الذكريات والاحلام (( الجزء الاول ))

لم أفكر يوما من الايام ان اكتب مذكراتي .. لا اخفي على الجميع كم يحزنني كتابة مذكراتي التي لااعلم هل هي خالدة ام لا ؟؟ فعلا انا مجنون .
دائما ابحث عن نفسي بين الطبيعة بعد ان فقدتها .. اجلس عند النهر وحين تهب نفحة من النسيم وتقع اشعة الشمس علي .. وقتها تبدء رحلتي مع الذكريات والاحلام .
منذ الطفولة وانا احلم .. واعلم اني احلم .. واني ضيعت جذوري تحت الشجر .. في العاشرة من عمري حلمت كثيرا .. طفت الدنيا .. سكنت القمر .. غنيت لحن البراءة .. وبكيت في مرقدي حين استيقظت واكتشفت اني احلم .. وفي العشرين تكلمت كثيرا وبجميع اللغات .. ادمنت الكلام لاني خدعت بقايا عمري .. وكتبت كثيرا وقراءت كتبا مزورة صامتة .. لم انسى كلمة ولاحرف .. ومن عادتي ان اكون نائما ساعة القراءة كما يصنع الاخرون .. والان لم يعد مسموحا لي ان احلم وان اتكلم بل حتى ان اسافر الى اي مكان واي كتاب .
دائما يستهويني الجمال بكل انواعة .. سطرت اجمل ماورد في ذهني من كلمات .. كنت احب كل فتاة تراها عيني او تسمعها اذني .. في يوم من شهر سمعت صوتا جميلا .. كانت مجرد صدفة لم تتجاوز بضع دقائق وكأنها ثانية لم تحتسب في ميزان حياتي .. عبرت هذه الثانية عن اشياء كثيرة من بحر الاعجاب .. أدركت في ذلك الوقت ان الكلمة والنظرة الاولى حقيقة وليست خيال .. احببت ذلك الصوت كثيرا .. لقد رسمت صورة صاحبة الصوت في خيالي على انها ملكة ملكات الجمال .. تخيلت عينيها الجميلتين وهي مكحلة بشلالات شعرها النائم على كتفيها .. وجبينها الساطع ببياض الفجر ولون الشمس .. والفراشات الملونه تطارد شفتيها تعتقد بانهما روضة مزهرة بالنرجس والياسمين والبنفسج .. وان وجهها يعبر عن مافي قلبها وكأنها طفلة لاهية في بستان البراءة والجمال .. تخيلتها طفلة تتعثر في اولى خطواتها .. وشابة تتزين لأجمل العمر .. وناضجة تتباهى بثراء التجربة .. فالبصورة والصوت عرفت مكاني منها .. اصبحت بسماع اسمها كالندى المتطاير .. انشد لها اغنيات الهوى لتنام بين عينيها .
نعم لا انكر اني احببتها من كل قلبي .. وان كياني يرافق كيانها في كل لحظة وثانيه اعيشها في حياتي .. لا استطيع ان انكر هذا فانه احساس ينبع من كل عضو من اعضاء جسمي واني لا ارى احدا في هذا العالم غيرها .. اعشقها ابتسامة تضيء وجهه الربيع في خديها .. اعشقها صبحا يتدلى قنديلا من شفتيها لينير طريقي .. اعشقها مطرا يغسل بنور الشمس كل احزاني .. اعشقها عواصم في مدن احلامي .

بين ذراعيها اجد الحنان .. واجد الدفء وظل الامان .. ليس لي من الجىء اليه هاربا من همي وحزني وغدر الزمان .. بين ذراعيها اغمض عيني واحلم بمقدم يوم جديد سعيد .. ولكن حين تنام وتغمض عينيها .. قلبي يبصرها يدرك كل شيء .. يرى الحسن بجمالها حين ترتسم الابتسامة بشوق تعدو شفتيها .. اود لو ابحر في قلبها دون شراع .. وتتلاطم الامواج فتغرق سفينتي باعماق قلبها .. سابقى لأجلها غريقا في قلبها .. عميقا في انفاسها .. قريبا اليها .. فمهما قلت او كتبت لا استطيع ان اعبر لها عن مدى حبي .. فهذه الكلمة ذات معنى واحساس .. هذه الكلمة تهز جسمي وتعبر عن احساسي وتنتعش بها روحي .
احبها دما يسري في عروقي .. احبها نبضا ينبض بها قلبي .. فمن اجلها احببت كل الدنيا .. لاني اراها في عينيها .. ولان حبي لها هو اكبر واكثر من ان يعبر عنه قلم او يصفه لسان او يتسع له مكان .. لم ينسى عقلي اسمها .
في هذه اللحظة تتوقف نفحة النسيم .. وتسطع اشعة الشمس على راسي وتزداد حرارةالشمس .. فادرك .. حتى الطبيعه استكثرت علي لحظة فرح وان كانت مجرد حلم .
واعود من حيث اتيت .. امشي والحزن معي يمشي .. اتهرب منه يلحقني .. اتوقف يتوقف معي .. يقترب مني .. يهمس لي .. احاول الا اسمعه .. اغلق اذني .. امنعه .. اغمض عيني .. اتجاهله .. لكن افعالي لاتنفع .. فهو الى قلبي يتطلع .. ويحاول الا يتركني الا وانا مطيع ومسلم واليه مستسلم ..
وبعد استسلامي لا املك الا ان اودع حلمي الجميل .. ولكن بأي اللغات اودعه .. فلغات الاض كلها متحدة عاجزة عن البوح بألمي .. لا . . لا . . لا اسميه الما .. بل هو فوق الالام والحسرة والندم .. وتلك اللحظات التي تدنوا مني دون ان تكون لدي القدره على صدها او مواجهتها .. هي اصعب امتحان امر به في حياتي .. لحظة وداع حلمي تأتي لتنتزعني من بين السعادة والابتسام لتلقي بي من جديد بين احضان اللهفة والدموع وانتظار حلم جديد سعيد .
انتظر الحلم .. كما ينتظر المهد خطوات الطفل .. وكما تنتظر النحله رحيل الشتاء .. انتظر وانتظر .. لايهمني ان جاء حلمي الجديد في هذا القرن اوفي القرون القادمة .. المهم ان احلم .
ايها الحلم الجميل الذي مازلت صامدا في وجه رياح النسيان .. ارجوك ارحمني من هذا العذاب .. فعود الي لتعود روحي وتستقر .. فأنت الماضي والحاضر والمستقبل .. انت شاهد اثباتي الوحيد .. فذهبت وذهبت مني براءتي وحقيقه امري .. وحكمت علي بالعذاب ودوامة الزمان .
وكانت النهاية غير كل النهايات .. وكانت الحلقة الاخيره .. اني نمت ونسيت ان اكتب مذكراتي .

روووعه

يعطيك العافيه 00