فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الحياة الاجتماعية > نبض مواطن

نبض مواطن أخبار و مقالات و عواميد صحف يوميه, صور كاريكاتوريه تحكي واقع الوطن والمواطن

الإهداءات



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم March 5, 2015, 08:46 AM
 
أسلحة التدمير الفقهي الشامل

أسلحة التدمير الفقهي الشامل

كاظم فنجان الحمامي

قديما كان الناس يخشون على الفقهاء من بطش السلاطين والأمراء، أما اليوم فالناس يخشون على أنفسهم من بطش بعض الفقهاء، الذين تخصصوا بنشر أسلحة التدمير الفقهي الشامل، فالفتاوى التي يطلقونها لا تقل خطورة عن حملات الإبادة البشرية، لأن المغرر بهم من أصحاب العقول المشفرة لا يملكون القدرة على رفضها والاعتراض عليها، حتى لا يضعوا أنفسهم في مواضع الشبهة والعصيان.
قال الداعية (أحمد ديدات): (أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل، يتعصب لجهله، بأفعاله يشوه ويدمر صورة الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام).
لوعدنا قليلا إلى الوراء لوجدنا أن بوادر التسليح الفقهي الشامل ولدت بولادة التثقيف العقائدي المدعوم من قبل البيت الأبيض ضد التواجد السوفيتي في أفغانستان، والذي حظي بتأييد غالبية المسلمين بدعوى التصدي للغزو الكافر لبلد مسلم، لكن هذا المسوغ استغل من قبل المتطرفين والتكفيريين، الذين رفعوا شعار الجهاد داخل بلدانهم كامتداد لجماعات التكفير والهجرة، ثم تعمقت أفكار صناعة الموت، وتوسعت جبهاتها القتالية بظهور مدرسة طالبان في أفغانستان، وشيوع مفاهيم (الجهاد) بصيغتها التكفيرية الضيقة. ما أدى إلى ولادة جيل متشنج من دعاة (النفير) المؤيدين للإرهاب، والداعمين له. فكانت شبكات التواصل الاجتماعي هي المنافذ المفتوحة لتيارات التحريض على العنف الطائفي، وهي الأبواق التي غررت بالشباب، وساقتهم نحو أوكار التضليل الفقهي. وهكذا كانت سوريا ومن بعدها ليبيا والعراق هي الأهداف الحصرية، بينما لا نجد من يدعو للجهاد ضد إسرائيل لأسباب لم تعد خافية على أحد.
ولسنا مبالغين إذا قلنا أن (
تقي الدين النبهاني) الأمين العام (لحزب التحرير الإسلامي)، والمؤسس الأول لخلايا الإرهاب بصورتها البدائية، هو الذي أفتى بوجوب تعليق الصلوات الخمس إلى قيام الخلافة الإسلامية، فما لم تقم الخلافة فلا يجب على المسلم أن يصلي، وربما كانت هذه الفتوى الشاذة هي التي دفعت (جبهة الإنقاذ) في الجزائر أن تذبح 114 إماماً ذبح النعاج لأنهم أقاموا صلاة الجمعة.
يقول هذا النبهاني في كتابه (حزب التحرير صفحة 17): (والدار التي نعيش فيها اليوم هي دار كفر لأنها تطبق أحكام الكفر وهي تشبه مكة [الوثنية] أمام بعثة الرسول)، ويقول في هذا الكتاب أيضاً: (وبلاد المسلمين اليوم لا يوجد فيها بلد، ولا دولة تطبق أحكام الإسلام في الحكم وشؤون الحياة، لذلك فإنها كلها تعتبر دار كفر ولو كان أهلها مسلمين). (أنظر المصدر السابق صفحة 32)، وبالتالي فأنهم يكفرون الناس كلهم حكاماً ومحكومين، ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولا يترددون أبداً في إطلاق ذئابهم في شرق الأرض وغربها لقتل الناس بالجملة، وترويعهم بأساليب إجرامية غير مسبوقة.
وأترك لكم المجال في البحث عن المجرم الذي أفتى بتكفير جميع الفلسطينيين الذين بقوا على أرض آبائهم وأجدادهم ولم يتركوها للاحتلال الصهيوني، بقوله: (على الفلسطينيين أن يغادروا بلادهم ويخرجوا إلى بلاد أخرى، وإن كل من بقي في فلسطين منهم فهو كافر). أنظر (
جريدة اللواء الإسلامي الأردنية بتاريخ 7/7/1993)، وقد رد الدكتور (علي الفقير) على هذه الفتوى بقوله: (إن هذه الفتوى صادرة عن شيطان). وما أكثر الشياطين الذين نشروا أسلحة التدمير الفقهي الشامل في أرجاء هذه الأمة، التي تمر اليوم بأبشع أيامها.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين

 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حمل كتاب أسلحة الخداع الشامل زيـــن العـآبديـن كتب السياسة و العلاقات الدوليه 99 July 20, 2014 08:20 PM
بحث حول أسلحة الدمار الشامل ashraf_2004 بحوث علمية 5 March 9, 2011 03:47 AM


الساعة الآن 11:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر