فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم August 26, 2014, 06:22 PM
 
قصة رائعة .. تزوّجت طفلة ... لا تفوتكم


(1)
يحكى أن رجلا في الأربعين كان يعمل طبيبا شعبيا يدعى ( سيّد ) تزوّج ثلاث نساء في حياته فالأولى تزوجها عندما كان في العشرين من عمره ولكنها ماتت ثم تزوّج امرأة أخرى وما لبثت إلا يسيرا فجرته ثم طلقها وأما الثالثة فإنهما لم يكونا على وفاق قبل أن يدخل بها فرجعت إلى بيت أهلها ..ومضت السنين حتى دخل في الأربعين , فقال له أحد إخوانه لابد أن تتزوج امرأة تربيها على يديك فتتعلم طباعك وتفهم أطباعك ولكنه رفض كل هذا وبينما كان في محل العطارة يطلب بعض الأعشاب إذ برجل فقير يرتدي ملابس رثّة وقبّعة ممزقة وقميصا مملوء بالتراب الأسود ( اعني الفحم ) يدخل إلى ذلك المحل وصار يبكي ويقول للعطّار .. ابنتي ابنتي يا سيدي أنقذها . فقال له العطار : احكي لي ماذا حدث . .؟
قال الرجل : لا أعلم لكنها أصيبت بحمّى شديدة وهي على سريرها تتلوّى من المرض ..
(2)
فنظر العطّار إلى ( سيّد ) الذي قد كان يمارس مهنة الطب الشعبي وقال له : اذهب معه وعالج ابنته وخذ من عندي ما تحتاجه من دواء وعندما تعود سأعطيك أجرك , لقد كان العطار كريما مع الفقراء وعندما رأى الفقير عرف بأنه لا يملك شيئا فقرر أن يتكفّل بعلاج ابنته ..
ذهب سيّد مع الفقير ودخل إلى بيته , لقد كانت فتاة في الخامسة عشر من عمرها , جميلة كاد الحياء والخوف أن يمزّق وجنتيها وكانت تصارع الألم بصمت وبدأ سيّد بمعالجتها ولكنها قد حرّكت فيه ثائرة الحب وامتزجت برغبته بالزواج وصار تارة ينظر إلى عينيها وتارة يتذكر أنها تتألم من المرض فيعود إلى خلط الدواء ..
ثم إن سيّد خرج من عندهم بعد أن وصف لها الدواء وعاد إلى منزله يتذكر حياته السابقة وكيف عاش لسنوات دون زواج ونظر إلى عمره فإذا به في عمر الرجال اشداد فعزم على الزواج بها واتخذ قراره ..

(3)
لكن الفتاة صغيرة وكيف سيقنع والدها , بل كيف ستقتنع هي بالزواج أصلا ؟
ومضت عدة أيام وهو يفكّر بهذه الفتاة الصغيرة ثم عزم على الزيارة وارتدى ملابس الخاطبين وتعطّر بعطور المتزوّجين ثم أخذ بعض الهدايا وقد كان مقتدرا ثريا , فرحّب به والدها وفرحوا بزيارته إذ أنه من النادر أن يدخل غني مقتدر وطبيب إلى بيت فقير ليس له قيمة بين الناس .. هكذا كانت الحياة ..
وراح يحكي لهم قصته ومن ثمَّ طلب يدي ابنته الصغيرة , لقد تمثّلت إلى الشفاء ففر الرجل الفقير بهذا الخبر وراح يزف الخبر لامرأته .. بينما كانت الفتاة تلعب في غرفتها مع قطة صغيرة ..
ثم إن الرجل الفقير طلب منه بعض الأيام حتى يشرح لابنته عن الزواج , ومرّت الأيام وقد كان الرجل وزوجته يحكيان للفتاة عن الزواج , لقد قالوا لها الكثير وهي ترفض حتى قالوا لها : لديه الكثير من الألعاب , ستأكلين الحلوى , وسيحكي لك حكايات كثيرة قبل النوم , إن الفتيات يعشقن الحكايات خاصة إن كانت قبل النوم ..
(4)
وافقت الفتاة بعد أن أغروها وأغرّوا بها ..
وفي ليلة الزفاف ارتدت ذلك الثوب الطويل لقد كانت قصيرة جدا وصغيرة ووضعوا لها بعض الزينة فبدت كأنها قطعة من الغيوم رشّت بماء الورد وعبير الزهور , وهكذا يجب أن تكون المرأة كالغيمة اللطيفة الرقيقة وما إن تترجّل وتبتعد عن أنوثتها حتى تصبح صاعقة ..
وعندما أدخلها إلى بيته بعد حفل عريض بكت الطفلة بكاءا شديدا وهي تنادي لا أريد الزواج , لقد خدعوني , لا أجد ألعابا ولا حكايات ..
لطم سيّد خده ثم راح يضرب رأسه ويقول لها : اسكتي .. اسكتي , لا تفضحينا .. حسناً لن أقترب منك , سأنام في الزاوية وأنت نامي في الزاوية الأخرى ..
فجلست الطفلة على سريرها في الزاوية وراح سيّد يمد فراشا في الزاوية الأخرى وهو لا يعلم أيبكي أم يضحك , طفلة صغيرة ستفضحني لو اقتربت منها ..
(5)
ثم نظرت إليه الطفلة وقالت : احكي لي حكاية .. وإلا سأذهب إلى بيتنا ..
لقد شعر بالذل حقا , لكنه راح يحكي لها حكاية تعلّمها من جدته عندما كان صغيرا وبدأ بسرد الحكاية ونسي أن هذه الليلة ليلة زفافه , ثم مضى الليل , وفي اليوم الليلة الأخرى فعلت معه مثلما فعلت سابقا وراحت تقول له : احكي لي حكاية لكنها لم تجبره على ذلك بل طلبت منه حكاية متوسلة إليه , فحكى لها حكاية أخرى ثم مضت الليلة ولم يستطع حتى الاقتراب منها , وفي اليوم التالي راح يفكّر كثيرا في حكاية أخرى لعله يتذكر شيئا من حكايات جدته لكن للأسف لم يتذكر فذهب إلى مكتبة المدينة ليستعير كتاب قصص ويحفظ منه بعض القصص ليقرأها على تلك الطفلة البكّاءة ...
وفي المساء وقبل أن ينام حاول أن يقترب منها لكنها صرخت في وجهه وقالت بلهجتها ( إن شاء الله يصيبك داء كذا وكذا وتعاني من كذا وكذا ...) وراحت تدعوا عليه لو اقترب منها حتى جف ريقه وقال لها : اسكتي .. أرجوكِ حتى أنا الطبيب لا أعرف علاجا لهذه الأمراض التي دعوتي بها ..
(6)
ثم إنها بعد ذلك ضحكت وقالت له : ابدأ الحكاية .. فراح يسرد بحكاياته وامتهن صنعة الرواية وصار يحكي ويحكي حتى نامت , لكنه لم يعد يستطيع الاقتراب منها لخوفه من دعواتها ..

وفي الليلة الأخرى وعند موعد الحكاية قصّ عليها نصف حكاية ثم أخبرها بأنه مرهق وأنه لا يستطيع إكمالها , لقد مل سيّد من سرد الحكايات وقال في نفسه هكذا يحدث مع من يتزوّج طفلة ,لقد غرّك جمالها ونسيت عمرها , ثم مضت تلك الليلة بين أرق و نعاس لكنه عزم على الاقتراب منها هذه الليلة وعندما حل المساء وهدأت العيون قال لها ألن تسمحي لي بالاقتراب منكِ فقالت له : أكمل قصّتك فأنا متشوقة لبقية الحكاية ولم تعرْ اهتماما لما يقول .. لكنه صار يحكي لها ويتعمّد خفض صوته جدا وكأنه مريض فقالت له : ارفع صوتك فأنا لا أسمع .. فأجابها لا أستطيع فصوتي مبحوح وقد أصابني المرض , اقتربي مني لتسمعيه , ولا زالت تقترب وتقترب حتى صارت بجانبه , وتبدد عنها الخوف واستأنست له ..
(7)
ومرّت الأيام وأصبحت من أجمل أيام حياته وقد كانت لطيفة جدا هادئة رخيمة وتغيّر حالها وأصبحت هي من تقترب منه وامتلأ قلبها بعشقه , لكنه رجل والرجال لا يملّون من الزواج إن أعجبتهم امرأة وقد شاهد سيّد امرأة جميلة مات زوجها ولازالت شابة فتزوجها دون علم زوجته الطفلة , لكن إحدى النساء أخبرتها بذلك ولما عاد إلى منزله تلك الليلة كانت قد حضّرت جميع أمتعتها , وانتظرته قبل أن تغادر إلى بيتها , وانهالت عليه بالشتائم والكلمات حتى أخرسته ولم يستطع اطلاق كلمة واحدة من فمه لقد كانت تصرخ بشدة وتختار أسوء الكلمات لتقذفها في وجهه ثم أخذت أمتعتها وقبل أن تخرج قالت له : كنتُ أستطيع الخروج قبل أن أرى وجهك لكني انتظرتك لأرمي في وجهك هذه الكلمات ..
لكنه بعد عشر سنوات يذكر هذه القصة لصاحبه ويقول : لازلتُ نادما على تركها لأنها كانت أكثر من زوجة بالنسبة لي .. هناك لا ينفع الندم .. ثم ابتسم

التعديل الأخير تم بواسطة الأمل القادم ; August 26, 2014 الساعة 11:17 PM سبب آخر: يمنع وضع الروابط
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة فتاة رائعة الجمال لا تفوتكم هبوش بنت غزة روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 May 3, 2012 01:50 PM
تصاميم رائعة ومزخرفة لأبواب المنازل الخشبية ... لا تفوتكم ....!!!!!!! قلب حائر الفنون الجميله 10 October 22, 2011 07:05 PM
وصفات رائعة ومبتكرة للفطور بالصور >> لا تفوتكم عن جد روووووعة (أرجو التثبيت) برهافة حس وصفات الطبخ 15 August 9, 2010 10:11 AM


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر