فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم May 14, 2013, 04:05 AM
 
في سوريا فقط يقتل الشهيد مرتين

بسام
كان طالباً عندي وابن صديقتي , توفي أثناء تشييعه لابن خاله عبد الهادي رحمهما الله , الآخر كان طالباً عندي أيضاً , لم أكن أدرك أني كنت أدرّس طالبين أحتسبهم عند الله من الشهداء ولا أزكي على الله أحداً , أذكر كيف علمت عبد الهادي حرف القاف , كان عمره ثماني سنوات , فرح كثيراً لأنهم لن يضحكوا عليه بعد الآن ويقولون له متهكمين : ها قل لنا عبد القادر قدورة فيجيب ببراءة الأطفال عبد الطادر طرطورة فيغرقون في نوبة من الضحك عليه , كنت أدرسه بالابتدائية تعلم على يدي مبادىء الحروف الأبجدية وكيفية نطقها , نأتي لبسام بسام أمه صديقتي الغالية جداً بل وأعتبرها أختي , وأولادها كأولادي بل كنت أعتبر كل طلابي أولاد لي رغم صغر سني وقتها , كنت أدرسه وأخته هبة وكان لي معهم ذكريات .
كبر بسام أمامي وكان يحمل بين جوانبه قلباً طيباً جدا جداً جداً يغيث الملهوف يكرم الضيوف الكل يحبه لأخلاقه العالية جداً, درسته في المرحلة الابتدائية ومن ثم القليل من الاعدادية , لم يكن بعد رضا قد ولد .
تعود ذاكرتي إلى ذلك اليوم حين كانت الأم حزينة تريد أخ لبسام لكن الأطباء حذروها من الحمل الذي يشكل خطراً كبيراً على حياتها لكني أقنعتها أن تحمل وتتكل على الله , لا أعلم من أين جاءتني تلك القوة وقتها وذلك التصميم ! لازمتها وظللتُ أقنعها وأرافقها للأطباء , كنت مستغربة من نفسي !!! شعرت يومها أني مسيرة لاقناعها لكن لا بد من الأخذ بالأسباب قدر الإمكان , فكان ذهابنا للأطباء حتى قال لنا طبيب حاذق ممكن يحصل الحمل لكن يحتاج هذا لمراقبة الأطباء وقوانين صارمة حتى نحافظ على سلامة الأم والجنين , جاء رضا بعد متابعة ومراقبة شديدة من الأطباء لها , أسمته رضا ولم نكن يومها نعلم ما تخبؤه الأقدار
مات بسام بالانفجار وبقي للأم رضا وكأنه أرسلها لها لترضى بقضاء الله
وليكن وحيدها بعد بسام رضاً لها ومواساة , سبحان مدبر الأحوال سبحان من يدبر لنا فإنا لا نحسن التدبير , لعل بسام الآن يبتسم في الجنة ... الله أعلم ...حين علمت بموته هو وعبد الهادي بكيت بحرقة وأذكر أني اعتزلت الدنيا مدة أسبوع , خاصة بعد أن رأيت جثته عبر اليوتيوب تبكيه أمه ! الغريب في الأمر أنه حين حصل التفجير وتقطعت الأشلاء وانتثرت هنا وهناك لدرجة أني لا أبالغ إن قلت بأن الأشلاء وصلت للطابق الرابع مات المئات ومئات أخرى كانت جرحى , إلا أن عبد الهادي ظل بكفنه الأبيض لم تفارقه الابتسامة !!! بقيت جثته سليمة !!! كل من حمله أثناء التشييع لم يصب بأذى !!! حتى سيارة دفن الموتى التي كانت خلفهم لم يصابوا بأذى !!!

مع أن الذين حولهم تقطعوا وتناثروا !!! أتراها ملائكة السماء كانت تحمي جسده بل وتحمي كل ما يخصه ؟!

أجل في سوريا فقط يقتل الشهيد مرتين !
رد مع اقتباس
  #2  
قديم May 16, 2013, 09:31 PM
 
رد: في سوريا فقط يقتل الشهيد مرتين


يخبئ الشهيد فينا ابتسامته
يترك لنا المساء
يُعلمنا كيف نضيء قلوبنا لهذه الليالي الداجيات
ويمضي !
طيور في الجنة بإذن الله
وشفعاء لأهلهم
نعم في سوريا يقتل الشهيد مرتين
ونغص بذكراه ألف مرة ومرة
رحم الله بسام و رحم الله عبد الهادي
وأنزل الصبر والسكينة على قلب أهلهم
وعلى قلبكِ عزيزتي
كوني بخير ،
رد مع اقتباس
  #3  
قديم May 17, 2013, 01:34 AM
 
رد: في سوريا فقط يقتل الشهيد مرتين

نعم يقتل الشهيد في سوريا مرتين
ولكن من قتله
قتله .. صمتنا .. انشغالنا .. عبثنا ..خوفنا .. عجزنا
ونسينا اننا نقتل أنفسنا بأيدينا
ونسقي ارضنا بعار فرقتنا
فاليوم نقف شاهدون .. وغدا ذائقون
اللهم احمي اهلنا في سوريا وانصرهم علي اعدائهم
اللهم اجعل كل موتاهم من الشهداء وارزق اهلهم الصبر والسلوان
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نداء عالم ربّاني من سوريا لنصرة اهل سوريا وردّا على علماء سوء سوريا وعلى راسهم المفتي eyouba قناة الاخبار اليومية 5 May 19, 2012 02:46 PM
تاريخ سوريا , تاريخ بلاد الشام , الحضارات في سوريا , حلقة بحث عن تاريخ سوريا مُصعب التاريخ 15 February 19, 2011 05:55 PM


الساعة الآن 12:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر