فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > روايات و قصص منشورة ومنقولة

روايات و قصص منشورة ومنقولة تحميل روايات و قصص منوعة لمجموعة مميزة من الكتاب و الكاتبات المنشورة إلكترونيا



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم March 24, 2011, 11:10 AM
 
Cake اسطورة عروس النيل



اسطورة عروس النيل
وعظمت الحضارة الفرعونية دور المرأة وجعلتها بطلة للأساطير .... كما أسند لها الفراعنة مهام اله العدل " أمهوت " وكانت " ايزيس " هى آلهة الجمال في حضارة الفراعنة .... وقد شاركت المرأة فى عهد الفراعنة فى العديد من المواقع العسكرية بل كانت الحملة العسكرية على الصومال بأمر من " حتشبسوت " التى أرسلت إلى ملك البلاد رسالة توضح فيها بأن هدف الحملة ليس عسكرياً ولكنه هدف تجارى .. كما أسندت الملكة قيادة الجيش إلى قائد من بلاد النوبة " غس " حتى يستطيع التفاهم مع أهل البلاد ... وحملت نقوش الحضارة الفرعونية صور عديدة لحواء فى الحياة العامة والمنزل والعمل والحروب العسكرية ....
وفي المقابل والنقيض انتشرت ظاهرة (( عروس النيل )) التي تقضي بالقاء فتاة شابة مزينة بالحلي في النيل ليفيض
فكيف لحضارة من اعظم الحضارات تقوم على مثل هذه الضحايا فحضارتنا لم تصل الى هذا الحد
تعالوا معي إلى كرمة بن هانئ دار أمير الشعراء أحمد شوقي التي تطل على النيل لنشاهد صورة حية لعروس النيل في الشوقيات:
ونجيبة بين الطفولة والصبا ** عذراء تشربها القلوب وتعلقُ
كان الزفاف إليك غاية حظها ** والحظ إن بلغ النهاية موبقُ
نعم كان الزفاف إلى النيل غاية تتمناها كل فتاة في مصر تعبيرا عن قداسة هذا النهر العظيم الذي تصوره المصري القديم إنسانا وجعلوه إلها وسموه حابى.

نتابع شاعرنا شوقى وهو يخاطبه:
لاقيت أعراسا ولاقت مأتما ** كالشيخ ينعم بالفـتاة وتزهقُ
في كل عام درة تلقى بلا ** ثمن إليك وحــرة لا تصدق
حول تسائل فيه كل نجيبة ** سبقت إليك متى يحول وتلحق

موقف عمرو بن العاص من هذه الظاهرة :

يقول الفقيه والمؤرخ أبوالقاسم عبدالرحمن بن عبدالحكم في كتابه "فتوح مصر والمغرب":
"لما فتح عمر بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمر حين دخل شهر بؤونة فقالوا له:
ـ أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها.
ـ فقال لهم وما ذاك؟
ـ قالوا: كلما جاءت الثالثة عشر من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليه من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في النيل.
ـ فقال لهم عمر: هذا لا يكون في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما قبله.
فأقاموا شهور بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري كثيرا ولا قليلا حتى هموا بالجلاء.
فلما رأى عمر بن العاص ذلك كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه بذلك، فكتب إليه عمر بن الخطاب أن قد أصبت أن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فالقها في النيل إذا أتاك كتابي.
فلما قدم الكتاب على عمر بن العاص فتح البطاقة فإذا فيها:
من عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر.
أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد الجبار أن يجريك.
فألقى ابن العاص البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بشهر، وكان أهل مصر قد تهيأوا للخروج منها والجلاء لأنه لا يقوم بمصلحتهم إلا النيل وأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة واستراحوا من ضحاياه هذا العام وما بعده من أعوام."
وظل المؤرخون بعد ابن الحكم يتناقلون هذه الرواية فيما كتبوه مثل المقريزي والكندي وابن تغري بردى والقطاعي وابن دقماق والسيوطي وياقوت الحموي وابن اياس.
رأى بعض المفكرين والمؤرخين من هذه الظاهرة
وظلت حكاية إهداء عروس للنبل كل عام في عيد وفاء النيل راسخة في الأذهان، واستمرت عادة إلقاء دمية خشبية على شكل فتاه آدمية بدلا من الفتاة الآدمية التي كانت تزف إلى النيل، جزءا من مراسم الاحتفال حتى الآن ومازال كتاب محدثون وشعراء يرددون الحكاية، حتى السينما أخذت من حكاية عروس النيل موضوعا لأفلامها.
ولقد بالغ الناس في تجسيد الأسطورة فقالوا إن الفتاه تظهر مرة أخرى وقد تحول نصفها الأسفل إلى سمكة لأن النهر لا يلتهم عرائسه بل يجعلها تعيش في أعماقه كالأسماك.
ومنذ كشف شامبليون أسرار اللغة المصرية القديمة بعد اكتشاف ضابط الحملة الفرنسية بوشارد لحجر رشيد أثناء الحملة الفرنسية على مصر، بدأ الباحثون دراسة جادة للتاريخ المصري القديم، ومن هؤلاء الباحث الفرنسي بول لانجيه الذي تفرغ لدراسة حكاية عروس النيل.
وخرج الباحث من دراسته بأن المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاه في النيل ولكنهم كانوا يحتفلون بإلقاء سمكة من نوع الاطم، وهذا النوع من السمك قريب الشبه بالإنسان ويصفه بعض العلماء بإنسان البحر تتميز أنثاه بأن لها شعرا كثيفا فوق ظهرها، ولها ما يشبه أرداف المرأة. أما وجهها فأقرب إلى كلب البحر وحين تسبح فوق الماء تتمايل كأنها راقصة.
وكان المصريون القدماء يزينون سمكة الاطم بألوان زاهية ويتوجون رأسها بعقود الورد والزهور ثم يزفونها إلى النيل في عيد وفائه.
ومنذ أعوام تم كشف سمكة من هذا النوع في بحيرة قارون بالفيوم.
ويقال ايضا ان انهم اكتشفوا فى نهر النيل دميات من الفخار ومعنى هذا انه لم يلقوا بفتيات حقيقيه
أما إلقاء عروس حقيقية في النيل، فلم تعرفه مصر إلا في عهد المماليك حيث جاءوا بالفتيات المدربات على السباحة تدريبا جيدا والقوا بهن في النهر ثم يتركن ليسبحن حتى الشاطئ في كرنفال الاحتفال.
إن إلقاء عروس حية في النيل ليس إلا خرافة فجميع من أرخوا لمصر قبل ابن عبدالحكم مثل هيكاه وهيرودوت وتيودور الصقلي وبلوتراك وكليمان السكندري الذين كتبوا عن الحياة والعادات الفرعونية والغرائب والتقاليد في مصر القديمة لم يتناولوا من قريب أو بعيد حكاية عروس النيل.
كما أن عبدالحكم كتب هذه الحكاية بعد فتح عمر بن العاص لمصر بمئتين وثلاثين عاما ولم يكن من معاصريها وربما رويت له.
وواضح من متن الرواية أن النيل استمر ثلاثة شهور لم يجر فيه كثير ولا قليل ولو حدث هذا لهلك كل من في مصر كما أنه من المستحيل علميا ارتفاع النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة.
ويؤكد الباحث مختار السويفي أن الحضارة المصرية حضارة راقية لم تعرف على مر العصور الضحايا البشرية لأي إله أو معبود مهما علا شأنه. ويقول السويفي إذا كان للنيل عروس فهي أرض مصر التي يدخل عليها النيل في موسم الفيضان كما يدخل الرجل على عروس في ليلة زفافها.

كما أن نقوش المعابد المصرية والبرديات التي عددت مظاهر الحياة والتقاليد والعبادات لم تذكر حكاية عروس النيل، ولو كانت هذه حكاية حقيقية لما أغفلتها النقوش.
وتذكر الدكتورة نعمات أحمد فؤاد إحدى عاشقات الحضارة المصرية في كتابها "القاهرة في حياتي" أن حكاية عروس النيل ليس لها أساس تاريخي، ولم ترد غير القصة التي ذكرها بلوتراك والتي تقول إن ايجيبتوس ملك مصر أراد اتقاء كوارث نزلت بالبلاد فأشار إليه الكهنة بإلقاء ابنته في النيل ففعل ثم ألم به ندم شديد فألقى بنفسه في النيل فهلك مثل ما هلكت.
ويقول عباس محمود العقاد في كتابه "عبقرية عمر"، "إن رواية عروس النيل على علاتها قابلة للشك في غير موضع فيها عند مضاهاتها على التاريخ، وقد يكون الواقع منها دون ما رواه الرواة بكثير.
ورغم ذلك عاشت الأسطورة في وجدان مصر وتناولها الأدباء والشعراء والفنانون والسينما ومازالت كتب كثيرة ترددها كواقع.
لكن الحضارة المصرية بأصالتها وعمقها تؤكد كل يوم وعيها وتحضرها.
لقد قدست مصر النيل العظيم شريان الحب والنماء نبع الخير والخضرة والازدهار، واحتفت به وظلت تناجيه في أناشيدها المقدسة، وصاغت الملاحم في عشقه، ولكنها أيضا قدست الإنسانية والإنسان، ولم تضح بروح إنسان من أجل فيض النهر الخالد وهذه شهادة لمصر لا ضدها.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم March 24, 2011, 12:14 PM
 
رد: اسطورة عروس النيل

مجهود رائع
يسلمو اديك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم March 24, 2011, 12:24 PM
 
رد: اسطورة عروس النيل

عروس النيل
تراث شعبى مصرى جميل جدا

بارك الله فيك على هذا الموضوع
__________________



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لسعة النحل , فوائد لسعة النحل , النحل وفوائده @ مع الله @ مقالات طبية - الصحة العامة 10 November 1, 2012 05:06 PM
خلية النحل بالصور،طريقة عمل خلية النحل سهلة بالصور،خلية النحل سريعه بالصورخلية النحل ألاء ياقوت وصفات المعجنات والسلطات والمقبلات 5 December 13, 2011 03:26 AM
صور احلى مكياج عروس 2009 - ميك اب عروس AHD Ashour مجلة العناية بالشعر والتسريحات 2 April 21, 2010 07:50 AM


الساعة الآن 08:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر