فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم April 17, 2015, 02:15 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر


بسم الله الرحمن الرحيم.

الفصل الــــــــــثانـــــــي

~~~~~~~~~


~ آهاتٌ موجوعة ~


**********************

و لَرُبَ نَازِلَةٍ يَضِيقُ بِها الفَتى ذَرعًا و عِنَدَ اللهِ مِنها المَخْرَجُ


*************************



الرياض

شركة تجارية ضخمة

الدور الثالث

50: 5عصراً



~ شاب في الثامنة و العشرين من عمره ~

: ايه .. ايه فهمت .. يوصــ .. يوصل إن شاء الله .. مع السلامه ..

أغلق جهازه و التفت إلى الرجل الذي يقف خلفه مؤكدًا : فادي مثل ما بلغتك المستندات كلها

توصلها ليد نواف .. الحين ينتظرك أسفل ..

أومأ فادي برأسه في صمت و استدار متجهاً إلى المصعد و لم تمر دقيقه حتى هتف : ....... أووووبس ..

تراجع للخلف بسرعة و هو ينظر للجسد الذي اصطدم به , نحيل , متوسط الطول ذو وجه طويل و عينان واسعتان و أنف مدبب , قال معتذرا بلهجته السورية : سوري استاز فارس ..

تحدث إليه فارس على عجل سائلاً : وين عزام ؟؟ ..

التفت فادي إلى الوراء ثم قال : من لحزات كان هون ,أكيد بتلائيه في المكتب ..

تحرك فارس بسرعة باتجاه مكتب عزام , لم يطرق الباب بل فتحه في توتر ..

التفت عزام إلى الباب هاتفًا في دهشة : فارس!!! ..

أغلق فارس الباب خلفه و ألقى بجسده على أول مقعد صادفه و هو يقول : مصيبه ..

قطب عزام حاجبيه قائلاً بتوجس : خير .. !! ..

هتف فارس بغضب : جدي قوم الدنيا و الظاهر انها ما راح تقعد ..

تنهد عزام و هو ينهض من خلف مكتبه قائلاً : تركي السبب صح .. ؟؟ ..

قال فارس بحنق وهو يتابعه بنظره : هو في غيره المشاكل كلها تجي من تحت راسه , و حضرته و لا عليه ..

جلس عزام في هدوء على المقعد المقابل و هو يقول : جدي قدّم الاجتماع لباكر و إن شاء الله بنحل كل الإشكالات ..

ضرب فارس على فخذه وهو يقول بغضب : أنا بس اللي مجنني موقف جدي , واش قصده بالضبط ؟؟

ليه يبيه يتزوج ؟؟؟ ..

ابتسم عزام قائلا : انت احسبها يالذكي , لو تم زواجه من عروب راح يقر عندنا بالرياض , يعني لجل يربطه ..

رد فارس بغيض: واش هالتخلف ؟؟ ..

نظر إليه عزام معاتباً : فارس ..

استطرد فارس في عصبية : يعني يبيه يتزوج لجل يضمن وجوده , غباء هو ولا..

قاطعه عزام باستنكار حازم : فارس , عيب عليك , ذا جدك , ولعلمك جدي حاط عنده كم مبلغ لتركي و ما راح يآخذهم إلا اذا تزوج ..

قال فارس بسخرية : اللي يقول تركي محتاج , و بعدين موب تركي اللي تعقله حرمه ..

ضحك عزام في خفة فالتفت إليه فارس في غضب هاتفًا : ايه انت اضحك , منت شايف جدي رافض أي مشروع حتى يتم زواج "متيريك" ..

سأله عزام : ليش حارق رزك !! يا رجال راتبك ويجيك لحدك كل شهر واش تبي أكثر؟؟ ..

رفع فارس صوته هاتفًا : أبي أبدأ في مشروعيييييييييييي ..

نهض عزام و قال في سخريه : أقول , غني يا ليييل ما اطولك ..

صاح فارس بحنق : واش قصدك ..؟؟ ..

هز عزام كتفيه قائلا بهدوء وهو يعود لخلف مكتبه : قصدي واضح , جدي ما يبى يبدأ في أي مشروع جديد إلا اذا ضمن رجعة تركي ..

تساءل فارس ومشاعر الغيض تتملكه أكثر فأكثر : ليه هو ملاك وحنّا شياطين , مو كلنا لنا خبرات و مؤهلات .

ابتسم عزام وقال وهو يلتقط بعض الأوراق من سطح المكتب : ايه كلنا , بس مو مثل تركي , هذا الفطنه تجري ف دمه مثل ما يقول جدي ..

كتم فارس غيظه و أشاح ببصره للجهة الأخرى متأوها بقهر , نظر إليه عزام قائلا بلهجة المتفهم قبل أن يعود لعمله : فارس , هونها وتهون ..

اتسعت عينا فارس فجأة و التفت إلى عزام في حده هاتفا : عزاام!! ..

انشغل عزام بترتيب بعض الأوراق مغمغما : همم ؟؟ ..

تساءل فارس في حذر وهو يتأمله بتمعن : طيب , لو , لو تركي فسخ الخطوبة ؟؟؟.. ..

رفع عزام بصره إليه بحدة , صمت لحظة و كأنه يرتب أفكاره ثم قال : و الله , أنا ما أستبعد هالشي أبد ..

هتف فارس في دهشة : يعني حتى انت ملاحظ انه مو معطي الموضوع أهميه ؟؟

هز عزام رأسه موافقًا : و فيه غيرنا كثير , زد على ذا ان عمي مشاري هو اللي فرض عروب على تركي , يعني مو تركي اللي اختارها ..

تمتم فارس : ايه , بس .. بس عمي مشاري ما بيسكت ..

همّ عزام بالحديث و لكن رنين هاتفه المحمول استوقفه فنظر إلى شاشة جهازه و ابتسم ابتسامة واسعة وهو يرد بصوت ممطوط : ألوووووووووو ..

.............. : السلااااااام عليكم ..

جلس عزام على مقعده قائلا بصوت مرح وابتسامة ترحيب ترتسم على محياه : و عليكم السلام و رحمة الله , هلاااااااااااا والله ..

نظر إليه فارس في فضول و عزام يتابع بسخرية : خييييييييييير , أكيد وراك شي ..

وصله صراخ المتحدث هاتفا : و الترااااااب في وجهك يالمعفن ..

ضحك عزام في مرح قائلا وهو ينظر لفارس : من أولها تراااب , الله يستر من تاليها ..

هز فارس رأسه في ضجر و قال بلهجة شبه واثقة : مروان ..

قهقه عزام موافقةً لحديثه فنهض فارس تاركا له المكتب عالما أن النقاش قد وصل لنهايته ..

تعالى صوت مروان مقاطعا قهقهته : أنا مو قايلك تعال المباراه أمس؟؟ .. هاه ؟؟ ..

مسح عزام على رأسه قائلا باعتذار : إلا و الله يا نيمو قلتلي , بس ضغط العمل نساني ..

هتف مروان : يعلك تنسى اسمك يالدب ..

رفع عزام حاجبيه رادا بسخرية : الله أعلم من الدب ..

: أقووووووووووول , اخلص و قلي متى بتجي ؟؟ ..

طرق عزام بإصبعه على المكتب وهو يتأمل أوراقه متسائلا : الحين قلي , انت ما وراك إلا اللعب يالجربوع؟؟..

هتف مروان بحنق : زعزوووع , طم فمك لا أجي أهفّك بالسماعه و أطلعلك قرموع ..

ضحك عزام مؤكدا : كل قرموع في راسي بخليه أربعه في ملعب راسك ..

صاح مروان : يووووووووووووووووووه , زعزع , بطل ذي الحركات , ترفع ضغط اللي ما ينرفع و.....

قاطعه صوت أنثوي حاد أتى من خلفه و التقطته أذن عزام يهتف: نــــــــــــــــــــــــيــــــــــمووووووووووو ..

تبعه شهقة مروان المذعورة قبل أن يقول بعجل : يا لبقر بـــــعــــــور تناديني , سلاااام ..

لم يكد ينهي حديثه حتى تعالى الصوت المتقطع معلنا انتهاء المكالمة , نظر عزام إلى هاتفه و هز رأسه قائلا بلهجة المتشفي : انت ما يعرفلك إلا عروب ..


.

.

و في الخارج

: فــــــــــــــارس ..

التفت فارس خلفه نحو صاحب الصوت المرح قائلا : نـــعم ..

اقترب منه الشاب الطويل , متوسط الجسم , قمحي البشرة ، ملامحه تدل على الرزانة ، قال حالما توقف أمامه : أبو العطور , اشتريت البارحه عطر فضيع , شم ..

ورفع كفه أمام فارس الذي احتقن وجهه قبل أن ينفجر صارخا بحنق : كم مـــــــره قلتلك أنا مــا أشـــــــــم , ما عندي حاسة شم , ما تــــــفهم ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! ..

ثم اندفع مبتعدًا نحو سيارته , زوى الشاب ما بين حاجبيه متسائلا : و ليش كل هالعصبيه ؟؟ يا خي نسيت , لكن الشرهه موب عليك يا ولد عمي , الشرهه علي أنا ..

: يـاســر ..

ابتسم ياسر حين رأى لأكبر أبناء عمومته المتوجه نحوه وقال : هلا بفيصل , و اشبه أخوك طايره شيطانيه ؟؟..

ربت فيصل على كتفه قائلا بتنهيدة : و هو في غير تركي , تعال و اسمع ..

ابتسم ياسر ثم قال : قبل ..

وتابع وهو يرفع كفه نحو أنف فيصل : قلي واش رايك ف هالعطر ؟؟


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة

منزل حسن

00 : 8 مساءً



تأوهت في ألم ثم فتحت عينيها في صعوبة وهي تبتلع ريقها ثم رفعت رأسها عن الوسادة ببطء وهي تهمس : هديل ؟؟ ..

لم تلتقط عيناها شيئاً , الظلام يحيط بها من كل جانب عادت ووضعت رأسها على الوسادة وهي تغلق عينيها في ضعف ..

فجأة !! ..

تراءى طيفه أمامها , بوجهه الدائري الأسمر و عينيه الحادتين المبتسمتين , شهقت هاتفة وهي تهب من مكانها فزعة : جـــــــااااااسم ..

.


.


رائحة البحر , أعادت السكون إلى نفسه , أغمض عينيه و ملأ صدره بالهواء المنعش قبل أن يزفره في حرارة وهو يتذكر والده طويل القامة , ضخم الجثة ، يلمع الخبث في ملامحه العريضة .و يقشعرّ الجسد من نظراته الغريبة ..

همس مخاطبا نفسه بألم : آآآآخ .. لمتى يا أبويه ..لمتى بتظل على هذا الحال ..

غاب عقله في غياهب الذكرى ..

قبل سنوات طوال ..

منذ أن أدرك معاني الحياة كان صراخ والده و ظلمه هو ما يملاً أركان المنزل .. بل .. هو ما يملاً حياتهم ..

كم تعبت والدته المتوفاة و هي تطلب منه المال علّها تنفق على أطفالهم , و كم كان يعذبها حتى يعطيها ما تطلب , كم عانت و كم تعذبت لتحصل على لقمة عيش لهم ثم لها , لتكسو أجسادهم ثم تكسو نفسها ..

لا زال يذكر تلك الدموع , و لا زال يذكر تلك الأيام الجريحة ..

كبُر حتى تخرج من المرحلة الثانوية و أجبره والده حينها أن يأتي ليساعده في عمله و يترك الدراسة , رغم أن حلمه كان أن يصبح مهندسًا , كجاسم تمامًا , و لكنه رضي بالأمر الواقع ..

ترك الدارسة وأصبح ينفق مرتبه الذي لم يأكله والده ..

ينفقه على أمه المسكينة و شقيقته التي لم تتزوج , على المنزل , الكهرباء , الماء , الهاتف , الطعام و كل شيء ..

و هكذا استمرت حياته إلى هذا اليوم و

""""""

أخيتي أخيتي كفختها بنعلتي

إن كان لي من نشبة في البيت فهي نشبتي

يا علّة ناشبة في حلقي أو بلعومتي

فكلها شيطانة تنط منها شوشتي

""""""""


تردد صدى الأنشودة في الأجواء فهز رأسه كأنه ينفض سيل الذكرى ثم أدخل يده في جيبه و أمسك بهاتفه الذي أخذ في الرنين : ألو ..

أتاه صوت شقيقته الملتاع : رائد , هاه بشرني كيفه جاسم ؟؟ ..

قبض على كفه بحنق و حاول أن يحافظ على هدوءه وهو يقول : الحمد لله بخير ..

وصله بكاؤها الحار وهي ترجوه : رائد , الله يخليك علمني بكل شي ..

اشتدت عضلات وجهه قبل أن يصرخ بعصبية : أقلك بخير , و بعدين احترمي نفسك , كلها يومين و تسيرين في ذمة رجال ثاني ..

و أغلق السماعة في غضب ..


.


.

نظرت رهف إلى سماعة الهاتف في رعب قبل أن تشهق في ألم و دموعها تتساقط بغزارة , وضعت كفها على شفتيها و همست : ليش يا رائد .. ليش ؟؟

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض

فيلا أبو ياسر

30 : 8 مساءً



انشغلت بتلوين لوحتها الموضوعة على الدعامة الخشبية و شعرها الأسود الحريري يتدلى على طول ظهرها نزولاً إلى خصرها , عيناها النجلاوان معلقتان بحركة الفرشاة في تركيز تام و شفتاها تلمعان بمرطب خمري ساحر , توقفت عن التلوين ثم تراجعت إلى الخلف قليلاً , نظرت إلى لوحتها بتمعن و كأنها تتأكد من شيء ما , قطع تأملها صوت طرقات الباب فالتفت إليه من خلف لوحتها فتحرك معها شعرها الأسود الحريري وهو تقول : تفضل ..

دلفت إلى الحجرة و هي تحمل على شفتيها ابتسامة كبيرة وهي تهتف : أهلييييييين عرّووبتي ..

ابتسمت عَروب في نعومة : أهلين و سهلين ..

طبعت ربى قبلة على خد عروب وهي تسألها : اشلونك يا قمر ..

هتفت عروب في مرح : تماااااااام ..

رفعت ربى حاجبيها متسائلة : إلا .. عمتي و عبير متى بيرجعون من الطايف؟؟..

ابتسمت عروب وهي تعود إلى تأمل لوحتها مجيبة : على الأسبوع الجاي إن شاء الله , ما قلتيلي , و ش مناسبة هالزياره ؟؟..

استلقت ربى على سرير عروب الوثير قائلة : أبد , زهقت من بيتنا و جيتكم ..

ضحكت عروب وهي تكمل عملها : مالت عليك يالخبله , يعني مو حباً في أحد ؟؟ ..

قالت ربى بخبث : إلا و الله حباً في بعض الناس ..

سألتها عروب : و اللي هم ؟؟ ..

جلست ربى بسرعة قائلة بحماس : يقولون , يقولون , يقولون , موب أكيد ترى هاه ..

قالت عروب بنفاد صبر : رورو , اخلصي ..

ابتسمت ربى بخبث : يقولوووووووون , اسمه تركي ..

التفت عروب إليها بسرعة و سألت في لهفه : جاا ؟؟ ..

ضحكت ربى وقالت : لا يا ابعدي , باكر إن شاء الله بيوصل ..

تركت عروب كل ما في يدها و جلست أمام ربى تسألها باهتمام : من علمك ؟؟ ..

هزت ربى كتفيها ببساطه قائلة بمرح : سر المهنه ..

هتفت عروب في رجاء : روروووووووو , بالله من علمك ؟؟ ..

صاحت ربى : نوااااااااااااااااااااااااف ..

وضعت عروب يديها على جانبي رأسها هاتفة : خلااااااااااص , سمعت , واش قال بعد ؟؟ ..

: باكر إن شاء الله جدي ما بيخليه حتى يتم العقد ..

رفعت عروب يدها إلى قلبها في خوف فابتسمت ربى بخبث قائلة : يعني يا قلبي اجهزي احتمال باكر ملكتك ..

استلقت عروب هي الأخرى على السرير و قالت في صوت حالم : تتوقعين ؟؟ ..

ضحكت ربى وقالت مؤكدة : مو أتوقع , لا , أكيد..

زفرت عروب في حرارة فنظرت إليها ربى ساخرة وهي تقول بدعابة : خير , هذا كله شوق ..

قالت عروب في قلق : لا و الله مو ذي المسأله .. بس ..

حثتها ربى : بس ايش ؟؟ ..

نهضت عروب في صمت وعادت إلى لوحتها وهي تجمع شعرها الطويل على كتفها الأيمن هامسة : خايفه ..

رفعت ربى حاجبيها في دهشة متسائلة : من ايش ؟؟!!!!! ..

أغلقت عروب عينيها ثم هزت رأسها وهي تقول : أشياء كثير , ثلاث سنوات ما شفته ولا ....., شفت جوري و السبب مرة عمي الله يهديها ..

غمّمت ربى بحنق : الخبله ذيك سواياها معروفه , المفروض ما تشغلين عقلك بنذله مثلها , انتي بتتزوجينه هو ما بتتزوجينها هي ..

التفت إليها عروب شارحة : ربى , افهميني , ما أعرف شي عنهم , عن حياتهم , حتى جوري عمري ما كلمتها بالتلفون , ما أدري .. أحس .. أحس العلاقات بينهم غريبه ..

تناولت ربى مبرد الأظافر من حقيبتها و انشغلت ببرد أظفارها وهي تقول : أقول , الحين مو وقت هالكلام و الوسوسه الزايده , خلاص معاد في وقت للتراجع ..

توترت عروب أكثر فتأففت وهي تلقي بنفسها على المقعد الوثير و أخذت تبكي بحرقة .

رمت ربى المبرد من يدها بهلع و ركضت إليها هاتفة : عرووب , عروب حياتيييي ..

تابعت محاولو تهدئتها : عروووووب معقوله زعلتي , و الله ما كان قصدي ..

شهقت عروب في ألم : ر .. ر .. ربى أنـ , أنا خايفه , خايفه , حاسه انه في شي كبير بيسير ..

انقبض قلب ربى , هي أيضاً تخشى من ذلك , عضت على شفتها بحنق و ضمت عروب إلى صدرها ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة

المستشفى

00 : 9 مساءً



أمام حجرة جاسم..

ألقى رائد بجسده المنهك على المقعد ووضع كفه على عينيه في إرهاق و هو يهمس بصوت حزين : فكّوه يا أبو لؤي..

تنهد أبو لؤي في حرارة : قلتلك يا ولدي أبوك و أنا أعرفه , أكيد راح يخرج من الموضوع بكل سهوله ..

اعتدل رائد في عصبية قائلا بعدم تصديق : ايوه بس هذي جريمه , كيف يتركونه بكل بساطه ..

زفر أبو لؤي مرة أخرى وقال : آآآه.. هذي حال الدنيا دحين يا ولدي ..

أطرق رائد برأسه في صمت , ربت أبو لؤي على كتفه : رائد , لا تخاف , الله سبحانه و تعالى يقول ( فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )...

أومئ رائد برأسه موافقاً : سبحانه ..

استطرد أبو لؤي : بعدين في شي مهم لازم تتذكره ..

التفت إليه رائد في حيرة فتحدث أبو لؤي ناصحًا : هذا مهما كان أبوك , حتى لو كان ظالم لازم تبره فيما يرضي الله ..

أشاح رائد بوجهه بعيداً و قال بخفوت : أنا تعبت من حياتي يا أبو لؤي ..

ثم أردف بحزم : تعبت و أنا أشوف الغلط و أسكت , معاد أقدر أتحمل أكثر خلاص , لازم أشوف حل ..

وعندما اعتدل واقفاً رفع أبو لؤي رأسه إليه و سأله : على وين ؟؟ ..

تنهد رائد : أشم هوا ..

نهض أبو لؤي و هو يقول : خذني معاك ..

نظر إليه رائد بصمت قبل أن يقول : اش قال الدكتور ؟؟..

هز أبو لؤي رأسه : وجودنا ماله أي داعي بما إنه في العناية المركزة , نستنا اش راح يردون علينا والله المستعان ..

أطرق رائد برأسه وذهب في طريقه إلى الخارج .


@@@@@@@@@@@@@@@@


** الأحـــــــــــــــــــــــــــد ***


الرياض

فيلا أبو ياسر

30 : 3 صباحاً



قالت عروب برجاء : هاه .. تنزلين ؟؟ من الصباح ما شفتها , أبغى أتطمن عليها ..

تثاءبت ربى في ضجر : هااااااااااه , و الله انك فاضيه , أولاً أنا أخاف أنزل هناك , المكان يخوف , وثانياً نعسانه و أبى أنااااام , و , هي انسان تطمنين عليها !! حيا الله عصافير ..

ابتسمت عروب وقالت محاولةً طرد نعاسها : عصافير الحب يا ماما ..

حركت ربى يدها في سخريه قائلة : أقول بلا حب بلا كره ..

هزت عروب كتفيها وهي تعقص شعرها الطويل كذيل الحصان بمشبك بني اللون: مثل ما تبين ..

و عندما اقتربت من باب الحجرة , حملقت فيها ربى بعينين متسعتين هاتفة : هييييييه , انتي بعقلك؟؟ !!!!!!!!! ..

التفتت إليها عروب في حيرة : ايش ؟؟ ..

تابعت ربى هتافها المستنكر : تبين تروحين للمستودع في هالوقت , صدق مجنونه , أقلك المكان يخوف ..

ابتسمت عروب العازمة على النزول مبررة : و اش أسوي لأمي !! تعرفينها تكره الحيوانات و ما تطيق تشوفها لا في البيت ولا في الحديقه , الحمد لله انها وافقت أحطهم في المستودع ..

خرجت من الحجرة فهزت ربى كتفيها بلا مبالاة و استلقت على السرير و أغمضت عينيها ..


.

.


نزلت عروب بهدوء إلى المستودع الذي كان يقع بالقرب من حوض السباحة , مشت إلى أن وصلت إلى بابه الحديدي ودفعته بقوة , أصدر صريراً مزعجاً فاجتاح قلبها خوف ما , نظرت إلى الخلف بقلق ثم أكملت طريقها إلى الداخل , كان المستودع مظلماً .و لكن ضوء القمر تسلل إليه عبر النافذة العلوية فأنار جزءاً بسيطاً من عتمته , مدت يدها لتشعل الضوء و عندما أضاء المكان نقلت بصرها بين أنحاء المستودع فلاح أمامها ذلك القفص الكبير , ابتسمت في حنان و تقدمت في هدوء ..

صوت الحصى المسحوق تحت أقدام ليست أقدامها دفعها للتوقف عن المسير و جعل جسدها ينتفض في رعب و ..

: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..

شقت صرختها أنحاء الحديقة الواسعة ولكن صدى صوتها تبعثر في الأنحاء ..


.


.


و في الأعلى حيث حجرتها , تأففت ربى في إرهاق و هي تتقلب على سرير عروب هاتفة : نعساااااااانه ..

ثم أمسكت بهاتفها المحمول و ضغطت على الرقم قبل أن تضع المحمول على أذنها وهي تفرك عينها بيدها الحرة قائلة بتكاسل حالما وصلها صوته : ألوووو , عزّوم مر علي أول ما تخلص , يوووووه أنا عند عروب .. ثم تابعت بضيق : أقووووول اخلص ...... مع السلامه ...

و أغلقت الهاتف بضجر وهي تعيد رأسها المتثاقل على الوسادة قبل أن ............ تغفو ..


.


.


وفي المستودع


حيث الهواء الخانق ..

و الجو الكئيب ..

.

لهثت في ذعر و هي تصرخ بصدمة بعد أن شاهدت ذلك الوجه المألوف : ابعــــــــــــــــــــــد , ابعد عني يالحقيييييييييييييير ..

تقدم منها ببطء و الابتسامة الخبيثة تعلو وجهه الأسمر , اقشّعر جسدها وهي ترى عينيه تتأملان تفاصيل جسدها الذي لطالما حمته عن مثل هذه العيون و دموع الرهبة تغرق وجهها ثم شهقت و هي تتراجع و تحاول أن تبحث عن مخرج بعينيها حالما اكتشفت أنه يسد المنفذ الوحيد , وحين أدركت عجزها صرخت في ذعر : يـــــــــــــــــــــــــــااااااااااااااسررررررر ..

حالما دوت صرختها المستنجدة انطلق نحوها ركضًا و أسقط قفص الطيور من شدة اندفاعه فاختلطت صرختها الهلعة مع صوت عصافيرها ورفرفة أجنحتها , أخذت تلقي عليه بكل ما تطاله يداها من أدوات المستودع ولكن ذلك لم يكفي لحده عن التقدم ..

اندفع الدم في عروقها بغزارة من هول الموقف وارتعدت أطرافها , شفتاها , حتى .. ألقت عليه بصندوق أمسكته وهي تصرخ بفزع : اتركني يالخسيييييييييييييييس..

تأوه وهو يغطي وجهه حالما اصطدم الصندوق المعدني الصغير به قبل أن تتناثر المفكات على الأرض مصدرة رنينا بدا لا نهائيًا وهي تركض نحو الباب بكل هلع الدنيا مستغلة تلك الثواني ..

ولكن تلك اليد الخشنة التي أطبقت على معصمها الصغير بإحكام قبل أن تجرّها دفعت اليأس إلى قلبها فبكت وجهه الوقور الذي تراءى لها نائمًا باطمئنان وصرخت بحرقة : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , يُبـــــــــــــــــــــــــــــااااااااااااااااه ..

جرّها مع يدها بقوة أكبر و ألقاها على ركن المستودع وهو يغلق المنفذ الوحيد باليد الأخرى , اصطدمت بجدار المستودع الصلب فسقط المشبك صريعًا و انسل شعرها الأسود الطويل على جسدها , ورغم الألم الذي تسلل إليها ورغم أنفاسها وشهقاتها التي تسارعت حاولت النهوض و لكنه دفعها على الأرض مجددًا وهو يبتسم بانتصار..

صراعها المستميت ..

ملابسها التي مُزقت ..

حتى صرخات عصافيرها وصرخاتها المدوية ..

.

.
.
.

اختنقت , في ذلك المستودع ..

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رد مع اقتباس
  #5  
قديم April 17, 2015, 02:15 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر

الرياض

أمام فيلا أبو ياسر

00: 4 صباحاً


أوقف ياسر سيارته ثم نزل بهدوء وهو يغلق الباب خلفه , توجه إلى باب المنزل الخارجي و عندما وصل قطب حاجبيه متسائلا : سرياتي , صاحي للحين ..؟؟!!.

التفت إليه السائق بحده و نظر إليه في رعب ثم هرب بسرعة و عندما حاول ياسر أن يناديه سمع صوت سيارة من خلفه فالتفت بسرعة ثم ابتسم و نسي أمر السائق , توقفت السيارة و نزل منها شاب طويل , أسمر, عريض المنكبين , ذو ملامح جدّية واثقة ..

هتف ياسر : هلا و الله بعزومي , ما كني ودعتك قبل ربع ساعه !!

ضحك عزام قائلا : وحشتني يالثور واش أسوي..

تساءل ياسر : أكيد الآنسه رورو عندنا مو ؟؟ ..

هتف عزام بسخرية : يا الله , توني أدري انك ذكي ..

رد عليه ياسر بسخرية مماثلة : أحسن من اني أكون غبي مثل اللي واقف قدامي ..

تلتفت عزام يمنة و يسره في دهشة مصطنعة : مين ؟؟ موب شايف غبي ..

رمقه ياسر بنظرة تحمل التهديد : عزامووه , و الله مو وقتك دايخ وودي أنااااام ..

هتف عزام بنبرة مستفزة : طيب الحين أنا ضربت علي يدك و قلتلك لا تنام , انقلع نام وفكني من خشتك ..

و لم يكد ينهي جملته حتى خرجت ربى بعباءتها السوداء , لا يظهر منها ظفر واحد و ركبت سيارة أخيها على عجل ..

انشغل عزام و ياسر بالحديث عن الاجتماع المنتظر لبضع دقائق و عندما همّ عزام بالعودة إلى سيارته هتف ياسر : زوزو ..

ابتسم عزام و التفت إليه قائلا بسخرية : مسرع اشتقتلي يا سوير ..

قطب ياسر حاجبيه في انزعاج وحرك يده بملل وهو يقول : سوير ف عينك يا عوير ..

ضحك عزام : اخلص واش تبي .. ؟؟ ..

سأله ياسر : نواف متى راجع ؟؟..

عقد عزام يديه أمام صدره : الحين شايفني مرته تسألني متى راجع , المشكله و الداهيه الكبرى ان مرته تصير أختك ..

وضع ياسر يده على العقال فوق رأسه فركض عزام إلى سيارته مداعبًا : بعد أسبووووع إن شاء الله ...

وحالما احتل مقعده هتفت ربى بحنق : بدري ..

غمم و هو يحرك السيارة : أقول , احمدي ربك اني وافقت أجيبك ..

لم تحاول أن تتجادل معه فأراحت رأسها على المقعد , كانت مرهقة للغاية وبالكاد استيقظت من غفوتها و... هتفت متذكرة : هه , ايه صح , عزام دق على ياسر ..

نظر إليها متسائلا بدهشة : ليش ؟؟ ..

غممت بقلق محاولة استيعاب الوقت : اممم , عَروب نزلت المستودع من حول النص ساعه و ما شفتها رجعت , قله يتطمن عليها ..

هتف بسخرية : الله , اللي يقول أول مره تنزل المستودع , مو المهبّل حقينها هناك ..

صاحت بحنق : عزامووووووووه , دق وانت ساكت ..

.


.

ياسر كان في طريقه إلى الداخل حين سمع الرنين المميز يتعالى من هاتفه , هز رأسه ورفع الجهاز إلى أذنه قائلا بلا مقدمات : ياخي خلاص , تراني طقيت من خشتك , أخاف أتحلم فيك و أنا نايم ..

وصله صوت عزام : مو حباً فيك , أقول ..

: آمر ..

: ما يآمر عليك ظالم , بعض الناس رجّوني يبونك تطمن على بنت عمي المصون في المستودع ..

وضع ياسر يده على ذقنه : الله يالحب اللي مقطع بعضه , و الله انكم يا عيال عمي مو صاحين هاليومين ..

ضحك عزام بمرح : يلا سلام ..

ضحك ياسر بدوره و أنهى المكالمة و توجه إلى الباب الخلفي المؤدي إلى الحديقة , فتحه بهدوء ..

شقت أقدامه الخطى نحو المستودع , عكّر صوت وقعها سكون الليل الساحر , استنشق الهواء المعطر بأريج الزهور التي تملأ الحديقة , تجاوز بركة السباحة العميقة ووصل إلى باب المستودع المضاء ..

كان مغلقاً ..

قطب حاجبيه وفتحه , وصل مسامعه صوت أجنحة طائر خرج من فوقه طائرا نحو السماء المظلمة , التفت إليه بحيرة ثم عاد ونظر إلى داخل المستودع فلامس بصره تلك الفوضى التي انتهت بـ .....

ارتد جسده في عنف واتسعت عيناه محاولة استيعاب المنظر , جسدها الملقى , ملابسها الممزقة و ....

تلك الدماء ..

صرخ بأعلى صوته : عـــــــــــــــــــــــرووووووووووووووووووووب !!!!!!!!!!!!!!!!

ركض إلى شقيقته وقلبه يخفق ذعرًا ، ارتعد جسده من قمة رأسه إلى أخمص قدميه , لم يتحمل المنظر , أزاح شماغه عن رأسه بسرعة وهو يركع على الأرض بجوارها فسقط عقاله الأسود , ألقى الشماغ عليها ولفها به بيدين مرتجفتين ثم رفعها عن الأرض جسدها المتراخي وذلك الشحوب المريع جعله يصرخ وهو يهزها : عــــــــرووووب , عــــــــــــــــــــــــــــــــــــروبــــــــــ !!!!!!!! قـــــــــــــوميييييييييييييييييييييييي .. عــــــــــــــــــــــــــروووووووووووووووبــــــ ـ ..

فتحت عينيها ببطء و نظرت إليه في إعياء , وحالما ميزته همست بضعف شديد غير مصدق : ي.. ياسر؟ ..

صاح في رعب وهو يعود لهزها : واش اللي سار ؟؟ تكلمي , تكلــــــــــــــمــــــــي ؟؟ مين ؟؟ مــــــــــــــــــــــيييييييييييييييين ؟؟..

دارت عيناها في محجريهما وهي تستشعر الألم الرهيب الذي بدأ يجتاح جسدها كله و جمعت طاقتها المتبقية في همسة : سـ..سرياتي..

ثم تأوهت في ألم و سقطت مغشياً عليها ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

جدة

منزل حسن

30 : 4 صباحاُ


مستلقية على سريرها في إرهاق تام ، لم تذق طعم النوم منذ البارحة ، الشحوب يعلو محياها الحزين ونظراتها معلقة بخزانة ملابسها و عقلها يسبح في مكان آخر ، اعتدلت في مكانها و احتضنت ساقيها ثم وضعت رأسها على ركبتيها و انفجرت بالبكاء وعقلها يستعيد ذكرى ذلك اليوم ..

*


■ ■ قبل شهرين ■ ■


تأفف رائد في انزعاج هاتفا وهو يبعد الملف الذي كان في يده : يا الله قد ايش كرهته ..

رفعت رهف الجالسة على الأرض قرب الطاولة التي تتوسط الصالة رأسها عن أوراقها و نظرت إليه في حيرة سائلة : مين ؟؟ ..

حرك يده في ضجر مفسرا : هذا , اللي سار شريك لأبويه في المشروع الجديد , تركي بن الوليد ..

أومأت برأسها في تفهم و عادت إلى كتبها..

أردف محدثا نفسه دون أن ينظر إليها : أبغى أفهم على ايه متكبر , الواحد لما ربي ينعم عليه بالمال يشكره و يحمده مو يشوف نفسه..

هزت كتفيها وقالت ببساطة وهي تعاود النظر إليه : مو يمكن شخصيته كذا , يعني ...انسان بارد لكن مو شرط يكون متكبر , لا تحكم عليه إلا لما تعرفه أكثر ..

ابتسم في سخرية وقال : أقلك ساعه وحده و ما تحملت أجلس معاه , و بعدين أنا سألت عنه من فتره ..

و نهض من مكانه : أبغى أعرف من هذا الجديد اللي ..

وصبغت المرارة نبراته وهو يتابع : راح ينصب عليه أبويه و سمعت العجب العجاب ..

ثم أخذ يسكب لنفسه كوباً من الشاي الموضوع على الطاولة ورهف تنظر إليه متسائلة في فضول : اش سمعت .؟؟ ..

تنهد في حرارة وقال : و الله يا رهف استغربت , الرجال مو سهل و شركته مي صغيره و الكل يحسب له ألف حساب , كيف أبويه وافق على هذي الشراكه ما أدري ؟؟!!

وعاد لمقعده وهو يتابع بجدية : من عادته ينصب على الصغار , هذا أولاً ..

قطبت رهف حاجبيها تستحثه قائلة : و ثانياً ؟؟ ..

ارتشف رشفة من الكوب الذي يحمله وتابع : و ثانياً انه تركي رجل أعمال فـ منصبه و شهرته مستحيل ما يسأل عن أي انسان راح يدخل معاه في صفقة معينة , كيف وافق على شراكة أبويه و هوا عارف سوابقه في السوق ؟؟..

شعرت بتيار من الألم يسري في قلبها , سمعة والدها , تلاحقها دائماً , وصمة سوداء لطخت جوانب كثيرة من حياتها بأقبح العبارات , لم تنبس ببنت شفه و هي تستمع لأخيها الذي تابع : المهم , اني ما قدرت أبلعه ..

هزت رأسها في أسف و تمتمت : رورو , أرجع و أقلك لا تحكم على انسان قبل ما تتقرّب منه ..

ضحك في مرح و رماها بوسادة صغيرة كانت بقربه : ما بقي الا انتي يالخبله تعلميني ..

صاحت في استنكار عندما اصطدمت الوساده بوجهها : راااااااااااااااااائـــــــــــــــــد..


■ ■

قطع حبل أفكارها طرق الباب ، فرفعت رأسها بسرعة و هي تنظر إليه برعب ..

وصلها الصوت الحنون المتسائل : رهف ؟؟ ..

تنفست الصعداء ثم مسحت دموعها بسرعة و أجابت بنبرةٍ حزينة : ادخلي ..

فتحت هديل الباب و دلفت إلى الداخل لم تكن بحاجة إلى ذكاء خارق حتى تدرك بأن شقيقتها كانت تبكي ، أغلقت الباب خلفها واقتربت من سرير أختها ثم جلست إلى جوارها و ضمتها بين ذراعيها .

رهف كانت تبحث عن ذلك الدفء ، تبحث عن ذلك الحضن الدافئ الذي نحتاج إليه بشدة في أوقات الحزن والألم و قلما نجده ،انحدرت دموعها في صمت ..

فأخذت هديل تمسح على شعر أختها متوسلة: فوفو .. حبيبتي خلاص ..ارحمي نفسك كفايه دموع ..

و على العكس تماماً بدلاً من أن تخفف عنها هذه الكلمات زادت من حزنها و ألمها ..

استطردت هديل بحزم : فوفو .. انتي انسانه مؤمنه ؟؟ ..

رفعت رهف رأسها و نظرت إلى أختها في حيرة ،هتفت هديل تحثها : جاوبيني ..

قالت رهف بصوت متهدج من بين دموعها : ايوه ..

وضعت هديل كفيها على وجنتي أختها قائلة بجد : و الإنسان المؤمن لازم يكون راضي باللي ربي كاتبه .. صح ؟؟ ..

أطرقت رهف برأسها ، فقالت هديل بلطف: انتي دحين حاسه انه اللي صار لك شر .. صح .. شايفه انه كل الأمور منقلبه عليك ..

لم تنبس رهف ببنت شفه فرفعت هديل رأسها برفق و أجبرتها على النظر إليها وهي تتابع : أبغاكِ تطردين كل هذي الأفكار السودا من راسك اذا انتي بالفعل مؤمنه , رهف خلي في بالك شي مهم , ربي سبحانه ما يخلق شر بدون مصلحه , تأكدي انه زواجك من تركي له حكمه و فايده كبيره انتي ما تدرين عنها ولا احنا , ربي سبحانه هوا اللي يعلم بها ..

شهقت رهف و وضعت وجهها بين كفيها فقبضت هديل على كتف أختها بحنان وهي تتابع بإصرار: رهف , ربي أرحم بك من كل البشر ,أرحم بك من أمك و أبوكي , هوا وحده العالم بمصلحتك , خلي هذا الكلام حلقه في أذنك , شوفيني أنا , هل كنت أتوقع في يوم اني راح أتزوج عايد ؟؟ لا , و بالرغم من الوضع اللي أنا عاشيته دحين لكني استفدت أشياء كثيره ..

رفعت رهف كفيها عن وجهها و نظرت إلى شقيقتها بألم قائلة باستنكار: قوليلي , اش استفدتي و هو معذبك و مكرّهك في حياتك ؟؟

ابتسمت هديل برقة و هي تقول بسعادة: استفدت وربحت كنز كبير , رجعت لربي و عرفت الحلال من الحرام , أحاول أعوض السنين اللي ضيعتها في الأغاني و الطلعات و الخرجات , عرفت طعم السعاده الحقيقه لأني في اللحظات اللي كنت أتعذب فيها ما كنت ألاقي قدامي اللي الصلاة اللي كنت أطنشها و شويه شويه تعلمت الصبر و الاحتساب ..

أشاحت رهف بوجهها قائلة بيأس: مستحيل أسير زيك .. انتي ما شاء الله عليك صـ

قاطعتها هديل بحزم : لااا .. انتي بديتي في أول الخطوات ..و بعد فتره .. إن شاء الله راح تسيرين أحسن مني..

شهقت رهف بحرقه وهي تقول باندفاع : ايوه يا هديل .. بس .. بس .. أن .. أنا خايفه ..

وألقت نفسها بين ذراعي أختها هاتفة : خااااااااااااايفه , خايفه من كل شي , و كمان ماني قادره أنساه يا هديل , ثلاثه سنين و أنا أفكرفيه , كيف تبغيني أنساه بهذي السهوله , صعب , صعب , والله صعب ..

ربتت هديل على ظهرها بحنو : حبيبتي أدري إنه صعب وحاسه بشعورك , بس لازم تهيئين نفسك خصوصًا انه زواجك قريب , خلاص اعتبري جاسم مرحله في حياتك وعدت ..

صدرت من رهف آهة جريحة , كم هي صعبة تلك الكلمات ( مرحلة في حياتك ) ..

كيف ؟؟!!

كيف يكون مرحلة عابرة و هو الذي نسجت حوله أحلامها منذ أمد , أحبته نعم و الآن وفي هذا الوقت القليل تنساه ؟!! ..

ضمتها هديل إلى حضنها أكثر تحاول أن تهدىء من روعها وهمست تريد أن تغير دفة الموضوع : انتي دحين عشتي مع تركي ؟؟ ..

هزت رهف رأسها نفياً على صدر أختها و هي تهتف بصوت مخنوق: لااا ..

هتف هديل معاتبةً: يعني بس الكلمتين اللي سمعتيها من رائد تسوي فيكِ كذا ؟؟!! ..

لم تنبس رهف ببنت شفه .. بل اكتفت بسيل الدموع الذي يأبى أن يجف ..

زفرت هديل وهي تمرر أصابعها بين خصلات الكستناء : يا ما قرينا قصص و يا ما شفنا عن ناس زواجهم كان في ظروف أسوء من ظروفك ..و دحين عايشين أحلى حياة ..انتي عاقله و كبيره و عارفه انه أفضل حب هوا اللي يجي بعد الزواج .. صح و لا غلط ؟؟..

تراجعت رهف إلى الخلف هاتفة بألم : هدييييل .. لا تفهميني غلط .. المسألة مو مسألة حب أو كره و عدم تقبل لا ..المسألة اني ما أبغى أرتبط بواحد سمعته سيئة و

قاطعتها هديل و هي تقول متسائلةً: و من وين عرفتي انه سمعته سيئة ؟؟ ..

التقت نظراتها المعاتبة مع رهف التي تمتمت بارتباك : مـ..آه

قاطعتها أخرى بكلماتها المعاتبة : شفتي .. كمان من كلام رائد هوا اللي جابلك هذي الوساس ..

حبيبتي .. مهما كانت شخصية تركي وكيف ما كانت طريقة تعامله .. انتي تقدرين تغيرين أشياء كثيره فيه ..

نظرت إليها رهف في حيرة ..

فابتسمت هديل و هي تهمس : صدقيني .. لو قدرتي تملكين قلبه راح يسير كل شي سهل قدامك ..

تقدرين تبدأين معاه خطوه خطوه ..أهم شي تخلينه يحبك و يحترمك .. وبعدها راح تكسبين أشياء كثيره ..

صمتت رهف للحظات ، جالت خلالها ببصرها في وجه هديل ، كأنها تتأكد مما سمعت و أنه ليس دعابة, سألتها هامسةً : حتى مع .. تركي بن الوليد ؟؟ ..

ضحكت هديل في مرح و قرصت وجنة شقيقتها : ايييييوه .. الحب يسوي المعجزااااااات ..

ابتسمت لهديل بنعومة فبادلتها هديل الابتسامة و هي تهتف : يللا يا ستي .. خلصت دموعك ..علميني دحين .. اش هذا البلاشر اللي كابسته في وجهك ..

ضحكت رهف بمرح و هي تقول: .. لا .. هذا نوعية طبيعية ..

مسحت هديل دموع أختها و هي تقول برقة: يلا قومي اغسلي وجهك ..وعلى الساعه9 تجهزي .. رائد بيوديك المستشفى .. عشان التحاليل ..

أومأت رهف برأسها ثم طبعت قبله رقيقة على وجنة هديل و نهضت من مكانها ..

رغم أن قلبها ..

لا يزال مرهقًا ..! ...


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الرياض

أمام المستشفى

في نفس اللحظات


أوقف سيارته بقوة أمام باب الطوارئ فأصدرت الإطارات صريرًا مزعجًا لفت انتباه المتواجدين , نزل من سيارته بسرعة , فتح الباب الخلفي ثم حمل أخته المغشي عليها بيدين مرتعدتين وركض بها إلى داخل المستشفى , صرخ ياسر في الممرضات الواقفات في الممر: بسرعه , طــــــــــــــــوارئ ..

تحركت إحدى الممرضات على الفور وهي تشير لغرفة ما : here sir

ركض نحوها ووضع عروب على السرير الذي أشارت إليه داخل الغرفة , حالما وضعها التفّت حولها مجموعة من الممرضات و الكلمات تتراشق بينهن على عجل , تراجع ياسر إلى الخلف وهو يشعر بالدنيا تدور من حوله , لمح الطبيب الذي دلف إلى المكان فوضع يده على رأسه , اللحظات تمر أمامه بسرعة عجيبة , الأصوات تتداخل , سيسقط ..

و

شهق عندما دفعته الممرضة إلى الخارج هاتفة : please go out

.

جلس على مقاعد الانتظار ،عقله يثور بدماء حارة و قلبه يعاني من شدة الخفقان ، حتى أطرافه لم تسلم من الرجفة والاصفرار ..

.

عادت الممرضة إلى الطبيب الذي انتهى من معاينة عروب و فهم كل شيء التفت إلى الممرضة و قال بنظرة غامضة : call the police

.

مضت ربع ساعة و ياسر ينتظر رد الطبيب الذي يكتفي بقول : بخير .. استنى شويه ..

أخذ يسير في الممر جيئةً و ذهابًا ثم ضرب جبينه بكفه متذكرًا : يا الله .. واش أسوي ما كلمت الشرطه ..

و عندما همّ بالاتصال ..سمع من ورائه صوتًا صارمًا جافًا: لو سمحت يا أخ ..

التفت إلى الخلف في تساؤل وانعقد لسانه عندما شاهد شرطيين يقفان أمامه و الذي قال أحدهما بجفاء: انت اللي نقلت المريضه المُعتدى عليها ؟؟..

أومأ ياسر برأسه على الفور و هو يقول : ايه , أنا نقلتها , أختي عروب ..

تحدث الشرطي الآخر بجفاء وهو يمد يده : بطاقة هويتك ..

أدخل ياسر يده في جيبه على الفور و أخرج محفظته ثم ناولهم البطاقة و عقله يبحث عن تفسير لما يحصل ..

تأمله الشرطي : ياسر الـ*****

كان اسم العائلة معروفًًا على مستوى عالٍ فهم من كبار التجار ..

نظر ياسر إليهما بحذر فلم يرق له أسلوبهما البارد الجاف ..

أشار إليه الأول : ممكن تتفضل معنا ..

قطب ياسر حاجبيه وهو يهتف متسائلاً : خير ؟؟؟؟!!! ..

أجابه الشرطي باقتضاب: خير إن شاء الله .. تفضل لو سمحت ..

.


.

جلس ياسر على المقعد و الشرطيان يجلسان أمامه و الطبيب برفقتهما ..

تحدث الشرطي الأول ببرود : وين لقيتها .. ؟؟ ..

أجاب ياسر باقتضاب : في مستودع فلتنا ..

: و كم كانت الساعه ؟؟..

ضغط ياسر على عقله محاولاً التذكر و هو يغمم : ما أتذكر .. يمكن .. أربعه و نص الفجر ..

: و كيف عرفت انها هناك ؟؟ ..

تأملهما ياسر ببصره للحظة ، كان أحدهما ينظر إليه باستحقار غريب و الآخر يخط بعض الكلمات على نوتة صغيرة ، حرك حدقتيه نحو الطبيب ليراه هو الآخر عاقدًا يديه أمام صدره ، و نظرة اتهام عجيبة تلمع في عينيه ،أدرك الآن ماهية الموضوع .. يستجوبونه ، فغر فاه للحظة قبل أن يقول باستنكار : لا يكون تتوقعون اني أنـ

قاطعه الشرطي على الفور: جاوب على الأسئلة بدون نقاش ..

هبّ ياسر من مقعده بعصبية هادرة و هو يصرخ : موب أنا الحيوان اللي يسوي بأخته شي مثل كذا .. السواق اللي اعتدى عليها ..

وقف أحد الشرطيين وهو يصيح آمرًا : اجـــــــــلــــــــس و خـــــــلـــنــا نــنــهــي الـــــمـوضـــوع بـــســرعـه..

غلى الدم في عروق ياسر و اشتدت عضلات وجهه و هو يشعر بالاشمئزاز من موقفهم ..صك على أسنانه و هو يقول : مو من حقك تعاملني مثل المجرم ..

رد عليه الشرطي بصرامة : مافي شي للحين يخرجك من قفص الاتهام ..

شعر ياسر برغبة في القيء و بقطرات من العرق تنساب على ظهره .. هز رأسه باشمئزاز و هو يصيح : انت واش تــقـ

قاطعه أخرى بصرامة أشد : جاوب على الأسئله بسرعه .. كيف عرفت انها ف المستودع ؟؟..

قبض ياسر على كفه في حنق وعرق ينبض في عنقه من شدة الغضب ، ضغط على أعصابه الثائرة و هو يقول : تأخرت هناك .. و رحت أتطمن عليها ..

وجه إليه السؤال الآخر بذات الأسلوب الفج: و اش اللي شفته ؟؟ ..

انقبض قلبه و هو يستعيد المنظر المرعب أشاح بوجهه في ألم وهو يغمم: طايحه على الأرض .. و

لم يتمكن من المتابعة و الكلمات مختنقة في صدره ..

استحثه الشرطي على المتابعة : و ايش ؟؟..

أغمض ياسر عينيه بألم وهو يتابع : ر .. رميت عليها شماغي .. و .. سألتها عن المسؤول .. كانت .. تعبانه .. و .. ما قدرت ترد علي إلا .. باسم السواق ..

: واش اسمه ؟؟ ..

أجابه و هو يعض على شفته بقهر : سرياتي .. الله يآخذ روحه ..

أومأ الشرطي برأسه و قال و هو يشير إلى الطبيب : تروح الحين و تسوي تحليل للحمض النووي .. و حنا بنستعدي ولي أمرك ..

اتسعت عينا ياسر في صدمة :أبوي ..!!!!!!!!!!!!!!


.


.

فتحت عينيها بإرهاق هامسة : يـ.. ياسر ..

اقتربت منها الممرضة السعودية قائلة : هاه حبيبتي ؟؟ ..

نظرت إليها عروب بضعف وسألت : أنا وين ؟؟ ..

ابتسمت الممرضة بلطف و هي تمسح على شعرها وهي تهمس : في المستشفى ..

تمتمت بصوت مخنوق والرؤى تهتز داخل عقلها: مـ ..مستشفى؟!!!!..

أومأت الممرضة برأسها : ايه يا قلبي , لا تخافين , انتي بأمان ..

ترقرقت الدموع في عيني عروب : أخوي , ياسر , ناديه , الله يخليك ..

مسحت الممرضة دموع عروب التي تساقطت وهي تقول مطمئنة: ارتاحي الحين, إن شاء الله شوي بتشوفينه ..

.

.

سار أحد الشرطيين برفقة الطبيب و هو يسأله: أخذتم تحليل الحمض منها ؟؟..

أجابه الطبيب المصري : أيوه .. و بعتناه للمختبر ..

توقفا أمام حجرة عروب ثم عقد الشرطي يديه أمام صدره : قلها إني أبي أسألها كم سؤال ..

أومأ الطبيب برأسه و دلف إلى الداخل ، شهقت عروب عندما رأته و غطت نفسها باللحاف الأبيض ، ارتبك الطبيب من تصرّفها. اقتربت منها الممرضة و ربتت عليها وهي تقول بتساؤل قلق: عروب ؟؟ ..

لا تدري عروب مالذي أصابها ، شعرت بنار مشتعلة تسلخ روحها بمجرد أن وقع بصرها عليه ..ارتجف جسدها من فرط البكاء و اهتزت شفتاها من فرط الأنين .

أخذت الممرضة تهدئها بكلمات حانية ..و هي تتساءل عن سبب تلك الدموع ..

تنحنح الطبيب و هو يوجه حديثه للممرضة : آه .. الشرطه .. عاوزه تسألها كم سؤال ..

خرج من الحجرة على الفور و قال للشرطي : استنى شويه .. نفسيتها تعبانه أوي ..


.


.

و هنــاك

في فيلا أبو ياسر


استيقظ من نومه و هو يطلق سبابًا ساخطًا : الله يلعنك من جوال

: ثم هتف بالمتصل : ألـــــــــــــــــــــــــــو ..

صرخ في السماعة بغضب : ايه .. مجنون انت تدق ف ذا الوقت ؟؟ .................نـ ......... إيــــــــــــــــــــــــــــــش ؟؟؟؟ !!! ..

تغيرت ملامح وجهه و هو يصيح : خير .. خير .. الحين جاي ..

هب من مكانه و ملامحه تنبض بالخوف و القلق ، التقط ثوبه و انطلق خارج الجناح ..

.


.


و حيث الضحية المتألمة

لفت الممرضة الستارة حول السرير ووقفت غير بعيدة في حين جلس الشرطي على كرسي مقابل و قال : أختي , وين سار لك الحادث ؟؟ ..

أحرقت الدموع الغزيرة عينيها وهي تجلس ببطء ثم اعتصرت أصابعها و هي تتمتم : فـ .. فـ .. المستودع ..

شهقت تلتقط أنفاسها حين سألها : و ليش رحتي هناك ؟؟ ..

انتفضت ندمًا و لوعة وصوتها يدوي بداخلها ..

■ ■ ■ ■

.. : هييييييه .. انتي بعقلك؟؟ !!!!!!!!! ..

....: ايش ؟؟ ..

..... : تبين تروحين للمستودع في هالوقت , صدق مجنونه , أقلك المكان يخوف ..

■ ■ ■ ■

انفجرت تبكي بعصبية و صرخت : نادولي أخوي , نادولي ياسر , يااااااااااااااســـــــــــــــر ..

تحدث إليها الشرطي بصرامة قائلا : لا تخافين , قولي كل اللي عندك , ما بيقدر يسويلك أي شي , انتي الحين بأمان ..

قطبت حاجبيها و صاحت من بين دموعها : انت و اش تقوووووول ؟؟ هذا أخوي, هذا عزوتي , نادييييييه ..

زفر الشرطي و هو يتراجع في مقعده قائلا : جاوبي على كل الأسئله و بخليك تشوفينه ..

عضت على شفتها و هي تستمع إلى سؤاله الذي سأله أخاها ليتأكد من تطابق المعلومات: ليش رحتي للمستودع ؟؟..

أجابته بانكسار : عصافيري هناك ورحت أتطمن عليها ..

: و كم كانت الساعه ؟؟..

كتمت شهقتها المريرة و أجابته بصوت مخنوق : يمكن .. ثلاثه و نص ..

دفع جسده إلى الأمام و هو يسألها بحذر : و اش اللي صار بالضبط ؟؟ ..

شعرت بسكاكين قوية تطعن جسدها , كل جزء من جسدها , احتضنت نفسها بقوة و فرائصها ترتعد من قوة الآلام التي تهاجمها , تتالت شهقاتها ..

أعلى ..

فأعلى ..

و تعالى صوت أنفاسها الجريحة وهي تغمض عينيها و ..

تقيأت بعنف , هب الشرطي من مقعده و اندفعت الممرضة بالكيس إلى الداخل هاتفة : عـــــــــــــــــــروب!!..

أخذت تضغط على بطن عروب و ظهرها تساعدها على تفريغ ما في جوفها في الكيس و عروب تشهق و تسعل بشدة , أخذ جسدها يهتز و يهتز حتى انتهت , أراحت الممرضة جسدها على السرير و مسحت وجهها و شفتيها بمنديل نظيف وهي تهمس بعطف : ما عليه يا حبيبتي , ما عليه , لا تشلين هم ..

لم تنبس عروب ببنت شفه بل اكتفت بإغماض عينيها في إعياء و الممرضة ترفع عنها اللحاف المتسخ و قبل أن تخرج سمعتها تتحدث بتلك الحادثة الرهيبة ..

■ ■ ■ ■

شعرت بكفين على خاصرتها , صرخت في رعب , لم تحاول أن تنظر إلى الخلف , بل هربت إلى الأمام وحين التفتت ونظرت إلى صاحب الكفين رأته وهو يحمل على شفتيه ابتسامة خبيثة ..

للأسف , كان هروبها الأمامي إلى طريق مغلق ..

توجه نحوها ببطء , فرائصها ارتعدت رعباً , الفكرة الوحيدة التي جالت في خاطرها أن جسدها النحيل من المستحيل أن يقوى على مواجهة جسده الضخم ..

و

.
.
.

■ ■ ■ ■


ازدردت الممرضة لعابها بعد أن انتهت عروب من الحديث وهي تحكم اللحاف الجديد حولها و تهز رأسها بأسف , حالما انتهى الشرطي من الخط على الورق الأبيض , رد على هاتفه المحمول قائلا : ألو , طيب , الحين جاي ..

نهض من مقعده سائلا : في شي ثاني تبين تقولينه ؟؟؟ ..

تمتمت بصوت مبحوح : أبي أخوي ..

خرج و هو يقول : الحين أبوك بيجي ..

شعرت و كأن قلبها قد توقف وهمست بصدمة : أبوي!!!!!!!!!!!!!!!!!!

.


تهون دائمًا (مصيبة الابن) ..

فمهما كانت هي سهلة ..

مقارنةً (بالابنة) ..


كعود الثقاب ..

ان اشتعل ..

لا يمكن أن يعود إلى حالته الأصلية أبدًا ..


.


وضع أبو ياسر يديه فوق رأسه و سقط جسده على المقعد دفعةً واحدة , تحدث الشرطي بهدوء قائلا : يا أبو ياسر انت تدري بالاجراءات , مثل ذي الحوادث تسير كثير و من الضوابط اننا نستجوب كل واحد لوحده ف حال كان الأخ هو المسؤول و مهددها أو شي , لكن , بالنسبه لعيالك توافقت اعترفاتهم و..

قاطعه أبو ياسر بخفوت و هو مطرق برأسه : ولدي وين ؟؟ ..

تبادل الشرطيان النظرات , قبل أن يقول أحدهما : محتجز في غرفة الدكتور المسؤول عن الحالة..

.


قلب جريح محطم ..

عقل عاجز عن الاستيعاب..

روح مشروخة بمشرط الصدمة ..

لسان معقود من هول الخبر ..

.

غمم أحد الشرطيين : أخوي .. مضطرين نكمل التحقيق في المركز .. ممكن تتفضل معنا ..

ارتد جسده بعنف عندما رفع أبو ياسر رأسه و وجّه إليه تلك النظرات : هاتولي ولدي ..

تنحنح الشرطي ثم قال: بتشوفه بـ

صرخ أبو ياسر و دموعًا حبيسة تسلخ عينيه : أقــــــــــــــــــلــك الحيييييييييييييين ..

تراجع الشرطي للخلف ثم .. خرج من الحجرة على الفور ....

نظر أبو ياسر إلى الآخر وهو يصيح بغضب: بتناديلي مدير المستشفى و لا أروحله بنفسي ..

قطب الشرطي حاجبيه فلم يرق له هذا الصراخ .. صرخ أبو ياسر عليه مجددًا : بـــــــــــــــسرعــــــــــــــــــه ..

.

نفض ياسر يده من الشرطي وهو يهتف حانقًا: هد يديييييييي .. قلتلك أنا موب مجرم لجل تعاملني بهالطريقه ..

تركه الشرطي و هو يقول ببرود : بسرعه تحرك ..

كتم ياسر غضبه ، يدرك أن تمرده سيعقد الأمور أكثر لذلك سار بجوار الشرطي و قلبه يخفق بعنف .. يتخيل والده العصبي الذي لا يعترف بمبدأ النقاش كيف سيكون موقفه ؟؟..مجرد التفكير في ذلك يلهب خلايا عقله و يحرق قلبه بسيالات من الخوف و القلق .. ابتلع ريقه و هو يدلف إلى داخل إحدى الحجرات ..

و

~ توقف الزمن من حوله ~

*

~ الــــــــــــــتـــــــــــقت عـــــــــــيناه بعـــيني والـــــــده ~

*

يا الله ..

*

سبعةً و عشرون عامًا لا يتذكر ياسر أنه رأى تلك النظرات ..

عينان أحاطت بهما تجاعيد رسمتها الأيام و حفرتها مصائب الحياة و همومها ..عينان لم ير منهما يومًا إلا الصرامة و القسوة القوة و الإباء و الآن .. يغشاهما خوف نعم .. خوف غريب و ضعف أغرب ..

ترقرقت الدموع في عيني ياسر و غصة .. تخنق أنفاسه .. اقترب منه والده ببطء .. و ياسر يتبعه بنظراته ..و لم يرف له جفن .. توقف والده أمامه .. و لازالت العينان متعانقتان ..

و


دوى صوت الصفعة يشق أركان الغرفة وسقطت الدمعة ..

همس ياسر بصدمة من قوة الصفعة : يبه!!!!!!!!!!! ..

صرخ والده في حرقة وهو يمسك بتلابيبه : ليييييييييييييييييييييش ما علمتني .. ليييييييييييييييييييش .. أختك يسير لها اللي سار .. و أنا آخر من يعلم .. فهمنييييييييييييي .. لييش ما دقيت علي .. لييييييييييييييييييش؟؟؟!!!

زم ياسر شفتيه .. و عقله جامد و عيناه حائرتان : يبه .. أنـ

قاطعه دخول الشرطي برفقة مدير المستشفى : نـــعم ..

ترك أبو ياسر ابنه وقال بطريقة لا تقبل النقاش: أنا واثق ف ولدي .. موب لازم النتيجه ..

هز الشرطي رأسه نفيًا : آسف .. هذا شي ما نقدر نتجاوزه ..

التفت أبو ياسر إلى المدير و قال آمرًا : الــــــــــحــــــــــيــــــــن تعطيني نتيجه التحاليل ..

قطب مدير المستشفى حاجبيه و هو يقول معترضًا: مــســتـحيل .. لازم تنتظر يوم على الأقل ..

اندفع أبو ياسر نحوه وهو يقول بعصبية : قلت الحين .. الحين تطلعها .. مستعد أعطيك المبلغ اللي تبيه .. بس الحين تطلعها ..

صمت المدير للحظة و هو يتأمل أبو ياسر.. منظره مثير للشفقة يدرك صعوبة وضعه و ثقل المصيبة على رأسه ..حزم أمره بعد لحظة وقال : انتظروني شوي ..

ثم غادر المكان مسرعًا ..

وجه أبو ياسر نظراته المتألمة إلى الشرطي : وين .............. بنتي ؟؟ ..

أجابه ببساطة و هو يلوح بيده : لا تشيل هم .. الممرضه معها .. توني انتهيت من استجوابها ..

أشاح بوجهه قبل أن يقول : و اش الاجراءات الباقيه ؟؟ ..

: بعد ما ناخذ نتيجه التحليل .. بنروح لمسرح الجريمه .. و نعاين المكان ..

التفت إليه أبو ياسر مجددًا : ثم ؟؟..

شغل الشرطي نفسه بالنظر إلى النافذة : لازم بنتك تعيد اللي صار هناك..

قطب أبو ياسر حاجبيه و صاح باستنكار: ايـــــــــــــــــــــــــــــش ؟؟؟ ..

صمت الشرطي للحظه .. ثم قال بهدوء : أخوي .. اعذرني على اللي بقوله .. لكن بكون صريح معك .. بنتك .. ضاع شرفها ..

احتقن وجه أبو ياسر بشدة ..

و الشرطي يستطرد : إذا تقدملها شخص في المستقبل القريب إن شاء الله.. لابد يكون عندها تقرير من المستشفى موثق و مختوم يثبت تعرضها للاعتداء .. المستشفى ما راح تعطيها التقرير حتى تتأكد من إن البنت ضحيه بالفعل و موب متلاعبه .. يعني تنتظر التأكيد منا .. وبكذا ما نقدر نتجاوز هذا الخطوه أبدًا .. و ثق إن كل شي يصب في مصلحة بنتكم ..

صمت أبو ياسر .. و كلمات الشرطي المنمقة تخفف شيئًا من عصبيته التي أثارتها التحقيقات ..

عقد الشرطي يديه أمام صدره و هو يردف :القصص اللي تمر علينا كثير يا أبو ياسر .. و يا كثر البنات اللي يلعبون و يدورون بعدها على شي يستر فضيحتهم ..

هز أبو ياسر رأسه بغيض و هو يقبض على أصابعه حتى اصفرّت يده ..ثم التفت إلى ابنه الصامت : من يوم ما تطلع النتيجه .. تروح للبيت .. ريح جسمك .. و من بعدها على الاجتماع ..

تحرك حاجبا ياسر في تأثر أن يجزم والده ببراءته بهذه البساطة أمر وارد على معظم الآباء و لكن من والده القاسي .. الأمر مختلف ..

تابع والده حديثه : ما أبي أحد من عمانك يدري بأي شي .. و إذا سألوك عني .. قلهم تعب و ما قدر يجي ..

أومأ ياسر برأسه على الفور .. بلل شفتيه ..و اكتفى .. بالصمت ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رد مع اقتباس
  #6  
قديم April 17, 2015, 02:16 PM
 
رد: رواية عبرات الحنين للكاتبة زهور اللافندر


جدة

15 : 9 صباحاً

جامعة الملك عبد العزيز

كلية العلوم

المبنى السابع

الكافتيريا



مرام و سارة تحتسيان كوبين من القهوة ..

وضعت سارة كوبها على الطاولة و عادت تعبث بهاتفها و هي تقول : و الله قلبي مو مرتاح .. اشبها رهف ؟؟.

قالت مرام بقلق مماثل : غريبه عليها .. أول مره تغيب و ما تعلمنا ..

و أتمّت ساره : و كمان ما ترد على الاتصالات و الرسايل .. الله يستر ..

تنهدت بحرارة وهي تضع سماعة الهاتف على أذنها و انشغلت مرام بتأمل الأجواء من حولها ..

و ..

: ألوووووووووو .. رهاااااااااااااافففففف ..

التفتت مرام بسرعة إلى ساره التي تتحدث بلهفه : وينك يالبايخه .. طيحتي قلوبنا ..هاه ................... كيف ؟؟......................موضوع مهم؟؟!!! ................... متى ....؟؟..... آه .. طيب ........ طيب ....... مع السلامه......

أغلقت هاتفها ..

هتفت مرام بلهفه مماثلة : هاه .. ؟؟ ..

هزت ساره كتفيها و هي تزفر: و الله ما أدري .. تقول مُرّوا عليا أول ما تخرجون.. تبغى تكلمنا في موضوع ضروري بس صوتها ما كان عاجبني .. الظاهر في موضوع كبير .. الله يستر ..

تناولت زجاجة الماء الباردة و رفعتها إلى شفتيها ، تصاعد رنين هاتف مرام فأدخلت يدها في حقيبتها لتخرجه و هي تنظر إلى ساره في عتاب: أقول .. اكفينا شر وساوسك .. ويللا قومي .. و .. ( شهقت بقوة )..

# بووووووووووش #

اندفعت المياه من بين شفتي ساره : كح .. كح .. كح ..

وضعت مرام الهاتف على أذنها بسرعة وهي تهتف : ألــــــــــــووووووو ..

رفعت ساره يدها إلى رقبتها و هي تسعل بشدة و من ثم تمتمت بصوت مبحوح : خير ؟؟ ..

لم تستمع مرام إلى سؤالها و تابعت الحديث في الهاتف : ووووووينك يالخبله ؟؟ .. أخيراً شحنتي جوالك ؟؟ ..

اتسعت عينا ساره و هبت من مكانها و هي تقول في صدمة : تــــــــــــســــــــاهــــيـــر !!!! ..

اندفعت و جلست إلى جوار مرام وهي تمد يدها بلهفة شديدة : أعطيني أكـــلــمــهـا ..

التفت مرام إليها و هي تدفع يدها : لحظظظظظه ...... ألو .. ايوه .. كيفك انتي .. اشخبارك ..كيف أمك .. ؟؟ .. هاه .. ايوه .. و الدبه المعفن الله لا يبارك فيه ؟؟ ..

أخذت ساره تشد الجهاز بيدها بإصرار و هي تصيح : مرااااااااام لا تغتابينه و تروح حسناتك له .. و دحيييين .. أعطينييييي ..

هتفت مرام بحنق و الهاتف على أذنها: أستغفر الله العظيم .. خذيها معاك رجتّني .. لصقة جونسن ..

أخذت ساره الهاتف وصاحت: ألـــــــــــــــــووووووو .. هلا و غلا و مرحبا ..

وصلها صوت تساهير المرح : هلا فيكِ سوسو .. و حشتييييييييني ..

هتفت ساره بعتابِ المُحِب : وانتي أكثر يالقااااااطعه .. دوبك تفتحين الجوال .. وينك من شهرين .. ؟؟ ..

تنهدت تساهير و هي تقول بنبرةٍ حزينة: آآآآه يا ساره .. الحمد لله على كل حال .. المهم .. انتو كيفكم .. رهف كيفها من أمس ادق عليها ما ترد !!..

أجابتها ساره و هي تطرق بيدها على الطاولة: و الله اليوم ما داومت مشغوله شويه ..

هتفت تساهير بقلق : اشـــبها ؟؟؟!! .. مو من عادتها تغيب !!!!!!..

ارتبكت ساره للحظة و هي ترفع بصرها لمرام: هاه .. رهف ..؟؟!!

أشارت إليها مرام على الفور بــلا .. فأومأت ساره برأسها و هي تقول بنبرة مطمئنة : لا .. لا تشلين هم .. طيبه و بخير بس تعرفين أبوها ..

همست تساهير : الله يعينها ..

...................... : يا حــــــــــــــــــــمـــــــــــــــاره ..

اتسعت عينا ساره من شدة الصرخة التي وصلت إليها من طرف تساهير..

هتفت تساهير على عجل : ساره .. جـــــــا .. يلا بااي ..

و أغلقت الخط ..

قطبت ساره حاجبيها و نظرت إلى الجهاز بخوف ..

سألتها مرام بقلق : خيييير ؟؟ ..

تنهدت ساره و هي تعيد لها الجهاز : و مين غيره ؟؟..

هزت مرام رأسها في أسف و هي تتمتم : حسبي الله و نعم الوكيل عليه اللي ما يخاف ربه ..

عادت ساره إلى مقعدها و هي تقول : تمام انك نبهتيني على موضوع رهف ..مسكينه .. يكفيها همها .. ليش نحمّلها هم غيرها ..

أطرقت مرام برأسها و هي تغمم : غير كذا انتي تعرفين معزة رهف ف قلبها ..

حملت ساره حقيبتها ونهضت و هي تنظر إلى ساعتها : يلا قومي ..

نهضت مرام و ساره تقول لها : كفااااااااارة المجلس .. أنا ما أدري انتي متى بتوبين ..

ابتسمت مرام : سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك ..

ثم حملت حقيبتها هي الأخرى و أخذت تسير بجوار رفيقتها .. و كلاهما فقدتا كل رغبةً للحديث ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@



تبوك


17: 9 صباحًا


بعيدًا عن الأحياء الراقية و القصور الفخمة .. بعيدًا عن ضجيج المحركات و اختناق الطرق بالسيارات ..

حي شعبي و منازل متهالكة .. يلفها الهدوء و السكينة و تحرق جدرانها أشعة الشمس الساطعة ..

.


و هناك في أحد تلك البيوت

.


أخفت جوالها بسرعة تحت الوسادة ثم وقفت في ثبات و قلبها يرتعد من الداخل ..

دُفع الباب بشدة و من خلفه يصرخ كالمجنون: ويـــــــــنــــــــك يالملعوووووونــــــــــــه ؟؟ ..

تراجعت إلى الخلف و هي تتمتم : هنا ..

اندفع نحوها بسرعة و شد شعرها في غضب و هو يصرخ : أنـــــا كـــم مـــره قـــلــتــلـك جــلــسـه فــي الــغــرفــه مـــا فــيه هـــــــــــاه ؟؟ ..

صرخت في ألم وهي تضع كفيها على يديه : كــــــــنــــت تــعـــــبــانــه و أبـــــــغـــى أرتـــــــــــــااااح ..

أخذ يجرها بقسوة نحو الباب وهو يصيح : انتي الظاهر ما تسمعين من مره وحده ..لازم أكسر راسك عشان تفهمين اللي أقوله ..

و ضعت يديها على جانبي رأسها و هي تغمض عينيها و تصرخ من شدة الألم : خــــــــــلااااااااص يا عمي .. خلاااااص الله يخليييييييييييك ..

سحبها إلى خارج الحجرة و من ثم إلى المطبخ قبل أن يدفعها على البلاط و صراخه يغطي المكان: انقلعي سويلي شاهي .. بــــــــــــــــــــســرعـــــــــه ..

ثم ركلها في معدتها بكل ما يملك من طاقة ..

صرخت في حرقة شديدة .. فانتفض في غضب و سحب العقال من فوق رأسه ..

و انهال ضرباً على جسدها النحيل : صـــــــــــــــــــراااخ ما أبغى .. ما أبــــــــغااااا .. ســــــــــــااااامعه ..

عضت على شفتها و اللسعات الساخنة تحرق جسدها و الدماء تغلي في عروقها ..كانت تدرك بأن عليها أن تصمت ..أن تطبق على شفتيها حتى يزول العذاب سريعاً ..لذلك تحاملت على نفسها بشجاعة ..و منعت نفسها من الصراخ ..إلى أن انتهى من متعته الكبيرة .. ( ضربها ) ثم مضى تاركاً إياها وسط المطبخ العتيق و لسانه لا يتوقف عن إطلاق السب و الشتائم ..

تساقطت الدموع الساخنة من عينيها الحزينتين و تعالى خفقان قلبها الجريح ، رفعت يدها بصعوبة إلى رأسها ثم همست من بين شهقاتها المكتومة : يا ربي رحمتك ..


@@@@@@@@@@@@@@


الرياض

قاعة الاجتماعات الكبرى في الشركة

00 : 10 صباحاً



يتوسط الطاولة أبو خالد ..

عن يمينه خالد ( أبو فيصل ) ..

عن يساره سطام ( أبو نواف ) ..

أما الشباب( باستثناء نواف ) فقد جلسوا في أماكن متفرقة ..

و برفقتهم إخوتهم الباقين ..


عزام

فارس

نادر


الأبوان انشغلا بمناقشة بعض الأمور مع الجد ..أما الأبناء فكل منهم كان ينتظر بطريقه مختلفة عن الآخر ..

منهم من يشعر بقلق شديد و أولهم ياسر وقد بدا ذلك ظاهراً على محياه الذي خلى من لون الدم و رجله التي يحركها بتوتر و عيناه الشاردتان في الفراغ .. و منهم المترقب كعزام ..

.

فارس كان متشوقاً للقاء تركي فلم يره منذ زمن ..يكرهه بشدة و يتمنى أن يدخل في شجار معه ..

.

أما بالنسبة لفيصل و نادر فالأمر كان لا يتعدى مجرد اجتماع جديد من اجتماعات الشركة المعتادة ..

.

مال فارس بجسده إلى فيصل وهمس في أذنه : ما كنه الأخ تأخر ؟؟ ..

نظر فيصل إلى ساعته : لا .. أكيد على وصول ..

و لم يكد يُنهي عبارته حتى ارتفع أزيز مكبر الصوت بجوار أبو خالد ..

ضغط على المفتاح فوصله صوت الموظف : الأستاذ تركي وصل ..

هتف أبوخالد : خله يدخل ..

تنفس الجميع الصعداء و علقوا أنظارهم بالباب الضخم ..

و أخيراً ..دلف تركي بطوله الفارع و جسده الرياضي الممشوق .. بشرة قمحية ، عينان جذّابتان ، أنف شامخ ، شارب خفيف مرتب متصل بـ(سكسوكة) أنيقة.. تحدث بهدوء : السلام عليكم ..

وقف أبو خالد و وقف الجميع معه و ردوا عليه السلام و من المتوقع .. بل من باب الاحترام أن يتوجه تركي إلى جده ليسلم عليه و هذا ما دفع أبو خالد إلى النهوض ولكن ... توجه تركي مباشرةً إلى الكرسي الذي يقع مقابل أبو خالد .. في الطرف الآخر من الطاولة و جلس عليه بهدوء .. قطب أبو خالد حاجبيه و نظر الجميع إليه باستنكار..

وجّه تركي نظراته الخاوية وحديثه إلى جده : استرح يا أبو خالد .. كلامنا طويل ..

زوى أبو فيصل ما بين حاجبيه.. و همّ بالحديث و لكن سبقه والده : تفضلوا اجلسوا ..

جلس الجميع و الأبناء يتمنون أن يمضي الاجتماع على خير .. لأن البداية كما يبدو غير مطمئنة .

.


افتتح أبو خالد الحديث : الحمد لله على السلامة يا تركي ..

رد تركي ببروده المعتاد : الله يسلمك ..

لوح أبو خالد بيده : طبعاً انت عارف أنا ليش طلبتك تحضر هالاجتماع ..

ابتسم تركي بسخرية : أكيد ..

لم ترق تلك النبرة الساخرة لأبو خالد و لكنه لم يحاول أن يجادل بل سأل حفيده بنبرة عادية: و ردك ؟؟..

وضع تركي كفه على الطاولة : ردي معروف .. لكن قبل كل شي .. أحب أعلمك اني.... خطبت ..

تيار كهربائي قوي صـــــــــــــــعـــق كل من في القاعة باستثناء واحد منهم ..

~ عزام ~

الذي وجه إلى تركي نظراتٍ قوية لم يلق لها الأخير بالاً ..

نهض أبو نواف و الصدمة متفجرة على وجهه ..ابتسم تركي بسخرية خفية و هو يرى الصدمة على وجهه ثم أعاد يده إلى مكانها و هو ينقل بصره إلى أبو خالد الذي اتسعت عيناه: هذا أول شي لازم تعرفونه ..

ارتعدت فرائص أبو نواف غضباً و هو يصيح : يالــــــــخسيس .. و بــــنــــت عـــــمــــــك ؟؟؟..

رفع تركي أحد حاجبيه و هو يسند ظهره إلى الخلف : مين .. ؟؟ ..

ثم ابتسم بسخرية : آآه .. قصدك عروب .. يا الله .. تصدق نسيتها ..

الجميع تفاجئ من وقاحة تركي الغريبة ..و عندما حاول أبو نواف أن يتوجه إليه ..قبض أبو فيصل على كتفه و هو يقول بصوته الوقور : أبو نواف .. اجلس .. تعوذ من ابليس ..

و لكن .. من المستحيل أن يكفي ذلك لإطفاء نيرانه همّ بالسير مجددًا..

فصاح أبو خالد عليه : ســــــــطّــــام .. اجلس ..

نظر أبو نواف إلى والده في دهشة فمنحه أبو خالد نظرة قوية أجبرته على الجلوس ..

التفت أبو خالد إلى تركي و سأله بحنق : و بــــــــنـــت مــــــن ؟؟ ..

أجابه تركي بهدوء : حسن ناصر ..

هب أبو خالد فزعاً .. وصرخ : حــــــســــــن نــــــاصــــــر!!!!!!!!!!!!! ..

قال تركي بلا مبالاة : ايوه .. حسن ناصر .. رجل أعمال معروف في جده ..

صرخ أبو خالد في غضب : انـــــــــت تــجــنـــنت لجل تـــــــناسب واحد حــــــــــــقــير مــــــثلـــــــه ..

دفع تركي جسده إلى الأمام و نظر إلى أبو خالد في تحدٍ : أعتقد اني مسؤول عن نفسي .. و أنا حر في اختيار اللي أناسبهم ..

هز أبو خالد رأسه في حنق : الله لا يبارك فيك يا ساميه الكلـ

قاطعه تركي بنهوضه المفاجئ و هو يتحدث بصوت مرتفع صارم: عن الغلط يا أبو خالد .. أمــــــــــي و ما أسمح لأحد يغلط عليها لو مين ما كان ..

صرخ أبو خالد في عصبيه احمّر لها وجهه: ذي أم ذي اللي تربي ولدها على عصيان جده و أعمامه ؟؟؟؟ .. ذي أمي اللي تبعد ولدها عن أصله وفصله ؟؟؟ ..

و رفع إصبعه في وجه تركي : لـــــــــكـــن انــــــت الأهبل الجبان اللي تخلي مـــــره تتحكم فـــيــك ..

ضحك تركي في سخرية : لا وانتا الصادق .. مو أمي اللي بعدتني ..أنــــــــــا اللي فهمت اللي يصير..

امتقع وجه أبو خالد .. قبل أن يقول بنبرة حادة : انت واش تقول ..؟؟ ..

أجابه تركي بنظرةٍ قوية : قريب راح تعرف أنا اش أقول ..

ترك مكانه وتوجه إلى الباب لكن استوقفه أبو خالد : تـــــــــركــي لحظه ..

توقف تركي و استدار لمواجهة جده .. كتم أبو خالد غيظه و هو يقول : ارجع .. موضوع خطبتك و خلصنا منه.

التفت أبو نواف في حده إلى والده الذي استطرد بهدوء غريب: تبــقى موضوع عملك في الشركه ..

ابتسم تركي بسخرية و قال ببرود و هو يرفع أحد حاجبيه : أية موضوع ؟؟ ..

هتف أبو خالد بصرامة : تـــــــركــــــــــي .. عن اللف و الدوران مصيرك بترجع و تشتغل هـــــــــنــا ..

ضحك تركي في استخفاف : لاااااااا .. من جد استخفيت..

صرخ أبو فيصل في غضب : عــــــــــــن الـــــــــــغـــــــلـــــــــط ..

استطرد تركي بصرامة و كأنه لم يسمع شيئاً : راح زمن التحكم و الاستبداد يا أبو خالد انتا وعيالك .. تركي دحين صحي و وعى للي حوله .. عرفه اللي له و اللي عليه ..

استيقظ فارس من سباته فجأة و قد اشتعلت النيران في صدره ..نهض مع البقية و صرخ : واش هاللغه الجديده اللي تكلمنا فيها ؟؟..

التفت إليه تركي باستحقار و قال : انتا آخر واحد تتكلم .....أصلاً الكلام معاكم ضايع ..

و خرج مع الباب ثم أغلقه خلفه بعنف ..

كان ياسر فاغرًا فاه في صدمة حقيقية و مشاعر مختلفة تختلط في صدره ..صدمة من موقف تركي ..و .. فرح غريب بأنه قد فسخ الخطوبة ..

.

تطاير الشرر من عيني فارس و أبو نواف ..أما الصدمة فكانت من نصيب البقية ..

و أولهم ..أبو خالد ..

صاح فارس بغيظ : شـــفـــت الـ

قاطعه عزام بحدة : خلاص ..

التفت إليه فارس بعصبية من دون أن ينطق..

أما أبو خالد فجلس على مقعده و هو ينتفض من شدة الغيظ : هذا اللي كنت خايف منه ..الله لا يوفقك يا ساميه .. الله لا يبارك فيك ...

@@@@@@@@@@@@@@@@@@



عائلة متعب بن علي الـ*****


الأب : متعب , رجل أعمال مسن , ذائع الصيت .


الأم : حمده , متوفاة .


الأبناء

.

.


1- خالد >>أبنائه : فيصل ( 29 سنة ) فارس ( 27 سنة ) نادر ( 24 سنة)


2- سطّام >> أبنائه : نواف (29 سنة ) عزام ( 28 سنة ), بناته : ربى ( 23 سنة )


3- مشاري >> أبنائه : ياسر ( 27 سنة ) مروان ( 10 سنوات ) , بناته : عبير ( 25 سنة) , عروب ( 22 سنة )

___________


البنات

.

.

1- مزنه>> أبنائها: ريان ( 19 سنة ) يوسف ( 9 سنوات ), بناتها : ضاويه ( 26 سنة ) مضاوي ( 20 سنة )


2- مزون >> أبنائها : ناصر ( 17 سنة ) , بناتها : هند ( 15 سنة ) هنادي ( 20 سنة) هدى ( 10 سنوات )
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


الرياض

المستشفى

في نفس اللحظات



توجه أبو ياسر إلى حجرة ابنته و حزن رهيب يطغى على جوارحه ..

.

هاله المنظر ..منظر المستودع و الأدوات الملقاة و القطع المحطمة مما يدل على مقاومة عروب المستميتة.

انتهت الشرطة الجنائية من فحص المكان و أخذ عينات من الحمض النووي التي تطابقت مع العينة التي أُخذت من عروب .

أُثبتت براءة ياسر منذ أن ظهرت النتيجة الأولى و الآن .. حانت المهمة الصعبة فالإجراءات تقتضي أن تعيد الفتاة مشهد الجريمة أمام المحققين ليتأكدوا من أنها لا تكذب ليتأكدوا أنها ضحية بالفعل و ليست متلاعبة ، مما يضمن لها الحصول على التقرير .


.


توقف أمام باب حجرتها و تنفس الصعداء ..تحاشى أن يقابلها منذ أن وصله الخبر ، لا يدري كيف سينظر إليها كيف سيواجهها ؟؟..ابنته ..فقدت أغلى ما لديها .

ربما كان من الصعب أن ينطق بذلك و لكنه .. يثق بها .. يثق ... بكل أبنائه بلا استثناء .. و إن كان يخفي ذلك دائمًا بقناع من الصرامة و الجفاء .

إلا عروب .. ابنته الصغرى.. يدرك حساسيتها ..رقتها ..و شفافيتها ..ضعفها .. و هشاشة قلبها .

ربما لم يقدم لها الحنان و لا الحب .. و لكنها بالرغم من كل ذلك كانت تحاول أن تتقرّب منه دائمًا .. و بشتى الوسائل .

ترقرقت الدموع في عينيه و هو يتذكر ابتسامتها الخجولة و شعرها الأسود الحريري الذي يحيط بوجهها بكل نعومة .

.


طرق الباب بهدوء و لم يمض الكثير قبل أن تفتحه الممرضة المنقبة التي عرفته فقد رأته سابقًا وهو يتحدث إلى الطبيب .. أفسحت له المجال على الفور و غادرت المكان و لكنها كانت قريبة تحسبًا لأي طارئ .

.

كانت شاردة الذهن ، شاحبة الوجه ، ضعيفة الملامح .

.

توقف أمام السرير و دموع قلبه .. تنهمر ..

.

زوت ما بين حاجبيها بخوف و همست باسم الممرضة : أفنان ؟؟..

رفعت رأسها على الفور ..و..اقشعّر جسدها ..اشتد شحوب وجهها حتى حاكى وجوه الموتى ..

.

رق قلبه و هو يرى فكها السفلي المرتعد و عيناها المتسعتان في ذعر ، دار حول السرير حتى توقف إلى جوارها ، تساقطت دموع الرهبة من عينيها ..لم تجرؤ .. أن ترفع بصرها إليه ..لم تجرؤ .. أن تواجهه ..إنه الصخرة التي تخشى أن ترتكب أي خطأ أمامها حتى لا تسحقها بلسانها السليط و يدها الجارحة ..تلك اليد التي لمست وجهها و أدارته بلطف .. انتفض جسدها أكثر ..و هي ترتجف ..و ترتجف ..و ..لم تشعر ..إلا و هي بين ذراعي والدها : بنتي .. عروب ..

شهقت .. شهقت في صدمة ..لوعة ..حرقة .. صوت والدها المتهدج فتح صمام الأمان الذي كتمت به صرخاتها الجريحة .. تشبثت بوالدها و أطلقت لمشاعرها العنان .. خوفها ..ألمها ..و حدتها ..أفرغتها بأنهار من الدموع و سيل من الصيحات المخنوقة ..

والدها ؟؟!!..والدها .. يضمها إلى صدره ؟؟!!!..بين ذراعيه ؟؟!!!!..يربت على ظهرها ؟؟؟!!!!..كيف ؟؟؟!!!!

كيف همس باسمها بذلك الصوت المتهدج ؟؟؟!!!! ..أيعقل ؟؟!!!! ..أيعقل أنه ذلك الرجل القاسي ؟؟!!!!..أيعقل أنه هو نفسه ؟؟!!!!.

صرخت في حرقة : أبووووووووووييييييييي .. لا تخليني لوحدي يا أبوووووووووويييي ..

لا تخليني لوحدييييييي .. و اللي يخلييييييييييك ..

دمعت عيناه و هو يضمها إلى صدره أكثر و يهمس: أنا بجنبك يا بنتي .. بجنبك ..

شهقت بقوة و هي تتذكر أوجاعها و صاحت: طـ .. طــــــلــعني من هناااا .. ما أبــي أجـــلس في المستشفى ..

ما أبيييييييي ..

ربت على شعرها بحنان دافق وهو يقول مهدئًا : الحين .. الحين بطلعك .. بس اهدي شويه ..اهدي و ما يسير خاطرك إلا طيب ...

هزت رأسها موافقةً و هي بين ذراعيه.. تحاول أن تبث إلى نفسها المنهارة القليل من الأمان ..

ابتعدت عنه بعد لحظات و سألته بخوف : أبـــــــوي .. يـ .. ياسر ..؟؟!!

طمأنها بإيماءة من رأسه و نظرة متفهمة : بخير .. لا تشلين هم ..

جلس على المقعد بجوار السرير و يدها الضعيفة لا تزال ممسكةً بثوبه .. ربت عليها بلطف .. و قلبه يحترق على طفلته .

زمت شفتيها بألم و أطرقت برأسها تدرك مقدار الجرح المعلّم في قلبه و الذي قد يفوق جرحها ..غطت وجهها بكفيها تمنع أعصابها المنهارة من الانفجار مجددًا ..

تمتم بحنان : بنتي .. باقي كم شغله .. و ترتاحين ..

ابتسمت في نفسها .. بسخرية ....... ترتاح ؟؟!!!! ..

صمت قليلاً.. قبل أن يقول بحذر: الشرطه .. تبيك تعيدين اللي صار ..

انتفض جسدها في لوعة و التفتت إليه بحدة و هي تصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااا ..

صرخت بانهيار و هي تهز رأسها : لاااااااا .. لا يا أبوي .. لااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..

هب من مكانه .. و أمسك بيديها و هي تصرخ في حرقة باكية : تكفى يا أبوي .. تكفـــــــــــــىااااا ..

ما أقدر .. ما أقـــــــــــــــــــدر ..

بكت .. بكت في مرارة ..و ذكريات الحادثة تتكرر في عقلها و تلهب روحها .. ذكريات الألم تنهش جوارحها ..

ضمها إلى صدره و هو يدافع دموعه الساخنة: يا بنتي اهدي .. تعوذي من ابليس ..

دلفت الممرضة إلى الحجرة بذعر ثم رفعت حاجبيها بتأثر ..

صاحت عروب و هي بين ذراعيه : ما أقدر .. يبه .. يبه ارحمني .. ارحموني .. ما أقدر ..

و الله صعب .. ( شهقت ) ..صعبببببب ..

أغمض عينيه .. فسالت دمعة ملتهبة على خده .. دمعة كسرت القسوة و العنفوان .. قبّل رأسها بحنان و هو يهمس : أنا بجنبك ..

لف الحجرة نشيجها الحزين و آهاتها الموجوعة.. مشهد أليم .. رسم جزئًا مما يعتمر في نفسها من العذاب ..

عذاب شعر به والدها كما شعر بدموعها الساخنة تبلل ثوبه الأبيض ..جلس بجوارها .. إلى أن .. هدأت قليلاً و عندها تركها .. ثم خرج ...

.


: أعتقد سمعت بإذنك .. و شفت كيف نفسيتها تعبانه ..

رد عليه الشرطي : ممكن نأجل الموضوع لباكر .. لكن .. بنحجزها في المستشفى ..

أطرق والدها برأسه.. كانت التحقيقات تثير عصبيته يمكنه أن يخرج نفسه من براثنها كما يفعل دائمًا بمساعدة أصدقائه ..و لكن الأمر صعب الآن ..و المصيبة أكبر تتعلق بشرف ابنته الذي يجب أن يحافظ عليه بحياته لو كلف الأمر ..

رفع رأسه مجددًا و هو يقول بحزم: لا .. اليوم ننهي الموضوع ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية رواية بعثرت أرواح عاشقة للكاتبة إكراموا Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 31 March 30, 2015 05:47 PM
رواية وش فادني صبري ومقطان الحنين اللي سرق عطري سنين للكاتبة أنا روح حال Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 64 March 20, 2015 04:05 PM
ملخص رواية سلالم النهار -رواية للكاتبة فوزية شويس السالم Yaqot روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 May 8, 2014 10:41 AM
تعرفي علي مراحل نمو الجنين في الثلاث شهور الاولى Yaqot امومة و طفولة 0 April 19, 2014 03:32 PM


الساعة الآن 07:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر