فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم November 9, 2011, 03:16 AM
 
Zip قصص قبل النوم (1)

كنت أجلس عند الموقد ، أحاول تصفية ذهني ، و أتأمل ألسنة النار في هدوء و براءة ، كنت في الخامسة من عمري ، لم أكن مثل الآخرين ، أميل على عكسهم للسكون و الرتابة و المطالعة العميقة ، كما أن لا أخرج كثير إلى الشارع و لا أحب الصخب و الفوضى ، كما أنـــ ..
لا لا
[ضميري سيؤنبني بعد هذا]

إليكم الحقيقة و لا شيء سوى الحقيقة ، لم أكن الطفل الذي يتمناه أي أب و أم ، لا أعلم بالتحديد لماذا ، ربما لأنني سكبت من الشرفة كوب حليب ساخن على رأس جارنا الأصلع ، أو ربما لأنني حاولة مرة تعليم فرخ دجاج التحليق من سقف بيت جدي ، و لكنه كان أحمق و لم يحرك جناحيه فكان ما كان .
في هذا اليوم بالتحديد لم أكن تأمل ألسنة اللهب ، بل كنت أترقب فرصة خلو الجو كي أرمي بعبوة مبيد الحشرات ، لقد أخبروني أنها تحدث انفجارا كالقنابل
لكن جدتي أفسدت الأمر ، و بددت أحلامي بتحقيق أول تفجير في حياتي [رغم أن التفجير حدث فعلا في وقت لاحق من نفس الشهر]
جلست أمام الموقد هي أيضا على كرسيها المتأرجح المريح ، نظرت إلي طويلا ثم طلبت مني أن أجلس قربها لتروي لي حكاية . و لكم كنت أكره الحكايات ، رغم أني لم أسمع قبلها أبدا قصة كاملة ، فقد أدخل أصبعي في فمي لأتقيئ فقط لأتهرب من هذا الوقت الضائغ في الهدوء الممل و الإنصات الغبي .

كانت نظراتها حادة [كعادتها] و كلماتها مكتومة لا توحي إلا بما تقول دون زيادة أو نقصان .
سأحكي لك يا بني عن قصة قديمة عن ألسنة اللهب
[في فتور و حسرة] - تبدو شيقة جدا يا جدتي
-:
في بلدة ما بعيدة عن هنا ، كانت تعيش فتاة لسنها آسيا في مثل سنك
- لماذا تكون القصص دوما عن أطفال في مثل سننا ؟
[بحنق]- ربما لأنهم يكونون في مثل سوءك و شقاوتك ، لا تقاطعني مرة أخرى
(و صفعة على مؤخرة الرأس)
كانت تخاف النار ، و حيثما كان لهب مهما كان صغيرا ، ابتعدت و كأنها تفر من الغول.
و في إحدى الأيام عثرت على لؤلؤة جميلة وسط الغابة ، فأسرعت بها إلى والدها الذي كان يعمل حطابا في الغابة ، فلما رآى الأب اللؤلؤة كاد يطير فرحا ، و فكر في بيعها و شراء كل ما ينقص البيت ، و بفائض المال سيشتري فأسا جديدة لألا يتعب كثيرا في عمله .
كانت آسيا سعيدة جدا لأجل أبيها ، و لأنها و أمها ستحصلان على ثياب جديدة و أثاث جديد و فراش جديد أيضا ، لقد كانت ابتسامة حظ عريضة بحياتها قد لا تتكرر .
بعد أيام قليلة ، كانت آسيا تمر من نفس تلك الطريق الذي وجدت فيه اللؤلؤة ، و كانت تسيح فعينيها علها تجد ابتسامة آخرى للقدر الذي ظنت به الجود و السخاء ،
فجأة قفزة نحو شيء ما ، حملته و أسرعت بخطى متراقصة نحو البيت ، لقد وجدت لؤلؤة أخرى .
باعها والدها و اشترى عربة لنقل الحطب من الغابة ، فهي تسهل عمله أكثر ، كما أن باقي المبلغ أغدق به زوجته و ابنته بسخاء في كل ما تشتهيان .
بعد أيام مرت آشيا للمرة الثالثة من نفس الطريق الذي مرت منه قبلا و وجدت حبتي الؤلؤ ، و كانت عيونها تطارد كل بريق على الأرض ، لكنها وقفت فجأة ،
لتجد فتاة بمثل عمرها جميلة بيضاء البشة كطقعة من السحاب ، شعرها أحمر لماع بريقه ينافس عينيها العسليتين ، ترتدي عباءة سوداء ،
سألتها آشيا عن سبب وقوفها هنا ، فأجابت أنها تبحث عن حبات لؤلؤ أسقطتها دون وعي منها قبل شهر ، و هي تبحث عنها ، لكن آشيا ترددت قليلا قبل أن ترد بأنها لم تعثر أبدا على لؤلؤ ، و أنها ستساعدها في البحث عنها .
بحثت الفتاتان طويلا حتى تعبتا ، و قررتا الرحيل قبل الظلام على ان تكملا البحث غدا صباحاً .
عندما حل الظلام ، حملت آسيا مصباحا زيتيا و اتجهت إلى المكان الذي وجدت فيه اللآلئ من قبل ، و ضعت المصباح على الأرض و بدأت تبحث عن أي شيء يبرق بانعكاس نور المصباح عليه ،
لكن المصباح اهتز فجأة و أسقط بعض اللهب على الأرض ،
بدأ اللهب الصغير يكبر بسرعة فائقة و آسيا تتراجع حبوا و الدهشة تشل أوصالها
تجسد اللهب في شكل الفتاة الجميلة التي التقتها اليوم ،
ثم سرعانما تحولت لوحش مرعب بعينين غائرتين مظلمتين ،
وحش من اللهب
انتفضت آسيا و قفز قلبها من بين ضلوعها ،
حاولت الهروب لكن صوته كان يطاردها و صداه الذي ردته الغابة الموحشة كسر روحها هلعا
كان صوته مخيفا قويا متحشرجا ،
كأنما وحش استيقظ من سبات لسنوات كثيرة ، كان الصوت يتوعدها
- سأدمر حياتك يا آسيا ،، سأجدك ،، حيثما هربت سأجدك و ستدفعين ثمن خداعك ،، نيهاهاهاهاهاهاهاهاها
كانت آسيا تتعثر
و تسقط ،
ثم تنهض
تلاحظ أنها تنزف ،
و أن البرد يخترق عظامها لكنها لا تهتم ،
تحاول التقاط أنفاسها و استعادة قلبها الذي كان صوت الوحش يقرعه بصدى صوته القاتل ،
وصلت إلى البيت ،
ارتمت على فراش قريب من الموقد الخشبي
و بعد أن القطت أنفاسها رفعت رأسها لألسنة اللهب التي بدأت تتحد لتشكل وجه الوحش ،
انطلقت ضحكاته قوية تصم قلبها الراعش بصدرها نيهاهاهاهاهاها
بدأ اللهب ينتشر في البيت بسرعة ،
أسرعت لوالديها تفيقهما ،
لكنهما لم يكونا هناك ،
لقد خرجا للبحث عنها عندما أحسا بخروجها بهذا الوقت المتأخر من الليل ،
فتحت نافذة مربعة ضيقة بغرفة نوم والديها و قفزت منها إلى الغابة ،

كانت الحيوانات المفترسة الصيادة في الليالي قد انتبهت للأم و الأب اللذين يشقان بلهب بسيط طريق الغابة المهيب المظلم الموحش ، بدأ الوالدان يسمعان صوت الجوع المفلت من بين أنياب الحيوانات حولهما ،
التصقت الأم بزوجها عندما لمحت تلك العيون الحمراء و الشرر يتطاير منها ،
سمعا ضحكة تشبه طلقة مدفع ، و صداها ،
نيهاهاهاهاهاهاهاها
قبل أن تهاجمهما الذئاب و الضباع من كل نحو و صوب ،
حاول الوالد أن يجعلها تتراجع باللهب الذي بين يديه ،
لكن المصباح اصطدم بفك ذئب فانطفأ ،
و قفز آخر على ذراع الأب و غرز بها أنيابه الحادة ،
أخذ يحرك رأسه يمينا و يسارا ،
صرخ الأب قبل أن ينتبه إلى أن ضبعا عض زوجته من رقبتها و هو الآن يكاد يفضل رأسها عن جسدها
زادت صرخته ألما و حزنا و لم يشعر بأن ذراعه قد اقتلعت و أن الذئب قد مضى ينهشها براحة في ركن قريب ، استمر قطيع الحيوانات المفترسة يلتهم الوالدين حتى فرغا منهما تماما ،
كانت آسيا قد سمعت صرخة أبيها المكتومة فأسرعت نحو الصوت مسرعة ،
تركض بأقصى سرعة في الظلام الدامس ،
تتعثر ،
تسقط ،
تلتفت فترى ألسنة النار تلتهم بيتهم ،
تسمع صدى صوت الوحش المزمجر غضبا ،
يقترب ،
و صوت العواء القريب أيضا من مصدر صرخة أبيها ،
تنهمر الدموع على وجنتيها ،
تلوم نفسها
و تستمر بالركض ،
عندما اقتربت آسيا بدأت تشتم رائحة الدماء ،
كانت تخفف من سرعتها لتزيد دموعها غزارة ،
تعثرت بشي ما ،
طري !
لمستها ،
مادة لزجة تغطيها ،
كأنها أصابع ،
أصابع رقيقة مألوفة ،
قفزت بعيدا عنها عندما عرفت كف والدتها ، كانت تمشي إلى الخلف في تخدر كأنما لا تدرك ما حولها
تعثرت مرة أخرى فمدت يديها حلفها فغرقال بكومة من الأمعاء الممزوجة بالدماء ،
كان صوت الوحش يقترب ،
مضت تركض مرة أخرى عندما وجدت في ركن قريب ذراع والدها و طرف من قميصه نهش ثم تُرك ،
بكت بحسرت مميتة قبل أن تصرخ بأعلى صوتها عندما تدحرج رأس والدها أمامها ، كان وحش اللهب ينظر إليها في غضب قسوة ، قبل أن يضحك بأعلى صوته فيتفجر قلبها رعبا نيهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها

هاجت الذئاب عليها و ماجت ،
كانت تتقافز فتركلها
و أحيانا تمرر مخالبها على جسدها الطري فتشقه و يسيل الدم منه
يزيد الدم من هيجان الذئاب و سعورتها ،
انقض واحد منها على رأسها
كانت هي تصرخ و تصرخ بشدة
تستنجد
و ذراعاها تحاولان تخليص رأسها الذي أحست بأنه سيتفتت بين أنيابه ،
ظلت ضرباتها دون جدوى ،
و فكا الذئب تطبقان على رأسها الذي ظل ينزف ،
ثم فاجأها آخر و عض ساقها ،
زاد صراخها
بدأ يسحبها في عنف و عشوائية و ساقها تتمزق بين أنيابه
دماؤها تنتشر بكل مكان
حاولت ان تضرب بكل ذراع واحد من الذئاب ،
لكن دون جدوى
قفز ثالث و عض خصرها و أخذ يسح من جهته هو أيضا
كانت تنزف بشة و الألم يشتد بها
و صراخها يتعالا
زاد الألم ،
خارت قواها
استمر صراخها حتى عم الغابة
بدأ الصوت يخبو
ثم انقطع فجأة عندما تراجع الذئب و رأسها بين فكيه
و عاد وحش اللهب لضحكته
نيهاهاهاهاهاهاها



- أمممممممممييييييييييييييييييييييييييي
[أذكر أني بت ليلتها بحجرة والدتي]
رد مع اقتباس
  #2  
قديم November 9, 2011, 06:42 AM
 
رد: قصص قبل النوم (1)

يا قلبي على اللي مات من الخوف ..
الله يسامحها هالجدة ..
رعب ..
بس ما أدري ليش أضحك والله ..
يالله يمكن الله يحبني تكفير عاللي عملته ..

إجرااام مو قصه بس الجدة جدا حكيمة .. آثار المفقود وهلم .
لعلها عبرة لمن يعتبر .. رغم أنه ما فاد وصار الإنفجار( عمل اللي براسه )
دام نبضك بالسعادة .
رعب رائع .
__________________


أستغفر الله .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم November 9, 2011, 11:20 AM
 
رد: قصص قبل النوم (1)


الله يسامحها هالجدة ..

شكراً لك أخي على طرحــك هذا

ربي يسعدكـ
__________________

يـا جعل من هو مـات ۆ العيـن تبكيـہ في جنة الفردوس تمشيء مواطيـہ



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تكثروا من السهر .. و لا تقاوموا النوم .. ادخلوا لتعرفوا مدى خطورة محاربة النوم !! مُصعب مقالات طبية - الصحة العامة 6 March 25, 2010 08:49 PM
احدث غرف النوم الكلاسيكيه،غرف نوم كلاسيكيه،ديكورات جديده لغرف النوم،ديكور غرف نوم AHD Ashour الفنون الجميله 1 January 8, 2010 05:02 PM
احدث غرف النوم ،اجدد ديكورات غرف النوم جديدة وناعمه وفخمه AHD Ashour الفنون الجميله 3 January 6, 2010 02:57 AM
شرب الماء على ثلاثة دفعاتهل جربت الابتسامة قبل النوم وبعد النوم وفي كل يوم ؟؟؟ Nab9't 3sh8 الطب البديل 1 August 17, 2009 07:32 PM


الساعة الآن 11:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر