فيسبوك تويتر RSS


  #13  
قديم February 1, 2012, 01:44 PM
 
رد: شخصيات من العالــم العربي !!

إبن البواب
كان الخط الذي يكتب به العرب في بدء ظهور الإسلام هو الخط الأنباري الحيري، الذي سُمِّي بعد انتقاله إلى الحجاز بـ"الحجازي"، وهو أصل الخط النسخ، وكان يكتب به عدد قليل من العرب، ولا يتجاوز من يكتبه من قريش بضعة عشر شخصًا، ولما انتصر النبي (صلى الله عليه وسلم) في "بدر" وأسر جماعة من قريش كان فيهم من يتقن الكتابة، قَبِلَ الفداء من الأميين منهم، وجعل الكاتب يفدي نفسه بتعليم عشرة من صبيان المدينة، فانتشرت الكتابة بين المسلمين، وما كاد يتم نزول القرآن حتى كان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثر من أربعين كاتبًا.
وأشهر كُتاب الصحابة أربعةُ وهم ممن كتبوا المصاحف لعثمان، وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
ولما فتح المسلمون الممالك نزلت جمهرة من الكتاب الكوفة، واعتنوا بتجويد الخط العربي، وهندسة أشكاله؛ حتى صار خط أهل الكوفة مميزًا بشكله عن الخط الحجازي، واستحق أن يُسمى باسم خاص هو "الخط الكوفي"، وكانت تكتب به المصاحف.
وفي عهد الدولة الأموية بدأ الخط العربي في السمو والارتقاء، ونبغ في نهاية عصرها رجل يقال له "قطبة المحرر"، اشتهر بجمال الخط، ويُعزى إليه الفضل في تحويل الخط العربي من الشكل الكوفي إلى ما يقارب الصورة التي نرى الخط عليها الآن، وهو الذي ابتكر القلم الجليل الذي يُكتب به على المباني ونحوها، وهو ما نسميه الآن بالخط "الجلي" أي الكبير الواضح.
وفي صدر الدولة العباسية لَمَع في فن كتابة الخط "إبراهيم الشحري" وأخوه "يوسف"، وقد ولّد الأول من الخط "الجليل" قلم الثلثين، ثم ولّد قلم الثلث، ووّلد يوسف من "الجليل" قلمًا دقيقًا للتوقيع، أطلق عليه "القلم الرِّياسي" نسبة إلى "الفضل بن سهل" ذي الرياستين وزير المأمون، الذي أمر ألا تحرر الكتب السلطانية إلا به.
وتعلم "الأحول المحرر" الخط من "إبراهيم الشحري"، وأجاد في فنه، واخترع أقلامًا جديدة مبتكرة، وعن الأحول أخذ الوزير "أبو علي محمد بن مقلة" وأخوه "أبو عبد الله الحسن"، وتم على أيديهما هندسة خط النسخ والجليل وفروعه على الأشكال التي نعرفها الآن، كما قدّرا مقاييس الحروف وأبعادها وضبطاها ضبطًا محكمًا، ووضعا القواعد لها، وعن الوزير "ابن مقلة" أخذ "أبو عبد الله بن أسد" القارئ المُتوفّى سنة (410هـ = 1019م)، وعلى يديه تعلم "ابن البواب" عبقري الخط العربي، موضع دراستنا اليوم.
نشأة ابن البواب
في بغداد وُلد "أبو الحسن علي بن هلال بن عبد العزيز"، المعروف بابن البواب؛ لأن أباه كان يعمل بوابًا، ولا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، وإن كان يرجح أنه ولد في حدود سنة (350هـ = 961م).
نشأ ابن البواب في بغداد، وتلقى علوم العربية عن أبي الفتح عثمان بن جني اللغوي المعروف، المتوفي سنة 392هـ = 1002م، وتعلم فنون الكتابة الخطية على يد ابن أسد الخطاط المشهور.
عمل ابن البواب في أول شبابه ومستهل حياته في تزيين سقوف البيوت وجدرانها، ثم عمل في صناعة الأختام قبل أن يعمل في مجال الخط الذي برع فيه.
وكان كاتبًا ماهرًا إلى جانب كونه خطاطًا بارعًا، وله رسالة بارعة أنشأها في فن الكتابة، ذكرها "ياقوت الحموي" في معجم الأدباء، وأثنى ابن الفوطي على أدبه، فقال: "ورزق مع ملاحة الكتاب محاسن الآداب، من الفضل الظاهر والنظم الباهر".

طريقته في الخط
يذكر المؤرخون أن ابن البواب هذب طريقة ابن مقلة الخطاط العظيم، ونقحها وكساها طلاوة وبهجة. وابن مقلة هذا بلغ من الإتقان والذيوع إلى الحد الذي وصفه "أبو حيان التوحيدي" بأنه نبي في الخط، أُفرغ الخطُّ في يده كما أوحي إلى النحل في تسديس بيوته. ويصفه الثعالبي بأن خطه يضرب به المثل في الحسن؛ لأنه أحسن خطوط الدنيا. فإذا كان هذا هو حال ابن مقلة الخطاط الكبير، فانظر إلى مبلغ ابن البواب في هذا الفن.
ويرى القزويني في "آثار البلاد": "أن ابن البواب نقل طريقة ابن مقلة إلى طريقته التي عجز عنها جميع الكتاب من حسنها وحلاوتها وقوتها وصفائها، فإنه لو كتب حرفًا واحدًا مائة مرة لا يخالف شيء منها شيئًا؛ لأنها قلبت في قالب واحد".
وقد درس المستشرق "رايس" خصائص خط ابن البواب، مستعينًا بالمصحف الشريف الذي خطّه ابن البواب، والمحفوظ في مكتبة "جستر بيتي" بدبلن، وقام بالمحاولة نفسها الباحث العراقي هلال ناجي في كتابه "ابن البواب" عبقري الخط العربي عبر العصور. واستطاع أن يقف على خصائص طريقة ابن البواب في الكتابة من خلال الاستعانة بنصوص له، تصف الطريقة المثلى لشكل كل حرف وهيئته.

آثاره
ترك ابن البواب منظومة في فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب. أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب في الخط والقلم، وهي في أدوات الكتابة، وقد نشرها نفر من الباحثين مثل: محمد بهجة الأثري، ولها شرح بقلم ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعي، المتوفى في القاهرة سنة (711هـ = 1311م) بعنوان "شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب"، ونشر هذا الشرح في تونس سنة (1387هـ = 1967م).
ومن آثاره الباقية: المصحف الذي كتبه في بغداد سنة (391هـ = 1000م)، وهو محفوظ في مكتبة "جستر بيتي" في دبلن بأيرلندا، وهو مزخرف زخرفة رائعة لا تقل جمالاً عن خطه، وهي من عمل ابن البواب نفسه.
وخط رسالة أبي عثمان بن بحر الجاحظ في مدح الكتب والحث على جمعها، وهي محفوظة في خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة، وهي مختومة بقوله: "كتبه علي بن هلال حامد الله تعالى على نعمه".
وخط شعر سلامة بن جندل، وتحتفظ خزانة "قصر بغداد" بمتحف "سراي طوب قبو" بالآستانة بنسخة منها، كما تحتفظ مكتبة "آيا صوفيا" بالآستانة بنسخة أخرى، ومن آثاره التي وصلتنا "دعاء روي عن زيد بن ثابت"، وديوان شعر الحادرة، وهو من مخطوطات دار الكتب المصرية، ورسالة أحمد بن الواثق إلى محمد بن يزيد التمالي النحوي يسأله عن أفضل البلاغتين.

وفاته
وقد لقي ابن البواب الثناء والتقدير من المؤرخين، فأجمعوا على أنه كان إمامًا في الخط لم ينافسه أحد، ولقبوه بألقاب بديعة، فيقول عنه الذهبي: إنه ملك الكتابة. ولقبه المؤرخ ابن الفوطي بأنه "قلم الله في أرضه"، ومدحه ابن الرومي، فقال يمدح جمال خطه:
ولاح هلال مثل نون أجادها بجاري النَّضار الكاتب إبن هلال
وظل ابن البواب موضع تقدير وإجلال حتى لقي ربه في (2 من جمادى الأولى 413هـ = 3 من أغسطس 1022م).
أهم مصادر البحث:
* ابن خلكان- وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس- دار الثقافة- بيروت- بدون تاريخ.
* ياقوت الحموي- معجم الأدباء- دار الفكر- بيروت- (1400هـ = 1980م).
* هلال ناجي- ابن البواب عبقري الخط العربي- دار الغرب الإسلامي- بيروت (1998م).
* محمد طاهر الكردي- تاريخ الخط العربي- الرياض (1402هـ = 1982م).
__________________



تِكرَار { الحمدُ لله } .. عِلآج نَفسيّ يَجلبَ لكَ السَعَاده♥ !







رد مع اقتباس
  #14  
قديم February 1, 2012, 01:45 PM
 
رد: شخصيات من العالــم العربي !!

إبن الرومي

أبو الحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بابن الرومي الشاعر. (2 رجب 221هـ بغداد - 283هـ).
كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشكّ أنّه رومي الأصل ، فإنّه يذكره ويؤكّده في مواضع من ديوانه .
وكان أبوه صديقاً لبعض العلماء والأُدباء كمحمّد بن حبيب ، الضليع في اللغة والأنساب ، فكان ابن الرومي يختلف إليه لهذه الصداقة ، وكان محمّد بن حبيب يخصّه لما كان يرى منه من الذكاء وَحِدَّة الذهن .
وكانت أُمّه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية صالحة رحيمة ، كما هو واضح من رثائه لها .
ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلاّ أُناس من مواليه الهاشميين العباسيين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميين الطالبيين أحفظ منه لِعهد الهاشميين العباسيين .
وكان طويل النفس في شعره، ويمتاز بالقدرة على التحليل، كما أنه أبدع في التصوير والوصف الدقيق حتى فاق شعراء عصره في ذلك الجانب.
وقد مات مسموماً عام 283 هـ.
شعراء عصره :
عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر : الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .
وليس لهؤلاء ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحّاك ، ودعبل الخزاعي .
من رقيق شعره:
لا يُخطئنِّي منك لَوزينَجٌ
إذا بدا أعجبَ أو عجّبا
لم تُغلِق الشهوة ُ أبوابَها
إلا أبتْ زُلفاه أن يُحجبا
لو شاء أن يذهب في صخرةٍ
لسهَّل الطِّيب لَهُ مذهبا
يدور بالنفخة ِ في جامِهِ
دوراً ترى الدهنَ له لولبا
عاونَ فيه منظرٌ مخبراً
مستحسَنٌ ساعد مستعذبَا
كالحَسَن المُحسِنِ في شَدوهِ
تَمَّ فاضحى مطربا مضربا
مستكثف الحشو ولكنه
أرق قشراً من نسيم الصبا
كأنما قُدّت جلابيبُه
من أعينِ القطرِ الذي قُبّبا
يخال من رقه خِرشائه
شاركَ في الأجنحة الجُنْدَبا
لو أنه صُوِّر من خبزه
ثغرٌ لكان الواضح الاشنبا
من كل بيضاء يحبّ الفتى
أن يجعل الكفَّ لها مركبا
مدهونة ٍ زرقاءَ مدفونةٍ
شهباءَ تحكي الأزرق الأشهبا
أنتم أناسٌ بأياديكُمُ
وطُيِّبتْ حتى صبا منصبا
وعزة ُ المعروف في ذُلِّه
يا رُبَّ جِدٍّ لكم في العلى
وانتقد السكَّرَ نقادُه
وشاوروا في نقده المذهبا
إني تأملتُ لَهُ كُنيةً
ولا إذا الضرس علاها نبا
__________________



تِكرَار { الحمدُ لله } .. عِلآج نَفسيّ يَجلبَ لكَ السَعَاده♥ !







رد مع اقتباس
  #15  
قديم February 1, 2012, 01:45 PM
 
رد: شخصيات من العالــم العربي !!

إبن الفارض



ابن الفارض نسبه إلى بني سعد. ووالده حموي الأصل قدم مصر يقتنها، وكان يثبت الفروض للنساء على الرجال بين يدي الحكام فلقب بالفارض. ويستدل أنه ( الوالد) كان رجل فضل وجاه يتصدر مجالس الحكم والعلم، حتى سئل أن يكون قاضي القضاة فامتنع ونزل عن الحكم. واعتزل الناس وانقطع إلى الله تعالى بقاعة الخطابة في الجامع الأزهر إلى أن توفاه الله.

وفي مصر ولد شاعرنا، ولا شك أنه كان لوالده يد كبيرة في ثقافته وفي تكييف نزعاته النفسية. قال ابن العماد الحنبلي: " فنشأ تحت كنف أبيه في عفاف وصيانة وعبادة، بل زهد وقناعة وورع، وأسدل عليه لباسه وقناعه. فلما شب وترعرع اشتتغل بفقه الشافعية، وأخذ الحديث عن ابن عساكر".


وقد ظهر فيه منذ أوائل شبابه ميل إلى التدين والتلذذ بالتجرد الروحي على طريقة المتصوفين. فكان يستأذن والده في الانفراد للعبادة والتأمل. ويظهر أنه كان في جبل المقطم مكان خاص يعرف بوادي المستضعفين يختلف إليه المتجردون، فحبب إلى ابن الفارض الخلاء فيه، فتزهد وتجرد، وكان يأوي إلى ذلك المكان أحيانا. ثم انقطع عنه ولزم أباه. فلما توفي الوالد عاد الولد إلى التجريد والسياحة الروحية أو سلوك طريق الحقيقة فلم يفتح عليه بشيء ( أي لم يكشف له من المعرفة ما يستغني به ولعله يريد هنا لم يوح إليه من الشعر شيء). ثم قيض له رجل من الأتقياء أشار عليه أن يقصد مكة. فقصدها وأقام فيها مجاورا نحوا من 15 سنة. وهناك بين المناسك المقدسة نضجت شاعريته وكملت مواهبه الروحية. ثم عاد إلى مصر ، وكانت يومئذ تحت سيادة الأيوبيين ، وقد عنوا كل العناية بفتح المدارس والمعاهد فيها، فتجددت في أيامهم الروح الدينية والتعاليم السنية. حدث ذلك على أثر انتصاراتهم على الصليبيين تلك الانتصارات التي وطدت مركزهم في مصر والشام والحجاز، وتركت لهم في تاريخ الشرق الإسلامي ذكرى خالدة.


يجمع مؤرخوه على أنه كان ورعا وقورا طيب الأقوال والأفعال. والذي يراجع سيرته ويتفهم روح قصائده يتجلى له في نفسيته ثلاث مزايا بارزة:
أنه كان شديد التأثر(وخصوصا بالجمال) إلى درجة الانفعال العصبي يسحره جمال الشكل حتى في الجمادات. ومن ذلك ما يروونه عن تأثره بحسن بعض الجمال، أو ببرنية حسنة الصنعة رآها في دكان عطار. وقد يسحره جمال الألحان فإذا سمع إنشادا جميلا استخفه الطرب فتواجد ورقص ولو على مشهد من الناس.

نقل عن ولده أن الشيخ كان ماشيا في السوق بالقاهرة، فمر على جماعة يضربون بالناقوس ويغنون، فلما سمعهم صرخ صرخة عظيمة ورقص رقصا كثيرا في وسط السوق، ورقص جماعة كثيرة من المارين. وتواجد الناس إلى أن سقط أكثرهم إلى الأرض. ثم خلع الشيخ ثيابه ورمى بها إليهم وحمل بين الناس إلى الجامع الأزهر وهو عريان مكشوف الرأس وفي وسطه لباسه. وأقام في هذه السكرة ( النوبة العصبية ) ملقى على ظهره مسجى كالميت.

__________________



تِكرَار { الحمدُ لله } .. عِلآج نَفسيّ يَجلبَ لكَ السَعَاده♥ !







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
**قصة أبـــكـــت العالــم كــــلــــه** مفقودرغم الوجود روايات و قصص منشورة ومنقولة 8 May 21, 2011 06:59 PM
التسمية الغربية للجنس العربي عدائية (لنصحح تاريخنا العربي المجيد) imabel مقالات الكُتّاب 0 November 4, 2010 09:53 PM


الساعة الآن 01:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر