فيسبوك تويتر RSS


  #10  
قديم November 28, 2011, 02:22 AM
 
رد: يوميات هادئة

والدي كان استثنائياً ، فهو يفهم كلا منا لمجرد النظر في عينيه
رحمه الله
شكرا لك أمينة و آسفين لإزعاج الأخت (عساها بخير)
أتمنى أن تساعد كتاباتي دوما في تغيير جوّك
لا عشت ضيقا ،،
لإطلالتك باقة لوتس
رد مع اقتباس
  #11  
قديم December 9, 2011, 12:47 AM
 
Icon12 رد: يوميات هادئة

يوم عيد الدّيك المحمّر

بدأ كلُّ شيءٍ عندما أصبح يوم عيد الشكر كان يوم أحد ، الجوّ بارد جدا
لكن رائحة الطعام كانت تدفئ الأحشاء بالأماني و الوعود الطفولية الوردية
الديك الرومي المحمّر كان وجبة تؤكل في بيتنا مرّة كلَّ سنة ، و هي فرصة يجب أن تستغل أمثل استغلال ، لذلك كنتُ و شقيقي لا نشرب الحليب مساء السبت و لا نتناول العشاء أيضا و نصارع زقزقة الجوع طول الليل ،
في صبيحة الأحد نأكل بعض الحلوى العجينية الخفيفة حتى لا نموت و نحافظ على وعينا إلى وقت العصر ففي هذا اليوم يقدم المسيحيون دعوات الشكر على العشاء لذلك يفضل والدي أن نسبقهم و نتناول العشاء وقت العصر لنقضي بقية المساء في .. دعونا لا نسبق الأحداث .

كانت الساعة تخطو ببطئ كئيب و مرير نحو العاشرة تماما ، لقد كانت أعمق أحلامنا و أمانينا أن يستقر العقرب الصغير في الساعة على الرقم أربعة ، آه كم نحب هذا الرقم في هذا اليوم .
أختي لولو لم تكن تهتم ، لذلك فهي سعيدة بجو العطلة إلى جانب جوّ الاحتفال الذي تعيشه مدينة سانت بالذات و حيّنا على وجه الخصوص ، كان الثلج يغطي نصف الحديقة أما النصف الثاني فقد تقاذفته لولو مع بنات الجيران . و أحيانا تطلب منّا أن نختبئ تحت سور الحديقة و تقذف كرات الثلج عشوائيا دون أن نظهر حتى لا تغضب البنات الأخريات .و طبعا كنا نلبي رغبتها مقابل بعض من نصيبها من الديك أذكر أنها لم تفي أبدا بوعودها فيما يخص هذه الاتفاقات ، فهي تتعمد أن يعلم أبي بالاتفاق ثم يلغيه و يسمعنا أنا و شقيقي محاضرة عن النصب و الاحتيال* .
عند الثانية عشر بدأ الجوع يتحول إلى وحش ضارٍ لا قبل لنا به ، لذلك خرجنا إلى الحي لنسلي عنا الآلام و ننساها باللعب ، كنا في الثانية عشرة من العمر في الحي كان جون بيار ابن الجيران يلعب النرد مع فرانك البدين ، كلن جو غشاشاً بكل ما تحمله الكلمة من جوانب و معاني ، و طبعا فرانك لم يكن من النوع الذي ينتبه أو على الأقل لن ينتبه قبل انتهاء اللعبة و كسب جو للرهان غالبا ، وقوفنا أمام اللعبة كان يضايق جو ، فنحن نعرفه و نعرف خدعه ، لذلك توقفا عن اللعب و قررنا أن نذهب للعب قليلا قرب حديقة السيد ميشال ،
كان اليسد ميشال ظريفا إلى حد ما ، فليس لديه أولاد ، يعيش مع زوجته إيزابيلا الاسبانية التي أصبحت بدينة مترهلة عجوزا ، لكنه يقص علينا دوما بطولته في حرب التحرير ، و كيف التقى بإيزابيلا في إسبانيا و عاد بها ، طبعا لم تكن قصص الحب آنذاك تهمنا ، بل كنّا نهتم بالحرب و القتلى و الأسلحة أكثر .
لم نكن نملك كرة للعب ، لذلك نطلب من ألفريد أن يلعب معنا فهو يملك كرة قدم جيدة أحضرها والده من ألمانيا ، و لنتكافئ في اللعب نحضر ايريك الذي لا حب الكرة ليكون حارس مرمى ، و نافار ليلعب معنا انا و شقيقي ضد البقية .

بدأت الحرب أو المقابلة إن صحّ وصفها ، كانت صراعا همجيا على الكرة ، لا أحد يمرر للآخر ، الكل يريد تسجيل الهدف ، إذا سقط زميلك فدس عليه دون أن تنتبه فتسجيل الهدف أهم منه و من حياته ، و إذا شعرت بالتواء في كاحلك فلا تحاول أن تنسحب من اللعبة لأننا سنجتمع عليك و نكسر عظامك بدل أن تعالج كاحلك .
إن اللعب كان مجرد تسمية لا معنى لها و لا صلة تربطها بالعذاب الذي كنا نقوم به و الغريب في الأمر أننا كنّا سعداء جدا .

كل هذا لم يدفع بعقارب الساعة بعيدا ، كانت الثانية و النصف عندما دخلنا البيت ، أخذنا حماما و غيّرنا ملابسنا و بدأنا في اكتشاف الجروح و الالتواءات و خسائر الحروب العادية و الروتينية و كم كان ذلك مضحكا و مسليا .
لا أعلم إن كان وسيم قد نام أيضا ، و لكنني نمت بعمق و أفقت على رائحة الديك الخارج من الفرن أولا ثم صوت والدي يخبرني أن الغداء أصبح جاهزا .
قمت كالمسحور مسرعا ، اغتسلت و جلست على الطاولة أنتظر والدي الذي بدأ يقطع الديك ، كانت أول قطعة لوالدتي ، و التي بعدها للولو التي بدأت تتلقى غمزاتنا المذكّرة بحقوقنا من نصيبها ، لكنّ والدي يطلب منها أن تأكل نصيبها وحدها فتضحك ببراءة ربما و تشير إلينا أنها معذورة .
لم نكن نتذمّر طويلا لأن والدي يأخذ أصغر قطعة و نقتسم أنا و شقيقي الباقي ، إلى جانب الجبن و البطاطس المقليّة التي تفقد قيمتها في حضرة الديك المحمّر .

اليوم لم ينتهي بعد ،، لكن ذاكرتي تقف هنا لألا تتعدى حدود
يوم آخر سماؤه مظلمة لكنّ المدينة تأبى الاعتراف به ليلاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
* لأول مرة منذ تلك الأحداث و إلى غاية كتابة هذه السطور ، لم أشعر أبدا أن لولو قد تكون فعلت ذلك عمداً و ربما أني و شقيقي ضحايا احتيالها و ليس العكس .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم December 13, 2011, 04:38 AM
 
رد: يوميات هادئة

ان تتاتي متاخرا خيرا من الا تاتي
اعذرني لتاخري
لرصد كل تلك الاحداث الصاخبه
طفوله..حب..عائله..مغامرات
احجز لي هنا مكان
__________________



لا تحاول أن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه ...
فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى...
ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى...
فأنظر إلى تلك الأوراق التي تغطي وجهه السماء ...
ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزء منها ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوميات رجل لا دنب لي الا انتي كلام من القلب للقلب 5 May 7, 2011 12:24 PM
يوميات حاج المدرب د.أشرف عبد الجواد كتب اسلاميه 1 November 22, 2010 01:03 AM
يوميات قلب جنان الدليمي شعر و نثر 7 March 9, 2010 12:09 AM
يوميات حاج سفير الفضيلة النصح و التوعيه 0 December 12, 2008 04:46 PM


الساعة الآن 03:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر