فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم April 17, 2015, 03:35 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر

# بــــــــــــــعــــد عـــــــــــــامــــيـــن #




.




الرياض


فيلا مزنه


00 : 9 صباحًا




في ذلك القبو الضيق ، حيث الإضاءة الضعيفة و الجو الخانق ، كانت مستلقية بلا حراك على ذلك السرير الرث في ركن المكان ، الشحوب يكتسح وجهها و ندب بشعة قد حُفرت على أنحاء متفرقة جسدها ، حركت عينيها بصعوبة فيما حولها و أنفاسها تضيق .. القد طال بها المكث هنا !! ، ستموت كمدًا و ألمًا .. جو خانق كئيب و المناظر ذاتها في كل لحظة .. و قرح الفراش التي بدأت تنهش جسدها بشراسة ، انتفض قلبها حينما وقع بصرها على ذلك المصحف الأخضر الموضوع على الرف القريب ، لقد أحضره لها خالها البارحة ، فتحت شفتيها و هي تتطلع إليه .. و حديث خالها يتردد في عقلها .. اشتدت أعصابها و هي تحاول أن تهتف بأي شيء علها توقظ تلك التي تجلس في الجهة المقابلة للقبو .. ، احتقن وجهها و هي تعتصر قواها من أجل أن تصدر صوتًا بسيطًا : آ .. آه .. آآه . آه .

انهارت قواها و أنفاسها تتلاحق ، تدفقت دموعها و كمية من اللعاب تسيل من طرفي شفتيها و هي تحرك بصرها للخادمة و تحاول عبثًا أن تلفت انتباهها ، فّتح الباب في هذه اللحظة لتدلف الخادمة الأخرى .. اتسعت عينا تلك المستلقية كأنها تناديها .. تأففت الخادمة و هي تضرب النائمة على كتفها و تصيح بلغتها ، انتفضت النائمة و هي تفتح عينيها الحمراوين بذعر ، صرخت عليها رفيقتها بعدة كلمات سريعة مما أثار حنق تلك التي نهضت من مكانها و هي ترتب الغطاء على رأسها ، أخذت الأخرى أطباق الطعام التي لم يمس منها إلى القليل و خرجت من المكان ، اقتربت الغاضبة منها بعد أن ارتدت القفازات الواقية ، أمسكت بقطعة من المنديل و مسحت اللعاب المنساب على وجهها بعنف و هي تتلفظ بكلمات عديدة ، تجمعت الدموع في عيني تلك و الأخرى ترفع عنها اللحاف المتسخ .. حاولت أن تشير بعينيها إلى المصحف .. تريده .. تريده .. تريد أن تقرأ منه شيئًا .. تريد أن تتطلع إلى آياته على الأقل .. قلبتها الخادمه بعنف على جانبها الأيمن ثم غادرت المكان و خطواتها تضرب الأرض بعصبية .. تفجرت الدموع من عينيها أكثر ووجها يُحتقن و هي تحاول أن تناديها .. بلا جدوى ..!!


.



.



.



تطلع إلى شقيقته المريضة .. لا زالت نائمة على سريرها .. عام و نصف و هي طريحة الفراش .. أصيبت بجلطة في الدماغ بعد فترة بسيطة من حادثة مضاوي فأردتها كالميتة ، زفر في ألم و هو يهز رأسه في أسى .. كانت برفقته .. تلك الفتاة .. ابنة شقيقته .. كانت برفقة ابنه الذي فقد .. أوجعت الدموع عينيه و هو ينهض واقفًا لينفض ذكرى يكرهها .

سار في طريقه للخارج بصمت ، رغم كل شيء .. لم يتوقف عن زيارتها .. إنه قلبه الذي لم يتمكن رغم محاولاته أن يجعله كالجليد !! .. قلبه الذي ذاق ما ذاق من الويلات ، خرج إلى الحديقة ، وهو يمسك بهاتفه المحمول ليجد رسالة من أبو نواف ، زفر بضيق و سار نحو السيارة التي يقف السائق إلى جوارها ، قال له بهدوء : الساعه 5 العصر إن شاء الله بمشي المطار .

أومأ السائق برأسه في احترام و هو يفتح له باب السيارة ، جلس على المقعد فأغلق السائق الباب ثم استقل مقعده ، مال أبو فيصل ببصره إلى المرآة العلوية و السيارة تتحرك .. و كأن العمر قد تقدم به 10 سنوات كاملة .. في غضون عامين فقط !! ، زفر و هو يلتفت إلى النافذة على يمينه .. ليلة البارحة كانت توافق يوم وفاة الوليد !! .. مر على وفاته الآن ست سنوات .. و إلى الآن .. لم يواجه إخوته بما عرف عن تلك المؤامرة التي نفذوها مع والده .. لقد مــــات في داخله شيء ما بعد حادثة تركي .. مـــــات جزء مما كان يكنه لذلك الذي رباه .. خنق أحرفه في صدره .. و ألجم شفتيه عن البت في القصة مجددًا !! .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جده


إحدى المدارس الثانوية


في نفس اللحظات



ابتسمت لرنين الجرس الذي أعلن نهاية الحصة ، أمسكت الكتاب بيديها و هتفت و هي تغمز بعينها : و الباقي واجب عليكم يا حلوات .

سرت همهمة اعتراض بين الطالبات و إحداهن تصيح : أبله رهــــــــــــــف !!! .. عندنا اختبار كيميا بكره .

جمعت رهف حاجياتها القليلة معقبة : معليييش .. تنازلت عن واجبات كثيره عشان امتحانكم .. و ما بيتعبكم هذا الواجب البسيط .

ظهر الإحباط على وجوههن و سارت هي نحو الباب ، و قبل أن تخرج التفتت إليهن هاتفة : كفارة المجلس .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .

و ودعتهم بابتسامة عذبة ، أُغلق الباب خلفها فتنفست الصعداء ، أغمضت عينيها و هدوء المكان يريح أعصابها المنفعلة لذلك الأمر ، امتطت السلالم إلى الدور الثاني حيث حجرة المعلمات و هي تغرق في التفكير، توقفت أمام الباب و زفرت ما اعتمر في نفسها ثم اغتصبت ابتسامة عذبة و هي تدلف إلى الداخل : السلام عليكم .

كان عدد المعلمات قليلاً فأغلبهن منشغلات بحصصهن ، ردت عليها الموجودات السلام ، سارت إلى مكتبها و لم تكد تجلس على الكرسي إلا و هتفت لها إحداهن : رهف .. جوالك من أول يرن .

رفعت حاجبيها في دهشة قائلةً : الظاهر نسيت أحطه ع الصامت !! .

أخرجته من حقيبتها فوجدت 9 مكالمات لم يرد عليها و رسالة واحدة ، خفق قلبها بشدة و اسم المتصل يظهر على شاشتها ~ أبو سامر ~ ، أسرعت تفتح الرسالة ..


------------ من أبو سامر ----------------

رهف !! .. تأخرتي في الرد .. الرجال يستنى ، اليوم لازم أردله خبر ، أنتظر اتصالك

---------------------------------------------------------------------


تجمدت أطرافها و ارتجف قلبها لوقع الكلمات ، ارتعشت شفتاها الحمراوان و فيض الدموع يوشك أن ينساب من مقلتيها ، نهضت واقفة و سارت بهدوء إلى الخارج و هي تقبض على هاتفها ، انفردت بنفسها و حدقاتها معلقتان بالشاشة على اسمه و ما بين أضلعها ينتفض رهبةً ، ابتلعت ريقها و اصبعها يضغط على زر الاتصال بصاحب الرسالة ، و خفقاتها تتردد في أذنيها كالطبول ، قالت فور أن سمعت صوته : إيوه مازن .. أنـ .. أنا مــوافــقــة .. إيوه .. مـ ..

اعتصرت ترددها في داخلها و أردفت : إيوه .. متأكده .. أوكي .. مع السلامه .

و أنهت المكالمة على الفور و دموعها تتناثر على وجنتيها لفيض المشاعر الذي يجتاحها !!.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


الشركة


مكتب أبو ياسر


30 : 10 صباحًا


رفع أبو نواف حاجبيه بعصبية و هو يهتف : و ياسر بعد ؟؟!.

هز أبو ياسر كتفيه و هو يوقع على مجموعة من الأوراق : ايه .

لوح أبو نواف بيده في عصبية هاتفًا : ما يسير هالكلام يا أبو ياسر ، المؤتمر باكر و ما بقى إلا فيصل و نادر !!!!!!!!!.

رفع أبو ياسر بصره بشبح ابتسامة قائلاً : و نواف !! .

رفع أبو نواف حاجبيه للحظة ثم ما لبث أن تنهد و هو يلقي بجسده على الأريكة مغممًا بحنق : غربل الله إبليسهم .. يعني ما زانتلهم السفره إلا فـ هالوقت بالذات ؟؟!!.

جمع أبو ياسر الأوراق المتناثرة و قال و هو يضعها في ملف أصفر اللون : خلهم يا أبو نواف ، ما قصروا فـ الشهور اللي فاتت و من حقهم يرتاحون شوي .

لم يرق الحديث لأبو نواف الذي مط شفتيه و هو يشيح بوجهه إلى جانب الحجرة ، زوى ما بين حاجبيه لمنظر تلك الصورة المعلقة على حائط الحجرة ، هتف بلا تفكير و هو يشير بإصبعه إليها : أبو ياسر ؟؟!! .. متى علقت هالصوره ؟؟!.

رفع أبو ياسر بصره إلى حيث يشير شقيقه ، زوى ما بين حاجبيه هو الآخر .. لم يلحظها سابقًا .. أجابه بهدوء : البارحه شفت نواف يغير الصور القديمه فـ مكتب أبو فيصل .. تلاقيه غيرها هنا بعد .

استكان أبو نواف في مقعده و هو يحدق في الصورة القديمة .. صورته برفقة والده و أشقائه الثلاثة ، تنهد في حرارة شوقًا إلى ذلك الماضي .. و كأنما ثارت في عقله و أبو ياسر ذات الذكرى



■ ■ ■ ■



1424 هـ


في حجرة المكتب الكئيبة التي اشتعلت جدرانها بشرارات الغضب المنبعثة من بين عيني والدهما و هو يرص على كلماته بحنق دفين : وربي ما بغفر له كسر كلمتي و زواجه من بنت الـ###### ، لا .. و فرحان بولده و جايبه عشان يأكدلي إنه حط كلامي تحت رجله الملــــــــــــــــــــــــــــعو* .

وانتفض جسده حنقًا و هو يدور ليواجه النافذة التي تطل على الشارع من مسافة بعيدة : واحد حقير ملعو* تمشي فـ عروقه دم الـ ######### ســــــــــعــــــــــــــــــــود !!!!!!!!!!!!!!! .

و أردف بعصبية أشد ارتجف لها قلبيهما : لااااااا .. وجــاي يعتذر و ينزل دموعـــــــــــه بعد مــــــــــــــا فـــــــــــــات الــــــــــــــــــــفـــــــــــــــــوت!!!!.

و التفت إليهما مجددًا و هو يتطلّع إليهما بنيران الغضب : تسمعون اللي أقلكم عليه و تفهمونه زين و إياني و إياكم توصل كلمه لخالد .

أومأ الأخوان برأسيهما و والدهما يستطرد بكلمات ملتهبة : وربي لخليه يندم ع اللي سواه ، بذوقه الويل اللي داســــــــــــــــــنـــي بـــــــــــــرجــلــه و غــيـــر اســمـــي و مــــــحــــــــــاه ، أبيه يرجع منتف مثل ما كان بدون لا حول و لا قوة و يعرف من هو مـــــــــتــعب بن علـــي اللي رمــــــــــــى اســــــــــــمـــه ورا ظــهـره و كــمــــل حـــيـــاتـــه بــــــــــــدون اعــــــــتــبـار للي سواه.


■ ■ ■ ■


نهض أبو نواف من مكانه و المرارة تكتسح قلبه ، غمم بخفوت : بالإذن يا أبو ياسر .

خرج من الحجرة و وجه الآخر يشحب ندمــــــــــــــــــًا لتلك الذكرى الأليمة .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض


فيلا أبو ياسر


في نفس اللحظات



في حجرة الجلوس حيث النافذة المفتوحة و نسمات الهواء العليلة تملأ الأركان ، أخذت تحرك الفرشاة بسرعة على قماش اللوحة العريض و الانفعال بادٍ على محياها تراجعت إلى الخلف خطوة و جالت بعينيها في النتيجة النهائية ، أطرقت برأسها لحامل الألوان و قلبت الفرشاة على سطحه قليلاً ثم رفعت بصرها مجددًا و أخذت تنثر الألوان بعشوائية على محيط اللوحة ، توقفت بعد ثوانٍ ، و وضعت الحامل على الطاولة المخصصة .. عقدت يديها أمام صدرها و هي تدقق النظر في عملها .. تسلل دفق من الهواء البارد فحرك خصلات شعرها القصير .. ظهر الرضا على وجهها و هي تزفر هامسة : الحمد لله .. كذا تمام !! .

مدت يدها لترفع إعلان تلك المسابقة التي أصبحت إحدى المشاركات فيها ، توهج الأمل في عينيها .. قد يعيد إليها النجاح شيئًا من السعادة !! .

ألقت الورقة جانبًا و هي ترفع بصرها إلى ذلك الصندوق المهمل فوق الخزانة منذ عامين !! .. تنفست الصعداء و تحركت لتجلس خلف مكتبها ، أمسكت بدفتر مذكراتها ، أخذت تقلب في صفحاته .. لقد مضى على طـــلاقــهــا ستة أشهر !! .. زفرت بحرارة .. لن تنسى نظرات والدها المصدومة بالخبر .. و لن تنسى بكاء والدتها لما حصل !! .. و رغم الوجع الذي نزف لها قلبها من أجلهم .. فقد ارتـــاحـــت أخيرًا !!.. عندما أصبحت حرة دون خوف من المستقبل برفقته .. لقد أحبها !! .. و لم يدخر جهدًا ليجعلها تتناسى الماضي و تبدأ معه حياة جديدة سعيدة .. لكنها لم تتقبل .. و من أجل ذلك الحب طلبت منه الطلاق .. بأن يتركها تعيش حياتها مع شخص آخر لا يعلم بما حصل لها .. لا تشعر برفقته أنها عالّة و أنه المتفضل .. لا تعاني برفقته من تلك الكوابيس المفزعة التي توقظها من نومها باكية كل ليلة .. تتمنى شعورًا بالأمان لم تجده برفقته .. لقد عارضها مرارًا و بكل الغضب المعتمر في نفسه .. حاول أن يثنيها .. و لكنها أصرت على قرارها .. و استجاب أخيرًا .. ترقرقت الدموع في عينيها الكحيلتين .. كم عانى برفقتها و لم تشأ أن تجعله يعاني أكثر !! .. ليرتاح من حمل همها الذي أثقل كاهله منذ أن ارتبط بها و لم يذق من السعادة شيئًا .. ، التفتت إلى هاتفها المحمول الذي أضاء لقدوم رسالة جديدة .. فتحتها على الفور و هي تداعب شلالات شعرها القصير ، لاح على شفتيها شبح ابتسامة .. إنها عبير!! .. تلك التي كانت تشعر بها .. هي وحدها من وقفت إلى جانبها وواستها بعد انفجار ياسر .. لقد كان أكثر من آلمه الطلاق .. و لا زال .. تشعر بالوجع في عينيه في كل مرة تراه !! .. ، حركت أصابعها بسرعة على المفاتيح لترد عليها .. متقدم جديد و تطلبها أن توافق !! .. ابتسمت و هي تغمض عينيها و تسترخي في مقعدها .. كلا .. لا زال الوقت باكرًا .. لن تفكر في هذا الأمر الآن .. لتسمح لروحها بأن تستكين على وسادة مخملية .. تأخذ راحة طويلة بعد ذلك العناء المرير .. و عندما تشعر أن الوقت مناسب .. قد .. تفكر !! .


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

و بــــعـــــدهـــا بــــأشــــهــر .. !!


.





جده


القصر


مجلس الرجال


00 : 9 مساءً



ضحك أبو فيصل و هو يضم البراء إلى صدره : فديت شيخ آل ***** كلهم .

ابتسم ياسر الجالس على الأريكة المقابلة و قال مداعبًا : لا يكبر راسك يا برّو انت و لمار .. بدر بيآخذ الصداره في غضون شهرين من الآن .

رفع أحمد حاجبيه و هو يجلس إلى جواره : خليه يجي أول و بعدين نشــوف !! .

ثم عاد يتطلع إلى أبو فيصل المنشغل بمحادثة البراء : أبو فيصل !! فيه ناس مكبرين راسهم علينا و يقولون الاهتمام كله من نصيب بدر !!.

ابتسم أبو فيصل و هو يرفع بصره إليهما .. لا شك في أن ابن ياسر سيحتل مكانة خاصة في قلبه .. و لكنه قال بوقار : كلهم عينين فـ راس .

حرك أحمد حاجبيه قاصدًا إغاظة ياسر : لقط لقط .

ابتسم ياسر قائلاً : أذكرك يا أبو حميد ... أذكرك .

كان عزام يتابع الحوار بابتسامة صامتة ، .. كان من الممكن أن يكون أبًا الآن !! .. و لكن زواجه انتهى بما لم يتوقعه .. كان واثقًا من النجاح .. فقد أحب تلك الفتاة .. و مالذي يمنعه من الزواج الآن سوى ذكراها !! .. و لكن من أجلها .. و لفيض دموعها الذي يعذبه تركها حرة !! .. قد تجد السعادة برفقة آخر .. انقبض قلبه لتلك الفكرة .. يشتاق إليها حقًا و من الصعب أن يتخيلها مع رجل غيره !! .

: شــــــــــــــــوفوا الـــــــــــــــقــمــاري جــوا يــســلـمـون !!! .

التفت الجميع إلى مصدر الصوت و إذا بتركي يدلف إلى المكان و هو يحمل تلك الطفلة الجميلة بفستانها الوردي و شعرها الأسود المزين بمشبك وردي أنيق ، فتح أبو فيصل ذراعيه مرحبًا : يا هـــــلا .. يــا هلا بالقماري يا هـــلا .

تلقفها من بين ذراعي تركي ليطبع قبلة على رأسها و هو يهتف بمرح : فديت القماري أنا .. فديــــــــــــتهم !!!.

ضحكت الطفلة ببراءة فاتسعت ابتسامة أبو فيصل و هو يقرص وجنتها : هذي بتآخذ حقها و حق الــــجـــوري !! .

أشار ياسر إليها وهو يلتفت إلى أحمد : عفوًا .. شيل قشك ، حنا ما نستقبل البنات فـ ساحة النزال !! .

رمقه أحمد بنظرة جانبيه و هم بالرد لولا أن سبقه عزام : كثّر منها يا محامي البنات !! .

أشار ياسر إلى نفسه قائلاً : مو لأني محاميهم و أخاف عليهم و على مشاعرهم ما أبي أدخّلهم فـ معركة مع بدر .. بتنكسر قلوبهم للهزيمه !! .

ضربه عزام على كتفه مداعبًا وتركي يخاطب عمه : الظاهر بنفتح حضانه قريب و انتا مديرها يا أبو فيصل .

ضحك أبو فيصل و أحمد يقول و هو يتطلع إلى عيني تركي بنظرة ذات معنى : بعد ما نشوف عيالك و عيال ياسر وعزام إن شاء الله .

رسم تركي على شفتيه ابتسامة هادئة و لم يعلق على عبارة أحمد بل اكتفى بالنظر إلى البراء الذي نهض لصب القهوة .. كم كــبـر!! .. أصبح في عينيه رجلاً رغم أنه لم يزل فـي السادسة من عمره فحسب !!

خفق قلبه لذلك الأمر ، و البراء يمد بالفنجان لأبو فيصل : تفضل عمي قهوتك .

أخذ أبو فيصل الفنجان هاتفًا : تسلم تسلم يالشيخ .

صاحت الطفلة و هي تحاول التملص من أبو فيصل و تمد يديها إلى البراء : بــــلّووووووووو .

احمر وجهها و البراء يبتسم بسعادة و هو يضع - الدلة – جانبًا و يمد يديه إليها : تعالي يا لولوووو .

هتف أبو فيصل ضاحكًا و هو يعطيها للبراء : نـــــــــسيت إنك قريـــنها الأزلي .

حملها البراء و هو يضحك فابتسم أحمد و هو يلتفت إلى تركي : الظاهر في حجز مبكر لبنتي !!.

بادله تركي الابتسامة و القلق يشتعل بين جنباته ، هتف عزام بعد أن شرب من قهوته : إلا يا عمي ما قصيت علينا المطاقه فـ توقيع العقد مع شركة *************.

ضحك أبو فيصل بخفه و هو يهز رأسه : الدنيا عجايب يا ولدي !! .



.



.



.





و في جهةٍ أخرى


تعالى صوت الضحكات ، و جوري تمسح دموع الضحك من طرف عينها و تهتف بصوتها المبحوح : الله يآخذ ابليسك يا سويّر !! .

هتفت ساره بانفعال : يعني أكذب عليها ؟؟!!!!!!!!.

وضعت تساهير يدها على بطنها المنبعج و هي تهتف من وسط ضحكها : لااا .. بس مو تكلمينها بهذا الأسلوب !! .

هزت مرام الجالسة إلى جوار ساره رأسها و هي تقول : قلنا بتتزوج و تعقل !!!.

رمقتها ساره بنظرة ساخرة و هي تهتف : خلينا العقل لك و لزوجك اللووووووووووح !!.

شهقت مرام و هي تشير إلى نفسها هاتفة : أنا زوجي لوح ؟؟!!.

لوحت ساره بيدها هاتفة : شفته ذاك اليوم عند الباب و أنا داخله و

عقدت حاجبيها حتى أوشكا على الاقتران و قالت تنشد تقليد صوت عمّار : حياك الله يا أستاذ ماجد .

انفجرتا بالضحك و مرام تضربها على ظهرها معترضة : زوجي ما يكشر وجهه كذا .. على الأقل رزه مو هبيله يضحك على ظله !!!!!.

انفجرت ساره بالضحك هذه المرة و هي تصفق بيديها هاتفةً: حلووووووه .. تناسب ماجد الصراحه .. ذكريني أقله هذا التشبيه .

رفعت جوري حاجبيها في دهشة ضاحكة و تساهير ترمي ساره بعلبة المنديل : خلاااااااااص ..، يكفي غيبه و أكل فـ اللحوم الله يآخذ شياطينكم .

تلقت ساره علبة المنديل و هي تضحك : بطلع ولدك من كرشك اليوم !!! .


.



.



.



الحديقة


30 : 10 مساءًا



ابتسم ياسر و هو يمسك بعكازيه ويتطلع إلى الحديقة : كلامك صح .. أفضل نتعشى هنا .. الجو حلو .

أشار إليه تركي بيده قائلاً : اش رايك نتمشى شويه .

لوح ياسر بأحد العكازين و هو يهتف مرحبًا : يلا .



.



.



■ ■ ■ ■


1427 هـ


في حجرة الألعاب التي أعدها من أجله ، تطلع إليه و هو يرتدي بيجامته الصفراء ، منشغل بين أكوام الدمى و الألعاب ، ابتسم و هو يتقدم منه ، رفع البراء رأسه إليه و هتف في سعادة و هو يرفع إحدى الدمى : دودووو . ضحك تركي و هو يجلس أمامه هاتفًا : قووووول تركيييي .

تطلع إليه البراء وهو يهتف: تتيييييييي .

هز تركي رأسه نفيًا و هو يحرك شفتيه ببطء : تـ ـركـ ـي .

رفع البراء لعبته و هتف صائحًا : تيتيييييييي .

ابتسم تركي و هو يدنو منه هاتفًا : قوووول تو .

هتف البراء و هو يدنو منه مقلدًا : تووووووو .

أومأ تركي برأسه و أردف ببطء : ركـ ي.

كرر البراء خلفه بابتسامته البريئة: لـِ كي .

ارتسمت على شفتي تركي ابتسامه ضاحكة و هو يهتف : تركييييييييي .

ضحك البراء و هو يلوح بلعبته : تلكيييييييييييييييي .

حمله تركي هاتفًا بسعادة : شطــوووووور يا برّو .

ترددت صحيات البراء الضاحكة في المكان و هو يهتف: تلكيييييييييييي !!!.


■ ■ ■ ■



ابتسم في حنين إلى الماضي اللطيف ثم زفر و هو يغمم : ياسر .. شفت البراء ؟؟؟.

أومأ ياسر برأسه و هو يلتفت إليه : ولد زميلك .. ايه .

مد تركي بصره لنهاية الطريق و غمم بلا مقدمات: زميلي هذا يسير أخو تساهير .

صعق ياسر و صاح في حدة : و اشــــــلون ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

زفر تركي في حرارة ثم توقف عن المسير و تطلع إلى عيني ياسر مغممًا : اللي سمعته .. هذا .. ولد عادل اللي حكيتك عنه من فتره و

صمت للحظة تحت نظرات ياسر المشدودة ثم أردف : حبيت أبلغك بعد ما يكبر البراء شويه .

تحدث ياسر بحذر و هو يقبض على عكازيه بتوتر : و اش القصه بالضبط ؟؟ .

عقد تركي يديه أمام صدره قائلاً : اسمعها مني .. لأنك انتا اللي بتوصلها لتساهير .


.




.





00 : 11 مساءًا

ابتسم و هو يجلس إلى جوار عمه الذي يمسك بعدد من أوراق العمل التي أوصلها أحد موظفيه : الواحد يسافر يبي يرتاح من جو العمل و هو يطاردني ؟؟!!!! .

مد له عزام بالقلم و هو يقول : كلها تواقيع يالغالي .

تأفف أبو فيصل و هو يبدأ عمله .. و عزام يرقبه في صمت ، و بعد دقيقه رمقه عمه بنظرة جانبيه .. تطلع عزام إليه في تساؤل باسم : سم !! .

عاد عمه إلى الورق وهو يسأله بهدوء : منت ناوي تتزوج ؟؟!.

انقبض قلبه و هو يتراجع في جلسته و يتنحنح : هاه .. لا مو الحين .

التزم أبو فيصل الصمت .. عجز عن الإصلاح بينه و بين عروب .. رغم جهله للسبب الأساسي .. إلا أنه لم يشأ أن يتدخل أكثر و الرفض واضح من كليهما .. كان جل ما يخشاه أن تكون حادثة فارس يوم عزاء والده هي السبب .. فحلفهما بالله .. و لكنهما صارحاه بالنفي ، تألم الجميع لهذا الطلاق .. و لكن ما باليد حيلة و الأمر متعلق بالقلوب !! ، غمم بقوله : دور على البيت الصالح و أنا عمك .. العمر يمشي و ما ينتظر أحد .. تزوج و جيب الولد اللي يشيلك لا كبرت و انهد حيلك .

لم ينبس عزام ببنت شفه و الارتباك بادٍ عليه .. كان قد فقد الأمل بإتمام الزواج بعد خوفه من انتقال المرض !! عاش أسوء أيام عمره و هو يترقب النتيجة .. إلى أن من الله عليه بالخبر المطمئن ، زفر و هو يتذكر حديث ياسر في ذات الموضوع .. ثم غمم : إن شاء الله يا عمي .



.




.




.




في نفس اللحظات


انشغلت جوري و ساره بالحديث فيما التفتت مرام إلى تساهير التي تجلس إلى جوارها و سألتها هامسة : و كيف عمتك الآن ؟؟.

هزت تساهير كتفيها قائلة بخفوت : الحمد لله ، أحسن بكثير من أول .. ما أدري .. أحس معاملتها تغيرت شويه بعد حملي .

ابتسمت مرام قائلة : إلا قولي عرفت قيمتك و معدنك الأصيل .

مطت تساهير شفتيها مغممة : المهم إني تعلمت فن التطنيش ، كنت تعبانه أول و أنا أدقق على كل حرف و كلمه تقولها .. لكن دحين سرت أمشّي الأمور عادي .. و ما أفكر أحرق دمي لأي موقف .

ربتت مرام على كفها مشجعةً : إن شاء الله بعد ما يجي بدّوري و تقومين بالسلامه تسير معاملتها أحلى و أحلى .

زفرت تساهير و هي تغمم : الله يعين .. و الله إني شايل هم المشاكل بعد ولادتي ، انتي عارفه إنه ولد ولدها و أكيد بتكون متعلقه فيه أكثر من أحفادها الباقين .

هزت مرام رأسها نفيًا : لا أؤمن بهذه المقوله، أحس بنات البنت أقرب للأم .. مو خاشين فـ حلقها أربعه و عشرين ساعه ؟؟!!.

ضحكت تساهير بخفة و هي تعقب عليها : ليه ما سمعتي - ما أعز من الولد إلا ولد الولد - ؟؟!!.

أومأت مرام برأسها و هي تمد لها بقطعة من الشوكولا : إلا سمعت .. بس برضه .. ليا قناعاتي .

أخذت تساهير الحلوى و هي تقول : عارفه اش الخبر اللي وصلني اليوم ؟؟ .

رفعت مرام حاجبيها بفضول و هي تجيبها : لا .. خير ؟؟!.

تنهدت تساهير قائلةً : لقيوا زوج أمي ميت فـ شقتنا القديمه .. قتل نفسه بجرعه زايده .

زوت مرام ما بين حاجبيها متمتمة : يا ربي لا تبلانا !!

أومأت تساهير موافقة و هي ترفع هاتفها الذي يرن : يسّور .

هتفت مرام و هي تنهض من مكانها : اشتاق للحبايب .

ابتسمت لها تساهير و هي تراها تبتعد و همست لزوجها : ألو .


.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية رواية بعثرت أرواح عاشقة للكاتبة إكراموا Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 31 March 30, 2015 05:47 PM
رواية وش فادني صبري ومقطان الحنين اللي سرق عطري سنين للكاتبة أنا روح حال Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 64 March 20, 2015 04:05 PM
ملخص رواية سلالم النهار -رواية للكاتبة فوزية شويس السالم Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 May 8, 2014 10:41 AM
تعرفي علي مراحل نمو الجنين في الثلاث شهور الاولى Yaqot امومة و طفولة 0 April 19, 2014 03:32 PM


الساعة الآن 04:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر