأسها .. و لم تر أحدًا .

قبضت على طرفي طرحتها المسدولة على كتفيها و همست : من اللي يطلع هناك ف هذا الوقت ؟؟ .

غمرها فضول شديد زاده قلقها على عروب و المؤشرات الغريبة المحيطة بتغيرها ، شجاعة غمرتها و جعلتها تسير على أطراف أصابعها إلى أن و صلت إلى السلالم ، امتطتها ببطء شديد و عندما اقتربت من الأعلى.. تــــــــجــــمــــدت الـــــــــدمـــاء فــــــي عــــــــــروقـــــــها و جـــــحــظــت عــيـــناهــا ، شعرت برغبة شديدة في القيء ،و ضعت يدها على بطنها و تساقطت الدموع من عينيها ، تراجعت إلى الخلف ثم أسرعت بالنزول إلى الأسفل و الخوف يمزقها و رجفته تحاصر جسدها و عندما ابتعدت عن السلالم لمسافةٍ بسيطة ، اختبأت في أحد الأركان وسمحت لشهقة مكتومة بالفرار قبل أن تهتف بصوت مرتفع تردد صداه : عـــــــــــــــــــرووووووب .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

00 : 6 صباحاً


يقود سيارته في صمت حزين ، حرك بصره بضيق و هو ينظر إلى هاتفه المحمول و تمتم في حنق : هذا واشبه ما يرد ؟؟ .

عاود الاتصال مرةً أخرى بعصبية .. و ما من إجابة ..

أخذ يفكر قليلاً .. كان يعلم بأن تركي يفعل المثل مع جده ..أي أنه يراقبه في كل شارةٍ و واردة من دون أين يعلم ، ليس لرغبةٍ في أذية إنما لحماية نفسه فقط .

طرق على عجلة القيادة .. ثم قال : مستحيل ما وصله الخبر ..أكيد عرف من عملائه اللي في الدمام .. آآآخ ..الله يسامحك يا تركي .

بحث في قائمة الأسماء و بصره يلاحظ الطريق بحذر بين فينة و أخرى ، و عندما لمع اسم " عديل الروح" ضغط على السماعة الخضراء و انتظر .. ثم : ألو .. السلام عليكم .. كسرت التلفون على تركي ما يرد .. أقـ رفع حاجبيه في دهشة من السؤال وهتف: ايه عزام معك .. و اشبك مضيّع يا ياسر ما شفت الرقم ؟؟ ......... نعم ؟؟!!!!!!!!!!!.. انت في المطار ... عمي أجبرك ؟؟!!!!!!! .. زين ........ لا تشيل هم ... احتسب الأجر والله يعينك ... لا تخاف بتلحق .. المسافه بسيطه بين الرياض وجده .......ايه .. بيصلّون عليه الظهر مو الفجر .... يلا ....... سلام عليكم .

أعاد هاتفه إلى جيبه بعد أن أنهى المكالمة و علّق بصره بالطريق ، ثم زفر في حرارة و همس بصوت متهدج : الله يرحمك يا جدي .

و غير وجهته إلى قصر جده .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

منزل هديل

30 : 7 صباحاً


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً )


تنهدت براحة و أغلقت مصحفها ثم وضعته على الرف بجوارها و نهضت من فوق سريرها ، توقفت أمام المرآة و التقطت فرشاة الشعر الحمراء من على الرف ..

.......... : ماماااااااااااا.. مامااااا .

ابتسمت و هي تسرح شعرها أمام المرآة وهتفت بحنان: نعم يا قلبي .. أنا هنا .

دلف ابنها ذا الأربع إلى الحجرة و صاح : حاله منى دات ( خاله منى جات ) ,,

و قبل أن تستوعب ما قاله طالعتها منى من عند الباب بعباءتها السوداء وجهها الباكي ..

وضعت هديل يدها على قلبها و هتفت بخوف عارم: منى ؟؟؟؟؟؟؟!!! .

شهقت منى في حرقة و هتفت: رائــــد مـــــــــات .

قطبت هديل حاجبيها و صاحت : ايــــــــــيييييش ؟؟ .

صرخت منى في انهيار و هي تحرك يديها : أقلك مااااااااات .. سار له حادث سياره في الدمام.. دوبه أبويه مكلمني .

ثم ركضت و ألقت نفسها بين ذراعي هديل لتنفجر في بكاء حار ،هديل التي خفق قلبها بشدة و شحب وجهها و تسارعت أنفاسها الموجوعة و ارتعدت فرائصها من هول الخبر ، لم تكن مصدقة و لكن جسد منى الذي ينتفض بين ذراعيها كان أكبر دليل ،منى القوية ، الصلبة ..الشديدة ..التي لا تذرف الدموع إلا نادراً صريعةٌ الآن بين ذراعيها .

أطرقت برأسها لتتساقط دموعها رغماً عنها و همست: إنا لله و إنا إليه راجعون .

اعتصرت شقيقتها بين ذراعيها و سقطت كلتاهما على الأرض و كل منهما تهتف باسم .. رائـــــــــــــــد .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

00 : 8 صباحاً


أوقف سيارته أمام شركة حسن ناصر ، نزل بسرعة و دخل إليها ثم توجه مباشرةً إلى الدور الثاني و من ثم إلى مكتب ( مسعود رجب ).

طرق الباب و فور ما أتاه الرد فتحه سريعاً و هتف بقلق حملته ملامحه : خــــيــر ؟؟ !!! ..

رفع مسعود رأسه في حدة..

فاستطرد القادم قائلاً بتوتر : اش اللي صار ؟؟ .. فجعتني .

أشار إليه مسعود بالجلوس وهو يهتف بنفاد صبر: مراد لا تعلّني برجتك .. اجلس .

جلس مراد سريعاً و تنفس مسعود الصعداء ثم قال : رائد ولد حسن توفى أمس في حادث سياره في الدمام .

انعقد لسان مراد و امتقع وجهه ..

تابع مسعود و هو يعتصر ورقةً بيضاء بين أصابعه : طبعاً حسن سافر .. ودق عليا قبل شويه .

هتف مراد بلهفة : هاه .. عساه طيب ..كيف نفسيته .. ؟؟ .

حرك مسعود يده بلا مبالاة قائلاً : هذا حسن .. ما عليك .. المهم .. المصيبة مي هنا .

سأله مراد بترقب : هـــــــــــــاه ؟؟ .

رمى مسعود الورقة لتسقط في سلة المهملات و قال في خفوت : متعب بن علي الـ ***** كان معاه في نفس السياره .

ارتد مراد في عنف و صاح في صدمة: كـــــــــــــــــييييييييف ؟؟؟؟؟؟؟!!

هتف مسعود بحماس: أقلك حسن كان قالب الدنيا لكن لما عرف انه الثاني مات معاه في الحادث هدّى اللعب شويه .

تنهد مراد في ارتياح و هو يمسح على جبينه ..فتراجع مسعود في كرسيه و قال بنبرة حانقة ساخرة: لا ترتاح .. في بلوى أكبر .

التفت إليه مراد في خوف و هتف : خيييييييييييييييير ؟؟ .. تراك أبلشتني .

دفع مسعود جسده للأمام و همس: تركي .. طلع له علاقه بمتعبوووه .

قطب مراد حاجبيه و همس : عــــــــلاقه ؟؟؟؟!! .

ضرب مسعود بيده على مكتبه الأسود و هو يهتف مؤكدًا : اييييوه .. الظاهر انه يسير حفيده .. ولد ولده .

هب مراد من مقعده فزعاً و صرخ : انتا تجننت .. هذاك تركي بن الوليد الـ***** و الثاني متعب بن علي الـ***** و لاّ ما انتبهت للأسماء ؟؟؟؟؟؟.

حك مسعود رأسه بعصبية و قال بصوت منخفض : يا حبيبي .. في سر كبير ف العايله ما يدري عنه إلا ناس قليل .. بس قدرت أعرفه من واحد من عملائهم بالقوه و بكم قرش .

رفع مراد حاجبيه في قلق و يداه ترتعدان و سأله: اش هوا ؟؟ .

قرّب مسعود وجهه من مراد و قال بحذر : اسمعني زي الناس .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر

15 : 8 صباحاً

ببطء .. فتحت عينيها ، الإرهاق يكبل حركتها و الصداع يلقي بشباكه على رأسها ، استكانت في مكانها و هي تحاول أن تركز على المنظر أمامها ، قطبت حاجبيها و هي تدقق النظر .. ثار في عقلها تساؤل بريء

** .. بلاط ؟؟ .. بلاط أبيض!!!!!!! ..اش جابني في الحوش .. ؟؟ **

رفعت رأسها و وضعت إحدى يديها عليه ثم همست بإرهاق : أنا وين ؟؟ .

ضغطت على عقلها قليلاً محاولةً التذكر و شهقت بعنف ،جحظت عيناها رعبًا وهي تعتدل جالسة ، تلفتت حولها في هلع و هي تتمتم : لا .. مــ ..مـــســـتــحـيل!!!!!!!!!! .



كانت حجرة صغيرة خالية لا يسكنها شيء من الأثاث ، فقط جدران بيضاء كئيبة ، و بلاط أبيض مرقط باللونين الأسود و الرمادي و هناك في أقصى اليمين حمام صغير بمغسلته ، و في الجهة المقابلة باب معدني أسود اللون .

خفق قلبها بانفعال و همست بخوف : يا رب .. يا ربي رحمتك .

أًغروقت عيناها بالدموع ، و ضعت يدها على وجنتها حيث كانت الصفعة و هتفت بحرقة: ليش يا أبويه .. ليش .. ليش رميتني على غفله .. لييييييش ؟؟؟؟ .

تساقطت الدموع من عينيها و تعالى لهيب أنفاسها ، وقفت على قدميها و هي تشعر بقليل من الدوار ، وقعت عيناها على ثوب صلاة ملقى بجوارها ، تجاهلته و توجهت إلى الباب المعدني في طرف الحجرة و هي تتمتم بحروف متقطعة: يالله .. يارب .. يا رب استعنت بك يا رب .

توقفت أمامه و يدها معقودتان أمام صدرها ، تأملته للحظة .. أسود ، مخيف ، وقعت عينها على مقبضه فسارعت يدها تمسك به .. حرّكته .. و لكن لا استجابة .. صرخت في قهر و هي تحركه بعصبية أكبر و تطرق على الباب بيدها الأخرى .. و أيضًا .. لا استجابة.

عضت على شفتها في انهيار و هي تهمس : يالله .

شعرت بأنها تختنق ، تراجعت إلى الخلف قليلاً قبل أن تغمض عينيها لتسقط دموعٌ أخرى

و تذكرت ........ " خليكي قوية "

تمتمت في حرقة ودموعها تشق طريقها على وجنتيها : حاضر يا ماما .

اقتربت من الباب مجدداً و مدت يدها ببطء وطرقته بقوة ..مرة ..مرتان ..ثلاثة ..

انقبض قلبها في قهر عندما لم تلقى أي استجابة ، عادت إلى آخر الحجرة و هي تفكر ..و تفكر و .. هزت رأسها في رفض باكي و صاحت : لاااا .. لاااا .. و الله ما أخليك تسوي فيني كذا يا تركي أنا أوريك مين رهف .

و اندفعت بجسدها الرقيق نحو الباب تنشد المحاولة و قبل أن تصل ..انفتح .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جده

مكتب مسعود

في نفس اللحظات


ارتجفت شفتا مراد و هو يهمس : يعني .. يعني أبو خالد كان عنده ولد و غيّر اسمه .. و دحين ميت .

أومأ مسعود برأسه و هو يتطلع إلى عينيه قائلاً : ايوه .. بس ما أعرف اش اسمه القديم و لا اسمه الجديد .

ازدرد مراد لعابه قبل أن يقول بصوت خائف: لو طلع اللي تقوله صح راح تسير مصيبه مالها أول ولا آخر ..

د .. دحين اش راح نسوي ؟؟.

هز مسعود كتفيه و هو يتراجع في مقعده : لا علم لي .. حسن اللي راح يقرر .. خصوصًا إنه خلاص أعطى بنته لتركي .

ضرب مراد جبهته و صاح بصدمة : ولّيييييييييييييييييييييييييييه .

رفع مسعود قدميه و وضعهما فوق سطح المكتب ثم شرد ببصره و هو يقول : الظاهر الأوراق القديمة راح تنفتح قريب و الدنيا بتنقلب فوق تحت .

اقشّعر جسد مراد من وقع الكلمات فأطرق برأسه و تمتم برهبة : تتوقع ..تــ ــتوقع تركي له علاقه فيه فـ

لم يتمكن من إتمام جملته بسبب تلك الغصة التي خنقت أنفاسه .

رمقه مسعود بنظرة غريبة قائلاً : كم عمره تركي ؟؟؟؟.. فوق العشرين .. و انتا كنت متأكد

وقتها إنه ما عندها أولاد .. يعني مستحيل يكون ولده .. هذا لو كان هوا اللي نقصده مو أحد ثاني .

حرك مراد رجله بتوتر شديد : اش قصدك .. يعني فيه احتمال إن الوليد ما يكون ز

قاطعه مسعود على الفور بحماس : ايوه .. فيه احتمال كبير .. احنا لازم نتأكد من عدد أولاد أبو خالد أول .. بعدين نقدر نحكم .

أومأ مراد برأسه و عقله الثائر يستعيد ذكريات أعــــــــــــــــــــوام مضت .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

في نفس اللحظات
أمام منزل أبو سلمان


غادر المكان بصمت وهو يخفي دموعه و وجهه الشاحب ، غادر و هو يضع يده على قلبه .. صدمتان عنيفتان في يوم واحد و لكن ..

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

كانت تتردد في رأسه .. و تربط على قلبه .

سار في الشارع الممتلئ بالمعزين لمسافةٍ لا بأس بها و همّه الوحيد أن يختبأ عن الكل ، همه الوحيد أن يخلو بنفسه .

انعطف ناحية اليمين ، حيث كراج إحدى السيارات ، دلف إليه .. واختبأ في ركنه المنزوي أسند ظهره و رأسه للحائط و بدأ يسقط شيئاً فشيئاً حتى لامس جسده الأرض ، هنا و ضع وجهه بين كفيه و أخذ يبكي ..

~ مازن ~

يبكي بصمت ، ليس هناك سوى الدموع و أنفاسه المتسارعة وشهقاته المكتومة و من بين دموعه همس : يا ربي ..يا ربي ارحمهم و اغفر لهم ..يا ربي ثبتهم ..يا ربي ثبتهم ..جاسم .. و .. و رائد ..يا رب ثبتهم ..يا رب ثبتهم .

و اختتم دعائه بشهقة عنيفة فجّرت أطنانًا من الدموع ، رفع يديه و وضعهما فوق رأسه و من بين شفتيه انساب دعاء بصوت رخيم ، دعاء الشقيق لشقيقه و ابن خالته ، دعاء يزداد عمقًا مع تلك الذكريات .. التي تتداخل في عقله .

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

القصر
17: 8 صباحاً


انعقد لسانها و اضطربت أنفاسها ، تراجعت إلى الخلف و عيناها معلقتان به، هذا هو زوجها ، هذا الذي ينظر إليها ببرود هو زوجها ؟؟!!!!!!!!!!!!.

وجه سؤاله إليها بصرامة و هو يغلق الباب : اش هذا الإزعاج ؟؟ ..مجنونه انتي ؟؟

اشتدت عضلات وجهها من شدة رنين الباب المعدني و هو يُغلق ، كتمت دموعها قدر المستطاع ، دموع يذرفها قلبها في الخفاء و هتفت بقوة لا تدري من أين اكتسبتها : رجعني بيتي .

عقد يديه أمام صدره و قال بسخرية : بــــيـــتـــك ؟؟ .

تفجرت عروقها قهرًا من بروده فصرخت بحنق : ايوه بيتي .. انتا أصلاً بأي حق تخطفني ..تحّسب ما عندي أبو ؟؟ .

أجابها ببرود : الظاهر غباءك مستفحل .

تقدم إليها ببطء و هو يقول من بين أسنانه : بيتك .. انسيه .

ثم استطرد شامتًا : و أبوكِ .. خليه يجي يدور عليكِ اذا كان يقدر.

عضت على شفتها بحنق و هي تتراجع للخلف و هتفت بصوت متحشرج : لا تقرب مني .

لم يلقي بالاً لكلماتها و استمر بالسير قائلاً : خليه يجي و يشوف بنته و حبيبة قلبه ، خليه يجي ويشوف اش راح يسير لك .

شعرت بخوف شديد يعتريها ، خوف أسقط قناع شجاعتها الزائف و حقن قلبها بسيل من الخفقات العنيفة، أغروقت عيناها بالدموع و صاحت: لااا .. انــــــــــــــتــــا الـــــــــــمـــجــــنـــون .. مو أنا .

و بسرعة شديدة ركضت من جانبه إلى الباب و ..أحست بالحجرة تدور من حولها ، تأوهت في إعياء و جثت على ركبتيها ، ترددت خفقات قلبها المرتعد في أذنيها و لهيب أنفاسها يحرق شفتيها ، وضعت كفها على جبينها و همست : يا الله .. اش اللي سار لي ؟؟!!!!!..

تناهى إلى مسامعها صوته الساخر : بنت عز ..أكيد مو متعوده على الجوع .

تذكرت أنها لم تتناول طعاماً منذ عصر البارحة و لا بد أن الخوف قد استنفد جميع طاقتها المتبقية .

وقف أمامها و نظر إليها باستحقار و هو يغمم : من اليوم لازم تتعودين عليه .

رفعت بصرها إليه ، فاصطدمت نظراتها التائهة الضعيفة التي تحمل لمعةَ من الاتهام و التساؤل البريء

ببصره الخاوي من أي لمحة للرحمة و قالت في خفوت : ليش تعاملني بهذي الطريقه ؟؟ .

استدار إلى الباب و هو يقول بنبرةٍ فجّة: أعاملك بالطريقة اللي تعجبني و هذي هيا الطريقه اللي تستحقينها .

.

حاولت أن تُبقي على رأسها مرفوعًا ، لكنها كانت تشعر بشيء قوي يجذبها إلى الأرض ، صدرت منها همهمة باكية قبل أن تضع رأسها بضعف على البلاط و أصوات خطواته تملأ أذنيها و عقلها.

و قبل أن يغادر التفت إليها بنظراتٍ القاسية و قال : تعرفين هذي الغرفه سويتها ليه ؟؟ .

لم تقوى على النطق ، و أنفاسها تضيق من لوعة الموقف ، ولم ينتظر هو إجابتها بل قال في برود عجيب : عشان أتفنن ف تعذيبك .

اقشعر جسدها من وقع كلماته ، و أغلقت عينيها لتسدل الستار على عقل أنهكه الألم و روح أُشبعت من سيل الفواجع .

أما هو فقد خرج وأوصده خلفه .

@@@@@@@@@@@@@@@@@
جدة

القصر

20 : 8 صباحاً

وصل إلى القصر من الجهة التي تؤدي إلى قسم مرام ، و بما أن وجهه يبدو مألوفاً للحراس بالإضافة إلى أنه من الأشخاص المصرح لهم بالدخول بأمر من مرام شخصياً ، فقد دلف إليه بكل سهوله .

نزل من سيارته و توجه إلى الباب الفرعي الصغير ، فمرام في نفس القصر و لكنها في مكان مستقل بمفردها .

صعد إلى جناحها بسرعة و عندما وصل .. طرق الباب و انتظر للحظات.. و ما من مجيب ، عاود الطرق .. مرة ..مرتان ..ثلاثة .. و لا رد .

تنهد قائلاً في ضجر : لا حول ولا قوة إلا بالله .

حرك مقبض الباب و دخل إلى الجناح بكل سهولة ، كانت غرفة الجلوس الفاخرة خالية .

هتف منادياً : خـــــــــالـــتـي ... خـــــــالتـــييييي .

قطب حاجبيه و همس محدثًا نفسه : ذي وينها ؟؟ ..دايم تستقبلني عند الباب .

تجاوز غرفة الجلوس ثم تنحنح و هتف بصوت مرتفع : يا عــــرب .

أيضًا لم يسمع حسّها ، حسم أمره و دخل إلى غرفة النوم .. ولا أحد .

زوى ما بين حاجبيه و هو يجول ببصره في أنحاء الحجرة الفسيحة : ما كنّه جاتها الرساله من أبوي ؟؟؟؟..

خفق قلبه عندما خيّل إليه صوت أنين ، تلّفت في حدة و هو يرهف سمعه بتركيز .. و كأنه شخص يئن ..

هتف بقلق و هو يخطو داخل المكان و يبحث ببصره عنها : خالتي ؟؟ .

توقفت عيناه عند المدخل المؤدي إلى دورة المياه ، تقدم إليه و قلقه يزداد مع تزايد الأنين ، قابله باب الحمام بزجاجه الليموني المثلج الذي يحمل قطع صغيرة على شكل أزهار ملونة متناثرة هنا و هناك ، و قطع الخشب المطلية باللون الأصفر التي تزين أطرافه .

كان الباب مواربًا توجه إليه و الأنين يعلو .. و يعلو ..

هتف بقلق عارم: خـــــــــــــــالــــتـــي مرام ؟؟ .

توقف أمام الباب قبل أن يدفعه بيده ، جحظت عيناه و صرخ بهلع : خــــــــــــــــــــــــالــتييييي !!!!!!

كانت مرام مسجاةً في ركن الحمام ، و الدماء تغطي يديها و البلاط من تحتها ، حتى ثيابها اصطبغت بذات اللون الأحمر القاني ، عيناها مغمضتان و وجهها يحاكي وجوه الموتى من شدة شحوبه ، ركض ياسر نحوها صائحًا : خــــــــــالتــــــــــي !!!!!!!!..

توقف أمامها وقلبه يوشك على التوقف من شدة الخفقان و عيناه تدوران بصدمة ملتاعة على جسدها المسجى ، نزل إليها و مد ذراعيه .. وضع إحداهما تحت ظهرها و الأخرى تحت ركبتيها فتلطختا بالدماء التي على الأرض ، همّ بحملها و لكنّ عيناه تعلقتا بالدماء الغزيرة التي تحيط بها و حركة قميصها التي تدل على تنفسها الضعيف .. شعر بقلبه يهوى بين ضلوعه ، تركها و هب واقفًا مرةً أخرى و ركض خارج الحمام .

.


~ في جهةً أخرى ~


رتب أوراقه و مستنداته و وضعها في حقيبته السوداء خرج على عجالة من مكتبه و ..

: تـــــركـــــــــــــــــــي .

التفت إلى مصدر الصيحة و هتف في حدة : ياسر !!!!!!!..

كان يلهث بشدة و أمارات الرعب تعلو وجهه و الدماء تغطي جزءً من ثوبه الأبيض

صاح و هو يشير بيده إلى الخلف: الـــــحقــــني بــــــــــســرعه .. خـــــــــــالــــــــــتـــي .

ألقى تركي بحقيبته على الأريكة و ركض إلى الجناح و تبعه ياسر الذي كان يهتف بصوت لاهث : دقيت على الإسعاف لأني ما أعرف وين المستشفى .. بس ما قدرت أشيلها لـ

لم ينتظره تركي ليتم حديثه بل توجه سريعاً إلى الجناح ، صاح ياسر : في الحمام .. في الحمام .

أكمل طريقه و.. كأن صاعقة أصابته من منظرها ، اقترب منها تركي ركضًا , ما زلت تأن و تنفسها ضعيف نوعًا ما ، نزل إلى الأرض وحملها بين ذراعيه بسرعة ثم نهض واقفًا ، تعلقت عيناه بها للحظة .. برسغيها .

صاح ياسر وهو يقترب منه : ميـــــــن ســـوا فـــــــــيها كــــذا .. ؟؟ ..

أشاح تركي بوجهه ثم غادر المكان سريعاً ، لحقه ياسر و هو يهتف : اسمع صوت الإسعاف .

صاح تركي و هو يركض بكل ما أوتي من قوة : تــــــــــصـــــرف مــــــعـــاهـــم.. أنــــــا راح أنـــقــلـها بـــســـيـــارتــــي .

قطب ياسر حاجبيه في ضيق وصرخ : تـــركـــي هــذا مــــو وقـــتــك لازم نـــلــحق عــلـيـها .

صرخ تركي بدوره و هو يواصل طريقه إلى المصعد: أقــــلـــــك صـــــــرّفـــــــهــــم .

لم يحاول ياسر أن يتجادل معه أكثر لأنه يعرف تركي ، صلب الرأس عنيد جداً .

تركه يفعل ما يريد و خرج هو من الباب الآخر .

.

حملها تركي إلى داخل سيارته بعد أن وضع عليها غطاءً ليسترها ثم استقل سيارته و انطلق بأقصى سرعته ، كان ذلك في ثوان معدودة ، أخرج هاتفه من جيبه و ضغط بتوتر على أرقام جهازه النقال و فور أن أتاه الرد هتف : ألو .. أحمد .. وينك؟؟؟ ..طيب بسرعه قابلني في المستشفى ..بسرعه محتاجك ضروري ..

مع السلامه .

.

و بعد ساعة و عشر دقائق

جدة

المستشفى

30: 9 صباحاً


في أحد الممرات الخالية يسير ذهابًا و إيابًا و هو يتحدث في هاتفه المحمول : مستشفى **** **** **** ....... ياسر .... قلتلك بعدين أشرحلك ، الحكايه طويله .

وصله صراخ ياسر العصبي : تـــــــركــي لا تـــفــكـر تـــلــعـب عـــلي .. فــهــمــني الــحــيـن واش اللــــي صــــار .. من اللي سوا فيها كذا ؟؟.

خرج أحمد من إحدى الغرف بمعطفه الأبيض و السماعة حول رقبته و أشار إلى تركي بيده ، أومأ تركي برأسه في صمت و صراخ ياسر يخرق طبلة أذنه ، قال في حنق : ياسر لا تقعد تصارخ .. ناقصك أنا ؟؟.

هتف ياسر بنفاد صبر : أصلاً أنا ليش أحرق دمي ..الحين جاي المستشفى .

و أغلق الخط ، زفر تركي في حرارة و هو يعيد هاتفه إلى جيبه ثم توجه إلى أحمد الذي ربت على كتفه قائلاً بتعاطف : تعال الكافتريا .. وروّق شويه .


.



و بعد ربع ساعة


كان يجلسان إلى طاولة صغيرة و أمامها كوبان من القهوة ، سأله أحمد باهتمام : و مين كان معاك ؟؟ .

أجابه تركي و هو يتراجع في مقعده : ياسر .. بس الظاهر مع الفجعه ما انتبه لشي ، دق على الإسعاف لكني شلتها بسيارتي عشان لا يفتحون تحقيق على إنه محاولة انتحار .

زفر أحمد و هو يومئ برأسه : طيب دحين روح تأكد من الموضوع عشان نقدر نحسم النتيجة.

سأله تركي بحيرة : اش قصدك ؟؟ .

قال أحمد و هو يمسك بكوب القهوة : لو اللي شاك فيه صح .. راح يكون الموضوع سهل ..لكن لو ما لقينا أي دليل .. فالموضوع أصعب .

هز تركي رأسه نفياً و هو يتذكر شيئًا ما : مستحيل يكون الموضوع جديد ..أنا متأكد إني راح ألاقي شي .

ابتسم أحمد مطمئنًا : إن شاء الله .

نهض تركي من مكانه و هو يقول : خلاص .. أنا دحين رايح .

تراجع أحمد في مقعده و هو ينظر إليه و سأله: و ولد عمك .. ؟؟ .

هز تركي كتفيه مجيبًا : و الله ما أدري .. انتا اش رايك ؟؟ .

أطرق أحمد برأسه مفكراً ثم قال ملوحًا بيده : خلاص .. ما في غير انك تصارحه بالحقيقه .

ابتسم تركي بسخرية : انتا تحسبه راح يتقبل الموضوع بهذي السهوله ؟؟؟ .

أجابه أحمد بعد أن ارتشف من كوب القهوة : و الله هذا الحل الوحيد ..حتى لو ما انتبه لشي ..

مستحيل يكذّب الدم اللي شافه .

تنهد تركي و هو يشيح ببصره إلى جهةٍ أخرى : يسير خير.... يلا مع السلامه .

و سار في طريقه نحو الباب الخارجي .


@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

قصر أبو خالد

45 : 9 صباحًا



في تلك الصالة الملكية الكبيرة التي امتلأت بعددٍ من الرجال ، اقترب عزام من عمه أبو فيصل و سأله بخفوت : عمي .. ليش أخرتم الدفن لصلاة الظهر ؟؟؟.

زفر أبو فيصل في حرارة : اسأل أبوك و أبو ياسر .. ما حبيت أتخانق معهم ف مثل هالوقت .

و تركه بملامحِ ترسم كل الضيق و الحزن .

نظر إلى ساعته ، تأخر ياسر ؟؟!!! . سار إلى الخارج حيث الحديقة الخضراء و همّ بالاتصال عليه ، إلا أن اتصالاً آخر سبقه ، رأى اسم شقيقته يزين الشاشة ، نزل مع السلالم الصغيرة و هو يقول : ألو .

أتاه صوت شقيقته الباكي : ألو .. عزام انت وين ؟؟ .

قطب حاجبيه و هتف : ربى .. خير واش فيه ؟؟ .

هتفت متجاهلةً سؤاله : أنا في حجرة المعيشة اللي جنب البير .. تعال بسرعه الله يخليك .

@@@@@@@@@@@@@@@

حجرة المعيشة

46 : 9 صباحًا


دلف إلى داخل الحجرة من بابها المطل على الحديقة فطالعته ربى بوجهها المحمر ، أغلق الباب خلفه و هتف : خير ؟؟ .

كانت يداها ترتعدان و وجهها شاحب ، و الكلمات تتصارع في صدرها تأبى الخروج ، اقترب منها و أمسك يديها و هو يسألها بقلق : يا بنــــت .. واشبك ؟؟.

ابتلعت ريقها ثم تمتمت بصوت متحشرج : اسمع .. بقلك شي .. أنا من أول كاتمته .

تأملها في قلق جمّ و قال : ربــ

قاطعته وهي تبكي : عزام ..الله يخليك .. أنا من أول ساكته .. بس خلاص معاد أقدر أتحمل أكثر .

أجبرها على الجلوس ثم نظر إلى عينيها قائلاً بحزم : قولي اللي عندك .

ابتلعت ريقها مجددًا ثم قالت بنبرة مرتعدة : أمـ .. أمس .. قريب الساعه أربعه في الليل ، طلعت الدور الثاني .

هتف عزام بنفاد صبر و هو يضغط على كفيها : طيب .

شهقت و هي تردف : كـ .. كنت أدور على عروب ، .. إلين لقيتها في الدور الثالث .

ثم انفجرت تبكي بحرقة و هي تهتف : و .. و .. فارس .

اختلج قلب عزام بين ضلوعه فأمسك كتفيها بقوه و صاح : فــــــــــــــارس و اشــــبــه .

هتفت بألم و حرقة : كان يتحرش فيها .

ارتد جسده في عنف و هتف بصدمة : ايـــــــــــش ؟؟!!!!!!!!!! .

استطردت من بين دموعها : ما عرفت اش أسوي ..هي كانت تبكي و هو مكمم فمها بيده ،قمت حطيت نفسي أناديها و قدرت أطلعها .

غطت وجهها بين كفيها كانت ترتعد كارتعاد كلماتها : واش أسوي ..ما قدرت اكلمها .. ما قدرت ..

جريت على غرفتها و قفلت الباب و للحين مو راضيه تفتح .

الدم أصبح يغلي في عروقه ، ثارت ثائرته وهب واقفاً وهو يصيح : الـــحــيـــو** .. أنا أوريه .

هبت ربى بدورها و أمسكته مع ذراعه : لاااااا .. عزام الله يخليك لااااا .. حنا فـ عزا الحين .

أزال يدها عن ذراعه بعصبية و هو يصيح : ربــــــــــىاااا .. ابعدي ..و الله لا أطبق الدنيا على راسه الــكـــلـ* .

خرج بسرعة متجاهلاً نداءاتها الراجية و توجه إلى الصالة المهيأة لاستقبال المعزين ، دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه ، دار ببصره في أنحاء المكان و لا وجود لفارس ، قطب نادر حاجبيه عندما لاحظ تلك النظرة و ذلك الوجه الغاضب، توجه نحوه و قال: عـز

قاطعه بغضب دفين و هو يتطلع إلى عينيه : وين فارس .. ؟؟ .

قال نادر في حيرة : داخل في المجلس الأزر

و لم يتم عبارته لأن عزام اختفى من أمامه ..

التفت نادر بقلق إلى فيصل و نواف و قد شعروا جميعهم بأن هنالك خطبٌ ما .

أسرع نادر خلفه و لحقه نواف ، أما فيصل فقد فضّل البقاء .


.


في داخل المجلس الكبير ، الذي يتميز بدرجات اللون الأزرق .

ضحك في سخرية و هو يتحدث في هاتفه المحمول : .. لا ياشيخ .. هذا اللي ناقص .. أقوووول اسكت .. بس نتظر العزا ينتهي و بعدين مسـ


: فـــــــــــــــــــــــــــــــــارس ..


التفت فارس في حده إلى مصدر الصوت و قبل أن يدرك هيئة المنادي ، لكمة قوية أصابت خده الأيسر سقط الهاتف على إثرها من يده ، تراجع إلى الخلف في صدمة و جحظت عيناه و هو ينظر إلى عزام الذي أمسكه مع تلابيبه و هو يصرخ : يالــــــــــــــرخمه يالـــحـــقـيـــر .

وجه إليه لكمةً أخرى في بطنه و أخرى على خده الأيمن ، تناثرت قطرات دم بسيطة من بين شفتي فارس ذلك الذي أدرك الأمر لتوه فاشتعل غضباً ، صرخ بغيض و اندفع نحو عزام بدوره ليشتعل الموقف أكثر و أكثر .

دلف نادر إلى المكان و شهق في فزع و هو يرى القتال الحامي ، صرخ : عـــــــــــزااااااام .. فـــــــــــاااارس ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!.

ركض نحوهما برعب و لحقه نواف .

سقط فارس أرضاً لتسقط _الغترة _ و عقالها من فوق رأسه ، جثا عزام فوقه ، و أخذ يضربه بشدة ، قهر يزلزل أركانه و نيران محرقة تشتعل في صدره ، لم يعد يرى شيئاً أمامه سوى فارس و الدماء التي تغطي وجهه .

أمسك به نادر و صرخ : عزاااااام .. بااااااااااااس .. بـــــــــــــــــــــــــس .

دفعه عزام إلى الخلف و لهث في شدة و هو يواصل ضربه: اتـــــــــــــركني .. خليني أأدبه الحقير ، خليني أعلمه الأدب .. خااااااااااااااايــــــــــــن.. ما عنده ذمه و لا ضمير .

حاول فارس أن يدفعه باستماتة لكن لم يقدر ، احتقن وجهه و الدماء تشوش رؤيته و صرخ : ابــــــــعد عــــــــني يالـ####### .

هب نادر من مكانه و ركض إلى الخارج لينادي عمه و صراخهما يملأ المكان من خلفه ، اندفع نواف نحو شقيقه عزام و أمسك بكتفيه و هو يصيح : عـــزام لا تقتل ولد عمك .. تعوذ من ابـــــــــــــليس .

دفعه عزام هو الآخر فاستغل فارس هذه اللحظة و لطم عزام بكل قسوة على عينيه و هو يهتف : حـــــــــــل عنـــــــي يا خســـــــــــــيس .

تراجع عزام إلى الخلف من الألم مما سمح لفارس بالنهوض ، ولكن عزام استدرك الموقف سريعًا و اندفع نحو فارس مجددًا و غضب الدنيا مرسوم على وجهه و هو يصيح: والله ما راح أرحمك يالـ


.............. : عـــــــــــــــــــــــــــــــــزام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة


منزل حسن


في نفس اللحظات


ركضت نزولاً من الدور الثاني بعد أن فرغت من البحث و هي تصرخ بعصبية : مـــــــــــستــوراااااا .. مســــــتورااااااااااااااا .

أتت الخادمة تركض و ملامح الذعر على وجهها من شدة الصراخ : نأم مدام .

سارت هديل نحوها و هي تصرخ بعصبية : و ين رهــــــــف ؟؟؟؟!!!.

هزت الخادمة رأسها في حيرة و هي تقول : ما يئرف .

ضربت هديل بيدها على فخذها و هي تصيح : كـــــــــــــــيــف يـــعــــــــــني ما تعرفين ؟؟ .

هزت الخادمة كتفيها و هي تهتف بقلة حيله : و الله مدام ما في يأرف ..أمس في اجي بابا تركي .. أنا في فكي باب ..هوا في قول فين رهاف .. أنا قول فوق .

شهقت هديل في ذعر وأمسكت الخادمة مع كتفيها و صاحت : ايييييييييش ؟؟ تـــــــــــــركـــــــي ؟؟!!!! .. و مـــــــــــــــــــــيــن قــلّــك تــــــــفـــتـــحـــيــلـه ؟؟!!!!!!!!!!! .

اقشعر جسد الخادمه من شدة الخوف و هتفت تحاول الدفاع عن نفسها : هدا بابا هسن .. و الله بابا هسن .. هوا في قول افته باب .

صفعت هديل وجهها في صدمه و هتفت : أبـــــــــــــــــويــــه ؟؟!!! .

أومأت الخادمة برأسها في خوف و هتفت مؤكدةً : و الله بابا هسن .

صرخت هديل بهلع و هي تلوح بيدها: و بــــعــديـــن فــيـــن راحـــــــــت؟؟؟؟!!!..انــتـي فين كــنــتـي .. كيف مــا شـــــــفــتــيـها ؟؟ .

أجابتها الخادمة و قد أُغروقت عيناها بالدموع من عصبية هديل المفرطة : أنا في تأبان .. ألى طول في نوم .. ما يئرف مدام فين روه و الله ما يئرف .

احتقن وجه هديل من شدة الغضب فصرخت : خلاص روحي .

انطلقت الخادمة إلى المطبخ أما هديل فشهقت في ألم وانفجرت تبكي : يا حبيبتي يا أختي .. يا حبيبتي يا رهف .

دلف مازن إلى المنزل و هو يهتف بقلق : خــــيــــر ؟؟ .

التفتت إليه و قالت من بين دموعها : ما أدري .. ما أدري ، أبويه جواله مقفل .. وهيا جوالها هنا و الخدّامه تقول انه تركي أمس جا البيت و طلع فوق .. و راحت نامت ولا تدري عن شي .

قطب حاجبيه و سأل بصرامة مخيفة و قلبه يخفق بعنف: وهيا بأي حق تفتحله الباب ؟؟ .

أجابته في انهيار و هي تلقي بجسدها على الأريكة : تقول أبويه .. ما تسوي شي إلا بأمر أبويه ... آآآآه .. يا أختي .. آآآه يا حبيبتي .

استدار إلى الباب هاتفًا : أنا رايح أبلغ الشرطه .

قفزت من مكانها و صرخت: لااااا .. مازن استنى .

التفت إليها قائلاً في عصبية : اش تبغين .. البنت مختفيه .. و الكلـــ* هذاك يمكنه شالها .

وضعت يدها على كتفه و همست بصوت باكي : لا .. اسمعني ..أبويه و أنا أعرفه .. مستحيل يسمح لتركي يدخل البيت إلا إذا انكتب الكتاب .

هتف بصدمة : اش قصدك .. ؟؟ .

غممت بحرقة : قصدي واضح .. أبويه عنده الفلوس في المقام الأول و مستحيل يعطي تركي رهف إلا إذا استلم المهر و بعد كذا ما يهمّه زواج و لا شي ثاني ، أهم شي رهف تطلع من البيت .

غمّم بقلق : يعني كـ

قاطعته بصوت متهدج : ايوه .. خلاص .. انكتب الكتاب .. يعني هيا دحين مع زوجها .. واحنا ما في يدنا نسوي شي .. خلاص .. خلاص .

قال بعدم اقتناع : بس .. هديل .. لازم نتأكد ..

هزت رأسها نفياً و هي تحاول السيطرة على أعصابها المحترقة: متأكده .. بعد زواجي أنا و غدير متأكده .

سألها في حيرة : بس .. كيف ما بلغتكم ولا دقت عليكم .. كيف ما شالت جوالها ؟؟ .

عضت على شفتها بحنق ثم قالت : مازن .. إذا كنت تعرف حسن ناصر و اللي يختارهم لبناته .. فلا تسأل عن شي .


@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


قصر أبو خالد


المجلس الأزرق


57: 9 صباحاً



التوتر كان سائداً على المكان و ما زاد الطين بله تلك الدماء التي غطت ثوب فارس و التي لم يسلم منها ثوب عزام .

تبادل نادر و نواف نظرةً قلقة و هما ينتظران الكلمات التي سينطق بها أبو فيصل الذي كان الشرر يتطاير من عينيه و هو يلقي نظرات التأنيب و العتاب على الطرفين المتقاتلين الجالسين على مقعدين منفصلين و طرح سؤاله مؤنبًا : واش المهزله هذي .. ؟؟ عزا جدكم و تضاربون ..ليش ؟؟ .. لهالدرجه شايفين الوقت مناسب.

أطرق كل منهما برأسه .

أردف أبو فيصل بعصبية : أعتقد ان موضوع الورث و الشركه بيجيب كل المشاكل و البلاوي اللي تكفينا ..جايين انتم الحين عشان تكملون الناقص .

و لم ينبس أحدهما ببنت شفه ، عقد أبو فيصل يديه أمام صدره و قال بصرامة : و الحين أبي أعرف واش سبب هالتصرف ؟؟.

صاح فارس في غيض : أنـا مالي دخـ

قاطعه أبو فيصل في قسوة : انت اسكت ،انت الوحيد اللي ما أنتظر منك شي ، عيال عمك كلهم قايمين بالعزا وانت مختفي مع مكالماتك الخايسه .

عض فارس على شفته بغيض و تأوه بألم عندما تذكر أنها لم تسلم من المعركة ، وضع كفه عليها ليمسح الدماء الغزيرة التي تدفقت و لا زالت تتدفق .

التفت أبو فيصل إلى عزام و صاح : عـــــــــزام .. تــــــــــكلم .

شعر عزام بالتوتر ..ماذا يقول ؟؟ ..كيف يبرر موقفه ؟؟ ..

استسلم لغضبه و عصبيته و لم يفكر بالعواقب فقاداه إلى حبل المشنقة .

هتف أبو فيصل مجددًا : عـــــزام ؟؟!! .

ابتلع ريقه و فارس ينظر إليه بتشفي ، كان يشك في أن ربى قد رأته ، فهو يعرف صوتها جيدًا و قد سمعه البارحة و هي تنادي عروب .

قبض عزام على كفه و رفع رأسه ببطء ليطالعه وجه عمه الصارم ، غمم: عمي .. أنـ .. أنا ..

سأله أبو فيصل بنفاد صبر : انت ايش؟؟ .

استجمع عزام طاقته و قال باختصار : مشكله بيني وبين فارس .

ساد الصمت بعد كلمته و فارس ينظر إليه بتساؤل حاقد ، أما أبو فيصل فقد قال معاتبًا : مشاكلكم المره الثانيه حلوها بدون طق و اذا ما قدرت تصبر انقلع برا انت وهو و فكونا من شركم .

لم يتعجب أحد من ردة فعله العادية ؛ لأنهم كانوا يعرفون مقدار تلك المعزّة الكبيرة التي يكنها عمهم لعزام و ثقته العمياء بكل ما يفعله .

التفت إلى فارس و صاح : فـــــــــــــاارس .

هب فارس من مقعده قائلاً بخوف : سم .

أشار إليه أبو فيصل بعصبية : فز مع عيال عمك بسرعه .

و غادر المكان ، لحقه فارس و لكن بعد أن منح عزام نظرةً حاقدة و هو يتوعده بيده .


.


تنفس نادر الصعداء ثم رفع هاتفه و اتصل على ياسر : ألو .. السلام عليكم .

رد عليه ياسر بخفوت: و عليكم السلام ..

قال نادر بحيرة: وينك انت للحين ما جيت ..يلا .. بيصلون عليه الظهر .

زفر ياسر في حرارة : صارت لي كم شغله .. المهم .. إن شاء الله خمس دقايق و أحرك على المطار .

رد عليه نادر : أوكي .. مع السلامه .


.

.


أغلق ياسر هاتفه ثم وضع رأسه بين يديه و تمتم : لا إله إلا الله .

تركي كان على الكرسي المقابل ، تحدث بهدوء : يلا .. توكل على الله و امشي .

رفع ياسر رأسه و سأله بعينين حزينتين : واش تبيني أقلهم ؟؟ .

هز تركي كتفيه ببساطة: عادي .. تعبانه مره و ما قدرت تجي .

أومأ ياسر برأسه ثم قال و هو ينهض : وانت .. ؟؟ لازم تحضر العزا .

أجابه تركي و هو يلتقط مجموعة أوراق من الطاولة بقربه : أدري ..بس مو فـ أول يوم .

قطب ياسر حاجبيه قائلاً بضيق : تركي .. هذا جدك .

نهض تركي من مكانه و اتجه نحو الباب و هو يقول : ياسر .. الحق الطياره لا يفوتك الإقلاع .

و لم تكد قدامه تطآن الممر حتى تصاعد رنين هاتفه نظر إلى شاشة جهازه فطالعه " رقم غريب ".

تردد للحظة قبل أن يجيب : ألو .

وصل إليه صوت رجل : ألو .. الأستاذ تركي ؟؟ .

أجابه تركي بحذر و هو مستمر في سيره : ايوه .. مين معايا ؟؟ .

.............. : عبّاس رأفت الـ*****.

الاسم ليس غريباً عليه (عبّاس رأفت ؟؟!!! )

كرر تركي الاسم : عبّاس رأفت؟؟!!! ..

أجابه عبّاس بصوته الثقيل: ايوه .. تذكرتني ؟؟ .

قطب تركي حاجبيه محاولاً التذكر ، ثم قال بنبرة شبه واثقة : العميد عبّاس رأفت ؟؟.

هتف عبّاس : ايوه .. أحسن الله عزاك ..و عظم الله أجرك .

قال تركي و هو يتوجه للشرفة المطلة على الحديقة : جزاك الله خير .

قال عبّاس على الفور : ما راح أطّول عليك يا ولدي بس .. أتمنى أشوفك في أقرب فرصة يا تركي .

فتح تركي الباب و هو يسأله : ليش .. في أي موضوع مهم ؟؟.

أجابه عبّاس مطمئنًا: لا أبداً .. بس نفسي أتطمن على ولد أعز أصحابي .

لم ترق نبرة صوته لتركي الذي توقف عن السير و قال : إن شاء الله .

ودّعه عبّاس قائلاً : في حفظ الله .

رد عليه تركي و هو يدلف إلى داخل الشرفة : مع السلامه.

وضع هاتفه داخل جيبه و أخذ يتأمل الحديقة للحظة و هو يتكئ بمرفقيه على السور .. عبّاس رأفت، و عبد الله صلاح الذي قابله عند المقبرة ، هذان الاثنان كانا من أعز أصدقاء والده ، و لكن مضت فترة طويلة على آخر لقاء بينهما 3 سنوات تقريباً ، زفر في حرارة و عاد إلى مكتبه ، ليجد عمر بانتظاره .

و قف فور رؤيته لتركي و قال باحترام : كيف أخباركم يا طويل العمر ؟؟ .

صافحه تركي مجيبًا: نحمد الخالق.

ثم أشار إلى المقعد بيده قائلاً : تفضل حياك .

جلس عمر ، و جلس تركي على المقعد الجلدي خلف المكتب ثم فتح الملف الذي أمامه : اكتملت البيانات ؟؟.

أومأ عمر برأسه و هو يقول : ايوه .. كل اللي طلبته عن أعمال الوالد الله يرحمه .

تصفح تركي الملف قليلًا ثم قال : إلا ما قلتلي يا عمر .. اش صار على طلبية الوالده اللي كلمت عنّها ياسين ، قدر يجيبها ؟؟.

ابتسم عمر و هو يتذكر والدته : إيوه وصلوا .. وكلهم عجبوها وأدّتهم أشغالهم ، معاد وحده تحاول فيني من أمس أخرّجها .. و لسّا أدور لها صرفه .

رفع تركي رأسه وسأله : ليه .. اشفيها ؟؟ .

هز عمر كتفيه : تقول كأنها رجال .. منظرها و هيئتها .. حتى وجهها ، يعني ما ارتاحتلها .

صمت تركي للحظة كأنه يفكر في شيء ما ، ثم قال و هو يغلق الملف : جيبها القصر .. أنا أدور لها شغله عندي .

رفع عمر حاجبيه قائلاً بابتسامة : و الله ؟؟.

نهض تركي من مكانه و نهض عمر و هو يستمع إليه: ايوه .. بس عجّل عليا لأني أبغاها تخلّصلي شغله ضروريه .

ابتسم عمر براحة : تآمر يا طويل العمر .

سار معه تركي إلى الباب الخارجي للدور الأول و بعد أن ودّعه رفع هاتفه المحمول و ضغط على رقم ما ، ثانيه واحدة و قال: ألو .. ياسين .. وقف الطلب .

أغلق الهاتف .. و خرج إلى سيارته .

@@@@@@@@@@@@@@@@

جده


أمام البحر


الفيلا



في نفس اللحظات


تحرك شعرها بنعومة مع نسمات الهواء العليلة ، و تعلق بصرها بالبحر الأزرق و أمواجه المتفرقة التي تبعث هديرًا تردد في أذنيها كأجمل لحن ، أغمضت عينيها و استنشقت الهواء بعمق .. فتحتهما و طالعتها الشمس التي أخذت تتسلل من بين الغيوم .. همست في صوت حالم : غريب جوّك يا جده .. الصيف قرب و السما غيوم .

ثم ابتسمت بمرح قائلةً : صادق اللي قال في جده تمر عليك فصول السنه كلها فـ يوم واحد .

و أردفت ضاحكة : واختباري النهائي يبدأ السبت و ما ذاكرت زي الناس .

نظرت إلى ساعتها و تأففت : من أول ما جيت و أنا قدام هذا الشباك .. اش الطفش هذا ؟؟.

حثت الخطى نحو الباب و منه إلى حجرة والدتها ، دلفت إليها : السلام عليكم .

نظرت إليها ساميه من جانب عينها و هي منشغلة بوضع مساحيق التجميل و هتفت بحنق : اش السلام عليكم حقتكِ هذي .. انتي بنوته .. قولي صباح الخير .. صباح الورد .. صباح النور .

زوت جوري ما بين حاجبيها و قالت : ماما .. إلقاء السلام سنه و رده واجب .

حركت ساميه شفتيها بامتعاض و هتفت : لقطينا بسكاتك و خليني أسوي المكياج .

زفرت جوري في حزن و جلست على إحدى الأرائك ، أخرجت مصحفها الصغير من جيبها و مضت تراجع شيئًا من حفظها ،و عندما انتهت أعادت المصحف إلى الجيب و والدتها مستغرقة في عملها، انتظرتها للحظات أخرى و عندما طفح بها الكيل تململت في مكانها و هي تهتف بضجر : يوووووووووه .. مامااااااااا .. طفشت و الله طفشت ..خلاص أبغى أرجع للقصر .. الله يخليكِ .

التفتت إليها والدتها و صاحت بغضب : مسرع طفشتي .

أغروقت عينا جوري بالدموع و هي تهتف بصوت باكي: اش أسوي .. انتي طول الوقت برا ..و أنا زي الجنيه لوحدي هنا و منتي راضيه تخليني أطلع أنا ما جيت هنا عشان تحبسيني .. طفشااااااااانه .

أخذت تتطلع إلى وجهها في المرآة بتمعن و قالت: أقلك احمدي ربك إني وافقت أجيبك .. بعدين عندي شغل .. ما تفهمين .

ثم رمت الماسكرا الزرقاء و التفتت إليها قائلةً : عندك الحديقه اطلعي تمشي فيها.

نهضت جوري من مكانها و أخذت تشد خصلات شعرها و تصيح:آآآآآآه .. يا ماما .. الحديقه مملللللللللله .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .

أخذت تقفز في مكانها و هي تبكي : حتى جوالي مو معايا و التلفون مقفله عليه ف غرفتك .. ليييييييه .

هبت ساميه من مكانها و صرخت بعصبية : أوووووووووووه ..تراكي زودتيها .. فارقي عن وجهي يلااااا .

انفجرت جوري بالبكاء و ركضت إلى غرفتها .

أما ساميه فقد زفرت في حنق : أعوذ بالله ..طالعه نكديه على أبوها .. خليكِ تنحبسين عشان أشوف كيف تقدرين تكلمين هذاك الزفــــ* .

تصاعد صوت الموسيقى الصاخبة من هاتفها المحمول فركضت إليه بسرعة و هتفت بدلال: ألوووو .. هلا حياتي .. دحين دحين طالعه ، يلا سلااااااام .

حملت حقيبتها و خرجت بعباءتها المزركشة .. و .. بلا حجاب يغطي رأسها .


.


و في الحجرة

ألقت بنفسها على السرير و هي تبكي بقهر : ليييش يا مااامااااا .. ليييييييييش ؟؟.

ضربت بقبضتها على الوسادة في حنق : أنا اش سويتلك تعامليني كذااااا .. تركي أخويااا يعاملني أحسن منك .

شهقت بعنف ثم رفعت رأسها عن الوسادة و قفزت من فوق السرير ركضًا إلى خزانة ملابسها فتحتها و أخذت تفتش بين أغراضها في عصبية مفرطة و هي تبكي إلى أن وجدت دميةً صغيرة لدب أبيض في رقبته شريطةَ حمراء ، تفجرت دموعها أكثر و هي تضم الدب إلى صدرها بشوق وحنين مؤلم ، صاحت بألم : ويـــــــنــك يا أحـــــــمـــد ويــــــــنــك ؟؟؟ محتاجه أشوفك .. محتاجه أكـــــــــــــلـــــــــــمـك .

جثت على ركبتيها في انهيار و هي تهتف بحرقة : يــا ربي .. يا ربي ساعدني .. يا ربي حققلي أملي يا رب .. يا رب فـ الشي اللي يرضيك يا رب .

و أطرقت برأسها لتترك دموعها تنساب في انكسار جريح .

@@@@@@@@@@@@@@@@

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية رواية بعثرت أرواح عاشقة للكاتبة إكراموا Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 31 March 30, 2015 05:47 PM
رواية وش فادني صبري ومقطان الحنين اللي سرق عطري سنين للكاتبة أنا روح حال Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 64 March 20, 2015 04:05 PM
ملخص رواية سلالم النهار -رواية للكاتبة فوزية شويس السالم Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 May 8, 2014 10:41 AM
تعرفي علي مراحل نمو الجنين في الثلاث شهور الاولى Yaqot امومة و طفولة 0 April 19, 2014 03:32 PM


الساعة الآن 05:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر