فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 27, 2013, 11:03 AM
 
Rose كيف تكون ولى من اولياء الله

اولياء الله
من هم الاولياء :
الأولياء جمعُ \"وَلِيّ\"، والولي هو النَّصير الذي ينصر الله تعالى، وينصر دينَه وشريعته.

وقال بعض العلماء: الولي هو القريب؛ فوليُّ الله تعالى قريبٌ منه سبحانه، وبما أنّ القُرْبَ من الله تعالى يستحيل أن يكون بالمكان وبالجهة، فإنَّ القُرْبَ هنا يعني استغراقَ القلبِ في معرفة الله تعالى واليقين به. فقلب المؤمن الولي لله تعالى مُستغرِقٌ بالله، يعيش مع الله، يحيا بالله، ينشغل بطاعة الله. إن سمع شيئاً سمع آيات الله، وإن نطقَ نطقَ بالثناء على الله وحَمْدِهِ وشُكْرِه، إن تحرَّكَ تحرّكَ في الدعوة إلى الله، وفي خدمة المسلمين، ورعاية الناس والإحسان إليهم، وإن اجتهد وبذل طاقته وجَّه هذه الطاقة وهذا الجهد في سبيل الله وطاعته.

مَنْ كانت هذه صفاته وخصائصه كان في غاية القرب من الله سبحانه وتعالى، فهو إذاً وليٌّ لله تعالى، سواء تحقَّق هذا المعنى بمعنى القرب أو النصر، فكلا المعنَيَين يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد اختصّ عبدَه الذي اتّصفَ بهذه الصفات وجعله ولياً له.


وهى درجة رفيعة يختص الله بها من يشاء ويحب من عباده , وأولياء الله هم من يخلصون العمل له عز وجل ويتابعون الرسول صلى الله عليه وسلم في الدقيق والجليل,
قال شيخ الإسلام: فكل من كان مؤمنا تقيا كان للـه وليا.
- قال الحافظ ابن حجر: المراد بولي اللـه العالم باللـه تعالى المواظب على طاعته المخلص في
عبادته.

كيف يكون التفاضل بين اولياء الله ؟

قال شيخ
الإسلام: وإذا كان أولياء اللـه هم المؤمنين المتقين فبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته للـه تعالى، فمن كان أكمل إيمانا وتقوى كان أكمل ولاية للـه . فالناس متفاضلون في ولاية اللـه عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى.

طبقات أولياء اللـه
قال شيخ الإسلام: وأولياء اللـه على طبقتين : سابقون مقربون ،
وأبرار أصحاب يمين مقتصدون . ذكرهم اللـه سبحانه في عدة مواضع من كتابه ، في أول
الواقعة ، وآخرها.
قال تعالى: (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)
•أقسام الولاية: قال الشيخ بن عثيمين: والولاية تنقسم إلى :
1-
ولاية من اللـه للعبد
.
2- وولاية من العبد للـه .
فمن الأولى
قوله تعالى ( اللـه ولي الذين آمنوا )، ومن الثانية قوله تعالى: ( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا …)

والولاية التي من اللـه للعبد تنقسم إلى :
- عامة
.
- وخاصة
.
فالولاية العامة هي: الولاية على العباد بالتدبير والتصريف ، وهذه تشمل المؤمن والكافر وجميع الخلق ، فاللـه هو الذي يتولى عباده بالتدبير والتصريف والسلطان وغير ذلك ، ومنه قوله تعالى . ( ثم ردوا إلى اللـه مولاهم الحق آلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )

والولاية الخاصة: أن يتولى اللـه العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته ، وهذه خاصة بالمؤمنين ، قال تعالى: ( اللـه ولي
الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات )
وقال: ( ألا إن أولياء اللـه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون



وهناك على الجانب الاخر اولياء الشيطان اعاذنا الله واياكم منهم تذكرهم الايات :
أولياءَ الشيطان: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 98 - 100]،
فلالخلاص يحصن المؤمن من كيد الشيطان فانتبهوا يا اولى الالباب فاحذر ان تكون متبع الله فى العلانية وصديق للشيطان فى سريرتك
وقال - تعالى -: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)[النساء: 76]، حتى الجهاد اذا خلا من الاخلاص وكان لمغنم او شهره او امر من امور الدنيا فانه يرد على صاحبه ونرى ذلك فى حديث النبى نْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ
وقال - تعالى -: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)[الكهف: 50]، وقال - تعالى -: (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا)[النساء: 119 - 121]، وقال - تعالى -: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آل عمران: 173 - 175].اتتخذ من عادى ابيك من قبل ولى باتباعه فى ما يوسوس به كيف ذلك وهو اول من تبرا منك يوم القيامة إذ تقول ايات الله :" كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برئ منك انى اخاف الله رب العالمين "
فأولياء الشيطان هم أتْباعُه العاصون لله - عز وجل - المخالفون لكتابه ولسُنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - المغرورون بتزيين الشيطان ووعْده لهم؛ (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا).

صفات اولياء الله :
- أنهم أهل التقوى والأمن والبشرى :
قال سبحانه وتعالى : \" أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) سورة يونس .
فقد ذكر الله في هذه الآيات أن أولياء الله هم أهل الأمن والسكينة , وأنهم قد نالوا هذه الدرجة بتقواهم وخشيتهم لربهم , لذا فقد استحقوا البشرى بالفوز والنجاة والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في \"تفسير القرآن العظيم\"

‏تفسير الايه
يخبر تعالى عن أوليائه وأحبائه، ويذكر أعمالهم وأوصافهم، وثوابهم فقال‏:‏ ‏{‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ‏}‏ فيما يستقبلونه مما أمامهم من المخاوف والأهوال‏.‏{‏وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏ على ما أسلفوا، لأنهم لم يسلفوا إلا صالح الأعمال، وإذا كانوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثبت لهم الأمن والسعادة، والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى‏.‏ لأن الله تعالى أعطاهم صكَّ الأمان، فهم آمنون من العذاب، لأنهم حفظوا الله تعالى في دنياهم، فحفظهم في الدنيا والآخرة.
-(‏لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ، ويحمده الناس عليه ؟ قال " تلك عاجل بشرى المؤمن " . وفي رواية : ويحبه الناس عليه . وفي رواية : ويحمده الناس .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم2642
أما البشارة في الدنيا، فهي‏:‏ الثناء الحسن، والمودة في قلوب المؤمنين، والرؤيا الصالحة، وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لأحسن الأعمال والأخلاق، وصرفه عن مساوئ الأخلاق‏.‏

2_أنهم أهل التقرب إلى الله بما يحب يكتسبوا منه القوة :
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم درجات الولاية وصفات الولاة في بعض أحاديثه والتي منها ما رواه البخاري عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عبدي بشيء أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عبدي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شيء أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ.أخرجه البخاري 8/131(6502).
- أنهم هم الذين إذا رؤوا ذكر الله :
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّةِ . قالت: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى , قال : فَخِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ الله تَعَالَى اخرجه احمد
فإذا رأيت رجلاً من أهل الصلاح يذكّرك بالله، يلهج لسانك بذكر الله تعالى؛ لأن هذا الرجل ممن ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى:[]...سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...[] سورة الفتح (29). علامة الطاعة باديةٌ عليهم، وإن للطاعة نوراً وإشراقاً وحلاوة ولذة تبدو على أهل الطاعات، سُئل أحد الصالحين: \"ما بال الذين يقومون الليل حِسانُ الوجوه؟\". فقال لهم: \"أولئك قومٌ خلَوا بالحبيب فألبَسَهم من نوره\". كانوا طوال الليل مع الله سبحانه وتعالى في حالة ذكر، وسجود، وقيام، وركوع، وتلاوة، ودعاء واستغفار، فألبسهم الله تعالى من نور عبادته، وأذاقهم من حلاوة طاعته، فظهر ذلك على وجوههم نوراً وسِيْما وعلامة يعرفهم بها الناس، فإذا رأوهم ذكروا الله تعالى.

وهذا ما نَلْحَظُهُ عندما نرى رجلاً صالحاً، مشرقَ الوجه، منوَّرَ الجبين، ملتزماً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أقبل عليك ذكرتَ الله تعالى.
انهم قوم تحابوا فى الله :
إن هذه الصفة التي حدّدها النبي صلى الله عليه وسلم حدّد للأولياء هي صفة عظيمة، فهم يجتمعون على طاعة الله، ويتفرقون على طاعته، ويتعاونون على البر والتقوى، روحهم روحٌ إيمانية، مجالسهم مجالس ذكر ووعظ وتلاوة للقرآن. وهذا حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كانوا في مجلس النبي عليه الصلاة والسلام وفي مجالسهم الخاصة لا يَفْتُرُون عن ذكر الله سبحانه وتعالى؛ طمعاً في بلوغ الدرجات العالية وارتقاء المنازل التي أعدّها الله تعالى لعباده الصالحين.


- يقول الله عز وجل : إن من عبادي لعبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء ، قيل : من هم يا رسول الله لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ثم تلا هذه الآية ،ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
انهم اهل كرامات منحهم ايها المولى عزوجل :
عندما نتحدث عن الأولياء وماذا أعدَّ الله تعالى لهم من الكرم العظيم في الدنيا والآخرة، يمكن لنا أن نستعرض شيئاً من هذا الكرم الرباني الذي يمنحه سبحانه وتعالى لأوليائه، وخاصة أنه يعطيهم درجة عظيمة، ألا وهي: إجابة الدعاء. هذه المنزلة العظيمة من مُنِحَها فلْيعلمْ أن الله تعالى قد اختصّه وأكرمه بهذه المنحة في الدنيا.

ومن خصائصهم أيضاً أن الله سبحانه وتعالى يُجري على أيديهم الكرامات (الخوارق للعادة) تأييداً وتكريماً لهم.

من ذلك مثلاً ما كان يُروى عن سيدنا سعد بن أبي وقّاص رضي الله تعالى عنه، وهو أحد المبشَّرين بالجنة، فقد كان معروفاً بين الناس أنه مُجابُ الدعوة؛ إن دعا لشخصٍ أصابته تلك الدعوة، وإن دعا على شخص ظالم أو مشرك أو معتد أصابته الدعوة، وذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا لسعد بن أبي وقاص فقال: \"اللهم أجبْ دعوته\". فكانت دعوته مستجابة.
كذلك تُروى كرامة لأبي مسلم الخولاني رحمه الله تعالى، وهو من سادة التابعين أيضاً. قالت له زوجته مرة: ليس عندنا دقيق، فقال لها: هل عندكِ شيء؟ قالت: ليس عندي إلا درهم بعتُ به غَزْلاً. قال: أعطِنيه وهاتي الجِراب. فدخل السوق، فأتاه سائل، وألحّ عليه في السؤال، فأعطاه الدرهم. وعاد إلى بيته وقد ملأ الجرابَ نشارة خشب مع تراب، وأتى وقلبه مرعوبٌ من زوجته. وضع الجراب في البيت ومضى، فلما ذهب فتحتْه، فإذا به دقيقٌ أبيض، فعجنت الدقيق وخبزت، وجاء أبو مسلم الخولاني إلى بيته ليلاً، فقدّمتْ له الخبز، فقال لها: من أين لنا هذا؟ فقالت: من الدقيق الذي اشتريتَه اليوم. فأكل أبو مسلم الخولاني من الخبز الذي أصله نشارة خشب وتراب، وبكى. هذه أيضاً نقلها الإمام الذهبي في \"سير أعلام النبلاء\". وهكذا يبدو لنا كرامة الأولياء التي يؤيّدُ الله تعالى بها أولياءه.

هناك قصة أوردها الإمام ابن السُّبكي في كتابه \"طبقات الشافعية\"، وهي التي سمّاها \"كرامة المحاميد\".

يقول: كان ثلاثةٌ من العلماء في رحلة، وهم: \"محمد بن جرير الطبري\" وهو من الأعلام، و\"محمد بن خُزيمة\" وهو من المُحَدِّثين، و\"محمد بن نصر المِرْوَزيّ\" وهو من الفقهاء. كانوا في رحلة فأرمَلوا (جاعوا)، ولم يبق عندهم ما يَقوتهم وأضرَّ بهم الجوع. فاجتمعوا ليلةً في منزلٍ كانوا يأتون إليه، فاتّفق رأيُهم على أن يَسْتَهِموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام، فخرجت القرعة على \"محمد بن خزيمة\"، فقال لأصحابه: \"أمهِلوني حتى أتوضّاَ وأُصَلِّيَ صلاةً الاستخارة\". فذهب يتوضّاً ودخل يصلي، فإذا هم بالشموع ورجلٍ من قِبَلِ الوالي يطرقون عليهم الباب، ففتحوا الباب، فقال الرجل: \"أيكم محمد بن نصر المِروزي؟\". فقال: أنا. فأعطاه صرةً فيها خمسون ديناراً. ثم قال: أيكم محمد بن جرير؟ قال: أنا. فأعطاه صرة مثلَ أخيه. ثم قال: أيكم محمد بن خزيمة؟ قال: أنا. فأعطاه صرة مثلَ أخَويه. ثم قال لهم: إن الأمير كان قائلاً بالمساء (نائماً نومَ القيلولة)، فرأى في المنام من يقول له: \"إن المحاميدَ قد طَوَوا كَشْحَهُم (بطونهم) جِياعا\". فأَنْفَذَ إليكم هذه الصُّرَر، وأقسمَ عليكم إذا نَفِدَتْ فابعثوا إليه أحدَكم.



أ‌- مريم عليها السلام أكرمها الله سبحانه بالرزق الطيب بأنواع الطعام والشراب ، ووصوله إلى محرابها ، وكذا ما أيدها الله به من الحمل من غير زوج ، وظهور المساعدات الربانية عند الولادة ، والرطب الجني من النخلة اليابسة ، والنهر الصافي ، وكذا نطق عيسى في المهد أمام قومها .
ب‌- أصحاب الكهف أكرمهم الله بكرامات كثيرة : من نومهم المدة الطويلة ثلاثمائة وتسع سنين ، وحفظ أجسامهم من التغيير ، وصرف الشمس عنهم، وقيامهم من نومهم بعد تلك المدة .

أم موسى عليه السلام ، وما أكرمها الله به من الإلهام والتأييد

انهم عرفوا الله فا استقاموا على منهجه :
] إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُون * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30-32].
استقاموا على الطاعة فلم يعوجوا عنها لم ينتظموا فى الصلاة او فى الصيام او فى الصدقات قليلا ثم انقطعوا بل هم ثابتين على الطاعة فاستحقا ان يدخلوا فى ولاية المولى عز وجل

- يتقبل الله دعائهم ويستعيذهم من مايستعيذون
وبالله يبصرون وبالله يسمعون وبالله يبطشون وبالله يمشون اي النور يكون لهم في كل مكان
كما جاء بالحديث القدسيولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت في شيء أ
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة، حدثنا أحمد بن شعيب بن يزيد. وحدثنا إسحاق بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا محمد بن عزيز، حدثنا سلامة بن روح، حدثنا عقيل، عن بن شهاب، عن أنس بن مالك. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك . ثم إن البراء لقى زحفاً من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين. فقالوا له: يابراء إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أقسمت على ربك لأبرك، فاقسم على ربك . فقال: أقسمت عليك يارب لما منحتنا أكتافهم، فمنحوا أكتافهم. ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين، فقالوا: أقسم يا براء على ربك عز وجل، قال: أقسم عليك يارب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم فمنحو أكتافهم، وقتل البراء شهيداً .

عند الموت:-
البشرى لهم عند الموت، قال تعالى: {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة}.
انهم اهل توفيق :
موفق من الله تعالى فى كل خطوة خالد بن الوليد لم يكن موفق قبل الاسلام فى غزوة الاحزاب حين حاول اختراق الخندق فلم تفلح المحاولات وبعد الاسلام اصبح سيف الله المسلول على اعدائه
يأمنون من الفزع الاكبر يوم القيامه
قال تعالى
إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين
-يبعدهم الله عن المعاصي كل مايتقربون الى الله واكثر لانهم يتقربون الى الله بالطاعات والله يتقرب منهم بالتوفيق والجذب اليه لمحبته لهم وييسر لهم الاسباب التي تقربهم الى الجنه
قوله تعالى : { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى }
اي الذي اعطى حق الله ( واتقى ) محارم الله التي نهى عنها .
، وهي العمل بما يرضاه الله منه في الدنيا ؛ ليوجب له به في الآخرة الجنة
كماجاء بالحديث القدس
يقول الله عز وجل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد . ومن جاء بالسيئة ، فجزاؤه سيئة مثلها . أو أغفر . ومن تقرب مني شبرا ، تقربت منه ذراعا . ومن تقرب مني ذراعا ، تقربت منه باعا . ومن أتاني يمشي ، أتيته هرولة . ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا ، لقيته بمثلها مغفرة . وفي رواية : نحوه . غير أنه قال : فله عشر أمثالها أو أزيد
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم- المصدر:صحيح مسلم -

4-يحارب الله من يؤذيهم ويحميهم
كماجاء بالحديث القدسي

إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري -

يحبهم الله والملائكة :
قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل عليه السلام فقال:إني أحب فلانا فأحبه،قال:فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول:إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال:ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض الله عبدا دعا جبريل فيقول:إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء:إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال:فيبغضونه،ثم توضع له البغضاء في الأرض"أخرجه مسلم رحمه الله تعالى.
قال النووي رحمه الله:قال العلماء:محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخيرله وهدايته وانعامه عليه ورحمته .وبغضه إرادته عقابه أو شقاوته ونحوه.


كيف تصبح ولى لله ؟

1- اتخاذ اللـه سبحانه وتعالى حكماً:
قال تعالى: ( أَفَغَيْرَ اللـه أَبْتَغِي حَكَماً ) ، لا يمكن أن أتخذ غير اللـه حكماً يحكم في الأمور.
2- إفراد اللـه بالنسك:
( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للـه رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ ) فالذي يشرك مع اللـه في العبادة ليس يوالي اللـه عز وجل مطلقاً، إذ كيف يشرك معه وهو يواليه.
3- تولية اللـه في جميع الشئون والأحوال:
إذا كانت ولايتك للـه صحيحة فلا بد أن تتمسك بدين اللـه،
4- محبة أحباب اللـه أن تحب أحباب اللـه أن تحب أولياء اللـه سبحانه وتعالى، وتعادي من عادى اللـه، ومن أبغض. اللـه
: يكونون اذله على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون في الله لومة لائم يقولون الحق ولو على انفسهم
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 4, 2013, 02:45 AM
 
رد: كيف تكون ولى من اولياء الله

__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تكون مع الله.... الفراشه المؤمنة النصح و التوعيه 4 October 31, 2012 04:09 AM
هل تريد أن تكون قريبا من الله؟ totat2 النصح و التوعيه 4 June 24, 2009 03:34 PM
كما تكون لعباد الله يكون الله لك!! sma_115 النصح و التوعيه 3 February 25, 2008 09:23 PM


الساعة الآن 04:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر