فيسبوك تويتر RSS


  #13  
قديم February 11, 2014, 11:02 AM
 
رد: القتيل

لم يعد لدي همٌ في ألكتابه لم يعد لدي هم في التفكير ..الضمير وحده ما يقلقني ويشغل بالي أُحُس أنني لست إنسان لست رجل ،تارةً يبدو لي الأمر كأنه مألوفا..ما هذا الشعور ما هذه الأحاسيس البغيضة التي تملا صدي وتفيض أريد ان أحيا ولكن الضمير يأبي ألا بالاعتراف .
كان الجو غائما ورزازُ الأمطار يتساقط بكل هدوء وكأنه يعمد الي أن يدخل البهجة والنشوة والسرور في الأرواح هاتفةُ صفاء نلتقي علي ظلال برج إيفل ..لم تتردد بل قبلت الدعوة وأحسست أنها سعيدة ،وتحب أن تخبرني ببعض الأمور ..كانت كعادتها تحكي لي عن ذالك الفتي القمحي ذو العينين الزرقاوات كنت مذهولا عندما اسمعها تتكلم به في أول الأمر وأدركت مؤخرا أن الأمر أصبح أكثر من إعجاب ،أحسست وكأنها تريد ان تقول شيئا لكني لم ادعها تتكلم بدأت الكلام أخذتني النشوة و الانانيه وحب النفس والاعتراف بها إلي غياهب الكذب ها أنا ذا امتطي فرسي وأطلق العنان له وتحت رزاز المطر يستطيب التلفيق والقصص المفبركة والخيال هي لم تمانع كانت مطواعة ولعل إجادتي لهذا النوع من الحديث يسليها من حقائق الحياة الجامدة ..كانت تارة تقاطعني وتارة تقرقر في الضحك وأحيانا تحاول أن تختلق القصص وتحاول الكذب ولكن سريعا ما كانت تنهي القصة و تتردت في الكذب وتنهي حديثها وفي وجها معالم الندم والحياء ..ثم تعيد لي خيط الحديث .وبينما نحن علي تلك الحال أصاب اللقاء رتابة وملل وأصبحت تشرد بذهنها عني دقائق حتى أنني أحسست أنها لم تنتبه ألي أخر قصة أكملت حياكتها أثناء الحديث ..جاءتني فكره أن اقتل هذا الملل وهذه الرتابة بقصه حقيقية ..لفتُ انتباها فصفعتها بخفه علي يدها اليمني صفاء صفاء....حركت رأسها بسرعة وكأنها عادت من عالم آخر .
أنا:أين كنتي ..
صفاء :شاب قمحي اللون ازرق العينين يعاني من برود في الشعور ...
أنا:ونيران الغيرة بددت تتقد في صدري دعك من هذا الشاب هل أخبرتك كيف قتل هتلر جدي في المحرقة ..؟؟
هي وبضحكتها المرحة :لا ولكن المحرقة التي اعرفها كانت لليهود ..ولا أظن أن جدك يهودي ..
أنا : الم أخبرك ..أني يهودي ...
صفاء .: بغرابه أأنت من اليهود ..؟؟
انقشعت السماء وبدت الشمس أكثر وضوحا سكن الصمت اللقاء وقف رزاز المطر شحب وجهاها البريء وعلي طيف الكآبة هيكلها وعند تلك اللحظة أحسست أني فرسي قد تعرقل وان الدنيا بدت تظلم ..
نعم أنا يهودي أبا عن أُم ماذا جري ؟؟أحسست وانا أري في وجها المخطوف أنها عبرت بغريزتها الآلف السنين عندئذ رأيت في وجهها الخلافات القديمة وفي عينيها معارك المسلمين واليهود وسمعت قرقعت السيوف تصدر من فمها المفتوح حيرة ،اشتمت من رائحة أُنُوثًتها دماء الموتى وعبرت في ذاكرتي آلف الأحداث والمواقف ..
صفاء :وبكل برود ابي كان يكره اليهود ..وأنا أيضا اكرههم ..
كانت صريحة بالقدر الذي أدركتُ فيه إن فرسي قد سقط وان الكذب لا يجدي ،تري هل هذه هي ضريبة الكذب؟؟
وما ذا يعني لك هذا ..هي وبكل برود لا استطيع ان اتكلم معك وخرجت مسرعه لا تلتفت الي كل نداءات الرجاء . هكذا إذن عندما كنت صادقا وضعت علامة فارقه بين شعبين ونقطه أمام قصة أرهقتني رغم معايشتي لها.
عامان وانا علي تلك الحال اشعر بالذل والغيرة والحقد يملا صدري هل كانت تحتاج الي سبب مثل هذا لتهجرني وتذهب الي ذالك الشاب هل شعورها حقيقي ؟؟هل كرهتني لان أباها يكره اليهود؟؟وما ذنبي انا؟؟اسئلة تملا قلبي حقدا وحيره لا استطيع إجابتها ،وهي ترفضت كل محاولات الحديث والنقاش ..
اخذنتي الأقدار الي ذالك الشاب ذو العينيين الزرقاوات ،سكنت بالقرب منه ثم تسارعت الأحداث حتى تعرفت عليه ..قلت له انني صحفي اعمل في جريده يوميه واكتب القصص والروايات فزت بجائزة محليه هنا ونشرت كتاباتي في عدة طبعات ..عرفني علي نفسه مهندس انهي من رسالة الماجستير ووجد وظيفة مناسبة وقرر العيش هنا ..كان من سكان ام درمان في العاصمة الخرطوم قال لي متواضعا انه يمتلك عدة محاولات في الكتابة سوف أعطيك لتنظر في أمر الموهبه! ..قال لي هذا في فمه ابتسامه عريضة ..
كانت اللقاءات خفيفة وسريعة حتى ان احد لم يحس بها شعرت بالإعجاب يتسرب إلي نفسي فقمعته بالأحقاد القديمة ،عرفته منه انه يريد ان يتزوج فتاة طبيبه تعرف عليها هنا من ام جزائريه واب مصري عندئذ تأكد لي انه هو ذالك الشاب الذي هجرتني من اجله صفاء ..سألته وأنا أقراء احد خواطره لما يكره العرب اليهود الي هذا الحد؟؟وهل يمكن ان تتخلي شابه عن شاب لمجرد انه من اليهود؟؟ صمت برهة وكأن صفاء أخبرته عني صمت وكأنه كان يحاول استرجاع أشياء وترتيب الاجابه وكنت عندها وصلت الي هذا النص (...ام درمان عاصمة العراقة ،كم اشتقت أليك وكم اشتقت الي دروبك الملتوية وصوت النيل عندما يصطدم بالمراكب الخشبية رائحة شواء الأسماك بالقرب منه همهمة الناس الضجيج الفوضى النظام جميل هنا حتي الملل اشتاق الي سماع الأغاني علي ضفاف النيل واشتاق الي التمرغ في رماله ..).لم أكملها كانت مشحونة بالحنين ..عندها قال لي نعم وانا أيضا اكره اليهود ..؟؟لما أنت تسأل هذا السؤال ..أأنت يهودي ؟؟
أظلمت الدنيا حولي وانهارت كل المشاعر وطغي الغضب وحب الانتقام علي نفسي أخذت سكينا اوجدها القدر بالقرب مني وغرستها في بطنه .كان يريد ان يقول لي كلاما لكن الدهشة كانت مباغته لفظ انفاسه الاخيره ولم يقل لي جملة واحده وأدركت فيما بعد انه كان يود ان يقول لي كلاما مهما .،أحسست براحة كبيره تجثو علي صدري وكتبت بدمه وبكل برود اسمها ..خرجت مسرعا وتركت الباب مفتوحا متجها إليها هنالك أشياء يجب تصفيها،ثارات قديمه يجب ان تحسم اليوم ماذنبي ان كنت يهودي ليكرهني الناس ،طرقت الباب خرجت أصابتها الحيرة عندما رأتني .. دفعت الباب بيدي فهزمت ترددها في استقبالي ..أغلقت الباب ودارت بيننا أحاديث كثيرة لا معني لها انتهت بقتلها أيضا بعد ان اتصلت عليها الشرطة واخبروها .
عندما استجوبتني الشرطة في اولامر ..اردكت ان الامر انتهاء فبكيت بكاء مريرا كما ذكرت لكم ولكن الشرطه وضعت في ذهنا قصة اقرب الي الخيال فصدقتها أطلقت صراحي و تركتني للضمير الذي اقلق مضجعي طوال هذه الفتره ،شعرت بحوجه الي كتابه هذه القصه ربما تكون خياليه للبعض ولكنها الحقيقة وربما تكون رتيبه ومملة لان دافعها هو الاعتراف ربما لم اذكر لكم احداث كثيرة مهمه سوف اعترف بها هنالك امام القاضي سئمت الكتابه سئمت الكذب ،انا القاتل وانا البائس صحاب القصص والروايات والكذب ارهقتني قصه حقيقيه عايشت كل تفاصيلها وصدف الأقدار والحماقات فيها ها انا ذا اعترف إليكم بقلتي للقتيل ولعشيقته وها انا أفضل ان أوضع امام حبل المشنقة وارتاح من عذابات الضمير والندم.

(النهايه )**اكسير**
[/color]
رد مع اقتباس
  #14  
قديم February 12, 2014, 02:52 AM
 
رد: القتيل

أشياء كثيرة أعجبتني
جملة أباً عن أمّ
أعجبتني العفوية في القصّ
أحيانا أشعرّ انّ الكتاب يخطّون رواية طويلة
زبدتها أنّ التفاح لونان أحمر و أخضر
.
شعرتُ أيضا بالكثير من العواطف المختلطة خاصة
مشاعر القاتل اليهودي السادي
أهم النقاط
- لا يعلم لماذا يكرهه الناس
- يعلم بقصّة اليهود و المسلمين
- يعجب بالفتى السوداني، يقتله و يقتل صفاء
- يأنّبه الضّمير !

.
صدّقني أنّ إعجابي بقصّتك يطالبني
أن أطلب منك ألا تكفّ عن الكتابة
أطلق العنان لقلمك
كما أطلقه القاتل لكذبه
.
يسعدني أن أكون متابعا دائم لك يا صديقي
.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم February 12, 2014, 09:09 AM
 
Rose رد: القتيل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الآخرون مشاهدة المشاركة
أشياء كثيرة أعجبتني
جملة أباً عن أمّ
أعجبتني العفوية في القصّ
أحيانا أشعرّ انّ الكتاب يخطّون رواية طويلة
زبدتها أنّ التفاح لونان أحمر و أخضر
.
شعرتُ أيضا بالكثير من العواطف المختلطة خاصة
مشاعر القاتل اليهودي السادي
أهم النقاط
- لا يعلم لماذا يكرهه الناس
- يعلم بقصّة اليهود و المسلمين
- يعجب بالفتى السوداني، يقتله و يقتل صفاء
- يأنّبه الضّمير !

.
صدّقني أنّ إعجابي بقصّتك يطالبني
أن أطلب منك ألا تكفّ عن الكتابة
أطلق العنان لقلمك
كما أطلقه القاتل لكذبه
.
يسعدني أن أكون متابعا دائم لك يا صديقي
.
شهادة اعلقها في صدري ..
شكرا لتحملك لأسلوبي البسيط ..
الكتابه تحتاج في البدء الي موهبه ولا اعرف هل انا موهوب ام لا؟؟
علي العموم شكرا علي التشجيع ..وسوف اكون هنا ..
اتمني لك الشفاء من الزكام ايها الطيب
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحي القتيل كلثوم مازن شعر و نثر 3 December 20, 2009 01:29 PM


الساعة الآن 04:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر