إلى أن نراكم مجددا ..

مساحة للبوح بما يمر بخاطرنا من أفكار ..
و ما يعتمل في قلوبنا من مشاعر ..
إلى أن نراكم مجددا ..
شاركونا البوح ..

وصلتني صباح أمس رسالة قصيرة .. من أحد خدمات إتصالات تونس .. على هاتفي الجوال .. اليوم 08 مارس هو اليوم العالمي للمرأة .. لا لكل أنواع التمييز ضد المرأة .. و قد كتبت الرسالة طبعا باللغة الفرنسية .. لم يشغلني بصراحة اليوم العالمي للمرأة .. لأن المرأة عندنا نحن المسلمين .. ذات أهمية كبرى طول أيام السنة .. لم أفكر يوما أن أهينها و أستغلها لمدة عام كامل .. ثم أضحك عليها بيوم واحد .. أفتح عليها فيه جراحها ببعض الهديا و الورود .. و لن أناقش مسألة كهذه لأنني أعتبرها .. مجرد خدع سينمائية تشعرنا كأن المرأة ليست مثل الرجل .. أو كأنها كائن غريب جاء إلينا من الفضاء هروبا من أحد المجاعات في أحد الكواكب البعيدة .. ما شغل تفكيري هو .. لماذا ترسل لي مؤسسة خدمات و إتصالات عربية رسالة بالفرنسية .. كم أتمنى لو تأتيني منها في يوم من الأيام رسالة قصيرة .. فيها آية قرآنية .. أو حديث نبوي شريف .. أو نصيحة دعوية دينية .. أو حتى بيت شعر لأحد الشعراء العرب .. أو مقولة لمفكر عربي .. أو أي شيء .. المهم باللغة العربية .. حتى لو شتموني .. أنا لا أفهم هو أنا مسجل عندهم بإسم حسين .. أو فرنسوا أو جون ؟ .. لا يكلفون أنفسهم الإهتمام بلغتي التي أحبها .. و يريدون مني أن أكترث .. لوضع المرأة في سيبيريا .. أو التيبت أو آلاسكا .. أو مجاهل إفريقيا .. أو في أي مكان خارج العالم العربي و الإسلامي .. أنا لست ضد اللغات الأجنبية .. بل بالعكس أتمنى لو أن كل عربي مسلم .. يتكلم عدة لغات أجنبية .. ليساهم في نشر الإسلام لدى شعوب العالم .. أو على الأقل الدفاع عنه .. و لكن العربية هي الأولى .. في معاملاتنا و في حياتنا اليومية .. في إهتماماتنا .. في تفكيرنا للمستقبل و للأجيال القادمة .. أنترك لغة القرآن .. و نخاطب بعضنا البعض باللغات الأجنبية .. و نضع أرجلنا في الماء و نحلم بأن تصبح العربية من جديد اللغة الأولى في العالم المتحضر كما كانت من قبل لغة العلم ؟ .. أغلقت الرسالة القصيرة .. ثم محوتها من ذاكرة هاتفي المحمول المسكين .. و أنا أدعو و أقول .. اللهم إحفظ لنا جواهرنا المكنونة .. كل نساء و فتيات المسلمين .. طول العام .. طول العمر .. و إلى أن نراكم مجددا ..

حسين حمدون