فيسبوك تويتر RSS


  #4  
قديم June 23, 2013, 03:13 AM
 
رد: يومــــــــــيات رمضانيــــة





موعدنا مع الحلقة الثالثة
من
يوميات رمضانية

بعد ما عرفت فضائل الشهر الكريم
وعرفت الحكمة من الصيام
ياللا بينا نعمل عملية تحفيز واستعداد للشهر المبارك

قال صلى الله عليه وسلم:
«ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»
[رواه النسائي وحسنه الألباني].
المعروف ان الطالب المتفوق هو فقط الذى يستعد للامتحان قبله بوقت كافى
والمشاهد أن ليس كل من يُعد ينجح في الإعداد ولا كل من أّعَدَّ واستعد يصل للقمة فحتى الإعداد يختلف من شخص لآخر، وكل بحسب ما بذله من جهد وتعب تجد حصيلته تشير عليه، فما بالك بمن لم يستعد بل لم يفكر بذلك بتاتا فأنى له الفوز؟!
ونحن في هذه الأيام المباركة من شعبان نستعد لدخول رمضان لا بد أن يكون لنا وقفة؛ للدخول فى شهر العتق من النيران، شهر رمضان شهر القرآن فانظر وتأمل في طالبي الفوز بالمسابقات الدنيوية وما يبذلونـه... فما بالك بطلاب الآخرة -ولا يقارن الثرى بالثريا-... ألست أولى منهم؟!

فأيها القارئ الكريم نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن فلا تدع أيامه تمر عليك كأي أيام عادية؛ فهي أيام غاليات إن ذهبت الآن قد لا تعود أبدًا؛ فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لم يكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطة وهدفا وأصلح النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب الله عليك المنية قبيل رمضان مت على نية صالحة وعمل صالح إن شاء الله.



هذا ولنر سويا بعضًــا من خطط الإعداد لرمضان في أيام شعبان، ولكن قبيل البدء نَمِّ في ذهنك حساسية الوقت وأهميته؛ فلا تدع دقيقة تفوتك في شعبان إلا وقد اكتسبت بها ما يفيدك في دورة الإعداد لرمضان وبإذن الله نسير على هذا الديدن طوال العام فتصبح أيامنا جلها كثيرة الحسنات جميلة النفحات -إن شاء الله-:

1) أرأيت إن كنت تتوقع زائرًا جليلا لبيتك، ووجدت البيت متسخًا. هل تزينه قبل أن تنظفه؟ أم تعْمد أولا إلى تنظيفه قبل أي شيء؟
ابدأ بضبط فرائضك، وكن وقاّفًا عند حدود الله تعالى، وحاسب نفسك على ما اقترفته من ذنوب خلال الـ 11 شهر منذ رمضان الماضي.. فلا تدخل رمضان الجديد إلا وقد تبت من ذنوب العام.. نقِّ قلبك ونظفه مما شابه من شهوات وشبهات. تُب إلى الله مما نظرت له عينك بالحرام، واستمعت له أذنك، وامتدت له يدك، وسارت إليه رجلك.. وتذكر أن الله تعالى يغار، وغيرته أن تُنتهك محارمه. وإياك أن تُسوِّف التوبة، وأن يغرّك حلم الله وستره؛ فإن الله تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.



2) لا تبدأ أي عمل إلا وقد أصلحت نيتك، فلن يقبل عملك إلا إن كان خالصا صوابًا موافقًا للشرع، فتعلم أحكام الصيام وعلمها أهل بيتك ومعارفك من الآن.



3) هذّب نفسك وألزمها التقوى منذ الآن، فرمضان مدرسة للمتقين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[سورة البقرة: 183]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»
رواه البخاري 1903].



4) بادر بصلة رحمك، واحذر أشد الحذر من قطعها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فقال: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، فقال: ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟، قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك.
ثم قال أبو هريرة: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [سورة محمد: 22]» [رواه البخاري].
إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم؟... هذا ما وضّحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» [رواه البخاري 5645].



5) هل من نعيم أجمل من سلامة الصدر؟... تقضي يومك وليلتك وأنت في راحة بال، بينما غيرك تغلي قلوبهم حنقًا على غيرهم. احرص أن تكون "مخموم" القلب من الآن، وادخل رمضان وقد فرّغت قلبك للانشغال به دون سواه.
«قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟، قال:
"كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: "صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب"، قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"» [صحيح ابن ماجه 3416].


6) كثيرون للأسف هم من يقضون الساعات الطوال في استخدام الإنترنت، ويضيعون فرصا عظيمة في شهر مثل رمضان. فأين هم من الإمام مالك بن أنس الذي كان إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف؟!، فابدأ من الآن -إن كنت من مدمني النت- بتقليل ساعات جلوسك عليه، واعلم أن رمضان لن ينتظرك.


7) المبادرة في قضاء ما عليك من صيام إن كنت أفطرت في رمضان الماضي لعذر شرعي.


8) في رمضان يقبل الناس على تلاوة القرآن وختمه ولكن لتكن تلاوته سلسة وختمته عليك يسيرة فابدأ في شعبان أن تكثف من وقت التلاوة فإن كانت عادتك أن تتلو جزءا يوميا فلتجعلها جزئين أو ثلاثـــا بل حاول أن تجعل لك في كل عشرة أيام منه ختمة.



9) رمضان شهر تكثر فيه الصلوات من تراويح وقيام ونوافل فلكي تعتاد على طول الوقوف فيه دون إرهاق أو تعب فلتخصص للقيام وقتا أطول بدءا من شعبان وليكن مثلا ساعة فمضاعفاتها، وعود نفسك من الآن على طول الركوع والسجود.



10) بدءًا من الآن عود نفسك على طول الدعاء واحفظ من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي تحوي جوامع الكلم وأخير وأبرك وأجدى بالإجابة إن شاء الله.


11) عوِّد نفسك من الآن المكثوث في المسجد فترات أطول بعد الصلاة تحضيرا للاعتكاف في رمضان إن شاء الله أو على الأقل تحضيرا للمكث في المسجد ساعات طوال فيه هذا أيضا اعتكاف؛ فلا حدّ لأقله..



12) عوّد نفسك على الصوم لكي لا تجد عند إقبال رمضان بإذن الله مشقة في صوم الأيام الأول فصم يوما وأفطر يوما أو اجعل شعبان أكثرأيامه صوما فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت:
«لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصوم شعبان كله» [رواه البخاري].



13) استعد لإطعام المساكين وتفطير الصائمين فابدء من الآن زيادة كمية ما تعده من طعام لوجبة الغداء مثلا وخذ هذا الزائد ووزعه على فقراء حَيّكُم أو حارس بنايتكم فعن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من فطَّر صائماً، كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» [صححه الألباني].



14) تصدق بشكل يومي في شعبان حتى تعتاد على التصدق يوميا في رمضان فتدخل فيمن قيل فيهم في الحديث، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً»
[صححه الألباني]،
فإن كان التصدق يوميا عادة لك في الأصل في غير شعبان فاستعد لرمضان بزيادتها قليلا أو كثيرا بحسب استطاعتك في شعبان، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» [رواه البخاري (6) ومسلم (2308)].



15) إن كنت تنوي العمرة في رمضان بإذن الله تعالى فاحرص على المشي لمدة نصف ساعة مثلا في العشر الأخر من شعبان ففي عمرة رمضان مجهود بدني مطلوب فاستعد له.









16) قلل من مقدار طعامك في شعبان لك لا تثنيك كثرة الطعام والأكل عن العبادة في رمضان فاعتد على قلة كمية الطعام من الآن أو ليكن طعامك كوجبات صغيرة متنوعة وأكثر من الخضر والفاكهة والتمر لتحفظ ماء الجسم وتعطيك النشاط والحيوية اللازمة.


17) ابتعد عن السهر وجرب من الآن النوم مبكرا والاستيقاظ قبل الفجر بساعة أو أكثر تدربا على القيام ومناجاة السحر.




18) إن كنت لن تستطع الذهاب لعمرة رمضان هذا العام لمانع يمنعك فاعلم أن من جلس يذكر الله بعد الفجر حتى شروق الشمس فصلى ركعتين فله أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة. فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
: «من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة و عمرة، قال: قال رسول الله: "تامة تامة"»
[قال الألباني حسن لغيره].



19) حاول أن تصلي على جنازة وأن تتبعها حتى تدفن فأجر ذلك عظيم والأجر يتضاعف في رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم: «من تبع جنازة حتى يصلى عليها ؛ فإن له قيراطا. فسئل رسول الله عن القيراط؟، قال: مثل أحد» [صححه الألباني]،
ولقوله صلى الله عليه وسلم:
«من صلى على جنازة فله قيراط، وإن شهد دفنها فله قيراطان والذي نفس محمد بيده القيراط أعظم من أحد هذا» [قال الألباني صحيح لغيره].


20) ابدء بتنظيم وقتك ومتابعته واجعل لك جدولا تقيم فيه متابعة أهدافك وعبادتك ليس ابتداعا ولكن لكي تجعل عباداتك نصب عينيك والفوز بالجنة -بإذن الله- الهدف الأسمى لديك.


21) ابتعد رويدًا رويدًا عن جلسات السمر وإضاعة الوقت واقطع التلفاز وجميع الملهيات -هذا فيما كان حلالا وأما الحرام فالواجب الابتعاد عنه كليًا والتوبة والإنابة وعدم الرجوع إليه-.


22) للمدخنين نقول رمضان فرصة عظيمة لترك هذه الآفة اللعينة فاعتد من الآن على نبذها وتركها وضع النية الصالحة أنك تتركها لله ثم لتحافظ على صحتك واسأل الله أن يعينك على ذلك.


23) من الآن عود لسانك أن يكون حقا رطبا بذكر الله فلا تفتر عن الذكر والاستغفار والتسبيح والتهليل فما أيسرها من عبادة وما أعظم وأكبر أجرها عند الله.



24) راجع حفظك أو ابدء في حفظ بعض من السور في شعبان لكي تصلي بها في نوافل رمضان فكم هو سعيد من يصلي ويناجي ربه بآيات يحفظها في صدره.


25) تزدحم الأسواق ويكثر الهرج فيها -للأسف
- في رمضان فانأ بنفسك واقضِ جميع حوائجك من مواد غذائية وملابس للعيد وغيرها بدءًا من شعبان.


26) حاول أن تضع لمحيطك بالكامل خطة يتبعونها معك في الإعداد لرمضان، في محيط منزلك، عملك، مسجدك، فيستشعر الناس عظمة هذا الشهر الفضيل بدلا أن ينقادوا خلف دعاة الضلال من مسلسلات ومجون فهم لا يحلو لهم عرض أضخم أعمالهم النتنة إلا في رمضان.


27) ابحث عن الصغار في عائلتك من هم في عمر سبع سنين فما فوق مثلا، وحفزهم على التعود على الصوم فمثلا لتعودهم بدءًا على صوم ربع يوم ثم نصف ثم أكثر ولتكافئهم فإن جاء رمضان أصبح الصوم يسيرًا عليهم.


ونترك لكم إضافة ما ترون أنكم بحاجة له من استعدادات.....

هذا والله أسأل أن ينفعني وإياكم بهذه الكلمات وأن يجعلنا من فائزي الشهر الفضيل وأن يجعلنا من عتقائه من النار
فى نهاية الحلقة
تابعونا الحلقة القادمة
مع العبادات فى رمضان
هدايا الحلقة

دورة الاستعداد لرمضان-كيف تخشع في الصلاة(4-6-2013)كن قائدا - الشيخ أحمد جلال
كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟ (8-6-2013)بالاشتراك مع د.حازم شومان و ش.أحمد جلال ود.غريب



  #5  
قديم June 23, 2013, 03:17 AM
 
رد: يومــــــــــيات رمضانيــــة

موعدنا الان
مع الحلقة الرابعة
من
يوميات رمضانية


العبادات فى رمضان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة
و أغلقت أبواب جهنم و سلسلت الشياطين "رواه البخاري ومسلم


لقد اقترب رمضان جدا فلم يبق عليه إلا أيام معدودات، وهو ضيف سريع الارتحال كما نبه الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله تعالى عن الشهر
{ أياما معدودات } البقرة الآية 184





وإذا كان الأمر كذلك فحري بالعبد أن يخطط لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الموسم المبارك الذي تعددت فيه أسباب المغفرة والعتق من النار كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". (رواه البخاري).
وقال أيضا: "من قام رمضان ، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".(رواه البخاري).




وقال صلى الله عليه وسلم مبينا فضل الله تعالى على عباده في رمضان: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة".
(رواه احمد في المسند ،وصححه أحمد شاكر).



فإذا كانت هذه بعض أسباب المغفرة والعتق من النار في رمضان فينبغي لمن أراد النجاة أن يحدد أهدافه بدقة في رمضان وأن يجتهد لتحقيقها ومحاسبة نفسه عليها، بدلا من السير هكذا بلا هدف كبير يسعى إليه.

ربما يقول بعضنا: إن الهدف هو الفوز برضوان الله تعالى في رمضان والعتق من النار، وهو هدف كبير ونبيل بل هو أكبر الأهداف وأعظمها لكن هنا يثور السؤال: ماذا فعلنا للوصول إلى هذا الهدف الكبير في رمضان؟ هل وضعنا خطة؟ هل وضعنا مجموعة من الأهداف اليسيرة المعينة على تحقيق هذا الهدف الكبير؟.
ونستطيع صياغة السؤال بطريقة أخرى:
هل سيمر رمضان علينا هذا العام كما مر غيره في السنوات السابقة؟ أم سيكون متميزا؟.
إن الله تعالى قد امتدح في كتابه الكريم من يسير على نور ودربه واضح، كما عاب على من يسير بغير هدى فقال سبحانه:
(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك:22).

والعبد في سيره إلى الله تعالى يحتاج النور الرباني والهداية حتى لا يتخبط أويضل:
(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122)
ونحن نتصور أن يحضر كل منا ورقة وقلما ليكتب خطته في رمضان وليضع أهدافا يريد تحقيقها والخروج بها من رمضان، وليس شرطا أن تكون هذه الأهداف تعجيزية بل يمكنه وضع أهداف في متناوله يمكنه القيام بتحقيقها ومحاسبة نفسه على التقصير فيها، ونحن نضرب لذلك بعض الأمثلة اليسيرة.



المحافظة على الجماعة وتكبيرة الإحرام

لا شك أن قطاعا كبيرا من المسلمين قد يتهاون بصلاة الجماعة، ولا شك أن قطاعا أكبر يتهاون بتكبيرة الإحرام، فلماذا لا يكون من أهدافنا في رمضان أن نتعود على المحافظة على تكبيرة الإحرام بحيث لا تقام الصلاة إلا ونحن في الصف خلف الإمام؟ وقد كان بعض السلف رضي الله عنهم لا تفوته تكبيرة الإحرام أربعين سنة ، وبعضهم لا ينادى للصلاة إلا وهو في المسجد. وإذا استحضرنا في هذا المقام قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار ، وبراءة من النفاق".(رواه الترمذي ، وحسنه الألباني).

فيمكن أن يتخيل العبد نفسه محبوسا أربعين يوما على ذمة هذه القضية، فإما أن يكتب له بعدها البراءة من النار والنفاق أو يعيد الكرة مرة أخرى لعله ينجو.



ختم القرآن في رمضان

لا شك أن كثيرا من المسلمين يختمون القرآن في رمضان، وربما ختمه كثير منهم أيضا عدة مرات في هذا الشهر، ولقراءة القرآن في رمضان شأن كبير إذ هو شهر القرآن:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: من الآية185).
لكننا أيضا نود أن تكون هناك خطة لختمه في رمضان مرة أو مرات، وبعض الناس حين يسمع أن من السلف من كان يختم في كل ثلاث يتعجب، فإذا علم أن بعضهم كان يختمه في رمضان في كل يوم فربما لم يصدق، مع أن الأمر بالنسبة لمن يخطط ويضع الأهداف ويسعى لتنفيذها ربما كان سهلا ومتصورا.
فمثلا من أراد أن يتم قراءة القران مرة في الشهر فإنه يقرأ جزءا في اليوم، فلو ألزم نفسه بعدم الخروج من المسجد بعد صلاة الصبح إلا بعد الأذكار وقراءة الجزء فسيحقق هذا الهدف، ولو أراد آخر أن يختمه أكثر فيرتب وقته بناء على هذا الهدف.. وخذ مثالا آخر في هذا الشأن، لو أنك ألزمت نفسك بالتواجد في المسجد قبل الأذان في كل صلاة وبعد أداء السنن القبلية جلست تقرأ القرآن حتى الإقامة فلو افترضنا أن الوقت الباقي هو ربع ساعة فيمكنك أن تقرأ نصف جزء يعني في أربع صلوات ـ إذا استثنينا المغرب ـ ستقرأ جزأين؛ وبالتالي ستختم مرتين فإذا عزمت على أكثر من لك وجلست بعد العصر تقرأ جزءا آخر فستختم ثلاث ختمات، فإذا ضممت إليها ختمة الفجر صارت أربعا... وهكذا .

تحسين الأخلاق
لماذا لا يكون من جملة الأهداف التي نضعها لأنفسنا في رمضان أن تتحسن أخلاقنا وتتسع صدورنا، فهناك فهم خاطىء عند بعضنا أنه إذا صام ضاق صدره وقرب غضبه وينبغي على من حوله ان يبتعدوا عنه حتى لا تثور ثائرته، وحقيقة لا ندري من أين أتى هذا التفكير المنحرف وكيف دخل الشيطان على بعضنا بهذا المدخل؟.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا صمنا أن نحافظ على أخلاقنا ولا نبادر بالاستجابة لنزغات الشياطين حتى وإن بدرت من الآخرين نحونا إساءة أو غلظة ، فيقول صلى الله عليه وسلم: "...فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم". (رواه البخاري).


فلنجعل تحسين الأخلاق هدفا نسعى إليه في الصيام ليكون ذلك عادة لنا في غيره من الشهور، ولنستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا". (رواه الترمذي وحسنه).



الإقلاع عن التدخين
من الآفات الكبيرة التي وقع فيها عدد كبير من أبناء المسلمين آفة التدخين، ولا شك أن التدخين من المحرمات؛ لما فيه من الضرر المتحقق ولأنه من الخبائث وهو الباب الذي يلج منه بعض المدخنين إلى الإدمان، ولأنه من الإسراف المنهي عنه شرعا... إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعله حراما مقطوعا بحرمته، وكثير من المدخنين يصومون شهر رمضان فيمتنعون شهرا كاملا عن التدخين بمعدل يصل إلى خمس عشرة ساعة يوميا مما يدل على إمكانية ترك التدخين بالكلية لو توافرت العزيمة الصادقة، فلماذا لا نجعل من أهدافنا الامتناع عن التدخين تماما تقربا إلى الله تعالى بالامتناع عن الحرام، ومحبة لزوجاتنا وأولادنا الذين عادة ما يكونون أول من يكتوي بنار الدخان، واستحضارا لرهبة السؤال بين يدي الله تعالى حيث يسأل العبد عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، ولا شك أن إنفاق المال في شراء الدخان حرام.



الدعاء المستجاب

"إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة".
فلماذا لا نجعل من جملة الأهداف انتقاء بعض الدعوات التي نرجو تحقيقها لأنفسنا ولمن نحب وللمسلمين، وهذا يستدعي منا الحرص على تحري أوقات الإجابة عند الفطر وفي وقت السحر وبين الأذان والإقامة وبعد العصر من يوم الجمعة إلى غير ذلك من أوقات الإجابة، كما يستدعي استحضار الفقر والذل والحاجة، وينبغي ألا ينسى المسلم إخوانه المستضعفين والمكروبين والمجاهدين من دعواته أن ينصرهم الله ويرفع عنهم ويفرج كرباتهم.


صلة الرحم
لصلة الرحم في ديننا شأن عظيم لا يخفى على كثير من المسلمين لكن في غمرة الحياة نغفل كثيرا، وربما قطعت الأرحام لأسباب تافهة، وأغلب هذه الأسباب راجع على الدنيا وتعظيمها في القلوب، وقد اقترب رمضان جدا.. فلماذا لا نجعل من أهدافنا في رمضان أن نصل هذه الأرحام وأن نكون نحن المبادرين بالزيارة بالهدية بالاتصال؟

ربما جاء الشيطان عن مبادرتنا فقال سيطردونك سيسيئون مقابلتك أو الرد عليك بغلظة.. وغير ذلك مما يثبطنا به عن فعل الخير، حسنا فلنقل له: إننا نصل أرحامنا طاعة لله وتقربا إليه فليفعلوا ما شاءوا فلن أتراجع. ألا يكفي أن نفوز بثواب البر والصلة؟ ألا يكفينا أن يكون معنا ظهير ونصير من الله طالما وصلنا أرحامنا وإن أساءوا وإن قطعوا؟ ألا نريد جنة عرضها السموات والأرض؟.
أيها الحبيب هذه جملة من الأهداف وضعناها بين يديك وهي ليست نهاية المطاف، فيمكنك أن تضع أكثر منها بكثير وتعمل على تحقيقه، ومما يعينك على الوصول لهذه الأهداف وغيرها، ويهون عليك المشاق والصعاب استحضارك لعاقبة التعب في طاعة الله وثواب المجتهدين في التقرب إليه سبحانه يوم يقوم الناس لرب العالمين، فالراحة الحقيقية هناك حيث النعيم المقيم مما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر.

فاللهم بلغنا رمضان، وأعنا على الإحسان، واجعلنا من عتقائك فيه من النار، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين.

انتظرونا فى أخر حلقات البرنامج
مع برنامج يومى
رمضانى
هدايا الحلقة
مشاهد العبودية في رمضان(4-6-2013)المدرسة الربانية - قسم المنوعات

وما أدراك ما رمضان (14/6/2013) دروس مسجد السلاب بالمنصورة



  #6  
قديم June 23, 2013, 03:19 AM
 
رد: يومــــــــــيات رمضانيــــة


موعدنا
مع الحلقة الاخيرة
من
حلقات
يوميات رمضانية

أما بعد فقد بدأ شهر رمضان وبدأ معه سباق الطاعات. وحتى لا يفوتنا هذا الكم الهائل من الحسنات لابد أن نضع لأنفسنا برنامجاً عملياً طموحاً.نصائح عامة:


مراحل البرنامج (10 مراحل):

1- وقت السحر
- صلاة ركعتين خفيفتين أو أكثر (قيام الليل).
- السحور (تسحروا فإن في السحور بركة).
- الاستغفار (مع استحضار مشهد سؤال الله عن الذنوب يوم القيامة)
<b>
.2- صلاة الفجر
</b>

<b> - ترديد الأذان.</b>

- صلاة ركعتى الفجر فى المنزل أو المسجد.
- نية الاعتكاف عند دخول المسجد (لأي مدة و في أي وقت).
- دعاء دخول المسجد (بسم الله والصلاة و السلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لى أبواب رحمتك).
- الدعاء بين الأذان و الإقامه لا يرد.
- استحضار القلب في الصلاة و شهود الملائكة و شهود الصلاة و حمد الله على توفيقه.
- أذكار بعد الصلاة.
- حضور مجلس العلم إذا كان هناك مجلس علم.


3- الوقت بعد صلاة الفجر حتى الشروق
- (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجرحجة وعمرة تامة تامة تامة) حديث شريف.
والذكر يشمل قراءة القرآن - أذكار الصباح - الدعاء حتى بعد الشروق ثلث ساعة ثم صلاة ركعتين أو 4 أو 6 أو 8 ركعات.

4- وقت العمل أو الدراسة- الإتقان في العمل عبادة ويؤدي إلي جعل الدخل حلالاً صافياً.

- تجنب الإساءة إلي أحد وعدم مقابلة إساءة أحد بإساءة بل بإحسان.
- عدم النظر إلي مدة العمل أو الدراسة على أنها ضياع لفرص الطاعة في رمضان بل استحضار النية في إخلاص العمل.
- الحرص علي الصلوات في جماعة.


5- بعد العمل حتي العصر (القيلولة)

- النوم في هذه الفترة سنة (إذا كانت ليست ضمن وقت العمل) مع استحضار نية النوم للتقوي على العبادة
.
6- من العصر الي المغرب
- صلاة العصر في جماعة (من صلي البردين دخل الجنة)، والبردان هما صلاتي الصبح والعصر.
- بعد صلاة العصر ننظم لقاء يومي للأسرة لتدارس القرآن أو كتاب ديني.
- تلاوة أذكار المساء.

7- من المغرب إلى العشاء- الإحساس بفرحة الإفطار.
- إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
- الدعاء عند الإفطار (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله).
- صلاة المغرب فى جماعة.
- تناول إفطار خفيف (تمر ولبن) و صلاة المغرب ثم تناول الإفطار.


8- صلاة العشاء والقيام

- تخفيف الطعام يساعد على النشاط و التركيز و القدرة على القيام بهما.
- اختيار المسجد الذى تصلى فيه القيام.
- مسجد يختم القرآن كاملاً في أثناء رمضان.
- يفضل أن يكون قريباً من المنزل.
- يفضل أن يكون القارئ حسن الصوت.
- يفضل الذهاب مع الأصدقاء كوسيلة من وسائل الدعوة.
- الذهاب للمسجد بدون أطفال قدر المستطاع لعدم إشغال المصلين عن الصلاة.
- التدبر في كل كلمة يقرؤها الإمام أثناء الصلاة وكذلك الدرس لأنه درس علم.

9- بعد صلاة القيام الى النوم

- استكمال الورد القرآني.
- القيام بأي عمل مفيد مثل صلة الرحم.
النوم


10- استحضار نية التقوي على العبادة.
- النوم على الطهارة و على الشق الأيمن و قراءة الأذكار.
- لا داعي لمشاهدة التلفزيون بالمرة.أيام خاصة:يوم الجمعة (طوال العام و ليس في رمضان فقط):
- غسل الجمعة.
-التبكير للصلاة

- قراءة سورة الكهف.
- تحري ساعة الإجابة (آخر ساعة قبل صلاة المغرب).
- الإكثار من الصلاة على الرسول (صلى الله عليه و سلم).
- التركيز وتكثيف أداء العبادات.
- قضاء ما فات من أعمال خلال الأسبوع.
- صلة الأرحام وزيارة الأصدقاء.
العشر الأواخر من رمضان:- كان الرسول (صلى الله عليه و سلم) إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل كله، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر.
- يفضل التفرغ في هذه الفترة قدر المستطاع.
- الاعتكاف.
- صلاة التهجد.

- تحري ليلة القدر (الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان) وهي هدية من الله لا تقدم إلا لمن اجتهد طوال الشهر.

- إخراج زكاة المال وهي فرض.
- عدم الانشغال بتجهيزات العيد (يتم التجهيز لها قبل رمضان أو على الأقل قبل العشر).
ليلة العيد:

- الاتصال بكل الأهل والأصحاب والجيران والمعارف وتهنئتهم بالعيد بالدعاء (تقبل الله منا ومنكم).
- إدخال السرور على الأطفال: الملابس والعيدية.
- التوسعة على الأسرة في الطعام والشراب والمتعة.
- إدخال السرور على الفقراء.

ملاحظة : يفضل الصدقة في شهر رمضان كأفطار صائم ولو بكم كيلو من التمر تعطينها لمساجد افطار صائم و ياليت لو تحط كل وحده بالمسجد المجاور صندوق تبرعات
للفقراء
أسأل الله أن يعيننا على الطاعة

هدايا الحلقة

يومك في رمضان - الشيخ / هاني حلمي
رمضان والعناية المركزة - الشيخ حازم شومان
معسكر مغلق



 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع



الساعة الآن 02:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر