بوظة مجانا ؟

بوظة مجانا ؟

جلسنا نتسامر في المساء ، نتبادل القصص والمعلومات والفكاهة ، فلم تؤثر بي إلا قصة واحدة ، قصها لنا إحد أقربائي الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية عن ابنته ومستواها المنخفض في المدرسة ، يقول : ( واجهت ابنتي صعوبات كثيرة في بداية دراستها باللغة الأنجليزية ، حيث كانت تعاني من عدم استعياب الدروس مما أدى لتدني علامتها وعدم القدرة على التواصل مع المعلمين والطلاب ، وفي امتحان نصف العام عادت ابنتي ومعها بطاقات مجانية لبوظة من إحدى محلات الحلويات ، تفاجئت بالأمر فابنتي ليست بمتفوقة أو متميزة في فصلها ، فقمت بالاتصال بالمدرسة فقالوا لي أنهم تعمدوا أن يعطوها البطاقات وأن يقولوا لها أن علامتها جيدة وأنها في تقدم مع أن ذلك ليس صحيحا ، ولكنهم أرادوا أن يصنعوا في داخلها طالبة متوفقة ، ومع الأيام بدأت الطالبة بالتفوق ، وهي حاليا من أوائل الطالبات في الفصل ) .

رغم مرور عدة أشهر على سماعي للقصة ، لكن كلماتها تتردد في أذاني مع كل يوم أذهب فيه للمدرسة ، وأرى رداءة النظام التعليمي العربي بشكل عام ، فهو نظام تعليمي قديم .. تقليدي .. إلزامي يعتمد على التلقين ، علاوة على ذلك منهاج يجعل الطالب مجرد محفظة لمعلومات مخزنة مؤقتا لحصد العلامات ، لا لأجل المعرفة ورسوخها وانعكاسها على مدى التطبيق .

أين التعاون في التعليم ؟
أين ترغيب الطلاب في المدرسة ؟
أين البحث العلمي وكم تنفق الدول من ميزانياتها عليه ؟
أين مختبرات التطبيق والتجارب ؟
أين المكتبات القيمة في مدارسنا ؟

للأسف أنظمة التعليم في العالم العربي تفرض رأي ووجهات نظر مطوريها وتتجاهل القدرات والكفاءات العقلية والذهنية والإبداعية ، وتعتمد على الكم لا الكيف ، ولا توفر إمكانيات لطلابها .

إذن :
العالم العربي بحاجة لبيئة ومنهاج متطور لطلابه ، ومعلمين وأهال قادرين على استيعاب هذا التطور ! ، لينتج عقول مبتكرة ومبدعة قادرة على النهوض بعالمنا العربي

بقلم : زَيْد مُحَمَّدْ خَلِيفَة