فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة الإسلامية > سيرة و قصص الانبياء و الصحابة

سيرة و قصص الانبياء و الصحابة سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , سيرة الصحابة , السيرة النبوية , حياة الرسل



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم September 13, 2012, 12:27 PM
 
لاللحقد لا للكراهية .. حملة( إلا رسول الله )

لرد على شبهة ومقولة : أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أمي فكيف علم القرآن ؟
إعداد/ محمد عباس محمد عرابي
لقد غاظ الحاقدين والمفترين أن النبي الأمي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم ) علم القرآن وبلغه استجابة لقوله تعالى " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا "الإسراء / آية 106 ، فأثاروا شبهة أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أمي فكيف علم القرآن ؟ والرد على هذه الفرية يأخذ جانبين الجانب الأول باعتبار أن المقصود بالأمي : الذي لا يعرف القراءة والكتابة والجانب الثاني أن المراد بالأمي من ليس من اليهود أخذا من الأممية حسب المصطلح اليهودي الذي يطلقونه على من ليس من جنسهم 0
أولا الجانب الأول :- أمية النبي (صلى الله عليه وسلم )،نعم لم يكن النبي (صلى الله عليه وسلم ) يعرف القراءة والكتابة ولم يتعلمها (1 ) قال تعالى " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) العنكبوت /آية48
لقد عاش النبي (صلى الله عليه وسلم )في مجتمع تغلب عليه الأمية ، وكانت أميته (صلى الله عليه وسلم )من ملامح عظمة شخصيته ، فهو وصف مدح وإطراء بل هو من أجل الأوصاف وأدلها على نبوته ورسالته وعظمته ، فهو الذي لم يطالع كتاب ، ولم يجلس إلى معلم ، ومع هذا فقد واجه العلماء والفصحاء بما أعجزهم وأذهلهم ،بل واجه الكون كله بالوحي الذي فيه جوامع العلوم ،وأصول الفهوم "وفتح الله عليه باب العلم والتحقيق ، وعلمه ما لم يعلمه لأحد من الخلق ، وأعطاه القرآن الكريم الذي اشتمل على علوم الأولين والآخرين ، فكان ظهور هذه العلوم العظيمة عليه (صلى الله عليه وسلم ) مع أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولم يلق أستاذا ، ولم يطالع كتابا من أعظم المعجزات الباهرات "(2 ) على نبوته وصدقه(صلى الله عليه وسلم )
والأمية لا تعني الجهالة بحال من الأحوال ، إنما تعني عدم القراءة والكتابة ،فالأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب ، أما الجهالة فهي تقابل العلم ، فالجاهل هو الذي لا يعلم 0
ووسائل العلم مختلفة متعددة ، وليست هي القراءة والكتابة فحسب ، فمن وسائله السماع ، ومن وسائله الرؤية والمشاهدة ، ومن وسائله الفهم والإدراك ، ومن وسائله الحس والتجربة ، لذا فقد يكون العالم أميا ، وقد يكون قارئا كاتبا ، وقد يكون الجاهل أميا، وقد يكون قارئا كاتبا ؛ لأنه لا تلازم بينهما 0
وكثيرا من العلماء والمحدثين والفقهاء والشعراء كانوا عميانا ولم يعرفوا القراءة والكتابة ، ولم يتدربوا على الطرق الحديثة لتعلمها ، ولا نستطيع أبدا أن نصفهم بالجهل لعدم معرفتهم لها (3)
فليس مما يعاب به النبي (صلى الله عليه وسلم )أنه لا يعرف القراءة والكتابة (4 )، بل لعله أن يكون تأكيدا ودليلا قويا على أن ما نزل عليه من القرآن إنما هو وحي أوحي إليه من الله لم يقرأه في كتاب ، ولم ينقله عن أحد ، ولا تعلمه من غيره ، وبهذا يكون الاتهام شهادة له لا عليه (صلى الله عليه وسلم )
وقد رد القرآن الكريم على هذه المقولة ردا صريحا في قوله " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما " الفرقان / آية 5-6
وحسب النبي الأمي الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة أن يكون الكتاب الذي أنزل عليه تحديا معجز لمشركي العرب ، وهم أهل الفصاحة والبلاغة أن يأتوا بمثله أو حتى بسورة من مثله 0
كفاه بهذا دليلا على صدق رسالته ، وأن ما جاء به ليس – كما قال بعض كبارهم – ليس من سجع الكهان ولا من الشعر ولا من قول البشر 0
نعم ، إن النبي (صلى الله عليه وسلم ) ليس بكاتب محترف ،ولا قارئ نهم فكيف أتى بهذا القرآن والعلم إلا أن يكون وحيا من السماء 0
لم يقرأ النبي (صلى الله عليه وسلم )ولم يدرس علما ، ومع هذا خرج علماء وأئمة وعلم العالم أجمع 0
كيف لرجل أمي يأتي بهذا الكم الهائل من المعلومات ولا تجد بينها تناقضا ولا تعارضا وتباينا ، ولا أدنى اختلاف بل كلها تنساب في سياق واحد وتجري في فلك واحد ، وهذا لا يكون من بشر متعلم فكيف يكون من أمي ؟
" ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " النساء / آية 82
كيف لرجل أمي يسأل في أي مسألة فيجيب ويناظر فيغلب ويجادل فينجح ولا يحفظ عنه قول تراجع فيه أو مسألة أخطأ فيها 0
أثبت هذا الأمر أنه نبي صادق حيث أخبر عن أخبار المرسلين ، وقصص الأولين ، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ورد هذا الأمر أيضا على أكذوبة " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " الفرقان / آية 5
ورد أيضا على دعوى نقله من التوراة والإنجيل وغير ذلك من الشبه التي تكفل هذا الدليل بنسفها (5)
ثانيا : الجانب الثاني :- وهي مقولة أن محمد (صلى الله عليه وسلم )أمي من الأميين – أي من غير اليهود – فما هذا مما يعيبه ، بل إنه لشرف له أنه من الأميين ، أي أنه من غير اليهود وذلك لأن اعتداء اليهود بالتعالي على من عداهم من الأميين وقولهم إنهم وحدهم هم الأرقى والأعظم وأنهم هم شعب الله المختار – كما يزعمون – هذا مما يتنافى تماما مع ما جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم ) من المساواة الكاملة بين بني البشر رغم اختلاف شعوبهم وألوانهم وألسنتهم على نحو ما ذكره القرآن الذي اعتبر اختلاف الأجناس والألوان والألسنة هو لمجرد التعارف والتمايز لكنه أبدا لا يعطي تميزا لجنس على جنس فليس في الإسلام – كما يزعم اليهود – أنهم شعب الله المختار ، ولكن التمايز والتكريم في منظور الإسلام إنما هو بالتقوى والصلاح كما في الآية الكريمة " يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " الحجرات / آية 13
وهكذا يتهافت الاتهام ويبرز ما وراءه من بواعث الحقد والكراهية (6 )
وختاما نقول إن النبي الأمي علم القرآن ، بل كانت له به عناية خاصة في تعليمه ، وإذاعته ونشره ، فهو يقرؤه للناس على مكث لو عده العاد لأحصاه ، ترتيلا كما أمر ، ويسمعهم إياه في الخطب والصلاة ، وفي الدروس والعظات ، والدعوة والإرشاد ، وفي الفتوى والقضاء ، ويدارسهم إياه فيسمع منهم ويسمعون منه ، ومن لم يكن حاضر لديه كأهل البلاد المختلفة ، أرسل إليهم بعثات القراء ليعلموهم إياه ، ويفقهونهم به ، كما هو معلوم من رسالته وسيرته وسنته (7 )0
الهوامش

1- هناك رأي للشيخ عطية عبد الرحيم في كتابه (محمد رسول الله ) النبي الذي علمه ربه يقول فيه : أن الرسول (صلى الله عليه وسلم )كان أميا قبل الرسالة ، وهذا أمر لا شك فيه وجدال ولا نقاش ولا اجتهاد ، وأما بعد الأربعين ، وبعد أن كلف بالرسالة علمه شديد القوي ما لم يكن يعلم 0
2-الرازي (محمد عمر ) ، التفسير الكبير ، ج 15 / ص 20
3- يحيي عسيري ، مسؤولية الشباب المسلم في نصرة النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، ص 54
4-أورد نذير حمدان في كتابه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في كتابات المستشرقين ص 133 ، 134 أن : كلمة أمي جاءت في ست آيات من القرآن : الأعراف آية 157 و 158 ، وآل عمران آية 20 ، 75 والجمعة آية 2 ، والبقرة آية 78
وسياقها كلها يدل على أن المراد بها هو من لا يعرف القراءة والكتابة ، كما هو المعنى المعروف في لغة العرب ، وبذلك فسرها أئمة اللغة العارفون بها ، فمن ذلك قول الطبري في تفسيره (1- 296 ) : إن الأمي عند العرب هو الذي لا يكتب وقال أبوحيان الأندلسي في تفسيره ( المحيط :1-268 ) : الأمي الذي لا يقرأ في كتاب ، ولا يكتب ، نسب إلى الأم ؛ لأنه ليس من شغل النساء 000 أما القرآن فقد صرح بأميته في قوله : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " العنكبوت / آية 48
5-عبد المحسن المطيري ، الأدلة الجلية على صدق خير البرية ، ص129
6-عبد الصبور مرزوق ، سيد رسل الله (صلى الله عليه وسلم ) وأباطيل خصومه ، ص 79
7-عماد الشربيني ، رد الشبهات حول عصمة النبي (صلى الله عليه وسلم )في ضوء الكتاب والسنة ، ص282



التعديل الأخير تم بواسطة معقول ! ; September 13, 2012 الساعة 05:20 PM سبب آخر: تعديل العنوان
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فال رسول الله: «سبق المفردون»، قالوا: يا رسول الله، من المفردون؟ قال: ,,, الحديث عيسى سالم سدحان النصح و التوعيه 0 July 27, 2012 06:46 AM
من روائع سنن رسول الله في الصحة , تطبيق سنة رسول الله لتحيا بصحة أفضل امبراطورة الابتسامة مقالات طبية - الصحة العامة 12 December 24, 2011 03:17 PM
هل حقاً مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي؟ ساجد فى الظلام النصح و التوعيه 10 June 7, 2010 08:46 PM
اروع رسوم الجدران،رسومات جدران جديده،صور رسوم جداران حديثه،رسوم انيقه للجدران AHD Ashour الفنون الجميله 3 January 25, 2010 02:39 PM


الساعة الآن 10:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر