فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > معلومات ثقافيه عامه

معلومات ثقافيه عامه نافذتك لعالم من المعلومات الوفيره في مجالات الثقافة و التقنيات والصحة و المعلومات العامه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم January 18, 2008, 08:04 AM
 
Smile لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟

لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟



- د. قميحة: التذوق الأدبي أُصيب في وقتنا الحاضر بذبول
- د. أحمد عثمان: الإعلام يهبط بمستوى الناس لأسفل
- عبد التواب يوسف: يجب تدريب أطفالنا على الاستمتاع بالتعبير الأدبي
- نادية الكيلاني: السبب في غياب التذوق الأدبي يرجع لقلة القراءة

تحقيق: محمد أبودهبية


أصبح معتادًا أن يقوم الشعراء في أمسياتهم بتوزيع بعض دواوينهم مجانًا على الحاضرين الذين يكونون غالبًا من الشعراء والأدباء فقط، والسبب في ذلك أنَّ الشاعر يطبع كميةً محدودةً من ديوانه على نفقته الخاصة وهو يعلم أنه لن يوزع شيئًا إذا ما أرسله إلى مؤسسات التوزيع.

يروي شاعر كبير أنه طبع ألفي نسخة من ديوانٍ له واتفق علىتوزيعه فكانت نسبة التوزيع لا تتجاوز 1%، وهناك قاص آخر طبع مجموعته القصصية وتسلمت مؤسسة التوزيع ألفي نسخة فكانت كمية التوزيع نسخة واحدة وكان عدد المرتجع 1999نسخة.

وأصبح هذا الأمر شائعًا في الأوساط الأدبية، فماذا جرى للأدب اليوم؟ وهل فقد الناسُ ذائقتهم الأدبية؟ ومَن المسئول؟



التذوق الأدبي


في البداية يُعرِّف الدكتور جابر قميحة - أستاذ الأدب والنقد - التذوق الأدبي بأنه الفهم للمقروء والتأثر به قبولاً ورفضًا مع بيان هذا الحكم، فالتذوق بمفهومه الدقيق لا بد أن يتوفر له هذه العناصر الثلاثة (فهم وتقدير - أي تقييم - وتعبير أي حكم على المقروء)، وهذا يحتاج من المتلقي أن يكون عنده القدرة نفسيًا وعقليًا وثقافيًا في الشعور والحكم على المعروض أمامه، بعيدًا عن العوامل التي تفسد الذائقة من تأثيرات اجتماعية أو سياسية أو هوى ذاتي، والذي يملك هذه القدرة نقول عنه إنه إنسان متذوق أو إنسان ذو ذائقة أدبية.

ويرى الدكتور قميحة أنَّ التذوق الأدبي أُصيب في وقتنا الحاضر وخصوصًا في العقود الأخيرة بذبولٍ وتخلف لعوامل متعددة منها الضعف الثقافي أو ما يُسميه بالأنيميا الثقافية لقلة القراءات وضعف التعليم الجامعي والانشغال بتحصيل العيش والأزمات الاقتصادية إلى آخره.

إلى جانب ضعف كثيرٍ من المعروضات الأدبية، ومعروف أن ضعف الإبداع يتبعه النقد وذبول الذائقة الأدبية، فمثلاً تخلف النقد العربي في العصرالتركي؛ وذلك لأنَّ الإبداع كان ضعيفًا في مضامينه وفنه؛ إذْ اهتمَّ المبدعون بالمحسنات اللفظية والألفاظ المنفوشة وذلك لضعف ثقافتهم أيضًا.



كُتَّاب السُلْطة


ويضيف الدكتور قميحة أنه من ضمن الأسباب التي أدَّت إلى اختفاء التذوق الأدبي اقتصار وسائل الإعلام وخصوصًا الصفحات الأدبية في المجلات الصحف والبرامج التلفازية على مجموعة من النفعيين الذين يسيرون في ركاب السلطة، فليس في الميدان الآن ناقد في حجم العقاد أو سيد قطب أو الرافعي أو شوقي ضيف، بينما الأغلبية من المحتكرين الموالين للسلطة.

ومن هنا نجد كثيرًا من حالات الانسحاب الأدبي من الساحة أوالانطواء على الذات مع الشعور بخيبة الأمل، ويقول إنَّ من ضمن الأسباب التي أدَّت على ضعف وذبول التذوق الأدبي هي انتشار الآداب الهدَّامة والترويج لها إثارة ًلعواطف الشباب وغرائزه الدنيا مثل وليمة لأعشاب البحر والخبز الحافي والروايات التي أخرجتها قصور الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب، وأصبحت القاعدة في مسألة قيام الجهات الحكومية بطبع الإبداع هي مَن تعرف لا ماذا تعرف بمعنى أنَّ النشر يتم للواصلين حتى لو كان الإنتاج رديئًا.

أما الذين لا صلةَ له بالكبار ورجال السلطة فلا مكانَ لهم فينشر إبداعهم، ويضطر بعضهم أن يطبع إبداعه على نفقته، مع أنَّ في ذلك إجهادًا شديدًا له اقتصاديًا وماليًا.



ضعف التعليم


ويضيف الدكتور جابر قميحة سببًا آخر لضعف التذوق الأدبي وهوضعف التعليم وخصوصًا في المرحلة الجامعية مع أنَّ النقاد كانوا يبزغون وهم طلبة قبل أن يتخرجوا، ومثال ذلك سيد قطب- رحمه الله - الذي ألقى محاضرةً طويلةً وهو طالب في كلية دار العلوم بعنوان "مهمة الشاعر في الحياة"، وطُبعت بعد ذلك في كتابٍ مستقبل، كل ذلك وسيد قطب كان طالبًا في دار العلوم، وأثنى على المحاضرة أستاذه الدكتور مهدي علام، وجعل سيد قطب من هذه المحاضرة فيما بعد فصلاً أساسيًا في كتابه القيم الذي يُعدُّ عمدةً في مجاله وهو كتاب (النقد الأدبي أصوله ومناهجه)، ويرى الدكتور جابر قميحة أنَّ كل هذه العوامل وهناك غيرها تضعف بالتبعية التذوق الأدبي وتقلل من الحرص على إبداء الرأي والإقدام على تقييم الأعمال الأدبية.



التربية والأمية


أما الدكتور أحمد عثمان - أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة - فيرى أنَّ التذوق نفسه عمومًا معناه حسن التلقي وهو يتطلب ثقافة وتربية فلا يمكن مخاطبة أميين بأدب رفيع، ولذلك كلما جودنا في طرق التربية والتعليم وفي الإعلام أيضًا، كلما حصلنا على جمهور ذواقه، المشكلة التي تُعاني منها في العالم العربي أنَّ لدينا مشاكل في التربية والتعليم والأمية منتشرة، يضاف إلى أنَّ الإعلام لايعمل على رفع مستوى الناس وإنما يهبط بهم إلى أسفل من حيث أنه يقدم لهم أغاني هابطة ومسلسلات ملل ودرامية مثيرةً جدًا لا تلقي درسًا ولا تغرس قيمًا وبالتالي كيف تحصل على جمهور، فهي مشكلة كبيرة جدًا.

فجمهور المسرح غائبون على سبيل المثال - والسينما كذلك والشعر كذلك، وما إلى ذلك، فبالتالي نحن نعاني من غياب الجمهور المتلقي للأسباب التي ذكرت.

والمسألة تزداد تعقيدًا لأنه بلا جمهور فلا يوجد فن، فبالتالي إذًا حرمنا مثل هذا الجمهور الواعي فلمَن نصنع الأشعار ولمَن نكتب المسرحيات؟

لذلك فهي مشكلة صعبة جدًا ومعقدة وتتراكم مع مرور الزمن، ولذلك ربما هي فرصة نتوجه بالنداء لكل مسئول عن التربية والتعليم عن الإعلام المسموع والمرئي والمقروء أن يلتفتوا لهذه المشكلة، وأن يحاولوا رفع مستوى الناس ثقافيًا وتربويًا، وبالتالي نحصل على جمهور ذوَّاقة عندئذٍ سيرفض هذا الجمهور الأغاني الهابطة وسيرفض الأفلام المسفة والمسلسلات المسطحة التي لا معنى لها فنحصل على فنٍ راقٍ، فهي عملية تبادلية وتراكمية أيضًا.

أما الأديب عبد التواب يوسف فيرى أنَّ غياب التذوق للأدب نابع عن عدم قدرة الأسرة الأمية على تعليم أطفالنا التذوق الأدبي، وخاصةً أن َّالمدرس يعجز عن تعليم أكثر من 50 طالبًا في فصل واحد للتذوق الأدبي، إضافةً إلى أنَّ المدرس نفسه غير متذوقٍ للأدب ونحن نعرف أنَّ فاقد الشيء لايعطيه.



الكلمة الحلوة


ويرى الأديب عبد التواب يوسف أنَّ التذوق الأدبي يبدأ في سن مبكرة جدًا بمعنى أن على الآباء أن يدربوا أطفالهم على تذوق العبارة الحلوة وعلى نطق العبارة والكلمة الحلوة منذ سن ما قبل المدرسة، فأولادنا يخرجون ويعودوا بكلماتٍ مثل "الحجر"، وعلينا أن نطهر ألسنتهم وأفواههم من هذه الكلمات، وأن نُدخِل كلماتٍ جديدة وجميلة يُعبِّرون بها عن أنفسهم.

ثم يأتي بعد ذلك دور المربين في دور الحضانة والمدرسين في المدارس بعد ذلك، وخاصةً مدرسي اللغة العربية؛ لأنَّ العرب عرفوا معنى تذوق الشعر، وتذوق الكلمة الحلوة في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف، وفي خطب السلف، وفي الأدب القديم وفي المقامات وصولاً إلى ذروة التذوق الأدبي الحقيقي.

فإذا درَّبْنا أطفالنا في سنٍ مبكرةٍ على تذوق الكلمة الحلوة وعلى الاستمتاع بالتعبير الأدبي والاستمتاع بالحكاية والسرد والرواية؛ لا بد أن ينشأ عندهم حسٌ أدبي.

ويقول الأديب عبد التواب يوسف - للأسف - إذا لم يتم ذلك يتجه الأطفال نحو الحركة واللون والصوت وشخصيات التليفزيون، وخاصةً أفلام الكارتون وهم صغار، دون أن يتذوقوا الكلمة، ولسنا ضد تذوق الصورة لكننا ضد أن يفقدوا اهتمامهم بالكلمة أو التركيب العضوي للغة والجملة وقراءة شيء يهتفون بعده (الله).

ويستطرد الأديب عبد التواب يوسف بقوله: هذا في تقديري وتصوري السر في تراجع التذوق الأدبي في سنٍ مبكرةٍ لن يحصلوا على ذلك في سن ٍمتأخرة.

ويضيف بقوله: دائمًا أذكر عبارةً لشكسبير هو يتكلم عن "ماكبث" لما قتل الملك وتلوثت يده بالدم، قال له: "مياه المحيطات لن تستطيع أن تغسل هذا الدم"، فردَّ ماكبث بقوله: قليل من الماء يغسلها، فشكسبير يتكلم عن الغسيل المعنوي لليد القاتلة والآخر يتحدث عن حفنة الدماء التي تلوث اليد!!

ويستطرد الأديب الكبير موضحًا: فالشخص يقف أمام هذه العبارات وهو مبهور لروعة المبدع الكاتب سواء كان هذا الكاتب من 400 سنة مثل شكسبير أو من 50 سنة.

ومن المهم جدًا أن الشخص يعلم نفسه كيف يتثقف ويعلم نفسه بنفسه دون اعتماده على مدرس لأنه بعدما تنتهي مراحل الدراسة مَن سيقوم بتعليمه؟ فلابد أن يعلم نفسه فاستمرار الإنسان في تعليم ذاته والتثقيف الذاتي أمور في منتهى الأهمية في التذوق الأدبي.



قلة القراءة



الأديبة نادية الكيلاني ترى أنَّ السبب في غياب التذوق الأدبي يرجع إلى قلة القراءة الناتجة عن الانشغال بالحياة؛ لأن القراءة المفروض أن يتعودها الطفل منذ الصغر كالصلاة فلا بد أن توجه الأسرة أبناءها للقراءة فلم يعدأحد من الكبار يوجه الأطفال للقراءة أو يقرأ فيقلده الصغير، فقد أصبح الأدب داخل أسرة الأدباء فقط، ولذلك انخفضت نسبة مبيعات الكتب الأدبية بشكل ٍواضح.

كما أنه لو قام أحد الزملاء بإصدار مجموعة قصصية مثلاً أوديوان يكون الآخر في انتظاره كهدية لكي يوضع في مكتبته لا ليقرأه فرغم مشروع مكتبة الأسرة والمشروعات الأخرى إلا أنَّ مَن يشتري الكتب يشتريها ليكون مكتبة غير مكلفة كديكور في البيت وليس بغرض القراءة والاطلاع.

وتؤكد الأديبة نادية الكيلاني أنَّ الحل يكمن في الأسرة أولاً وفي إصلاح التعليم الذي يعمل على إعادة التذوق الأدبي من خلال المعلم.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم January 19, 2008, 02:33 PM
 
رد: لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟

كلام جميل ،،،
ولعل ما اهم ما ذكر
الدكتور جابر قميحة "" الضعف الثقافي أو ما يُسميه بالأنيميا الثقافية
لقلة القراءات وضعف التعليم الجامعي والانشغال بتحصيل العيش
والأزمات الاقتصادية إلى آخره.

و

الدكتور قميحة """ انتشار الآداب الهدَّامة والترويج لها إثارة
ًلعواطف الشباب وغرائزه .

و

الدكتور أحمد عثمان """ غياب الجمهور .

و

الأديب عبد التواب """ التذوق الأدبي يبدأ في سن مبكرة جدًا
- الحضانة والمدرسين في المدارس -
----------
وأستغرب من ذكر هذه الاسطر او التطرق لها اساسا
هل مضمون كلامة أن شكسبير اختار كلمات مجازية لها ابعاد معاني او قراءة ما بين السطور
أو اراد فقط أن يبهرنا بمعلوماته
لاني لا ارى فحو ذكر هذه الاسطر في التحقيق
== بقوله: دائمًا أذكر عبارةً لشكسبير هو يتكلم عن "ماكبث" لما قتل الملك وتلوثت يده بالدم، قال له: "مياه المحيطات لن تستطيع أن تغسل هذا الدم"، فردَّ ماكبث بقوله: قليل من الماء يغسلها، فشكسبير يتكلم عن الغسيل المعنوي لليد القاتلة والآخر يتحدث عن حفنة الدماء التي تلوث اليد!! ==
//////////////////////////
ولعل خلاصة الكلام ومضمونه يكمن في كلام الاديبة نادية الكيلاني وعباراتها الواعية
الملامسة للحقيقة
وتؤكد الأديبة نادية الكيلاني أنَّ الحل يكمن في الأسرة أولاً وفي إصلاح التعليم
=====================

وأخيرا هو كما ذكرت الاديبة نادية واضم صوتي لها

لعل من اهم المقومات والاسس في انصراف الناس عن القراءة
هو التاسيس الخطاء من المنزل والاسرة
ولا اظلم حق الكتاب والنقاد الاخرين
ولكن بلورة الاديبة ،،،، بكلمات بسيطة ،،، كل التحقيق
في كلمات بسيطة ،،،،،،،،،
أي
"" خير الكلام ما قل ودل ""
----------------------
تقبل مروري
__________________
آخر اخبار الموقع
[][][][ يرجى من جميع الاعضاء ][][][]
الدخول ل ( تعديل الخيارات ) في اعلى الصفحة
ثم ( تحرير الملف الشخصي) وتحديد ( الجنس)
[] ذكر ام انثى []
== لا تورطوناا ==
رد مع اقتباس
  #3  
قديم January 20, 2008, 06:40 PM
 
رد: لماذا انصرف الناس عن قراءة الأدب؟

شكر اخى المقدم على الموضوع الرائع والحسس جدا
الحل يكمن في الأسرة أولاً وفي إصلاح التعليم الذي يعمل على إعادة التذوق الأدبي من خلال المعلم.
__________________
<img src=images/smilies/smile.gif border=0 alt= title=Smile class=inlineimg />
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, الأدب؟, الناس, انصرف, قراءة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب)) مطر الربيع المواضيع العامه 4 March 1, 2012 12:30 PM
قراءة القدمين تحل محل قراءة الكف هل تريد أن تعرف أكثر عن شخصيتك؟ قمرالنهار قسم تحليل واختبار الشخصيات 31 May 13, 2010 09:03 AM
لماذا يقبل الناس بعضهم البعض ؟ ومن اين اتت هذه العادة؟ (kissing) لورا كلام من القلب للقلب 8 January 15, 2008 05:37 PM
لماذا أحب الناس باب الحارة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ sma_115 الاسرة والمجتمع 2 November 17, 2007 04:54 AM


الساعة الآن 04:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر