فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم January 1, 2013, 09:39 AM
 
الاستنهاضية / بقلمي


(الاستنهاضية في استنهاض البرية)




صروف الدهــر بين العالمينــا === تقلب صرفهـــــا حينـــــا فحينـــــــا
وأيام تمــر علـــى البرايـــــــــا === كومضـة بارق أو مـــــا ترينــــــــا
فلا تعمى عيون فـي البرايـــــا === ولكن في قلـــــــــوب الناظرينـــــــا
لعمري فالزمان لـــه سهــــــام === وشوك من قتــــــاد الطاعنينــــــــا
إذا أبدا سرورا فيــك حينـــــــا === يضاعف بطشــــــه كالموغلينــــــا
فيعبس قمطريرا في عـــــــداء === يكشر في وجــــــوه الطامحينا
فإنك ذو صــروف قاهـــــــرات === وإنك ذو انقـــــــلاب المجتلينــــــــا
فهل نرجو حيـاة فـي رخــــــاء === فلا سقما ولا كـــــدرا وطينـــــــــــا
وهل دنياك هذي فــي أمـــــــان === فتمرح في ســـــرور الخالدينـــــــا
على نعش سنحمــل ميتينــــــــا === وكنا بالأكـــــــف الحاملينـــــــــــــا
لمن مال تجمعه الأيـــــــــــــادي === تكون غدا لأيــــدي الوارثينــــــــا
لمن نبني قصورا باسقـــــــــات === ونحن غدا نكـــــون الراحلينـــــــا
وليس مصيرنا إلا المنايـــــــــــا === فأمر الله كـــــــــــل يحتوينـــــــــا
نصير إلى رغام في رغــــــــــام === وكنا قبل عنـــــــــــد الدافنينــــــــا
وما عيش الفتى إلا ثـــــــــــوان === تمر كبرهـــــة ليســــت سنينــــــا
فعش فيها كمن يمشي سبيـــــلا === على أقدار من أهـــــداك دينـــــــــا
وعش فيها وفيا في حيــــــــــاء === أمينا في رحــــــاب المؤمنينــــــــا
فدع ما لا سبل له لـــــــــــــــدار === تخلد في نعيـــــم الذاخرينــــــــــــا
فما زاد النفوس إلى جنـــــــــان === سوى التقوى وخيــــر الفاعلينــــا
متى أقصرت من قيل وقــــــــال === فأنت حكيم دهــــر الفانيينــــــــــــا
رويدك أيها الطين الحقيــــــــــر === تأن فأنت أصــــل المحشرينــــــــا
فقد رانت قلوب في البرايـــــــــا === وزاغت أعيــــن المستكبرينــــــــا
زمان إنسه جاروا بظلـــــــــــــم === أساءوا في البرايــــا مرغمينــــــا
زمان حول الأخيار صرفــــــــــا === أشر الناس أنى قــــد عمينــــــــــا
أخير الناس أكثرهم فســــادا === وشر الناس خيــــر المؤمنينـــــــا
فليس الدهر إنســـانا بعقــــــــل === نعاتبه وقلــــــــب رادعيينــــــــــا
وليس الخوف من ذئب البراري === كخوف من رفــــــاق أقربينـــــــــا
إذا ما كنت في البيداء ذئـــبـــــا === يغور عليك ذئــــــب الماكرينـــــــا
إذا دارت عليك الأسد يومــــــــا === فكن ليث الليــــــوث لمعتدينـــــــا
وكن جلدا طموحا للمعالـــــــــي === ولا يثنيك حقـــــــد الحاقدينــــــــا
وكن علما على جبل شمـوخ === كميــا في محـــــــاوره مكينـــــــا
وكن مجدا على أرض تليــدا === تدير الخطب بالشورى رزينــــــــا
وكن جبلا تصد الريح صــدا === فلا ريح تهـــــــز ولا تلينــــــــــا
ولا مجد يقوم بجهل قــــــــــوم === فهبوا للمعـــــــــــالم مقبلينــــــــــا
ولا بنيان قوم دون خلـــــــــــق === يقوم وهم أســـــاس القائمينـــــــا
ولا زمن سيورثك المعالــــــــي === بلا كد ومجــــــد الناهضيـــــــــــا
فلا أم النجوم بلغت ترقـــــــــى === ولــكن في مـــــلاط الأرض طينــا
ولست ببالغ منه الثريـــــــــــا === وأنت ربيع قـــــوم مارقينـــــــــــا
إذا لم تعطك الأيام درســـــــــا === فأنت جهول قـــــوم جاهلينـــــــــا
إذا ما أنت تقنع في قليــــــــــل === فلن يكفيك بحـــــر المالكينــــــــــا
فاعمل في دناك لكســــب رزق === كأنك في حيـــــــــاة الخالدينــــــــا
واعمل للمعــــــــاد كأن مــوتا === كطرف العين عنـــــد الناظرينــــــا
وأنى كيف ينصرنا زمــــــــان === وإنس الدهر كانوا الماكرينــــــــا
وكيف بنا يناصرنا زمــــــــان === وقل الصدق عنـــــد القائلينــــــــا
فهل من مبلغ بالصدق قـــــولا === فلا إفكا كــــــــإفك الآفكينــــــــــا
وقوم قد مشوا بين البرايـــــــا === بألسنة حـــــــــداد طاعنينـــــــــا
أنمشي نقدح الأخيـــار منــــــا === لعمري هم قلــــوب العارفينــــــا
أنغتاب البرايا كـل حيــــــــن === وهم أحبابنا منـــــــــا وفينـــــــا
أيأكل بعضنا من لحم بعـــــض === ونطعن في ظهور المحسنينـــــا
أيغدر بعضنا بعضـــا ريــــــاء === ونصطنـع التصافـــي ماكرينــــا
أنمشي بالنميمة في دهــــــاء === ننـم الناس نحلفهــــم يمينـــــــا
أيسخر بعضنا من بعض قـوم === ونقدح فيهـــــم مصتصغرينـــا
أنتبع كل حــــــــلاف مهيــــن === ونأخذ قولـــــــــه متملقينـــــــا
وهل ذئب سيأكل لحم ذئب === ونأكل لحم بعض غادرينـــــــــا
فلا تأكل لحوم الناس ميتا === فقلب الليث لن يبقى رهينــــــا
فذد عن كل ظن فيه سوء === ولا تك في دروب الممترينــــا
ولا تسلك سبيل الغي عميا === تحيد عن الكرام المبصرينــــا
ولا تترك هواك بلا دليل === فتهوي في قعور الساقطينـــا
ولا تغررك ألسنة ضحاك === خفايا من سموم اللاسعينـــــا
ولا تذكر أخاك بسوء قول === فترمى من كلام اللائمينــــــا
ولا تكثر كلاما عند قوم === بلا فكر وعلم الوارثينــــــــا
ولا تنطق بما لا علم فيه === ستروي من معين الجاهليــنا
ولا تأمن زمانا لان يومـا === سيرمي من سهام الطاعنينـا
ولا تذهب زمانك في الهواجـي === وتبقى دون زاد الراحلينـــــا
ولا تغفل عن الرحمن ذكــــرا === وحلق في سماء الذاكريينــا
ولا تترك جميلا دون فعــــل === تسر به بدار الخالدينـــــــــا
ولا تأسف على زمن تقضــــى === وبادر في زمان القادمينــــا
ولا تفرح لمدح فيك وجهــــا === وإن أدبرت كانوا القادحينـا
ولا تصحب من الجهال قومـــا === فشر ما صحبت الجاهلينـــا
ومن بات انتقادا في البرايـــــا === سيبقى دون صحب تاركينـا
ومن يترك فضول القول صمتا === سيؤتى حكمة في الناطقينـا
ومن يترك فضول الأكل زهـــدا === سيؤتى لذة المتعبدينــــــــــا
ومن ترك الدنا ورعا وتقـــوى === سيؤتى حـب آخراه يقينـــــــا
ومن يقلل من الضحك احترازا === سيؤتى هيبــة المتوكلينــــــــا
ومن يقلل مزاحا في أمـــور === سيؤتى من بهاء المشرقينـــا
وهل تدعى حكيما في البرايـــا === وتلهو مثل لهو المترفينــــــــا
فلن يزن الحياة سوى حكيــــم === يسايس أمرها شدا ولينــــــــا
فلين دون ضعف في البرايـــا === شديد دون عنف الجابرينـــــا
سلوا الأيام هل أبقت أناسا === تراب كلهم صاروا دفينــــــــا
فأين ملوك أرض في قصور === بأسوار وجند حارسينـــــــــا
لقد سقيتهم كأس المنايــا === جميعا في قبور الميتينـــــــــا
أتاهم هادم اللذات جهـــرا === وأفنى حلمهم متصارعينــــــا
غزاهم غفلة فتكا وقهـــرا === وهم ضنوا بدار آمنينــــــــــا
مضوا والكل ليس يروم تركـا === لمال أو لزوج أو بنينــــــــــا
فليس لهم خيار في حمام === وليسوا من حمام آبقينـــــــــا
وهذا حال دهر في أناس === يغير عليهم متضاحكينـــــــــا
ليالي الموت ليس لها مجيــــر === يدبرها حكيم العالمينــــــــــــا
كأن حياتهم كانت خيـالا === وما عاشوا على أرض سنينا
فمن ذا خالد يحصي الليالــــي === ومن ذا دائــم فيها مكينــــــــا
فكم بالموت من عبر توالت === كفى بالموت خير الواعظينــا
فما لك غير قبر في تراب === نعيم أو عذاب الخالدينــــــــــا
فلن يبقي لنا الدهر حبيبا === ولا كانت حياة الخالدينــــــــــا
ولو كان الخلود فأين رسل === من الرحمن فينا مرسلينـــــــا
ولكن البرايا في غــرور === قلوب كالحجارة لا تلينـــــــــا
وكل قد تهاون والمنايــا === إلى الحلقــوم للمتغافلينـــــــــا
فكل يدعي إخلاص حـــــــب === ولكن أين حــب المخلصينـــــا
وكل يدعي وصلا لرحــــــم === ولكن أين وصل الأقربينــــــــا
وكل يدعي نصحا ورشــــــدا === ولكن أين نصح الواعظينــــــا
وكل يدعي صدقا لقـــــول === ولكن أين صدق القائلينـــــــــا
وكل يدعي علما ودينـــــــا === ولكن أين علم الوارثينــــــــــا
وكل يدعي تقوى وزهـــــــدا === ولكن أين زهد الزاهدينـــــــــا
وكل يدعي دمعا لبيـــــــن === ولكن أين دمع الفاقدينـــــــــــا
وكل يدعي إخلاص فعـــــــل === ولكن أين فعل المخلصينـــــــا
وكل يدعي صدق التآخــــــــــي === وأين إخاء صحب أكرمينـــــا
وكل يدعي الإصــــــــلاح نهجا === ولكن أين نبض المصلحينــــا
فهذا حال طين في زمــــــــــان === تكدر صفوه دنيا ودينـــــــــــا
فهذا يفتك الأعراض فتكا === وهذا يلمـــــز الألقاب حينـــــا
ويفسد في التآخي وصل صحب === قد اعتصموا بحبل الله دينـــــا
كأن الناس قد أمنوا فعاشوا === وعاثوا يفسدون الناشئينـــــــا
كأن الأرض لن تطوى عليهم === ولن يحثوا بترب نازلينــــــــــا
قد اتخذوا الفساد لهم شعارا === وإبليس اللعين لهم قرينـــــــا
ويخفون النفاق بلا ضمير === ويبدون التآخي سالمينـــــــــا
يدسون التحاسد في نكوب === ويبدون الصفاء مخادعينـــــا
فقد باعوا ضمائرهم ببخس === إلى شيطان دهر خاسرينـــــــا
فأين مكارم الأخلاق ولت === وأين فضائل في الأفضلينــــــا
أكل فضيلة ولت وماتـت = == مع الخلصاء خير الفاضلينــــا
فليس الفقر في مـــــال وجــاه === ولكن في نفوس الخلق دينــــا
إذا مات الوفاء فلا حــياء === ولا شيم تصد المارقينــــــــــــا
وإن مات الحياء فلا أمـــان === وهز الخوف دار الآمنينــــــــــا
فقد مكروا وقد ظلموا وعابـوا === وإن الله خير الماكرينــــــــــــــا
وعم الظلم بينهم جهــــارا === وناموا ليلهم متظالمينـــــــــــــا
وما في وعدهم إلا خــــداع === ومكر من صروف الماكرينـــــا
وصمت المرء خير من سفيـــه === وخير من لسان الشامتينــــــــا
فهم في غيهم ظلما بظلــــــــم === وهم في لغوهم يتفكهونــــــــــا
وصمت فيك يورثك المعالــي === وأنت به حكيــــم الناطقينـــــــا
وصمت منه تهوي في حضيض === إلى درك كأسفـل سافلينــــــــــا
وكن صما وبكما في ديـــــــــار === أتى فيها سفيه الفاحشينــــــــا
إذا جاريته سيزيد قبــــــــحا === وفحشا في محاوره مشينـــــا
يبش لكل ملتفت إليــــــــــه === بسوء القول يغوي السامعينـا
إذا جاريت في قول سفيهـــــا === تكون ومن معاك الأمثلينـــــــا
وهل في الناس من لا عيب فيه === فلسنا من عيوب سالينــــــــــا
نفتش عن عيوب الدهر سترا === ونحن ذوو العيوب وقد بلينــا
كمال المرء في الدنيا محال === وليس سوى لرب العالمينـــــا
وليس يكون دون النقص شيء === ولا خلق الإله الكاملينـــــــــا
وليس المرء يسلم من معيب === ولو يرقى برقي الراقيينـــــــا
نفاق في نفاق من برايـــــــــــا === وكبر في نفوس الطالحينا
فظاهرهم صلاح وهو مكـــــــر === وباطنهم خلاف ساترينا
فهل غدر الزمان أم البرايـا === بما اقترفوه ظلما ماكرينـــــا
وهل وصل يكون إلى حبيـــب === وقد ولى زمان الواصلينــــــا
وطبع الدهر تفرقة وجمـــع === سرور ثم حزن الفاقدينــــــــا
فصار الحب خبا في البرايـــــا === وصار الود لغم الكاشحينـــــا
فحب الجاهلين على قشــــــور === وصاف منه حب العاقلينـــــــا
فقد ولى زمان في نقــــــاء === طهور من قشور المارقينـــــا
فأين رعيل قوم في صفــــــاء === وهم بالحق كانوا الصادعينــا
وهم أجيال ماض في يقيــــــن === وبالإسلام شرع المسلمينـــــا
هم القرآن يمشي في ضيـــــاء === على أرض الملا مستبصرينـا
وهم بالعدل ساروا في قضـــاء === بحكم في البرايا عادلينـــــــــا
وهم قوم هدوا هديا قويمـــــا === صراطا مستقيما ناهجينـــــــا
وهم ماء الحياة وهم معيــــــن === وهم شريان دهر راويينــــــا
هم الأنوار في ظلم الليـــــــالي === وأسد الغاب صدوا المعتدينـا
وهم نظموا عقود المجد سمطا === وهم للمجد كانوا العاشقينـــا
وهم قرعوا المنابر في حبــور === قياما في البرايا خاطبينـــــــا
أصاخوا نحوهم صمتا وسمعـا === أفاضوا من إناء ناضحينــــــا
وهم خاضوا عباب البحر دهرا === وغاصوا في بحور العالمينـا
فهم رحمات من رب البرايــــا === كما تروي السماء الضامئينا
فكم روت السماء عطاش قوم === بماء من غمام الذاكرينـــــــا
وكانـوا كالنجـوم تنير ليـــــلا === كأقمار الدياجر نيرينـــــــــــا
لهم غرر كوجه البــــدر نـورا === كشمس في ضحاها مشرقينا
أضاءوا دهرهم نورا وفكـــرا === وعلما من معين المرسلينـــا
إذا نطق اللسان بكل قـــــــول === من الأقوال كانوا الصادقينـــا
فعاشوا دهرهم مجدا وعـــدلا === وماتوا بعد حبل واصلينــــــا
فلا شق الغبار لهـــم سبيـــلا === ولا كانوا بدهـــر قانطينــــــــا
وقالوا ربنا اللـــــه بحـــــــق === يقينا فاستقامــــوا متقينــــــــا
ولم يرضوا لأمتهم هوانــــــا === فهبوا للعـلا متداركينــــــــــــا
وزهد في حياتهم إبــــــاء === وكانوا دهرهم متورعينـــــــا
وكانوا سادة في كل شبـــــــر === تهابهم الأسود مشمرينــــــــا
يقول المرء كان أبي وجـــدي === أباة لا تراهم خامدينــــــــــــا
فما يجدي من الماضي افتخار === وأنت علـى دروب السافلينــا
فدع عنك الفخار وكن طموحا === إلى العليــا كسير الماجدينــــا
فما بلغ العلا إلا طمــــــــــوح === يجد السير نحو الطامحينــــا
فلست تسود بالماضي رقيــا === إذا ما كنت مثل الناهضينــــا
إذا ما الجهل خيـم في بــــلاد === فلن ترقى بلاد الراقدينــــــا
ولكن من سيصغي باستمــاع === لقول فيه حق الناطقينــــــــا
وقوم في ملاهيهم سكــــارى === وقوم في عنــاد كاشحينـــــــا
فهم فيها ذباب حــــــط داء === ولهوا في المعاصي مترفينـــا
فيا خير الشعوب إلى معـــال === إلى عليائكــــم متسابقينـــــــــا
فهبوا يا شباب الجيل مجــدا === كفاكــــم من سبات راقدينـــــا
وقوموا ياشباب الجيل جمعا === إلى آمالكــــم مستنهظينـــــــــا
وقوموا يارجال العلم فكرا === إلى أجيالكـــــم متدارسينـــــــــا
وقوموا يارجال الدين وعظا === إلى الأجيال فيهــــم ناصحينــــا
فلا نصر من الرحمن حتـى === تكونوا للنفوس مغيرينـــــــــــا
فمن للدهر في إحياء جيل === ومن للدهر من للمسلمينــــــــا
فنار الجور في لهب سعير === فمن يطفي سعير الظالمينــــــا
فإن صب الإله لهـم عقابـــــا === لأضحوا في ديار جاثمينـــــــــا
فهم في الدرك في نار تلظــى === أسفل في جهنم سافلينــــــــــــا
شرابهم حميم مـن حميـــــــم === وغسلين طعام الآكلينــــــــــــــا
إذا نضجت جلود من جحيـــم === أعيدت في جسوم الهالكينـــــــا
يعضون الأيـادي فـي بكــــاء === أنيـن في صراخ نادمينـــــــــــا
فلا فيها مغيــث أو مجــيـــــر === وهم فيها خلـود الآبدينــــــــــا
فإن الله يهلك مــــن تعــــــــدا === ويبدلهم بقوم آخرينــــــــــــــا
ألم يأن النهــوض علـى عـدو === بلى صدوا الطغـاة مكبرينــــــا
إلهي إن أرض اللــه تشكــــي === وليس سواك يهـدي المشتكينا
عدو الله جار بكـــل قبــــــــح === وكفــر في ديار المسلمينـــــــا
وقتل في البرية دون ذنــــــب === وسفــك بعد فتك غاصبينـــــــا
فشتت شملهـم في كـل دور === وأدرك جمعهم متمزقينـــــــا
ودمرهـم وأهلكـم هلاكــــــــا === أدر دهرا عليهم صاغرينـــــا
وشردهـم ونكلهــم دمـــــارا === وعذبهم كما عاثوا سنينـــــــا
واسحقهم ببطش منك قطعــــا === واستأصل جذور الأولينـــــــا
وشدد وطأة وأغر عليهـــــم === وذللهم ضعافا صاغرينــــــــا
وزلزل أرضهم شبرا فشبـــرا === واغمرهم بهم غارقينــــــــــا
وصب عليهم سوطا بقهــــر === وأنزلهم مقام الأسفلينـــــــــا
ونق الأرض من أرجاس كفـر === ومن أنجاس قوم مشركينـــا
وعجل أمر دين الله نصـرا === على قوم عتوا متآمرينــــــــا
ولا تذر الكفور يجور بطشـــا === ولا ديار في دور مكينـــــــــا
وأدرك أمة الإسلام عــــزا === كما كانت أصـول القائدينـــــا
فهل فينا حكيم في زمــان === سيرشد في ظلام الحائرينـــا
فشبت فتنة في الدين تتــــرى === فمن للدين مـن للمسلمينــــــا
وشبت فتنة في المال حبــــــا === وعن مد المعونة مانعينـــــــا
وشبت فتنة في العـــلم جهــلا === فأضحوا مدعين وكاتمينـــــــا
وتحسبهم جميعا وهو وهـــــم === وهم بقلوبهـــم متفرقونـــــــا
وهل فينا ولي في زمان === يكون لنا أميـر المؤمنينـــــــا
وقــــور لا بلغـــو أو بــزور === بلا ران وضغـــن الضاغنينــا
كمــــي في عزيمتـــه أبـــي === حكيــم الرأي بين السالكينـــا
سليم القلب ذو صدق وبـــر === وصاف مثل مـاء الشاربينــا
إذا جن الظلام على ديــار === يكون الشمس نور التائهينــا
يغار على بلاد أن يراهــا === مهددة مــن المتطمعينــــــــــا
يقود المجد داعية بفكــر === ويعلو فـوق هـام الحاكمينـــا
يجمع شمل كل المسلمينــا === لصــد طغاة كفـر معتدينـــــــا
فيوقض أمة باتت رقــادا === ونامــت في فراش العاجزينـا
وصارت في أراضيها شتاتــا === تحركها بنــان الكافرينــــــــــا
فجاروا في أراضيها بقهـــر === وهم صاروا لها المستعمرينـا
وترجع أمة الإسلام تخشـى === كعهد محمـــد والراشدينـــــــا
وتغدو أمة أرقى مكـانا === وأرفع من مقام المشركينـــــا
وتخمد ظلم كفر في زمــان === تصدر فيه بغي اللملحدينـــــا
ويغرس في تراب الأرض حقا === لتزهر سنة المختار فينــــــــا
ويمضي يملأ الأكوان نــورا === ومنه دوي ذكر القارئينــــــــا
وينشر عدله في كل ربــع === ويقضي الحكم بين المسلمينــا
وينهض بالبرية من دناهــا === ويبني المجد صرح الشامخينا
يجدد نهضة في العرب حتـــى === يهز الأرض صوت الناهضينا
ويطوي بدعة في الدين شبـت === ويخرس كل مبتدع عزينـــــا
وينصر ديننا جهرا بجهــر === فتعلو راية الإسلام دينــــــــا
ويحي كل ميت في زمــان === أمات الدهــر فيه الفاضلينـــا
ويسطع نور فجر بعد ليـل === فنور الحــق لا يخفى دفينـــا
فتشرق شمس جيل في ضياء === تبث النور منها المستبينــــا
وتعلو كل روح في سمـــــــاء === تعانق في سماها الواصلينـا
وتمرح في المجرة في سـرور === سوابح في فضاء الحائمينا
فللأرواح زاد في نفــــــــوس === وخيرالزاد تقوى المخلصينا
به تسموا النفوس إلى مناهــا === ترفرف في سموط الذاكرينا
وتمطرنا السماء طهـور مـاء === وتنبت كل أرض مؤمنينـــا
ويصفو كل قلب فـي وداد === يعود الماء في مجراه زينــا
ويرعى الذئب والأغنام فيهــا === سويا في ربوع العادلينـــــا
يكون الحق أصلا في زمــــان === سهام في العدا لا تستكينــــا
تسير شريعة الإسلام تتــرى === بقرآن وشــرع الحاكمينـــــا
ويبقى كل شعـــب في أمــــان === عزيزا مستقـــلا مستبينــــــا
وكل في مواطنـــــه ســــــواء === يعين الشرخ فيها المستكينـا
فلا لون ولا جسد وعــــــــرق === بتقوى اللــــه كل مرتقينــــا
متى تصحو العروبة من رقـاد === فقد طالت قرون الراقدينــــا
فتنقاد الليالي في انحنــــــاء === وتقصر من نوازي الماكرينا
فقوموا كبروا الرحمن ذكــــرا === أسودا لا تهاب مزمجرينــــا
فلا يعتل بالأقدار قـــــــــــوم === هم جند لــــــرب العالمينــــا
قضاء الله والأقدار حــــــــق === فما يجد التأسف باكيينـــــــا
فما زاد التأسف غير هــــم === وحزن صير القلب حزينـــا
أنعترض القضاء وهو أمـــر === ولسنا في الحياة مسيرينــا
فسلم أمر أقدار الليالـــــــــي === إلى رب الخلائق أجمعينــا
وما أمر القضا إلا ابتـــــــــلاء === وسر في غيوب العالمينـــا
وحكمة خالق الأكوان تجـري === على ما شاء لسنا الحاكمينا
فكل بلائه تدبير أمـــــــــــر === وكل عطائه حسن رضينــــا
فكم في الغيب من أمر خفــــي === لحكمة خالق الأكوان فينــــا
فلا ليــل يــــدوم ولا نهـــــار === ولا حزن ولا فرح سنينــــــا
ولا ماض يعود ولا زمــــــان === ولا شيب كشرخ أو بنينـــــا
ولا عسر يكــــون علـــى دوام === فبعد العسر يسر الموسرينـا
ومن يك في زمان عاش قرنـا === يرى فيه عجاب المخبرينـــا
عـزيـز ذل فيهـا فـــي صغــار === ذليــل عـــز مثـل الأكرمينـــا
شريف القوم ينكس من علــو === يساق إلى سجون المجرمينا
ويرقى من ثرى ترب وضيــع === إلى آفاق شمس المشرقينـــا
فللدنيا دوائر في مـــــــــــدار === بأفلاك هـــــدى المتأملينـــــا
هي الدنيا وساكنها فنــــــاء === وليس تجير أيــدي المالكينـا
هي الدنيا تدور ولست تـدري === ولن يدري جهــول الجاهلينا
هي الدنيا تدور وأنت تلهو === مع الأيام لهـو الزائغينـــــــا
هي الدنيا تدور وكـل حـــي === يذوق مرارة الأيــام حينــــا
هي الدنيا كزرع من ثمـــار === ويوم الدين حصد الزارعينا
هي الدنيا إذا أمعنت فيهـــــــا === كسجن أو جنان الغاشمينــا
فإما في جنـــــان مثل كفــــــر === وإما أن تكون بها سجينــا
فسجن المؤمنين إذا استقاموا === وجنات الطغاة الكافرينـــــا
وما الدنيا سوى دار ابتـــلاء === بأفراح وأتــــراح بلينــــــا
فظاهرها الوسامة والتحلـــي === وباطنها قبيـــــح لا تبينـــا
فلا تك في نوائبها هلوعــــــا === كقوم فـــي هـــلاك خائضينـــا
ولا كالنفس في صد لوعـــظ === تفــر مــن الكرام الواعظينـــا
شهودا سخر الرحمــــن فيـنا === ملائكـــة كرامــــــا كاتبينــــــا
فمن لزم التقى في كل بـــاب === سيؤتى مــخـــرجـا كالمتقينـــا
فبادر بالمتاب وكن شريفــــا === يحـــــب الله خيــــر التائبينــــا
ألسنا نحن من ماء مهيــــن === ألسنـــا نحن خلــــق الله طينـــا
ونركن في ذرى الأيام ذنبـــا === ونغفـــل غفلــــــة المتغافلينــــا
ونلهو بالغرور بلا حيـــــــاء === وتأخذنا شمــــالا أو يمينـــــــــا
لهونا بالملاهي في تــــــوان === ونحن على ذنـــــوب راكبينــــا
هي الداء العضال ولـيس داء === كداء مثـــــل داء المذنبينــــــــا
إلى حتى متى سهـــو ولهـو === سمود في الملاهــــي غارقينــا
ننام تظل تحرسنا المنايــا === أنصحو أم رقـــاد الهالكينـــــــا
تمر بنا الليالي في دهـــاء === نسير إلى هـــلاك عابرينـــــــا
وينقص عمرنا في كل يـــــوم === وندنو من قبور الراحلينــــــــا
هي الأيام تظهر فعل قــــــــوم === وإن كانت فعائلهــــم دفينــــــا
ويوما سوف ينكشف الغطــاء === ويظهر فعل قــــوم ظالمينــــــا
وإن طال الظلام بأرض قــــوم === سيشرق فجر ليل الحائرينــــا
وإن الليل بحر من خيــــــــــال === وأنس في قلوب السامرينـــــا
وصمت الليل يحكي في سكون === ويسمع من هموم الشاكيينــــا
ألا يا ليــــل كـــم آنست قومــا === وكم سامرت قوما آخرينـــــــا
فسامر عاشقين الليــــل حبـــا === من الأشواق قد صرخوا حنينا
وهز الشوق أرواحا تلاقـــــت === وذابت في نكـــوب العاشقينــا
وتعرج في فضا الأكوان ذكـرا === فتاهت في سمــــاء الآمنينــــا
لقد آنست عبـــــادا فباتـــــــوا === بذكر الله قرآنــــــا مكينـــــــــا
إذا ما جن ليـــــل في ركــــوع === يخروا في خشوع ساجدينــــا
فقد أحيـــــوا لياليهم بذكـــــــر === وقرآن ينير القلــــب دينــــــــا
فآيات الجنــــان تزيد شوقـــــا === وإن كانت عذابــــا شاهقينــــا
جنوبهــــم تجافت لا نيـــــــــام === دعو الرحمن خوفـا طامعينــا
فقل هجوعهم ليـــلا فقامـــــوا === وفي الأسحار هم يستغفرونــا
فكم من مقلــة ثجـت دموعــــا === بالعبرات باتـــــوا الدامعينــــا
وترتاع القلوب مــــن ادكـــــار === من الزلات خوفــــا باكيينـــــا
فهم رهبان ليلهــــم وكانــــــوا === لفرسان النهـــار مشمرينـــا
ولو عرف الزمان حقوق قــوم === لناصرهم وقبلهـــــم جبينـــا
وكل سوف تدركـــــه المنايــــا === ولسنا في الحيــــاة معمرينـا
سيفنى الخلق كلهــــم جميعــا === ويبقى وجه رب العالمينـــــا
وأنفسنا نعاتبهــــا مـــــــــرارا === ونخشى زلــــــة المتغافلينا
وتدمي العين مدرارا وشوقـــا === إلى الفردوس والقلب حنينـا
فروح ثم ريحــــــان نعيـــــــم === وحور العين دار الخالدينـــا
وريق الشهد أنهار مصفـــــى === وخمر لـــــــذة للشاربينـــا
فليس لنا سوى رب البرايـــا === بدا خلق الورى ماء وطينـا
هو الملك العليم بكل شــــيء === يد الرحمن فوق المالكينـــا
فترزق من تشاء بلا حســـاب === وتمنع إن تشاء الآخرينــــا
فإنا راجعون إليـــــك ضعفــــا === وإنا ظالمـــــون ومعتدونــــــا
ظلمنا أنفسا نفســـــا فنفســــا === وفي العصيان كنا المسرفينــا
أتينا الذنب في ســـر وجهــــر === ولم تردع عظات الواعظينــــا
عيون المخطئين تسيل دمعـــا === أتوك عن الخطايا نادمينــــــــا
إلهي أنت أعلـــــم بالخفايـــــا === وما كنت صدور العالمينــــــــا
فكم باك إليك وكــــم منيــــــب === وكم شاك زمان المعتدينــــــــا
فكم أغنيت من رجل فقيــــــــر === وكم أخصبت أرض الزارعينا
وكم عافيت من مرض سقيـــم === وكم أظهرت حق المشتكينــــا
وكم ألفت بين قلوب قـــــــــوم === وكم أقهرت ظلم الظالمينــــــا
وكم أهلكت يا قهار قومــــــــا === وكم أجزيت قوما آخرينـــــــــا
فرب غمامة كانـت هلاكــــــــا === لقوم في ربوع المفسدينـــــــا
أقل عنا ركاما مــن ذنـــــوب === حلاكا في زمـان الحائرينـــــــا
ونسألك السلامة من شــــرور === وفيضا من ســلام آمنينــــــــا
وآمن روعة في كـل قلــــــــب === ويسر أمر كـل المعسرينـــــــا
فلا ملك سواك ولا مــــــــــلاذ === سواك إليك كـل السالكينـــــــا
أيا رحمــن ألفنـــــــــــــــا ودادا === وأدركنا بــــــودك آمنينــــــــا
أيا رحمن تبنا مــن ذنـــــــــوب === عظام مثـل تـــرب الراحلينـــا
أيا رحمن ثبتنــا كرامـــــــــــــا === وعبـادا بفضلــــك مهتديتــــا
أيا رحمن وارحمنــا جميعـــــــا === فأنت الـلـه خيـــر الراحمينــا
فحطنا بالهداية فــي ســــــــلام === وأكرمنــا كرامــــا أكرمينــــا
صلاة الله والتسليــم يتلـــــــــو === لنور الخلق خيـــر المرسلينـا
وآل البيت والأطهــار منهــــــم === مع الأصحاب بل والراشدينا
ومن يدعوا إلى الرحمــن طــرا === ولا يثنيه لــــــوم اللائمينــــا
ومن ورثو علــوم المرسلينــــا === وكانوا بالعلـوم العاملينـــــا
ومن في روضة الجنات درســا === تحفهـم الكرام مكرمينـــــــا
ومن والاهــم في نهــج خيـــــر === وسار على طريقتهــم أمينا



يعقوب بن أحمد العبادي
سلطنة عمان
نزوى
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد بلا امي(بقلمي) خالدالامل بوح الاعضاء 14 October 14, 2012 02:41 PM
خبؤ نجم ..(( بقلمي )) مجرد قلم شعر و نثر 2 December 4, 2009 09:56 PM
تخيلي (( بقلمي )) مجرد قلم بوح الاعضاء 9 August 12, 2009 08:56 PM
إلى أمي (( بقلمي )) مجرد قلم شعر و نثر 6 July 27, 2009 07:14 PM


الساعة الآن 04:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر