فيسبوك تويتر RSS


  #1  
قديم February 6, 2009, 05:17 PM
 
طلب تحقق, كتاب الاستشراق لادوارد سعيد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ابحث عن كتاب (الاستشراق) للكاتب ادوارد سعيد




إدوارد سعيد - الإستشراق .pdf






ادوارد سعيد - تعقيبات على الإستشراق .pdf







التعديل الأخير تم بواسطة بندر بن عبدالله ; May 2, 2010 الساعة 02:43 AM
  #2  
قديم August 7, 2009, 11:05 AM
 
رد: كتاب الاستشراق لادوارد سعيد

أشكركم على تعاطفكم .
انس
  #3  
قديم August 7, 2009, 06:59 PM
 
Icon7 إليكَ..

أعتقد أن ليس له نسخة إلكترونية ..

إليكَ مااستطعت جمعه من هنآ ..


بعض ما جاء في كتاب الاستشراق - ادورد سعيد:

الشرق هدف لاستطلاعات الغرب ادوارد سعيد .. الاستشراق في غيبوبة الوعي غالية خوجة
في تقديمه للكتاب، يقول (كمال ابو ديب): (ليس كتاب ادوارد سعيد دراسة للاستشراق بوصفه تاريخا. وشخصيات وأحداث، وليس دراسة للشرق كما خلقه الغرب، بل هو اكتناه غوري ، صارم، مشبوب احيانا، لكنه دائما علي درجة مدهشة من حدة اللمعة الفكرية، ونفاذ الحدس، وجوهرية التحليل، لاسئلة جذرية في الثقافة والانسان، اسئلة تدور حول مفاهيم الحقيقة ، و التمثيل ، القوة وعلاقات القوة، وعي الذات، والآخر، حول التصورات التي ينميها الانسان لذاته وللعالم، والتمييزات التي يقيمها بينه وبين الاخر.. وهو ايضا دراسة في الآلية التي تتصلب بها هذه التصورات والتمييزات إلي (معرفة)، معرفة تغدو حين تتم في سياق القوة والسلطة سياسياً واقتصادياً وثقافياً اكثر مما يجسد الاخر، انشاء ذا طاقة مولدة للذات تفعل ضمن شروط نابعة من الذات المعاينة بالدرجة الاولي. ثم من الاخر ، موضوع المعرفة، بدرجة ثانية أو ثالثة فقط. ثم ان الكتاب اكتناه للطغيان الذي يمارسه الانشاء: علي الثقافة الذي تشكل فيها اولا، ثم علي الاخر ثانيا، وللعلاقة وحيدة الاتحاه تقريبا التي تنمو بين الانشاء الثقافة، وبين الفرد المنشئ الذي يكتب، ويتصور، ويفكر ضمن هذا الكون الانشائي بموضوع المعرفة، الاخر).
جاء كتاب (ادوارد سعيد) الاستشراق في ثلاثة فصول:

من الاستشراق الي بني الاستشراق
الفصل الاول: (التعرف علي الشرق/ الجغرافيا التخيلية وتمثيلاتها: شرقنة الشرق/ مشاريع/ ازمات).
الفصل الثاني: (حدود اعيد رسمها، قضايا اعيد تحديدها والدين المعلمن / سلفستر دو ساسي وارنست رينان: علم الانسان، العقلاني والمختبر فقه اللغوي/ الاقامة في الشرق والبحث: متطلبات المعجمية والخيال/ الحج والحجاج، بريطانيون وفرنسيون)،
الفصل الثالث: (الاستشراق الكامن والظاهر/ الاسلوب، المعرفة الخابرة، والرؤيا: دنيوية الاستشراق/ الاستشراق الانجلو فرنسي الحديث في ذرورة الازدهار/ المرحلة الاخيرة).
عبر هذه الفصول ينتقل بنا الكاتب من مجال الاستشراق إلي البني الاستشراقية واعادة خلق البني، ثم إلي الاستشراق الان. في هذه المحاور الثلاثة يستقريء (ادوارد سعيد) شبكة من علائق الاستشراق، ويجدلها بشبكة من الاستفهامات الجوهرية حيث تتفصل وتتمفصل مكونات الاستشراق الخفية التي تبدأ بمكون رئيسي للثقافة الاوروبية، وهو فكرة كون الهوية الاوروبية متفوقة بالمقارنة مع جميع الشعوب والثقافات غير الاوروبية. كان كل كاتب من كتاب القرن التاسع عشر وهذا يصدق علي كتاب المراحل السابقة يعي إلي درجة فائقة حقيقة الامبراطورية، فاي مختص فيكتوري لن يتردد طويلا قبل ان يعترف بان ابطال الثقافة التحررية من مثل: جون ستيوارات مل ، ارنولد، كارلايل، نيومن، ماكولي، رسين، جورج اليوت، بل حتي ديكنز، كانوا يحملون آراء محددة في العرقية والامبريالية. تنشبك هذه المكونات مع مفاعيل أخري لتكون الخلفية الاساسية للاستشراق، حيث بامكاننا اضافة ما ملأه الموقع الامريكي منذ الحرب العالمية الثانية من الفراغات التي تركتها القوتان الاوربيتان السابقتان: انكلترا وفرنسا. وعن بدايات الاستشراق نقرأ: انني اؤمن بان مجرد النوعية والانسان اللذين تمتلكهما الكتابات البريطانية، والفرنسية، والامريكية حول الشرق يسموان بها إلي مرتبة فوق العمل الحاسم دون شك والذي انتج في المانيا، وايطاليا، وروسيا، وامكنة اخري.. لكنني اؤمن بان من الصحيح ايضا ان الخطوات الرئيسة في تراث البحث الاستشراقي قد حدثت اولا اما في بريطانيا أو فرنسا، ثم احكمت واتقنت في المانيا، ف(سلفستر دوساسي) مثلا. لم يكن فقط اول مستشرق اوروبي حديث ومؤسساتي درس الاسلام، والادب العربي، وديانة الدروز، وفارس الساسانية، بل كان ايضا معلم شامبليون وفرانتز بوب، مؤسس اللغويات المقارنة في المانيا، ويمكن ادعاء اسبقية وتفوق لكل من وليم جونز، وادوارد وليم لين.
تبعا لذلك، ما العلاقة بين السلطة والاستشراق؟ ما الخصائص المشتركة بينهما؟ وهل هما وجهان لعملة واحدة؟ تجيبنا عن ذلك كلمات (سعيد): ليس ثمة ما هو سري أو طبيعي حول السلطة، فهي تتشكل، وتفيض، وتنتشر، وهي اداتية، ومقنعة، وهي ذات مكانة، وهي تؤسس شرائع للذوق والقيم، وهي عمليا لاتفرق عن افكار معينة تمنحها هي الكرامة والجلال بوصفها حقيقة، وعن التقاليد، والمنظورات، والمحاكمات التي تشكلها، وتنقلها، وتعيد انتاجها، وفوق كل شيء، فانه يمكن، بل يجب في الواقع، تحليل السلطة. وجميع خصائص السلطة هذه تنطبق علي الاستشراق.
وكيفية الانطباق تقع في البورة التي يلتقي فيها (التموضع الاستراتيجي) باعتباره طريقة لوصف موقع المؤلف في نص ما بالنسبة للمادة الشرقية التي يكتب عنها، مع (التشكيل الاستراتيجي) باعتباره طريقة في تحليل العلاقة بين النصوص والنهج الذي تكتسب به مجموعات من النصوص، أو انماط معينة من النصوص، بل حتي الاجناس النصية، كتلة، وكثافة، وقوة اشارية في ما بينها، ثم في الثقافة باكملها. كل من يكتب عن الشرق يجب ان يموضع نفسه بازاء الشرق وبالنسبة له، واذ يترجم هذا التموضع إلي نصه، فانه يشمل نمط الصوت السردي الذي يتبناه، نمط البنية التي يبنيها، انماط الصور، والموضوعات، والمتخللات المعنوية (موتيف) التي تدور في نصه. ويتجمع كل ذلك في طرق متقصدة لمخاطبة القاري، واحتواء الشرق، ثم، اخيرا، تمثيله والتحدث باسمه. وما من شيء من هذا يحدث في المجرد. اذ ان كل كاتب عن الشرق (ويصدق هذا حتي علي هوميروس) يفترض وجود سابق شرقي له، معرفة ما مسبقة بالشرق، يشير اليهما وعليهما يعتمد. واضافة ، فان كل عمل عن الشرق يخلق وشائج مع اعمال اخري، وجمهور، ومؤسسات، ومع الشرق ذاته، واهتمامي والقول ل سعيد بالسلطة لا يقتضي تحليلا لما هو خفي في النص الاستشراقي. بل يقتضي بالحري تحليلا لسطح النص، لخارجيته بالنسبة لما يصفه، فالاسشتراق قائم علي مقدمة اساسية هي الخارجية، اي، علي حقيقة ان المستشرق، شاعراً أو كاتباً، يجعل الشرق يتحدث، ويصف الشرق، ويجعل اسراره ومبهماته واضحة للغرب ومن اجله، وهو غير معني بالشرق ابدا الا بوصفه السبب الاول لما يقوله. ويقصد بما يقوله وما يكتبه، بحكم كونه يقال أو يكتب، ان يشير إلي ان المستشرق قائم خارج الشرق، بكلا الوجهين: كحقيقة وجودية، وكحقيقة اخلاقية. والنتاج الرئيسي لهذه الخارجية هو (التمثيل) طبعا، وليس الحقيقة.
ضمن هذه الفجوات الكامنة، الظاهرة يأتي كتاب (الاستشراق) كفضاء يحفر في اللغة: (ان الشرق الذي يتجلي في الاستشراق، هو نظام من التمثيلات مؤطر بطقم كامل من القوي التي قادت الشرق إلي مجال المعرفة الغربية، والوعي الغربي، وفي مرحلة تالية، الامبراطورية الغربية. واذا كان هذا التحديد للاستشراق يبدو سياسياً اكثر منه اي شيء اخر، فذلك ببساطة لانني اؤمن بان الاستشراق كان هو نفسه نتاجا لقوي ونشاطات سياسية معينة. فالاستشراق مدرسة للتفسير حدث ان كانت مادتها الشرق، بحضارته، وشعوبه، واقاليمه المحلية، واكتشافات الاستشراق الموضوعية وهي حصيلة عمل باحثين لا يحصون نذروا انفسهم له. فحققوا النصوص وترجموها. ودونوا النحو في مجمعات، ووضعوا المعاجم، واعادوا تركيب حقب منسية، وانتجوا معرفة يمكن تحريها وامتحانها وضعيا كانت دائما وما تزال مشروطة، محددة بكون حقائق الاستشراق، مثل اية حقائق أخري تنقلها اللغة، متجسدة في اللغة، واية حقيقة هي حقيقة اللغة، كما قال نيتشه مرة ، سوي: جيش متحرك من الاستعارات، والكنايات، والتشبيهات المجسمة وبايجاز، خلاصة من العلاقات الانسانية عمقت، ونقلت، وزخرفت شعريا وبلاغيا، وصارت، بعد استعمال طويل، تبدو صلبة، شرائعية، وملزمة لشعب ما: الحقائق ايهامات نسي المرء انها كذلك ص 214).

فضاءات اركيولوجية
وفضاءات الكتاب الاركيولوجية تعود إلي جذور الاستشراق المجسد لرغبة الاخر ومصالحه واوهامه، وتمثيلاته ونظمه.. وثيمة هذه العودة هي في حركة تشكلها ضمن فضاء زمني متقاطع ومتقطع في اللحظة التاريخية كحدث امتدت منه النظرة الاستعمارية نحو الشرق المرعب، بغية تقسيمه، وتدجينه، وتقزيمه، لتظل اليد العليا للغرب (الشرق وجد من اجل الغرب، أو هكذا بدا لعدد لا يحصي من المستشرقين. ص (216).
ويتوشج هذا الفضاء الحركي بين (الاستشراق كجسد من الافكار، أو المعتقدات، أو الشعيرات اللغوية، أو المعرفة بالشرق، وبين مدارس فكرية أخري في الثقافة بشكل عام ص (216). اضافة إلي تشاكله ك (فضاء زمني) في اللحظة الناشئية من الوهم، والتي اطلق عليها (ادوارد سعيد): (الجغرافيا التخيلية وتمثيلاتها) كشرقنة للشرق، ابتدأت مع وجود الاستشراق الرسمي بصدور قرار مجمع فينا الكنسي عام 1312م ومؤشرها الدال الثاني علي المدي الذي تحول اليه الاستشراق منذ مجمع فينا إلي حقل شمولي، موجود في الحوليات التي انتجها القرن التاسع عشر للحقل نفسه.. وابعد هذه الحوليات اتقاناً في مجالها هي: كتاب (جول مول/ سبعة وعشرون عاما من تاريخ الدراسات الشرقية). لكن، وقبل ذلك بكثير، اي منذ اقدم الازمنة تقريبا، (كان الشرق في اوروبا شيئا اكبر مما كان معروفا عنه تجريبيا/ ان الشرق يبدو حادا ومميزا مع ظهور (الالياذة). وهناك (مسرحية اسخيلس الفرس، وهي اقدم المسرحيات الاتينية الباقية:
الآن تنوح ارض آسيا كلها
بحس بالخواء
كسيركيس قاد الجيوش إلي المام، أوه، اوه،
كسيركيس قضي عليه، ويله، ويله
خطط كسيركيس جميعها اجهت
في سفن البحر
لماذا لم ينزل داريوس اذن
ضررا برجاله
حين قادهم إلي المعركة
ذلك القائد للرجال المحبوب من سوسه؟ ص (86)
ويضيف (سعيد) مسرحية (يوربيدس الباكنتيون) ويقرأ لنا النصوص، الخفية للمسرحيتين: (ما يهم هنا هو ان اسيا تتكلم عبر الخيال الاوروبي وبفضله، هذا الخيال الذي يصور منتصرا علي اسيا هذا العالم الاخر العدائي عبر البحار، ولاسيا تنسب مشاعر الخواء، والضياع، والكارثة، مشاعر تبدو بعد ذلك، باستمرار، جزاء الشرق كلما تحدي الغرب وثمة ايضا، بكائية تندب كون الشرق، في ماض ما مجيد، اوفر حظا واعظم اداة وفاعلية، وكونه هو نفسه انتصر علي اوروبا. وفي مسرحية (الباكنتيون)، التي قد تكون اكثر المسرحيات الاتيكية آسيوية، يعاد (ديونيس) صراحة إلي اصوله الاسيوية والي افراط المجاهيل السرية الاسيوية ذي التهديد الغريب، وتقضي علي (بنثيس ملك طيبة) امة (اغاف) ومواطنوها الباكنتيون. وهكذا يعاقب بنثيس عقابا مريعا لانه تحدي (ديونيس) برفضه الاعتراف بقوته أو بالوهيته. وتنتهي المسرحية باعتراف عام بالقوة المرعبة للاله ذي السلوكية الشاذة/ ص (86).
وهنالك اعمال كثيرة تتحرك في ذات المجال الراغب في انجاز اوهامه وسيطرته، اضافة إلي النظرة الدينية: (اما مدي الفاعلية الاحتدامية للموضع الذي احتلته في الجغرافيا التخيلية الغربية، فيمكن ان توضح في (حجم دانتي) لقد كان انجاز دانتي الحقيقي في (الملهاة الالهية) انه جمع بسلاسة بين التصوير الواقعي العادي وبين نظام من القيم المسيحية كوني وسرمدي (كان يفضل لو ترجمت هذه الجملة بهذا الشكل: وبين نظام كوني وسرمدي من القيم المسيحية) ان ما يراه دانتي اذ يتجول في الجحيم والمطهر والفردوس، هو رؤيا فذة ليوم القيامة، يري باولو وفرنسيسكا، مثلا، وقد حشرا في الجحيم بسبب اثامهما، ومع ذلك، فانهما يعانيان وهما يلعبان، بل يعيشان بالفعل ادوار الشخصيات والافعال التي انتهت بهما إلي حيث سيكونان إلي الابد. وهكذا، فان كلا من الشخوص في رؤيا دانتي لا يمثل نفسه فقط، بل انه كذلك، تمثيل نمطي لشخصيته وللمصير الذي خص به. ويمر دانتي عبر دوائر تحتوي علي اناس آثامهم من مرتبة ادني: ذوي الشهوات الجامحة وذوي الاطماع، والشرهين، والهراطقة، وذوي الغضب الجامح والمدفوعين برغبة الانتحار، ثم هناك المزيفون والخونة (وبينهم يهوذا، وبروتس، وكاسيس)، (...) الا ان هذا ليس كل ما لدي دانتي ليقوله عن الاسلام.. فقبل عقاب موميتو تظهر جماعة صغيرة من المسلمين في الجحيم. ويقف ابن سينا وابن رشد وصلاح الدين بين اولئك الوثنيين الفضلاء الذين يحصرون، جنبا إلي جنب، مع هيكتور، واينياس وابراهيم وسقراط وافلاطون، وارسطو، في الدائرة الاولي من الجحيم ، ليقاسوا هناك اقل درجة ممكنة من العقاب (بل عقابا شريفا في الواقع) ص /96 97).

اعمال فلوبير
ويستقرئ (ادوارد سعيد) جحيم دانتي كاشفا عن خلفيته الاسية التي انبني عليها: (تشكل تمييزات دانتي وادراكه الشعري الصافي للاسلام مثلا علي الحتمية الخططية، بل الكونية تقريبا التي يصبح بها الاسلام وممثلوه المعينون مخلوقات انتجها الفهم الغربي الجغرافي، والتاريخي، وفوق كل شيء الاخلاقي).
والي الاتجاه نفسه تنتمي اعمال كثير من الكتاب، مثل (اعمال فلوبير/ جورج اليوت/ نرفال/..) ويتوقف (سعيد) عند اهداء المستشرق (سلفستر دو ساسي) الذي دونه علي كتابه الذي الفه عام 1799 (مباديء النحو العام).. بحيث يكشف (سعيد) ببصيرة لافتة ما وراء اهداء سوساي كتابه لابنه، (لك انت، ومن اجلك. يا ولدي العزيز، قمت بانجاز هذا العمل الصغير). يحلل ويركب المؤلف هذا الاهداء: (تحتوي الاسطر الاولي من اهدائه، علي النغمة الاساسية في عمله كله. واهداؤه يعني: انا اكتب اليك لان عليك ان تعرف هذه الامور، وما دامت لا توجد في اي شكل اخر سهل المتنازل، فقد قمت انا بالعمل المطلوب من اجلك. الخطاب المباشر: النفعية: الجهد: العقلانية الفورية والمجدية، ذلك ان ساسي آمن بان كل شيء يمكن ان يوضح ويجعل معقولا، مهما كانت المهمة صعبة والموضوع مبهما. وهنا، تتجلي في الاسلوب الواحد صرامة بوسيه، والانسانية المجردة عند لايبنتز، بالاضافة إلي لهجة روسو ص (147) ضمن هذه التهويمات الغربية للاستشراق، كيف رأي (الرحالة الحجاج) الشرق؟
لقد غلبت الغمامات الجنسية علي الابعاد الاخري، فعزل الغربيون الذكر الشرقي عن المجتمع، ونظروا إلي المرأة كآلة للجنس: (لقد نظر إلي الذكر الشرقي في عزلة عن المجتمع الكلي الذي يعيش فيه والذي عاينه كثير من المستشرقين مقتفين اثر لين بما يشبه الازدراء والخوف. وابعد من ذلك، فان الاستشراق نفسه كان، حصرا، اقليما ذكوريا، ومثل كثير من النقابات المهنية في العصر الحديث، فقد عاين الاستشراق نفسه ومادة دراسته من خلال غمامات جنسوية. وذلك بين في كتابات الرحالة والروائيين خاصة: فالنساء، عادة، هن مخلوقات لقوة استيهامية لدي الذكر. وهن يعبرن عن حواسية لا حدود لها، كما انهن يكدن يكن غبيات، وهن، فوق كل شيء، رغويات وعلي استعداد. وتمثل كشك هانم شخصية (فلوبير) النموذج البدئي لهذه الكاريكاتيرات/ ص 218).
داخل هذه الشبكة الكثيفة لرؤيا الاستشراق، يبين (سعيد) ان هناك اضافة لكل هذه العلائق طريقتين اساسيتين اسلم بهما الاستشراق الشرق إلي الغرب: (في المنطقة الوحيدة من الشرق حيث تقاطعت المصالح البريطانية والفرنسية وهي اراضي الامبراطورية العثمانية تدبر الخصمان نزاعهما بانسجام كامل ومميز تقريبا. وقد كانت الدبلوماسية السرية قبل الحرب العالمية الاولي وخلالها مصممة علي ان تحتز الشرق الادني اولا إلي مناطق نفوذ، ثم إلي مناطق محمية أو (محتلة) . وفي فرنسا تمحرقت عاطفة التوسع، علي خطط تقسيم تركيا الاسيوية إلي درجة ان حملة صحفية مشهورة بدأت في باريس عام 1914 لتحقيق هذا الغرض، وفي انكلترا، خول عدد كبير من اللجان السلطة لدراسة افضل الطرق لتقسيم الشرق، وتقديم توصيات بالسياسات الواجب اتباعها لذلك، وكانت اشهر اللجان تلك التي ترأسها مارك سايكس وجورج بيكو. وكان التقسيم المتساوي للفضاء الجغرافي، القاعدة التي بنيت عليها هذه الخطط (...). كان ثمة طريقتان رئيستان اسلم بهما الاستشراق الشرق إلي الغرب في اوائل القرن العشرين. كانت الاولي عن طريق مقدرات النشر التي يمتلكه التعليم الحديث، وجهازه الانتشاري في المهن المتفقهة، والجامعات، والجمعيات المحترفة، والمنظمات الجغرافية والاستكشافية، وصناعة النشر (...) وكانت الوسيلة الثانية التي اسلم بها الاستشراق الشرق للغرب نتيجة لتقاطع مهم. فقد كان المستشرقون لعقود قد تحدثوا عن الشرق (..) وكانت العلاقة بين المستشرق والشرق. بصورة اساسية، (تأويلية)، فاذا وقف المستشرق الباحث امام حضارة أو منجزة ثقافية نائية لا تكاد تفهم، قلص الايهام عن طريق الترجمة، والتصوير المتعاطف، والادراك الداخلي للشيء الذي يصعب الوصول اليه. بيد ان المستشرق بقي خارج الشرق الذي بقي نائيا عن الغرب، عصيا عليه مهما جعله يبدو مفهوما، وقد عبر عن هذه المسافة الثقافية، الزمانية، الجغرافية، باستعارات العمق وهذا ما دعاه (سعيد) بالاستشراق الكامن (..) ومع تنامي المواجهات التجارية والسياسية والوجودية الاخري بين الشرق والغرب. ظهر توتر بين المذهبيات الجامدة للاستشراق الكامن، الذي استقي الدعم من دراسات الشرق الكلاسيكي والاوصاف التي افصح عنها المسافرون والحجاج، ورجال الدولة ومن شابههم، لشرق حاضر، حديث (ظاهر) وفي لحظة يستحيل تحديدها بدقة، ادي التوتر إلي تقاطع لنمطي الاستشراق. وقد يكون هذا التقاطع قد حدث وهذا مجرد تكهن حين اخذ المستشرقون بدءا من ساسي، علي عاتقهم ان يقدموا النصح للحكومات حول ماهية الشرق المعاصر وطبيعته / ص 229 230 231 232).
وتتمادي المخططات التي سبقها الاستشراق، ومهد لتنفيذها الذي امتد حتي اللحظة المعاشة، وفي ذلك يقول (سعيد) (اذا كانت الثقافة الاوروبية بشكل عام قد هضمت الشرق وتمثلته، فان فاليري بالتأكيد يدرك ان الاستشراق كان وسيطا محددا في هذه المهمة. وفي عالم من المباديء الولسنية المتعلقة بحق تقرير المصير القومي للشعوب يعتمد فاليري بثقة علي نفي تهديد الشرق بتحليله. وان قوة الاختيار هي ان يكون لاوروبا، اولا، ان تعترف بالشرق اصلا للعلوم الاوروبية. ثم ان تعامله كأصل متجاوز منسوخ. وهكذا، ففي سياق اخر كان بوسع بلفور ان يعتبر سكان فلسطين الاصليين ذوي اولوية علي الارض. لكنها اولوية لا تقارب باي شكل اولوية السلطة التالية للاحتفاظ بها، وقد قال بلفور ان مجرد رغبات (000،700) عربي لا اهمية لها بالمقارنة مع مصير حركة استعمارية اوروبية في جوهرها . ص (256). تري، ماذا عن الاستشراق في مرحلته الاخيرة ؟ وما مدي تذبذب الاستشراق (الان) بين نمطي الاستشراق: الكامن والظاهر تتوزع الاجابة في صفحات مختلفة من الكتاب، لاسيما في عنوانه الختامي (المرحلة الاخيرة) منذ الحرب العالمية الثانية، وبشكل اكثر بروزا بعد كل من الحروب العربية الاسرائيلية، اصبح المسلم العربي شخصية في الثقافة الشعبية الامريكية، كما ان العربي اصبح يولي اهتماما جادا عميقا في العالم الجامعي، وعالم مخططي السياسة وعالم الاعمال ويرمز هذا إلي تغيير رئيس في التشخيص العالمي للقوي، ففرنسا وبريطانيا لم تعودا تحتلان المسرح المركزي في السياسة الدولية، بل ازاحتهما السيادة (الامبراطورية) الامريكية عن محلهما (...) بيد ان العربي ظهر بعد حرب 1973 في كل مكان شيئا ابعد تهديدا واشد خطرا. وهكذا، فاذا كان العربي يحتل مكانا يكفي لجذب الانتباه، فانه يحتله كقيمة سلبية.
فهو يعاين كمخرب لوجود اسرائيل والغرب. أو في نظرة أخري للشيء ذاته. كعقبة امكن تجاوزها لخلق اسرائيل عام 1948 واذا كان هذا العربي ذا تاريخ، فان تاريخه جزء من التاريخ الممنوح له (او المستلب منه، فالفرق ضئيل) من قبل التراث الاستشراقي وفي مرحلة تالية، التراث الصهيوني. لقد عوينت فلسطين من قبل لامارتين والصهاينة الاوائل علي حد سواء صحراء خالية تنتظر التفجر بالازدهار، وكان يفترض ان القلة من السكان الذين كانوا فيها، رحل، لا وزن لهم ولا حق فعليا في الارض وانهم، لذلك، دون واقع ثقافي أو قومي، وهكذا، فان العربي يتصور الان ظلا يطارد اليهودي.. ص (286/285).
ألا نستنتج من جمل (سعيد) هذه، ان الشرق بعامة، والشرق العربي بخاصة، حضارة ظاهرة يصر الغرب علي تأويلها وتزييفها تبعا لمصالحه واهوائه. فيجعلها في (الاستشراق الكامن) المبني ليس علي اوهام المستشرقين الذين ظلوا خارج الشرق، بل، اضافة لذلك، المبني علي امتداد هذه الاوهام التوسعية والتمزيقية والاستعمارية و.. إلي (الخبير الاقليمي المستشرق بالمعني الحديث) الذي عاين الشرق فهابه، واصيب برعب لا طريق للتخلص منه سوي الاستمرار في تزييف الحقائق ومتابعة ما خططه (الاستشراق). وهذا ما تؤكده نظرة الغرب للعربي سواء في افلام السينما، أو في تجنب الاهتمام بالادب العربي، أو في النظر للعربي علي انه غير مؤنسن نفي الانسانية عنه: (في الافلام والتلفاز يرتبط العربي اما بالفسق أو بالغدر والخديعة المتعطشة للدماء. ويظهر منحلاً ذا طاقة جنسية مفرطة وقديرا دون شك علي المكيدة البارعة المراوغة، لكنه، جوهريا، سادي، منحط، تاجر رقيق، راكب جمال، صراف، وغد، متعدد الظلال ص (287 / لقد استنتج مورو بيرغر رئيس رابطة دراسات الشرق الاوسط 1967: ان منطقة الشرق الاوسط وشمالي افريقيا الحديثة ليست مركزا للانجازات الثقافية العظيمة، ولا يحتمل ان تغدو كذلك في المستقبل القريب. ومن ثم فان دراسة هذه المنطقة ولغاتها لا تكون المكافأة المرجوة منها بذاتها ص 288) ، ويؤكد (ادوارد سعيد) علي تنفيذ هذه الاستنتاجات (البيرغرية نسبة إلي بيرغر) في المعاش الواقعي، فيكشف عن مقصدية اهمال الاستشراق للادب العربي: (ان احد الجوانب الباهرة للاهتمام العلوم الاجتماعية الامريكية بالشرق هو تجنبه المطلق للادب فبوسعك ان تقرأ اكداساً من الكتابة الخبيرة عن الشرق الادني من دون ان تلقي اشارة واحدة إلي الادب.. ذلك ان ما يبدو اكثر اهمية بكثير في عرف الخبير المناطقي هي الحقائق التي ربما كان النص الادبي يشكل قلقلة لها. والحصيلة الصافية لهذا الاسقاط الاستثنائي في الوعي الامريكي الحديث للشرق العربي أو الاسلامي هي ابقاء المنطقة وسكانها خصاة تصورياً، مقلصين إلي مواقف و اتجاهات و احصائيات و: باقتضاب، لا مؤنسنين مجردين عن الانسانية. وما دام الشاعر أو الروائي العربي يكتب عن تجاربه، وقيمه، وانسانيته (مهما يكن ذلك غريبا). فانه في الواقع الفعلي يمزق مختلف الانساق (الصور، والشعيرات، والتجريديات) التي يمثل عن طريقها الشرق. ص 291/290).

ترابط بين الظواهر
وليستمر الشرق هدفاً عظيماً للغرب فلابد وان تبقي كل مجالات الحياة وخاصة الاقتصادية والثقافية مرتبطة بالسياسة وتابعة لها: (ينبغي ان يظل فهم المجتمع شرق الاوسطي باعتباره كلا، هدفنا العظيم. ليس في طاقة مجتمع سوي المجتمعات (مثل مجتمع نا ) التي حققت استقراراً حيوياً ان يفكر بالسياسة، والاقتصاد، والثقافة كعوالم من الوجود مستقلة استقلالاً ذاتياً صادقاً. لا كتقسيمات تسهل الدراسة وحسب، اما في المجتمع التقليدي الذي لا يفصل بين ما لقيصر وما لله أو الذي يوجد في حالة من السيلان (الهلامي)، فان الترابط بين السياسة ، لنقل، وجميع جوانب الحياة الاخري هو لباب المسألة، ففي الشرق الاوسط اليوم، مثلا، اصبحت مسائل من مثل هل للرجل ان يتزوج اربع نساء أو واحدة، ان يصوم أو يفطر، ان ينال ارضاً أو يخسرها، ان يعتمد علي الوحي أو علي العقل، مسائل سياسية.. والي درجة لا تقل عن المسلم نفسه، علي المستشرق الجديد ان يتساءل من جديد ما هي البني والعقلات الدالة المهمة في المجتمع الاسلامي، ص 298).
هذا رأي احد الباحثين المنتمين إلي المدرسة الصلبة في الاستشراق الامريكي الجديد.
لا فرق اذاً بين المدارس الاستشراقية الصلبة واللينة، فكلها تشذ عن (الحقائق) إلي (الايهامات) و(التمثيل). فلا تبدأ باستبعاد وتغييب الادب ولا تنتهي باستبعاد الاراضي عن اصحابها. أو بتغييب الحضارة عن شرقنا العربي. ولابد من حركة جادة تتحدي الاستشراق. فعلي رأي (سعيد) لاتكفي مقالات موزعة هنا وهناك: (ان الشيء الخارق هو ان هذه المفهومات تستمر بالحاح دون تحد ذي بال في الدراسات الجامعية والحكومية للشرق الادني الحديث.. ومما يدعو إلي الرثاء، ان اعمال الباحثين المسلمين أو العرب التي تحاول تفنيد مذهبيات الاستشراق لما تترك أثراً ملموساً اذا كان ثمة من اشارة تحد لها علي الاطلاق ان مقالاً معزولاً هنا أو هناك. رغم اهميته بالنسبة لزمانه ومكانه، لا يمكن ان يترك اثرا عميقاً علي مجري اجماع بحثي مهيب تحافظ عليه وتعززه مختلف الوكالات، والمؤسسات، والتقاليد. ص (300).)
اللافت في كتاب الاستشراق انه تمحور حول الغرب، وسبر عمقه وخفاياه، محللاً بناه المرئية ك (معرفة) و(سلطة) و(انشاء) ، ومركبا ماحلله بحدس راء كشف عن البني اللامرئية المتكامنة وراء المقول والمكتوب في (الاستشراق).



\
\
أتمنى أكون أفدتك ..
مودتي لكَ}..

__________________
-




من سبق الآخر أمسنا الذي رحل أم غدنا الذي حلَّ كلمح البَصر .. ! *

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لادوارد, الاستشراق, سعيد, كتاب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب الاستشراق ومكانته بين المذاهب الفكرية المعاصرة ألاء ياقوت تحميل كتب مجانية 2 November 30, 2016 03:34 PM
تحميل كتاب بحوث في الاستشراق الأمريكي المعاصر ألاء ياقوت كتب اسلاميه 0 July 16, 2010 07:51 PM
تحميل كتاب الاستشراق ألاء ياقوت كتب اسلاميه 0 May 29, 2010 12:47 PM
كتاب الاستشراق asmaroze كتب السياسة و العلاقات الدوليه 3 July 31, 2009 11:50 AM
تعقيبات على الاستشراق - ادوارد سعيد advocate كتب فكرية وفلسفية 0 May 17, 2009 07:04 PM


الساعة الآن 08:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر