فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم May 8, 2014, 11:44 AM
 
تحليل كتاب ادب ما وراء أفريقيا


د\ الهادي المبروك الدالي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده الكريم ورسوله الرحيم، وصفيه الحليم، ونجيّه الأمين، ذي الآيات الصادقات، والمعجزات الباهرات، والبراهين القاطعات.. أرسلهُ داعياً للإسلام، ومسدداً خطا الأنام، ومكسراً للأصنام، ومبيناً للشرائع والأحكام .. فبلغ الرسالة ؛ وأدى الأمانة امتثالاً لأمر ربه وبعد ..
فقد كان أول إطلاع لي على الأدب الإفريقي في عام 1985م عند زيارتي لبلاد أفريقيا فيما وراء الصحراء، لا سيما جمهورية مالي.. فكانت لقاءاتي مع أدباء تلك المناطق في ليالي ((تنبكت)) و((جاو)) المقمرة، وعلى رمالها الذهبية الساحرة، سبيلاً للحديث عن أدب الصحراء وتنوع ينابيعه وأغراضه.. ذلك الأدب العريق الذي استمد قوته من شعر ما قبل الإسلام، ومن بطولات الآباء والأجداد في هذه المنطقة من أفريقيا .. فأحسست بحنين يشُدني، وعزةً ترقى بي إلى عنان السماء . كما توصلت إلى معلومات غايةً في القيمة؛ تؤكد الامتداد الطبيعي والحضاري لأبناء القارة الواحدة . وكم كنت متعطشاً لمثل هذه المعلومات.
ومن حسن حظي أن جمعتني المقادير بنخبة من أدباء و مؤرخي السودان الغربي (غرب إفريقيا).. ففي مدينة ((جاو))، التقيت بالعالم والأديب الجليل ((محمد الطاهر العلوي))- مدير مدرسة سبيل الإسلام لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، ومدير دار ((معمر القذافي)) لجمع التراث العربي الإفريقي- ونزلت ضيفاً عليه، وقد استفدت منه كثيراً، حيث رافقني في رحلتي الصحراوية والتي كانت فرصة ذهبية للتزود العلمي وعرفني بكل منطقة مررنا بها. كما التقيت في مدينة ((تنبكت)) بنخبة من أدبائها ، على رأسهم الدكتور ((محمد الزبير))(مدير مركز أحمد بابا التنبكتي)، والأديب شاعر الصحراء ((عادل محمود الأرواني)) الذي يعد أديباً من الطراز الأول واطلعت على جزء من أشعاره . كما التقيت في ((باماكو)) بالأديب ((كادي درامي)) الذي كان خير معين لي.
هؤلاء الأصدقاء وغيرهم من الأحباب حفوني برعاية خاصة على رمال الصحراء الذهبية، فكانوا يجاذبونني أطراف الحديث عن التاريخ المشترك، ويضربون لي المثل بالقبائل الليبية والمغربية التي لها إمتداد في جنوب الصحراء. كما كانوا يمتعونني بأحاديثهم الطريفة عن الامتداد الطبيعي لأبناء القارة الواحدة، ثم عن المآثر الحضارية العربية الليبية المغربية .. ويشير لي الأصدقاء بأصابعهم إلى حي الغدامسية القريب من جلستنا الشعرية، وإلى ((قصبة المغاربة))، ((وجامعة سنكري)) التي شيدتها أيادي ليبية مغربية على الطراز المغربي الإسلامي.
وقد كنت فخوراً بهذا الامتزاج الحضاري، وحزيناً في نفس الوقت على هذا الانقطاع بين أبناء القارة الواحدة ذات التاريخ والعادات والتقاليد المشتركة. وكم تمنيت في قرارة نفسي أن يعود بي الزمن إلى الوراء قليلاً لأنظر، ولو للحظة واحدة، إلى تلك الفترة الزاهرة من تاريخ هذه القارة ، وكم لعنت الاستعمار الذي نصبّ نفسه وصياً وقاضياً وشرطياً بيننا.. فقسم أرضنا تقسيمات قزميه، وفصل بيننا بحدود واهية، وبث فينا روح التفرقة والعصبية، فهذا أسود وذاك أبيض والآخر أصفر الخ... وأمر مثقفيه بإصدار دراسات واهية مثل خيط العنكبوت ، ليؤكد من خلالها على أن هذه الشعوب لا يمت بعضها للبعض الأخر بصلة، فليس لها تاريخ ولا عادات ولا تقاليد مشتركة!.. وأنفق الأموال الطائلة على ذلك من أجل تأكيد تلك المفاهيم الخاطئة التي تسعى إلى محو شخصيتنا الأفريقية المستقلة ، ليتربع هو على كرسي الحكم ، ونبقى نحن عبيداً تابعين له ، لأنه نجح للأسف في تفريقنا بعد أن أدرك أن في وحدتنا قوة تهز أركان عرشه، فطبق شعاره على أبناء القارة الواحدة (فرق تسد).. وفعلاً ساد. ولذلك نجده يحرص في كل زمان ومكان على تنمية القبيلة ، وخلق الأقليات الواهية حتى بين أبناء الشعب الواحد، فيقول : هذا بربري لا يمت للعروبة بصلة ... وهذا عربي .. وذاك طارقي من أصل أوروبي .. والآخر فلاني من أصل يهودي .. وهو يعلم علم اليقين أن هؤلاء عرب !
وللأسف ، فإن كثيراً من كتابنا العرب والأفارقة أخذوا مثل هذه الأفكار على علاتها ـ دون تمحيص لها ـ ونسجوا على منوالها، وبذلك قدموا خدمة جليلة للاستعمار بأن أكدوا أفكاره ! وليس لي ما أقول عن هؤلاء إلا أنه تقليد أعمى ؛ وتربية استعمارية ، وعقدة الرجل الأوروبي . كما أريد أن أقول : إن إفريقيا بكر للدراسات ، سواء أكانت تاريخية أو أدبية أو علمية، إذ لم تحظّ من قبل أبنائها بدراسات معمقة، اللهم إلا شذرات لا تشفي غليل الباحث . وتراثها الثقافي تلتهمه أرضة الأرض في بيوت أهلها المبنية بالطين دون أي اكتراث من قبل حكامها وأبنائها ! ورجل الصحراء يبحث عن قوته اليومي في ظل الفقر الذي فرض عليه ولا وقت له للبحث عن التراث الثقافي الذي يضيع يوماً بعد يوم . وبالرغم من المحاولات الجادة لمركز ((أحمد بابا التنبكتي )) بمدينة ((تنبكت )) ودار ((معمر القذافي )) لجمع التراث العربي الإفريقي بمدينة ((جاو )) إلا أن حجم العمل أكبر من ذلك، فالإمكانيات المتواضعة لهذين المركزين غير كافية للنهوض بالواجب المنوط بهما .
والدارس للتراث الأفريقي يلمس حقائق تؤكد أصالة وامتدادات الشعوب الإفريقية واتصال بعضها ببعض، كما تؤكد التاريخ والعادات والتقاليد المشتركة ، فلا نلمس فرقاً كبيراً في الأدب الشعبي الليبي والمغربي عماهو موجود في جنوب الصحراء، فالإيقاع واحد، والكلمات تحمل نفس المضمون و إن اختلفت الألفاظ .. والذي يتغنى به الشاعر الليبي يتغنى به شاعر ((تنبكت)) و ((جاو )) و((جني )) وأقدز )) و((كانم )) و ((برنو)) وإذا ما أخذنا مثالاً قريباًً منا نلمسه يومياًًًًًَ وطبقناه على ما يجري في جنوب الصحراء ، أدركنا الأمر بشكل واضح وجلي .. فأكلة ((الكسكسى )) الشعبية التي تطبخ في الجماهيرية الليبية والمغرب وتونس والجزائر ؛ تطبخ في ((تنبكت)) و ((جاو )) بنفس الطريقة .. وقد أكلت هذه الأكلة في بيت أحد الأصدقاء بــ ((تنبكت)) و ((جاو )) ولم أجد أي اختلاف يذكر . وهذا مثال حي على الامتداد الطبيعي لهذه الشعوب التي تشكل ائتلافاً فيما بينها .فـ((أولاد سليمان ))، و ((العلاونة ))، و ((أولاد ناصر )) و ((أولاد موسى )) وغيرهم من التفرعات القبلية لهم جذورهم في ليبيا والمغرب ، و ((الغدامسية )) وحيهم الجميل بمدينة ((تنبكت )) شاهد على ذلك، و((الطرابلسية )) وأسرة ((ضياء)) التي اتجهت من بين مئات الأسر من طرابلس الغرب في القرن الحادي عشر الميلادي- أي زمن ((أبي إسحاق الاجدابي )) الذي شهدت فيه طرابلس أزهى فتراتها الثقافية ، ذهبت هذه الأسرة إلى غرب إفريقيا لنشر العروبة والإسلام، وقد تقلد أحد أبنائها سني على (أي بمعنى حامي السنة ) مقاليد إمبراطورية ((سنغاي ))التي كانت تمتد من موريتانيا إلى نيجيريا، وقد قاد إمبراطوريته إلى المجد حتي وصل صداها إلى أوروبا و عرفت لدى الشرق والغرب . وإن دل هذا على شيء ؛ فإنما يدل على الامتزاج الحضاري الواحد لأبناء القارة الواحدة .
أضف إلى ذلك، اصطحاب الملك ((منسا موسى)) – ملك ((مالي)) في القرن الرابع عشر الميلادي للمهندس الليبي (عبد الله الغدامسي) وبناءه صحبة المهندس ((أبي إسحاق الساحلي )) جامعة سنكري على الطراز المغربي الإسلامي. كذلك فإن وصول المهندس الليبي ((عبد الله الغدامسي)) إلى أرفع المناصب لدى سلطان ((مالي )) بأن أصبح مستشاره الأول، ما هو إلا دليل على مكانة الليبيين في نفوس حكام وأبناء جنوب الصحراء، وما كان عليه هؤلاء من الحكمة والعلم والدراية حتى أصبحوا مستشارين لهم.
بالإضافة إلى ذلك ؛ فإن إسلام ملك ((غانة)) الوثني ورعيته على يد الداعية الليبي((علي بن خلف النفوسي)) عام 1157م لدليل آخر على عمق الصلات، وتبحر أبناء ليبيا في العلم وقدومهم من بيئة ذات حضارة زاهرة ، كذلك لا يفوتنا أن نشير إلى الجغرافي الشهير ((الحسن الوزان)) المعروف بـ((ليون الإفريقي)) صاحب كتاب ((وصف أفريقيا )) الذي يعد أعجوبة عصره.. هذا الجغرافي كانت دراسته الأولى في فزان بليبيا .. وبالاعتماد على دراسته دخل الأوربيون إلى غرب إفريقيا في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد كانوا – لجهلهم- يطلقون عليها القارة المظلمة.
إن كل هذه الشواهد الدامغة على الامتداد الطبيعي لأبناء القارة الأفريقية المسلمة، لتدحض افتراءات الأوربيين المستعمرين ومحاولتهم طمس هذه المعالم بزعمهم أن سبب تأخر الأفارقة هم العرب !! وإن كان من كلمة أقولها : فنحن أبناء هذه القارة يربطنا ببعضنا تاريخ وعادات وتقاليد ولغة . فاللغة الفلانية والهاوسية والسواحلية ، أربعون في المائة (40%) من مفرداتها عربية.. الأمر الذي يؤكد أننا لسنا دخلاء على أفريقيا .. فأفريقيا للأفريقيين، ولا حلف لأفريقيا إلا مع نفسها .
وهذه الدراسة التي بين أيدينا تندرج ضمن سلسلة من الدراسات التي نقدمها عن منطقة غرب أفريقيا .. تحوي أشعاراً لأدباء أفارقة كتبوها باللغة العربية الفصحى .. منهم من هو من أصول ليبية. وهذه الأشعار تؤكد عمق الترابط الحضاري وتفشي اللغة العربية بين أبناء تلك المناطق، فالعروبة أسبق من الإسلام هناك..
كما أني أستسمج القارئ عن إغفالي المتعمد لأحد فنون الشعر الصحراوي- وهو الغزل – لشيء في نفسي .
وكلمة أخيرة أقولها للشباب الإفريقي: يا شباب أفريقيا الناهض الوثاب ، قم من سباتك، وكسر القيود، وحطم الأغلال، وتسلح بسلاح العلم والإيمان، حتى تعود بقارتك إلى شاطئ الأمان موحدة باسم الولايات المتحدة الإفريقية.
محتويات الكتاب
تقديم.
الفصل الأول:
شعر الحماسة.
الفصل الثاني:
شعر الفخر بالقبيلة.
الفصل الثالث:
شعر يعبر عن الصراعات القبلية.
الفصل الرابع:
شعر الرثاء.
الفصل الخامس:
شعر التوسل إلى الله برسوله صلى الله عليه وسلم.
الفصل السادس:
شعر الوعظ والإرشاد.
الفصل السابع:
شعر في مدح وذم الشاي.
الفصل الثامن:
نماذج من أدب الرسائل عند أدباء الصحراء

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب أفريقيا الجديدة ، دراسة في الجغرافيا السياسية ، د. جمال حمدان ، لأول مرة وحصريا معرفتي كتب السياسة و العلاقات الدوليه 95 June 29, 2013 08:37 AM
تحميل كتاب الإسلام وتحديات التنصير في شمال أفريقيا ألاء ياقوت كتب اسلاميه 0 May 22, 2010 01:06 PM


الساعة الآن 09:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر