فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم November 3, 2013, 08:37 PM
 
خواطر مهاجر (3) النفس


خواطر مهاجر (3)
=========
حديثي اليوم سيكون عن النفس


أيها الإنسان
كائناً من كنت
اعلم أن لديك نفساً لا تشبع
مهما قدمت لها فلن تشبع
النفس طفل صغير يحتاج إلى تربية وحزم
يحتاج إلى حكمة في التعامل
ترويض ...
هكذا النفس إن أفرطت في تدليلها أهلكتك
وإن روضتها وزكيتها أنجتك
قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها (1)
لقد جبلت أيها الإنسان على نفس لا تشبع
انظر الى فلان من الناس أوتي مالا ونعما لا تحصى
لا يتمنى شيء من متاع الدنيا إلا طاله ومتع نفسه فيه
تجده ظاهريا ً نال أعلى الشهادات
ونال من متاع الدنيا ما يريد من زوج وولد
وما تشتهيه نفسه
لكنك تراه على الرغم من هذا كئيب حزين
حين تسأله قد يخطىء في ترجمة مشاعره
فيقول بسبب هذا الأمر أو ذاك
ثم تجده يزداد حزناً حتى لو نال ما برره لك يوماً
تشعر به تائه ضائع يحتار كيف يحرق وقته ليمضي عمره
ثم لا يركن لذلك الضمير الذي يعذبه وهو لا يفهم لم يعذبه وكيف
تجده يهرب ويبرر ثم يحرق وقته الذي هو أهم ما يملكه الإنسان
وقته الذي هو عمره في ملهيات الدنيا





أجل لقد أهمل الروح وغذائها



الإنسان يتكون من روح وجسد
غذاء الجسد طعام وشراب ووو
غذاء الروح طاعات و عبادات
فكما الجسد يمرض لو أهملت تغذيته كذا الروح
الجسد مآله التراب
والروح هي التي ستبقى حين يحييها الله
فالروح الفارس على الجسد وليس العكس



لا تقل هذا طبعي لا أستطيع تغييره
ولا تقل الطبع غلب التطبع
فليس هذا دائماً صحيح
فالطبع طفل ... وهل من عاقل يتبع طفلاً في قراراته؟!
غير نفسك للأفضل وجاهدها وستنجح


لتجعل من نفسك التي لا تشبع ... لا تشبع من طاعات الله وعباداته
ما أحيلى هذا حين تروضها على ذلك بعد الاستعانة بالله
ستجد نفسك لا تكاد تتعود على طاعة إلا وتاقت إلى أعلى منها
فتكون في رقي وعلو وسعادة حقيقية لا وهمية
من ذاق عرف ومن عرف اغترف
ومن اغترف فجر الله ينابيع الحكمة في قلبه
ومن تفجرت ينابيع الحكمة في قلبه
فقد أوتي خيراً كثيراً
ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً

فلا سعادة إلا بجنب الله
حين يتولاك الله
تكن كموسى عليه السلام حين قيل فيه
وحرمنا عليه المراضع من قبل (2)
تأبى السقيا إلا من ميزاب رحمته
حينها يعلمك من غير معلم
يدافع عنك ... يرزقك ببشريات ويتجلى عليك بجميل صفاته
وكل صفاته جمال سبحانه
يوجهك حيث يشاء وجهة يرضاها ويرزقك الرضا بها
فتمضي في حياتك وقد تولاك العليم الخبير سبحانه
تمضي واثق الخطوة ملكاً ... فالله معك
ملك الملوك ...قاهر الجبروت
من بيده مقاليد الأمور
الذي ما من شيء إلا عنده خزائنه سبحانه
ترى في كل عَبرة عِبرة
وفي كل خلوة فكرة
وفي كل موقف حكمة
اللهم تولانا برحمتك
اللهم ارزقنا الفهم عليك
علمنا المزيد وكل جديد ...
===================
(1) سورة الشمس الآية 9-10
(2) سورة القصص » الآية 12





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوميات مهاجر سري mmanr أرشيف طلبات الكتب 17 October 15, 2013 06:25 PM
خواطر مهاجر (1) الحرية موت وميلاد فغربة بوح الاعضاء 2 October 13, 2013 05:06 AM
خواطر مهاجر (2) ما على الضيف إلا الرحيل ... موت وميلاد فغربة بوح الاعضاء 0 October 13, 2013 02:50 AM
يا مهاجر شاعر مهاجر شعر و نثر 3 September 7, 2012 10:54 PM
اني مهاجر الى الله نسمة عليلة النصح و التوعيه 4 February 26, 2011 10:49 PM


الساعة الآن 04:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر