خواطر مهاجر(5) استخرت لكن لم أوفق في الأمر!

خواطر مهاجر (5)
============
استخرت لكن لم أوفق في الأمر!
=========================
كثيرٌ منا قد يستخير ثم يؤول الأمر لشر! مهلاً
إنه شر في نظرنا نحن البشر لكن أكيد لله حكمة
فمثلاً استخرت الله في أمر ما ولربما استخرت مرات وكرات قبل مضيك في أمر كذا
ويأتيك التيسير المطلق لهذا الطريق فتنشرح لهذا وتستبشر وتتفاءل وإذا بالنتيجة تكون عكس ما توقعت فتقف حائراً ولسان حالك يقول باستغراب : ألم استخر ؟ لم حصل معي كذا وكذا ؟ انتظر وتعال معي ننظر من زاوية أخرى للاستخارة .


فما العلة بأن يبتلينا الله بما استخرنا ؟
يقول ابن عمر رضي الله عنهما : إن الرجل ليستخير , فيختار الله له , فيرى فيه البلاء , فيسخط على ربه , فيرى البلاء فيم استخار فلا يلبث حتى يرى أن العاقبة كانت خيراً له ...
كثيراً ما نؤخذ بظاهر الأمر وقد ورد هذا في كتاب الله ( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم 24 الاحقاف
فها هم استبشروا بالغيم الاسود فإذا به عذاب أليم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال رجل : لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون : تُصُدِّق على سارق، فقال : اللهم لك الحمد !، لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون : تُصُدِّق الليلة على زانية، فقال : اللهم لك الحمد على زانية !، لأتصدقنّ بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني، فأصبحوا يتحدثون : تُصُدِّق على غني، فقال : اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني !، فأُتي فقيل له : أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية، فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني، فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله ) متفق عليه .


فلا تحكم على ظاهر الأمر مهما أوتيت من علم
فلا تدري أين تكون الحكمة ...

إنما الاستخارة هي تفويض أمرك إلى الله ولكن إن مضى أمرك إلى شر فلله حكمة ... فلا تسخطنّ وتقول يا رب أنا استخرتك فلم حصل معي هذا , فلربما أراد الله أن يبتليك ليرفع درجاتك , ولربما أنتَ-تِ يا من استخرتَ -تِ الله في زوجك فكان شراً لك لربما ربكِ أراد أن يرفع درجاتك , ولربما خسارتك في مشروع كذا وسرقة فلان لمالك بعد استخارتك هو لأن الله أراد أن يدخر مالك ليوم القيامة فتسترده حسنات .

فلربما كان ظاهر الأمر خير وهو في حقيقته شر , ولربما العكس , واعلم أنه عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون , كن على يقين بأن ربك خالقك لن يختار لك إلا الخير وإن بدا لك الأمر شراً ... فاعلم أننا بنو البشر نظرتنا محدودة , ولم نخلق نحن أنفسنا حتى نعلم ما يناسبها بل الله خالقها , فتوكل على الله وابتسم لكل قضاء الله , واعلم أن كل قضاء الله خير

اللهم إني استغفرك إن كنتُ يوماً تسخطتُ لقضاء رضيته لي بلحظات ضعفي , وقلة صبري لكني تعلمت , فيا رب ارزقنا الفهم عليك ,
واجعلنا ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه ...