فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > بحوث علمية

بحوث علمية بحوث علمية , مدرسية , مقالات عروض بوربوينت , تحضير ,دروس و ملخصات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 1, 2011, 10:45 PM
 
Messenger3 الإتجاهات الحديثة لتربية طفل ما قبل الروضة


** الـفصــــــــــــــــــل الأول **

وظيفة الطفولة في تكوين الإنسان :
عملية التربية للطفل يمكن اختصار التعبير عنها في أنها عملية نموه التي يتطور وينتقل خلالها من مجرد كائن بيــولــوجي إلى كائن اجتماعي له سماته وخصائصه. " ومن المعروف أن الطفل عند الولادة يبدو كائنا حيا عاجزا عن فعل أي شئ ، ملتصقا معتمدا كل الاعتماد على أمه"[1]. وهو في هذه البداية ، ليس له من حاجات أو مطالب إلا أن يرضع فيشبع فينام، كما يتخلص مما يرضعه بطريقة تلقائية في التبول والتبرز ، كما يبكي عند الإحساس بالجوع. كذلك ليس له من مشاعر مرئية إلا أن يحس بالدفء والحنان والطمأنينة في صدر أمه أو على حجرها أو حين تضمه إليها. و رغم انقطاع الحبل السري الذي كان يربطه بأمه جنينا وعند الولادة، إلا انه يظل جزءا لا ينفصل عنها في الوفاء بوظائف حياته في السنة الأولى على الأقل.
وفي هذه الحال من الاعتماد يفترق الطفل الوليد عن معظم الكائنات الحية الأخرى التي تولد مزودة بغرائز ومعدات عضوية وتكوينات فسيولوجية للحياة والبقاء ، من مخالب أو أسنان أو قوة بدنية أو حاسـة حادة ، تمكنها من الانفصال عن الأم بعد فترة قصيرة ، لتشق طريقها في الحياة مكتملة النضج والقدرة بمفردها واستقلاليتها. بيد أن الطفل ، يولد أعزل من كل سلاح أو معدات للاستقلال عن أمه ، والتي تقوم بإشباع حقوقه المطلقة ، ولن يستقل عنها جسميا إلا بدءا من عامه الثاني ، بل ويظل في رعاية والديه طفلا ، ثم يافعا ثم شابا حتى تكتمل مقومات استقلاله رجلا أو امرأة .
ولا شك أن امتداد مرحلة الطفولة لدى الإنسان حتى سن الثامنة عشرة ، وقصرها أو عدم وجودها في الكائنات الحية الأخرى ، هي الميزة التي منحها الله للإنسان بما فيها من مرونة تتيح له التعليم والتعلم ، وتجعله قابلا وقادرا على التكيف مع من يحيط به من البشر ، وما يتعامل معه من عوالم الأشياء والطبيعة والرموز والمعاني ، ومع إدراك هذه المرونة والقدرة على التعلم والتكيف والتعديل والتطوير في الكيان الإنساني ، اختفت نظرية الغرائز الوراثية التي كان يسند إليها سلوكه كشأن الغرائز الوراثية في الحيوانات وهي النظرية التي سادت خلال القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين في تفسير خصائص النمو والسلوك لدى الأطفال ولدى الإنسان بصورة عامة.
ومن ثم تجئ التربية عملية متصلة عبر مسيرة الإنسان كلها في تطوره من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي ، يتعامل مع محيط اجتماعي يؤثر فيه ويتأثر به ، ويغدو وقد نضجت قدراته وطاقاته الإنسانية عضوا يستوعب الجماعة والبيئة ، ويتواصل معها فاعلا منفعلا .


** الـفصــــــــــــــــــل الـثـــــاني **

معالم النظريات في خصائص الطفولة :
( 1 ) في الحضارة القديمة:
تسوقنا هذه الوظيفة للتربية إلى ما جرى من رؤى وتوجهات نظرية في فهم خصائص الطفولة ومطالب التركيز على تنشئتها ، ولعل أول ما وصلنا من آراء تربوية في الحضارات القديمة ، مصرية ويونانية ورومانية تراوحت بين أفكار تؤكد عملية الطاعة سواء للآلهة أو الحاكم أو الدولة ، وتحدد دور الإنسان في موقعه الاجتماعي من شرائح النبلاء أو الكهنة أو الحرفيين أو الأحرار أو العبيد . و يتمثل الاستثناء لدى سقراط في أثينا الذي كان الذروة الناضجة لمدرسة السوفسطائيين التي تقوم على الشك والتساؤل عن كل المسلمات والتقاليد ، وتحاول من خلال هذا الشك توليد المعاني والتفكير الجديد حول قضايا الحياة. ولعل القضية التي أثارها حول المفارقة في الحكم في أن إنسانا ما يعتبر راعي غنم سيئ فاشل عندما يتناقص حجم قطيعه ويصبح هزيلا ، في الوقت الذي لا يحكم فيه على حكومة بأنها سيئة فاشلة عندما يتناقص عدد مواطنيها ويصبحون فقراء ، ولعل تلك الشكوك هي التي تجرع من اجلها السم بدعوى إفساد أخلاق الشباب الأثينى .
بيد أن هذا التوجه الحواري في الأحكام ، وتوليد المعاني والمعارف ، لم يلتزم به تلميذه أفلاطون الذي يعتبر طليعة النظرية المثالية التي ترى أن طبيعة الكون ثابتة يحكمها العقل والعقلانية في التنظيم ، ومن ثم فإن الحقيقة هي صفة مطلقة في هذا الكون. وبذلك تصبح عملية التعليم تدريبا للمتعلم على استخدام عقله ، وعلى الوالدين أن يلقنا الطفل منذ السنوات الأولى ما هو الحق وما الباطل، وما هو العمل المشرف وما هو العمل المشين ، وما هو المقدس وما هو غير مقدس ! وإذا لم ينصاع الطفل لهذه المعرفة ، فعلى الوالدين أن يقوما عوده بالتهديد والضرب حتى يستقيم أمره ، كما يسعون إلى استقامة عود قد انحنى .
ومع التأكيد على جوهر العقل وسيطرته على الغرائز والعواطف لم يكن غريبا على أفلاطون أن ينصب الفلاسفة حكاما في مجتمع ( الجمهورية). وفي منظوره ومنظور المدرسة المثالية تصبح سيطرة العقل والحكمة ضمانا للتمسك بالفضيلة والسلوك الفاضل والمجتمع الفاضل.
ولقد كان وما يزال ، لهذه المدرسة ونظريتها في التربية تأثير كبير في التركيز على الجانب المعرفي في التعليم والتعلم. ولا يزال هذا التوجه لدى كثير من أولياء الأمور الذين يضيقون ببرامج اللعب والأنشطة في رياض الأطفال أو في المدرسة الابتدائية، ويدعون تلك المؤسسات إلى التعليم لمهارات القراءة والكتابة في سن الطفولة المبكرة.يريدون معلومات ولغات أجنبية في هذه المرحلة أخذا بالمثل القائل (التعليم في الصغر كالنقش على الحجر). ولعل هذا النوع من التوجه المعرفي هو الذي يطغى على عمليات التعليم والتعلم في مختلف المراحل الدراسية في معظم مدارسنا . بيد أننا نسينا منهج سقراط في العملية التعليمية من خلال التساؤل والحوار بين المعلم والمتعلم حتى في مرحلة الطفولة.

( 2 ) في الحضارة الإسلامية:
" ومن التوجيهات الدينية في التربية نشير باختصار إلى المنظور الإسلامي في التربية، وهو المنظور المستمد من القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة ، وقد كانت تلك النصوص المقدسة هداية للفكر الإسلامي في التربية والتي تمثلت في الشريعة الإسلامية وأصولها. وقد قررت أن العلم والتعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، وامتزاج التعلم بمفهوم الأدب والتأدب ، والدعوة أن طلب العلم عبادة ، ودراسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقه، وبذله لأهله قربة ، والذي لا شك فيه أن الثقافة الإسلامية في جوهرها ومنطقها تتسم بالعقلانية إلى أقصى الحدود ،و أوضحت دور العقل في التبصر والتدبر حتى في فهم العقيدة ذاتها. بيد أن امتداد الحضارة العربية الإسلامية زمانا ومكانا حتى اليوم قد أوجد مدارس فقهية وفكرية متنوعة ومتعددة، وما ارتبط بها من ممارسات في التربية والتنشئة للأطفال"[2]
ومع ذلك يمكن بلورة أهداف التعلم والتعليم مع سياق الحضارة الإسلامية في الأهداف التالية : طلب العلم تحقيقا لرضا الله تعالى، وإحياء الدين ، وإبقاء الإسلام ، وإزالة الجهل عن سائر الجاهلين ، والشكر على نعمة العقل وســلامة البدن بالإضافة إلى تهذيب الأخلاق واكتساب أدب الدنيا والدين وتزكية النفس ، وقد ألقى الرسول صلى الله عليه وسلم مسئولية كبرى على الوالدين في تربية أبنائهم في الحديث الشريف( لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين).
و معنى التربية يشبه فعل الفلاح الذي يقلع الشوك ، ويخرج النباتات الأجنبية من الزرع ، ليحسن نباته ويكمل ريعه ، وهذا يعني العمل على غرس الأفكار والعادات الحميدة وقاومة الأخلاق المذمومة، وفي هذا الصدد أيضا يؤكد أهمية تشكل الخلق في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها ... وقلب الطفل الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل نقش ، ومائل إلى كل ما يمال إليه ، فإن عود الخير وعمله نشا عليه ، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقى وهلك ،و كان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له ومع ما أسنده معظم الفلاسفة والفقهاء المسلمين لدور العوامل الخارجية وأثرها فئ التعليم والتأديب ، إلا أنهم في الوقت ذاته أشاروا إلى الطفل وما به من نوازع وقابليات وشهوات لابد من اقتلاع أو كسر لأشواكها ،ومرد ذلك إلى ما قد تصادفه التربية من اختلاف الفطرة والجبلات لدى الأطفال .
وخلاصة القول إننا نجد أن الثقافة الإسلامية قد رسخت ضرورة التعلم منذ الطفولة حين تكون طبيعة المتعلم غضة قابلة للنقش عليها ، واستهدفت في مجملها تكوين أسس العقيدة والإيمان مقترنة بتهذيب الخلق ، و أعطت الألوية لما ساد في عصورها من معارف في علوم القرآن والحديث والفقه واللغة ، وبلغ الأمر ببعض الفلاسفة والمتصوفين إلى القول بأن على طالب العلم أن يقلل من اشتغاله بأمور الدنيا وطلب الرزق ، و أيا ما كان تعدد وجهات نظر العلماء المسلمين في قضية أسلوب التعليم والتعلم ،و بصرف النظر عن الممارسات الواقعية لتوظيف المعرفة الدينية والفقهية في مجريات الحكم والسياسة ، يظل التوجه الديني الإسلامي مهموما بالجانب الروحي والأخلاقي و القيمي في سياق مختلف التوجهات التربوية في واقعنا المعاصر .ومما يؤخذ على التوجه الديني في واقعنا الحالي تأديب الأطفال وإلزامهم بكثير من المفاهيم والمعاملات و التعاليم ، قبل أن تنضج استعداداتهم لفهمها و تقبلها .
** الـفصــــــــــل الـثـــــــالـث **
( 1 ) الاتجاه الواقعي في تربية الطفل :
التربية عند في الاتجاه الواقعي يجب أن تتخذ تربية الحواس أولا ثم الفكر فالملكة الناقدة أخيرا،و أكدت أهمية استخدام الحواس في اكتساب المعرفة وخصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة ،لأن العقل لا يمكن أن يحصل على المعلومات إلا إذا وصلت إليه عن طريق الحواس أولا ، ولذا ينبغي الاهتمام بتنمية الحواس في مرحلة ما قبل السنة السادسة من عمر الطفل ليستطيع الطفل أن يدرك بيئته ،وفيها تعلم الأم طفلها كيف يتكلم ويلاحظ الطبيعة .
وهكذا تتجسد فلسفة الواقعية الحسية في استغلال حاسة البصر عن الطريق الصورة و الكلمة في جعل تعليم الصغار أيسر وأكثر قبولا من جانب من يقومون بتعليمهم ، كما أوضحت الكيفية التي ينبغي أن يتعلم بها الأطفال العلوم المختلفة ، وهي طريقة تستند إلى استخدام الحواس والملاحظة و التجريب ثم الاستنتاج ، وقد أكدت أهمية دراسة الأشياء نفسها أو استخدام صور لها إذا لم توجد ، و وضحت هذه الفلسفة أن يكون التعليم عن طريق العمل إذا كانت العلوم عملية ، وهكذا نادت باستغلال المواهب الطبيعية التي زودت بها الطبيعة الجنس البشري ،و هي الحواس و العقل لجعل تربية الطفل مبنية على ارض الواقع المحسوس .
ويمكن أن تكون العملية التربوية سهلة ، وذلك إذا بدأت في سن مبكرة وكان الطفل مستعدا لها ، وبدأت من العام إلى الخاص ، ومن السهل إلى الصعب ، وتماشت مع عقلية المتعلم وطبيعتها، وإذا تعلم الطفل كل شي عن طريق حواسه.
كما وضعت الفلسفة أو الاتجاه الواقعي أصولا لطريقة التدريس، وقد تأثرت طرق التربية الحديثة بهذه الأصول، وحدد ( كومنيوس ) هذه الأصول في:
[ 1 ] يجب إن يتعلم الطفل كل ما لابد أن يعرفه، ويكون التعليم بعرض الشيءأو الفكرة مباشرة على الطفل، لا بعرض نموذجــه أو رمزه.
[ 2 ] كل ما يعلم يجب أن يعلم على أنه ذو قيمة عملية في الحياة اليومية وذو فائدة معينة.
[ 3 ] كل ما يدرس يجب أن نشير إلى طبيعته الحقيقية وأصله أي أسباب وجوده.
[ 4 ] يجب شرح المبادئ الأولية للموضوع ثم نذكر بعد ذلك التفاصيل.
[5 ] يجب تعلم كل عناصر الموضوع دون استثناء مع بيان ترتيبها وعلاقاتها بعضها ببعض.
[ 6 ] يجب أن تؤكد الفروق التي توجد بين الأشياء.
[ 7 ] يجب إلا نعلم أكثر من موضوع في المرة الواحدة و إلا تترك موضوعا دون تفهمه تماما.
واهتمت هذه الفلسفةأو الاتجاه اهتماما كبيرا بضرورة تناسب العلم الذي يعلم الصغار مع مستوي نضجهم العقلي، و إلا فسوف يذهب التعليم سدى ولا يصيب منه الصغار شيئا يذكر ، بالإضافة إلى ذلك فقد إلى ضرورة أن تكون هناك فائدة لكل ما يتعلمه التلاميذ، إذ ليس من المرغوب فيه أن يتعلموا أشياء عديمة الفائدة لهم .
وأخيرا نستطيع أن نقرر أن فلسفة الاتجاه الواقعي حاولت أن تقيم طريقة تربوية في الاتجاه العلمي مع الاحتفاظ بالهدف الديني ، وقد نجحت في هذه المحاولة نجاحا يستحق التنويه ، وقد تأثر المربون فيما بعد بالكثير من آراء هذا الاتجاه .
( 2 ) الاتجاه الطبيعي :
تمتد جذور الحركة الطبيعية في التربية إلى أواخر عصر النهضة العلمية، عندما ضعفت الإنسانية وأصيبت بالركود والتجمد.وقد كانت تلك الحركة الطبيعية المبكرة ثورة على منطق العصور الوسطى، وضحالة التعليم فيها، فبعد أن كانت دراسة الإنسان عن طريق آدابه،ممثلة في تراث الإغريق والرومان ، ومن مميزات الحركة الإنسانية في عصر النهضة ، فقد تدهورت هذه الحركة عندها تحولت الدراسة إلى دراسة كلمات وعبارات جوفاء لا صلة لها بالحياة ، ومن الطبيعي أن يتلو هذا الجمود حركة طبيعية تبعث في التربية طلاوتها ،وكذلك تبعث الحياة من جديد .حتى تستطيع أن تواكب حركة التطور الإنساني وقتئذ . ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الحركة الطبيعية في التربية قد دفعت بالتربية خطوات نحو الهدف ، ولا نغالي إذا قلنا أن كل تقدم حدث في طرق التربية في الآونة الأخيرة ، يرجع فضله إلى الحركة الطبيعية ، التي أهبت بنا إلى معرفة طبيعة الطفل وإقامة دعائم التربية على أساسه .
ولقد كان من نتائج عصر التنوير في التربية ، ظهور نظريات تربوية جديدة ، ولكن لم تضع هذه النظريات التقليدية التي تقوم على النظرة العقلية تهيمن على التربية ، و كذلك اتخذ ( التدريب العقلي ) شكل تدريبات ومحفوظات قاسية ،.كما اتبع أقسى أنواع العقاب البدني كالضرب بالسياط .ولقد كانت هناك محاولات جديدة لتحطيم هذا النمط التقليدي في التربية ، فلقد تضمنت فلسفة جون لوك بعض هذه المحاولات ، فقد اهتم لوك بدور الخبرة في التعليم ، واهتم بالجسم كما اهتم بالعقل أيضا فنادي بصحة الطفل عن طريق العناية بطعامه ونومه وملعبه وعاداته الصحية والرياضية ،و لفت الأنظار والاهتمام بميول الطفل عن طريق الاهتمام باللعب .
" ولقد اتى من بعده روسو الذي تأثر به ابلغ الأثر ودعم الاهتمام بطبيعة الطفل والاهتمام باللعب ومما لا شك فيه أن المذهب الطبيعي ، كان من مميزات الفكر الحديث "[3]، أن بذور الحركة الطبيعية في التربية ترجع إلى روسو الذي فرق بين التربية الإيجابية والسلبية للطفل فلقد أطلق اسم التربية الإيجابية على تلك التي تميل إلى تشكيل العقل وهو لم ينضج بعد ، وأطلق اسم التربية السلبية على تلك التربية التي تميل إلى كمال الجسم ، و التي تجاهد لإعداد طريق العقل ، بتدريب الحواس تدريبا صحيحا .وبذلك يمكن القول بان التربية الطبيعية تتجه إلى الطفل أكثر من اتجاهها إلى المربي، أو المدرسة ، أو الكتاب ، أو مادة الدراسة . بل هذه جميعا لا قيمة لها إطلاقا ، والقيمة كل القيمة التي يجب أن تتجه إليها التربية هي الطفل ولا أي شي سواه . ولهذا يطلق الباحثون على التربية في عصر ما بعد روسو بأنها تربية ( طفليه )حيث تجعل الطفل مركز الاهتمام والدراسة والتركيز.
أن التربية الطبيعية يجب أن يكون أساسها طبيعة الطفل ، التي يعتقد المربون الطبيعيون أن هذه الطبيعة خيرة . والمربون الطبيعيون يهتمون بالطفل كما هو كائن فعلا ، أكثر من اهتمامهم به كما ينبغي أن تكون فلا يعتبرون التربية عملية إعداد للمستقبل بل هي إعداد الطفل للحاضر .وكذلك يؤكد كثير من الكتاب والباحثين أن المؤسس الحقيقي والمبشر الأول للحركة الطبيعية في التربية هو الفيلسوف الفرنسي (جان جاك روسو )، حيث أن حياة روسو وظروفه الخاصة ، وكذلك ظروف تربيته كانت لها اكبر الأثر في تشكيل أفكاره التربوية .
( 3 ) الاتجاه النفسي وتربية الطفل ما قبل المدرسة:
اقترح (فروبل ) منهاجا يسير عليه نظام الدراسة في روضة الأطفال يتلخص في الرسم والتلوين وثني الورق وقصه ولصقه في أشكال زخرفية ثم عمل نماذج مجسمة من الصلصال، ثم الأشغال التي تستخدم فيها القش والحبال والخرز، بالإضافة إلى ذلك التمرينات التي يمكن للأطفال أن يتدربوا عليها باستخدام الهدايا المختلفة التي تدرب حواسهم من حيث التفريق بين الألوان والأسطح والملمس وغير ذلك.و اعتمدت فكرة (فروبل ) عن رياض الأطفال على ثلاث حقائق هي:
[ 1 ] نمو القوى العقلية والجسمية والنفسية .
[ 3 ] الحصول على المعرفة .
[ 3 ] الوصول إلى المهارة في العمل وبخاصة عند تطبيق المعرفة على العمل .
"لذا رأي فروبل أن يوجه كل عناية إلى تربية حواس الطفل التي هي أبواب العقل ، إذ تصل منها المعلومات وهي الوسيط بين الكون الذي يعيش فيه ،ولتحقيق ذلك اعد (فروبل ) الهدايا و الأشغال التي تدرب حواس الأطفال على استقبال المعرفة وتناسب سنهم ، فكان يرى أن الطفل الصغير يمكن أن يعطي كرة مصنوعة من الصوف ، ذات لون واحد من الألوان الأولية ( أحمر ـ أخضر ـ أزرق ـ أصفر ) وذلك ليلعب بها ، وأن الطفل عندما يمسك بها وتقع منه، ثم يتشبث بها. أن هذه الحركات تقوي عنده حاسة اللمس والعضلات والمفاصل، و تعطيه السعادة التي تنتج من اللعب والحركة وتكرار قذف الكرة واسترجاعها، وفي الوقت نفسه يمكن للأم أو للمعلمة أن تربط بين حركة الكرة في اتجاه معين والكلمة المرادفة للاتجاه، وذلك بقول الكلمة مع حركة الكرة مثل( يمين ـ شمال ـ أعلا ـ أسفل … الخ) وهكذا يصبح الطفل قادرا على الملاحظة بالحواس، قادرا على التعبير بالكلمات كما يلاحظه." [4]
وتعد الهدايا التي ابتدعها (فروبل ) من أهم مميزات طريقته في تربية الطفل في روضه الأطفال، وقد استغرق في التفكير في شانها واختراعها خمسة عشر عاما ، ويلاحظ أن كل الهدايا والأشغال تشمل الأنشطة المدربة لحواس الطفل، و سيما حاسة النظر والألوان والإشكال وحاسة اللمس عموما.
ولقد كانت لعب الأطفال تشكل الوسائل، و المنهج والكتاب بالنسبة لأطفال رياض الأطفال عند (فروبل ) ولذلك اختار ثلاثة أشكال، رآها ذات قيم تربوية عديدة، وهي الدائرة والمكعب والاسطوانة، كانت الكرة هي الدائرة التي تحمل المعاني التربوية التي استهدفها، فيها يشبع الطفل نهمه للعب وفيها السطح الواحد، والسطح المتعدد الجوانب، وفيها الخوص والعموم، وفيها السكون والحركة، وفيها الألوان المتعددة، وبها يصرف طاقته الحيوية وتنمو انفعالاته وتصان أخلاقياته، ويمكن أن تستخدم استخدامات تربوية متعددة.
واللعبة الثانية هي المكعب فهي تشبه اللعبة السابقة في أشياء وتختلف عنها في أشياء ففيها الوحدة والاختلاف، في المكعب يتعرف الطفل الشكل والحجم والمساحة والعدد ، من المفيد استخدام الكرة والمكعب معا في كثير من التكوينات ،والاسطوانة هي حلقة وسطي تجمع بين الضدين السابقين الكرة والمكعب .
واعتبر (فروبل ) الرسم ضروريا لحياة الطفل مثل اللعبة، حيث كان يري أن كفاءة الرسم فطرية مثل كفاءة الحديث وينبغي تطويرها وتهذيبها، وان تمرين الطفل للنشاط الإبداعي المعبر عن احساسه في الرسم يعتبر نقطة البداية والمركز الدائم للتربية الصحيحة الكاملة، ولذا فان رياض الأطفال تلجا إلى الرسم في كل شئ، لأنه يساعد على تقوية وتنمية العضلات الدقيقة لليد، ويمهد الطريق إمام قوي الطفل وتكوينه، ويمد القلب والعقل بنواحي إدراك ممتازة وأفكار رائعة.
وأكد (فروبل ) أهمية ألعاب الحركة عند الطفل ، حيث عن طريقها ينمو الطفل ،ومن خلال اللعب يضع الطفل كل امكاناته للوصول إلى هدف معين ،وبالتالي يتهيأ عقله ويكون لديه هدف محدد يضع فيه طاقته في أثناء اللعب ، يتعلم الالتزام ببعض القوانين الخاصة باللعب ،وهكذا يعد نفسه بالالتزام بقوانين الحياة فيما بعد ) ومن أهم الألعاب التي دعا إليها فروبل بالنسبة للأطفال ألعاب المشي والتجوال والجري والتمثيل.

** الـفصـــــــــل الـرابــــــــع **

( 1 ) رياضالأطفال وأهميتها التربوية :
تعتبر رياض الأطفال مؤسسات تربوية واجتماعية تسعىإلى تأهيل الطفل تأهيلاً سليماً للالتحاق بالمرحلة الابتدائية أو مرحلة الأساس الأولى ، وذلك حتى لا يشعرالطفل بالانتقال المفاجئ من البيت إلى المدرسة ، حيث تترك له الحرية التامة فيممارسة نشاطاته واكتشاف قدراته وميوله وإمكانياته ، وبذلك فهي تسعى إلى مساعدة الطفلفي اكتساب مهارات وخبرات جديدة ، وتتراوح أعمار الأطفال في هذه المرحلة ما بين عمرالثالثة والسادسة ، ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى التشجيع المستمر من معلماتهذه الرياض من أجل تنمية حب العمــل الجماعي لديهم ، وغرس روح التعاون والمشاركةالإيجابية ، والاعتماد على النفس والثقة فيها ، واكتساب الكثير من المهارات اللغويةوالاجتماعية وتكوين الاتجاهات السليمة تجاه العملية التعليمية .
ويعتبر الطفل فيالمناهج الحديثة هو المحور الأساسي في جميع نشاطاتها فهي تدعوه دائماً إلى النشاطاتالذاتية ، وتنمي فيه عنصر التجريب والمحاولة والاكتشاف ، وتشجعه على اللعب الحــر ،وترفض مبدأ الإجبار والقسر بل تركز على مبدأ المرونة والإبداع والتجديد والشمول ، هذا كله يستوجب وجود المعلمة المدربة المحبة لمهنتها والتي تتمكن من التعامل معالأطفال بحب وسعة صدر وصبر لأن مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية هادفة لا تقلأهمية عن المراحل التعليمية الأخرى ، كما أنها مرحلة تربوية متميزة ، وقائمة بذاتهالها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وسيكولوجيتها التعليمية والتعلمية الخاصةبها.
وترتكز أهداف رياض الأطفال على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم واستثارةتفكيرهم الإبداعي المستقل وتشجيعهم على التغير دون خوف ، ورعاية الأطفال بدنياًوتعويدهم العادات الصحية السليمة ومساعدتهم على المعيشة والعمل واللعب مع الآخرينوتذوق الموسيقى والفن وجمال الطبيعة وتعويدهم التضحية ببعض رغباتهم في سبيل صالحالجماعة .
ومع أن منهاج رياض الأطفال لا يقوم على أسس أكاديمية أو خبرات محددةوإنما يقوم على توفير مختلف الخبرات والتجارب التي تخدم الطفل وتكسبه الخبرةاللازمة وتعمل على تنميته في مختلف مجالات النمو وهذا الأمر مختلف من روضة إلى أخرىومن منطقة إلى أخرى وهنا المطلب الملح والضروري بأن تقوم الجهات الرسمية المسئولةبوضع منهج موحد يعمم على الجميع ويجب الاعتناء بمعلمات رياض الأطفال وتحسين أدائهنالمهني وعمل دورات تدريبية لهن وتحسين رواتبهن حتى يتماشى مع طبيعة رسالتهن في بناءاللبنات الأولى في حياة الأجيال القادمة .
ومما سبق يمكن تلخيص أهداف رياضالأطفال فيما يلي:
إمتاع الأطفال في جو من الحرية والحركة.إكساب الأطفالالمعلومات والفوائد المتنوعة من خلال اللعب والمرح.تنمية القيم والآداب والسلوكالمرغوب عند الأطفال.تنمية الثقة بالنفس والانتماء لدى الأطفال
تدريبالأطفال على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس.
تحفيز الأطفال وخلق الدوافعالإيجابية عندهم نحو العمل .
تنمية المهارات المختلفة والقدرات الإبداعية لدىالأطفال.
تعويد الأطفال على حب الجماعة والعمل التعاوني.
المساهمة في حل كثيرمن المشكلات لدى الأطفال كالخجل ، والانطواء والعدوان.... الخ .
إطلاق سراح الطاقاتالمخزونة عند الأطفال وتفريغها بطريقة إيجابية.
توطيد العلاقة بين الطفل ومعلمتهمن خلال التفاعل معه بصورة فردية .
الدور التربوي لرياض الأطفال:
إن أهدافالتربية في رياض الأطفال لا تنفصل عن أهداف التربية بشكل عام ، فإذا كانت التربيةتهدف إلى بناء المواطن الصالح الذي يسهم في بناء وطنه بشخصية متكاملة، فإن الدورالتربوي لرياض الأطفال يتمثل في تنمية شخصية الطفل من النواحي الجسمية والعقليةوالحركية واللغوية والانفعالية والاجتماعيةو مساعدة الطفل على التعبير عن نفسهبالرموز الكلامية.و مساعدة الطفل على التعبير عن خيالاته وتطويرها.ومساعدةالطفل على الاندماج مع الأقران وتنمية احترام الحقوق والملكيات الخاصةوالعامة و تنمية قدرة الطفل على حل المشكلات وتأهيل الطفل للتعليم النظاميوإكسابه المفاهيم والمهارات الخاصة بالتربية الدينية واللغة العربية والرياضياتوالفنون والموسيقى والتربية الصحية والاجتماعية.وتأهيل الطفل للانتقال الطبيعي منالأسرة إلى المدرسة بعد سن السادسة وتنمية ثقة الطفل بذاته كإنسان له قدراتهومميزاته والتعاون مع الأسرة في تربية الأطفال .
يقاس تطور الأمم والمجتمعاتبمدى اهتمامها وتطويرها لنظامها التربوي بما يتلاءم مع مستجدات العصر ومتطلباته،لذا يجب السعي حثيثاً لتحديث مناهج رياض الأطفال بما يتناسب مع حاجات الطلابوالمستجدات التربوية والانفجار المعرفي الهائل المتلاحق .
( 2 ) السمات الشخصية والمهنية لمعلمة رياضالأطفال :
إذا كان المعلم مطالبا في مراحل التعليم المختلفة بأن يتقن مادة علمية معينة ، ويحسن إدارة الفصل وغيره، فإن الموقف مختلف مع معلمة رياض الأطفال فالتربية في دار الحضانة ذات أهمية خاصة في حد ذاتها ، بالإضافة إلى أهميتها بالنسبة للإعداد للمرحلة التالية في سلم التعلم ، ولذلك فهي تحتاج إلى المربي الدارس لعلم نفس النمو خاصة سيكولوجية الطفولة ، وأيضا المربي المراعي لحاجات الطفل في هذه المرحلة ، وتعد المعلمة من أهم العوامل المؤثرة في تكيف الطفل ، وتقبله لدار الحضانة ، فهي أول الراشدين الذين يتعامل معهم الطفل خارج نطاق الأسرة مباشرة ، ومن ثم فهي تقوم بدور مهم في المعوقات وتساعده أيضا على نمو مواهبه ، والعناية بها أو قد تصدمه ، وتشعره بالإحباط ، وذلك لعدم مراعاتها لخصائص نمو هذه المرحلة .
بدون معرفة المعلمة لطبيعة الطفل الذي يقع في نطاق رعايتها فسوف تفقد الدلائل ، أو المفاتيح التي ترشدها ، وتوضح لها الرؤية لحاجات الطفل ، وحسن اختيار المشرفات ، وحسن إعدادهن ، ثم تدريبهن أثناء الخدمة شروط أساسية لإنجاح رحلة التربية قبل المدرسة حيث تتطلب الرياض بصفة عامة مشرفات مربيات لهن من المعرفة بأصول علم النفس وأمور الصحة والتغذية والأساليب التربوية الحديثة ما يمكنهن من مواكبة نمو الطفل وتوجيهه الوجهة الصحيحة في مرحلة هي من أخطر مراحل النمو الإنساني كما أن للمعلمة تأثيرا قويا على نمو الطفل الوجداني وصحته النفسية واتجاهاته بصفة عامة سواء أكان هذا التأثير سلبيا أم إيجابيا فيكاد يجمع المربون على أن مدى إفادة الطفل من التحاقه بدار الحضانة يتوقف ـ إلى حد كبير ـ على شخصية وكفاءة المعلمة ، ولذلك ينبغي أن يقوم بالعمل في دور الحضانة معلمات مؤهلات تربويا .
إن معلمة الروضة تحتل المرتبة الثانية في الأهمية بعد الأسرة مباشرة من حيث دورها في تربية الطفل حيث إن الطفل يكون أكثر تقبلا لتوجيه معلمته ، وأكثر استعدادا وميلا لها من أي شخص أخر ، وذلك لارتباطه العاطفي بمعلمته ، لذلك يرى البعض أن معلمة الروضة ينبغي أن تتوفر فيها مجموعة من الخصائص والسمات الشخصية منها :
[ 1 ] أن يكون لديها رغبة حقيقية للعمل مع الأطفال الصغار .
[ 2 ] أن يكون لديها القدرة على إقامة علاقات اجتماعية إيجابية مع الأطفال والكبار ( زميلات في العمل / أولياء أمور / المسئولين ) .
[ 2 ] أن تتمتع بالاتزان الانفعالي .
[ 4 ] أن تكون سليمة الجسم والحواس ، وأن تكون خالية من العيوب الجسمية التي يمكن ان تحول دون تحركها بشكل طبيعي ، وبحيوية مع الطفل .
[ 5 ] أن تكون على خلق يؤهلها لأن تكون مثلا يحتذى به ، وقدوة بالنسبة للأطفال في كل تصرفاتها .
[ 6 ] أن تكون لغتها سليمة ونطقها صحيحا .
[ 7 ] أن تتمتع بالذكاء ، مما يسمح لها بالإفادة من كل فرص التعليم ، بما يعود بالفائدة عليها وعلى الأطفال .
[ 8 ] أن تتمتع بالمرونة الفكرية ، التي تساعد على الابتكار ، وأخذ المبادرة في المواقف التي تواجهها .
كذلك ينبغي مراعاة السمات الشخصية ، والمهنية التالية في اختيار المدرسة التي تعمل مع الأطفال.:
[ 1 ] اختيار إمرأة لتعمل مع الأطفال ، وهذا لا يمنع من اختيار الرجل إذا رغب ، وكانت فيه السمات المطلوبة .
[ 2 ] أن تكون المدرسة قوية البنية ، وصحتها جيدة .
[ 3 ] أن تكون صبورة هادئة متميزة بالضبط الانفعالي.
[ 4 ] مقدمة بخصائص نمو الأطفال في هذه السن .
[ 5 ] أن تكون محبة للأطفال ، وتحب أن تعمل معهم .
ومن وجهات النظر أيضا أن تتوفر لدى معلمة الروضة عدة صفات أهمها :
[ 1 ] الجرأة والاستكشاف .
[ 2 ] الجرأة في المحاولة ، والتجربة .
[ 3 ]القدرة على التأثير في الغير .
[ 4 ] أن لا تدع الأمور تسير بشكل روتيني .
ومعلمة الروضة ينبغي أن تتصف بكفاية مميزه ، لأن وظيفتها تضطرها للتعامل مع نوعية من الأفراد بحاجة إلى أساليب ووسائل ، بل ومعلمة من نوع خاص بحيث تتصف بما يلى :
[ 1 ] أن تلم بمبادئ علم النفس ، وتربية الطفل ، والاجتماع ، ومزايا مراحل النمو المختلفة .
[ 2 ] أن تهيئ البيئة المناسبة لنمو الطفل ، وتوجيهه فهي مرشدة تراقب وتكشف قدرات الطفل الخاصة ، والعمل على تهيئتها، وتدريب مهاراته ، وتنمية خبراته في جو طبيعي محبب للطفل يحس فيه بجو من الأمن ، والطمأنينة ، وبذلك يتمكن من التعبير بحرية تامة ، ودون تدخل أو ضغط .
[ 3 ] صفات شخصية يجب توافرها فى معلمة الروضة مثل : الجرأة ، و سرعة البديهة ، القدرة على التعبير ، وكسر للروتين ، حب التجديد ، والاكتشاف ......الخ
( 3 ) الاتجاهات الحديثة في تربية طفل ما قبل الـمدرســة :
[ 1 ] الاتجاهات الحديثة في أهداف رياض الأطفال :
تعد مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليميه هادفة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الاخري ، كما أنها مرحلة تربوية متميزة ،وقائمة بذاتها لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية ،وسيكولوجيتها التعليمية الخاصة بها .وتتحدد أهداف رياض الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية من واقع توصيات مؤتمر رياض الأطفال ، الذي يدعو إليه البيت الأبيض مرة كل عشر سنوات ،و يشترك فيه أساتذة التربية وعلم النفس بالجامعات والأخصائيون في مجالات الطفولة وممثلو الجمعيات الأهلية والهيئات المهتمة بالطفولة ،وتركز هذه الأهداف على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم ،و استثارة تفكيرهم الإبداعي المستقل ،وتشجيعهم على التغبير دون خوف ورعاية الأطفال بدنيا وتعويدهم العادات الصحية السليمة ،ومساعدتهم على المعيشة والعمل واللعب مع الآخرين وتذوق الموسيقي والفن وجمال الطبيعة ،وتعويدهم التضحية ببعض رغباتهم في سبيل صالح الجماعة .
وقد توصلت دراسة أجريت بالولايات المتحدة عام 1980 حول أهداف رياض الأطفال كما يراها كل من الإباء والمعلمين في تلك الرياض ومعلمي الصف الأول من المدرسة الابتدائية إلى أن الفئات الثلاث أجمعت على إن الجانب الجسمى والإدراك الحسي اقل أهداف رياض الأطفال أهمية ، بينما أجمعت الفئات الثلاث على وضع الأهداف المتعلقة بالمهارات اللغوية والجانب الاكاديمى في سوط قائمة الأهداف ،كما أعطى معلمو رياض الأطفال للجانب الاكماديمى التحصيل وزنا اكبر مما قدره الإباء أو معلمو الصف الأول في المرحلة الابتدائية .
ومن الاتجاهات الحديثة التي تتبناها أهداف رياض الأطفال تنمية القيم الخلقية والاجتماعية باعتبارها الأساس في تكوين الشخصية وخاصة القيم المتصلة بالجد والمثابرة والدقة والحماس والاستقلال الذاتي إلى جانب الصفاء والإخلاص والالتزام وتأكيد أهمية القيم السلوكية كالتعاون السرعة والنظام والنظافة ،وأهمية تنمية الاتجاهات نحو الذات ونحو الأبوين والأسرة ونحو المعلمات والروضة ونحو التعليم بصفة عامة ،وتنمية روح الجماعة والمشاركة الجماعية والتفاعل الاجتماعي وحب العمل واحترام العاملين وتنمية الضمير .
وتعد النزعة إلى المشاركة عند الأطفال في سن قبل المدرسة أساسا منطقيا لتحديد أهداف رياض الأطفال ، حيث يرى بعض الباحثين إن التعليم الاجتماعي والتفوق متنوعة من مواقف التعليم الاجتماعي يتعلم منها الطفل التوافق مع الآخرون ومسايرتهم ، مع احتفاظه بفرديته وسط جماعة اقرأنه ، لذا تؤكد الاتجاهات تربوية الحديثة في أهداف رياض الأطفال أهمية تحقيق الذات ، و الابتكارية ، وملاءمة الخبرة ومستواها .فتحقيق الذات يقتضي توظيف جميع قدرات وإمكانات الشخصية وتنميتها ،و الابتكارية تشمل الفنون وأصالة التفكير والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا وجميع مظاهر الحياة ، وملاءمة الخبرة تقتضي إن تكون الخبرات ملائمة لمستوي النمو وباعثة على الفهم والتفكر عن طريق الأنشطة الحركية والحسية والإدراكية ،و تنمية الميول الشخصية والانتقال من التلقائية الموقفية إلى نظام السببية ،و الاهتمام بالحياة الشخصية للطفل ،بحيث تصبح ذاته وحاجاته محورا ، تنمو من خلاله خبراته وتصوراته .
وأسهمت الاتجاهات الحديثة في تحديد أهداف رياض الأطفال في سيادة النظرة المتكاملة للطفل وخصائصه ومظاهر نموه وضرورة التعامل معه في إطار كلى لا يتجزأ وأصبح تحقيق النمو المتكامل الطفل هدفا أساسيا في جميع رياض .واتفق المربون على ضرورة أن تستهدف جميع رياض الأطفال – على اقل تقدير – تحقيق النمو الاجتماعي والنفسي والعاطفي والأخلاقي والعقلي والجسمي والحركي لكل الطفل وتطوير العلاقات المنزلية والمدرسية ، انطلاقا من أهمية الدور الحيوي ، الذي يؤديه الوالدان في تربية الطفل ، وأهمية الاتفاق على أساليب تحقيق تلك الأهداف من قبل المدرسة والبيت معا.
وتؤكد الاتجاهات التربوية الحديثة في أهداف رياض الطفل ضرورة مراعاة مبدآ الفروق الفردية من خلال تخطيط الخبرات والأنشطة التربوية وأساليب تقديمها وعرضها ،و التحديد الدقيق لأهداف ومستويات نمائية متدرجة ، مما يساعد المعلمة في الانتقال بالأطفال من مرحلة لأخرى في الوقت المناسب ويمكنها من ( إشباع حاجات الأطفال ومقابلة مطالب نموهم ).
[ 2 ] الاتجاهات الحديثة في وظائف رياض الأطفال :
تؤكد النظريات النفسية والتربوية أهمية السنوات الست الأولى من حياة الطفل وأثرها في تطور شخصيه الفرد وحياته كلها ، فقد أجمعت نتائج أكثر من مائتى دراسة حديثة في الولايات المتحدة الأمريكية على اثر الخبرات التي يتعرض لها الأطفال في سنهم المبكرة على مسيرة حياتهم .وأكدت ضرورة تصميم برامج تربوية مبكرة تزود الأطفال بالخبرات ،التي تتناسب مع قدراتهم وخصائصهم وحاجاتهم .
وتري سوزان ايزاكسأن روضة الطفل امتداد لوظيفة البيت ، وليست بديلا عنه .ولكن التجربة قد أثبتت أنها تجلب إلى الطفل كثيرا من المزايا المتنوعة ،مما يجعلها جديرة بأن ينظر إليها على أنها مؤسسة طبيعية في الحياة الاجتماعية لأي جماعة متحضرة .
وتشير الاتجاهات الحديثة في أدبيات مرحلة التعليم ما قبل المدرسي إلى اتساع وظائف رياض الأطفال في المجتمعات المعاصرة لتغطى عديدا من جوانب النمو ، وتقوم بوظائف ن لم تتطرق لها من قبل، من قبل ،و من أهم الوظائف ما يلي :
أ ـ الوظيفة التعويضية: وتظهر أهميتها بصفة خاصة للأطفال المحرومين اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا من اجل توفير ظروف بيئية أكثر ملاءمة لفرص النمو والتعلم.
ب ـ الوظيفة التربوية الإنمائية : التي توفر أساليب التنمية الشاملة للأطفال في شتى المجالات الجسمية والعقلية والانفعالية ،و إشباع حاجاتهم بما يتفق وسنهم .
ج ـ التمهيد للمدرسة والاستعداد لها : فالإنجاز في المدرسة يعتمد على رصيد الطفل من المهارات والاتجاهات النفسية والسلوكيات ذات الأهمية بالنسبة للتعلم .وقد أصبحت مهمة تهيئة الطفل للمدرسة من أهم وظائف رياض الأطفال ،خاصة في ضوء عدم قدرة الوالدين في معظم الأحوال على تولى هذه المهمة .
د ـ مساعدة أولياء الأمور على تفهم حاجات أطفالهم وكيفية إشباعها: بما يكفل نمو التنشئة وتوعيتهم بأهمية إثراء البيئة الثقافية للأطفال واشتراكهم في تخطيط برامج التربية قبل المدرسة.
هـ ـ التنشئة الاجتماعية للطفل : وتوفير الرعاية التربوية والنفسية التي تحقق التكيف الاجتماعي في المستقبل به .
و ـ رعاية الأطفال أثناء غياب أمهاتهم في العمل: ورغم أن هذا الدور يمثل الوظيفة التقليدية لمؤسسات رياض الأطفال، إلا أن ما زال يعتبر من الأدوار المهمة لها، فخروج المرأة للعمل على نطاق واسع يفرض الحاجة الموضوعية لوجود مؤسسات للتربية قبل المدرسة.
[ 3 ] الاتجاهات الحديثة في كيفية إشباع حاجات الطفولة :
لاشك أن لكل مرحلة من مراحل النمو خصائصها ومطالبها التي تقتضيها العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية والشخصية . ومن الضروري للفرد أن يشبع حاجاته وفقا لمطالب المرحلة التي نمو به ، حتى يستطيع التكيف لها و لما بعدها من مراحل ، وتنحصر مطالب مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية بصفة عامة فيما يلى :
أ – تنمية الإحساس بالثقة في النفس وفي الغير : وهذا الإحساس ينمو نتيجة لخبرات الطفل الأولى مع أمه .وفيما بعد ينمو نتيجة لخبراته مع الناس ، فسرعة الاستجابة للطفل وحاجاته وإحاطته بالرعاية والحنان ينمي لديه الثقة بالنفس ،ويساعده ذلك على مواجهة المواقف الصعبة في المستقبل .
ب – تنمية الإحساس باستقلال الذات : ويبد الاهتمام بهذا المطلب في العامين الثاني والثالث من حياة الطفل .ولابد من احترام رغبة الطفل في استقلال بفعل بعض الأشياء التي لا تشكل خطورة عليه ،وذلك يساعد على نمو استقلال الذات عند الطفل وتوفير فرص الاختيار أمام الطفل ، تقديم خامات وأدوات اللعب المتنوعة مع عدم تدخل الكبير في عمله.
جـ - تنمية المبادرة: وهذا مطلب أساسي في سن الثالثة والرابعة والخامسة، ومع أن المبادرة تبدأ قبل هذا السن إلا أن الطفل في هذه السنوات أكثر نشاطا ورغبة في الاستكشاف والبحث، وأكثر تساؤلا وميلا إلى خوض التجربة بنفسه في أشياء كثيرة.
د – تنمية الابتكار : فموحلة الطفولة المبكرة تتميز بالرغبة القوية في العمل والنشاط واللعب والخيال ،و عن طريق الرغبة في العمل ولخيال يمكن تنمية الاستعداد الابتكارى لدي الأطفال .
هـ - تحمل المسئولية:يبدأ في هذه المرحلة تكوين الضمير والشعور بالمسئولية، ونمو الضمير في هذه المرحلة مهم وضروري لنمو الشخصية وتكيفها.
وتؤدي رياض الأطفال دورا مهما ومكملا لعملية التنشئة الاجتماعية في إشباع مطالب مرحلة الطفولة وحاجات الأطفال النمائية. وتمثل المعرفة والبحث والاستطلاع أنواعا من الحاجات النمائية الأصلية عند الأطفال، فالطفل يكتسب معلوماته وتنمو معارفه عن طريق خبراته التي يمارسها بنفسه باستخدام عضلاته وحواسه المختلفة ، وعن طريق الأسئلة التي يسألها، بالإضافة إلى ميله لصنع الأشياء وفكها وتركيبها. كما يحتاج الطفل إلى اللغة؛ فالنمو اللغوي في مرحلة الطفولة له قيمته الكبرى في التعبير عن النفس والتوافق الشخصي والاجتماعي والنمو العقلي بعامة. ومن حاجات الطفولة الحاجة إلى الأمن والتقدير والحنان والانضباط والاستقرار حتى ينجح الطفل في التغلب على اضطرابات النمو والصراعات ، ويعيشون في جو من الدفء العاطفي الذي يسهم في بناء شخصية قوية تتمتع بقدر كاف من الثقة بالنفس ،ومن الاستقلال والنضج والمبادرة والابتكار والتفاعل بنجاح مع الآخرين .
وتشير الاتجاهات الحديثة في تحقيق مطالب نمو مرحلة الطفولة المبكرة إلى أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات رياض الأطفال ، خاصة في إشباع حاجات الأطفال في هذه المرحلة ، فالخبرات التربوية التي تقدمها رياض الأطفال توفر بيئة مناسبة تتيح للطفل فرص الحديث والتعبير والاستماع ومشاركة الكبار في تجاربهم ،وذلك يزيد من حصيلة الطفل من المفردات وتركيب الجمل والنطق السليم ، مما يسهم في بناء القدرة اللغوية لدي الأطفال في المستقبل .
ومؤسسات رياض الأطفال تقدم للطفل مناسبات للتعلم الاجتماعي وتساعده كذلك بطريقة نشطة على المرور من التركيز على الذات إلى نشاطات تعاونية بين الأطفال تسيرها قواعد مشتركة مفهومة ومقبولة عن طواعية ،وتسهم في تشجيع التعاون ونكران الذات وحل الخلافات ،وتحقيق التوازن بين تنمية الذات واستقلال الطفل وارتياد آفاق علاقات جديدة مع الآخرين .
وتشير الاتجاهات الحديثة في إشباع حاجات الطفولة إلى أهمية توفير النشاطات المبدعة وما يرافقها من نمو الاتجاه نحو العمل في تحقيق النمو السوي للأطفال ،وقد ربط الكثير من الدراسات بين نمو روح القصد ونمو النشاطات المبدعة ،وأوضحت نتائج تلك الدراسات أهمية دور كل من المنزل ورياض الأطفال في تنمية السلوك القصدي – أو إعداد الطفل للعمل القصدي – بما يقدمانه للطفل من وسائل تثري خياله وتخصب فكره وتوسع افقه ويمكن للمنزل أو رياض الأطفال زيادة عدد المفردات اللغوية التي يكتسبها الطفل بما يقدمانه من صور وكتب وكلمات مكتوبة على ألواح مرتبطة بأشياء معينة ،تمهد الطريق لتعلم مهارات القراءة فيما بعد .
وتشير الاتجاهات الحديثة في إشباع حاجات الطفولة إلى أهمية اللعب بعامة،و اللعب الموجه بخاصة في إشباع متطلبات النمو بمرحلة الطفولة المبكرة .فاللعب ، بإشكاله وطرائقه المختلفة ،يساعد الطفل في اكتشاف العالم الذي يحيط به ، وفي اكتساب كثير من المعلومات والحقائق عن الأشياء والناس في البيئة التي يعيش فيها ،فيتعرف الطفل من خلال أنشطة اللعب والتفاعل مع أدواته الإشكال والألوان والإحجام ، ويقف على ما يميزها من خصائص مشتركة وما يجمع بينها من علاقات ،ويلم بما تنطوي عليه من أهمية .وكل هذا يثري حياة الطفل العقلية بمعارف وافرة عن العالم المحيط به وبمهارات معرفية ،تعينه على فهم العالم والتكيف معه . اللعب يكون جانبا مهما في البرنامج اليومي بمؤسسات رياض الأطفال لإشباع متطلبات النمو الجسمي والحركي في هذه المرحلة العمرية .والبيئة التعليمية والخبرات التربوية التي تقدمها رياض الأطفال توفر إمكانات متنوعة للعب وتعمل على إشباع حاجات الطفولة المختلفة .فالمساحات المتسعة للعب تنمى الجانب الجسمي ،وإتاحة الفرص أمام الطفل للعب مع رفاقه تنمى الجانب النفسي والاجتماعي ،وتوفير جميع ألوان الألعاب التي يميل الأطفال إليها – مثل أدوات القفز والتسلق والأرجوحة والدمى والكرة –تنمى الناحية العقلية والابتكارية ،وتوفير أماكن غنية بالنباتات والزهور والحيوانات تنمي الجانب الجمالي والابتكارى والخلقي لديهم .لذا فمن الضروري توفير جو من الحرية في لعب الأطفال ، ولا يتدخل فيه الكبار إلا من اجل إبداء الملاحظات التى تفسر اللعب أو تنظمه.
وتشير الاتجاهات الحديثة في إشباع حاجات الطفولة إلى أهمية التربية الدينية في هذه المرحلة ،حيث تؤكد الدراسات النفسية الحديثة ضرورة غرس القيم الدينية في نفوس الأطفال الصغار حتى يتكون لديهم الإيمان والأمل والحب والخير اللازم لنمو شخصيتهم السوية .ويتم غرس هذه القيم لدي الأطفال ، من خلال المحاكاة ، ومن خلال تقبلهم لقيم البيت ورياض الأطفال أكثر من تقبلهم إياها من خلال المفاهيم المجردة التى تمدهم بها كتب التربية الدينية وهذا لا يعنى إغفال أهمية دور كتب التربية الدينية أو التركيز على القدوة الصالحة في التنشئة الدينية الصحيحة .
[ 4 ] الخبرات التربوية التي تضمنها برامج ومناهج رياض الاطفال:
تتأثر الخبرات التربوية التي تتضمنها برامج ومناهج الأطفال بتطور النظريات النفسية، وبالاتجاهات الحديثة في تخطيط برامج ومناهج رياض الأطفال، وبالفلسفات التربوية التي تنتظم في إطارها هذه الخبرات، وكذلك بالعوامل المؤثرة في اختيارها.
1-النظريات النفسية المؤثرة في تخطيط برامج ومناهج رياض الأطفال:
تأثرت برامج ومناهج رياض الأطفال بعدد من نظريات النمو ونظريات تعلم طفل ما قبل المدرسة ومنها:النظرية النضجية، والنظرية السلوكية، والنظرية الإنسانية، والنظرية المعرفية النمائية.
(أ) النظرية النضجية:
ويرى أنصارها أن الطفل يولد وهو مزود باستعدادات تحدد إمكاناته النمائية بصفة جوهرية؛أي أن العوامل البيولوجية أو الوراثية هي المئولة أصلا عن نمو الطفل.ولما كان الطفل يولد بقدرات وطاقات تنضج وحدها مع النمو، كما أن أنصار هذه النظرية يرون ضرورة توفير بيئة تربوية ملائمة لنمو إمكانات الطفل، وذلك يتطلب بيئة تربوية ملائمة لنمو إمكانات الطفل ، وذلك يتطلب بيئة تعليمية حسنة التنظيم بها مشرفون متحمسون لبذل العون، وقادرون على توجيه الطفل في عملية الاختيار الحر للأنشطة التعليمية التي تسهم في توفير الفرص اللازمة لنموه.
(ب) النظرية السلوكية:
ويرى أنصار هذه النظرية أن الطفل كائن حي متفاعل بصورة واضحة مع المثيرات المختلفة التي يتعرض لها، وانه يستجيب بدلا من أن يبادر، لذا يمكن التنبؤ بسلوكه من التجارب السابقة. كما يعتقدون أن جميع أنواع السلوك يتم تعلمها حيث تستجيب الأعصاب تلقائيا للمنبهات، وعندما تعزز الاستجابات بالمكافيحدث التعلم ، ودون المزيد من المعززات على فترات معينة تخمد الاستجابات. وفي ضوء هذه النظرية، يمكن تشكيل الاستجابات وتعديلها بتعزيز المرغوب منها والمقررة سابقا، أي أن سلوك الطفل يتشكل من قبل قوى خارجية، ويمكن قياسه فقط من خلال الاستجابات الواضحة التي يسهل ملاحظتها؛ولذا يري أنصار هذه النظرية تجزئة المهارات المعقدة المراد تعليمها للأطفال إلى أجزاء بسيطة متدرجة وفق خطوات متسلسلة ،ويرون أن المعلمة مسئولة عن إعداد البيئة ، التي تعزز السلوك الملائم ، والتي تتيح للطفل التعرض للمثيرات التي يمكن ضبطها .
ومن المعالم البارزة لتطور النظريات السلوكية المعاصرة ظهور نظريات التعلم الاجتماعي وما تضمنته من تطبيقات ناجحة في ميدان تكنولوجيا تعديل السلوك ،وقد تطورت تلك النظريات على أيدي سكينر وروتر وباندورا وتلميذه ايزنك وغيرهم . واهتمت معظم نظريات التعلم الاجتماعي بدور التدعيم أو الإثابة في التعلم، بعدما تبين أن للتدعيم مؤثرات قوية في التعلم وفي انتقاء السلوك في المواقف المختلفة، وان نواتج الاستجابة تعمل كمحددات رئيسة للسلوك.وترتب على ذلك تطوير برامج للتعليم الذاتي ، كما أسهمت تلك النظريات في تعلم كثير من العادات والمهارات السلوكية المختلفة ،وفي تنمية السلوك التمييزي القائم على إدراك التباين والاختلاف ،والسلوك التكاملي القائم على إدراك التشابه والتماثل ،و شك في أن عمليتي التمايز والتكامل أساس تكوين المفاهيم والتصورات .
(جـ ) يري أنصار النظرة الإنسانية ،وعلى رأسهم البورت وكومبس ، وماسلو ومير في وروجز أن كل فرد لديه قوة فطرية تمكنه من أن يصبح بصورة فعالة وخلاقة ما يريد أن يكون ، بالطرق التي تكون منسجمة مع رؤيته لنفسه ،فالشخص يتصرف كوحدة ديناميكية كاملة يقبل ويرفض ويتصرف وفقا لمثيرات خارجية مع احتفاظه بصفاته الذاتية للأحداث الحاضرة والماضية ، فيما يتعلق بأهداف الشخص المتطورة الخاصة بادراك الذات .فالطفل لديه دوافع داخلية لتحدث أنماط الاستجابة ،وبموجب هذا الرأي يتم تهيئة البيئة التعليمية التي تمكن الطفل من أن يبادر ويبتكر بدلا من مجرد الاستجابة إلى مجموعة ثابتة من الظروف .
( د) النظرية المعرفية النمائية :
يختلف أصحاب هذه النظرية عن مؤيدي نظرية النضج الذين يوجهون اكبر اهتمام إلى عوامل النمو الداخلي ،و عن السلوكيين الذين يرون أن العوامل الخارجية هي التي تتحكم في التعلم .ويري أنصار هذه النظرية الذين يسمون عادة بالتفاعليين أن الطفل ينمو نتيجة للتفاعل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية .ويطلق عليها النظرية البنائية لتأثرها بنظرية بياجيه في كيفية تعلم الأطفال أو بناء معلوماتهم .وطبقا لهذه النظرية يبادر بالقيام بكثير من النشاط الاستطلاعي ،ويتنازل الأشياء ،ويعالجها بأساليب مختلفة ،وذلك يساعده على وضع نظام للتفكير في الدينا من حوله .وأدت هذه النظرية إلى ظهور التربية المفتوحة التي توفر البيئة الملائمة للنمو المتكامل للطفل ،و التي يمثل اللعب فيها مكانه خاصة ،حيث فواصل بين اللعب والتربية .وبصفة عامة يتأثر تخطيط الخبرات التربوية التي تتضمنها برامج ومناهج رياض الأطفال بواحدة أو أكثر من تلك النظريات السيكلوجية ، التي تفسر حدوث التعلم .ومن الضروري اختيار النظرية التي تلائم مستوي تطور النظام التعليمي ، خاصة وان نتائج البحث العلمي أوضحت أن النظريات العلمية المحددة بصورة واضحة تسفر عن نتائج جيدة ،عندما تطبق بصورة منسجمة من قبل المعلم ، الذي يؤيد بقوة نظرية معينة منها ويطبقها باتساق .



[1] . بدران، شبل (2000). الاتجاهات الحديثة في تربية طفل ما قبل المدرسة ، آفاق تربويةمتجددة ، الدار المصرية اللبنانية، بيروت ، ص 15 .



[2] . بدران، شبل . المرجع السابق ص 18 .
[3] . بدران، شبل (2000). الاتجاهات الحديثة في تربية طفل ما قبل المدرسة ، آفاق تربويةمتجددة ، الدار المصرية اللبنانية، بيروت ، ص 132 .

[4] . بدران، شبل ، مرجع سابق ، من ص 178 إلى ص 180 .



رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 8, 2011, 06:38 PM
 
رد: الإتجاهات الحديثة لتربية طفل ما قبل الروضة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
طفل ، روضة ، إتجاهات ، الحديثة ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طلب كتاب الإتجاهات المعاصرة في التعليم العالي الودقى أرشيف طلبات الكتب 1 November 25, 2011 06:07 PM
كتاب عن التربية المكتبية لاطفال الروضة امل جمال أرشيف طلبات الكتب 1 May 5, 2010 11:26 AM
كتاب عن أطفال الروضة عربيه انا أرشيف طلبات الكتب 8 May 11, 2009 03:47 PM
°o.O ( دعونا نت ع لم من أطفال الروضة ) O.o° ضمة غلا المواضيع العامه 0 February 7, 2008 01:42 PM


الساعة الآن 06:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر