ضع الكأس جانبـــا ..!!

ضع الكأس جانبـــا ..!!


دخل مُعلِّـمٌ ذات يوم على طلبته ممسكاً كأساً فيه ماء. رفع الكأس ليراه الجميع ثم سأل:

برأيكم كم يزن هذا الكأس؟ أجاب الطلبة: ربما خمسين جراماً أو مائة أو أكثر بقيل.
فقال لهم: أنا في الحقيقة لا أستطيع أن أحكم حتى أزنها بنفسي، ولكن سؤالي هنا
ما الذي سيحدث إذا حملت هذا الكأس لعدة دقائق؟

أجاب الطلبة: لن يحدث شيء
حسنا ما الذي سيحدث لو أني مكثت رافعا الكأس لساعة؟
أجاب أحد الطلاب: سيؤلمك ذراعك...
قال الأستاذ: كلامك صحيح* الآن ماذا سيحصل إذا حملته لطوال اليوم؟
أخذ الطلاب بالضحك ثم قالوا:

لا شك بأنك ستشعر بخدر في يديك بسبب الإجهاد العضلي، وربما لن تتمكن من تحريكها، وحينها تحتاج إلى المستشفى.
قال طالب آخر بجرأة: بالتأكيد... وضحك باقي الطلاب..
فقال الأستاذ: جميل جداً ولكن هل تغير وزن الكأس أثناء كل هذه الأحداث؟
فكان الجواب: لا بالطبع لم يتغير.
إذا ما الذي سبب الألم في ذراعي وأصابها بالخدر؟

عندها عجز الطلبة عن الإجابة.

ثم سأل
ما الذي ينبغي علي فعله لإزالة الألم؟
قال أحد الطلاب: ...ضع الكأس جانباً
قال الأستاذ: بالضبط، هذا ما أردت أن أسمعه منكم.

إن الحياة مليئة بالمشكلات والمنغصات، وهي مثل كأس الماء بيدي،

فإن شغلت بها رأسك لدقيقة سيكون الأمر على ما يرام، وإن تركتها تعشش في رأسك لفترة أطول ستبدأ بالشعور بالألم. دعها أطول، سينتهي بك المطاف إلى المستشفى!

أنا أعلم بأنه سيكون هناك تحد كبير حين تواجه المشكلات ولكن ما أطلبه منك هو أن لا تسمح لتلك المشكلات أن تعشش في رأسك.

ضعها جانباً بعد أن تشتغل بها المدة الكافية لحلها. فأنت محتاج لتجديد نشاطك وحيويتك، فحياتك ملأى بالتحديات والصعوبات، فلا تجعل مشكلة واحدة منها تقودك إلى المستشفى.

إن الله تعالى قد خلق الإنسان في كبد.

وكتب عليه التعب في طلب رزقه ورزق من يعول

هذه سُنَّةُ الحياة، لن يستطيع أحدٌ أن يغيرها، ولكن كلاً منّا يستطيع أن يتعامل معها طالبا العون من الله جل وعلا.

اعلم بأنه لا يوجد أحد على ظهر هذه الارض ليس مهموما، ولكن احذر أن تجعل الهمّ يُسيطر عليك، حينئذ ستصاب بالأمراض وستتعطل وظيفتك في الحياة، فأنت أيها القارئ خليفة الله في أرضه، فكن قوياً.

وقبل أن أختم هذه المقالة دعني أقول لك:

ضع الكأس جانباً....
__________________