فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة الإسلامية > سيرة و قصص الانبياء و الصحابة

سيرة و قصص الانبياء و الصحابة سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , سيرة الصحابة , السيرة النبوية , حياة الرسل



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 10, 2011, 01:44 PM
 
السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم


السيرة الكاملة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم



السيرة الكاملة للنبي المصطفى
(صلى الله عليه وسلم )
إيمانا منا بحق النبي صلى الله عليه وسلم علينا بنصرته ورد العدوان عن أمته
نقوم بعرض سيرة النبي المصطفى بأبيات عطرة من الشعر الإسلامي
راجين من الله جل في علاه أن يوفقنا ونكون قد أدينا ولو اليسير
من حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا بنصرته وإتباع سنته
فإِن تسأليني كيف أنتَ فإِنني صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
- حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ
- اصبرْ قليلاً فبعد العُسْر ِ تيسيرُ وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ
وبعد صبرنا كما صبر نبينا قبلنا ستأتي الحرية والاحرار
رأيْتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي ويَحْميهِ عن الغدرِ الوفاءُ
-وما من شدةٍ إِلا سيأتي لها من بعدِ شدِتها رخاءُ

- 1-
الإمـام

أراكَ بقلبي فأَنتَ أمامي
أَيا سيّدي قائدي وإِمامي
أُصلّى عليكَ صلاةَ المحُبِّ
لمن جاءَ بالهدْي خيرِ الأنامِ
وأَنْتَ الرسولُ عليكَ الصلاةُ
أنرْتَ الوجودَ بحُسْنِ الكلامِ
حَباكَ الكريمُ بصدْقٍ وَعَدْلٍ
وَفُزْتَ بكلِّ الخصالِ الكرامِ
أيا من جَمَعْتَ عظيمَ السجايا
وفي الخلْقِ أَنْتَ رفيعُ المَقَامِ
أُحبُّك يا مَنْ سَكَنْتَ فؤادي
وعقلي وروحي وحتّى عظامي
فكلّي يُصلّى عليكَ صلاةً
ويرنو إليكَ بكلِّ السلامِ
حَياتُكَ كانَتْ ضياءً وشمساً
مَحَتْ ظُلْمَةَ الجهل والإنتقامِ
فَغَيَّرْتَ من كلِّ عَقْلٍ غليظٍ
وَهَذَّبْتَ طبعَ الجُفاة اللئامِ
فصاروا نجوماً هُداةً تسامْوا
بفكرٍ وَعلْمٍٍ مَضَوْا في وئامِ
بنوْا للحضارةِ مَجْداً تليداً
بكُلِّ يراعٍ، وكُلِّ حُسامِ
بفضلِ الذي قَدْ بناكَ عظيماً
فَفَقْتَ جميعَ الرجالِ العظامِ

- 2 -
الطبيـب

لقد جئتنا يا حبيبَ القلوبِ
بخير الرسالاتِ مثل الطيوبِ
فأَمّنْتَ كُلَّ القلوب الحيارى
وَوَحَّدت بين جميعِ الشعوبِ
وألّفت بالدين كلَّ الأَعادي
فما من كفورٍ مُضلٍّ كذوبِ
وما الأَوسُ والخزرجُ الصالحينا
سوى وَمْضَةٍ من كفاحٍ دؤوبِ
هَلَلْتَ على الأرض بدراً مُنيراً
فعمّ الضياءُ جميعَ الدروبِ
وَجئتَ طبيباً تداوي الجراحَ
وتمسحُ عنّا عَناءَ الخُطوبِ
تَرَكْتَ لنا خَيْرَ هدْيٍ وشرْعٍ
وَطُهْرٍ يكفِّرُ جُمَّ الذُنوبِ
وعلّمتنا كيف نُرضي الإله
هو الله يعلم ما في الغُيوبِ
فَيُجُزْي جزاءَ الكريمِ الرحيمِ
وَيُعْطي عطاءَ الودود المُجيبِ
فمن ذا تُراهُ هدانا إليهِ
وَعبْرَ الصراطِ السويِّ الخصيبِ
سواكَ فبلّغتنا من عظيمِ
الوصايا وَصدْق النبيِّ الأديبِ
فصلّى عليك الجميعُ امْتثالاً
لأَمْرِ العليِّ القديرِ الحسيبِ

- 3 -
الصادق الأمين

مُحَمّدُ أَنْتَ الصبيُّ الأمينُ
فبوركت منذ رأتك العيونُ
أَشارتْ قُريشٌ إليكَ جلالاً
يتيماً صدقْتَ ولسْتَ تَخونُ
وطارَ لكَ الصيتُ عبر النوادي
فقالوا –إذا ما رأَوك- الأمينُ
ومذ كُنْتَ طفلاً غدوْت كريماً
لمن يستغيثُ فأَنْتَ المُعينُ
وكنت رحيماً رؤوفاً حليماً
وبّراً فمثلك من ذا يكونُ؟!
صَفَوْتَ فأصبحت مثل العطورِ
فما فَاقك الوردُ والياسمينُ
بل المسكُ ما فَاح منك عبيراً
ففاضَ بشوْقٍ إليك الحنينُ
بلغتَ عنانَ السماءِ مديحاً
وزكّاك في الكوْنِ خُلُقٌ ودينُ
فما ذاتَ يوْمٍ دنا منك عَيْبٌ
وما قيل عنك كلامٌ مُهينُ
فحسْبُكَ أنّك للمرءِ عزُّ
فنْعمَ النبيُّ ونْعمَ القرينُ
وَحَسْبُكَ أنّك للمجْدِ حصنٌ
فتبقى حميداً وَتَهوي الحصونُ
وأَنت الجمالُ وأَنت الكمالُ
وخيرُ الرجالِ وَطُهْرٌ مَصونُ

- 4 -
السراج المنير

سقى الّله أَرْض الحجازِ أنارَتْ
وَبَعْدَ الضـلالِ العقولُ اسْتنَارتْ
ومن بَعْدِ جَهْلٍ وأَيّام قَهْرٍ
وظلْمٍ، وقتلٍ قروناً تــوارَتْ
وتلك القبائلُ مثل الذئابِ
على بعضها كلّ يوْمٍ أَغـارتْ
شعوبٌ فما اجْتمعتْ في أمانٍ
ولكنّها في الحروبِ تبارَتْ
بطونٌ أحلّتْ دماءَ البطونِ
غَزَتْها، سَبتْها وبالعنفِ جارَتْ
ويا للفواحشِ ما من رقيبٍ
فمن ذا سَيَنْهى وما النفسُ ثارَتْ
فوأْد البناتِ رَضَوْهُ سبيلاً
لدفعِ الشكوكِ إذا الصَدْر زارَتْ
وكم من ذنوبٍ وكم من خطايا
أباحوا، أما الأَرّضُ منها اسْتجارَتْ؟
ظلامٌ يسودُ جميعَ البلادِ
وفيها الوحوشُ عَلَتْ واسْتطارَتْ
فجئْتَ إليها سراجاً مُنيراً
نبيّاً، ومن حبّهِ النفسُ حارَتْ
وأغْلَقْتَ كلَّ دروبِ الضلالِ
وَبَيّنتَ كيف النجاةُ، فصارَتْ
وكم من جموعٍ هَدَيْتَ بحقٍّ
أَحَبَّتكَ ثُمَّ على النهْجِ سارَتْ

- 5 -
الرسول

رأَى فيك ربُّ السماءِ الرسولا
فجاءَكَ جبريلُ منهُ رسولاً
فأَوحى إليكَ كتاباً عظيماً
وشدَّك للدين شَدّاً جميلاً
وأَعطاك حِلْماً وعلْماً ورشْداً
وزكّاكَ خَلْقاً، وَخُلُقا نبيلاً
فمن ذا أواكَ وأَنت يتيمٌ
ومن ذا تُراهُ هداك السبيلا؟!
وأَغْناك من بعدِ فقْرٍ وَشُحٍّ
فصرْتَ الجوادَ الكريمَ الجليلا
فخصّكَ ربُّ العبادِ بفضْلٍ
بحملِ الرسالة دَهْراً طويلاً
فعانيْتَ من كلِّ قوْمٍ طُغاةٍ
صُنوفَ العذابِ وهمّاً وَبيلا
وجاهَدْتَ في اللّهِ خَيْر الجهادِ
فكان لك الصبْرُ ظلاً ظليلا
فلم تخشَ من قوْمِك الجاهلينا
عُتُلاَّ ً زنيماً أثيماً مَهولا
وَوَحْدَكَ قُمْتَ إليهم نذيراً
وتدعو إلى اللهِ جيلاً فجيلا
فقاموا يبثّون ظُلْماً وزوراً
كلاماً قبيحاً، بذيئاً ذليلا
أشاعوا بأنّك بالسحر جئتَ
وَمَسَّكَ جنٌّ، فساءَوك قيلا

- 6 -
ويلٌ للمكذَّبين

أمنَْ جاءَ بالصدْق كذّبتموهُ
وَمنْ جاءَ بالجهلِ أكْرمْتموهُ
أليس عجيبًا عُتاةَ قُرْيشٍ
إذا ما انْجلى الحقُُّ أنكرتموهُ
وثرتمْ عليهِ بغاةً جُفاةً
بكلِّ القذاراتِ أمطرتموهُ
وسلَّطتُمُ العا لمين عليه
بفيضِ الِجراحاتِ أثخَنْتموهُ
وحاربتموهُ وآذيتموُه وَمُرَّ
العذاباتِ أسْقََُيتمُوهُ
لقد جاءَ يُنذركم شرَّ نارٍ
فما الأجر منكم أّعاقَبْتُموه…؟
يبشّر بالخيرِ جنّاتِ عَدنٍ
فكان الجزاءُ بأَنْ تَرْجُمُوهُ
ولم يسأََل المالَ أجراً لذاكَ
ولكن ثواباً فلم تفهموهُ
أَشرٌّ إذا المرءُ قال سلاماً
فقمتم غلاظاً، فعاديتموهُ
وما مسّ منكم سفيهاً بقوٍلٍ
يُصيبُ بخدْشٍ فغرّمْتُموهُ
هو الجَهْلُ إْن يستبدّ ظلامٌ
وعنفٌ يُدمّر ما شًُدْتموهُ
فماذا اكْتسبْتمْ سوى السيئاتِ
كفاكم من الذلِّ ماذقتموهُ
- 7-
المبعوث رحمة

جرى المصطفى بين هذا وذاكا
أراهُ كما لو يفضُّ عراكا
يبلّغُ آياتِ ربٍ عظيمٍ
ولو قُلْتُ يا سيّدي ما اعْتراكا
أَجاب بصوتٍ حزينٍ شجيٍّ
أخافُ على هؤلاءِ الهَلاكا
هِي النار تَنْتظرُ المُجرمينا
وما لذوي الكفْرِ عنها فِكاكا
ويوم الندامةِِ لابدّآتٍ
فإنْ تنجُ منها فذاكَ مُناكا
فآمنْ بربِّك واشْكرْه دوماً
ولا تَنْسَ أًنَ الكريمَ هَدَاكا
وكُنْ مُستقيماً تَجُزْهُ الصراطَ
وأَحْسِنْ لمن ذاتَ يومٍ عَصاكا
ولا تدفعنّ المسئّ بسوءٍ
فالبعفْوِ سوْف يزيدُ سناكا
فقُلتُ لهُ سيّدي إنتظرني
فإني أُحبُّك كيف أراكا
ويامَنْ خشيت علينا العذابَ
أَنلهوا بِجهْلٍ وَنَنْسى هُداكا
فصلّى عليكَ الإلهُ العظيمُ
وإنّي أُصلّي ونفسي فداكا
لعلّى ولو في المنام أراكا
فليس لنا من شفيعٍ سِواكا
- 8-
الجنَّة أم النـار

رَسَمْتَ لنا بالأَحاديثَ درْبا
إذا ما سلكناهُ نزدادُ قُرْبا
من اللهِ ربِّ السماءِ الكريمِ
رضينا بهِ مالكَ المُلْكِ رَبَّا
فَتَحْتَ لنا بابَ جنَّاتِ عَدْنٍ
وفيها الفواكهُ شرْقاً وغرْبا
وأشجارُها قد دَنَتْ بالثمارِ
وأَنهارُها تجري بالماء عذْبا
ويا للنساءِِِ ويا للجمالِ
يهيمُ بهِ كلُّ ذي اللبِّ حبََّا
ففيها نعيمٌ وفيها خلودٌ
وحسنٌ يُنادي ، له القلبُ لَبَّى
وَحَذَّرْتَنا من عذابِ الجحيمِ
فيا للظلامِ وقد زاد رُعْبا
ويا للحرائقِ في كلِّ شبْرٍ
صراخٌ، عويلٌ لمن فيهِ كُبَّا
أَناسٌ بدَوْا مثل أَكوامِ فَحْمٍ
وبعضٌ يُجَرُّ وَيُسْحَبُ سَحْبا
وذاَكَ يدور على عقبيهِ ويلعنُ
حظّاً ويندبُ نَدْبا
يريدون موْتاً فما من مُجيبٍ
وذاقوا الوبالَ فحرْقاً وضْربا
خلودٌ فبئس الذي كان فيهِ
فقامت عليهِ القيامةُ حرْبا

- 9-
صانع الرجال

بُعِثْتَ إلينا رحيماً ودوداً
وكنت بِحُسْنِ السجايا فريدا
نَهَضْتَ لتنشرَ ديناً سويّاً
وتحملَ عبءَ الجهادِ وحيدا
فذاكَ يسبُّ وبعضٌ يصدُّ
وأَنت تجوبُ صعيداً صعيدا
شهوراً، سنيناً تسلّلْتَ صُبْحاً
مساءً تبثُّ الكلامَ المفيدا
وتدعو إلى اللهِ لم تبغِ أَجْراً
من الناس..كلاَّ..ولم تَرْجُ جودا
وَكانَ الصحابةُ خَيْرَ مُعينٍ
فمن بعد فَرْدٍ خرجتم عديدا
فشيئاً وشيئاً سموْتم شُيوخاً
وصرتم سيوفاً وجيشاً عتيدا
فللَّه درُّك كنت حكيماً
صنعتَ الرجالَ فصاروا حديدا
وخضتَ بهم في بحارِ الأَعادي
ففرّ الطغاةُ وطاروا بعيدا
بَنيتَ المدائنَ شَعَّتْ عُلوماً
وفكْراً ونوراً ، وديناً جديدا
فعصرك يسمو على كلِّ عصرٍ
وفضلك كان عظيماً حميدا
وصحبك مثل النجومِ الهُداةِ
فكلٌّ مضى بالجهادِ شهيدا
- 10-
أكمل الخلق
نظرتُ إليك بعقْلي وفكْري
بحثتُ كثيراً، فأَجمعتُ أَمرْي
فما مرَّ في خاطري أَيُّ فرْدٍ
من الناس مثلك في أَيِّ قَدْرِ
فلا عبقريٌّ ولا أيُّ فذٍّ
ولا قادةُ الحرب في أيِّ عَصْرِ
ولا عالِمٌ قد أَفاد كثيراً
و أوغل في العلمِ في عُمْقِ بحْرِ
ولاحاكمٌ أو رئيسٌ مُفدّىً
ولا من خطيبٍ، ولا فحْلُ شعْرِ
ولا من طبيبٍ يداوي جراحاً
ولا من حكيمٍ وذو اللبِّ يُثري
ولا من فصيحِ اللسانِ الذكيِّ
ولا من كريمٍ يجودُ بَدرِّ
ولا من شُجاعٍ قويٍّ أمينٍ
ولا من حليمٍ بعفْوٍ وصبْرِ
ولا أيُّ جنٍّ، ولا أيُّ إنسٍ
أراهُ كمثلِكَ في أيِّ خيْرِ
ركبتَ السجايا الكرامِ أميراً
وغيرك إنْ طارَ فازَ بنُذْرِ
فصلّى عليك العليُّ القديرُ
على الأنبياءِ علوْا كلَّ فَخْرِ
وإنّي أُصلّي عليك قياماً
قعوداً فطابَ لساني بذكْرى
- 11-
وإنّكَ لعلى خُلُقٍ عظيم
أنا لَسْتُ أَمدحُ فيكَ الجمالا
ولا ما اسْتقرَّ على الخدِّ خالا
ولا ما أَطلّ من الوجْهِ نوراً
فَزدْتَ بهاءً وَزدْتَ جلالا
ولا صَفْوَ عيْنينِ أَو شفتيْنِ
ولا منكبينِ، ولا الشعرَ طالا
ولا الجسمَ منك استقام قويّاً
ويرشحُ عطراً وماءً زُلالا
ولا ما اتّّسَمتَ بهِ مِنْ وَقارٍ
فكُنْتَ مهيباً تسودُ كمالا
ولكنّني أَمدحُ العْدلَ فيكَ
وَصَبْراً جميلاً يهدّ الجبالا
ونفساً سَمَتْ بالسجايا الحسانِ
وروحاً أَضاءَت فكانتْ مثالا
وقلباً مليئاً حناناً وحُبَّاً
فصارتْ لكَ المَكْرُماتُ خِصالا
فَمَنْ بَعْدَ ربِّ السماءِ سِوَاكا
تَحِنُّ إليك القلوبُ وِصالا
وَمَنْ ذا مِن الخلْقِ حجّت إليهِ
جُموعٌ من المؤمنين سجالا
وذكْرك من بعد ذكْرِ الكريمِ
على ألسنِ المسلمين تَوَالى
وَمَنْ يَذْكُرِ اللّه لا بدّ يُثني
عليك، فصلّى وزادَ ابتهالا
- 12-
الصلاة عليه
أيا ربِّ إقبلْ صلاتي عليه
وَقَرِّبْ فؤادي وروحي إليْهِ
ففي قُرْبهِ كم أنال مُرادي
وبالحبِّ أزدادُ عزّاً لديْهِ
وأنت تُصلّي على من يُصلّي
عليهِ بعشْرٍ رَبَتْ في يديْهِ
دُعاءً جميلاً، ثناءً كريماً
وذاكَ المُنى فاض من راحتْيهِ
فزدْ من صلاتي، وزدْ من دعائي
فنور الهُدى شَعَّ من وجنتْيهِ
ويوم الحسابِ سيأتي البخيلُ
من الهمِّ يجثو على ركبتيْهِ
سيعرف كم كان فظَّاً غليظاً
فما رطَّب الذكرُ من شفتيْهِ
فذاك الشقيُّ أما كان أوْلى
بهِ أن يُصلّي صلاةً عليْهِ
فمن ذا سيشفع يوم اللقاءِ
لهُ أو يخفِّفُ عن منكبيْهِ
من الوزْرِ صارَ ثقيلاً مُريعاً
فيهوي ويجثو على مرفقيْهِ
ويا للرسولِ رءوفٌ رحيمٌ
يهبُّ يشمِّرُ عن ساعديْهِ
فَيَسْقي من الحوْضِ أهلَ الجنانِ
ويملأَ رضوانُهُم مُقلتيْهِ
- 13-
الطمـوح
أنا مَنْ أكونُ .. أنا يا تُرى..؟
أنا لست شيئاً بدا مَنْظرا
أنا قد ظَنَنْتُ بأنّي امْرؤٌ
أكادُ بفكري أطولُ الورى
فقلتُ أعلِّمُ أطفالَنا
صُعودَ الجبالِ .. بلوغَ الذُرى
وَلَمّا رضيتُ بها فكرةً
خشيتُ الوقوعَ وأنْ أُكسرا
تحيّرتُ .. ماذا أنا صانعٌ ..؟
فحبل ذكائي بدا أقْصرا
ولاحت لعقلي خيوطُ السنا
فهبَّ الفؤادُ لها وانْبَرى
تَخَيَّلْتُ أنّي لذو قُدرةٍ
على فعلِ أمرٍ بما قَد أرَى
فقلتُ لعلّي أداوي الأُلى
يتيهون أو فعلوا المُنْكَرا
أُبَصِّرهُم خيرَ ما يُرتجى
من الصالحاتِ وحُسنِ القِرى
أقودُ الجموعَ لها داعياً
إلى الدين أرْغبُ أنْ يُنشرا
فطوبى لمن للرحيمِ دعا
وجاهد فيهِ، بهِ استنْصَرا
فذاكَ الذي للعُلا إن مضى
كريماً وبالغيثِ إنْ أمْطَرا
- 14-
الإمتحان
فأَجْمعتُ أَمْري لكي أَرتقي
مُتونَ الصعابِ وأَنْ أًقْهَرَا
فيا للدعاةِ كما الأَنجمُ
أَسيرُ على الهدْىِ مُستَبْشِرا
فكيف السبيلُ إلى غايتي
وَمِنْ أَيْنَ أبدأُ مُسْتَيسِرا..؟
فقلتُ من الأهل من صبيةٍ
لخمستهم قُدْتُ لا أكْثرا
وفجراً مضينا إلى المسجدِ
وكلٌّ لهمَّتهِ اسْتَنْفرا
فلمّا رجعنا بلغتُ المُنى
وأَحْسَسْتُ بالهمَّ قد أَدْبرا
ورابطتُ حين انتظرت الضُحى
ووقت الظهيرةِ أَن يَظْهَرا
بفارغِ صَبْرٍ، فلمّا دِنا
قلقتُ على اثنينِ لم يَحْضُرا
ولّما خرجنا نحثُّ الخُطى
رأّيْنا شِجاراً علا مُنْفرا
وكم فاجأَتْني به محنةٌُ
فيا للفؤادِ وما أَبْصَرا
هُما مَنْ هَدَيْتُ وقد غادرا
أَثارا عراكاً، فكيف جَرى..؟
أَبَعْدَ الصلاةِ ونورِ الهُدى
لقد ضاعَ جُهْدي وما أَثْمرَا
- 15-
النجاحُ أو الفشل
وأَصْلَحْتُ ما بينهم مُحْسناً
وأَنذرتُ، أَفلحَ مَنْ أنْذَرا
أَطاعوا وقد أَضمروا شرَّهم
وكلٌّ يكيد بما أَضْمَرا
فزيدٌ يسبُّ وعمروٌ مضى
ليُفْْسِدَ في الأَرضِ ثمّ افْترى
وذاك يضُلّلُ أَقرانَهُ
وَيُظهرُ لؤْماً بدا أَصفرا
وصْرتُ أُلمْلِمُ أَخطاءَهمْ
وأُصلحُ ما جَهْلُهُم دمَّرا
فضقتُ وضاقت بهم صُحْبتي
كمثلِ الغريقِ غزا الأَبْحُرا
عجزتُ فيومين لم أَحتملْ
همومَ القيادةِ لا أَشْهُرَا
فشتّانَ بيني وبين الذي
نفوسَ الصحابةِ قدْ طَهَّرا
وجاءَ إلينا بخيْرِ الهُدى
فنالَ_ ومن مثلهُ…؟ الكْوثرا
زماناً طويلاً وصحباً هدى
بنصحِ . وعلمِ غدا أَغْزَرا
وَجاهَدَ ما مثلهُ قادةٌ
وأَمَّ الجيوشَ، علا المنْبَرا
وأَنزل إِبليسَ عن عرشهِ
محا الجهلَ، بالدين قد بَشَّرا
- 16-
ذروة الجهاد
أَطلَّ على الناسِ في حُلكَةٍ
كما البدرُ، والجهلُ سمٌ سرى
يُمزّقُ ستر العقولِ التي
تهاوَتْ من الفُحْشِ فوق الثرى
ونارُ الحروبِ بَدَتْ سُنَّةً
تغنَّي بها الموتُ أو زَمْجَرا
فقتلٌ، ونهبٌ بلا رحمةٍ
وعاشَ الذي يملكُ الأَظْْْْْفُرَا
وأمّا الضعيفُ غدا لُقْمةً
لذي البأسِ إنْ جاعَ أَو ْكشَّرا
فداوى النفوسَ بآدابهِ
وعلّم ذا الجهلِ أَنْ يُبْصَرَا
وسَاسَ الجُفاةَ بأَخلاقهِ
غلاظَ القلوبِ بهم فكَّرا
بصبرٍ أَزالَ قذاراتهم
وَحَتَّى الزُناة، فما اسْتَقْذَرا
تحمَّل كلَّ الصعابِ التي
تدكّ الغضنفرَ والجَعْفَرا
وكم من ألوفٍ أَحاطت بهِ
من الضعفاءِ فما اسْتحْقَرا
وكم من سفيهٍ عليه اعتدى
ولكنْ لدنياهُ ما اسْتَنْصَرا
وما لامستْ ثَغرَهُ لفظةٌُ
تُسيءُ لعبدٍ وما اسْتَصْغَرا
- 17-
سيرةٌ عطرة
أَزالَ قروناً من المنكراتِ
وطهّر أرضاً من المُوْبقاتِ
وكم أَلْف أَلْف ٍ من المؤمنينا
هداهم إلى الرشدِ والمُنْجياتِ
وهدَّم للكفرِ كلَّ الحُصونِِ
وأَغْلَقَ كلََّ دروبِ البُغاةِ
وأَحكم ديناً ،وَنَهْجاً قويماً
فما من جبابرةٍ أَو طُغاةِ
كأَنّي أَرى أَلْفَ أَلْفِ نبيٍّ
فكم جاد في الأَرضِ بالمُعْجزاِتِ
فما عاشَ من طَرفْةِ العينِ إلاّ
أَنارَ بها من دُجى الظُلُماتِ
وكلُّ الثواني من العمرِ كانتْ
جهاداً وعلماً ودرسَ الحياةِ
فلو فُصِّلََتْ للسراجِ المنيرِ
مزايا العطاءِ وَحُسْنَ الصِلاتِ
وكم كانَ فَذََّاً عَظيماً كريماً
وَقَدْ فاقَ كلََّ الرجالِ الثِقاتِ
لما استوعبتها نجومُ السماءِ
ومنذا سيُحْصي رمالَ الفلاةِ
فصلََّى عليهِ الإلهُ الحكيمُ
صلاةَ المحُبِّ لخيرِ الُتُقاةِ
وحب ُّ النبيِّ سبيلُ النجاةِ
وكلُّ السلام لخيرِ الهُداةِ
- 18-
السنَّة النبويّة
يقولُ عليه الصلاةُ كلاما
كما الدرُّ حُسْناً وزادَ مُقاما
أَجادَ بهِ في بيانِ الأُمورِ
فأَوْضَح للناسِ دينا نظاما
ومهَّد للمُؤمنين سبيلاً
فإنْ يسلكوهُ يَنالوا المُراما
فما من صغيرٍ ولا من كبيرٍ
من الأَمرِ أَبْقى عليهِ القُتاما
فباتَ لنا الدينُ بدراً منيراً
فبدَّد ما كانَ يَوماً ظلاما
ولم يتركِ الناسَ نهبَ الظنونِ
فَأجْلى الهمومَ، وفضَّ الغَماما
محا الجهل ثُمَّ أَنارَ العقولا
بحُسْنِ السجايا، فصارَ إِماما
بعقْلٍ حكيمٍ، وعلْمٍ غزيرٍ
وقلْبٍ غنيٍّ يفيضُ سَلاما
لقد جاءَ بالهدْيِ للعالمينا
وَمَنْ غَيْرَهُ قد بَلَغَ السَناما...؟
لهُ سيرةٌ مثل روضِ الجنانِ
بفيضِ المكارمِ ضَجَّتْ زُحاما
أَهَلَّ على المُسْلمين أَماناً
وَسَلَّ على الكافرين الحُساما
فكانت له أُمةٌ كالحرابِ
إذا اشتدَّتِ الحَرْبُ طَارَتْ سهاما
- 19-
إيمانٌ لا يتزعزع
أََتى الأَمرُ من خالقِ العالمينْ
وأَنْذِرْ عشيرَتكَ الأَقربينْ
فلم تنتظرْ، بل دَعَوْتَ قُرَيْشاً
لتنذرَها جَهْلَها المُسْتبينْ
صَعَدْتَ على صخرةٍ كي تُنادي
جموعَ الأُلى أَقبلوا مُهْرعينْ
فبادرتهم بسؤالٍ حكيمٍ
فلا حجةً بَعْدُ للكاذبينْ
إذا قُلْتُ خَلْفَ الأَشمِّ غُزاةٌ
أَأَنتم لقولى من المؤمنينْ....؟
أَجابوا بلى ما عهدنا عليكَ
سوى الصدقِ بل أَنت أَنت الأمينْ
فناديتَ من كلِّ فخذٍ وبطنٍ
بأَسماءِ أَجدادهم أجمعينْ
وَصحْتَ بهم يا بني عبد شمسٍ
بني هاشمٍ، يا بني التابعينْ
فإنّي رسولُ اللهِ إليكم
بُعثتُ، وجئتُ نذيراً مُبينْ
فضجّوا وقالوا كلاماً سفيهاً
وثارَ أَبو لهبٍ في جُنونْ
ليصرخ تبّاً، فتبّتْ يداهُ
فذاك العُتُلِّ من المُجرمينْ
فهاجوا، وماجوا ، وصاروا دعاةً
إلى الحقْدِ والشرِّ في كلِّ حينْ
-20-
كفرٌ وعناد
وطافَ أبو لهبٍ كلَّ نادِ
يحقّرُ مِنْ شأْنِ خيْرِ العبادِ
رماهُ بفيضِ الكلامِ القبيحِ
وَسَلَّ عليهِ سيوفَ الأَعادي
وهيَّجَ كلَّ قريبٍ عليهِ
وكلَّ بعيدٍ بِحُمَّى العنادِ
يقولُ هو بْنُ أَخي فاعرفوهُ
يبرِّرُ كذباً خؤون الودادِ
وصارَ يَحُثُّ عليهِ الترابَ
أَمامَ الجُموعِ عقيمَ الرشادِ
وزوْجتهُ أَيُّ حقدٍ شنيعٍ
مُذَمَّمُ قالتْ فشرّ الحصادِ
وأَلقتْ عليهِ القمامةَ عمداً
وآذَتْهُ دَوْماً بكلِّ اجْتهادِ
سَتُجْزى وفي النارِ حبلاً غليظاً
تُجَرُّ ومن جيدِها كالجيادِ
ولكنّها لن تفوقَ القرودَ
جمالاً، بل الفحمُ مثل السوادٍ
فما رَدَّ بالشرِّ يوماً عليها
وما قالَ للعمِّ أَيَّ انتقادِ
فمن مثلهُ كالجبالِ صبوراً
حليماً، ودوداً، صفىَّ المُرادِ
أراهُ كما الروضُ يُعطى وروداً
فلا مثلهُ من كريمٍ جوادِ
-21-
أُمنيتي
تمنّيتُ يا سيّدي أَنْ أَراكا
وأَنْ أَستضئَ بنورِ هُداكا
تمنّيتُ لو عشتُ عمري حبيساً
بِقُرْبِكَ أَحْيا أَسيرَ رضاكا
أَذودُ بقلبي، بما في يديّا
بروحي عن الدينِ فيهِ حماكا
فأَحمل سَيْفي، أَخوض حُروباً
وأُهْلِكُ في الأَرْضِ كلَّ عداكا
وأُخرسُ أَيَّ لسانٍ شقيٍّ
بأَلفاظِ سوءٍ وحقدٍ رَماكا
تمنّيتُ لو جُعْتُ مثلك دَهْراً
وأَتبعُ في السيرْ حذْوَ خُطاكا
وأَمضي كما كُنْتَ تمضي شُجاعاً
تَفرُّ الطواغيتُ حين تَراكا
وأَرفعُ صوتيَ بالحقِّ يشدو
وأَأْمرُ بالعُرْفِ هذا مُناكا
وطوبى لصَحْبِكَ يا للكرامِ
هُمُ الطُهْرُ مَنْ ذا بهم قَدْ حباكا
هو الله ربُّ السماءِ العظيمُ
لخيْرِ الرسالاتِ قَدْ اجْتباكا
أُحبُّكَ يا خيْرَ خَلْقِ الكريمِ
وَحُبُّك في القلبِ أَضحْي سناكا
فأَنْتَ لنا خيْرُ هدْيٍ مثالاً
بهِ نَقْتدي، ما رضينا سواكا
-22-
الـزهــد
تساءَل فكْرى فحا رَ السؤالُ
وكيف عليهِ الجوابَ أنالُ...؟!
هلالٌ يجئُ ومِنْ ثَمَّ يمضي
ثلاثاً على البيْتِ مرَّ الهلالُ
ولم تُوْقَدِ النارُ في البيت فقراً
وقلّةُ ما فى اليدينِِِِ هُزالُ
فيا بيتَ آلِِ النبيِّ سلاماً
يفوح رضىً فاصطفاكَ الجلالُ
فأَنت الذي للطهارةِ كنزٌ
بمجدِ الرسولِ تفيضُ الخِصالُ
أأسأَلُ بطنَ الرسولِ علامَ
يَطالُ بهِ الجوعُ مالا يُطالُ
فَمَنْ غََيْرَهُ باتَ يرضى بفقرٍ
ومن ذا تُراهُ لديهِ احتمالُ
ولوشاءَ مالاً دعا اللهَ غوْثاً
يجابُ ، وإلاّ.. فذاك المحالُ
مفاتيح كُلِّ الخزائنِ مُدَّتْ
إليهِ من الأرضِ دُرٌّ ومالُ
أَبى أَن يُعمِّرَ دنياهُ يوماً
وقال ألا للجنانِ المآلُ
كأنّى أرى زُهْدَ خَيْرِ الأنامٍ
تأسّى به المعْوِزونَ فقالوا
رسولٌ كريمٌ يعيش فقيراً
ويرضى، أنشكوا ..؟ فهذا الضلالُ
-23-
الإحسـان
وَقَفْتُ أَمامَ النبيِّ الحكيمِ
وقد جاءَ بدْراً بقلبٍ سَليمِ
عجبتُ لما فاض منه خِلالاً
ففازَ علينا بخُلُقٍ عَظيمِ
عرفتُ لهُ سيرةً كالضياءِ
يبدّدُ ظلمةَ ليْلٍ بَهيمِ
وأفعالُهُ كلُّها رائعاتٌ
تشدُّ القلوبَ لذكرٍ حكيمِ
سعى ذات يومٍ يزورُ مريضاً
كما الجارُ يغشاهُ كلُّ كريمِ
وكان اليهوديُّ قد شطّ ظُلْماً
ويؤذيهِ بالشرِّ حَرَّ الجحيمِ
وَيُلْقي عليهِ القذارةَ رجماً
يسيءُ إليهِ بفعلٍ وَخيمِ
فلمَّا رآهُ تعجَّبَ دهشاً
أَجِئْتَ تعودُ كحمْوٍ رَحيمِ
أَأَسقيك في كلِّ يومٍ مراراً
وحين اكتويتُ بحمّى السقيمِ
فأنت افتقدْتَ سهامَ عذابي
أَتَيْتَ عَطوفاً وأنت غريمي
فتاللهِ إنَّكَ فَذٌّ كريمٌ
رسولٌ، وعطرك مثل النسيمِ
وأَشهدُ أَنّك أَنت النبيُّ
وتهدي لخيرِ جنانِ النعيمِ
-24-
المـؤامــرة
عليكَ الصلاةُ وأَزكى السلامِ
أَيا نورَ عينيَّ مِسْكَ الختامِ
خَرَجْتَ تُغادرُ مكّةَ سرّاَ
وتنجو بدينك من أَيِّ رامِ
ولما استطالت عليك قُرَيْشُ
وهمَّتْ بقتلك، بالإنتقامِ
وأغْرَتْ صناديدها بالسلاحِ
فجاءَوك شرّاً بكلَّ حُسامِ
أرادوا القضاءَ عليكَ جميعاً
فمن ذا يرى قاتلاً في الزحامِ؟
وهل لبني هاشمٍ أَيُّ ثأْرٍ
إذا ما تَفرَّقَ بينَ اللئامِ..؟
فحيكَتْ مُؤامرةٌ، ثُم رأْىٌ
لعمْروٍ_ أَبى جهْلَ ابْنَ هشامِ
أَرادوا لك الكيْدَ من ثَمَّ ناموا
فأَنْتَ تسلّلتَ بين النيامِ
حَثَوْتَ على كلَّ رأْسٍ تراباً
وشوّهْتَ من كلَّ وجْهٍ وهامِ
فكدتَ لهم ما أرادوه كيْداً
وباءَوا بحقْدٍ وذرَّ الُسخامِ
مَضَيْتَ عزيزاً قويّاً حكيماً
تضيءُ الوجودَ كبدرِ التمامِ
وأَمّا الطغاةُ فصاروا هَباءً
وأُلْقوا كما الروْثُ بين الحُطامِ
-25-
فـي الغــار
أما طاردتك جموعُ قُريْشٍ
فصارتْ كمثلِ الوحوشِ الضواري..؟
طَغَتْ في عدائك، ثارَتْ عليكَ
وهاجَتْ تباعاً كموجِ البحارِ
ولّما نَويْتَ الرحيل فراراً
بدينكَ هبّوا كأُسدِ البراري
أذاقوكَ من كلِّ بأسٍ مراراً
وعابوا عليكَ حكيمَ القرارِ
كأنَّ الذي بات يَدْعوا لخيرٍ
يُسبُّ ويكوْى بجمْرٍ ونارِ
وأنْتَ دَعَوْتَ لربٍّ كريمٍ
فردّوا عليكَ بكلِّ احتقارِ
ثلاثَ ليالٍ أقمْتَ بغارٍ
وقلبُ أبي بكرَ كالمستثارِ
يَخافُ عليكَ جنونَ الذئابِ
تطولُ الجبالَ وكلَّ القفارِ
وقد كشَّرتْ عن قبيحِ الفعالِ
لتطمسَ بالجهلِ ضوءَ النهارِ
ففرسانُ مكّةَ كادوا يروْنَ
نبيَّ الهُدى بينَ أحضانِ غارِ
فَشَكَّ أبو بكرَ أنْ يقتلوكَ
فناجاك بثّاً بغيرِ اصْطبارِ
فلو أنهَّم ينظرون إلينا
إذنْ لرأوْنا بغير سِتارِ
-26-
اليقيــن
فَقُلْتَ بكلِّ يقينٍ مُجيباً
فما الظنُّ في اثْنَيْنِ والله باري
وثالثُ إثْنيْنِ ربٌّ كريمٌ
وربُّ الجبالِ، وربُّ البحارِ
فسرعان ما نَسَجَ العنكبوتُ
خُيوطاً فصارتْ لهُ مثلَ دارِ
على البابِ ثَمَّ الحمامةُ باضتْ
فباءَ الطغاةُ بذلٍّ وعارِ
بأَضعفِ جُنْدِ العظيمِ أُهينوا
وكادَ لكَ الله جُنْدَ الدمارِ
حياتُكَ كانتْ مثالاً عظيماً
ولم تخشَ يوماً فحولَ الديارِ
فما مِنْ مَليكٍ سوى اللهِ تَخْشى
ولا مِنْ أُسودٍ ولا مِنْ عشارِ
ولم تَطْرِفِ العينُ منكَ لخوْفٍ
فأَنْتِ الشُجاعُ كريمُ الجُوارِ
وكنْتَ إِذا اشتدَّ بالناسِ كرْبٌ
تُزيلُ الهُمومَ بكلِّ اقْتدارِ
وفي الحَرْبِ كُنْتَ تُكرُّ كليثٍ
ولاذ جبابرةٌ بالفرارِ
إذا ما رآك العدوّ اسْتدارو
وكلٌّ يصيحُ حذارِ .. حذارِ
نُصرْتَ وبالرعبِ عن بُعْدِ شهْرٍ
فيا لك من سيِّدٍ ذي وقارِ
-27-
عـام الحُـزن
بُليتَ وَمَنْ مثل بلواك يُبْلى
بقومٍ غلاظٍ يثورون جَهْلا
تُخاطبهُم بالكلامِ الحكيمِ
فكانوا إليكَ يسيئون قَوْلا
فهم قد جمعوا غباءَ العقولِ
وضيق النفوسِ، وَضَعْفاً وذلاّ
وقلَّةَ علمٍ، فباتوا جُفاةً
إذا قلت حقّاً أَحاروك سؤْلا
وذاك يُعاديك إن قلت ربّي
هو الله مولاىَ أَغْنى وأَعْلى
فهم يعبدون على الجهلِ إفكاً
أآلهةً لا يردّون جُعْلا..؟!
يبولَ على الصنمِ الثُعْلُبانُ
فسحْقاً لمن ذا يُخَضَّبُ بْولا
وأَهلُ ثقيفٍ بكلِّ سفيهٍ
بصبيانهم قد أَذا قوكَ وَيْلا
وأَدموْكَ بل أَنكروكَ كداعٍ
إلى الله لم تسأَلِ الأَجرَ نَيْلا
وماتتْ خديجةُ تلك النقاءُ
فيا للفجيعة، فالهمُّ حلاّ
ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ فماتَ
أَبو طالبٍ كان شَيْخاً وَ فَحْلا
وإذ نصراك بجِهدٍ وحزْمٍ
فذا عامُ حُزْنٍ عليكَ أَطلاّ
-28-
ليلـة الإسـراء
فَقَدْتَ نصيريْك بين الأَنامِ
وَتُهْتَ، و بالحزْنِ وسطَ الزحامِ
حملتَ على كتفيك ثقيلاً
وذقـتَ مرارةَ موْتٍ زؤوامِ
وأَصْبَحْتَ مابين صدَّ الطغاةِ
وَفَقْـدِ الأَحبــّةِ صَحْـبٍ كرامِ
تُجابهُ شَرَّاً، وَحَرْباً ضَروساً
من الكفــرِ، والآثميــن اللئـامِ
وكم من جُفاةٍ غلاظٍ كصخرٍ
بهـم ارتطمـت وأَّيّ ارتطــامِ
وظنّ البُغاةُ بأَنّكَ صرْتَ
بغيــر ِمُعيــنٍ كطفــلٍ غُلامِ
فَشَدّوا عليكَ بجورٍ و ظلْمٍ
وصحْبـُك ذا قوا مريرَ الصِــدامِ
فقتلٌ، وذلٌّ، عذابٌ مهينٌ
وفي القلبِ نارٌ غَدَتْ في اضطرامِ
فجاءَك من مالكِ الملُكِ غوْثاً
وَنَصـراً، وعزّاً رفيـعَ المقــامِ
فنلتَ الذي لم ينلْهُ عظيمٌ
ولا مَلَكٌ زُرْتَ عرشَ السـلامِ
رأَيت من المُعْجزات كثيراً
وتلك النجـوم جَرَت في انتظامِ
وأَعطاك ربُّك من كلَّ خَيْرٍ
صلاةً، وفضلاً و مسـكَ الختامِ
-29-
الهــجـرة
جفاكَ القريبُ، وثارَ البعيدُ
عليــكَ فأَنت العــدوُّ اللدودُ
أَسفَّهت أَحلامَ قَومٍ عُتاةٍ
وَحَقَّرتَ آلهةً لا تُفيـــدُ...؟!
وأَصنامُهم لا تَضُرُّ بشيءٍ
وما نَفَعَتْ، كيف تلك تسودُ...؟!
َفهَبَّوا عليكَ كَعَصفِ الرياحِ
تُدَمَّــرُ، تَسْحَــقُ، ثُمَ تُبيـدُ
فكم من سنينٍ أَذاقوك مُرّاً
وَصَحبُكَ ذُلّوا، وللأَسرِ قيـدوا
فكنت كما الطودُ تزدادُ صبراً
وتمضي إلى حيث شاء المجيدُ
هو الله قد اجتباك رسولاً
فصارتْ بك المكرماتُ تجـودُ
ولما استطالت عليك قريشٌ
بظلمٍ، و قهـرٍ أَتتكَ الجُنــودُ
فجبريلُ جاءَك بالإذنِ هاجرْ
قضى الأَمرَ ربُّ السماءِ الحميدُ
وما العنكبوتُ، وطيرُ الحمامِ
حصانُ سُراقـة حين يميـدُ
سوى جُندِ ربٍّ كريمٍ حليمٍ
عن المؤمنيــن بعلمٍ يَـذودُ
رعاكَ القوىُّ على طولِ مُكْثٍ
و جلاَّك للعالمين الودودُ
-30-
الأنصار
أَتَيْتَ المدينةَ مثْلَ الضياءِ
فَهَبَّ الرجالُ وكلُّ النساءِ
ولا من صبيٍّ ولا من عجوزٍ
تأَخّرَ عن موكبِ الأَوْفياءِ
هُمُ انتظروك ومنذ ليالٍ
يُعدّون أَنفسهم للّقاءِ
فلما رأَوْك استناروا ببدْرٍ
وفاحتْ بعطرٍ ورودُ الرجاءٍ
لقد كنت حُلْماً مثالاً عظيماً
ونورَ البصيرة رمزَ النقاءِ
سَمَوْتَ بدينٍ, وَخُلُقٍ كريمٍ
فأَشْرَقْتَ يا خاتم الأَنبياءِ
وبالخزرجيين أَنعمْ, وأَوْسٍ
أُسودِ الوغى وبحارِ العطاءِ
فهم ناصروك بروحٍ ومالٍ
ودارٍ غدتْ مثل بُرْجِ السماءِ
فكنت لهم نعْمَ من جاءَ يهدي
وهم قد أَتوْك بنعمَ الولاءِ
وأَصلحتَ ما بينهم بعد بُغْضٍ
وحربٍ ضروسٍ ,ونارِ العداءِ
ووثّقْتَ ما بين أَهلِ الديارِ
ومن هاجروا برباطِ الإخاءِ
وأَوّل شيءٍ فعلْتَ أَقمْتَ
بنيتَ لهم مسجداً في قباءِ
تابع
  #2  
قديم December 10, 2011, 01:46 PM
 
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

-80-
بكاءُ العيون
بَكَتْكَ العيونُ ليالٍ طوالا
جرى الدمعُ منها غزيراً سجالا
وتلك القلوبُ بكتْكَ دماءً
تسيلُ مع الدمعِ تبدو هلالا
ألا أَيُّها الزعفرانُ النقىُّ
وروضُ الزهور سَمَوْتَ جمالا
طَلَعْتَ علينا كشمسِ الصباحِ
وبعد الدُجى كم زماناً توالى
حملتَ إلينا النعيمَ بشيراً
وللكفْرِ أَنذرتَ سوءاً مآلا
فيا للمُحبيِّن ماذا عساهم
يقولون حين رأَوْكَ هُزالا..؟!
ويا للصحابةِ لَمّا أهالوا
عليك الترابَ , وكان مُحالا
كمِ انخلعتْ من حشاها القلوبُ
لرؤوياكَ تمضي, أَتغدوخيالا ..؟!
أما كُنْتَ للناس غوْثا مُعيناً
وللخلْقِ قد جئت ماءً زُلالا .. ؟!
وفاقت سجاياك حُسْناً ونُبْلاً
وَجُزْتَ ذوي الفضلِ حُبّاً وصالا
سَمَوْتَ على العالمين جواداً
وَفُقْتَ الأَنامَ تُقىً وجلالا
فكيفَ هَجَرْتَ من الصحبِ جَمْعاً
أحبّوك كيف تركت بلالا ..؟!
-81-
بكاءُ الصحابة
بكاك الصحابةُ زادوا نحيبا
وما كان ذاكَ البكاءُ عجيبا
فأَنتَ الذي عشتَ أَوْفى صديقٍ
لصحبك قُمْتَ أَميناً حبيبا
جَمَعْتَ الرفاقَ على خيرِ دربٍ
وَجُزْتَ بهم كلَّ صعبٍ مُصيبا
وأَخرجتهم من عذابٍ وجهلٍ
إلى نورِ علمٍ فصارَ قريبا
بنيْتَ بهم أُمّةَ المسلمين
وبعد اختلافٍ، وكانوا شُعوبا
فأَلَّفْتَ بين القلوبِ جميعاً
وعالجتها كالشفاءِ طبيبا
زَرَعْتَ الصحاري فأَضحتْ جناناً
وحرثُك بالماءِ صارَ خصيبا
لدينِ السلامِ أقمتَ حُصوناً
بها قد مَلَكْتَ النفوسَ، القلوبا
فهلْ قبلَ بعثِكَ مَنَ ظَنَّ أّنَّ
جموعَ الحُفاةِ تنيرُ الدروبا..؟!
لقد غيّروا الأرضَ عَدْلا وحبّاً
فحلّ الأمانُ نديّاً طروبا
دعاك الإلهُ إليهِ بودٍّ
فلبَّيْتَ ربَّ السماءِ مُجيبا
رحلتَ إلى خيرِ دارٍ جنانٍ
فَعًدْتَ إليهِ تقيّاً مُنيبا
-82-
مثوى الرسول
ألا تسأًلنْ كيف قَبْرُ الحبيبِ..؟!
جناناً غدا في رحابِ الطيوبِ
فيا فَوْزَ من ذاك صلَّى عليهِ
هو المُصطفى نورُ كلِّ القلوبِ
لهُ في النفوسِ صَفيُّ الودادِ
وحبٌّ عظيمٌ كسحرٍ عجيبِ
فيا قبرُ كيف احْتضَنْتَ الضياءَ
فبات الدُجى في جميعِ الدروبِ
وأسكنْتَ في القلبِ منك الجمالَ
فيا شوقنا للربيعِ الخصيبِ
جَمَعْتَ لديك الندى والبهاءَ
وبدراً يضيءُ بغيرِ مغيبِ
وصرْتَ مَزاراً وَقُدْساً شريفاً
لموجِ الحجيجِ كبحرٍ رحيبِ
فكم طبتَ مثوىً كريماً تقيَّاً
وفزتَ بقربِ الحبيبِ المهيبِ
ومن ذاك مثلك أَضْحى جلالاً
كهالةِ بدرٍ بَدَتْ من قريبِ
ألستَ بفردوسِ جَنَّاتِ عدْنٍ
وأَشرف ما في الثرى من كثيبِ
أُحيِّيك في كلِّ آنٍ سلاماً
ونُجِّيتَ من حادثاتٍ خُطوبِ
وإنّي أُصلّي على خيْرِ هدْيٍ
فيا جَنَّةَ الخُلْدِ هلْ من مُجيبِ...؟!
-83-
لن ننساك
أَيَسْلوكَ صَيْفٌ، وصَفْوُ السماءِ
وغيمٌ جرى دمعُهُ في الشتاءِ
وليلٌ تهادى عليك مُقيماً
وأَنتَ تُصلّي بطُهْرِ النقاءِ
وبدرٌ أَطلَّ عليك شُروقاً
فغبتَ، وذكراكَ مثلَ الضياءِ
وأَرضٌ تغنَّتْ إذا ما خَطَوْتَ
عليها، تتيهُ من الخُيَلاءِ
وذاكَ الربيعُ اصطفى وجنتْيكَ
ليزهوَ بالوردِ مِنْ ذا الصفاءِ
وشمسٌ بنورك أَضحت ضياءً
وتلك النجومُ بدت في المساءِ
وطيرٌ على الأَيْكِ قد راح يشدو
فطار من الشوْقِ عَبْرَ الفضاءِ..؟!
حجارةُ مكّةَ كم قبّلتكَ
وطيبةُ كم ظلّلتْ بالوفاءِ
وماءٌ،ونبعٌ وأَشجارُ نخلٍ
وسيفٌ، وترسٌ وخيلُ اللقاءِ
وبيداءُ كم جُبْتَ فيها الرمالَ
تشقُّ الدروبَ مع الأَوْلياءِ
ومطرٌ وبرقٌ ورعدٌ وزرْعٌ
وتلك الرياحُ بَكَتْ في العراءِ
نسيمٌ يصلّي عليك حنيناً
فمن ذا سلى خاتمَ الأنبياءِ..؟!
-84-
عُرَى الوصل
بكاكَ الرجالُ، بكتْكَ النساءُ
وكلُّ الورى بعد موتِكَ ساءَوا
فما عادَ جبريلُ ينزلُ وَحْياً
وَغَوْثاً لهُ في النفوسِ الثناءُ
وَجُنْدُ الملائكةِ الأَكرمينا
إذا ما رحلتَ فهل بعدُ جاءَوا..؟!
لقد كُنْتَ للعابدين سلاماً
وأمناً، وللمؤمنين الولاءُ
وإنْ شاع في الناسِ جَدْبٌ وَقَحْطٌ
وجوعٌ يَعُضّ، فأنْتَ العطاءُ
فمن ذاك مثلك في الأَرضِ يوماً
إذا مادعا، يُستجابُ الدعاءُ
سموْتَ يَفيضُ لسانُك عذباً
فكان الهُدى والتُقى والنقاءُ
وبالسيفِ جُزْتَ جميعَ الصعابِ
هو الفصلُ، للكافرين الدواءُ
أما كنتَ حَبْلاً رباطاً وثيقاً
بك الله يقَضْي، هَدى مَنْ يشاءُ
فكيف بها الأَرضُ باتت هُزالاً
تئنُّ إذا ما جَفَتْها السماءُ
عُرَى الوصلِ كنت أَيا خيْرَهادٍ
وَخَيْرَ أنيسٍ، وأَنْتَ الرجاءُ
فصلّى عليك الإلهُ الكريمُ
وَلَيْسَ لأَحدٍ سواهُ البقاءُ
-85-
الرثاءُ الأخير
أُحبُّك والحبُّ فيه النماءُ
وأهفوا إليك فأَنْتَ الرجاءُ
وأَفديك بالمالِ والنفسِ دوْماً
فلا للحياةِ إذا ماتُساءُ
وأَبْكي على من بكاكَ حزيناً
كما لوأَصابَ فؤُادىَ داءُ
فموتُكَ مثل الصواعقِ خَرَّ
على المؤمنين، فذاك القضاءُ
فحلَّ على من أَحبّوك غمَّاً
وفاضَ بما يشعرون العناءُ
وهأنذا اليومَ أَبكيكَ حُلُماً
فكم شدّ فكري إليكَ اللقاءُ
تمنّيت ُلو كُنْتُ درعك صلباً
أَقيك بروحي فإنّي الفداءُ
وأَدفعُ عنك سهامَ العدوِّ
فجسمى لجسمِك ذاكَ وجاءُ
وياليتني كُنْتُ سيْفاً أُسَلُّ
على المشركين ففيهِ الجلاءُ
وأُضحي، وأُمسي أَرى مُقْلَتَيْكَ
ووجهك قَدْ عمَّ فيه البهاءُ
فسبحانهُ اللهُ صلّى عليكَ
سلاماً فكم كان فيهِ العزاءُ
وكم طبتَ فى العالمين رسولاً
نبيَّاً كريماً وطابَ الرثاءُ
غضبة لله ولرسوله
لأنّه المصطفى خير البريّهْ...
لأنّه السراجِ المنيْر..
والهادي البشيرْ...
لأنّه الصادقُ الأمينْ...
رءوفٌ رحيمٌ بالمؤمنينْ
لأنّه أمانُ القلوبِ...
ونور العيونْ
لأنّه حبيب النفوسِ...
ضياءُ الوجودْ
لأنّه معلّمنا ورائدنا، وقائدنا
لأنّه شفيعنا يوم القيامهْ...
لأنه أحبّنا حُبَّاً لا مثيل لهُ...
لأنّه خشىَ علينا عذابَ النار كثيراً
أَفلا نغضبُ للّهِ ولرسولهِ...
إذا ما تطاول الأَقزام..؟!
معية الله
حمى' اللهُ الرسولَ مدى' الحياةِ
وكـمْ كـانَ العدوُّ منْ الطـغاةِ
ذوي كفـرٍ وأحقـادٍ وظلْـم ٍ
فجـاءَوا بالنفيـر ِ وبالـرماةِ
يريـدونَ القضـاءَ على' نبيٍّّ
هَـدَى' دوما ً إلى' سُبُل النجاة
وهم كانوا كما الطوفانُ جنـداً
فسـاءَوا مـن جبابرة ٍ غُزاةِ
أَذلـّهـمُ الـذي رفع السماءَ
وأَخـزى' كيـد أَعـوان البُغاةِ
أعـزَّ نبـيَّهُ حتّـى' اصطفاهُ
كريمـاً في السجايا والصفاتِ
تهـادى' رحمــة ً للعالمينا
ونـورا ً باليقيـن ِ وبالثبـاتِ
فـأَعظمْ بالنبيِّ غـدا سـراجاً
مُنيـراً بالمكـارم ِ والسـماتِ
بقــرآن ٍ حكيـم ٍ جاءَ هَدْيا ً
بسنَّتـهِ اقتـديْنـا والعظـاتِ
فمـا اجتمعـتْ خلالٌ في إمامٍ
كمـا اكتملتْ بـهِ مـن طيِّبات
ولـم يتـركْ صغيراً أوْ كبيراً
بسـيطاً كـان أوْ من مُعْضلاتِ
مـن الأَمـر ِ الذي فيه ِ شفاءٌ
بدون هُدى'، ولو بعضَ الهناتِ
فمن مثلُ الرسولِ بنى صروحاً
لكـلِّ المسلمين مـن الهُـداةِ
وقد جمع الفصيحَ من الخطابِ
بـه ِ يهـدي عقـولاً للعُصاة ِ
ولكـن مـا يزالُ الكُفْرُ يعوي
وينبـحُ بالمدائــن والفـلاة ِ
يُشهّرُ بالـذي قـد جاءَ خيراً
ويدعـو للصـلاة ِ وللزكــاةِ
ونفديـهِ بأَنفسـنا كــرامـاً
لنثـأَرَ مـنْ عتاولـة ٍ عُتـاةٍ
يــذودُ المؤمنونَ بكل ِّ غال ٍ
عنِ الحصن ِالمنيع ِ هُدى' الدعاةِ
ولا نـرضى' بقول ٍ أو برسمٍ
يُسيءُ إليه ِ أو قذف ِ الحصاة ِ
تـردُّ سيوفُنا في الحال ِ ضرباً
وتصعـقُ بطـشَ فُجَّـارٍ بُغاةِ
وذي أَقـلامنـا بَرِقَتْ حـراباً
تصبُّ الموتَ في مُهج ِ القُساة ِ
نَبيـعُ الـروح َ للرحمن ِ حُبَّا ً
نـردُّ الكيـد َ عن خير ِ التقاة ِ
ليرضـى' اللهُ عنّـَا ثُمَّ نُجزى'
جنـان َ الخلـد ِ للغُرِّ الأُبـاة ِ
فجُنـدُ الله ِ نحـنُ، وهم كثيرٌ
نصـد ُّ جحافل القوم ِ الجُنـاةِ
ومنْ ذا غَيرُ ربَّ العرشِ يحمي
ويحفـظ ُ عبـدَه بعد الممـاتِ
غضب ٌ عارم
جبال ُ الأرض ِ إهتزَّت غِضـابا
وماج َ البحرُ هولا ً واضطرابا
وكلُّ الكون ِ أضحى' في جنـونٍ
يفيض أَسى' ً وحزنا ً واكتئابا
وهبَّتْ بالعواصف ِ جنْد ُ ريـح ٍ
لتقصف َ بالغيوم ِ رَبَتْ خصابا
فتنهمـرُ الدموعُ بمـاء ِ مُـزْنٍ
وقدْ كشفت عن اللجج ِ الحجابا
وزلزلت الرعودُ عروش َ حقـدٍ
وأومـض برقها رُسُلا ً شهابا
لتنـذرَ كـُـلّ َ معتـوه ٍ سفيهٍ
يطـول نبيّنا مـنه ُ السُـبابـا
فقـام النـاس فـي كل ِّ البلاد ِ
وذبّوا عـن سنا البدر ِ الذ ُبابـا
وردّوا كيـد َ طاغـوت ٍ مقيت ٍ
ومـن والوه جنـدا ً أو كلابـا
فما نحن ُ الأ ُلى' نرضى' هوانا ً
ولا ذ ُلّا ً فنجلوه ُ الجوابـــا
فهـذا الدرس علّمنـاهُ حُكْمـا ً
لمن بالكبْر ِ قـد وطئوا الرقابا
وهــا نحنُ اجتمعنا في صعيد ٍ
لنسحـق َ كل َّ مَنْ فجروا ذئابا
إذا مـا مسّنا ظلـم ٌ صبـرنـا
ولا نجزي المسيء َ لنـا عقابا
ولكـن إن أهـان َ الدين َ كُفْرٌ
سـحقناه ُ ولـم نقبلْ عتابــا
ومـن مسّ الحبيـب َ لنا بسوءٍ
أذقنـاه ُ مـن المـرِّ العذابــا
فـلا للمغرضين َ إذا أشـاعوا
كلامـا ً نابيـاً ففشى' كذابــا
أرادوا النيلَ مـن شرفٍ تسامى'
لخير الخلق ِ قد جاز السـحابـا
ورفرف في سماء ِ العـز ِّ مجداً
فمـا طال المديحُ له ُ ركابــا
أضـاء َ العالميـن بنور ِ هَدْي ٍ
وبَدَّدَ ظُلْمَة َ الجهـل الضبابــا
من يسخر..؟!
أَيسخرُ منـك يـا خير َ الأنام ِ
دُعاة ُ الشرِّ فـي أَرض ِ اللئام ِ
بلاد ٌ تدّعي التشنـيع َ نبــلا ً
وقولَ الزور ِ مـن خير الكلامِ
أذي الحُرّيّة ُ الصفـراءُ تطغى'
تمس ُّ شُموخ َ أَطهـار ٍ كرام ِ
فمـا للغـرب ِ يهجونا بـظُلم ٍ
وإن ْ كنّا دعـاة ً للســـلام ِ
يطالبنا بنبـذ ِ العنـفِ، نـادى'
بتـرك ِ الدين ِ وجـه ِ الاتهام ِ
وهـم من أشعلوا الدنيا حروبا ً
وفازوا بالعداء ِ وبالخصــام ِ
وهم مـن أحرقوا التاريخ َ شراً
دعــاة ً للقتـال ِ وللصـدام ِ
ومـا قلنا لهم يومـا ً أَفيقـوا
حياة الفحش ِ ضجّت بالحـرام ِ
نسينـا أَن ْ نُذكـّرهـم وننهى'
عن الإفساد ِ في وسط الزحـام ِ
فمـن ذا نصّب َ الكفّـار سيفا ً
على' الهامات كالمـوت الزؤام ِ
إذا ارتكبـوا الجرائم َ لم يبالوا
وإن نشك ُ، فذا سـوء ِ انتقـامِ
وإرهاب ٌ، وطغيــان ٌ، وجهل ٌ
وهاجوا ثم ماجوا فـي اضطرامِ
فأمسى' الضعف ُ للشرق ِ قيوداً
ليرسـف تحـت أغلال ِ الظلام ِ
وهمْ في الغربِ فوقَ العدل ِ قومٌ
علوْا في العالمين ذ ُرَى' السنامِ
نسـوْا أنّا لهــم كنّا ضيـاء ً
وفقنا فـي العلوم ِ وفي المَقـامِ
سنرفع يا رسول َ الله رأ ْســاً
فقـد طـال الرقـود مع النيام ِ
ونمحـو الذ ُل َّ، لا يغشى' ثرانا
ونجلوا الصُبْح َ مـن بعد القُتام ِ
ونحمـلُ راية الإسلام مجــداً
يُنيرُ الكـون َ كالبـدر ِ التمـامِ
فكم أَشْرَقـْتَ شَمسا ً لا تغيـبُ
فأَضحى' الليلُ نورا ً في ابتسام ِ
وإن ْ يمسسـك قول ٌ من سفيهٍ
فـذا مسُّ الذبـابـة ِ للحُسـامِ
فمـا للذَرِّ يسخـرُ مـنْ أسود ٍ
ويقذفُ خُبْثـَه ُ مثل َ السهامِ!؟
حصاةٌ هل تطولُ شموخ حصنٍ
وقد دُفنتْ سُدى' بين َ الحطامِ !؟
فأ َنـت َ بُعثتَ محمـودا ً نبيَّا ً
وجئت َ كفوح ِ مسك ٍ في الختامِ
هبّوا غضابا
غثــاءٌ هُمُُ العُرْبُ والُمسلمونا
إذا مـا الصليبُ يدوسُ العرينا
فمـا بالُ قـوم ٍ رضَوْا بالخنوعِ
وذا الشعـبُ عاشَ ذليلاً مهينا
تَطـاوَلَ كـُلُّ اللئامِ علـــينا
وكنّـا على' الأرضِ مُستحلفينا
أَلســنا على' دينِ خـيرِ الأَنامِ
سَمَوْناعلى' الناسِ خُلُقاً وديناً.؟!
فكيف نهـانُ ونحـن الأبــاةُ
وَمَنْ ذا يحقِّرنـا مُجْرمِينا ..؟!
فهبّوا علـى' الغربِ بل أَعلنوها
هـي الحربُ لا بُـدَّ أَنْ تَسْتبينا
فكم مـن زمـانٍ علينـا أَغاروا
وصبّوا الأَذى' فوقنـا حاقدينـا
بــلا أَي ِّ عُذ ْر ٍ أَتَوْنا غُزاة ً
وجـاءوا يقولون مُسْتَعمرينـا
فمـا خرَّب َ الشرق َ إلا ذئـابٌ
من الغرب ِ جاءَتْ عدوّا ً مُبينا
فلم تندمـل بَعْد ُ فينـا الجراح ُ
ومـازالت النفسُ تشكو الأنينا
وهاهـم بفـخر ٍ يَبُثُّون َ حقـداً
عـن المسلمين الكـرام ِ مُشينا
فيـا للطغـاةِ إذا مـا أَهانـوا
كتـاب الإلـه ِ العظيم سنيـنا
فلسنـا نُبالـي إذا مـا انتقمنا
سيـوف َ الأَعادي ولا الغادرينا
نـذود ُ عن الدين والحق ِّ أُسداً
ونرفـع هامـاتِنـا خالدينــا
فـلا للحيـاة ِ تُــذلُّ النفوسَ
ولا للنعيــم مـع المُعْتدينــا
ولا يقـربنْ أَرضنـا أَيُّ كلـبٍ
مــن الروم ِ يحقد ُ والكافرينا
فـإن ْ يـدَّعوا ما أقاموا فسادا
حَضَـارة َ عـلم ٍ فخابوا يقينا
فمـا العلـم ُ إلاّ رُقيُّ الطبـاع ِ
سُــمُوُّ الغــرائزِ للمُبـْدعينا
كفانـا اتباعـا ً لقـوم ٍ عُصاة ٍ
وللناس ِ مــنْ حولِنا أَجمعينا
  #3  
قديم December 12, 2011, 01:32 AM
 
رد: السيرة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحش الغربيه مشاهدة المشاركة
-80-
[quote=وحش الغربيه;2289481]

-80-
بكاءُ العيون
بَكَتْكَ العيونُ ليالٍ طوالا
جرى الدمعُ منها غزيراً سجالا
وتلك القلوبُ بكتْكَ دماءً
تسيلُ مع الدمعِ تبدو هلالا
ألا أَيُّها الزعفرانُ النقىُّ
وروضُ الزهور سَمَوْتَ جمالا
طَلَعْتَ علينا كشمسِ الصباحِ
وبعد الدُجى كم زماناً توالى
حملتَ إلينا النعيمَ بشيراً
وللكفْرِ أَنذرتَ سوءاً مآلا
فيا للمُحبيِّن ماذا عساهم
يقولون حين رأَوْكَ هُزالا..؟!
ويا للصحابةِ لَمّا أهالوا
عليك الترابَ , وكان مُحالا
كمِ انخلعتْ من حشاها القلوبُ
لرؤوياكَ تمضي, أَتغدوخيالا ..؟!
أما كُنْتَ للناس غوْثا مُعيناً
وللخلْقِ قد جئت ماءً زُلالا .. ؟!
وفاقت سجاياك حُسْناً ونُبْلاً
وَجُزْتَ ذوي الفضلِ حُبّاً وصالا
سَمَوْتَ على العالمين جواداً
وَفُقْتَ الأَنامَ تُقىً وجلالا
فكيفَ هَجَرْتَ من الصحبِ جَمْعاً
أحبّوك كيف تركت بلالا ..؟!
-81-
بكاءُ الصحابة
بكاك الصحابةُ زادوا نحيبا
وما كان ذاكَ البكاءُ عجيبا
فأَنتَ الذي عشتَ أَوْفى صديقٍ
لصحبك قُمْتَ أَميناً حبيبا
جَمَعْتَ الرفاقَ على خيرِ دربٍ
وَجُزْتَ بهم كلَّ صعبٍ مُصيبا
وأَخرجتهم من عذابٍ وجهلٍ
إلى نورِ علمٍ فصارَ قريبا
بنيْتَ بهم أُمّةَ المسلمين
وبعد اختلافٍ، وكانوا شُعوبا
فأَلَّفْتَ بين القلوبِ جميعاً
وعالجتها كالشفاءِ طبيبا
زَرَعْتَ الصحاري فأَضحتْ جناناً
وحرثُك بالماءِ صارَ خصيبا
لدينِ السلامِ أقمتَ حُصوناً
بها قد مَلَكْتَ النفوسَ، القلوبا
فهلْ قبلَ بعثِكَ مَنَ ظَنَّ أّنَّ
جموعَ الحُفاةِ تنيرُ الدروبا..؟!
لقد غيّروا الأرضَ عَدْلا وحبّاً
فحلّ الأمانُ نديّاً طروبا
دعاك الإلهُ إليهِ بودٍّ
فلبَّيْتَ ربَّ السماءِ مُجيبا
رحلتَ إلى خيرِ دارٍ جنانٍ
فَعًدْتَ إليهِ تقيّاً مُنيبا
-82-
مثوى الرسول
ألا تسأًلنْ كيف قَبْرُ الحبيبِ..؟!
جناناً غدا في رحابِ الطيوبِ
فيا فَوْزَ من ذاك صلَّى عليهِ
هو المُصطفى نورُ كلِّ القلوبِ
لهُ في النفوسِ صَفيُّ الودادِ
وحبٌّ عظيمٌ كسحرٍ عجيبِ
فيا قبرُ كيف احْتضَنْتَ الضياءَ
فبات الدُجى في جميعِ الدروبِ
وأسكنْتَ في القلبِ منك الجمالَ
فيا شوقنا للربيعِ الخصيبِ
جَمَعْتَ لديك الندى والبهاءَ
وبدراً يضيءُ بغيرِ مغيبِ
وصرْتَ مَزاراً وَقُدْساً شريفاً
لموجِ الحجيجِ كبحرٍ رحيبِ
فكم طبتَ مثوىً كريماً تقيَّاً
وفزتَ بقربِ الحبيبِ المهيبِ
ومن ذاك مثلك أَضْحى جلالاً
كهالةِ بدرٍ بَدَتْ من قريبِ
ألستَ بفردوسِ جَنَّاتِ عدْنٍ
وأَشرف ما في الثرى من كثيبِ
أُحيِّيك في كلِّ آنٍ سلاماً
ونُجِّيتَ من حادثاتٍ خُطوبِ
وإنّي أُصلّي على خيْرِ هدْيٍ
فيا جَنَّةَ الخُلْدِ هلْ من مُجيبِ...؟!
-83-
لن ننساك
أَيَسْلوكَ صَيْفٌ، وصَفْوُ السماءِ
وغيمٌ جرى دمعُهُ في الشتاءِ
وليلٌ تهادى عليك مُقيماً
وأَنتَ تُصلّي بطُهْرِ النقاءِ
وبدرٌ أَطلَّ عليك شُروقاً
فغبتَ، وذكراكَ مثلَ الضياءِ
وأَرضٌ تغنَّتْ إذا ما خَطَوْتَ
عليها، تتيهُ من الخُيَلاءِ
وذاكَ الربيعُ اصطفى وجنتْيكَ
ليزهوَ بالوردِ مِنْ ذا الصفاءِ
وشمسٌ بنورك أَضحت ضياءً
وتلك النجومُ بدت في المساءِ
وطيرٌ على الأَيْكِ قد راح يشدو
فطار من الشوْقِ عَبْرَ الفضاءِ..؟!
حجارةُ مكّةَ كم قبّلتكَ
وطيبةُ كم ظلّلتْ بالوفاءِ
وماءٌ،ونبعٌ وأَشجارُ نخلٍ
وسيفٌ، وترسٌ وخيلُ اللقاءِ
وبيداءُ كم جُبْتَ فيها الرمالَ
تشقُّ الدروبَ مع الأَوْلياءِ
ومطرٌ وبرقٌ ورعدٌ وزرْعٌ
وتلك الرياحُ بَكَتْ في العراءِ
نسيمٌ يصلّي عليك حنيناً
فمن ذا سلى خاتمَ الأنبياءِ..؟!
-84-
عُرَى الوصل
بكاكَ الرجالُ، بكتْكَ النساءُ
وكلُّ الورى بعد موتِكَ ساءَوا
فما عادَ جبريلُ ينزلُ وَحْياً
وَغَوْثاً لهُ في النفوسِ الثناءُ
وَجُنْدُ الملائكةِ الأَكرمينا
إذا ما رحلتَ فهل بعدُ جاءَوا..؟!
لقد كُنْتَ للعابدين سلاماً
وأمناً، وللمؤمنين الولاءُ
وإنْ شاع في الناسِ جَدْبٌ وَقَحْطٌ
وجوعٌ يَعُضّ، فأنْتَ العطاءُ
فمن ذاك مثلك في الأَرضِ يوماً
إذا مادعا، يُستجابُ الدعاءُ
سموْتَ يَفيضُ لسانُك عذباً
فكان الهُدى والتُقى والنقاءُ
وبالسيفِ جُزْتَ جميعَ الصعابِ
هو الفصلُ، للكافرين الدواءُ
أما كنتَ حَبْلاً رباطاً وثيقاً
بك الله يقَضْي، هَدى مَنْ يشاءُ
فكيف بها الأَرضُ باتت هُزالاً
تئنُّ إذا ما جَفَتْها السماءُ
عُرَى الوصلِ كنت أَيا خيْرَهادٍ
وَخَيْرَ أنيسٍ، وأَنْتَ الرجاءُ
فصلّى عليك الإلهُ الكريمُ
وَلَيْسَ لأَحدٍ سواهُ البقاءُ
-85-
الرثاءُ الأخير
أُحبُّك والحبُّ فيه النماءُ
وأهفوا إليك فأَنْتَ الرجاءُ
وأَفديك بالمالِ والنفسِ دوْماً
فلا للحياةِ إذا ماتُساءُ
وأَبْكي على من بكاكَ حزيناً
كما لوأَصابَ فؤُادىَ داءُ
فموتُكَ مثل الصواعقِ خَرَّ
على المؤمنين، فذاك القضاءُ
فحلَّ على من أَحبّوك غمَّاً
وفاضَ بما يشعرون العناءُ
وهأنذا اليومَ أَبكيكَ حُلُماً
فكم شدّ فكري إليكَ اللقاءُ
تمنّيت ُلو كُنْتُ درعك صلباً
أَقيك بروحي فإنّي الفداءُ
وأَدفعُ عنك سهامَ العدوِّ
فجسمى لجسمِك ذاكَ وجاءُ
وياليتني كُنْتُ سيْفاً أُسَلُّ
على المشركين ففيهِ الجلاءُ
وأُضحي، وأُمسي أَرى مُقْلَتَيْكَ
ووجهك قَدْ عمَّ فيه البهاءُ
فسبحانهُ اللهُ صلّى عليكَ
سلاماً فكم كان فيهِ العزاءُ
وكم طبتَ فى العالمين رسولاً
نبيَّاً كريماً وطابَ الرثاءُ
غضبة لله ولرسوله
لأنّه المصطفى خير البريّهْ...
لأنّه السراجِ المنيْر..
والهادي البشيرْ...
لأنّه الصادقُ الأمينْ...
رءوفٌ رحيمٌ بالمؤمنينْ
لأنّه أمانُ القلوبِ...
ونور العيونْ
لأنّه حبيب النفوسِ...
ضياءُ الوجودْ
لأنّه معلّمنا ورائدنا، وقائدنا
لأنّه شفيعنا يوم القيامهْ...
لأنه أحبّنا حُبَّاً لا مثيل لهُ...
لأنّه خشىَ علينا عذابَ النار كثيراً
أَفلا نغضبُ للّهِ ولرسولهِ...
إذا ما تطاول الأَقزام..؟!
معية الله
حمى' اللهُ الرسولَ مدى' الحياةِ
وكـمْ كـانَ العدوُّ منْ الطـغاةِ
ذوي كفـرٍ وأحقـادٍ وظلْـم ٍ
فجـاءَوا بالنفيـر ِ وبالـرماةِ
يريـدونَ القضـاءَ على' نبيٍّّ
هَـدَى' دوما ً إلى' سُبُل النجاة
وهم كانوا كما الطوفانُ جنـداً
فسـاءَوا مـن جبابرة ٍ غُزاةِ
أَذلـّهـمُ الـذي رفع السماءَ
وأَخـزى' كيـد أَعـوان البُغاةِ
أعـزَّ نبـيَّهُ حتّـى' اصطفاهُ
كريمـاً في السجايا والصفاتِ
تهـادى' رحمــة ً للعالمينا
ونـورا ً باليقيـن ِ وبالثبـاتِ
فـأَعظمْ بالنبيِّ غـدا سـراجاً
مُنيـراً بالمكـارم ِ والسـماتِ
بقــرآن ٍ حكيـم ٍ جاءَ هَدْيا ً
بسنَّتـهِ اقتـديْنـا والعظـاتِ
فمـا اجتمعـتْ خلالٌ في إمامٍ
كمـا اكتملتْ بـهِ مـن طيِّبات
ولـم يتـركْ صغيراً أوْ كبيراً
بسـيطاً كـان أوْ من مُعْضلاتِ
مـن الأَمـر ِ الذي فيه ِ شفاءٌ
بدون هُدى'، ولو بعضَ الهناتِ
فمن مثلُ الرسولِ بنى صروحاً
لكـلِّ المسلمين مـن الهُـداةِ
وقد جمع الفصيحَ من الخطابِ
بـه ِ يهـدي عقـولاً للعُصاة ِ
ولكـن مـا يزالُ الكُفْرُ يعوي
وينبـحُ بالمدائــن والفـلاة ِ
يُشهّرُ بالـذي قـد جاءَ خيراً
ويدعـو للصـلاة ِ وللزكــاةِ
ونفديـهِ بأَنفسـنا كــرامـاً
لنثـأَرَ مـنْ عتاولـة ٍ عُتـاةٍ
يــذودُ المؤمنونَ بكل ِّ غال ٍ
عنِ الحصن ِالمنيع ِ هُدى' الدعاةِ
ولا نـرضى' بقول ٍ أو برسمٍ
يُسيءُ إليه ِ أو قذف ِ الحصاة ِ
تـردُّ سيوفُنا في الحال ِ ضرباً
وتصعـقُ بطـشَ فُجَّـارٍ بُغاةِ
وذي أَقـلامنـا بَرِقَتْ حـراباً
تصبُّ الموتَ في مُهج ِ القُساة ِ
نَبيـعُ الـروح َ للرحمن ِ حُبَّا ً
نـردُّ الكيـد َ عن خير ِ التقاة ِ
ليرضـى' اللهُ عنّـَا ثُمَّ نُجزى'
جنـان َ الخلـد ِ للغُرِّ الأُبـاة ِ
فجُنـدُ الله ِ نحـنُ، وهم كثيرٌ
نصـد ُّ جحافل القوم ِ الجُنـاةِ
ومنْ ذا غَيرُ ربَّ العرشِ يحمي
ويحفـظ ُ عبـدَه بعد الممـاتِ
غضب ٌ عارم
جبال ُ الأرض ِ إهتزَّت غِضـابا
وماج َ البحرُ هولا ً واضطرابا
وكلُّ الكون ِ أضحى' في جنـونٍ
يفيض أَسى' ً وحزنا ً واكتئابا
وهبَّتْ بالعواصف ِ جنْد ُ ريـح ٍ
لتقصف َ بالغيوم ِ رَبَتْ خصابا
فتنهمـرُ الدموعُ بمـاء ِ مُـزْنٍ
وقدْ كشفت عن اللجج ِ الحجابا
وزلزلت الرعودُ عروش َ حقـدٍ
وأومـض برقها رُسُلا ً شهابا
لتنـذرَ كـُـلّ َ معتـوه ٍ سفيهٍ
يطـول نبيّنا مـنه ُ السُـبابـا
فقـام النـاس فـي كل ِّ البلاد ِ
وذبّوا عـن سنا البدر ِ الذ ُبابـا
وردّوا كيـد َ طاغـوت ٍ مقيت ٍ
ومـن والوه جنـدا ً أو كلابـا
فما نحن ُ الأ ُلى' نرضى' هوانا ً
ولا ذ ُلّا ً فنجلوه ُ الجوابـــا
فهـذا الدرس علّمنـاهُ حُكْمـا ً
لمن بالكبْر ِ قـد وطئوا الرقابا
وهــا نحنُ اجتمعنا في صعيد ٍ
لنسحـق َ كل َّ مَنْ فجروا ذئابا
إذا مـا مسّنا ظلـم ٌ صبـرنـا
ولا نجزي المسيء َ لنـا عقابا
ولكـن إن أهـان َ الدين َ كُفْرٌ
سـحقناه ُ ولـم نقبلْ عتابــا
ومـن مسّ الحبيـب َ لنا بسوءٍ
أذقنـاه ُ مـن المـرِّ العذابــا
فـلا للمغرضين َ إذا أشـاعوا
كلامـا ً نابيـاً ففشى' كذابــا
أرادوا النيلَ مـن شرفٍ تسامى'
لخير الخلق ِ قد جاز السـحابـا
ورفرف في سماء ِ العـز ِّ مجداً
فمـا طال المديحُ له ُ ركابــا
أضـاء َ العالميـن بنور ِ هَدْي ٍ
وبَدَّدَ ظُلْمَة َ الجهـل الضبابــا
من يسخر..؟!
أَيسخرُ منـك يـا خير َ الأنام ِ
دُعاة ُ الشرِّ فـي أَرض ِ اللئام ِ
بلاد ٌ تدّعي التشنـيع َ نبــلا ً
وقولَ الزور ِ مـن خير الكلامِ
أذي الحُرّيّة ُ الصفـراءُ تطغى'
تمس ُّ شُموخ َ أَطهـار ٍ كرام ِ
فمـا للغـرب ِ يهجونا بـظُلم ٍ
وإن ْ كنّا دعـاة ً للســـلام ِ
يطالبنا بنبـذ ِ العنـفِ، نـادى'
بتـرك ِ الدين ِ وجـه ِ الاتهام ِ
وهـم من أشعلوا الدنيا حروبا ً
وفازوا بالعداء ِ وبالخصــام ِ
وهم مـن أحرقوا التاريخ َ شراً
دعــاة ً للقتـال ِ وللصـدام ِ
ومـا قلنا لهم يومـا ً أَفيقـوا
حياة الفحش ِ ضجّت بالحـرام ِ
نسينـا أَن ْ نُذكـّرهـم وننهى'
عن الإفساد ِ في وسط الزحـام ِ
فمـن ذا نصّب َ الكفّـار سيفا ً
على' الهامات كالمـوت الزؤام ِ
إذا ارتكبـوا الجرائم َ لم يبالوا
وإن نشك ُ، فذا سـوء ِ انتقـامِ
وإرهاب ٌ، وطغيــان ٌ، وجهل ٌ
وهاجوا ثم ماجوا فـي اضطرامِ
فأمسى' الضعف ُ للشرق ِ قيوداً
ليرسـف تحـت أغلال ِ الظلام ِ
وهمْ في الغربِ فوقَ العدل ِ قومٌ
علوْا في العالمين ذ ُرَى' السنامِ
نسـوْا أنّا لهــم كنّا ضيـاء ً
وفقنا فـي العلوم ِ وفي المَقـامِ
سنرفع يا رسول َ الله رأ ْســاً
فقـد طـال الرقـود مع النيام ِ
ونمحـو الذ ُل َّ، لا يغشى' ثرانا
ونجلوا الصُبْح َ مـن بعد القُتام ِ
ونحمـلُ راية الإسلام مجــداً
يُنيرُ الكـون َ كالبـدر ِ التمـامِ
فكم أَشْرَقـْتَ شَمسا ً لا تغيـبُ
فأَضحى' الليلُ نورا ً في ابتسام ِ
وإن ْ يمسسـك قول ٌ من سفيهٍ
فـذا مسُّ الذبـابـة ِ للحُسـامِ
فمـا للذَرِّ يسخـرُ مـنْ أسود ٍ
ويقذفُ خُبْثـَه ُ مثل َ السهامِ!؟
حصاةٌ هل تطولُ شموخ حصنٍ
وقد دُفنتْ سُدى' بين َ الحطامِ !؟
فأ َنـت َ بُعثتَ محمـودا ً نبيَّا ً
وجئت َ كفوح ِ مسك ٍ في الختامِ
هبّوا غضابا
غثــاءٌ هُمُُ العُرْبُ والُمسلمونا
إذا مـا الصليبُ يدوسُ العرينا
فمـا بالُ قـوم ٍ رضَوْا بالخنوعِ
وذا الشعـبُ عاشَ ذليلاً مهينا
تَطـاوَلَ كـُلُّ اللئامِ علـــينا
وكنّـا على' الأرضِ مُستحلفينا
أَلســنا على' دينِ خـيرِ الأَنامِ
سَمَوْناعلى' الناسِ خُلُقاً وديناً.؟!
فكيف نهـانُ ونحـن الأبــاةُ
وَمَنْ ذا يحقِّرنـا مُجْرمِينا ..؟!
فهبّوا علـى' الغربِ بل أَعلنوها
هـي الحربُ لا بُـدَّ أَنْ تَسْتبينا
فكم مـن زمـانٍ علينـا أَغاروا
وصبّوا الأَذى' فوقنـا حاقدينـا
بــلا أَي ِّ عُذ ْر ٍ أَتَوْنا غُزاة ً
وجـاءوا يقولون مُسْتَعمرينـا
فمـا خرَّب َ الشرق َ إلا ذئـابٌ
من الغرب ِ جاءَتْ عدوّا ً مُبينا
فلم تندمـل بَعْد ُ فينـا الجراح ُ
ومـازالت النفسُ تشكو الأنينا
وهاهـم بفـخر ٍ يَبُثُّون َ حقـداً
عـن المسلمين الكـرام ِ مُشينا
فيـا للطغـاةِ إذا مـا أَهانـوا
كتـاب الإلـه ِ العظيم سنيـنا
فلسنـا نُبالـي إذا مـا انتقمنا
سيـوف َ الأَعادي ولا الغادرينا
نـذود ُ عن الدين والحق ِّ أُسداً
ونرفـع هامـاتِنـا خالدينــا
فـلا للحيـاة ِ تُــذلُّ النفوسَ
ولا للنعيــم مـع المُعْتدينــا
ولا يقـربنْ أَرضنـا أَيُّ كلـبٍ
مــن الروم ِ يحقد ُ والكافرينا
فـإن ْ يـدَّعوا ما أقاموا فسادا
حَضَـارة َ عـلم ٍ فخابوا يقينا
فمـا العلـم ُ إلاّ رُقيُّ الطبـاع ِ
سُــمُوُّ الغــرائزِ للمُبـْدعينا
كفانـا اتباعـا ً لقـوم ٍ عُصاة ٍ
وللناس ِ مــنْ حولِنا أَجمعينا


 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوصف الكامل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم HELMY3090 قناة الاخبار اليومية 0 February 26, 2009 05:25 PM


الساعة الآن 09:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر