فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > شعر و نثر

شعر و نثر اكتب قصيده , من انشائك او من نِثار الانترنت , بالطبع , سيشاركك المتذوقين للشعر مشاعرك



Like Tree1Likes

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #19  
قديم July 26, 2012, 11:19 PM
 
رد: للذَاكــره { الآثــارُ الأدبيّة الـــكَاملة للرَاحل < راسيمــ ~ طويلُ بــــال >}

لطيفة ,،’ 4


في الصباح استيقظ الجميع ليوم آخر ليس يختلف عن يوم ما مر قبل بضع سنوات ، قبل الغروب الذي أكسى الحياة عباءة سوداء رفضت أن تغيرها ، و فرض على ساكني هذا البيت أن يأو السئم و يضيفوا الكدر .
استيقظت لطيفة كأنها لم تنم ، تشعر بمفاصل عظامها متيبسة و صداع حاد في رأسها ، و بعض عبرات جفت على مقلتيها ، لقد استيقظت على ما باتت عليه تماما ، تلك الحرقة التي لم يكن ليكون سبب إلا شخص واحد تحت هذا السقف ، و لكنها لم تكن لتجرؤ على اتهامها خشية أن تسبب المشاكل لأخيها ، أو لنفسها ربما .
برق في عتمة خاطرها فجأة عمر ، سيأتي اليوم لخطبتها ،
[بحزن] – المصائب لا تأتي فرادى .
تنهدت بعمق ثم قامت لتحضر القهوة لأبيها ، قربت منه القهوة بعد أن تعمدت إشباع الهواء داخل البيت و حوله برائحة القهوة التي تبعث في الزمن الشباب ، و توقظ الرغبة في رشفة منها ، كانت شفتاه تتجاوبان مع نغم الفنجان المحتفل كقلب لطيفة بتفاعل أبيها المبشر بالتحسن .
عادت لطيفة لغرفتها تقرأ رسالة أخيها الوحيدة ، فردتها أمامها فإذا تاريخ يعود لآخر رسالة بينهما ، إنها تحفظ كل كلمة منها ، لقد كانت خاصة جدا .
[أختي العزيزة و روحي الأخرى القريبة
أعلم أني تأخرت بالرد عليك ، و لكن السبب ليست حبيبة القلب كما افترضت أيتها الماكرة ، و إنما بعض الامتحانات المؤجلة ، و أبشرك أني كما عودت قد أبليت حسنا فيها . لم تخبريني عن وفاة زوج خالتي فاطمة حتى علمت من صديق لي قدم من قرية قريبة من مسكنها ، لكم حزنت و شعرت بالقهر لعدم أدائي واجب الحضور و العزاء ، إنها مثل أمنا و مصابها مصابنا .
المهم أخبريني عنك ، هل تقرئين الروايات التي أرسلها لك ؟ لا تصدقي كثيرا منها إنما هي للتسلية ،قفي منها موقف المشاهد يا عزيزتي فأغلب المشاعر التي يكتبون عنها لم يجدوها في واقعهم فجدوا في تزيينها و زخرفتها .
أفكر في القدوم إلى القرية في نهاية الأسبوع ، إلى ذلك الحين أستودعك الله.
أخوك المحب : كريم]
كانت الدموع تنهمر بغزارة من عينيها و قد نكأت بهذه الكلمات جرحا غائرا لم و لا تظنه سيشفى يوما . طبعت قبلت عميقة على الرسالة ثم خبأتها بين ملابسها ، و انصرفت لأعمال البين حتى يقرب العصر فتتهيأ لهذا الخاطب المفروض قهرا عليها .
***
كانت تقف إلى مرآة طويلة تظهر قامتها المتوسطة ، استدارت منتصفةً وجهها المدور كالبدر ليلة زفافه إلى السماء وسط كوكبة من النجوم الوامضة في عينيها البراقتين ، تقرط أذنيها ذهبا يكاد ينافس بريق عينيها ، و مَصْمَصَتْ شفتيها الملونتين بأحمر جذاب أشهى من بلح ناضج ، تأملت شعرها الأسود الفاحم اللماع ، مسدولا في كبرياء على كتفيها العاريين ، متناسقا مع فستانها الوردي الفاتح ، أخذت نفسا عميقا بعد نظرة متأملة للحسناء الفاتنة التي تقابلها على المرآة ،
[تسللت منها ضحكة حجولة]- ياااه ,,, الله
كادت ألسنة الحزن الحاسدة تدركها بذكرى أخيها الغائب عن أهم لحظات حياتها ، ثم تساءلت بشرود – أترى روحه هنا معي ؟ تراني و تسمعني ؟
شعرت بكف حنون تحط عليها و تدفعها للاستدارة نحوها
[بهمس]- كريم
[بحب و إعجاب]- لقد وصل الضيوف يا حبيبتي
[بفرحة عارمة]- خالتي الحبيبة ، لقد حضرت ،، من أجلي
ودعت لطيفة روح أخيها و انصرفت إلى الضيوف لتجلس بينهن ، دخلت غرفة الاستقبال لتجحظ العيون و تغادر أحداقها مرافقة لكوكب الجمال الذي حل عليها كالربيع ، كروعته ، بعبيره و سحره ، صمت الجميع كأنما حسنها قطع الألسن و طرد الأفكار من العقول ليجعلها تطارد فتنتها الشرود ، جلست إلى أم الشاب التي لم تقدر على تحريك ملامحها المتصلبة من فرط دهشتها ،
[في صوت كالنغم] – أهلا بك يا خالة .[و ابتسمت لتحكم بالأسر المؤبد على كل العيون].



يتبع ,،’
__________________


تَمُرُّ الأيَّامُ تِلْوَ الأيَّامِ ، ويتكرَّرُ الكَلامُ ، وكأنَّهُ حُلْمٌ
لَم يُفارقني ، عِشتُهُ بخَيالي ، فرأيتُهُ واقِعًا . رُبَّما
أثَّرَ في النَّفْسِ قليلاً ، لكنَّهُ خَيْرٌ يُرجَى ، ونَفْعٌ
يُتَحَصَّلُ ، ولا حَظَّ للنَّفْسِ فيه ، فنسألُ اللهَ
الإخلاصَ وحُسْنَ الخِتام
هديّة

رد مع اقتباس
  #20  
قديم July 26, 2012, 11:22 PM
 
Rose رد: للذَاكــره { الآثــارُ الأدبيّة الـــكَاملة للرَاحل < راسيمــ ~ طويلُ بــــال >}

لطيفة ,،’ 5



جلس الرجال في بهو البيت حيث يرشفون فناجين الشاي كل يهمس بحال العجوز أبي خالد ، و حادثة وفاة ابنه التي أخذت عقله و أسرت روحه في علم التيه و الشرود .
- أهلا بك يا أبا عمر ، بيتك و أهلك
[بلامبالات]- أهلا يا ولدي
[باستدراك]- يشرفنا نسبكم أخي خالد ، و لكم نتمنى أن تتسع علاقتنا بهذا الرباط المقدس
[بحذر]- أود ذلك يا عمر و يسعدني أن تكون أقرب إلي من صديق و جار
ارتعش عمر و والده دهشة لما سمعا ، احتدت نظرات أبي عمر و قال في حزم مفرط :
- لنوضح أمرا يا ولدي ،، جئنا لنخطب لابني وحيد .
شعر خالد بإحراج بالغ لهذا الطارئ المفزع ، فهو لا يعرف وحيد حقا ، لقد غادر المدينة منذ زمن بعيد ، و لم يعد يره مذالك إلا نادرا ، كان ترحيبه بهذه الفكرة قد يعتبر إذلالا لأخته و هذا ما لم يكن ليقبل به أبدا . قام من مكانه و عيناه تشيعان الضيفين :
- لا نعرفه و لم تعلمونا يا عم ، فاعذرنا ،،،، و تفهم موقفنا .
قام عمر و والده و شياطين الغضب تنغزهما ، شتمته عيونهما و انصرفا بعد أن نده عمر على أمه و أخته اللتين خرجتا مذعورتين ، و غادروا على عجل .
دخل خالد يقود أباه إلى البيت و استقبلته علامات الاستفهام على وجه لطيفة ، لكنه أسقط تلك العلامات بحثا عن شعاع ساحر لم يره أبدا يملأ البيت نورا قبلا ، أخته أصبحت فتاة ، بل و فاتنة الجمال ، طال سرحانه الموشح بسحرها و كذا صمته ، فسألته :
- لما غادروا هكذا يا خالد ؟
- [باسما بصوت دافئ]:- لم يكن عمر الخاطب ، بل أخوه وحيد ذلك المتغطرس ، لن يأخذ مني حسنائي الصغيرة إلا من يستحقها ، لكن لا تقلقي ، سألتقي وحيدا هذا و أنظر في أمره .
كانت بساتين من الجوري تتفتح على وجنتيها فتزيدها حمرته بهاءً ، شعرت بدافع الحرص في كلامه يملأ أوصالها دفئا ، و يشبع قلبها حبا ، للحظة شعرت أن روح كريم لم تغادرها حقا ، بل و لم تغادر البيت أبدا .
جلست في غرفتها تمسك رسالة أخيها و تضمها إليها ، تسللت عيناها من النافذة إلى السماء ، ثم قفزت فرحا و اقتربت من النافذة أكثر ، كانت السماء ملآى بالنجوم ، و البدر سيد جلسته السعيدة، تسللت منها ضحكة كالنسيم زادت ليلتها العليلة لمسة جمال سحرية .
***
مُلئَت الدنيا نجوما هذه الليلة ، لكنها لا تؤنس وحدته و لا تخفف ألمه ، وقف فزعا من مُتَّكئِه ، طيفها يعذبه و ما حدث اليوم مزق مشاعره و بعثر آماله على رصيف المجهول ، تأمل عمر الذي نام بعد أن أمطره بوابل إهانات مرة لم يشعر بها ، بل و لم يأبه لها ، فكل ما يحتل فكره هو الحل العاجل لمأساته : - تبا لك يا أخي ،، لما لم تفعل شيئا ؟
خرج ينفض عنه غمة البقاء الطويل في البيت ، ليجد في السماء طيفها ، و هي تغسل الثياب عند النهر ، كان بتهور يخاطر و يراقبها من بين أوراق الحديقة المطلة على النهر حيث تجتمع النسوة ، كان ينتظرها كل ليلة لتجلس عند شرفتها يتأمل نظرتها الشاردة في الليل ، و يغرق هو في عينيها البنيتين المضيئتين في الظلام .
يقف أمام بيتهم ، و الأفكار تلتهب في جبهته و تخبو في سجال ممل و قلق موجع ، تماوجت الأسئلة و تلاطمت حتى كل منها و من بقاءه واعيا فآوى إلى فراشه و حقن نفسه بالنوم لعل نور الصباح يأتيه بخير .



يتبع ,،،’ بحول الله ~ الأسبوع المقبل في نفس اليومــ و في نفس التوقيت ,،’


و ترقبوا الصفحة النقدية بعد قليل ,,, أختكمـــ فريال أوصيف
__________________


تَمُرُّ الأيَّامُ تِلْوَ الأيَّامِ ، ويتكرَّرُ الكَلامُ ، وكأنَّهُ حُلْمٌ
لَم يُفارقني ، عِشتُهُ بخَيالي ، فرأيتُهُ واقِعًا . رُبَّما
أثَّرَ في النَّفْسِ قليلاً ، لكنَّهُ خَيْرٌ يُرجَى ، ونَفْعٌ
يُتَحَصَّلُ ، ولا حَظَّ للنَّفْسِ فيه ، فنسألُ اللهَ
الإخلاصَ وحُسْنَ الخِتام
هديّة

رد مع اقتباس
  #21  
قديم July 26, 2012, 11:26 PM
 
رد: للذَاكــره { الآثــارُ الأدبيّة الـــكَاملة للرَاحل < راسيمــ ~ طويلُ بــــال >}

،’ ~ الصفحة النقدية ~



عموما ترسم الأجزاء الخمسة الأولى من هذا النص معنى الأخوة الحقيقية و ما توحيه من حب و ذوبان و شعور متبادل صادق بين لطيفة و خالد و أخوهما المتوفى " كريم " ، كما يظهر لنا الثغرات الأخلاقية و الإنسانية التي قد تبنى عليها أنفاس البشر و أقصد هنا قاب قوسين زوجة الأخ البكر و التي لعبت دورا هاما في خلق عنصر الصراع في القصة كونها الشخصية المعارضة .


و من الذكاء أن يستثمر الكاتب فكرة " الريف " و يقدم لنا نصا متأثرا بهذا المحيط الذي له عادات و أعراف و أسس و ثوابت يحكمها الخلق و الدين و الأصالة و في نفس الوقت الانغلاق و السادية القاتمة و البدائية ، و أن يرسم لنا ظاهرة " الحزن و الألم " و الصراع من خلال بناء شعوري تصويري سردي تلعب فيه اللغة الممزوجة بين البساطة و العمق الدلالي الخادم للموقف و المتفاعل معه الدور البارز في بلورة الصورة العامة للقارئ.

.....


لطيفة الفتاة الفاتنة الجميلة التي صورها لنا راسيم هي بمثابة الخيط الشعوري الذي يربط كل أجزاء القصة :


ـ زمن ما قبل التحول .
ـ زمن التحول .
ـ و لاحقا ( زمن ما بعد التحول ).



و يبدو أنها شخصية تحمل زادا وجدانيا عاطفيا كبيرا أظهر بشكل واضح شخصية أخرى في القصة و هي شخصية الأخ المتعلم المثقف المحبوب الوديع " كريم " عن طريق التبادل العاطفي السلس بينهما و التـأثر الواضح لدى الشخصية الأولى بغياب الثانية و ذلك لحتمية قاهرة و هي الوفاة .


و هنا يجدر الإشارة أن شخصية لطيفة حسب الفن القصصي شخصية فاعلة و مفعول بها في آن واحد في ظل الـتأثير الذي تخلقه في تطور الأحداث و تأثرها بمأساة العائلة ، أما الشخوص الأخرى فقد كانت شخصيات ثانوية " العجوز ، الخالة ، أهل وحيد .." حيث تساعد في تحريك و تفعيل الشخصية المحورية في انتظار تعرفنا عن كثب كقراء على شخصية العاشق الملتاع " وحيد " في الأجزاء القادمة ، هذا من جهة .


من جهة أخرى ما لاحظته في هذا النص الأدبي حضور الوصف الذي أعطى للمتلقي ملامح و سمات و خصائص و أحوال أشخاص القصة و الحيز المكاني و الزماني ، كما ظهر الحوار و لو بشكل متوسط إلا أنه أظهر الأهمية التي أعطاها الكاتب للتواصل و التفاعل و تبادل التأثر و التأثير .

كما يمكنني أن أقول أن هذا النص ليس نصا اعتباطيا من الأحداث و إنما الأخ راسيم قام ببناء ذو منطق وتسلسل قوامه الحبكة و تركيبها و تصادم المصالح و الخلجات الوجدانية.


الصور البيانية:


استيقظ الجنون في عقل العجوز : استعارة مكنية .. حيث شبه الجنون بكائن حي و ترك قرينة تدل عليه و هي الاستيقاظ .
ـ هذه الصورة البيانية جميلة جدا حيث تحدث أثرا في نفس السامع و ذلك بالشعور بالمتعة.
بعض الصور /
- فانطلق صوته قويا جهوريا
- يتوسد ساقيه.
- تطلق دموعها أنهارا تسيل على وجنتيها .
- كان بالنسبة له وساما شامخا.
الجزء الثاني :
- يضربون ترابها.
- التي خنقتها بين يديها.
- و تفرك القهر الذي امتلأ به قلبها.
- يرسل عينيه المدورتين في السماء.
- لسوط لسانها.
- كل لسان في عقاله.
- كأنهم دفنوا البسمة و البهجة.
- و شحبت البسمة.

من هذه النماذج التي أخذتها من الشطرين الأول و الثاني يمكن الاتفاق على:


روعة الخيال لدى راسيم و قوة التشخيص و إجادة الكلام .



__________________


تَمُرُّ الأيَّامُ تِلْوَ الأيَّامِ ، ويتكرَّرُ الكَلامُ ، وكأنَّهُ حُلْمٌ
لَم يُفارقني ، عِشتُهُ بخَيالي ، فرأيتُهُ واقِعًا . رُبَّما
أثَّرَ في النَّفْسِ قليلاً ، لكنَّهُ خَيْرٌ يُرجَى ، ونَفْعٌ
يُتَحَصَّلُ ، ولا حَظَّ للنَّفْسِ فيه ، فنسألُ اللهَ
الإخلاصَ وحُسْنَ الخِتام
هديّة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)




الساعة الآن 04:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر