فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #34  
قديم February 4, 2012, 02:37 PM
 
رد: ديوان الشاعر الأندلسي ابن زيدون ، اروع قصائد الشاعر ابن زيدون

هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
فَصلِي بِفَرْعِكَ لَيْلَكِ الغِرْبِيبَا
ولدَيْكِ، أمثالَ النّجومِ، قلائدٌ،
ألِفَتْ سَمَاءكِ لَبّة ً وَتَرِيبَا
لِيَنُبْ عَنِ الجَوْزَاء قُرْطُكِ كْلّما
جَنَحَت، تُحَثّ جَنَاحَها تَغْرِيبَا
وإذا الوشاحُ تعرّضتْ أثناؤهُ،
طلعَتْ ثريّا لمْ تكنْ لتغيبَا
وَلَطَالَمَا أبْدَيْتِ، إذْ حَيّيْتِنَا،
كفّاً، هيَ الكفّ الخضيبُ، خضيبَا
أظنينَة ً ! دعوَى البراءة ِ شأنُهَا،
أنتِ العدوّ، فلمْ دعيتِ حبيبَا؟
ما بَالُ خَدّكِ لا يَزَالُ مُضَرَّجاً
بدمٍ، ولحظُكِ لا يزالُ مريبَا؟
لوْ شئتِ، ما عذّبتِ مهجة َ عاشقٍ
مُسْتَعْذِبٍ، في حُبّكِ، التّعْذِيبَا
وَلَزْرْتِهِ، بَلْ عُدْتِهِ، إنّ الهَوى
مرضٌ، يكونُ لهُ الوصالُ طبيبَا
مَا الهجرُ إلاّ البينُ، لولا أنّهُ
لَمْ يَشْحُ فَاهُ بِهِ الغُرَابُ نَعِيبَا
ولقدْ قضى فيكِ التّجلّدُ نحبَهُ،
فَثَوَى وَأعْقَبَ زَفْرَة ً وَنَحِيبَا
وأرى دموعَ العينِ ليسَ لفيضِهَا
غَيْضٌ، إذا ما القَلبُ كانَ قَلِيبَا
مَا لي وللأيّامِ، لجّ معَ الصِّبَا
عدوانُهَا، فكَسَا العذارَ مشيبَا
محقتْ هلالَ السّنّ، قبلَ تمامِهِ؛
وذوَى بهَا غصنُ الشّبابِ رطيبَا
لألمّ بي مَا لوْ ألَمّ بشاهقٍ،
لانْهَالَ جَانِبُهُ، فَصَارَ كَثِيبَا
فَلَئِنْ تَسُمْني الحَادِثَاتُ، فقد أرَى
للجفنِ، في العضبِ الطّريرِ، ندوبَا
وَلَئِنْ عَجِبْتُ لأنْ أُضَامَ، وَجَهوَرٌ
نِعْمَ النّصِيرُ، لَقَدْ رَأيتُ عَجيبَا
مَنْ لا تُعَدّي النّائِبَاتُ لجَارِهِ
زَحْفَاً، وَلا تَمْشِي الضَّرَاء دَبِيبَا
ملكٌ أطاعَ اللهَ منهُ موفَّقٌ؛
مَا زَالَ أوّاباً إلَيْهِ مُنِيبَا
يأتي رضاهُ معادياً وموالياً،
ويكونُ فيهِ معاقباً ومثيبَا
مُتَمَرِّسٌ بالدّهْرِ، يَقْعُدُ صَرْفُهُ
إنْ قامَ، في نادي الخطوبِ، خطيبَا
لا يوسمُ الرّأيُ الفطيرُ بهِ، وَلا
يعتادُ إرسالَ الكلامِ قضيبَا
تأبَى ضرائبُهُ الضُّروبَ نفاسة ً
منْ انْ تقيسَ بهِ النّفوسُ ضريبَا
بَسّامُ ثَغرِ البِشْرِ، إنْ عَقَدَ الحُبَا،
فرأيْتَ وضّاحاً، هناكَ، مهيبَا
مَلأ النّواظِرَ صَامِتاً، وَلَرُبَّمَا
ملأ المَسَامِعَ سَائلاً ومُجِيبَا
عِقْدٌ، تألّفَ في نِظَامِ رِيَاسة ٍ،
نَسَقَ اللآلىء َ مُنْجِباً وَنَجِيبَا
يَغْشَى التّجارِبَ كَهلُهُمْ، مُستغنياً
بقَرِيحَة ٍ، هِيَ حَسْبُهُ تَجْرِيبَا
وإذا دعوْتَ وليدَهُمْ لعظيمة ٍ،
لَبّاكَ رَقْراقَ السّمَاحِ، أدِيبَا
هممٌ تنافسُها النّجومُ، وقد تلا،
في سؤدَدٍ منْهَا، العقيبُ عقيبَا
ومحاسنٌ تندى رقائقُ ذكرِها،
فتكادُ توهِمُكَ المديحَ نسيبَا
كالآسِ أخضرَ نضرة ً، والوردِ أحمرَ
بهجة ً، والمِسْكِ أذفرَ طيبَا
وإذا تفنّنَ، في اللّسانِ، ثناؤُهُ،
فَافْتَنّ، لَمْ يَكُنِ المُرَادُ غَرِيبَا
غَالى بمَا فيهِ، فغيرُ مواقعٍ
سَرَفاً، وَلا مُتَوقِّعٍ تَكْذِيبَا
كان الوُشَاة ُ، وَقَد مُنيتُ بإفْكِهِمْ،
أسباطَ يعقوبٍ، وكنتُ الذّيبَا
وإذا المُنى ، بقبولِكَ الغضّ الجنى ،
هُزّتْ ذَوَائِبُهَا، فَلا تَثْرِيْبَا
أنا سيفك الصّدىء الذي مهما تشأ
تُعِدِ الصّقَالَ إليه والتّذْ رِيبَا
كمْ ضاقَ بي من مذهبٍ في مطلبٍ،
فثنيْتَهُ فسحَ المجالِ، رحيبَا
وزهَا جنابُ الشّكرِ حينَ مطرْتَهُ
بِسَحَائِبِ النُّعْمَى ، فَرُدّ خَصِيبَا
  #35  
قديم February 4, 2012, 02:39 PM
 
رد: ديوان الشاعر الأندلسي ابن زيدون ، اروع قصائد الشاعر ابن زيدون

هل النّداءُ، الذي أعلنتُ، مُستَمَعُ؛
أمْ في المِئاتِ، التي قدَّمتُ، مُنتَفَعُ؟
إنّي لأعجبُ منْ حظٍّ يسوِّفُ بي،
كاليأسِ من نيلِه، أن يجذبَ الطمعُ
تأبَى السّكونَ إلى تَعلِيلِ دهرِيَ لي،
نفسٌ إذا خودعتْ لم ترضِها الخدَعُ
ليسَ الرّكونُ إلى الدّنيا دَليلَ حِجًى ،
فإنّها دُوَلٌ، أيّامُهَا مُتَعُ
تأتي الرّزايا نظاماً من حوادِثِهَا،
إذِ الفَوائِدُ، في أثْنَائِهَا، لُمَعُ
أهلُ النّباهة ِ أمثالي لدهرِهمُ،
بقَصرِهمْ، دون غاياتِ المُنى ، وَلَعُ
لولا بنو جهورٍ ما أشرقَتْ همَمي،
كمِثْلِ بِيضِ اللّيالي، دُونَها الدُّرَعُ
همُ الملوكُ، ملوكُ الأرضِ دونهمُ،
غِيدُ السّوالِفِ، في أجيادِها تَلَعُ
من الوَرَى ، إنْ يَفوقوهمْ، فلا عجبٌ،
كذلكَ الشّهرُ، منْ أيّامِهِ، الجمعُ
قومٌ، متى تحتفلْ في وصفِ سؤدَدِهم
لا يأخذِ الوصفُ إلاّ بعضَ ما يدَعُ
تَجَهَّم الدّهرُ، فانصَاتَتْ لهُمْ غُرَرٌ،
ماءُ الطّلاقة ِ، في أسرارِها، دفعُ
باهتْ وجوهُهُمُ الأعراضَ من كرمٍ؛
فكلّما راقَ مرأى ً طابَ مستمعُ
سروٌ، تزاحمُ، في نظمِ المديح لهُ،
محاسِنُ الشِّعرِ، حتى بَينها قُرَعُ
أبو الوليدِ قدِ استوفَى مناقبِهُمْ،
فللتّفاريقِ منْهَا فيهِ مجتمعُ
هوَ الكريمُ، الذي سنّ الكرامُ لهُ
زُهْرَ المَساعي، فلَمْ تَستهوِه البِدَعُ
من عترة ٍ أوهمَتْهُ، في تعاقُبِها،
أنّ المكارمَ، إيصاءً بها، شرعُ
مهذَّبٌ أخلصَتْهُ أوّليّتُهُ،
كالسّيفِ بالغَ في إخلاصِهِ الصَّنَعُ
إنّ السّيوفَ، إذا ما طابَ جَوْهرُها،
في أوِّل الطّبعِ، لم يعلَقْ بها طبعُ
جذلانُ يستضْحكُ الأيّامَ عن شيمٍ،
كالرّوْضِ تَضْحَكُ منه في الرُّبى قِطَعُ
كالبارِدِ العَذْبِ، لذّتْ، من مَوارِدِه
لشاربٍ غبَّ تبريحِ الصّدى ، جرعُ
قلْ للوزيرِ، الذي تأميلُهُ وزرِي،
إنْ ضاقَ مضطربٌ، أوْ هالَ مطّلعُ
أصخْ لهمسِ عتابٍ، تحتَهُ مقة ٌ،
وَكلّفِ النّفْسَ منها فوقَ ما تَسَعُ
ما للمتَابِ، الذي أحصفتَ عقدَتَهُ،
قد خامرَ القلبَ، من تضْييعه، جزعُ؟
لي، في الموالاة ِ، أتباعٌ يسرّهُمُ
أنى لهُمْ، في الذي نِجزَى به، تَبَعُ
ألستُ أهلَ اختصاصٍ منكَ، يلبسُني
جَمالَ سِيماهُ؟ أمْ ما فيّ مُصْطَنَعُ؟
لم أوتِ في الحالِ، من سعيي لديك، ونى ً
بلْ بالجدودِ تطيرُ الحالُ أوْ تَقعُ
لا تستجِزْ وَضْعَ قدرِي بعد رَفْعِكَهُ،
فاللَّهُ لا يَرْفَعُ القَدر الذي تَضَعُ!
تقدّمَتْ لكَ نعمى ، رادَها أملي،
في جانِبٍ، هوَ للإنْسانِ مُنتَجَعُ
ما زالَ يونقُ شكرِي في مواقِعِها
كالمُزْنِ تونِقُ، في آثارِهِ، التُّرَعُ
شكرٌ، يروقُ ويرضي طيبُ طعمته،
في طَيّهِ نَفَحاتٌ، بَينَها خِلَعُ
ظنّ العِدا، إذْ أغبّتْ، أنّها انقطعتْ؛
هَيهاتَ ليسَ لِمدّ البَحرِ مُنقطَعُ
لا بأسَ بالأمرِ، إنْ ساءتْ مبادئُهُ
نفسَ الشّفيقِن إذا ما سرّتِ الرُّجَعُ
إنّ الأُلَى كنتُ، من قبل افتضاحِهمِ،
مثلَ الشّجا في لهاهُم، ليس يُنتَزَعُ
لم أحظَ، إذْ همْ عِداً، بادٍ نِفاقُهمُ،
إلاّ كما كنتُ أحظَى ، إذْ همُ شيعُ
ما غاظهمْ غيرُ ما سيّرْتُ من مدَحٍ،
في صَائِكِ المِسكِ من أنفاسِها فَنَعُ
كَمْ غُرَّة ٍ لي تَلَقّتْها قُلُوبُهُمُ؛
كمَا تلقّى شهابَ الموقِدِ الشّمَعُ
إذا تأمّلتَ حُبْي، غِبَّ غَشّهِمِ،
لم يَخفَ من فَلَقِ الإصْباحِ مُنصَدِعُ
تلكَ العرانينُ، لم يصلُحْ لها شممٌ،
فكانَ أهونَ ما نِيلَتْ بهِ الجدَعُ
أوْدَعتَ نُعماكَ منهمْ شرَّ مُغتَرَسٍ،
لَن يَكرُمَ الغَرْسُ حتى تكرُم البُقعُ
لقد جَزَتهُمْ جَوازِي الدّهرِ عن مِننٍ
عفَتْ، فلم يثنهمْ، عن غمطها، ورعُ
لا زالَ جدُّكَ بالأعداءِ يصرعُهُمْ؛
إنْ كانَ بينَ جدودِ النّاسِ مصطرعُ
  #36  
قديم February 4, 2012, 02:41 PM
 
رد: ديوان الشاعر الأندلسي ابن زيدون ، اروع قصائد الشاعر ابن زيدون

ولمّا التقينَا للوداعِ غديّة ً،
وَقد خَفَفَتْ، في ساحة ِ القصرِ، رايَاتُ
وقرّنَتِ الجردُ العتاقُ، وصفّقَتْ
طبولٌ، ولاحتْ للفراقِ علاماتُ
بَكَيْنا دَماً، حتى كأنّ عُيونَنا،
لجَرْيِ الدّموعِ الحُمرِ، فيها جَراحاتُ
وكنّا نرجّي الأوْبَ، بعدَ ثلاثة ٍ؛
فكيفَ، وقد كانتْ عليهَا زياداتُ !
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ديوان ، شاعر ، اندلسي ، ابن زيدون



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجني و الشاعرة kleer روايات و قصص منشورة ومنقولة 2 November 25, 2010 04:52 PM
الشاعرة والجني كلنا محمد روايات و قصص منشورة ومنقولة 0 December 27, 2007 04:07 PM


الساعة الآن 01:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر