رفقاً بقارورة بيتك

fatmatec · #1 June 9, 2014, 03:56 AM

[color="rgb(75, 0, 130)"]

السيدات والسادة
أهلاً بكم
بالأمس تحدثت إلي سيدة ممن يُقال عنهم "آخر من تبقي من زمن الطيبة" ، وكان محور الحديث عن "صبر الزوجة" وفوجئت منها بكلام يُقال علي لسان العديد بل كل من في مثل عمرها ، وللأسف كان هذا نقلاً عن مشايخنا الموقرين ممن ألوم عليهم سطحية الفكر وسوء فهم الدين .

دار الحديث عن صبر الزوجة والمراتب الفردوسية العظيمة والجزاء المنقطع النظير الذي ينتظرها بعد صبرها علي سوء معاملة زوجها وإهانته لها ولقرات أعينها معللة كلامها بأن صبرها علي المهان يمثل نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله مستشهدة بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"إذا صلت المرأه خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " .

الطاعة والصبر هنا مفاداهما الصبر علي متطلبات الحياة الزوجية والمشاكل الأسرية وتربية أولادها ورعاية بيتها ، فما ضرها إن أحسنت إلي زوجها وأحسن زوجها إليها وعاشا السعادة الحقيقية ، فالله لم يحرم حسن معاملة الزوج لزوجته .. بل العكس .

وفوق هذا كله أنهم لا يعيبون علي من يجعل وسيلة التواصل بينه وبين زوجته السوط واللسان السليط استناداً علي طاعة الزوج الواجبة والتي نص عليها القرآن والسنة تحت أي ظرف من الظروف .. وبلا استثناءات .

ورغم أن وصايا الرسول عليه افضل الصلاة والسلام صريحة بمعاملة الزوج الحسنة لزوجته في :

"استوصو بالنساء خيراً"
"رفقاً بالقوارير"
" أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خيارهم لنسائهم) وفي لفظ (وألطفهم بأهله"

فلا أملك بعد وصايا رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم إلا قول الله عز وجل :
ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً"

إلا أن مشايخنا الكرام يقابلو هذه الوصايا بالإصرار علي آرائهم ، والعجيب أن يصدق الأزواج والآباء علي هذا الهراء ، ولا يكن أمام المغلوبة علي أمرها إلا الطاعة العمياء خوفاً من جزاء عصيان والديها وزوجها .

كيف للإسلام أن يقبل الذل والمهان لمخلوق أياً كان نوعه ، كيف له أن يأمر الزوجة بظلم نفسها ، حاشا لله أن يكون دينه العادل يحض علي ظلم الزوجة لنفسها واستعباد زوجها لها .

فإذا كان ديننا بسماحته وعدله يأمرنا بالرفق بالحيوان وحسن معاملته ، فكيف له في ذات الوقت أن يرضي بإهانة الزوج لزوجته ، وكيف له أن يأمرها بالإستسلام التام والخضوع لهذا الإثم تحت اسم "الصبر" ، ما كل هذه التناقضات !
أليس هذا افتراءاً علي رحمة الله سبحانه وتعالي وعدله وتشكيكاً في أوامر قرآنه وسنة نبيه !!! .

واني أري أن أشد أنواع الظلم هو ظلم النفس وقبولها العذاب ظناً منها أنها بهذا العذاب الدنيوي اتقاءاً لعذاب يوم الحساب .

زوجكِ سيُحاسب علي ظلمه لكِ ، وانتِ ستحاسبين علي ظلمك لنفسك التي كرمها لكي الله ، فاعتبري وتفكري .

كلمة أخيرة لمشايخنا الكرام
أنا لا أملك من العلم الديني ما أناظركم به في هذه المسأله ، ولكني أملك العقل الذي لا يقبل الافتراءات علي سماحة الدين وعدالة الله عز وجل ، ولكن رجائي منكم أن تعوا الدين جيداً وتنحوا السطحية جانباً وأن تتفكروا في دين الله بشئ من العمق في مسائل الأوامر والنواهي .

وفي الختام أدعو الله أن يسامحني إن وُجدت بعض الأخطاء بمقالتي تلك نتيجة لسوء فهمي .[/color]

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
أيتها النساء رفقاً بصحة الرجال	أيام الطفولة	الاسرة والمجتمع	3	March 5, 2012 10:39 AM
رفقاً بالعيون	@abdelrahman@	كلام من القلب للقلب	5	July 4, 2011 10:22 AM
...رفقاً بقلبي...	رماد الايام	شعر و نثر	4	September 15, 2009 08:22 PM
رفقاً بقلبي أيها القدر	بحر بلا امواج	كلام من القلب للقلب	13	September 14, 2009 03:12 AM
رفقاً بقلبي .. يا قلبي	shaaahd	كلام من القلب للقلب	7	February 24, 2009 10:01 PM

رفقاً بقارورة بيتك

بوح الاعضاء